عنوان: اليسار الشيوعي في تونس: بين الإفلاس والمحاولات اليائسة للإنعاش بقلم محمد الحبيب الاسود
حلقة الوصل : اليسار الشيوعي في تونس: بين الإفلاس والمحاولات اليائسة للإنعاش بقلم محمد الحبيب الاسود
اليسار الشيوعي في تونس: بين الإفلاس والمحاولات اليائسة للإنعاش بقلم محمد الحبيب الاسود
رد قادة "النهضة" على اتهامات "الجبهة الشعبية" انفعالي وغير مقنع
الصراع السياسي اليوم في تونس ليس بين نظام مستكبر وشعب مستضعف، بل وللأسف هو صراع يتمحور بين فئات حزبية مؤدلجة، من أجل التموقع في فلك السلطة والنفوذ، وحوز مكان ما لخدمة القوى النافذة في العالم، ووضع الوطن وثروات الوطن وكل مقدرات الشعب في خدمة مصالح الدول الراعية للعملاء... المعركة أساسا قديمة متجددة بين الحركة ذات الأصول "الإسلامية والإخوانية"، واليسار ذي الأصول الشيوعية، وإن كانت هذه المعركة قد شهدت إفلاس اليسار وانهزامه بعد ارتكابه لمجزرة منوبة ضد الإسلاميين في ربيع 1982، إلا أن انتصار الإسلاميين في الجامعة هيأ لهم الأجواء لتأسيس الإتحاد العام التونسي للطلبة 1985 الذي لا يزال من يومها يفوز بأغلب مقاعد المجالس العلمية، وفي المقابل اتخذ اليساريون استراتيجيا الإختراق الأمني، لتصفية حساباتهم مع خصومهم السياسيين الإسلاميين والقوميين على حد السواء، وقد تم على أيديهم في دهاليز محافل أمن الدولة التعذيب والتنكيل بمناضلي الحركة الإسلامية (وأنا واحد ممن تم تعذيبهم بسياط الشيوعيين تشفيا، وليس تحقيقا وبحثا عن إدانات)... وما كان تهافتهم بعد 14 جانفي 2011، على المواقع، وسطوهم على المسؤوليات الإدارية والأمنية، وكذلك تحالفهم مع الليبراليين واللائكيين، إلا تعبيرا عن غبنهم لإفلاسهم وخسارتهم أمام الإسلاميين، ورغبتهم الجامحة للانتقام ورد الاعتبار، وهى محاولات لإنعاش فكرهم ذات المرجعية التي أفلست بانهيار جدار برلين وسقوط الإتحاد السوفياتي... وأما "حركة النهضة"، فلم يشفع لها انخراطها منذ 2005 شراكة مع اليساريين في هيأة 18 أكتوبر للحقوق والحريات، كما لم يشفع لها تحوّلها في مؤتمرها 10 من الإنتماء "الإسلامي" إلى الإنتماء "الديمقراطي" والتصالح مع الدولة، ولم تكن مقنعة في سياسة التوافق مع الجموع الهجينة التي ضمت الدساترة والتجمعيين وبعضا من اليساريين والنقابيين، كما لم تكن مقنعة بكل تنازلاتها عن مبادئ نشأتها وثوابت مشروعها ذي المرجعية الإسلامية... وها هي اليوم تواجه اليسار المفلس الباحث عن مكاسب سياسية ينعش بها أحواله المتردية، وهي مرغمة على مواجهة تهم بالفساد والتواطؤ في مقاربات مع الإغتيالات السياسية وعمليات الإرهاب...هذه التهم فيها إشارة من الدوائر المخابراتية الأجنبية النافذة، لتحريك مثل هكذا ملفات ضد "النهضة" في هذا التوقيت بالذات، ولن تنفع هذه الخدمة عناصر "الجبهة الشعبية" على المدى القصير ولا الطويل، ولن ينالوا من ورائها أي مكسب، وحُلمهم بحكم تونس سيبقى عند حدود "منامة عتارس"، وسيبقون يراوحون مكانهم ويستهلكون شعاراتهم، وأما ردود قادة "النهضة" فقد وجدت فيها انفعالا على غير العادة، وحديثا غير مقنع في تفاصيله، ولكن يبدو أنهم على وعي بخطورة المرحلة التي يمرّون بها الآن، والتي لا يمكن عزل أحداثها عن تطور الأحداث في مصر وسوريا واليمن وليبيا والسودان...
-محمد الحبيب الأسود-
وهكذا المادة اليسار الشيوعي في تونس: بين الإفلاس والمحاولات اليائسة للإنعاش بقلم محمد الحبيب الاسود
هذا هو كل المقالات اليسار الشيوعي في تونس: بين الإفلاس والمحاولات اليائسة للإنعاش بقلم محمد الحبيب الاسود هذه المرة، ونأمل أن توفر فوائد لكم جميعا. حسنا، أراك في وظيفة أخرى المقال.
كنت تقرأ الآن المقال اليسار الشيوعي في تونس: بين الإفلاس والمحاولات اليائسة للإنعاش بقلم محمد الحبيب الاسود عنوان الرابط https://notscrets.blogspot.com/2019/01/blog-post_453.html
0 Response to "اليسار الشيوعي في تونس: بين الإفلاس والمحاولات اليائسة للإنعاش بقلم محمد الحبيب الاسود"
إرسال تعليق