عنوان:
حلقة الوصل :

توقف العديد من الإعلاميين و على رأسهم نقابة الصحفيين عند ما نسب إلى بعض الأساتذة من تطاول على صحافية و اعتداء على حقها في ممارسة عملها و غيّب تماما تحول عشرات الآلاف من المربيات و المربين من كل ولايات الجمهورية إلى العاصمة حيث تجمهروا بالآلاف أمام وزارة التربية ثم ببطحاء محمد علي وصولا لشارع الحبيب بورقيبة. و قد تعالت حناجر الأساتذة مرددة الأغاني الثورية المفعمة بحب الوطن و التغني بأمجاد و بطولات أبناء فلسطين المحتلة و بلغت شعارات نساء و رجال التعليم عنان السماء مطالبة بتحسين وضعيتهم المادية و بالتعجيل بإصلاح المنظومة التربوية و بتركيز مدرسة شعبية و تعليم ديمقراطي و ثقافة وطنية .
إلاّ أن الإعلام لم يتوقف عند إصرار مربيات و مربيي قطاع التعليم الثانوي و التربية البدنية على المطالبة بحقوقهم و لم يشر إلى أن مسيرتهم النضالية قد تجاوزت الثلاث سنوات تحولوا خلالها مرارا و تكرارا إلى العاصمة بجيش عرمرم يثبت كل مرة تلاحم القطاع و وحدته. كما لم يتوقف الإعلام عند شعارات الأساتذة التي تزداد في كل تجمع و مسيرة عمقا و تجذرا خاصة في ما يخص التعجيل بإصلاح المنظومة التربوية و ضرورة المحافظة على سيادة الوطن و وجوب أخذ القرارات من لدن أبنائه التي تعكس طموحات الشعب لا املاءات صناديق النهب و التجويع و التفقير.
لم يتوقف الإعلام متسائلا إلى أين يسير أفق قطاع التعليم الثانوي، هذا القطاع الحيوي و الحساس الذي يمس كل العائلات التونسية بدون استثناء و الحال أن تعطل الدروس و الامتحانات قد تكرر على مدى سنوات عديدة. لم يتساءل الكثير من الإعلاميين إلى متى ستبقى الأسرة التونسية متشنجة و إلى متى سيبقى التلميذ في حيرة من أمره نتيجة الصراع القائم بين وزارة الإشراف و النقابة العام للتعليم الثانوي.
لم يتوقف الإعلام و لم يتساءل عما إذا كان الكاتب العام للجامعة العام للتعليم الثانوي هو حقا السبب في عدم توصل الأساتذة إلى حل مقنع و منطقي مع وزارة التربية بعد أن لاحظ الإعلاميون كيف أن الأساتذة داخل كامل القطر قد قاطعوا امتحانات الأسبوع المفتوح و المغلق بنسبة عالية و شاهدوا كيف تحولوا ليلا و نهارا إلى المندوبيات الجهوية للتعليم الثانوي و اعتصموا داخلها و قد أثثوا بياض النهار و سواد الليل بالنقاشات و الحوارات و الأغاني الملتزمة و بإلقاء قصائد شعرية تمدح دور المؤسسة التربوية و المربي في إعلاء قيمة البلاد إضافة إلى تقديم عروض مسرحية و خلق نواتات للمطالعة و ورشات في الفن التشكيلي للتلاميذ.
لم يتوقف الإعلام عند عشرات الحافلات الجهوية التي خرجت منذ عشية التجمع و من الغد فجرا من الاتحادات الجهوية صوب العاصمة و قد تعالت فيها أصوات المربين و المربيات مرددين" شادين شادين في حقوق المربين " كما لم يتوقف الإعلام حول مآل السنة الدراسية و قد شارفت على الانتصاف.
جموع المعتصمات و المعتصمين التي كانت بعشرات الآلاف لم يصدر منها شب و لا شتم لأي طرف و لم تضايق المترجلين و لم تستفز قوات الأمن التي كانت مبثوثة في كل ركن و ناحية و زاوية من شوارع باب بنات و بطحاء محمد علي و شارع الحبيب بورقيبة، هذه الجموع لم تضايق مستعملي السيارات، لم تلق بالحجارة ، لم تكسر و لو قطعة صغيرة من بلور سيارة أو مغازة أو دكان بل كانت مسيرتها في منتهى الانضباط تشهد على أن مؤثثيها هم فعلا الذين يفتقون العقول و القرائح و يعلمون الحرف و يصقلون الفكر و يثقفون الناشئة في كل ما يتعلق بالمبادئ الأساسية للسلوكيات المدنية و الحضارية لكنّ مثل هذه المجهودات قد لا تأتي أكلها خاصة حين ننظر إلى أبناء العقوق من أشباه الإعلاميين فقد علّق أحد الصحفيين على ما نسب للأستاذ من اعتداء على الصحفية قائلا "إن فعلها هذا الأستاذ فقد فعلها جميع الأساتذة من قبله."
بوادر عودة الإعلام المأجور و المتحامل للقيام بالمهمات القذرة التي تعود بالوبال و الخزي و العار على أصحابها بدأت تلوح، لكننا لا نعمم و لا نحشر جميع الاعلاميين في سلة واحدة لأن بصيرتنا لم تعمى بعد و الحمد لله. )
وهكذا المادة
هذا هو كل المقالات
هذه المرة، ونأمل أن توفر فوائد لكم جميعا. حسنا، أراك في وظيفة أخرى المقال.
كنت تقرأ الآن المقال عنوان الرابط https://notscrets.blogspot.com/2018/12/blog-post_503.html
0 Response to " "
إرسال تعليق