عنوان: القدس مدينة ذات هوية وطنية قومية محددة بقلم موق عبد الرحمان
حلقة الوصل : القدس مدينة ذات هوية وطنية قومية محددة بقلم موق عبد الرحمان
القدس مدينة ذات هوية وطنية قومية محددة بقلم موق عبد الرحمان
يجري الحديث عن القدس احيانا.. وكانها مجرد اضرحة لبعض اولياء الله الصالحين..او مجموعة من المزارات والكنائس والمساجد ذات العبق التاريخي.. معلقة في فضاء المكان وفضاء الزمان خارج المدار الانساني المثقل بالصراعات والاغراض السياسية والمصالح المتشابكة للدول والشعوب..ثمة مفارقات ملفتة.. فاورشليم الاسرائيلية هي عالميا داخل السياسة حتى العظم.. وأن هي انطلقت من الخرافة التوراتية.. ذلك ان السلاح يسند الادعاء فيكسبه بقوة الامر الواقع منطقا لا يملك العالم ان يرفضه..
اما القدس العربية فهي عالميا خارج السياسة.. وأن ظلت داخل الإطار الديني بشكل ما.. على أن قداستها لا تعطيها هوية منفصلة بل ومتناقضة مع الكيان الصهيوني...
فالمزارات والاضرحة والكنائس والمساجد يمكن أن تكون مصانة ومحفوظة بالشرطة الاسرائيلية.. وهذا يضيف شيئا من الاثارة على المنظر السياحي فيمكن بيع التاريخ بالماضي والحاضر في صورة واحدة ...
الطريف إلى حد الادهاش الصاعق.. ان العالم يقبل من الاسرائيليين منطقا يدمج الدين والوطن والدولة.. المكان والزمان في مدينة واحدة.. كانت وستظل العاصمة الموحدة والابدية لدولة اسرائيل.. اما مع العرب فتتحول إلى مجموعة إحياء ومزارات ومواقع مقدسة تتوزع على الاديان.. ومن ثم على الطوائف والمذاهب والقوميات.. فتسقط عنها حقيقة انها مدينة ذات هوية وطنية قومية محددة.. وتسقط عنها تاريخها الانساني وعلاقتها باهلها الذين ظلوا على مر الزمن اهلها ومواطنيها...
تغدو أورشليم الاسرائيلية التي لم تكن يوما حقيقة تاريخية حاضنة تاريخ من كانوا على مر التاريخ خارجها...
اما القدس الفلسطينية فتفصل عن اهلها الذين استمروا على التاريخ اهلها.. وتنكر عليها كمدينة هويتها الاصلية...
اورشليم الاسرائيلية تصير عاصمة للغرب كله مزينة ببعض الحلي المذهبة والمطعمة بعبق البخور وسائر التقاليد والطقوس التي اشتهر بها الشرق...
اما القدس الفلسطينية العربية فليست أكثر من مكان اكسبته المصادفات التاريخية والغياب الاسرائيلي شيئا من القداسة... فبات مزارا للمؤمنين الذين لا تعترض اسرائيل على ان يجيئوها سواحا للحج اوللزيارة مما يزيد في دخلها من السياحة...
اذا صارت القدس خارج السياسة.. وتحولت فعلا إلى اضرحة اولياء وكنائس ومساجد الخ .. صار من حق الفاتيكان ان يطالب برعاية المقدسات المسيحية فيها.. وصار من حق الازهر مثلا أو الاردن ان يطالب برعاية المساجد والاوقاف فيها ...
الدولة اسرائيل.. اما سدنة المساجد والكنائس فلا باس في ان تعينهم السلطات الروحية المعنية لرعاية الاماكن المقدسة داخل اورشليم الاسرائيلية...
ان يتم تفتيت القدس العربية بعدد الأديان والمذاهب والطوائف الاسلامية والمسيحية.. بينما يتم تكريس وحدة اورشليم الاسرائيلية باعتبارها عاصمة الدولة الوحيدة القائمة على الارض المقدسة.. كأنما لم يكن للقدس اهل أو هوية ...
اذا خسر الفلسطيني هويته من أجل أن يستعيد بعض ارضه التاريخية فإن القدس ستكون عنوان الخسارة...
فلا قدس بدون فلسطين
ولا فلسطين بدون الفلسطينيين...
بديهي بالمقابل ان لا فلسطين بدون القدس ...
لا الدولة العتيدة التي يريدها صاحب السلطة ليغدو رئيسا شرعيا تعوض عنها.. ولا الاقرار بحق بضع مئات من اللاجئين بالعودة الى بعضا اراضيها أو اهلهم لاسباب انسانية.. وتحت عنوان جمع الشمل .. يمكن أن يستحضر شيئا من تلك الفلسطين التي اكسبتها دماء الشهداء المعاصرين المزيد من وهج القداسة التي كانت لها ثم تزايدت على مر التاريخ...
فهذه المدينة تكاد تكون الوحيدة في العالم التي ظل يغسلها الصراع عليها ومن حولها بالدماء.. مرة كل قرن او قرنين من غير ان ينجح اي غاز او مستعمر في امتلاك اهلها منها وطمس هويتها الاصلية كاحدى ركائز هذه الارض العربية...
القدس باهلها .. القدس بهويتها...
القدس بالاحياء من البشر فيها كما بالمقدسيين.. ولولا اهلها لما بقيت مزارات وكنائس ومساجد واضرحة للاولياء...
لن تكون القدس تلك الضاحية التي تعرض على صاحب السلطة على ممر يوصله إلى المسجد الاقصى للصلاة فيها...
لا احد يريد القدس مسجدا للصلاة فحسب ...
القدس مدينة للحياة.. واهلها يستحقون الحياة فيها بهويتهم الاصلية .. وبعد ذلك لهم ان يقرروا متى وكيف يصلون فيها ...
وهكذا المادة القدس مدينة ذات هوية وطنية قومية محددة بقلم موق عبد الرحمان
هذا هو كل المقالات القدس مدينة ذات هوية وطنية قومية محددة بقلم موق عبد الرحمان هذه المرة، ونأمل أن توفر فوائد لكم جميعا. حسنا، أراك في وظيفة أخرى المقال.
كنت تقرأ الآن المقال القدس مدينة ذات هوية وطنية قومية محددة بقلم موق عبد الرحمان عنوان الرابط https://notscrets.blogspot.com/2018/12/blog-post_125.html
0 Response to "القدس مدينة ذات هوية وطنية قومية محددة بقلم موق عبد الرحمان"
إرسال تعليق