عنوان: سوريا، أروِقَة الحرب - الطاهر المعز
حلقة الوصل : سوريا، أروِقَة الحرب - الطاهر المعز
سوريا، أروِقَة الحرب - الطاهر المعز
بين لُغة "التحرر الإثني" وممارسة العمالة للإمبريالية:
أصْدرت تركيا -عبر الشرطة الدّولية "إنتربول"- مذكرة اعتقال ضد "صالح مسلم محمد" بتهمة الإرهاب، منذ 2016، ولكن الزعيم السوري الكُرْدِي كان يتجول في أرجاء العالم، دون أي إزعاج، بل استقبلَه الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند في قصر الرئاسة سنة 2016، وفجأة اعتلقته الشرطة التشيكية في العاصمة "براغ" فَجْرَ يوم 25/02/2018 بغرض تسليمه إلى السلطات التركية (حال إتمام الإجراءات الإدارية والقضائية) دون احتداج أو إدانة من أمريكا أو أوروبا (السّند الرئيسي لحزب انفصالِيي أكراد سوريا)، ما يُشِير إلى صفقة عقدَها وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون خلال مُحادثاته مع أردوغان، وكان "صالح مسلم" مَدْعُوًّا إلى "براغ" للمشاركة في منتدى قسم "دراسات تطوير الشرق الأوسط" الذي أسسته وتُشْرِفُ عليه جامعة كاليفورنيا الأمريكية، وتُعْتَبَر عاصمة "تشيكيا" مركزا لعدد من أنشطة التّجَسُّس الأمريكية والأوروبية منذ ما قبل انتهاء الحرب الباردة، وقبل انتماء جمهورية التشيك إلى حلف شمال الأطلسي، وهي أحد أكبر مراكز التَّنَصّت الأمريكي، مما يُشِير إلى كَمِين وقع التّحضير له بعناية بين الأجهزة المحلية (التشيكية) والمخابرات الأمريكية والسلطات التّركية، في نطاق تقديم تنازلات أمريكية لتركيا التي بدأت حكومتها تُناور وتُظْهِرُ تقارُبًا مع روسيا وإيران (اللتين يمكنهما التضحية أيضًا ببعض مصالح النظام السوري، إذا اقتضَتْ مصالحُهما ذلك)، وبذلك يُحَقِّقُ الطّرفان الحليفان (تركيا وأمريكا) وفاقًا على أرض سوريا التي تحتلّها قوات كل منهما، وكلاهما عضو في الحلف الأطلسي، وإذا كان الشعب السوري هو الضحية الأولى لأي تواجد عسكري أجنبي، فإن بعض القيادات الكُرْدِية السورية -التي عملت على تقسيم البلاد- أصبحت بدورها ضحية الخطة الأمريكية الجديدة، والتي تتمثل في استبدال القوات الكردية من "منبج" بقوات "عربية"، وهي في الواقع قوات كانت ضمن داعش لأو النصر ة وأشباههما، وتعمل القوات الأمريكية على تدريب حوالي ألف مُرْتَزَق لتشكيل "مجلس منبج العسكري" الجديد، تحت إشراف مِائتَيْ جُنْدي من القوات الخاصة الأميركية، من قاعدة "عين العرب" (كوباني) ، مع تعزيز الحضور الأمريكي في دير الزور والرقة، وخَصَّصَتْ أمريكا موازنة عسكرية بقيمة 400 مليون دولارا لإرشاء بعض زعماء العشائر ولتدريب حوالي 30 ألف شاب من هذه العشائر، بإشراف ألف جندي من القوات الخاصة الأمريكية بهدف تعزيز الوجود العسكري الأمريكي شرق الفرات، ومنْع الجيش السّوري من التّقدم، وهو ما تَجَسّم في القصف والمجازر، باستخدام القواعد العسكرية الأمريكية العديدة في المنطقة (14 قاعدة مُعْلَنَة) ومنها مطار "الطبقة" و"قاعدة الرميلان" القريبين من الحدود العراقية السورية...
صعوبات الإعلام "ضد التّيّار"
تَتَحَكّمُ وكالات الأخبار ووسائل الإعلام (وهي مملوكة لشركات قَوِيّة ومتعددة الجنسية) في نشر وترويج الأخبار التي تتحكم في طريقة تقديمها للجمهور بشكل يجعل معظم هذا الجمهور (في العالم) جاهِلاً بحقيقة ما يَجْرِي، ويُشَكِّل التركيز خلال الاسابيع الماضية على "عفرين" أو "الغوطة الشرقية" من وجهة نظر مُعادِية تمامًا للشعب السوري ولضحايا الحرب، التفافًا على القصف اليومي للإرهابيين لدمشق، بأسلحة أمريكية متطورة وبإشراف خُبَراء من أمريكا ودول الحلف الأطلسي والكيان الصهيوني، كما تُهْمِلُ وسائل الإعلام عمليات الإغتيال والإعتقالات في فلسطين المحتلة، ومُعاناة الشعب اليمني في مواجهة القصف الوحشي السعودي والإماراتي... لهذه الأسباب مُجْتَمِعَةً أصْبَحَ من الصّعْب معرفة ما يَحْصُل والحصول على أخبار "موضوعية"، ومن الصعب كذلك تفنيد الأكاذيب التي تُرَوِّجُها طوال أيام السنة مختلف وكالات الإعلام والقنوات الإخبارية، ومنها القنوات الناطقة بالعربية، وهي أمريكية وصهيونية في اتجاهاتها، مثل العربية أو الجزيرة، حيث أصبح الناطقون باسم العدو الصهيوني مُقِيمين دائمين على شاشاتها...
وهكذا المادة سوريا، أروِقَة الحرب - الطاهر المعز
هذا هو كل المقالات سوريا، أروِقَة الحرب - الطاهر المعز هذه المرة، ونأمل أن توفر فوائد لكم جميعا. حسنا، أراك في وظيفة أخرى المقال.
كنت تقرأ الآن المقال سوريا، أروِقَة الحرب - الطاهر المعز عنوان الرابط https://notscrets.blogspot.com/2018/02/blog-post_3082.html
0 Response to "سوريا، أروِقَة الحرب - الطاهر المعز"
إرسال تعليق