أم رامز بقلم زهير كمال

أم رامز بقلم زهير كمال - مرحبا أصدقاء ليس سرا مرة أخرى, في هذه المادة تقرأ هذه المرة مع العنوان أم رامز بقلم زهير كمال, لقد أعددنا هذا المقال لك القراءة واسترجاع المعلومات فيه. نأمل أن محتويات الإعلانات المادة آخر الأخبار، نصائح صحية، والصحة، والرياضة, ونحن نكتب لكم يمكن أن نفهم. حسنا، قراءة سعيدة.

عنوان: أم رامز بقلم زهير كمال
حلقة الوصل : أم رامز بقلم زهير كمال

اقرأ أيضا


أم رامز بقلم زهير كمال


imgمحمد بوعزيزي
محسن فكري
أم رامز
وغيرهم كثير  لا نسمع عنهم
يتكرر المشهد المؤلم نفسه في كيفية التعامل مع الفقراء في الوطن العربي من محيطه الى خليجه، هؤلاء الفقراء الشرفاء الذين يحاولون تحصيل لقمة عيشهم بعرق جبينهم وبشرفويبذلون  كل ما يستطيعون وكل ما تتفتق عنه أذهانهم من أجل البقاء على قيد الحياة في مجتمعات لا تعرف الرحمة، مجتمعات انقلبت فيها الموازين تسودها شريعة الغابويأكل القوي فيها الضعيف .
دول سُنت قوانينها من أجل خدمة الأقوياء والأغنياء،  تدوس بقدمها الثقيلة فوق رؤوس الفقراء والمستضعفين ثم عندما تقوم الثورات يدهشون ويحتارون ويلومون كل شيء إلاانفسهم وما فعلت أيديهم على مر السنين لقد بلغ الطمع فيهم أنهم لا يريدون حتى ترك الفتات للناس يقتاتون به.

صادرت البلدية عربة خضار محمد بوعزيزي ولم يجد هذا الفقير أية بارقة أمل له في هذه الحياة القاسية فأحرق نفسه فكانت الشرارة التي أشعلت الثورة في المجتمع العربي ،فأمثال الشاب بو عزيزي هم الغالبية من المحيط الى الخليج .
لقد أحسن من أطلق على ما حدث اسم الربيع العربي فهو اعتراف ضمني  بأن المجتمع العربي واحد وأن حاله واحدة . وبالطبع فإن الكثير يصبون جام غضبهم على الربيعالعربي حيث ينظرون بعين واحدة الى النتائج المأساوية التي تمخضت عما حدث وينسون أو يتجاهلون السبب الحقيقي في لماذا حدث ما حدث.
تفكير المثقفين  بهذه الطريقة مريح لهم فبما أن النتيجة مأساوية إذاً فالحدث مأساوي وخاطئ وعفا الله عما سلف.
لم يتغير شيء في الوطن العربي بل زاد القهر والظلم بعد انتصار الثورة المضادة ، فجاء محسن فكري بائع الأسماك الفقير الذي أراد إنقاذ بضاعته فتبعها الى داخل جامعةالقمامة فطحنته ماكنة الدولة فهو بالنسبة إليها مجرد رقم وشيء تافه سيّان إن عاش أو مات .
انطلقت انتفاضة الغلابة  مرة ثانية في الوطن العربي وفي أقصى الغرب منه ، وكان الحل بالنسبة للدولة  طرد بعض الموظفين من الوزراء بحجة التقصير في أداء عملهم وتماستبدالهم بوجوه جديدة وعفا الله عما سلف مرة ثانية .
يتم محاكمة قادة الانتفاضة الآن فقد كدروا الصفو العام والسلم الاجتماعي ولكن ترجمة ذلك الى اللغة العربية هي تكدير راحة الحاكم فقد انزعج أيما انزعاج مما حدث وعلىأجهزة الدولة إعادة الصفو والهدوء الى نفسه .
هل تعلّم شرق الوطن مما حدث في غربه ؟ ما حدث مع أم رامز في عمان يثبت أن الدول العربية لا تتعلم من أخطاء غيرها .أم رامز بائعة ساندويتشات على عربة صغيرة فيأحد شوارع عمان الغربية حيث تعيش الطبقة المتوسطة والغنية ، وهي المعيل الوحيد لثمانية أطفال ومصدر رزقها عربتها اليدوية هذه.
جاء موظفوا البلدية وصادروا عربتها وبعثروا محتوياتها على الرصيف وجلست مدهوشة لا تدري ما تفعل أو تقول بعد أن ضاعت تحويشة العمر ومصدر الرزق وتواجه مستقبلاًمجهولاً .
وحتى لا نضيع الوقت لنتخيل المشاهد التالية:
المشهد الأول في دولة تحترم مواطنها قد تكون مثالية بالنسبة لنا في العالم الثالث - تدفع الدولة لهذه العجوز راتباً شهرياً يكفيها هي وأولادها ، وتؤمن لهم التعليم والرعايةالصحية وتوفر عليها التعب والمشقة لتركز همها في رعاية أولادهادول كهذه موجودة على خارطة الأرض فمواطنيها يدفعون الضرائب من أجل غاية مثل هذه، أن تحقق الدولةالتكافل الاجتماعي وتضمن السلم الأهلي ، فهذه مسؤوليتها الأساسية  .
أثناء جولاته اليومية رأى عمر بن الخطاب شيخاً كبيراً يعمل وقد ظهر عليه الوهن والتعب ، لفت هذا المشهد عمر فالمفترض أن لا يعمل بعد أن خصصت الدولة راتباً لكبارالسن، سأله لماذا يعمل فقال إن عليه دفع الجزية لبيت المال، سنّ عمر قانوناً جديداً بإعفاء غير المسلمين من الجزية وتخصيص راتب لهم أسوة بكبار السن من المسلمين .وقال قولته المشهورة : ما أنصفناه أن أكلنا شبيبته، ثم نخذله عند الهرم.
والكلام هنا عن دولة ما زالت تتشكل ولم يكن فيها قوانين تنظم الحياة الاجتماعية ولكن الفقر والجوع والعجز لا تميز البشر حسب الدين أو الطائفة او العرق.
المشهد الثاني:
تدرك الدولة التي تحترم نفسها أن هناك مواطنين لا يستطيعون فتح محال تجارية ولكن يستغلون مهاراتهم الفردية وقدرتهم على العمل في الارتزاق وهم الباعة المتجولون ، تقومالدولة بتنظيم المهنة وتراقب البضاعة خاصة إذا كانت طعاماً فمهمتها الحفاظ على صحة المواطنين ، تراقب الأسعار وتمنع الغش والتلاعب.
هؤلاء الباعة المتجولون تجدهم في كل مدن العالم الكبرى في طوكيو وباريس ونيو يورك ولندن ولم يقل أحد إنهم يشوهون وجه المدينة الحضاري وغير ذلك من الترهات ، بلعلى العكس فهم يلبون حاجات المواطنين الذين يبحثون عن خدمة سريعة.
المشهد الثالث:
وهو ما حدث عندنا في تونس والحسيمة وعمان على التوالي، وهو يعبر عن التخلف المريع في مفاهيم المواطنة وفي تطبيق قوانين عفا عليها الدهر بدون استيعاب لروح القانون، دولة خلقت لتحافظ على مصالح الأغنياء وراحتهم ولا تراعي الأغلبية من الفقراء والمعوزين ، دولة ليس فيها عقل مفكر فيعدل ويحسن وينظم بعد أن يلاحظ ويدرس ويفكر فيماينبغي عمله  دولة غبية تتميز بالترهل،  وعدم الفاعلية هي السمة الغالبة فيها ، ليس فيها مساءلة أو محاسب ، دولة يأتي فيها الموظف ليجلس على كرسيه يقضي نهارهويقبض راتبه آخر الشهر ، وهذا ليس ذنبه، دولة لا تعمل بل تسير بالقصور الذاتي فقط.
المشهد الرابع:
ماذا يمكن توقعه لو وصلت أم رامز الى مرحلة اليأس الكامل بعد أن فقدت مصدر رزقها وقامت بحرق نفسها مثلما فعل محمد بوعزيزي ، هل يمكن لأحد أن يتخيل رد فعلالجماهير الأردنية التي تحتاج شرارة لتشتعل وهي التي تتظاهر في كل المدن الأردنية احتجاجاً على رفع الأسعار .
في تونس لم يكن هناك احتجاجات سابقة قبل حرق محمد بوعزيزي نفسه، مصر كذلك لم تشهد احتجاجات قبل أن تسلم الشرطة جثة الشاب خالد سعيد  وعليها آثار التعذيبالمروع الى ذويه .
كذلك المغرب لم يكن فيها ما يشير الى انتفاضة قبل طحن محسن فكري ولكن في الأردن الجالس على صفيح ساخن، كان متوقعاً أن يكون المشهد  بمنتهى العنف والدمار.
ولكن في العموم فإن تحمّل المرأة للمصاعب والشدائد أقوى من تحمل الرجل ، وإحساسها بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقها يمنعها من ترف التخلص من مسؤوليتها وإنهاءحياتها.
وهذه الحكمة هي التي حمت الأردن من دمار شديد.
وصفها محمد بن عبدالله  ص قبل أربعة عشر قرناً إن المجتمع مثل السفينة المبحرة يتكافل فيها المجتمع للوصول الى بر الأمان، ولا يستطيع أحد أن يخرق السفينة فتغرق كلها.

أنظمة حكمنا بلا استثناء تقوم بخرق السفينة كل يوم بالفساد والنهب وعدم التفكير في عواقب أفعالها وبعد هذا يتساءلون لماذا تثور الشعوب.


وهكذا المادة أم رامز بقلم زهير كمال

هذا هو كل المقالات أم رامز بقلم زهير كمال هذه المرة، ونأمل أن توفر فوائد لكم جميعا. حسنا، أراك في وظيفة أخرى المقال.

كنت تقرأ الآن المقال أم رامز بقلم زهير كمال عنوان الرابط https://notscrets.blogspot.com/2018/02/blog-post_803.html

Subscribe to receive free email updates:

0 Response to "أم رامز بقلم زهير كمال"

إرسال تعليق