دان براون والتشريقة الماسونية الكبرى (الجزء الأوّل-أ) - بقلم: أسد زيتون

دان براون والتشريقة الماسونية الكبرى (الجزء الأوّل-أ) - بقلم: أسد زيتون - مرحبا أصدقاء ليس سرا مرة أخرى, في هذه المادة تقرأ هذه المرة مع العنوان دان براون والتشريقة الماسونية الكبرى (الجزء الأوّل-أ) - بقلم: أسد زيتون, لقد أعددنا هذا المقال لك القراءة واسترجاع المعلومات فيه. نأمل أن محتويات الإعلانات المادة آخر الأخبار، نصائح صحية، والصحة، والرياضة, ونحن نكتب لكم يمكن أن نفهم. حسنا، قراءة سعيدة.

عنوان: دان براون والتشريقة الماسونية الكبرى (الجزء الأوّل-أ) - بقلم: أسد زيتون
حلقة الوصل : دان براون والتشريقة الماسونية الكبرى (الجزء الأوّل-أ) - بقلم: أسد زيتون

اقرأ أيضا


دان براون والتشريقة الماسونية الكبرى (الجزء الأوّل-أ) - بقلم: أسد زيتون

L’image contient peut-être : 1 personne, nourriture
أخيرا وبعد سنوات على نشرنا المستمرّ والمتتابع لحقائق وأسرار المدينة المدوّرة الغارقة في الحاضرة الفراتية بين دجلة والفرات يطلّ علينا كاتب الماسونية الشهير في سبتمر الماضي 2017م دان براون عبر روايته (أصل : Origin) بلمحة آسرة من هذه الأسرار التي كان على رأس مهامّ السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء ببغداد : "مهمّة طمسها وإخفائها وسرقة ما تبقى من كنوزها المدفونة في كبد الأرض الفراتية"...

فلهذه السفارة من الخفايا والمهام والأسرار الخطيرة أكثر بكثير من مساحتها الشاسعة والأكبر بين سفارات العالم , ومن جيشها العرموم المكوّن من خمسة عشر ألف موظف تتبعهم الجحافل التكفيرية التي دخلت أولى قطعانها إلى العراق مع الاحتلال الأمريكي سنة 2003م وتمدّدت برعايته وعنايته ذات الطبيعة الخاصة التي تفنّنت شركة بلاك ووتر بأفانينها المنسوجة على منول يوري ذي التأثير المتعاكس . ومع الخيبة الأمريكية في مفاوضات الانسحاب الأمريكي من العراق وانكشاف العورة الصهيونية للربيع الوهّابي في سوريّا كسرت الغطرسة الأمريكية قواعد عملها وتورطت بشكل مباشر ودون قفازات في عملية انطلاق دولة داعش في العراث والشام وهو التورط الذي جعلها تقوم بقصف الجيش العراقي والحشد الشعبي في رابعة النهار لوقف تقدمه باتجاه المناطق التي كان الدواعش يحفرون فيها الأنفاق ويدمرون ويسرقون الكنوز الأثرية ويهربونها لأسيادهم الذين أعلن أحد قادتهم العسكريين من أمام المتحف العراقي سنة 2003م انتقامه من آشور ...
ربّما يتذكرُ كثيرون منكم مثلي في الطفولة , لاءات العرف الناهي وهي تنذر بولولات الثبور كلّما حاولنا تأمّل صفحة السماء والنظر في النجوم المتلألئة ومجدها العالي الإثير . تتبعها الزجرات المحذّرة من انتشار الثآليل في أيدينا وأجسادنا إذا تجرأنا على تعداد النجوم ...
ولعلّكم مثلي تجدون صلة ما بين هذه الاءات والولولات والزجرات وبين ذلّنا ومهانتنا وذل شعوبنا وأممنا وأوطاننا وبلداننا لقرون طويلة ما تزال تزحف بظلماتها في عقولنا وصدورنا وترسف بنا عن حدود السماء , حتّى لم نعد نتجرّأ على معرفة الأبراج التي كتبت مواقيت سقطتنا الأولى إلا من خلال توقعات دجالين الفلك الرتيبة يوما بعد يوم وعاما بعد عام تمجيدا لسقوطنا الدائم كأي تفاحة نخرها العفن والدود من تفاحات الجاذبية ...
ولعلّ من بينكم من يتجرّأ معي اليوم على النظر إلى تلك النجوم والاستمتاع بتعدادها دون أيّ خوف من زجرات الأبابيل وولولات الثآليل ...
وأهلا بمن رغب منكم مرافقتنا هذه الرحلة الشيقة – والمجهدة ربّما – مع كاتب الماسونية الأكبر وعملاق الرموز والأساطير دان براون :
على الرغم من رعاية الماسون العلنية لداون براون وتكريمهم له رسميا فقد نفى دان براون أن يكون ماسونيا مفضلا الحريّة على أيّ تبعية , ولكن ممّا لا ريب فيه أنّ الامكانيات الضخمة ماديا ومعنويا والصلاحيات الخاصة جدّاً التي تتطلبها عملية تأليف أيّ من رواياته لا يمكن تأمينها وتوفيرها إلاّ بكرت أخضر ماسوني يتيح له الوصول إلى مواقع حساسة ومختبرات ووثائق علمية ودينية وسياسية فائقة الخطورة . وقد تعوّدنا على قراءة لازمته الشهيرة على صدر جميع رواياته بأنّ :
( جميع الأعمال الفنيّة والمعماريّة والمواقع والحقائق العلمية والمنظمات الدينية المذكورة في هذه الرواية حقيقية )
بغض النظر عن الدعم الماسوني لدان براون فهو يتمتع حقّاً بموهبة استثنائية فريدة لا ينكر منتقدوه بريقها الأخّاذ وسحرها الآسر الذي يغري أشدّ القرّاء حذراً بتناول كأسها دهاقاً مع علمه بالجرعة السميّة الممزوجة , هذا عدا عن الغنى الثقافي والمعرفي والعلمي الذي تذخر بها وجباته الرواية والطازجة دوما مهما تقادمت العصور تقادمت في مكوناتها ...
ويبدو أنّ عبارة روايته الجديدة من بين العبارات الافتتاحية المقتبسة التي عوّدنا بروان على الاستفتاح بها في كلّ رواية تحمل رسالة ماسونية خاصة جدّأً في أعقاب أكثر أحداث القرون عجائبية وأشدها خطراً عبر التاريخ وهي رسالة غير مقصورة على مضمون النصّ فقط وإنّما على مضمون اسم صاحبها جوزيف كامبل الذي يذكرنا اسمه بوثيقة كامبل السريّة التي خلص إليها المؤتمرون سنة 1907م في نهاية مؤتمر لندن الاستعماري الشهير الذي بدأ سنة 1905م بحضور لجان علمية مختصة في جميع شؤون الحياة ومجالاتها واستمرّت أعمالهم ودراساتهم ومناقشاتهم لعامين انتهيا بوثيقة كامبل التي تضمنت الخطط الماسونية الواجب تنفيذها على مدار قرن كامبل وكان مخطط سايكس بيكو ووعد بلفور والثورة البلشفية والحرب العالمية من بواكير هذه الخطط التي رحل ورثة دهاقنتها بخيبة أسيادهم وبلعنة رحيل الأيام المعدودة لأسد قاسيون بعد قرن كامل من أدهى أفانين اللعب الشيطانيّ الخبيث عبر التاريخ ... فماذا يقول الأمريكي جوزيف كامبل عالم ميثولوجيا الأساطير والأديان ؟! أو بالأحرى ماذا يقولون ؟
(يجب أن تكون لدينا الرغبة في التخلّي عن الحياة التي خططنا لها , لكي ننال الحياة التي تنتظرنا ) جوزيف كامبل
أحسنتم يا دهاقنة الماسون الجدد فحقا أنتم براغماتيون بما يكفي لكي تلقوا بودائع الكريبتيس المقدسة وبذكرى تيسها الهالك في سلّة مهملات قرن مضى , وتلتفتوا مع عيني أبي الهول إلى الحاضرة القديمة في البكة المباركة بالخصب بين دجلة والفرات حيث مهد الكتاب المقدس كما تقولون أنتم قبل وبعد وأثناء محاولاتكم المديدة لتهجير هذه الحاضرة بين مشارق الأرض ومغاربها وفي جوفها الفارغ الذي اخترعتموه وفي مجاهل الأرض المسطحة التي رجوتم بها تسطيح عقل الغوييم المأفون على إستكم المأبون بخازوق اللعنة الأسديّة الأخيرة ..وعذرا على الحدّة ..
نقرأ في الفصل العشرين الصفحة 98 من الرواية المترجمة حديثاً على لسان الشخصية الأساسية في الرواية العالم المستقبلي إدموند كيرس :
((( تابع إدموند كلامه : تاريخيا , لطالما قمعت الحماسة الدينية التطوّر العلمي . لذا أناشد هذه الليلة الزعماء الدينيين حول العالم بضبط النفس وتفهّم ما سأقوله . من فضلكم , دعونا لا نكرّر العنف الدمويّ الذي شهده التاريخ . دعونا لا نرتكب أخطاء الماضي .
وتحوّلت الصور على السقف إلى رسم لمدينة مسورة قديمة , مدينة دائرية تماما تقع على ضفاف نهر يجري في الصحراء .
عرف لانغدون (بطل روايات براون) بغداد القديمة بمخططها الدائري المدعّم بثلاثة جدران متحدة المركز تعلوها الشرفات والكوات ..
قال إدموند : في القرن الثامن عشر (خطأ مطبعي في الرواية .. والمقصود القرن الثامن للميلاد ) برزت مدينة بغداد كأكبر مركز للتعلّم على الأرض , واستقبلت جميع الديانات والفلسفات والعلوم في مدارسها ومكتباتها . وعلى مدى خمسمائة عام , تدفقت الابتكارات العلمية من المدينة على نحو لم يشهد له العالم مثيلا . وما زال تأثيرها مستمرّاً حتى اليوم في ثقافتنا المعاصرة .
في الأعلى , عادت النجوم إلى الظهور , والكثير منها مع أسمائها : النسر الواقع (Viga) , إبط الجوزاء (Betelgeuse) , رجل الجبار (Rigel Algebar) , ذنب الدجاجة (Deneb) , العقرب (Acrab) , النجم كيتالفا (ألفا قطعة الفرس) (Kitalpha ) .
وجميع أسمائها مشتقة من اللغة العربية , وحتى هذا اليوم , يحمل أكثر من ثلثي النجوم في السماء أسماء عربية الأصل لأنها اكتشفت على أيدي علماء فلك من العالم العربي .
ملاحظة : ماذا عن الفلك السومري البابلي يا بروان ؟! ماذا عن أساطير العقرب والجبار وقياسات أبعاد الكواكب ومدارات وسرعاتها قبل آلاف السنين من مدونات العصر العباسي ؟! )
نتابع مع العالم المستقبلي كيرش في عرض اكتشافه العلمي الذي سخبرنا من أين أتينا نحن البشر وإلى أين نمضي :
سرعان ما شعت السماء بعدد كبير من النجوم ذات الأسماء العربية حيث أوشكت أن تحتجب خلفها , ثمّ تلاشت الأسماء مجددا من صفحة السماء .
وبالطبع , إن أردنا أن نعد النجوم ...
I .. II … III … IV … V…………..
توقفت الأرقام فجأة واختفت ...
فإننا لا نستخدم الأرقام الرومانية بل العربية .
بدأت الأرقام العربية بالظهور مجددا باستخدام نظام الترقيم العربي : 1,2,3,4,5,,,,,,,,
ربّما تعرفون أيضاً أنّ هناك الكثير من المصطلحات التي تنسب لعلماء مسلمين , وما زلنا نستخدم أسماءها العربية .
ظهر كلمة الجبر ALGABER في السماء , محاطة بسلسلة من من المعادلات متعددت المتغيرات . وأتت بعدها كلمة خوارزمية ALGORITHM مع مجموعة متنوعة من الصيغ . ثمّ أتت كلمة السمت AZIMUTH مع رسم بياني يصوّر زوايا على أفق الأرض . وتسارع سيل الكلمات ... الدرك الأسفل (NADIR) , الذروة (ZENITH) , الخيمياء (ALCHEMY) , علم الكيمياء (CHEMISTRY) , شيفرة (CIPHER) , الإكسير (ELIXIR) , الكحول (ALCOHOL) , قلويّ (ALKALINE) , صفر (ZERO) ...
ومع تتالي الكلمات العربية المألوفة , فكّر لانغدون كم أنه من المأساويّ أن يتخيل الكثير من الأمريكيين مدينة بغداد كواحدة من مدن الشرق الأوسط المغبّرة التي تمزّقها الحروب . كما تظهر في نشرات الأخبار , من دون أن يعرفوا أنها كانت فيما مضى مركز التقدّم العلمي الإنساني . (ملاحظة : ولأربعة آلاف سنة يا سيد براون )
قال إدموند : بحلول نهاية القرن الحادي عشر كان أعظم اكتشاف فكري على وجه الأرض يجري في بغداد وحولها . فجأة بين ليلة وضحاها تقريبا تغير ذلك . فقد ظهر عالم لامع يدعى أبا حامد الغزالي ... وقد كتب سلسلة من النصوص المقنعة تشكك في منطق أفلاطون وأرسطو , وتعلن أن الرياضيات عمل الشيطان فأطلق بذلك مجموعة من الأحداث التي التي قوضت التفكير العلمي وأصبحت دراست الفقه إلزامية , وفي نهاية المطاف انهارت الحركة العلمية المعاصرة له بأكملها ...
بحلول نهاية القرن الحادي عشر كان أعظم اكتشاف فكري على وجه الأرض يجري في بغداد وحولها . فجأة بين ليلة وضحاها تقريبا تغير ذلك . فقد ظهر عالم لامع يدعى أبا حامد الغزالي , وهو يعدّ اليوم من أكثر المسلمين تأثيرا في التاريخ . وقد كتب سلسلة من النصوص المقنعة تشكك في منطق أفلاطون وأرسطو , وتعلن أن الرياضيات عمل الشيطان فأطلق بذلك مجموعة من الأحداث التي التي قوضت التفكير العلمي وأصبحت دراست الفقه إلزامية , وفي نهاية المطاف انهارت الحركة العلمية المعاصرة له بأكملها ...
تبخرت الكلمات العلمية فوق رؤوسهم , وحلّت مكانها صور لنصوص دينية إسلامية .
حلّ الحذر محلّ التحقيق , وحتى هذا اليوم , ما زال العالم الإسلامي يحاول أن يتعافى . صمت إدموند قليلا , ثمّ أضاف : وبالطبع لم يكن وضع العالم العلمي المسيحي أفضل .
ظهرت لوحات علماء الفلك كوبرنيكوس , غاليليو , برونو .. على السقف . فالقتل الممنهج والسجن والشجب الذي مارسته الكنيسة ضدّ بعض ألمع العقول العلمية في التاريخ أخّر التقدم البشريّ لقرن من الزمن على الأقلّ .... )))
قبل الغوص في خفايا رسائل هذه الرواية والأصل الذي تتحدّث عنه سنتحدث أولاً وباختصار عن داون برواون كشخصية روائية ثقافية علمية , وعن موضوع روايته (أصل) بما يتيح للقارئ فهم واستيعاب مواضيع التحليل والاقتباس من فصولها دون التأثير على متعة التشويق لمن يرغب بقراءتها وخوض تفاصيل مفاجآتها الروائية ...
بحسب تصنيف النقاد فإن دان براون يأتي في مقدمة مؤلفي روايات الخيال العلمي ذات الطابع الفلسفي ولكنّ هذا التصنيف يبتعد عن الحقيقة بعض الشيء إذا اعتبرنا مفهوم الخيال العلمي بحسب ما هو شائع كتصوّرات محتملة في المستقبل وغير واقعية في الحاضر . وهو أمر ينفيه براون نفسه إذ يؤكد في كلّ رواية على أنّ الحقائق والمواضيع العلمية وكذلك الطقوس والأعمال الفنية والأبنية الأثريّة في رواياته حقيقية تماماً ...
ونحن هنا لا نريد إعدام الخيال من رواياته أبداً فالخيال موجود حتى في الواقع وما وراء الواقع الذي غالبا ما يتعامل براون مع رمزيته المكانية والزماينة ...
ولكن يتمتع براون بموهبة نادرة في تمويه التضليل العلميّ بما يعجز العالم المختصّ والقارئ المثقف عن دحض ما يسوقه منه . وتجربة وزن الروح التي تحدثت عنها رواية الرمز المفقود أوضح الأمثلة على ذلك .
ونحن إذا كنّا سنتجاوز عمّا جعله يصوّر المدينة المدوّرة على غرار صورها المتداولة على ضفة نهر يجري في صحراء , على الرغم من كونه أكثر من يجب أن يعلم أنّها في أكثر بقاع الأرض خصوبة وبركة بالمياه الوفيرة , فإنّه من غير المقبول أبداً التجاوز عن تورّطه العلميّ في وزن الروح ...
ففي الفصل 107 من الرمز المفقود أو (مفتاح سليمان) يتحدّث عن تجربة علمية لحساب كتلة الروح تبرّع بإخضاع نفسه أستاذ علوم عجوز ومريض وهب جسده للعلم . حيث سيوضع جسده في حاضنة بلاستيكية شفافة محكمة الإغلاق مثبتة على ميزان رقمي كبير عالي الدقة . وبالمختصر فعندما يلفظ المتبرع أنفاسه الأخيرة بعد تحوّل أوكسيجين الحاضنة المغلقة بإحكام إلى ثاني أوكسيد الكربون يتغير المؤشر الرقمي بانخفاض طفيف . ولكي تكون النتيجة :
(يبدو أنّه ثمّة مادّة غير مرئية موجودة في الجسد البشريّ عند الموت . تلك المادّة لها كتلة يمكن قياسها )
والحقيقة أنّنا حتّى إذا كانت لدينا التجهيزات اللازمة لإجرائها فإنّ هذه التجربة عبارة عن جريمة يمنعها القانون ويعاقب عليها ..
ولكنّ يا سيّد براون هل نحن بحاجة حقّاً إلى ارتكاب هذا الجرم ما دمنا قادرين على إجراء هذه التجربة على أيّ نوع من أنواع الكائنات الحية غير الإنسان ؟! أليس الموت قاسماً مشتركاً لجميعها يا عزيزي ؟! وإذا استطاعت روح الإنسان النفاذ عبر الحاضنة البلاستيكة ومعها ولو عددا واحداً آقصى يمين القافلة الطويلة بعد الفاصلة من شاشة الميزان أليس لروح فأر أن تفعل ذلك ؟
هذا السؤال يكشف جزءا من سحر براون في التضليل . فهذه التجربة الجريئة التي تحبس الأنفاس ليست لقياس الروح وإنما هي إحدى تجارب معهد العلوم العقلية لقياس كتلة العقل والوعي ومحاولة التعامل معها والتحكم بنقلها وانتقالها ..
وربما جميعكم تعرفون العرف الشعبي العام بأنّ النائم أو الميت يغدو أثقل وزنا , ويمكننا التحقق علميا من صحة هذا الإحساس الذي نشعر بالفرق بين حمل الشخص نفسه نائما وحمله مستيقظاً في مدة زمنية تتيحها أدوات التجربة نفسها قبل انتهاء صلاحية الهواء للتنفس في حجرتها ..
اللجوء إلى هذا الأسلوب يشبه إلى حدّ كبير لجوء الولايات المتحدة إلى تمثيلية هبوط رواد أبولو على سطح القمر في حمأة التنافس المحموم مع الاتحاد السوفييتي في ستينيات القرن الماضي على اعتبار أنها ستتمكن لاحقاً من تنفيذ هذه العملية وهو الأمر الذي لم يحدث حتى الآن وقد اضطرت الولايات المتحدة على نشر هذه الفضيحة بنفسها بعد نجاح المركبة الصينية غيرالمأهولة تشانغ آه-3 في الهبوط على سطح القمر ليفصح أرنبها النفريتي الجميل (العربة القمرية "يوتيو") عن صورة للشمس التقطها أثناء جولته على سطح القمر وهو ما لم تفعله الناسا في أيّ من رحلاتها المأهولة التي ادّعتها والتي يمكنها الادعاء أنّ آثارها على سطح القمر - سيما آثار أقدام روادها – قد انطمست بسبب تجربة القصف الصاروخي لسطح القمر التي أجرتها سنة 2009م بحجة البحث عن المياه . بعد أن ادّعت سابقاً بأن التسجيلات الأصلية لرحلتها المأهولة الشهيرة قد مُسحت بسبب إعادة التسجيل عليها بطريق الخطأ ... وبالمناسبة فإنّ خبر قصف القمر تزامن مع نشر رواية الرمز المفقود سنة 2009م ...
من الغباء فصل أدوات ومنتجات الدعاية الأمريكية عن سياسات ومخططات دهاقنة الكابيتول . فعندما توضع المقرات العسكرية والاستخباراتية والعلمية والأسلحة المتطورة تحت تصرف عباقرة الإخراج السينمائي في هوليود , وعندما تفتح الأبواب الموصدة لروائي عبقري مثل دان براون , وعندما يتمّ تنفيذ أفلام هوليود على أرض الواقع بعد سنين من عرضها ؛ عندها يجب علينا تقييم هذه المنتجات بنفس الأهمية التي نقيّم وندرس فيها مخططات الذئبة الأطلسية التي ما تزال قطعانها تنهش عيوننا وقلوبنا وعقولنا وتمزق ملامحنا وهويتنا الحضارية وتعيد رسمها وتصميمها وإنتاجها بالمواصفات والمقاييس التي تتيح وتبرّر لها سحقنا وإبادتنا دون رحمة ومع الشكر والتصفيق الأممي ...
السطور الأخيرة ما قبل الخاتمة في رواية الرمز المفقود تعبّر عن الثقافة الروحية للمجتمع الماسوني الصهيوني الذي يحكم في العالم الغربي الرأسمالي . وهي ثقافة الإلحاد المقنّعة بلاهوت الطبيعية الخاضع للقياس في مختبراتهم كروح أستاذ العلوم في تجربة قياس وزن الروح . فلنتمعن جيدا في هذه السطور :
((( الله موجود في مجموع كثير ... وليس في الواحد
قال لانغدون فجأة : "ألوهيم" . وفتح عينيه مجدّداً وهو يقيم رابطاً غير متوقّع .
عفواً ؟ كانت كاترين لا تزال تحدّق إليه .
كرّر قائلاً : "إلوهيم" الكلمة العبرية التي تعني الله في العهد القديم ! لطالما تساءلت عنها .
ابتسمت كاترين قائلةً أجل الكلمة هي جمع .
بالضبط ! لم يفهم لانغدون أبداً لماذا تشير المقاطع الأولى من الكتاب المقدّس إلى الله على أنّه جمع – إلوهيم – فالله القدير في سفر التكوين لا يوصف كواحد ... بل كعدّة .
همست كاترين : الله جمع , لأنّ عقول الناس جمع .)))
طبعاً ليس مقبولا من دان براون أن يجعل من بطل رواياته روبرت لانغدون - وهو أعظم علماء الرموز والأساطير – أن يجعله جاهلا بعلامات التمييم المسمارية الأكادية في أوّل وأقدم كتابة على وجه الأرض .
فالأمر يختلف بين تقييم عالم ضليع بتاريخ اللغات والأديان والأساطير ورموزها القديمة وتطورها عبر العصور , ومطلع على المخطوطات القديمة وتاريخها بما فيها المخطوطات السرية في المتاحف والمكتبات العالمية . فحتّى حكماء التلمود يطلقون على الخط الأرامي الذي كتبت به أسفار العهد القديم في عصر الهيكل الثاني اسم (الخطّ الآشوري) وهم بذلك يقرّون أنّهم كتبوا أسفارهم بالنقوش المسمارية على ألواح الصلصال (ورق الفراتين) . وعصر الهيكل الثاني يبدأ سنة 515 ق.م بعد أكثر من عقدين على إعلان قورش مبادئ حريّة الاعتقاد في مملكته . فكيف – والحال هذه – يستبدل الكهنة لغة أسفارهم المقدسة بلغة أعدائهم الآشوريين بعد قرن من القضاء على الدولة الآشورية وفي ظلّ امبراطورية اتخذت اللغة الآرامية لغة رسمية ما لبثت أن تحولت إلى لغة عالمية سادت في جميع العالم القديم وما تزال باقية حتّى اليوم ؟؟!!!
ليس مقبولا من بروان – وهو الذي يقضي حياته متنقلا بين مسارح أحداث رواياته لدراستها ميدانيا عن كثب ودراسة ثقافتها بشكل دقيق ومفصل قبل الكتابة – ليس مقبولا أن يتجاهل هذه الحقائق الميسّرة له معرفة أكثر وثائقها وحقائقها عن كثب من قبل أعظم المنظمات العالمية نفوذا وسيطرة ...
وإشارة كهنة التورات إلى استبدال الكتابة الأولى لأسفار العهد القديم بالخط الآشوري في عصر الهيكل الثاني إنّما هي دلالة شاخصة على حقيقة السبي البابلي على يد سنحاريب . وهو ما تحدثنا عنه سابقا بالنص والصورة وأثبتنا أنه من بابل وليس إليها . كما أنها وثيقة لا تقدر بثمن لمن أراد معرفة حقيقة ما قام به آشور بانيبال عندما جمع الأسفار والألواح من مملكته وأعاد نساختها – ومن بينها أسفار العهد القديم المقدسة – وأخفى الأصل مثبتا اللعنة على كلّ من يبدل أو يغيّر في نسخه الجديدة التي استمرّت ثقافتها حتّى سقوط حفيده الملك آشور أوباليط الثاني (بيلاطوس) على يد نبوخذ نصر الذي يذكره سفر دانيال بأمجاد عظيمة ويختم عصره بمجد سماويّ عظيم في الإصحاح الرابع من سفر دانيال : (فالآن أنا نبوخذ نصر اسبّح وأعظم وأحمد ملك السماء الذي كلّ أعماله حقّ وطرقه عدل ومن يسلك بالكبرياء فهو قادر على أن يذلّه ) ...
سيكون لغز شخصية النبي التوراتي دانيال الذي سلطه نبوخذ نصر على كلّ ولاية بابل وأقامه رئيساً على جميع حكماء بابل لموضع آخر من هذا البحث . ونعود الآن إلى وهم "إلوهيم" الجمع , فهذا التمييم ليس علامة جمع وإنما علامة الإعراب في الكتابة المسمارية الأكادية التي لم تكن الآشورية بمختلف لهجاتها إلا طوراً من أطوارها . وهو التمييم الذي انقلب إلى التنوين في اللسان العربي المبين كشكل من أشكال الإبدال والإقلاب الذي نجده في التوراة أيضاً في أقدس أسماء الإله (عليّون) وما علينا إلى استبدال الواو والنون بعلامة التنون دون أي تغيير لفظي للانتقال من صورة الترجمة الخاطئة إلى صورة أبجدية اللسان القرآني المعروفة (عليٌّ) ...
ومن هذا الإلحاد المبطّن بالمبدأ الصوفي المعروف بالحلول - الذي اختصره براون في نهاية الرمز المفقود بعبارة (واحد من كثير) المنثوشة باللاتينية على قبة الروتوندا – إلى عبارة العالم المستقبلي الملحد إدموند كيرش (أترككم برعاية الله) التي ختم بها رسالة اكتشافه العلميّ إلى العالم قبل موته في رواية (أصل) الجديدة , سنسلك طريقاً وعراً شديد الغموض بالنسبة لمن فاته متابعة البحوث التي نشرناها سابقا , وهي الوعورة والخطورة ذاتها التي ستتحوّل مع استيعاب ما نشرناه سابقاً إلى مزيج من المتعة والتشويق يفوق أثره ما تفعله روايات براون في سريرة أشدّ معجبيه تأثراً


وهكذا المادة دان براون والتشريقة الماسونية الكبرى (الجزء الأوّل-أ) - بقلم: أسد زيتون

هذا هو كل المقالات دان براون والتشريقة الماسونية الكبرى (الجزء الأوّل-أ) - بقلم: أسد زيتون هذه المرة، ونأمل أن توفر فوائد لكم جميعا. حسنا، أراك في وظيفة أخرى المقال.

كنت تقرأ الآن المقال دان براون والتشريقة الماسونية الكبرى (الجزء الأوّل-أ) - بقلم: أسد زيتون عنوان الرابط https://notscrets.blogspot.com/2018/01/blog-post_587.html

Subscribe to receive free email updates:

0 Response to "دان براون والتشريقة الماسونية الكبرى (الجزء الأوّل-أ) - بقلم: أسد زيتون"

إرسال تعليق