عنوان: نشرة الإقتصاد السياسي عدد 391- 26 آب 2017 - إعداد: الطاهر المعز
حلقة الوصل : نشرة الإقتصاد السياسي عدد 391- 26 آب 2017 - إعداد: الطاهر المعز
نشرة الإقتصاد السياسي عدد 391- 26 آب 2017 - إعداد: الطاهر المعز
جرائم بدون عقاب؟ تَأسَّست الولايات المتحدة الأمريكية على جماجم السّكان الأصلِيِّين الذين تمكنت الرواية الرسمية من إخراجهم من التاريخ، وكأن الأرض لم تكن مَسْكونة قبل المُسْتوطنين الأوروبيين العنيفين والمُسَلّحين (أرض بلا شَعْب؟) في حين قَدّرت مصادر مختلفة عدد القتلى مما سُمِّي "الهنود الحُمر" ما بين سبعين مليون و 112 مليون ضحية لهجمات المُسْتوطِنين، بمباركة الكنيسة (أي بدعم من الرّب نفسه، أو من يَنُوبُهُ) كما في الأساطير المؤسسة للكيان الصّهيوني، ولم تنقطع المؤسسات الأمريكية الحاكمة إلى اليوم عن تَقْنِين (قَوْنَنَةِ) ارتكات الجرائم ضد الشعوب، وارتكب الجيش الأمريكي خلال الحرب العالمية الثانية عددًا من الجرائم ضد السكّان المدنيين، وشمل تدمير المُدُن -بمن فيها من سكان- بلدان الحُلفاء أيضًا، وبعد إعلان انتهاء الحرب في الثامن من أيار 1945، قصفت الطائرات الأمريكية الضخمة "ب 29" مدينة "هيروشيما" يوم السادس من آب ومدينة "ناغاساكي" يوم التّاسع من آب/أغسطس 1945 بالقنابل النووية، ولم يُحاسب أحد رؤساء الولايات المتحدة أو وزراء الحرب أو قادة جيوشها فواصلت ارتكاب الجرائم في كوريا وفيتنام ولاوس وكمبوديا وأفغانستان والعراق، واستخدام الأسلحة "المُحَرّمة" منها النابالم واليورانيوم المُنضّب وغيرها،
وترفض الولايات المتحدة وكذلك بقية الدول التي تملك أسلحة نووية توقيع معاهدة الحد من انتشار السلاح النووي، ولكنها تفرض حظرًا وعقوبات على الدول التي تَتَّهِمُها بتطوير التكنولوجيا النووية، فيما تبقى أمريكا هي الدولة الوحيدة التي استخدمت السلاح النووي مرتين خلال ثلاثة أيام، وبلغت قوة القنبلة الأولى في "هيروشيما" ما يعادل 16 ألف طن من الدِّيناميت، وأدى الإنفجار إلى ارتفاع درجة الحرارة إلى أربعة آلاف درجة مائوية وقُتل خلال اليوم الأول والأيام اللاحقة نحو 140 ألف شخص، فيما قتلت القنبلة الثانية 74 ألف شخص في "ناغاساكي"، ولا تزال بعض الأمراض مُتَفَشِّية ويولد الأطفال مشوّهين ومُعَوّقِين، أما إعلام ودعاية الولايات المتحدة بخصوص هذه الجرائم ضد البَشَرِيّة فرَوّجَ (ولا يزال يُرَوِّج إلى غاية اليوم) "إن هذه القنابل مَكّنت من استسلام الجيش الياباني وإنهاء الحرب وبالتالي إنقاذ أرواح بشرية !!!"... سوف تُحاسب الإنسانية يومًا مَا الولايات المتحدة كدولة وكَكِيان (تأسس على جماجم السكان الأصليين ودماء وعرق العبيد) على مجموع الجرائم المُرْتَكَبَة ضد الإنسانية وضد الأرض والزراعة والحيوان والمحيط... (في الخبر اللاحق، لمحة عن مكانة السلاح والعنف والحرب في البُنيان الإقتصادي الأمريكي، كنموذج للإقتصاد الرأسمالي في مرحلة الإمبريالية)تجارة القتل: تحتكر الشركات الأميركية نحو 60% من سوق الأسلحة العالمي، وبلغت قيمة مبيعاتها لسنة 2016 حوالي 221 مليار دولار (منها 73 مليار دولارا من مبيعات شركتي "لوكهيد مارتن" و"بوينغ" لوحدهِما)، تليها الشركات البريطانية (بفارق كبير) بقيمة 40,5 مليار دولار، والشركات الروسية في المرتبة الثالثة بحوالي 19,4 مليار دولار والفرنسية بقيمة 15,6 مليار دولار وتأتي هولندا في المرتبة الخامسة بقيمة 12,3 مليار دولار وإيطالياً في المرتبة السادسة بقيمة 9,8 مليارات دولار واليابان سابعًا بقيمة 8,7 مليارات، قبل الكيان الصهيوني بمبيعات قيمتها 8,6 مليارات، ثم كوريا الجنوبية في المرتبة التّاسعة بمقدار 7,6 مليارات، وألمانيا عاشراً بنحو 3,7 مليارات دولار، وهذه الأرقام هي الأٍقام المُعْلنة التي وردت في بيانات المجلة الأسبوعية الأمريكية "ديفنس نيوز" (المُخْتصّة بالشؤون العسكرية)... مكّنت الشركات الفرنسية والبريطانية الكيان الصهيوني من تطوير الصناعات الحربية منذ ما قبل إنشاء دولة الإحتلال، وساهمت الدولة الفرنسية، وخصوصا تيار "الإشتراكية" الدولية (الحزب "الإشتراكي" لاحِقًا) من تسليح عصابات الصهاينة منذ حكومة "الجبهة الشعبية"، إذ كان "ليون بلوم" (رئيس الحكومة، أو مجلس الوزراء كما كان يُسمّى آنذاك) مُناضِلاً صهيونيا وسندًا قويا للحركة ثم الكيان الصهيونييْن، وساهم نفس التيار "الإشتراكي" في إنشاء الترسانة النووية للكيان الصهيوني، بالتزامن مع تصعيد الحروب العدوانية الفرنسية ضد شعوب مدغشقر وفيتنام والجزائر وغيرها، وتسلّمت أمريكا بعد ذلك مشعل قيادة الإمبريالية وكذلك دعم الكيان الصهيوني الذي أصبح مُنْدمِجًا في المنظومة الإمبريالية والعسكرية الأمريكية، ويتوقع أن يرتفع تصنيف شركات الإحتلال الصهيوني سنة 2017 بعد إبرام بعض الصفقات الكبرى، ومنها مبيعات عسكرية للهند بقيمة 2,5 مليار دولارا... عن شركة "بايكر تيلي" (شركة عالمية للمحاسبة) 05/08/17
عرب: لا تتجاوز نسبة التجارة البينية بين البلدان العربية 10% من إجمالي حجم معاملاتها (أو مبادلاتها) التجارية، وانخفضت هذه المبادلات بسبب انعدام التنسيق وغياب مؤسسات مشتركة (رغم الوجود الصّوري للجامعة العربية) وبسبب الحروب والخلافات ومشاركة دول عربية (بالمال أو بالعتاد أو بالجيوش) في العدوان على بلدان عربية أخرى، وكذلك لأسباب سياسية منها اعتبار النظام السوري عدُوًّا وجنرالات الإحتلال الصهيوني أصدقاء أو حُلَفاء، وشراء دول عديدة -من المغرب إلى الخليج والأردن- تمورًا من المُستوطنات الصهيونية المُقامة على أراضي الفلاحين الفلسطينيين، بدل شراء تمور عالية الجودة من المغرب العربي (تونس والجزائر) أو المشرق (العراق)، وانحدر حجم المبادلات إلى الدرك الأسفل منذ 2011، رغم التوقعات بارتفاع تجارة السلع والخدمات لمجمل الدول العربية مع الخارج عمومًا (وليس بين الدول العربية) بمعدل 5,1% خلال 2017 إلى 2135 مليار دولارا و2% خلال 2018 إلى 2220 مليار دولارا، ولكن صادرات الدول العربية لا تتجاوز المواد الخام ذات القيمة الزائدة الضعيفة أو المُنْعَدِمَة، ويتوقع أن ترتفع صادرات السلع والخدمات العربية بنسبة 7,2% لتصل إلى 1071,4 مليار دولار سنة 2017 وإلى 1122,1 مليار دولار سنة 2018، وقدر تقرير مؤسسة ضمان وتأمين الصادرات العربية العجز في ميزان تجارة السلع والخدمات للدول العربية بنحو 66 مليار دولار سنة 2016... تعتبر مصر أكبر مورد للحبوب في العالم والجزائر من أكبر مستوردي القمح، ولو استثمرت مشيخات الخليج الأموال في السودان لتمكن هذا البلد لوحدة من إنتاج ما يكفي لتحقيق الإكتفاء الغذائي العربي... عن وكالة الأنباء العُمانية 04/08/17
مصر، ثمن تيران وصنافير؟ أعلن الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز اعتزامه استثمار شركته نحو 800 مليون دولار بالشراكة مع مجموعة "طلعت مصطفى" أحد رجال الأعمال الفاسدين والمُقَرّبين جدًّا من أُسْرة حُسني مبارك، ويشمل هذا الإستثمار -الذي أُعْلِنَ عَنْهُ بكثير من التّطبيل والتّهليل في مصر والسعودية- توسيع فندق "الفصول الأربعة" ("فورسيزنز") في شرم الشيخ، وهي شبكة فنادق يسيطر عليها الأمير السعودي، وإنشاء فنادق جديدة في مدينة "العَلَمَيْن" على ساحل البحر المتوسط ومُجَمّع سكني فاخر شرق القاهرة، ويمتلك بن طلال 40 فندقا ومنتجعا في مصر إلى جانب 18 مشروعا اخر قيد الانشاء... استغلَّ الأمير السعودي القانون الجديد للإستثمار الذي أَقَرّته الحكومة في حزيران/يونيو 2017 بهدف "تسهيل الأعمال التجارية وجذب المستثمرين" بعد سنوات من التراجع أعقبت انتفاضة 2011 والإطاحة بحكم الإخوان المسلمين سنة 2013 في ظل أزمات اقتصادية عالمية وهشاشة بُنْيَوِية يعاني منها الإقتصاد المصري الذي يستورد القمح ومجمل حاجيات البلاد، بينما انخفضت قيمة الصادرات واضطربت إيرادات قناة السويس، رغم توسيعها، كما انخفضت إيرادات السياحة، رغم التراث الحضاري الهام، وحصلت الحكومة على قرض من صندوق النقد الدولي بقيمة 12 مليار دولارا (قد "يُسَهِّل" اقتراض 12 مليار دولارا من مصادر أخرى، تحتاجها الدولة) بشروط مجحفة منها خفض سعر العملة التي "تحَرَّرَ" سعرها (أي انخفض) كثيرًا مقابل العملات الأجنبية ما رفع أسعار كافة السِّلع، في إطار برنامج يصِفُه صندوق النقد الدولي ب"إصلاح اقتصادي"، بذريعة خلق الظروف المُلائمة لعودة تدفقات رؤوس الأموال والسائحين، لكن إعلان الوليد بن طلال (عضو الأسرة المالكة للسعودية) ذو صبغة سياسية، و"مُكافأة" لدولة رجال الأعمال والجيش في مصر التي باعت "تيران" و"صنافير" للسعودية بثمن رخيص... من جهة أخرى، وبالتوازي مع انخفاض معدلات النمو والاستثمار، ارتفعت نسب الفقر والبطالة، وتراجع القدرة الشرائية للعملة الوطنية إثر ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي أمام الجنيه، من حوالي 8 جنيهات للدولار الواحد إلى حوالي 18,5 جنيهات للدولار، بعد قرار تحرير سعر الصرف في الثالث تشرين الثاني/نوفمبر 2016، تطبيقًا لأوامر صندوق النقد الدولي بتقليص الإنفاق الحكومي وخفض حجم الدعم للسلع الأساسية (في إطار خطة "الإصلاح الاقتصادي")، فارتفع مستوى التضخم ما خفض مستوى عيش المواطنين، وارتفع سعر المحروقات كالوقود والغاز الطبيعي بنسب تصل إلى 42% فارتفعت معه أسعار الكهرباء والنقل حيث تضاعف سعر تذكرة قطار الأنفاق في القاهرة، ثم ارتفعت تذاكر مختلف وسائل النقل العام بنسبة تصل إلى 30% في محافظات القاهرة الكبرى الثلاثة (القاهرة، الجيزة، القليوبية) بعد يوم واحد من زيادة أسعار مياه الشرب بنسب تصل إلى 50% وتَدّعِي الحكومة (كما كل الحكومات التي تقترض من صندوق النّقد الدّولي) إن هذه الزيادات تستهدف خفض عجز الموازنة وإعادة "توجيه الدعم إلى مستحقيه"، لكن "مُسْتَحِقِّي" الدّعم يلاحظون كذب الإعلام الحكومي وتُسجّل الأسعار هذا الكذب يوميا... البيانات الأصلية من وكالة الأخبار الرسمية أ.ش.أ 07/08/17
سوريا، الحرب والأمن الغذائي: بلغ متوسط الإنتاج السنوي للقمح 3,9 ملايين طنا قبل الحرب، وانخفض سنة 2012 إلى حوالي 1,6 مليون طن، وإلى حوالي 425 ألف طن سنة 2015 و420 ألف طن سنة 2016 وفق البيانات الرّسمية، ويعود السبب الرئيسي لانخفاض الإنتاج إلى خروج مناطق ريف حلب والرقة ودير الزور عن سيطرة الدولة، وازدهار تهريب إنتاج الحبوب إلى العراق وتركيا... تتضارب البيانات بشأن الإنتاج لكن كافة المصادر تتفق على انخفاض إنتاج القمح... أعلنت منظمة الأغذية والزراعة (فاو) وبرنامج الأغذية العالمي (التابعان للأمم المتحدة) ارتفاع محصول إنتاج القمح في سوريا بنسبة 12% سنة 2017 مقارنة بسنة 2016، ليصل حجم محصول هذا العام إلى 1,8 مليون طن، لكن بيانات المؤسسة العامة لإنتاج وتسويق القمح (حُكُومية) تشير إلى عدم تجاوز حجم الإنتاج 271 ألف، أو حوالي 7% من معدل المحصول السّنوي لفترة ما قبل 2011 وهو أدنى مستوى للإنتاج في تاريخ البلاد، ما يهدد الأمن الغذائي في بلد تمكّن من تحقيق الإكتفاء الذاتي الغذائي بين 2004 و 2008، وتمكنت الدولة من شراء القمح من الفلاّحين واستيراد كميات أخرى من روسيا وأوكرانيا وإمداد السوق بمنتجات الحبوب خلال السنوات الاولى للحرب، لتصنيع الطّحين وإنتاج الخبز، لكن انخفض الإنتاج واضطربت الدورة الإنتاجية بعد فقدان سيطرة الدولة سيطرتها على عديد المناطق، ونزوح ملايين السكان من مناطقهم، وعدم توفر الوقود والبذور والسماد والمياه أحيانًا (بسبب سيطرة المجموعات الإرهابية على المنابع والسدود)، وتدمير البنية التحتية وعدم توفر الأمن لوصول المزارعين إلى أماكن عملهم، وغيرها من الأسباب التي نتجت عن الحرب، وتوجّه بعض الفلاحين إلى الزراعات ذات الدورة الزراعية القصيرة والتي لا تتجاوز الشهرين، والتي تعطي ربحاً وفيراً، كالمحاصيل العطرية مثل الكمون والسمسم وحبة البركة، ما تسبب بتقليص المساحات المزروعة بالقمح، وفق أحد خُبراء الزراعة في البلاد، بالإضافة إلى تأخر الدولة في تسديد ثمن المحاصيل وتأخّرها في إعلان تَسَلّم المحاصيل الموسمية... من جهة أخرى تُعتبر "الحسكة" و"القامشلي" وغيرها من مناطق الجزيرة أهم المناطق الزراعية المُنْتِجة للحبوب وانخفض إنتاجها من القمح بشكل عام لكن مليشيات الأكراد (باسم "الإدارة الذّاتية") أجبرت المزارعين بالقوة وبالتّهديد على تسليم نحو 200 ألف طن من القمح إنتاج القمح إلى سبع مراكز افتتحتها في "الحسكة" بسعر أقل من سعر الدّولة، ما يهدد الأمن الغذائي وتصنيع الخبز في أرياف حلب والرقة... عن "الأخبار" 04/08/17
العراق، من "مخلّفات" الإحتلال المباشر: أدّى الحصار والعقوبات التي بدأت في آذار/مارس 1990 (قبل غزو الكويت وقبل حرب 1991) إلى أضرار جسيمة بالبنية التحتية وخراب إضافي لما خلّفته الحرب بين العراق وإيران (1980 – 1989) وتسبب الإحتلال الأمريكي المباشر في إعادة العراق إلى وضع ما قبل ثورة تموز (14 تموز/يوليو 1958)، ورغم الإنتاج الوافر للنفط (حوالي 3,5 ملايين برميل يوميا) يُعاني المواطنون من سوء أو انعدام الخدمات الصحية وشبكات الصرف الصحي والإنقطاع المُستمر للكهرباء بسبب ضُعْف الشبكة، وكانت شركة "ميتسوبيشي" اليابانية قد أنشأت سنة 1979 محطة "الهارثة" الحرارية، في محافظة البصرة، وتتألف المحطة من خمس وحدات توليد طاقة، كل منها 200 ميغاواط ساعي، لكن إنتاج الوحدة يتراوح حاليا ما بين 130 و 140 ميغاواط، جراء تعرض المحطة لأضرار بالغة، نتيجة الحرب والعدوان الأمريكي، ولإصلاح المحطة، ستقترض الحكومة العراقية من اليابان 195 مليون دولار، ولم تذكر المصادر الحكومية مدة القرض ونسبة الفائدة، وكانت الحكومة قد طلبت قروضا من صندوق النقد الدولي ومؤسسات مالية أخرى، بينما تعاني ميزانية الدولة من عجز يقدر بنحو 25 تريليون دينار عراقي (21,44 مليار دولار) لهذا العام (2017) بسبب اعتماد الميزانية على إيرادات النفط الذي انخفض سعره، وبسبب زيادة الإنفاق العسكري لمحاربة "داعش" وأخواتها، فضلا عن الفساد والسرقات التي ذاع صيتها، وتتصدّر انقطاعات الكهرباء قائمة شكاوى المواطنين منذ سنوات الإحتلال الأولى، نظرًا لارتفاع الحرارة في الصيف لتصل إلى خمسين درجة مائوية، وتقدّر احتياجات العراق بنحو 181 ألف ميغاواط لا تُنتج منها سوى 157 ألف في أحسن الحالات، ما يجعل البلاد بحاجة إلى نحو 24 ألف ميغاواط لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة الكهربائية... ترمي حكومة اليابان إلى تأمين مكان لشركاتها لمرحلة ما بعد "داعش"، لتأهيل البنى التحتية ومشاريع التدريب وخلق فرص العمل وإنجاز مشاريع الطاقة والإدارة المالية، وفق تصريح السفير الياباني في بغداد يوم السبت 05/08/2017، وتبحث دول عديدة أخرى عن فرص الاستثمار في قطاعات مثل الصناعة والزراعة... رويترز 05/08/17
اليمن، إنجازات سعودية: انطلق العدوان المكثف للسعودية وحلفائها في آذار/مارس 2015، باستخدام الطيران الحربي والمرتزقة ضد شعب اليمن، ما خلق إحدى أسوإ الكوارث البشرية، ولم يَسْلَم الأطفال من ضراوة العدوان الذي يهدد جيلا كاملاً بالحرمان من التعليم، حيث توقفت 2380 مدرسة عن استقبال التلاميذ، خلال السنتين الدراسيتين الماضيتين، وفق وزارة التّعليم، بسبب تعرضها للقصف الجوي أو تحويلها إلى ملاجئ للنازحين أو ثكنات عسكرية ومخازن للأسلحة، إضافة إلى حرمان 75% من موظّفي قطاع التعليم من رواتبهم منذ تسعة أشهر، نتيجة نقل المصرف المركزي من العاصمة صنعاء إلى عدن، ما قد يُؤَدّي إلى إقفال 13 ألف مدرسة من أصل عشرين ألف مدرسة (حوالي 78% من إجمالي المدارس) وحرمان 5,5 ملايين طفل وطالب من الدراسة، في حال لم يقبض أكثر من 166 ألف مُدرّس (نحو 73% من المُعَلِّمِين) رواتبهم المتأخرة، وفق نقابة المهن التعليمية والتربوية التي أعلنت الإضراب الشامل في جميع المدارس الحكومية، منذ افتتاح السنة الدراسية، احتجاجاً على عدم صرف المرتبات، لأن المُدَرِّسين لا يملكون ثمن تنقّلِهم وأصبحوا عاجزين عن توفير احتياجات أُسرهم، وتتخوف منظمة "يونيسيف" من بقاء الأطفال خارج المدارس، ما يعرّضُ الأولاد للتجنيد في مختلف المجموعات العسكرية فيما قد تتعرّضُ الفتيات للتزويج المبكر، إذ تشير الأرقام إلى ارتفاع تَزْوِيج القاصرات (قبل بلوغ 18 سنة) من 50% قبل العدوان إلى أكثر من ثلثي الفتيات، بعد سنتين من العدوان السعودي-الإماراتي-القَطَرِي (نيابة عن أمريكا)، وتُقَدِّرُ "يونيسيف" عدد المدارس المُقْفَلَة ب1600 مدرسة كان يَؤُمُّها مليونا طفل هم خارج المدرسة حاليا، ونزح نحو مليونا طفل مع أسرهم بعد اشتداد القصف السعودي الذي أدى إلى قتل عدد من الأطفال داخل قاعات الدرس أو في الطريق بين المدرسة والبيت... عن "منظمة الأمم المتحدة للطفولة" (يونيسف) + "صنعاء نيوز" 03/08/17
اليمن: لم تتمكن الجيوش والطائرات والأسلحة السعودية- الإماراتية وقوات المرتزقة من إلحاق الهزيمة بالمقاومة في اليمن، ما أجبر المخابرات الأمريكية والصهيونية على التدخل مباشرة إلى جانب الأصدقاء (حُكّام وشيوخ النفط الخليجي) وتمول الإمارات في مناطق جنوب اليمن فرقًا أمريكية لتدريب جنود يمنيين ومرتزقة أجانب في "المكَلاَّ"، بذريعة محاربة "القاعدة" (التي تدعمها السعودية مباشرة في سوريا)، فيما غاب ما يُسمِّيه الإعلام السعودي والإماراتي "الجيش اليمني" (أي جيش عبدربه منصور هادي الذي يقيم في السعودية فيما يقيم رئيس حكومته في الإمارات)، وتُصِرُّ الإمارات على السيطرة على محافظة "شبوة" حيث توجد حقول للنفط والغاز، ومحطة "بلحاف" للغاز، وهي أكبر منشأة للطاقة في البلاد، كانت تُشَغِّلُها مجموعة النفط الفرنسية “توتال” حتى سنة 2015، عندما انسحبت بسبب القصف المُتواصل للطيران السعودي والإماراتي لكافة المؤسسات الإقتصادية اليمنية، ما أسفر عن توقف إنتاج النفط في "شبوة" وإغلاق محطة "بلحاف" لتوليد الطاقة من الغاز، وفي محافظة الحديدة (حيث يوجد أهم ميناء بالبلاد) والمناطق القريبة منها ينفّذ طيران "التحالف" السعودي الإماراتي الأمريكي قصفا جويا مستمرًا ما أدّى إلى قطع خط الحديدة - صنعاء وتحطيم الجسور في منطقة "مناخة"، ونشرت وكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب) حديثًا مع مسؤول أمريكي أعلن أن الطيران الأمريكي شن مباشرة 80 غارة جوية بين 28 شباط/فبراير وبداية آب/أغسطس 2017 دعمًا للطيران السعودي والإماراتي في اليمن... أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" توثيق مقتل أكثر من 200 طفل بينهم 49 فتاة تتراوح أعمار معظمهم بين سنتين و14 سنة، خلال النصف الأول من العام الجاري (2017) بسبب القصف السعودي والإماراتي (بإشراف أمريكي صهيوني)، إضافة إلى إلحاق تشويهات دائمة وإعاقة بنحو 347 طفلا منهم 113 فتاة خلال النصف الأول من سنة 2017 وأحصت منظمات الأمم المتحدة تجنيد 377 طفلا خلال نفس الفترة، ويتوقع أن تكون الأرقام الحقيقية أعلى بكثير من هذه الحالات التي استطاعت "يونيسيف" توثيقها والتثبت منها، وكانت نفس المنظمة قد أعلنت في شهر آذار/مارس 2017 توثيق مقتل حوالي 1700 طفلا على الأقل، وإصابة 2450 بتشوهات، منذ بداية الحرب... عن وكالة "أسوشيتد برس" + أ.ف.ب 07/08/17
اليمن، تصعيد عسكري أمريكي: ارتفع عدد الإغتيالات بواسطة الطائرات الآلية خلال فترتي رئاسة "باراك أوباما" في اليمن وباكستان وأفغانستان والعراق وسوريا وليبيا، وتضاعفت هذه الغارات في اليمن بعد وصول الرئيس دونالد إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير 2017 وأعلنت وزارة الحرب الأمريكية انها "قد ترسل المزيد من القوات الأمريكية إلى اليمن خلال الأسابيع القليلة المقبلة وتصعيد القتال هناك" بذريعة محاربة "داعش" (وهي صنيعة أمريكية)، وورَدَ هذا التصريح مباشرة بعد الإعلان عن مشاركة الطيران الأمريكي في غارات جنوب محافظة شبوة بهدف "تدمير قدرة القاعدة على شن عمليات إرهابية" وفق تبرير البنتاغون، لكن ضحايا مثل هذه الغارات هم في معظمهم من المواطنين اليمنيين العزل الذيت تهاجمهم القوات الأجنبية (السعودية والإمارات وقطر وأمريكا...) في منازلهم وشوارعهم ومزارعهم... عن موقع "أنتي وار" (ضد الحرب) -أمريكا 07/08/17
السعودية، نحو الإفلاس؟ اشترى مصرف "غولدمان ساكس"، جزءا بقيمة عشرة مليارات دولارا من "تسهيل ائتماني" (أي قرض) وقّعته شركة "أرامكو" للنفط مع عدد من المصارف الأمريكية والأوروبية والآسيوية سنة 2015، ويسعى المصرف الأمريكي للإضطلاع بدورٍ في الإدراج التاريخي للشركة، وتخطط "أرامكو" لجمع 100 مليار دولار، من خلال إدراج 5% من الشركة في سوق الأسهم السعودية وفي أسواق مالية أخرى في الخارج (أي تذمح لدمع 100 مليار دولار من خصخصة 5% من قيمتها في الأسواق) وعينت الشركة مصارف "جيه.بي.مورغان" و"مورغان ستانلي" و"إتش.إس.بي.سي" مستشارين ماليين دوليين لهذا الطرح العام الأولي، ومن المتوقع أن ينضم مصرف "غولدمان ساكس" إلى الثلاثة كمنسق عالمي ومدير دفاتر، ما يُفَسِّرُ سعيه لتعزيز حضوره في السعودية وسعيه للحصول على رخصة لتداول الأسهم في بورصتها، كما عينته الأسرة المالكة للبلاد لإدارة بيع حصة في مطار الرياض، وسبق للسعودية ان اقترضت من الأسواق العالمية (عبر بيع سندات) 17,5 مليار دولارا سنة 2016 رويترز 04/08/17 أعلنت وكالة "موديز" للتصنيف الائتماني، إن أكبر 5 مصارف سعودية من حيث قيمة الأصول (البنك الأهلي التجاري) وقيمة رأس المال (مصرف الراجحي ومجموعة سامبا المالية ومصرف الرياض والمصرف السعودي الفرنسي) قد تواجه ضغوطا على أرباحها بسبب خفض الإنفاق الحكومي، وقد يمتد ذلك إلى سنة 2018 أيضًا، لأن خفض الإنفاق الحكومي يحد من طلب الشركات على القروض، ويحد كذلك من قدرة الشركات والمقترضين على سداد الديون، وتراجعت أرباح المصارف السعودية، خلال النصف الأول من سنة 2017، بفعل ارتفاع قيمة المبالغ التي تخصصها المصارف بهدف الحيطة من المخاطر المستقبلية بسبب تأثير الأوضاع الاقتصادية الناتجة عن هبوط أسعار النفط، بعد أن انخفضت إيرادات السعودية، أكبر اقتصاد عربي (ولكنه لا يُنْتِجُ شيئًا) وأكبر مُصَدِّر للنفط في العالم، منذ النصف الثاني من 2014، بفعل هبوط أسعار النفط الخام، ما دفعها لاتخاذ إجراءات تقشف وخصخصة شركات ومرافق عمومية عن رويترز 09/08/17
قطر، مشيخة برائحة الغاز: قد يكون للصدفة دور في تزامن قطع العلاقات وشن حرب إعلامية واقتصادية بين مشيخات الخليج وقطر، مع إعلان هذه الأخيرة توقيع صفقة لشراء سبع قطع بحرية من إيطاليا بقيمة خمسة مليارات يورو، في إطار اتفاق تعاون عسكري بين البلدين، وفق إعلان وزير الخارجية القطري، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الإيطالي في الدوحة بعد محادثات بشأن مساعي إنهاء النزاع بين قطر والدول العربية الأربع المقاطعة لها (السعودية والإمارات والبحرين ومصر)، وكانت شركة "فينكانتييري" لبناء السفن المملوكة للدولة الإيطالية قد أعلنت قبل أكثر من عام (حزبران/يونيو 2016) توقيع اتفاق بقيمة أربعة مليارات يورو لبناء أربع سفن حربية وسفينتي دعم ومنصة لهبوط الطائرات البرمائية بالإضافة إلى خدمات دعم لقَطَر لمدة 15 عاما بعد التسليم، على أن تبدأ عملية البناء خلال سنة 2018 في أحواض سفن إيطالية، وستؤُول ثلث قيمة الصفقة إلى شركة "ليوناردو" الحربية مقابل تزويد السفن بالأجهزة الإلكترونية وأنظمة الأسلحة... أما وجهة هذه الأسلحة فذلك أمر آخر، إذ من المُؤَكّد ألاَّ تُسْتخدم لتحرير فلسطين، وما حاجة السّلاح المُتَطَوّر في دويلة تحتل قاعدة أمريكية واحدة نصف مساحتها (من إجمالي قواعد أخرى لأمريكا وفرنسا وتركيا وغيرها) عن بي بي سي 02/08/17
افريقيا، ميدان تنافُس رأسمالي: تمتلك افريقيا أكثر من 15% من احتياطيات النفط العالمية و40% من احتياطات الذهب ونحو 30% من الموارد المعدنية العالمية، وأكثر من 60 معدنًا مختلفًا(البلاتين والكْرُوم والماس والكوبالت واليورانيوم والذهب...) إضافة إلى الأراضي الزراعية الخصبة والثروات الطبيعة، وآفاق تطوير الطاقات المتجددة (شمس ورياح ومياه)، في المُقابل لا تتمتع الشعوب الإفريقية بخيراتها، ويعيش 48% من مواطني القارّة في فقر مدقع بأقل من دولارَيْنِ في اليوم وفق بيانات البنك العالمي لسنة 2015، ورغم الأراضي الزراعية الخصبة وتشغيل القطاع الزّراعي نحو70% من قوة العمل، لا يساهم قطاع الزراعة سوى بنحو 15% من إجمالي الناتج المحلي البالغ 2,2 تريليون دولار، وتستورد افريقيا أغذية بقيمة تفوق 29 مليار دولار سنويًّا، ورغم النفط والمياه ومصادر الطاقة، فإن نحو 630 مليون شخص في إفريقيا جنوب الصحراء لا يحصلون على الكهرباء، وعلى سبيل المُقارنة يفوق استهلاك الطاقة في البرازيل استهلاك قارة افريقيا، ولا يحصل 61% من سكان افريقيا على خدمات المياه النّقِيّة والصّرف الصحي... كما تفتقر معظم البلدان الافريقية للإستثمارات في بناء المنشآت الأساسية والبنى التحتية والطرقات والسكك الحديدية والمطارات والموانئ وتوليد الكهرباء والسدود والخزانات وإمداد الماء، والعديد من الخدمات الأساسية، فيما تَخْرُجُ سنويا نحو 50 مليار دولار عبر التهريب (تُهرِّب الشركات متعددة الجنسية نحو 28 مليار دولارا إلى الخارج سنة 2015، بوسائل غير قانونية)، فيما باعت حكومات عديدة مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية للشركات الأجنبية (الحبشة ومدغشقر وكينيا ومالي...) وتستغِلُّ شركات التعدين المناجم والطاقة كما تستغل الشركات الأجنبية الثروة السمكية الهائلة والغابات (الأخشاب)، من جهة أخرى ارتفع عدد السكان في القارة وبلغ نحو 1,2 مليار نسمة منهم حوالي 40% دون سن الخامسة عشر، ويتوقع أن يرتفع عدد السكان ليصل إلى 2,4 مليار نسمة سنة 2050، وسيشَكِّلُ سُكّان افريقيا حوالي 25% من سكان العالم ومن القوى العاملة بحلول سنة 2050...
استغلت الصين هذا الوضع، خصوصًا منذ سنة 2000 لتعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية مع نحو 45 دولة افريقية (من إجمالي 53) فنمت التجارة الثنائية بينهما من 10,6 مليارات دولار سنة 2000 إلى 160 مليار دولار سنة 2011، وحوالي 200 مليار دولارا سنة 2015، خلافًا للدول الأوروبية التي تفرض سيطرتها في افريقيا عبر اللغة (الإنغليزية والفرنسية) والقواعد العسكرية والتدخل في الشؤون الداخلية وتنظيم الإنقلابات، والتركيز على بعض القطاعات التي لا تستفيد منها سوى الشركات الأوروبية، وارتفعت حصة الصين في مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر في إفريقيا إلى أكثر من الضِّعْف سنة 2016، وارتفعت قيمة الاستثمارات الصينية وقيمة التجارة بين الصين وإفريقيا بنسبة 16,8% خلال الربع الأول من سنة 2017.
أما من جهة المُنافس المُباشر للصين على صعيد الإستراتيجية العالمية (أي الولايات المتحدة) فقد وضعت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما خطّة لتعزيز العلاقات الإقتصادية والتجارية مع افريقيا، والتزمت الشركات الأمريكية باستثمار حوالي سبعة مليارات دولار في افريقيا في الفترة ما بين 2009 و2016 وفي نفس الفترة زادت وكالة الاستثمار والتموين من أعمالها في إفريقيا على هيئة منح ومساعدات لمشاريع البنية التحتية، وزادت الصادرات الأمريكية بما لا يقل عن 2,5 مليار دولار، وارتفع حجم الاستثمار الأمريكي المباشر في إفريقيا بأكثر من 70% من 2008 إلى 2015 لكن إدارة خَلَفِهِ "دونالد ترامب" ترغب في التّخلّص من مثل هذه المشاريع، بينما تُظْهِرُ بيانات البنك الدولي ومكاتب الإستشارات الأمريكية ان مشاريع البنية التحتية في افريقيا مكّنت الشركات الصينية من جَنْيِ عائدات بقيمة 50 مليار دولار سنويا، وتترجم بشكل مباشر وغير مباشر إلى أكثر من مليون وظيفة للمواطنين الصينيين...
كانت الصين تعتمد خلال فترة الستينيات من القرن العشرين سياسة خارجية أخرى، أي قبل "الإنفتاح" الإقتصادي الصيني وقبل اعتماد "اقتصاد السوق الإجتماعي" (أي الرأسمالية تحت اسم آخر أُضِيفَت له اعتِباطًا عبارة "الإجتماعي")، وكان الخطاب الرّسمي يُؤَكِّدُ على مناهضة الإستعمار وعلى التضامن مع الشعوب الإفريقية ضد الاحتلال، وقام الصين الفقيرة آنذاك ببناء خط سكة حديد تنزانيا الذي يبلغ طوله قرابة 1900 كيلومتر، ويربط بين زامبيا والساحل التنزاني، وتغيرت نظرة حكام الصين الحاليين إلى افريقيا، وأصبحت منطقة تُوَفِّرُ الفرص التجارية المُرْبِحَة والمواد الأولية التي تحتاجها الصين وتستغلها الشركات الصينية في افريقيا مثل النفط والنحاس والكوبالت وخام الحديد، فأصبح للصين أسواق لشركاتها في دول القارة، ما زاد من النفوذ الإستراتيجي الصيني على مستوى العالم، وتوسّع نشاط الشركات الصينية في افريقيا ليشمل شراء أو تأجير الأراضي واستخراج المعادن مقابل إنجاز بعض مشاريع البنية التحتية والمالية، وكثيرًا ما اشتكى السكان والنقابات من الشركات الصينية التي توظف عددا قليلا جدا من السكان المحليين وتبالغ في استغلالهم وإذلالهم وإساءة معاملتهم، مع التلويث المُفْرِط للمحيط وعدم الاهتمام بالبيئة، ومع ذلك تعزز نفوذ الصين مع مشروع "طريق الحرير الجديد" الذي يتضمن استثمارات ضخمة لبناء الطرقات والموانئ والسكك الحديدية، وشكّلت افريقيا مُخْتَبَرًا لمخططات الصين التوسعية على الصعيد العالمي، حيث كانت شركاتها تستغل النفط من أنغولا ونيجيريا والسودان والنحاس من زامبيا والكونغو الديمقراطية واليورانيوم من ناميبيا، والكوبالت (الضرورى لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية) من الكونغو (أكبر منتج في العالم) وزادت مؤخرا من استثماراتها في ليبيا وزامبيا وغانا وموزمبيق إضافة إلى استغلال وتهريب الأخشاب القديمة من الغابات أو النفط أو الذهب أو العاج بشكل غير قانوني...
في شرق افريقيا، افتتحت الصين مؤخرًا في "جيبوتي" أول قاعدة عسكرية رسمية لها في الخارج، ولكن الشركات الصينية كثّفت الإستثمار في الحبشة (ذات الموقع الإستراتيجي الهام) منذ سنة 2000 وأصبحت الحبشة ثاني أكبر مستفيد من القروض الصينية لإفريقيا، حيث فاقت مبالغ قروض تمويل السدود والطرقات والسكك الحديدية والمصانع 12,3 مليار دولار، وفق مصادر أمريكية، كما أنشأت الصين المقر الجديد للإتحاد الإفريقي في العاصمة "أديس أبابا" بقيمة 200 مليون دولارا...
حازت المنتوجات الصينية التي تُباع في أسواق افريقيا -والبلدان الفقيرة الأخرى- على سمعة سيئة، بسبب ضعف الجودة، وبعد اشتداد عود الرأسمالية الصينية انتقلت إلى مجالات أخرى مثل الإتصالات والتكنولوجيا الحديثة،وتسَوِّقُ حاليا منتجات وخدمات جديدة، وبلغ استثمار الشركات الصينية في قطاع التكنولوجيا في افريقيا ثلاثة مليارات دولارا، منها شركة للهواتف "الذكية" ترانس سيون هولدينغز وشركة الإتصالات "ست" وشركة "هواوي" للحواسيب التي تبيع في جنوب افريقيا وكذلك في مصر والمغرب بدائل أرخص من منتجات منافسيها الأمريكيين والأوروبيين، في بلدان لا يتمتع سكانها (وشبابها) بمستوى مرتفع من الدّخل، وأنشأت شركة الهاتف المحمول الصينية متعددة الجنسيات "ست" مركزًا ضخمًا للتسوق في "أديس أباب" سنة 2015 ثم في نيجيريا سنة 2016، وأصبحت أهم شركة لتجارة الهاتف المحمول في افريقيا منذ 2015 بإنتاج مُوَجّه خصِّيصًا للسوق الإفريقية، وأورد تقرير لشركة "ماكينزي" الاستشارية الأمريكية "طرحت نحو نصف الشركات الصينية في إفريقيا منتجا جديدا أو خدمة جديدة للسوق المحلي وأدْخَلَ أكثر من ثلثها تكنولوجيا جديدة" فاستحوذت على حصة تفوق 40% من سوق الهاتف المحمول في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، بمبيعات زادت عن 246 مليون هاتف ثنائي سيم، أو الهواتف التي يمكن أن تعقد اثنين من بطاقات سيم، وشيئا فشيئا بدأت الشركات الصينية تُسَيْطِرُ على شبكات البث ومراكز البيانات ومبيعات الهواتف "الذكية" منذ 2016.
بدأت الهند تهتم بالإستثمار في قطاع الزراعة في القارة الإفريقية بناء على دراسات هندية تتوقع أن تصبح الزراعة أهم قطاعات الاستثمار في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بحلول سنة 2030، وفق صحيفة "ذا إيكونوميك تايمز" الهندية، وركّزت الشركات الهندية على منطقة المجموعة الإقليمية الإنمائية لمنطقة الجنوب الإفريقي (سادك)، وكثفت من استثماراتها في قطاع الزراعة والصناعات الغذائية لبلدان مثل زامبيا وبوتسوانا وتنزانيا وجنوب إفريقيا... للهند كما للدول الأخرى أهداف خاصة من وراء الإستثمار في افريقيا، ومنها الحصول على النفط وعلى الغذاء بأقل التكاليف (وهذا مُتَوفّر في افريقيا) في ظل تنامي الصناعة الهندية وتنامي حاجة السكان إلى الغذاء، وتحذو الهند حذو الصين في إنجاز دراسات متأنية ودقيقة لاحتياجات السوق الإفريقية، والبحث عن مناطق وقطاعات تُجَنِّبُها منافسة ومواجَهَة الشركات الأمريكية والأوروبية، أو حتى منافسة الصين واليابان؛ لذلك ركزت على مجال الزراعة كمدخَل للتغلغل المتدرج تحت غطاء "العلاقة القائمة على الشراكة المتوازنة" وهي شعارات ديماغوجية من دولة تحاول احتذاء المثال الصيني للتغلغل "النّاعم"، استغلالاً لإرث "عدم الإنحياز" ومساندة حركات التحرر الذي تخلصت منه الصين كما الهند منذ أكثر من رُبُع قَرْنٍ... مجمل البيانات الواردة في هذه الورقة موجودة في تقارير صادرة عن شركة الإستشارات الأمريكية "ماكنزي" أو عن شركة "إرنست أند يونغ" الإستشارية الأمريكية أيضًا، خلال سنتي 2016 و 2017، كما وردت مجمل البيانات أيضًا في أعداد سابقة من نشرة الإقتصاد السياسي
إيران، عودة فرنسية: أبقت الشركة الفرنسية لصناعة السيارات "رينو" على تواجدها في إيران بدون انقطاع منذ 2004، رغم العقوبات الأمريكية، وأزاحت بذلك منافستها الفرنسية "بيجو" التي كانت إيران تمثل ثاني أكبر سوق لسياراتها بعد فرنسا، وتبيع هناك حوالي 600 ألف سيارة سنويا، وتُنْتِجُ "رينو" حوالي 200 ألف سيارة في إيران، قبل توقيع عقد في أيلول/سبتمبر 2016 اعتبرته عقد شراكة استراتيجية مع وزارة الصناعة الإيرانية، ثم وقعت في السابع من آب 2017 عقدا جديدًا لإنتاج 150 ألف سيارة في مرحلة أولى ليصل إنتاج المصنع الجديد إلى 300 ألف سيارة سنوياً في إيران، في إطار مشروع تأسيس شركة فرنسية إيرانية باستثمارات أوَّلِيّة قيمتها 660 مليون يورو، تحصل "رينو" على 60% من الحصص، ومنظمة التحديث والتطوير الصناعي الإيرانية الحكومية على حصة 20%، كما تحصل الشركة الخاصة الإيرانية "بارتو-نغوين-ناسه" على 20% وسيكون مقر الشركة الجديدة في جنوب غربي طهران، في مصنع قائم سيتم تحديثه وتطويره، وسينتج المصنع 150 ألف سيارة في المرحلة الأولى من المشروع لسيارات "رينو" من طرازات "سيمبول" و"داستر دو داسيا" وهي علامة تجارية رومانية اشترتها "رينو"، أما المرحلة الثانية فتبدأ سنة 2019 ومدتها ثلاث سنوات، وتستهدف زيادة إنتاج لطرازات "سيمبول" و"داستر" لتصل إلى 300 ألف سيارة سنويا، وسيتم تصدير 30% من السيارات وقطع الغيار التي ينتجها المصنع الإيراني... يُقَدّرُ إجمالي إنتاج السيارات في إيران بنهاية سنة 2017 بحوالي 1,6 مليون سيارة ليرتفع إلى نحو مليوني سيارة سنة 2020، وكانت شركة "بيجو" قد وقعت يوم 21 حزيران 2016 عقد شراكة مع شريكها التقليدي "خوردو"، بعد أن غادرت السوق بسبب العقوبات الأمريكية، خلافًا لمنافستها "رينو" التي أبقت على تواجد مستمر، ولو بشكل مُحْتشم جدا، كما عادت شركة "توتال" للنفط إلى السوق الإيرانية بتوقيع عقد مع شركة "إس إن بي سي آي" الصينية لتطوير جزء من حقل الغاز "فارس الجنوبي" الضخم بقيمة 4,8 مليار دولار... عن أ.ف.ب 07/08/17
البرازيل، حرب طبقية: رغم المؤشرات الكثيرة التي كشفها القضاء وتُشيِر إلى تورّط الرئيس "ميشال ثامر" شخصيا -مع وزراء ومقربين منه وكذلك قيادات حزبه- في عمليات فساد واسعة ومنظَّمة، ورغم انخفاض شعبيته في استطلاعات الرّأي (وهي ليست مقياسًا في حد ذاتها)، لم تتمكن المُعارضة من تأمين أغلبية ثُلُثَيْ أعضاء البرلمان لِبدْءِ عملية عَزل الرئيس الفاسد (والمُنْقَلِب على حُلَفائه السابقين) واعتبر المقربون من الرئيس هذا التصويت بمثابة حصانة أنقذت الرئيس من الدعاوى القضائية التي ساقتها النيابة العامة، بعد كشف تسجيلات صوتية مرفقة باعترافات تثبت تورط الرئيس اليميني في كبريات عمليات الفساد في البلاد، وصرحت مصادر قضائية عديدة أن التدخلات السياسية لحماية تامر فاقت المتوقع، وأن المال الذي أغدق على النواب لم يكن إلا فصلاً من فصول تطويق أيّ احتمال لتنظيم انتخابات سابقة لأوانها قد تؤدّي إلى عودة حزب العُمّال إلى السلطة، ولاحظ أحد القضاة "إن النواب لم يُدافعوا عن براءة الرئيس وإنما بَرَّرُوا عد عزله بالحسابات السياسية وبالحرص على الاستقرار الاقتصادي، وأعلنت مجموعة من المنظمات الحقوقية "إن عملية التصويت تُشَكِّلُ انقلابًا على القيم والمواثيق والأعراف حيث تجاهل النّواب اتهامات بيّنة وواضحة تدين الرئيس الحالي"، واعتبر الرئيس اليميني السابق "فرناندو كاردوسو" أن أعضاء البرلمان "وَفَّروا حماية وحصانة لأقذر الحكومات في تاريخ البرازيل وأكثرها انغماساً في الفساد... من جهة أخرى شهدت شوارع البلاد احتجاجات عنيفة ضد الرئيس "ميشال تامر" المتهم بالفساد، منذ يوم الأربعاء الثاني من آب/أغسطس 2017، أثناء تصويت النواب على إسقاط تُهم فساد الرئيس، وتعللت الحكومة بانتشار الجرائم فاستخدمت 8500 جندي و1500 شرطي من القوات الخاصة لمحاصرة المدينة لمدة أسبوع كامل ثم لتنفيذ حملة مداهمة ضد سكان ستة من الأحياء الفقيرة (أحياء الصفيح) في محيط مدينة "ري ودي جنيرو" فجر السبت 05/08/2017 واستخدم الجيش الطائرات المروحية بذريعة "مكافحة عصابات الجريمة المسؤولة عن ارتفاع عمليات سرقة الشاحنات التجارية"، في محاولة من الحكومة لتحويل الأنظار عن قضايا الفساد التي تورطت فيها قيادات وزعامات عليا من بينها الرئيس ميشال ثامر، أنفقت الأموال الطائلة لرشوة النواب الذين تغيّبوا أو امتنعوا عن التصويت لفائدة عزل الرّئيس، وأسفرت المداهمات عن قتل مدَنِيَّيْن واعتقال 18 شخصا، وفق بيان وزارة الداخلية... يُعْتَبَر المجتمع البرازيلي عنيفًا حيث يكثر استخدام السلاح وبيع المخدرات وسيطرة عصابات الجريمة المنظمة على شبكات التجارة في السوق الموازية، ولكن الدولة لم تولي اهتمامًا لضحايا العنف من الفُقراء الذي يموتون يوميّا، وجَنّدت أجهزتها القمعية عند ارتفاع عمليات سرقة الشاحنات المُحملة بالسلع، وتزامنت هذه الحملة مع انخفاض شعبية الرّئيس ومع إثبات القضاء تورّطه (وحاشيته) في عمليات سرقة وفساد، ومع ارتفاع عدد الإحتجاجات ضد فساد الرئيس وحكومته وحزبه والنواب الذين عارضوا عزله (أو غابوا عن الجلسة أو امتنعوا عن التصويت)... عن أ.ف.ب 05/08/17
الصين - "مَاكَاوْ": استعادت الصين مستعمرة هونغ كونغ من بريطانيا سنة 1997 ومستعمرة ماكاو من البرتغال سنة 1999، على أن تبقى هذه الأراضي متمتعة بحكم ذاتي وإدارة محلية تُشرف على الإنتخابات وشؤون السكان، ضمن جمهورية الصين الشعبية، وتأقلمت الصين بسرعة مع وضع "هونغ كونغ" كمركز مالي عالمي ومع وضع "ماكاو" كمركز سياحة وقُمار عالميين يرتادهما الأثرياء لإنفاق مبالغ طائلة، وحققت نوادي القمار في ماكاو أرباحا للشهر الثاني عشر على التوالي بفضل زيـادة عدد السائحين وزيادة عدد الأغنياء الذين يرتادون نواديها العديدة، التي أصبحت وجهة مُفَضّلة لأثرياء الصين (التي يحكمها حزب يُسَمِّي نفسه "شيوعيّاً")، وتُعد "ماكاو" محطة عبور للأموال المنهوبة والمُهَرّبة من الصين وغيرها، لغسيلها في المصارف أو في الشركات قبل نقلها "نظيفةً" إلى مكان آخر، وأعلنت حكومة الصين سنة 2012 حملة لمحاربة الفساد والاختلاس والمحسوبية والانفاق المبتذل من جانب المسؤولين الحكوميين، فانخفض قليلاً حجم تدفق الأموال من الصين إلى ماكاو، لكن تباطؤ الاقتصاد الصيني في السنوات الماضية أدّى إلى انخفاض عدد رواد نوادي القمار الكبيرة التي لَجَأت إلى افتتاح سلسلة من المنتجعات السياحية توفر سائر وسائل المتعة والترفيه من اجل اجتذاب المقامرين، وتواصل الرّكود النسبي حوالي سنتين قبل الإنتعاش الذي ظَهَرَتْ بوادره في آب/أغسطس 2016 فارتفعت عوائد القمار السنوية بنسبة 29% بنهاية تموز/يوليو 2017 وبلغت 2,86 مليار دولار... ترتبط ماكاو بهونغ كونغ عبر رحلات بَحْرِية يومية تستغرق حوالي 45 دقيقة وسترتبط بإقليم "زوهاي" الصيني عبر جسر في حالة إنشاء... عن أ.ف.ب - فايننشال تايمز 03/08/17
أوروبا، إجرام "مُتَحَضِّر": تُعَدّ هولندا أحد أكبر مُصَدِّرِي البيض في العالم، وتنتج حوالي عشرة مليارات بيضة سنويًّا وتُصَدِّرُ 65% من إنتاجها وتُزَوِّدُ عددًا من أسواق الإتحاد الأوروبي، ولكن ثبت منذ أواخر أيار أو بداية حزيران/يونيو 2017 تَلَوُّثَ البيض الهولندي (ومُنْتَجات الدّواجن عمومًا) بمادة سامة تتمثل في مبيد الحشرات "فيبرونيل"، وروّجت البيض المُلَوث في ألمانيا وهولندا وبلجيكا والسويد وسويسرا وفرنسا وبريطانيا (إضافة إلى هولندا نفسها)، واعترفت سلطات بلجيكا بأنها كانت على علم، منذ بداية حزيران/يونيو 2017 بتلوث شحنة بيض قادمة من هولندا بمبيد حشري، وتكتمت على تلك المعلومات "بسبب فتح تحقيق في القضية"، وتعتبر منظمة الصحة العالمية أن مادة "فبرونيل "متوسطة السّمّية" ويمكن أن يلحق الضرر بالكلى والكبد والغدد الليمفاوية والنظام العَصَبِي، وتتسبب بأعراض مثل الغثيان والقيء وتهيج العينين، وهي مادة مستخدمة في قتل البراغيث والقمل والقراد، ويمنع استخدامها بالقرب من الأماكن المخصصة لإنتاج الأغذية في الاتحاد الأوروبي، وسحبت السلطات كميات هامة من البيض من المحلات التجارية في بلجيكا وألمانيا وهولندا وكميات أقل حجمًا في بلدان أوروبية أخرى مثل فرنسا وبريطانيا... قَدّرت وزارة الزراعة في ألمانيا أن البلاد استوردت ما لا يقل عن بثلاثة ملايين بيضة ملوثة من هولندا التي تستخدم شركاتها 170 رمز (كُود) مُزَيّف في محاولة لمغالطة المتتبعين لمصدر التلوث أو الفساد أو المُغالطة، فيما أعلنت السلطات الهولندية إغلاق 180 منشأة بشكل مُؤقت ومراقبة 14 منشأة أخرى لإنتاج الدواجن والبيض ، وإعدام حوالي 300 ألف دجاجة، واحتمال إعدام ملايين من الدجاج في 159 شركة هولندية وفق منظمة الزراعة الهولندية، مع منع تداول واستهلاك 57 منتجًا من منتجات البيض أو الأغذية التي تحتوي على البيض، كإجراء احترازي... يتوقّع أن تكون بلدان عربية و"إسلامية" قد استوردت البيض الهولندي المُلَوّث خلال شهر رمضان حيث يزداد استهلاكه، ولكن ساد التكتم والضّبابية بشأن هذا الجانب واكتفت المؤسسات الرسمية بالحديث عن أوروبا وسلامة المواطنين الأوروبيين، مع محاولة التخفيف من أضرار مبيد الحشرات "فيرونيل" عن أ.ف.ب 08/08/17
أوروبا: يفرض الإتحاد الأوروبي علاقات "شراكة" -غير متكافئة بالمرة- على بلدان عديدة وخصوصًا المُسْتعمرات السابقة، ومَعايير وشروطًا مُجْحِفَة لدخول إنتاج هذه البلدان إلى الإتحاد الأوروبي، الذي يشتكي بدوره من "زيادة بنسبه 10% في عدد الحواجز التجارية التي واجهها المصدرون الأوربيون في أكثر من خمسين وِجْهَة تجارية سنة 2016 وحدها"، وقدّر الإتحاد الأوروبي التأثير السلبي على المُصَدِّرِين الأوروبيين ب"خسارة" نحو 27,17 مليار يورو، في المبادلات مع مجموعة العشرين التي فرضت حواجز تجارية أمام الاتحاد الأوروبي في عام 2016، كما يشتكي الإتحاد الأوروبي من الحواجز التجارية التي تضعها الصين وروسيا والبرازيل والهند وإندونيسيا وكوريا الجنوبية والأرجنتين والولايات المتحدة وأستراليا، وغيرها، فيما يُهْمِلُ الإتحاد الأوروبي فرض ضرائب مرتفعة على الصلب أو على الألواح الشمسية أو غيرها من الإنتاج الصيني على سبيل المثال، ولا تعتبر المفوضة التجارية للاتحاد الأوروبي ذلك حماية أو حواجز أوروبية أمام صادرات الصين... ينشر الاتحاد الأوروبي تقارير الحواجز التجارية والاستثمارية سنوياً منذ بداية الأزمة الاقتصادية سنة 2008، وهو مُلَخّص للشكاوى التي تلقتها المفوضية من الشركات الأوروبية، وليست دراسة علمية موضوعية أو ذات مصداقية، أي ان المفوضية الأوروبية ناطق رسمي باسم الشركات، ويفرض الإتحاد الأوروبي معايير تتعلق بالصحة وسلامة المحيط، ليستخدمها ذريعة لرفض دخول سلع أجنبية (أغذية ومشروبات ومستحضرات التجميل وأدْوِية وملابس وغيرها) ولكنه يعتبر ذلك من العراقيل التجارية، لما يفرض منافسوه نفس تلك المعايير الأوروبية (روسيا والصين والهند والبرازيل واندونيسيا...)، ويدعم الإتحاد الأوروبي (وكذلك الولايات المتحدة) المصارف والشركات الكبرى والزراعة والصناعات المختلفة (الغذاء وصناعة السيارات والتكنولوجيا...) ولكنه يتهم الصين ب"الإغراق" أو "دعم الحكومة للشركات"... عن أ.ف.ب 04/08/17
أوروبا - التهرب من الضرائب وتهريب الأموال: تمكنت الشركات متعددة الجنسية من الإحتيال وعدم تسديد ضرائب بقيمة 520 مليار يورو، منها ضرائب بقيمة 180 مليار يورو في البلدان الفقيرة، وقُدّرت قيمة التهرب الضريبي للشركات الكُبرى في الولايات المتحدة ب120 مليار يورو وفي لاأوروبا ب180 مليار يورو، فيما عمدت ىحكومات أوروبية، منها إيرلندا وبريطانيا وهولندا إلى إقرار تشريعات تسمح باستقبال الأموال المُهربة و"الفاسدة" قبل إعادة توجيهها نحو الملاذات الضريبية، وتدير بريطانيا 18 ملاذا ضريبيا من إجمالي 24 ملاذا معروفًا في الجزر والمناطق التي تستعمرها، والتي شملتها دراسة أنجزها باحثون من جامعة "أمستردام" عاصمة هولندا، وتعتبر سويسرا وبلجيكا ولكسمبورغ ملاذات ضريبية معروفة، وتستقبل أموالاً فاسدة ومُهرّبة (إلى جانب بريطانيا وهولندا) قبل إعادة إرسالها إلى ملاذات أخرى، داخل وخارج أوروبا، وتهدّد حكومة بريطانيا ب"تحرير" تشريعاتها من القيود بعد خروجها من الإتحاد الأوروبي، لتصبح ملاذًا ضريبيا للشركات الأوروبية المُتهرِّبة من الضرائب، أو التي تمارس نشاطات مشبوهة... عن رويترز 27/07/17
بريطانيا، تأثيرات جانبية ل"بريكست": تواجه المصارف والمؤسسات المالية التي يوجد مَقَرُّها في بريطانيا احتمال فقدان حقها في العمل في دول الاتحاد الاوروبي عندما تنفصل بريطانيا نهائيا عن الاتحاد الاوروبي سنة 2019 بعد تصويت الناخبين البريطانيين على الخروج فيما عُرِفَ ب"بريكست"، وأعلن مصرف "ام يو اف جي" الياباني العملاق أنه يستعد لنقل مقرعملياته المالية إلى "امستردام" أو "باريس"، وأعلنت إدارة "دويتشه بنك" أكبر المصارف الالمانية، وكذلك إدارات المصرفين الاميركيين "سيتي غروب" و"مورغان ستانلي" انها ستنقل وظائف وبعض العمليات من لندن إلى فرانكفورت، فيما أعان بيان "رويال بنك اوف سكوتلاند" إن أرباحه بلغت بعد الضرائب بلغت680 مليون جنيه استرليني (900 مليون دولار، 756 يورو) في الربع الثاني من سنة 2017، بفضل خفض كبير للنفقات، وتمتلك الحكومة البريطانية 71% من أسهم المصرف بعد صفقة الإنقاذ الكبيرة وضخ المال العام في خزينة المصرف خلال الازمة المالية العالمية (2008-2009) ويخشى المصرف ان يفقد بموجب خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، حق قسمه المصرفي "نات ويست ماركتس" للاستثمارات، بالعمل في كل دول الاتحاد الاوروبي انطلاقا من بريطانيا، ولذلك أعلن انه اختار امستردام مقرا أوروبيا له في مرحلة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي (بريكست)، ما قد يؤدّي إلى توظيف 150 شخصا لدى المصرف في امستردام في حال موافقة المصرف المركزي الهولندي على استخدام ترخيصه المصرفي في هولندا، وبشكل عام أعدت معظم المصارف الأوروبية العاملة أو التي يوجد مقرها الرئيسي في بريطانيا خطَطًا لنقل مقراتها إلى عواصم أخرى داخل الإتحاد الأوروبي، خوفًا من احتمال فقدان حقها في العمل في دول الاتحاد الاوروبي عندما تنفصل بريطانيا نهائيا عن الاتحاد الاوروبي سنة 2019 عن أ.ف.ب 04/08/17
بريطانيا، فجوة طبقية: كشف تقرير أجرته مؤسسة "ريزولوشن فاونداشن" ونشَرَتْهُ منتصف حزيران 2017 أن الفجوة بين الأغنياء والفقراء في بريطانيا قد اتسعت خلال السنوات العشرة الماضية، حيث يمتلك 1% من السكان حوالي 14% من الأصول، إذ يمتلك 488 ألف شخص أصولا تبلغ قيمتها نحو 11 تريليون جنيه استرليني، بينما لا يمتلك 15% من السكان، أو حوالي 7,3 ملايين شخص أي أصول على الإطلاق أو هم مثقلون بالديون، وتعتبر المؤسسة (Fundation) "إن سياسات امتلاك العقارات في بريطانيا في نهاية القرن الماضي ومطلع القرن الحالي، أدت إلى اتساع فجوة الثراء بين المواطنين طوال السنوات العشرة المنصرمة"، فقد كان 80% من البريطانيين يملكون نسبة 35% من العقارات سنة 1995 وارتفعت النسبة إلى 40% سنة 2005، ثم بدأت بالتّراجع من 2005 إلى 2016 ولا يزال التراجع متواصلاً لصالح الأثرياء، ما وَسَّعَ الفجوة بين الأغنياء والفقراء، وبين الشباب وكبار السن، وزاد من عدم المساواة بين طبقات المجتمع... وفي خبر مُتَّصِل، ارتفعت وتيرة الإحتجاجات ضد سياسة التقشف وتقليص الإنفاق الحكومي وخصخصة المرافق العمومية والصحة والتعليم والسكن مع نقص الوظائف، وتَجَمَّعَ آلاف الأشخاص يوم 1 تموز 2017 فى مسيرة احتجاجية وسط العاصمة "لندن" (من مقر بي بي سي إلى مقر الحكومة وساحة البرلمان) ضد السياسات الاقتصادية للحكومة البريطانية ومن أجل العدالة الإجتماعية، تلبية لنداء مجموعة "الجمعية الشعبية ضد التقشف"، وشاركت أُسَر ضحايا حريق برج "غرينفيل"، الذي تسبب في مقتل 80 شخصا، وعدد من الأسر التي فقدت المسكن بسبب الحريق... وأشارت مؤسسة "ريزولوشن فاونداشن" البحثية البريطانية يوم 07/08/2017 إلى الطابع العرقي أو العُنصري للتفاوت الطّبقي في البلاد، حيث يقل دخل الأسرة البنغلاديشية عن دخل الأسرة البريطانية البيضاء بنحو 8900 جنيه استرليني، والأسرة الباكستانية بحوالي 8700 جنيه استرليني، ودخل الأسرة الأفريقية السوداء بنحو 5600 جنيه استرليني سنويًّا، رغم نمو دخل هذه الأُسَر بمعدّل 28% منذ 2001 فيما ارتفع متوسط دخل الأسرة البريطانية البيضاء بمتوسط 72% خلال نفس الفترة، ويعود ارتفاع دخل الأسر من أصول أجنبية إلى ارتفاع معدل توظيف النساء لمجابهة ظروف الحياة وارتفاع الأسعار، لأن ارتفاع الدخل لا ينعكس إيجابًا سوى في ظل استقرار الأسعار أو انخفاضها، إذ لا تزال الفجوة كبيرة ومُسْتمرّة فى مستويات المعيشة بين المجموعات العرقية والأسر البريطانية البيضاء... تأسست مؤسسة "ريزولوشن فاونداشن" (مؤسّسة بحْثِيّة غير ربحية تضم باحثين من مختلف الإتجاهات السياسية) سنة 2005 بواسطة عدد من المفكرين والخبراء بهدف "تحسين مستويات المعيشة بين أكثر من 15 مليون شخص من أبناء الطبقة الوسطى والدنيا في المجتمع البريطاني"، وفق ما ورد في بيان تأسيسها سنة 2005 عن موقع "بي بي سي" + موقع صحيفة "إندبندنت" 07/08/17
أمريكا - سلاح إضافي جديد: أحدثت فترة حكم "باراك أوباما" تحولات هامة في داخل النظام الرأسمالي داخليا في أمريكا والنظام الإمبريالي خارجيا (مثل تعميم الحروب بالوكالة والقتل عن بعد لتخفيف الخسائر الأمريكية وتمويل الحرب عبر شيوخ النفط...). على الصعيد الداخلي خَطَّطَت "الإدارة" الأمريكية للإطاحة بهيمنة روسيا وإيران ومشيخات الخليج على أسواق النفط، وذلك بزيادة الاستثمار في النفط والغاز الصخريين، رغم انخفاض أسعار النفط التقليدي، ما يؤكد ان هذا الإستثمار هو جزء من استراتيجية شاملة وليس قرارًا حتمته الظروف (مثل الإرتفاع المؤقت لأسعار النفط)، وتزامن ذلك مع تطرف رسمي في التعامل مع المنافسين (روسيا والصين)، وفرضت إدارة "أوباما" على الدول الأوروبية تطبيق قيود اقتصادية وتجارية على روسيا التي تُصدر إلى أوروبا ثُلُثَ احتياجاتها من الغاز، ويتواصل تطبيق هذه القرارات في ظل الإدارة الحالية، خدمة لاتسراتيجية أمريكية تتمثل في استخدام النفط والغاز الأمريكيين سلاحا استراتيجيا في العلاقات الدولية، وشجعت الدولة الأمريكية الشركات الأمريكية الخاصة على تطوير تقنيات استخراج النفط والغاز الصخريين بهدف تخفيض التكلفة وسعر البيع وتحسين الأداء، إلى أن أصبح النفط الصخري قادرًا -خلال ثلاث سنوات من الإستثمار المُكثّف- على إفشال خطط منظمة البلدان المُصدّرة للنفط (أوبك)، بل واستغلال خفض الإنتاج الذي اتفقت عليه أوبك مع روسيا، لإغراق السوق بالنفط الصخري منخفض التكلفة والسعر، وإلحاق ضَرَرٍ اقتصادي كبير بالحُلفاء أو التّابِعين (مشيخات الخليج) وخصوصًا بالخصوم (إيران وروسيا والصين)، وأصبحت الإمبريالية الأمريكية تُهَيْمِنُ على سوق السلاح وعلى المعاملات المالية الدولية وعلى سوق الطاقة ما قد يزيد من هيمنتها ومن نفوذها، خصوصًا بعد استكمال بناء ثلاث منصات ضخمة لتحميل الغاز المسال، وزيادة صادراتها منه إلى أوروبا بواسطة بولندا التي أصبحت حكوماتها أكثر ولاءً لأمريكا من الإتحاد الأوروبي الذي تنتمي إليه رسميا... قد تُشِير بعض العلامات إلى اهتراء الهيمنة الأمريكية، لكن الإمبريالية الأمريكية اشتهرت باستخدام الثروة والموارد الطبيعية والتقنيات المتطورة والسلاح لخدمة مصالحها وللهيمنة على العالم... رويترز 04/08/17
أمريكا، بزنس الصحة: وجّهت محكمة في نيويورك إلى الرئيس التنفيذي السابق لشركة "تورينغ" (قطب صناعة الأدوية) الذي كان يُدِيرُ أيضًا صندوق تحوط، ما لا يقل عن ثمانية تهم بارتكاب جرائم احتيال في مجال الأوراق المالية (المُضاربة في أسواق المال)، وأدانَتْهُ هيئة مُحلَّفِين بثلاث جرائم احتيال وأسقطت عنه التهم في خمسة جرائم أخرى بعد خمسة أسابيع من المحاكمة وخمسة أيام من المداولات، وكانت هذه الشركة لصناعة الأدوية قد رفعت سنة 2015 سعر دواء "دارابريم" لمكافحة الطّفَيْلِيّات يستخدمه مرضى نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) بنسبة خمسة آلاف بالمائة، فارتفع سعر العقار من 13,5 دولارا إلى 750 دولارا للجرعة الواحدة، مع الإشارة ان تكلفة إنتاجه لا تتجاوز دولارا واحدًا، ولم يكن هذا المُحْتال لِيُحاكَم لولا احتياله على مُسْتَثْمِرين (أي أثرياء وذوي نُفُوذ) وإفادتهم بأخبار كاذبة بشأن أداء صندوقي التحوط "إم إس إم بي كابيتال" و"إم إس إم بي" اللذين أدارهما،واتهمه الإدعاء بسرقة أموال من شركة صناعة الأدوية لسداد أموال المستثمرين...
كيف يتحدد سعر العقاقير؟ يُفْترض أن يتحدد هذا السعر بمحاولة تحقيق توازن بين مصلحة المرضى وتحقيق ربح للحفاظ على هذه صناعة العقاقير التي تُنْفِق لسنوات في البحث العلمي والتجارب قبل ترويج الدواء في الأسواق، وفي الولايات المتحدة، تُعْتَبَرُ شركات التأمين الخاصة والحكومة (من خلال نظام الرعاية الصحية والطبية) أكبر زبائن شركات صناعة الأدوية، مع ترك "الحُرِّية للسوق التي تشهد ارتفاع أو انخفاض الأسعار وفقا لاحتياجات الناس والمنتجات التي يودون شراءها"، وهذا منطق أعْرَجُ لأن الناس دائما في حاجة للأدوية ولا يستطيعون مقاطعتها إذا ارتفع سعرها، وعمدت شركات المُخْتَبَرات والعقاقير في السنوات الأخيرة إلى خفض وتيرة البحث العلمي وانتقاء "المنتجات" التي تود الاستثمار فيها، وفق الأرباح التي ستجنيها منها خلال أقصر مُدّة مُمْكنة، وتستثمر هذه الشركات في منتجات مثل "فياغرا" (للتّنْشِيط الجنسي) لأنه يباع بكثرة ويحقق أرباحا هامّة، فيما تُهمل الشركات أدوية الأمراض النادرة التي قد تكون أقل جاذبية، نظرا لأنها لا تستخدم من جانب عدد كبير من المرضى، وهو ما يجعل من الصعب أن تحقق أرباحا سريعة، كما تتجاهل الشركات أمراضًا تَقْتُل الملايين ولكنهم ملايين من الفُقَراء في بلدان فقيرة مثل المالاريا... احتجت بعض المنظمات في الولايات المتحدة على اعتبار الأدوية سلعة عادية تخضع لقانون العرض والطلب، ولا تهتم بحياة المرضى، لتتمكن الشركات من تحقيق أرباح ضخمة على حساب المرضى، وتوزيعها على المُساهمين، بدل استثمارها على البحث والإبتكار لإنقاذ حياة النّاس، واحتجت جمعيات على ارتفاع أسْعار أحد أدوية مرض السّل، ما اضطر الحكومة الإتحادية إلى زيادة المراقبة على أسعار الأدوية في الآونة الأخيرة، وتراجعت أسهم التكنولوجيا الحيوية بشكل حاد في "وول ستريت"، يوم الاثنين 31 تموز/يوليو 2017 بعد اتهامات لإحدى الشركات بـ"التلاعب ورفع الأسعار بشكل غير مُبَرّر"... عن موقع صحيفة "نيويورك بوست" + رويترز 05/08/17
طاقة، خلفِيّات العقوبات الأمريكية الأخيرة على روسيا: أعلنت وزيرة الاقتصاد الألمانية "إن العقوبات الجديدة التي اقترح نواب الكونغرس الأمريكي فرضَها على روسيا سَتُلْحِقُ أضْرارًا بشركات أوروبية، وتمثل هذه العقوبات انتهاكًا للقانون الدولي وينبغي للمفوضية الأوروبية أن تدرس اتخاذ تدابير مضادة، لأن تنفيذ مثل هذه العقوبات يعتبر حربًا تجارية"، واتفق معها في الرّأي أعضاء الحكومة وكبار رجال الأعمال (فالحكومة تمثل مصالح طبقة رجال الأعمال)، وصرح مُمثل عن نقابة أرباب العمل: "إن العقوبات الأمريكية الجديدة من شأنها منْع شركات ألمانية من العمل في مشاريع لمد خطوط أنابيب تعد ضرورية لأمن الطاقة في ألمانيا"... عُرِفَتْ الحكومات الألمانية المتعاقبة منذ 1953 (تاريخ تأسيس ألمانيا الفدرالية أي الغربية) مهما كان لونها، بموالاتها للسياسة الأمريكية، ولكن تكررت التصريحات الرسمية منذ سنتين بشأن تباين المصالح الإقتصادية بين الطرفين، وتُعَبّرُ حكومة ألمانيا عن الرأي السائد داخل الإتحاد الأوروبي، وظهرت هذه الخلافات أيضًا خلال انعقاد قمة العشرين في هامبورغ خلال شهر تموز/يوليو 2017 حيث اعتبرت حكومة ألمانيا أن العقوبات مخالفة لقواعد حُريَّة التجارة الدولية، ولكن لا تستطيع ألمانيا ولا الإتحاد الأوروبي معارضة القرارات الأمريكية، رغم الضّرر الحاصل لأن روسيا تُعَدُّ المزود الأول للغاز الطبيعي للسوق الأوروبي، حيث بلغت الصادرات الروسية لأوروبا في العام الماضي ما يزيد على 150 مليار متر مُكعب (م3 ) عبر الأنابيب، أو أكثر من 40% من جملة واردات أوروبا عبر الأنابيب، ونحو ثلث إجمالي وارداتها من الغاز، وسَعَتْ أوروبا إلى خفض اعتمادها على الغاز الروسي (لأسباب سياسية وليست اقتصادية) ومحاولة الحصول على الغاز الطبيعي من مصادر أخرى (دول الإتحاد السوفييتي السابق)، فيما حاولت روسيا بناء خطوط أنابيب تلتف على أوكرانيا التي قامت بعمليات ابتزاز عديدة، مع تدهور العلاقات بين الدولتين، بطاقة تتجاوز 55 مليار م3 سنويًّا، وعملت الولايات المتحدة على إفشال كافة مخططات روسيا عبر حلفائها الأوروبين الموثوقين مثل حكومات بولندا ورومانيا وأوكرانيا ودويلات بحر البلطيق، لكن شركة "غازبروم" الروسية للغاز تحالفت مع شركات أوروبية لإنجاز مشروع "السيل الشمالي 2"، حيث تبلغ حصة شركة غازبروم 50%، بينما تبلغ الحصة الواحدة 10% لخمس شركات من شركات دول الاتحاد الأوروبي هي "إينجي" الفرنسية و"إي أون" الألمانية و"وينتر شال" الألمانية أيضًا، و"أو. إم. في" النمساوية" و"شل" الهولندية/البريطانية، ويُشكِّلُ هذا الخط الأخير موضع الخلاف الرئيسي بين ألمانيا والولايات المتحدة، إذ تحاول أمريكا إعاقة إنجاز المشروع عبر فرض العقوبات، ولكن حكومات فرنسا والنّمسا وهولندا التي تضرّرت شركاتها ومصالحها الحيوية لم تكن حازمة في دعم الموقف الألماني، ما يخدم موضوعيا التشدد الأمريكي وما يصب في مصلحة الهيمنة الأمريكية التي تحاول تسويق الغاز الصخري الأمريكي إلى أوروبا، وإزاحة روسيا من سوق الطاقة الأوروبي... عن أ.ف.ب + روسيا اليوم + رويترز 05/08/17
صحة: توقّعت دراسة علمية لباحثين من جامعة "كَمْبْرِدج" ارتفاع عدد فاقدي البصر من 36 مليون حاليا إلى حوالي 115 مليون سنة 2050، وعدد من يعانون من اضطرابات أو ضُعْف البصر من 217 مليون حاليا إلى 588 مليون خلال نفس الفترة، ومَرَدُّ ذلك الإرتفاع إلى شيخوخة السكان، وفق الباحثين الذين قاموا بتحْلِيل نتائج 288 دراسة من 98 دولة مختلفة، واستخدموا نموذجًا رياضيًّا (دراسة الإحتمالات الممكنة انطلاقا من مجموعة بيانات) أوْصَلَهُم إلى هذه التوقعات المتشائمة، لأن الشيخوخة تتسبب في عدد من أمراض العيون التي تُؤَدِّي بدورها إلى ضعف البصر أو فقدانه، وككل الأمراض يُعاني سكان البلدان الفقيرة (والمُهِيْمن على ثرواتها) من العمى ومن ضُعْف البصر أكثر من سُكّان البلدان الغنية، خصوصًا في بلدان آسيا وافريقيا (أفغانستان والحبشة...)، وتمثل النساء اللاتي فاقت أعمارهن خمسين سنة 86% من إجمالي فاقدي البصر، وتُشير دراسات منظمة الصّحّة العالمية إلى بساطة إجْرأءات الوقاية وانخفاض تكلفتها، لو توفّرت إرادة مكافحة العمى واضطراب البصر، من قِبَل الدول والمختبرات وشركات الأدوية التي تتخوف من انخفاض إيراداتها بسبب تعميم عمليات وحملات الوقاية... عن مجلة "ذا لانسيت غلوبل هيلث" الطِّبّيّة البريطانية 03/08/17 يُعاني نحو 2,1 مليار إنسان ، أي نحو ثلث سكان العالم، الحرمان من الماء الصالح للشرب، ويفتقر 844 مليون إنسان للخدمات الأساسية ويضطرون للبحث عن المياه على بعد نحو نصف ساعة من سكنهم فيما يستهلك حوالي 160 مليون بشر مياهًا ملوثة... عن "يونيسيف" 24/07/17
تقنية - احتكارات: تُخَطِّطُ الدولة في الصين لتصبح البلاد رائدة (أو مُنافِسًا جِدِّيًّا) في كافة المجالات، وبعد إغراق أسواق البلدان الفقيرة بالإنتاج الرخيص والرديء، وجمع ثروات طائلة من وراء ذلك ومن وراء استغلال الثروات الطبيعية للبلدان الإفريقية، انتقلت إلى الصناعات المتطورة والتقنيات الحديثة، وتطمح إلى ريادة السوق في مجالات الحواسيب والهاتف المحمول والرقائق، وأنفقت الدولة حوالي 150 مليار دولار خلال الفترة 2014-2016 على تطوير قطاع الرقائق وذاكرات التخزين وما يُسمّى "انترنت الأشياء"، حيث تتنافس اليوم شركة "إنتل" الأمريكية (ولها مراكز بحث هامة جدا في فلسطين المحتلة وتخطط لافتتاح مركز هام في أراضي الفلسطينيين المُصادَرَة في "النّقب") مع شركة "سامسونغ" (كوريا الجنوبية)، خصوصًا في مجال صناعة الرقائق التي توسعت استخداماتها من الحواسيب إلى الهواتف المُسمّاة (خَطَأً) "ذكِيّة" والسيارات وغيرها، وتمكنت شركة "سامسونغ" من تجاوز أزمة انخفاض مبيعات أجهزة التلفزيون لتُنوِّعَ إنتاجها وتُرَكِّزَ على "أشباه المواصلات" أو ما يُسَمّى "إنترنت الأشياء" حيث بلغت إيراداتها نحو 15 مليار دولار خلال الرّبع الثاني من سنة 2017، مقابل 14,4 مليار دولار لمنافستها "إنتل" و10,5 مليارات دولار لشركة "ابل"، ويتوقع المحللون في شركة "غارتنر" لأبحاث تكنولوجيا المعلومات، أن تتجاوز إيرادات أشباه الموصلات في جميع أنحاء العالم 400 مليار دولار سنة 2017 وتملك "سامسونغ" حصة مُهَيْمِنَة في سوق "الذاكرة" التي ارتفع الطلب عليها بنسبة 52% وأنفقت "سامسونغ" سنة 2017 حوالي 12,5 مليار دولارا على تطوير "أشباه المواصلات" (رقائق "راند" ذاكرة الهواتف والمُحركات وبطاقات ذاكرة الكاميرا...) وتطمح لاحتلال المرتبة الأولى عالميا في مجال صناعة وتَسْويق رقائق الذاكرة التي ارتفع الطلب عليها وتضاعفت أسعارها خلال سنة 2016، لكن الشركات الصينية تراقب الوضع وتعمل (بدعم هام من الدولة) على احتلال المراتب الأولى في كافة المجالات... فماذا فعل آل سعود وآل ثاني وشيوخ الخليج بإيرادات النفط؟ عن تقرير لشركة "سي سي إس إنسايت" (أمريكا) - فايننشال تايمز 03/08/17
بزنس الرياضة: أوردنا في عدد سابق خبر شراء نادي باريس سان جرمان (الذي تملكه دويلة قطر) للاعب البرازيلي "نيمار" من برشلونة بمبلغ خيالي، يُعادل الراتب السنوي لملايين العُمال، لقرون عديدة (حوالي 260 مليون دولارا قيمة الشرط الجزائي للعقد)... تضخ "قطر" مبالغ ضخمة في خزينة بادي باريس سان جرمان الذي يُعد واجهة لـها بعد فوزها بحق استضافة بطولة العالم لكرة القدم سنة 2022 وربما لتظهر عدم تأثير عقوبات السعودية في مَالِيّتِها، ويتجاوز مبلغ شراء "نيمار" ضعف الرقم القياسي لأغلى لاعب في العالم حاليا (بول بوغبا) الذي اشتراه نادي مانشستر يونايتد، وقرابة مرتين ونصف مبلغ شراء ريال مدريد الأسباني للاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو، ولكن وخلافا للنادي البريطاني والنادي الإسباني، فإن نادي باريس غير مُدْرَجٍ ضمن قائمة مجلة "فوربس" لأغنى عشرة أندية في العالم... في الجانب المالي (التجاري للعقد) سوف يحصل نادي باريس على مقابل مادي من العقود التجارية وحقوق الرعاية الإضافية، وربما على نسبة من حقوق بيع صور اللاعب واستخدامها في الترويج للنادي، ما يجعل المؤسسات التجارية أكثر اهتماما بعقد شراكة مع نادي باريس سان جيرمان، وما يرفع من حصة النادي من متاجر بيع القمصان (من تصنيع شركة "نايك") إلى حوالي 24 مليون يورو سنويا، بفضل ارتفاع عائدات بيع القمصان الجديدة لنيمار، وعلى سبيل المقارنة يحصل نادي "مانشستر يونايتد" على عائد ثابت سنويا من "أديداس" بقيمة 75 مليون جنيه استرليني. ولا يتأثر العائد الذي يحصل عليه النادي مطلقا بحجم المبيعات أو باللاعبين الذين يساعدون على زيادة المبيعات، وقد يتمكن "باريس سان جرمان" من زيادة حصته إذا حقق نجاحا كُرَوِيا على مستوى فرنسا وقارة أوروبا، لاستعادة ثمن عقد اللاعب "نيمار"... يُشار إلى استحواذ الشركات المُصَنِّعة للقمصان على نصيب الأسد من بيعها، وتبقى حصة النوادي خاضعة للمساومة... عن رويترز (بتصرف) 03/08/17
وهكذا المادة نشرة الإقتصاد السياسي عدد 391- 26 آب 2017 - إعداد: الطاهر المعز
هذا هو كل المقالات نشرة الإقتصاد السياسي عدد 391- 26 آب 2017 - إعداد: الطاهر المعز هذه المرة، ونأمل أن توفر فوائد لكم جميعا. حسنا، أراك في وظيفة أخرى المقال.
كنت تقرأ الآن المقال نشرة الإقتصاد السياسي عدد 391- 26 آب 2017 - إعداد: الطاهر المعز عنوان الرابط https://notscrets.blogspot.com/2017/08/391-26-2017.html
0 Response to "نشرة الإقتصاد السياسي عدد 391- 26 آب 2017 - إعداد: الطاهر المعز"
إرسال تعليق