عنوان: من هو الناصري بقلم د موسى الحسيني
حلقة الوصل : من هو الناصري بقلم د موسى الحسيني
من هو الناصري بقلم د موسى الحسيني
مع تصاعد الحديث حول مؤتمر القوى الناصرية اعيد نشر ملاحظات نشرتها في بداية سنة 2018 ، عن من هو الناصري
موسى الحسيني
١٨ يناير
من هو الناصري
كتبت في ردي على سؤال طرحه الاستاذ فتحي الحاج عن من هو الناصري مايلي:
الاستاذ الفاضل فتحي الحاج ما لم ينتبه له الكثير من الناصريين هو ان الناصرية بمحتواها وجوهرها العام من خلال متابعة سلوك الرئيس عبد الناصر هي نظرية اخلاقية في السياسة ، وليس نظرية سياسية خاصة بالتعريف بمشكلات الامة العربية ومتطلبات وجودها بعز وشرف ومجد ،فالنظريات السياسية كثيرة ، وقد يكون في لغتها المعلنة الكثير من جماليات البلاغة .الناصرية تتضمن المبادئ والقيم الاخلاقية العامة ، كالوفاء ، الصدق ، الامانة ، العطاء والايثار والثبات على الموقف والبعد عن الانانية وطرح المصالح الشخصية جانبا والتمسك الثابت بمصالح الامة .لذلك ارى في عبد الناصر انه التجربة الاخلاقية التي لم تشهدها مؤسسة الحكم العربي منذ الخلفاء الراشدين ، فهو خامسهم ، رغم ان البعض يعترض على ان الخامس كان عمر بن العزيز ، الخليفة عمر بن عبد العزيز لم يختار هو الخلافة ولم يتقدم في مواجهة مخاطر قوى مضادة ليتبوء مسؤولية ازاحة حكم باطل من اجل خدمة امته او شعبه . ولم يواجه قوى العدوان الغاشمة الحاقدة على الامة كتلك التي واجهها عبد الناصر ، لنرى ما اذا كان سيصمد ويتمسك بالعدل الذي عُرف به ، المعارضة كانت فقط من اهله وعائلته . ولم يستمر بالحكم غير 2 او ثلاث ، ولاندري هل كان يمتلك صبرا وجلادة في التمسك بقيم الحق وهو يتعرض لضغوطات العائلة .عبد الناصر تكالبت عليه قوى الغدر والردة منذ السنوات الاولى لتوليه المسؤولية ولم تتوقف من التامر عليه والتخلص منه من اطلاق النار عليه في ميدان منشية البكري الى حرب حزيران 1967.مات الرئيس وهو لايملك حتى بيتا خاص لعائلته ، ولم نرى له ابنا او زوجة او بنت تمتع بامتيازات ابن الرئيس ، او تدخل في شؤون الدولة ، الحديث طويل ، حادثة واحدة بسيط تحمل اكبر معاني الالتزام بقيم الشرف والعدل هو ان ابنته لم تحصل على المعدل المطلوب الذي يؤهلها لدخول الجامعة المصرية، وهو الرئيس كان يمكن ان يقولب الامر بشكل او اخر كما نراه اليوم في ابناء وبنات الرؤوساء والملوك العرب ، الذين يعاملوا بمثل هذه الحالات على انهم فوق القواعد السائدة والقوانين ،لايخضعون لما يخضع له ابناء عامة الشعب . لم يكسر عبد الناصر القوانين والقواعد المتبعة في القبول بالجامعة بل اضطرالى ان يسجلها في الجامعة الاميركية ، وهي جامعة اهلية على حسابه الخاص . لو لم يكن من موقف اخلاقي الا هذا لكفى به دلالة على حرصه على تطبيق المساواة على نفسه وعائلته.فالناصري الذي يرفع الشعارات الناصري ولا يلتزم بالخلق والشرف الناصري ، هذا اما مندس او انتهازي او حتى غبي تعامل بعاطفته وتاثر بما يسمعه عن قيم العزة والمجد التي عاشها العرب في زمن عبد الناصر دون ان يفهم جوهرها الاخلاقي.
لذلك وجدنا اعداء الامة العربية واعداء عبد الناصر ، راحو يعممون بعد موته حالة من التخريب الاخلاقي ، واشاعة قيم السفالة ، فغدت الخيانة مجرد وجهة نظر ، وسرقة اموال الدولة شطارة وفهلوة ، والدجل سياسة ، والدين وسيلة وقناع للنصب وغيرها من ملامح السقوط الاخلاقي ، الذي تشيعهقوى التحالف الشعوبي الاميركي - الصهيوني - السعودي ويروج له كتاب ماجورين ومؤسسات اعلامية ضخمة تم اقامتها لهذا الغرض .
سياسيا :
منذ بدايات صعود الرئيس جمال عبد النصر الى دفة السلطة ، ترجم مبادئه سلوكا عملياً بربطه لشعار الوحدة مع عمليتا التحرير والتخلص من النفوذ والهيمنة الاجنبية اي تحقيق الاستقلال ، بالوحدة العربية . تجسد ذلك بوضوح في تمسكه بالحق العربي في فلسطين ، وتاييده لثورة الجزائر التي كانت بداية الاعلان عن انطلاقتها من اذاعة صوت العرب ، ما أثار حنق فرنسا عليه حتى ان الرئيس الفرنسي مولييه لم يخفي ان عدوان الثلاثي على مصر لم يكن بسبب تاميم قناة السويس بلرغبته في اسقاط النظام الناصري انتقاما منه لتاييده لثورة الجزائر ، واكتشاف السفينة المصرية التي كانت محملة بالسلاح للثوار . حتى ان مولييه لم يخفي رغبته في ان يتمكن من اسر عبد الناصر واحضاره مكتوفا لفرنسا لمحاكمته بسبب دوره في دعم الثورة الجزائرية ، فكان العكس سقطت حكومتي مولييه وايدن ، وارتفعت قامة عبد الناصر كزعيم عربي لكل الامة العربية .كانت شوارع المدن العربية تعيش حالة تشبه منع التجول حالة فراغ من المارة لتجمع الناس ( من يحبه وحتى من يكرهه ) على اجهزة الراديو لتستمع لخطاباته .
ان تاييد ودعم الثورة اليمنية عام 1962، مثال اخر على ترابط التحرير مع الوحدة والتنمية في الفكر الناصري .
ان الاستقلال وتحرير الاراضي العربية المغتصبة والمحتلة كانت تحتل مساحة واسعة من فكر عبد الناصر وسلوكه وتوجهاته . جسد ذلك بشعاره الثلاثي في تحديد اعداء الامة العربية الثلاث ( الاستعمار والصهيونية والرجعيات العربية ) . لذلك ليس ناصريا ، او هو مندس لتحريف الناصرية ، او انتهازي يريد الاستفادة من الادعاء بالناصرية ، ليبيع ادعاءاته على اعداء الناصرية . من يدعي انه ناصري ويؤيد الحرب السعودية على اليمن ، او يدعو للتطبيع مع الكيان الصهيوني والاستسلام لشروط العدو .أو ذاك الذي يؤيد حرب تحالف الغرب والصهيونية والرجعبيات العربية ضد وحدة وسلامة واستقلال سوريا . مهما كانت ذرائعهم او مبرراتهم .
الناصرية ليست فلسفة معقدة عصية على الفهم هي صفحة واضحة وجلية تمثل مرحلة مميزة من الحركة الثورية التحررية العربية . كخطوة نحو الانتقال تحقيق التنمية والقوة ، والديمقراطية .
حتى شعار الاشتراكية يمثل شعار مرحلة للتحول نحو الديمقراطية ( كما مثبت ذلك في الميثاق :"ان الذي يحتكررزق الفلاحين والعمالويسيطر عليه يقدر بالتبعية ان يحتكر اصواتهم وان يسيطر عليهم ويملي فوقهم ارادته . ان حرية رغيف الخبزضمان لابد منه لحرية تذكرة الانتجابات " ص :62 وكذلك ص :95 .
لايكفي ان نضع صورة عبد الناصر كشعار او نردد بعض اقواله لنكون ناصريين .ان من لم يدرس الميثاق ويتفهم روح نصوصه ، هو ناصري جاهل او ناصري بالعاطفة .
الاشتراكية الناصرية ليست الا مرحلة للانتقال للديمقراطية .
تلك هي اساسيات الفكر الناصري ، من يخل بجزء منها ، يفتقد لصفةالناصري الحقيقي
وهكذا المادة من هو الناصري بقلم د موسى الحسيني
هذا هو كل المقالات من هو الناصري بقلم د موسى الحسيني هذه المرة، ونأمل أن توفر فوائد لكم جميعا. حسنا، أراك في وظيفة أخرى المقال.
كنت تقرأ الآن المقال من هو الناصري بقلم د موسى الحسيني عنوان الرابط https://notscrets.blogspot.com/2018/12/blog-post_721.html
0 Response to "من هو الناصري بقلم د موسى الحسيني"
إرسال تعليق