عنوان: عقول الشباب العربي الأسيرةللنماذج المصنعة خارجيا بقلم عقيل البكوش
حلقة الوصل : عقول الشباب العربي الأسيرةللنماذج المصنعة خارجيا بقلم عقيل البكوش
عقول الشباب العربي الأسيرةللنماذج المصنعة خارجيا بقلم عقيل البكوش
مئات بل آلاف من الشباب العربي مثل الورد يسقطون صرعى أو جرحى ( معاقين اعاقات دائمة) جراء حروب مفتعلة في صراعات مختلقة بين نماذج متخيلة ومصطنعة خصيصا لكي يكونوا هم ضحاياها.
على أبواب طرابلس سقط أكثر من 300 قتيل وما يزيد على الفي جريح، وقبل ذلك سقط أكثر من 100 ألف ليبي، في معارك تؤججها دول استعمارية من أجل السيطرة على مقدرات البلد النفطية.
وقبل ذلك قتل الملايين في العراق وسوريا والسودان والجزائر واليمن ومصر، هذا عدا فلسطين ولبنان.
والغريب في الأمر أن هذه المعارك التي تحصد فيها الأرواح ليست بين أجنبي غازي ووطني يدافع عن وطنه وانما بين أبناء الوطن الواحد.
انظر الى الصراع في ليبيا، بين من يتبعون نموذجا ماضويا، بني بعديا بواسطة أفلام السينما وأقلام الكتاب ومسلسلات التلفزيون وصفحات الجرائد والصحف، نموذج حمزة بن عبد المطلب أو جعفر بن أبي طالب في فيلم الرسالة، أو القعقاع بن عمرو أو خالد بن الوليد أو المثنى بن حارثة في مسلسل الفتوحات الاسلامية وفي خطب الدعاة على اليوتيوب.
وبين النموذج الحداثي، حيث حرية المرأة وحرية العقيدة وحرية الكسب وحرية اللباس وحرية الممارسات بدون قيود والتكنواوجيا المتطورة بواسطة الأفلام والمسلسلات والكتب والاشرطة الوثائقية والعائدين من الغرب ، نموذج الغني الذي ينزل من سيارته الفارهة ويسكن منزلا ضخما ويلبس لباسا غاليا، تحيط به المعجبات، يتجول من بلد الى بلد، ويعيش حياة سلسة لا تعقيد فيها ولا عسر. ( نموذج الحياة الرغيدة في الدنيا ونموذج الحياة الرغيدة المؤجلة الى ما بعد الموت )
وقد ظل اقناع الشباب العربي باتباع هذه النماذج سهلا يسيرا، انظر الى تقليعات الشعر والى طلاء الأظافر والى السراويل المقطعة كيف يلبسونها بفخر، متخيلين أنهم يسيرون النعل بالنعل جنب الأنموذج المصطنع...هكذا تبنى الأفكار في عقول الشباب، وهكذا يغيرون مواقفهم، وهكذا يوجهون سلوكهم.
وقد انتبه عصمت سيف الدولة مبكرا ( قبل أكثر من ثلاثين عاما )الى هذه المسألة، في كتابه " عن العروبة والاسلام" وتحديدا في فصل "الجواب" حيث اعتبر أن من يستهدفون السيطرة على ثروات الأمة قد اكتشفوا تلازمية التكوين الثنائي للشخصية العربية " العروبة والاسلام" فاخترقوا العقول من أجل تقسيمها الى عروبيين علمانيين واسلاميين غير عروبيين، وسيروا حربا أهلية بين شباب هذه الأمة بين أنصار الماضي الذي يستحيل أن يعود وبين أنصار الحداثة الغريبة عن هوية هذا الشباب.
وفعلا، لقد كسر الاستعمار البوصلة التي تشير الى فلسطين والى الوحدة العربية والى التنمية والتطور والتقدم على صخرة هذا الصراع الهووي المتخيل.
ولقد كان هذا الصراع بلا نهاية مأمولة، فقد تظلل كل طرف في الصراع بقوى اقليمية ودولية تمده بالسلاح والدعم.
انظر الى الصراع في ليبيا، مثلا، كيف تدعم دول تابعة مثل قطر وتركيا وايطاليا ميليشيات الاخوان المسلمين والسلفيين، وانظر كيف تدعم دول عميلة أخرى، مثل مصر والسعودية والامارات جيش حفتر، في تبادل للأدوار لا يخفى الا على منكر....ألم نتعود تاريخيا أن دولا على رأسها قيادات مقاومة تدعم معسكر المقاومة ودول عميلة تدعم فسطاط العمالة ؟ فكيف لا ننتبه اليوم الى أن العملاء يتقاسمون الأدوار لحصد أكبر عدد من رؤوس الشباب المسكون بالنماذج المتخيلة ؟ ألم نتعود تاريخيا أن معسكر الأعداء معروف ومعسكر الأصدقاء معروف، فكيف يتحول العملاء الى اصدقاء مقبولين ؟ ألم نتعود تاريخيا أن احتلال بلد دونه الحاق أكبر قدر من الخسائر بالعدو المحتل، فكيف نقبل اليوم ونحن نرفع صيحات "الله أكبر ولله الحمد" احتلال ارضنا بيد شبابنا خدمة لنماذج متخيلة مستحيلة دون أن يطلق العدو رصاصة واحدة أو يسقط له جندي واحد ؟
أليس هذا هو احتلال العقول مقدمة لاحتلال الأوطان، فكيف السبيل الى تحرير العقول الأسيرة ؟
وهكذا المادة عقول الشباب العربي الأسيرةللنماذج المصنعة خارجيا بقلم عقيل البكوش
هذا هو كل المقالات عقول الشباب العربي الأسيرةللنماذج المصنعة خارجيا بقلم عقيل البكوش هذه المرة، ونأمل أن توفر فوائد لكم جميعا. حسنا، أراك في وظيفة أخرى المقال.
كنت تقرأ الآن المقال عقول الشباب العربي الأسيرةللنماذج المصنعة خارجيا بقلم عقيل البكوش عنوان الرابط https://notscrets.blogspot.com/2019/05/blog-post.html
0 Response to "عقول الشباب العربي الأسيرةللنماذج المصنعة خارجيا بقلم عقيل البكوش"
إرسال تعليق