الملاذات الآمنة لداعش بعد هزيمته توفيق المديني

الملاذات الآمنة لداعش بعد هزيمته توفيق المديني - مرحبا أصدقاء ليس سرا مرة أخرى, في هذه المادة تقرأ هذه المرة مع العنوان الملاذات الآمنة لداعش بعد هزيمته توفيق المديني, لقد أعددنا هذا المقال لك القراءة واسترجاع المعلومات فيه. نأمل أن محتويات الإعلانات المادة آخر الأخبار، نصائح صحية، والصحة، والرياضة, ونحن نكتب لكم يمكن أن نفهم. حسنا، قراءة سعيدة.

عنوان: الملاذات الآمنة لداعش بعد هزيمته توفيق المديني
حلقة الوصل : الملاذات الآمنة لداعش بعد هزيمته توفيق المديني

اقرأ أيضا


الملاذات الآمنة لداعش بعد هزيمته توفيق المديني


أثار قرار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 19كانون الأول /ديسمبر عام 2018، انسحاب2000 جندي أمريكي أو أكثر،معظمهم من القوات الخاصة من سورية،غضب المشرعين الأمريكيين وأثار الاستقالات، بما في ذلك وزير الدفاع جيمس ماتيس والمسؤول الكبير في وزارة الخارجية المسؤول عن الحملة ضد تنظيم داعش الارهابي.
وفيما أعلن الرئيس ترامب النصر على داعش قائلاً:إنّ الولايات المتحدة "ضربتهم بشكل سيئ" في سورية،رفض المسؤولون الأمريكيون فكرة تحقيق انتصار واضح على داعش،لا سيما  الجنرال جوزيف ليونارد فوتيل قائد القوات الخاصة الأميركية في سورية خلال لقائه مع رؤساء أركان القوات المسلحة في مجلس التعاون الخليجي،حين وقال: إنه "لم يتم استشارته" قبل إعلان ترامب المثير للجدل في أواخر العام الماضي، أن الولايات المتحدة ستسحب قواتها بسرعة من سورية .

وقال قائد القوات الأمريكية الذي كان يقود الحرب ضد تنظيم داعش الارهابي لـ CNN الجمعة الماضي:إنّه لا يتفق مع قرار دونالد ترامب بسحب القوات من سورية، وحذر من أن التنظيم الإرهابي بعيد كل البعد عن الهزيمة،وقال جوزيف فوتيل عن سحب القوات "لم تكن نصيحتي العسكرية في هذا الوقت بالذات... ما كنت لأقدم هذا الاقتراح بصراحة".التنظيم الارهابي لا يزال لديه قادة،ولا يزال لديه مقاتلون،وما زال لديه ميسرون،ولا يزال لديه موارد، لذا فإنّ الضغط العسكري المستمرضروري لمواصلة السير من أجل القضاء عليه نهائياً.ويقول فوتيل إنّه لن يعلن عن هزيمة تنظيم داعش الارهابي، كما فعل ترامب في ديسمبر كانون الأل 2018، إلا إذا كان متأكدًا من أنّهم لم يعدوا يشكلون تهديدًا. وقال فوتل: "عندما أقول" لقد هزمناهم "، أريد التأكد من أنه ليس لديهم القدرة على التخطيط أو توجيه هجمات ضد الولايات المتحدة أو حلفائنا". لا يزال لديهم هذه" الأيديولوجية القوية".
النفاق الأمريكي بشأن هزيمة "داعش"
هناك حقائق تاريخية بشأن داعش يجب التأكيد على ذكرها دائما في مواجهة التضليل الإعلامي الذي تمارسه الولايات المتحدة الأمريكية،وأجهزة الإعلام الغربية، التي لم تكن منصفة أو موضوعية بشأن الحرب الإرهابية الكونية ضد سورية.
وأولى هذه الحقائق ،أنّ تنظيم "داعش" الإرهابي هو صنيعة الاحتلال الأمريكي للعراق.وكان التقاعس الأمريكي في محاربة "داعش" أسهم في دعم هذا التنظيم الإرهابي وتصديره إلى العالم ،ليسيطر على مساحات واسعة من الأراضي في كل من سورية والعراق وغيرها،وكذلك تهريب متزعمي التنظيم الإرهابي عبر طائرات أميركية من مواقعهم إلى قواعد انتشارالقوات الأمريكية المحتلة للأراضي السورية ،وذلك حفاظًا على حياتهم وتحييدهم عن مصيرهم المحتوم مع التقدم المستمر للجيش العربي السوري في إطار حربه لاجتثاثهم، إضافة إلى رفع ما يسمى ب"التحالف الأمريكي "معنويات الإرهابيين المتقهقرة عبر استهدافه مواقع للجيش العربي السوري،دليل دامغ على غاية الإدارة الأمريكية من استخدام التنظيم الإرهابي لتحقيق أهدافها فى إقليم الشرق الأوسط،وبالتالي استعداد الإمبريالية الأمريكية على عقد الصفقات مع الميليشيات الإرهابية،وهو ما يمثل جزءًا رئيسيًا من سياسة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي قامت في الأساس على تمويل ودعم الإرهاب وتمكينه في المنطقة لتنفيذ المخطط الأمريكي-الصهيوني  الهادف إلى تقسيم المنطقة على أسس طائفية ومذهبية وعرقية، وإسقاط الدولة الوطنية السورية.
ثاني هذه الحقائق، فيما يقول الرئيس ترامب أنّ الولايات المتحدة الأمريكية تتهيأ لإقفال ملف داعش في سورية استعدادًا لاستكمال انسحاب قوات احتلاله من شرق الفرات لأنها حسب زعمه أنها حققت الانجاز المطلوب وهو هزيمة التنظيم الإرهابي، فإنّ الحقيقة الساطعة و الماثلة  أمام الجميع هي أن الجيش العربي السوري و حلفائه في حزب الله وروسيا وإيران، هم من أسهموا في إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش الإرهابي، إذ تمكن محور المقاومة من القضاء على أغلب جيوب التنظيم في سورية، في حين تذرعت واشنطن وحلفاؤها بالتنظيم الإرهابي المتطرف المصنع بإشرافهم وتمويل بعض المشيخات الخليجية من أجل التدخل في سورية ونشر قوات وقواعد لأجل غير مسمى. ويدرك الجميع جيدًّا من خلال خارطة  وجود تنظيم "داعش " الإرهابي في سورية خلال السنوات الماضية والمناطق التي خسرها من هو الطرف الذي هزم تنظيم داعش الإرهابي بالفعل، كذلك، والرجوع إلى حجم الخسائر العسكرية البشرية في القوات التي واجهت داعش تعزّز حقيقة الطرف المنتصر على التنظيم الإرهابي الأبرز، وهو الجيش العربي السوري بإسناد من محور المقاومة.
ثالث هذه الحقائق،إنّ الإمبريالية الأمريكية تستخدم هذه التنظيمات الإرهابية، ومن ضمنها داعش كأدوات ، وكجيش احتياط من المرتزقة لتفجير الحروب الاستعمارية الجديدة في مناطق عديدة من العالم، ففي الوقت الذي يتفاخر فيه الرئيس ترامب بهزيمة تنظيم"داعش" الإرهابي،أكّدت تقارير أممية أنّ جماعة داعش الارهابية لم تهزم، وإنما تستمد بقاءها من الدعم الأمريكي، مشيرة إلى وجود ما بين 14 و18 ألف ارهابي للتنظيم في سورية والعراق، من بينهم نحو 3 آلاف أجنبي في استنتاج يناقض تمامًا ما أعلنه الرئيس الأميركي بشأن القضاء التام على "داعش". ومع تواصل توقف المعارك شرق دير الزور السورية بين "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) وتنظيم "داعش"،تدور مفاوضات بين الجانبين بعيداً عن الأنظار،للتوصل إلى اتفاق حول مصير من تبقى من عناصر وقادة التنظيم من جنسيات مختلفة في الجيب الأخير الذي ما زال تحت سيطرتهم. ويحاول التنظيم البحث عن ممر آمن لعناصره، وسط رفض "قسد" والتحالف الدولي لمقترحاته التي تدور حول الخروج الآمن من المنطقة.
رابع هذه الحقائق:وحسب مصادر "قسد"يطالب قادة "داعش" بفتح طريق نحو البادية السورية، إلا أنّ التحالف يرفض ذلك ويطالب باستسلامهم الكامل، أو مواجهة القتال والموت. لا تتجاوز مساحة ما تبقى من مناطق نفوذ لتنظيم داعش في ريف دير الزور الشرقي وشرق الفرات بشكل عام، 4 كيلومترات مربعة، وهي تضم أجزاءً من قرى السفافنة، والمراشدة، وموزان والباغوز فوقاني".ووسط هذه التقارير والأرقام المخيفة عن عدد الجماعة الارهابية ظهرت الى السطح تقاريرإعلامية تؤكد وجود اتفاق سري بين مليشيا قسد والتحالف الامريكي و"داعش" من أجل خروج الجماعة الارهابية من آخر مناطقها شرق الفرات .
بحسب الأرقام التي ذكرها ترامب هناك أكثر من 800 مسلح داعشي من جنسيات أوروبية معتقلين لدى مليشيات قسد، بينما اختفى العدد الأكبر منهم في ظروف غامضة، حيث قامت الولايات المتحدة التي تنتشر قواتها في منطقي شرق الفرات والتنف بنقلهم إلى صحراء الأنبار أو بادية التنف حيث تنتشر القواعد العسكرية الامريكية ليكونوا تحت الوصاية الأمريكية وبعيدا عن الاعلام، بغية استخدامهم في إطار مخططاتها الرامية لزعزعة الاستقرار والأمن في العديد من الدول التي تناهض سياساتها الاستعمارية كاليمن وفنزويلا، وثمة معلومات متقاطعة أوردتها مصادر إيرانية أن جزءاً كبيراً منهم تم نقله إلى أفغانستان بغية استخدامه ضد إيران في مرحلة من مراحل استهداف إيران، وقد لا يستبعد أن يكون التنظيم متورطاً بعدد من الأعمال الارهابية التي ضربت إيران في الأشهر الأخيرة وخاصة الهجوم الأخير الذي طال حافلة للحرس الثوري. وبالتالي فإن صحت هذه المعلومات فإنما يجري ليس قضاء على "داعش" وإنّما هو إعادة تأهيل وتدريب لهذه الجماعات الارهابية من قبل واشطن في الخفاء ليعاد استخدامها مجددا. وفي العلن يستعرض الرئيس الاميركي عضلاته في عرض بهلواني بدحره ادواته الدواعش، ويزيد من رصيده في الانتخابات الرئاسية الاميركية للعام المقبل 2020 حسبما يرى مراقبون.
إعادة إنتاج الخطر المستقبلي عبر "الذئاب المنفردة"
في نطاق تحليلنا لإعادة إنتاج الخطر المستقبلي،يمكن الإشارة لأهم ملامح التغير التي طرأت على استراتيجية تنظيم "داعش" الإرهابي ،التي عُدّت كتحولات تم اعتمادها داخل التنظيم، استعدادًا منه لمواجهة المستقبل "المنحسر" في المركز،ورغبة من قياداته في إبقاء القدرة حاضرة لإنتاج مزيد من التهديد المستقبلي.وتتمثل أهم ملامح التغير، التي طرأت على استراتيجية "داعش"، في اعتماده أخيراً على شن هجمات فردية بآلات تقليدية بسيطة في معظمها، يقوم بتنفيذها فرد أو فردان، ضمن ما يعرف بـ "الذئاب المنفردة"، بهدف توسيع دائرة الترويع والخوف، والرعب لأقصى مدى ممكن في مناطق بعينها من الدول المستهدفة.
ويعد أخطر أبعاد هذه التغيرات أن هجمات "الذئاب المنفردة" توجه غالباً إلى أهداف ناعمة أو سهلة، تتسم عادة بعدم احكام الإجراءات الأمنية، أو وجودها في حدها الأدنى. وهذه الأهداف غالباً ما تكون "تجمعات بشرية" لإيقاع عدد أكبر من الضحايا الأبرياء، بحيث يكون وقع الحدث مدوياً، سواء على المواطنين أنفسهم، أو على السلطات الرسمية والحكومية في الدول المستهدفة.
فما حدث في بعض الهجمات، التي شهدتها المانيا وفرنسا، كشف عن هذا المدى من اتساع ذلك الخطر المقلق، مثل الهجوم الذي شنه محمد رياض، المهاجر الأفغاني، على ركاب قطار في مقاطعة "بافاريا" جنوبي ألمانيا في 18 يوليو 2016 ، حيث أكد حينها وزير الداخلية الألماني توماس دي مايتسيري، أن دعاية تنظيم "داعش" هي من حرضت المراهق الأفغاني على ارتكاب ما فعله، حيث لم تتوصل السلطات الألمانية إلى دليل يؤكد صدور أوامر من التنظيم له بتنفيذ الهجوم.والأمر نفسه بالنسبة لمحمد لحويج بوهلال، منفذ عملية الدهس في مدينة نيس الفرنسية 15 يوليو 2017، والتي أودت بحياة 84 شخصاً، جميعهم من المدنيين والسائحين.
ولعل أحد أهم مظاهر الخطر في التغيرات الاستراتيجية التي انتهجها "داعش" أيضاً أنه قد يتجه مستقبلاً إلى إشعال الصراعات الطائفية والمذهبية، عبر التركيز على استهداف تلك المكونات في الدول المستهدفة، على نحو يخل بحالة الأمن والاستقرار الذي يوفر البيئة الملائمة للتنظيم للوجود والنمو، على نحو ما حدث في العمليات الإرهابية التي نفذها تنظيم "داعش" في المملكة العربية السعودية ودولة الكويت، واستهدفت تجمعات شيعية لإشعال الفتن المذهبية، ونظيرتها التي نفذت في مصر ضد المنشآت الدينية المسيحية، وبحق بعض المواطنين المسيحيين بشكل مباشر، بغرض إشعال فتن، واحتقان طائفي، وهذا يجعل تنفيذ الاعتداءات الإرهابية مسألة مغرية للكثير من العناصر المتعاطفة مع الفكر الإرهابي، ويجعل "التشديد الأمني" مسألة محدودة الأثر في الكثير من الأحيان.
إعادة انتشار "داعش" في الدول الآسيوية والإفريقية
يتساءل الخبراء في التنظيمات الإرهابية عن نهاية تنظيم "داعش"، لا سيما بعد هزيمته في كل من العراق وسورية .فالتنظيم قد خسر أهمَّ المدن التي سيطر عليها وركزَّ فيها نُفُوذه في العراق وسورية. ومنذ ظهور تنظيم "داعش" يبدو أنه وبحسب متخصصين في شؤون الجماعات الإرهابية قد جهز نفسه ليوم ما بعد الخلافة، ممّا يعني أنّه كان على وعي بأن "دولته" ستنتهي. فهو يسجل اليوم خسائر بالجملة وبعد ثلاث سنوات بات لا يسيطرإلا على أقل من 1في المئة من مساحة العراق، و الأمر عينه من مساحة سورية.كما أن معظم قياداته تعرضت للقتل أوالاغتيال ،كما أنّ المقاتلين يغادرون المنطقة بعد أن كانوا يتوافدون للانضمام على التنظيم من أصقاع العالم. 
بالرغم من أن الهدف الأساسي الذي ظهر من أجله التنظيم هو تأسيس دولة في معناها المادي وليس تنظيمًا عابرًا للحدود مثلما كان عليه الأمر بالنسبة إلى تنظيمات أخرى، وأيضا اعتماده شعار البقاء والتمدد مما مكنه من السيطرة على 90.800 كلم مربع من الأراضي في سورية والعراق، ولكن خسارته للأرض تعني أن التنظيم خسر أهم مكون من مكونات وجوده وهو الوجود على الأرض إضافة إلى تراجع موارده المادية.لذا فإنّ منطق الدولة انتهى ويعني ذلك أن هذه التنظيمات لا يمكن أن توجد إلا في إطار اللادولة ،وأنها لا يمكنها أن تتمدد على أراض تحكم سيطرتها عليها. ولكن ذلك لا يعني بالضرورة أن ظاهرة "داعش" ستنتهي ،فمن وجهة نظر بعض المحللين الغربيين تبدو المجموعات التابعة ل"داعش" جاهزة "لدولة إسلامية دون دولة".
لقد تبدلت اليوم الاستراتيجية التي اعتمدها تنظيم "داعش"، إبان احتلاله لمساحات كبيرة من العراق وسورية، ومن ثم بدأت تدخل طور الانتقال إلى استراتيجية الجبهات البديلة، بعد زيادة الضغط العسكري على عناصره، وإجبارهم تحت وطأة هزائم المدن الرئيسية إلى مغادرتها، وتنفيذ خطط تكتيكية للتراجع، لذلك ولتنفيذ هذه الخطط، عمد قادة التنظيم إلى تسريب بعض من قادته الميدانيين إلى المناطق البديلة، بغية المحافظة عليهم من جهة، ومن جهة أخرى تهيئتهم إلى المرحلة القادمة في قيادة التنظيم، ولكن ضمن خطط جديدة ومطورة.
هناك مناطق من الممكن أن تلعب دورًا بديلاً في احتضان عناصر التنظيم، وهي في الأصل أماكن ظلت دوماً تحتل أهمية في جهد "داعش" من حيث الانتشار، والوجود، والاستقطاب لفاعليتها الاستراتيجية، وإمكاناتها التي تضمن الحياة للتنظيم فيما قد يتعرض له في فصول الانحسار من مدن المركز، منها منطقة جنوب تركيا، خاصة تلك المنطقة الحدودية مع كل من سوريا والعراق، فهي منطقة بجغرافيتها المالية (جبال ، غابات) تمتلك مقومات عدة يمكن لعناصر التنظيم الاستفادة منها..وهناك منطقة صحراوية ممتدة المساحة "صحراء الأنبار" تعد ساحة تموضع مثالية للسلاح والعناصر المقاتلة، مع تمتعها بميزة الحاضنة السكانية المحدودة العدد والمؤيدة بشكل أو بآخر للتنظيم، خاصة للقيادات العراقية بين صفوفه. وفي منطقة "تلال حمرين"، التي هي سلسلة جبلية تمتد من محافظة ديالى الواقعة (60 كم) شرقي بغداد إلى مدينة كركوك، الغنية بالنفط، أماكن نموذجية بالنسبة للتنظيم، يمكنه استثمار طبيعتها الجغرافية لمعاودة حشد وتسكين عناصره، فضلاً عن عتاده التسليحي.
من المرجح أن يُسَارِعَ قادة التنظيم الكبار،خاصة ما تبقى من المؤسسين الأوائل، مع بعض المجموعات المقربة منهم، التي تضم القيادات الفاعلة،إلى الخروج من سورية،في حين سيتركون الأفراد العاديين يواجهون مصيرهم المحتوم،حيث سيكون من الصعب خروج كل هذه الأعداد،لكن بعد أن يتم تحريضهم على القتال حتى النهاية، تحت شعار "نيل الشهادة".وسيتوجه هؤلاء"القادة" مع من يتمكن من الفرارمن أعضاء التنظيم للالتحاق بأي من الفروع الخارجية،
، لا سيما في اليمن ، وأفغانستان، ونيجيريا، إضافة إلى بعض المناطق الجديدة، التي أصبح للتنظيم فيها انتشار قوي وملحوظ مثل منطقة "جنوب شرق آسيا" ،والتي بدأت تمثل تربة خصبة  لانتشار التنظيم وتمدده.فهذه الفروع لديها قدرة حقيقية على استيعاب المجموعات الداعشية الهاربة من سورية، وكانت صحيفة "دويتشه فيله" الألمانية قذ ذكرت في تقرير لها، في حزيران/يونيو 2016، أنّ احتمالية لأن تتوجه عناصر"داعش" إلى ليبيا،أو أفغانستان، أوغيرهمامن الدول غيرالمستقرة،وذلك لقدرة  التنظيم على إعادة الانتشار، وتوفير الحاضنة.
وغالبًا ما ستسعى القيادات والمجموعات الهاربة ، بمجرد الخروج من سورية، والالتحاق بالفروع الخارجية،إلى العمل على إيجاد "عاصمة جديدة" للخلافة المزعومة،والتي سيتم اختيارها غالبًا في إحدى المناطق  التي يتمتع فيها التنظيم بنفوذ قوي، مثل اليمن،أو نيجيريا، أو أفغانستان، التي أصبح فرع "داعش" يتمتع فيها بانتشار قوي ، ومن ثم المسارعة إلى مبايعة خلفة جديد، لا سيما أن سقوط التنظيم سيؤدي غالبا إلى قتل البغدادي، أو القبض عليه بسبب صعوبة هروبه إلى الخارج.
فقد تنامى حضور تنظيم"داعش" في أفغانستان في 2015 استثمارًا لمرحلة الصعود و التوهج التي كان قد أتمها في كل من العراق وسورية، وهناك مؤشرات جدية على تمدد "داعش" في أفغانستان،حيث نفذ التنظيم عمليات  في أربع مناسبات ضد الطائفة الشيعية في العاصمةكابول منذ سنة 2016. كما نفذ "داعش"في آذار/مارس2017، عملية إرهابية ضد المشفى العسكري في كابول ، المحصن بشكل جيد.
كما تمركز تنظيم في بنجلاديش، الدولة التي يقدر عدد سكانها بـ 160 مليون نسمة، وتمثل فيها الديانة الإسلامية الغالبية الكاسحة، إذ تحرك تنظيم "داعش" مبكراً بتكتيك مشابه لما قام به في باكستان، عندما تمكن من العمل بداخلها على مسارين متوازييين، حيث قام باستقطاب مجموعات قدرت بنحو ألف عنصر، استطاع توجيههم للإنضواء بصفوفه بعد إعلانه مدينة الرقة السورية عاصمة له.
وفي الداخل البنجالي، اكتسب ولاء تنظيم (جمعية المجاهدين) في عام 2015، حيث أعلنت مبايعتها لأبى بكر البغدادي، كأمير للمسلمين ووضعت نفسها فرعاً للتنظيم، حيث بدأت بعدها بتنفيذ العمليات الإرهابية، التي بلغت خلال الفترة من 2015 إلى 2017 نحو 20 هجوماً، عُد أبرزها الذي وقع في شهرآذار/مارس 2017 ووصف بالمجزة الانتحارية التي ارتكبت في مقهى بالعاصمة "دكا" ، وأودى بحياة 22 شخصاً من المدنيين، منهم 18 أجنبيًا.
وتواجه دول أخرى في شرق أسيا النوع ذاته من مخاطر تمدد تنظيم "داعش"، ربما بسيناريوهات مختلفة ، حيث يمتلك التنظيم ثلاث أذرع عاملة في الفلبين، أبرزها (جماعة أبوسياف) المنتمية للقاعدة سابقاً، وقد بدلت ولاءها لـ "داعش" أخيراً، وهي جماعة تعد تاريخية في الفلبين، حيث انشقت في الأصل عن جبهة التحرير الوطنية "جبهة مورو" عام 1991، وتعمل في الجنوب الفلبيني بهدف "إنشاء دولة إسلامية" في جزيرة "منداو"، ذات الأغلبية المسلمة، و(حركة تحرير بانج سامورو الإسلامية)، أو ما قد يعرف بـ "مقاتلي تحرير بانج سامورو" ،والتي يعود تأسيسها إلى عام 2008، وقامت بمبايعة "داعش" عام 2014.
الخاتمة:
وبصرف النظر عن هزيمة "داعش" في كل من العراق وسورية،فإنّ الدول العربية ،والدول الغربية المعنية حقًا بمحاربة الإرهاب لا بدّ أن تبلور استرتيجية إقليمية و دولية طويلة الأمد لمواجهة التنظيم على مستوى العالم ،وإعداد العدّة على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية لِتِلْكَ المواجهة.وعلينا أن نرى أن العنف المذهبي الناجم عن الإنقسام الطائفي في منطقة الشرق الأوسط ،وفشل الدول العربية في تحقيق التنمية المستدامة،وتنامي ظاهرة الفقر والاستبداد والفساد في المنطقة العربية، والاحتلال الأميركي للعراق،والحرب الكونية على سورية، هي الدوافع الرئيسة لوجود تنظيم "داعش"،ولا بُد من وَضْعِ حدٍّ لهَا.

إنّ التهْديدَ الذي يُمَثِّلُهُ "داعش" في المنطقة العربية سيمتد إلى شتّى بقاع الدول العالمية ففي عصر العولمة، يمكن للمتشددين الترويج لأفكارهم وتجنيد أجانب كي يَشِّنُوا عمليات فردية في أوطانهم. كذلك علي الصورة الأخرى إن ّالإرهابيين العائدين إلى بلدانهم يُشَكِلُونَ تهديدًا  كبيرًا للدول العربية.ومع هزيمة تنظيم "داعش" في سورية والعراق، قد ينتقل مقاتلوه إلى فرع آخر، مثل ولاية سيناء، أو لعلهم يدشنون أذرعًا جديدة في مناطق مثل جنوب شرق آسيا، مثلما رأينا في الفلبين. إن ّالدول الفاشلة والمناطق التي يغيب فيها القانون هي ملاذ آمن للتنظيم وأنصاره.


وهكذا المادة الملاذات الآمنة لداعش بعد هزيمته توفيق المديني

هذا هو كل المقالات الملاذات الآمنة لداعش بعد هزيمته توفيق المديني هذه المرة، ونأمل أن توفر فوائد لكم جميعا. حسنا، أراك في وظيفة أخرى المقال.

كنت تقرأ الآن المقال الملاذات الآمنة لداعش بعد هزيمته توفيق المديني عنوان الرابط https://notscrets.blogspot.com/2019/02/blog-post_138.html

Subscribe to receive free email updates:

0 Response to "الملاذات الآمنة لداعش بعد هزيمته توفيق المديني"

إرسال تعليق