عنوان: اللحظة المحمّدية بقلم د الهذيلي منصر
حلقة الوصل : اللحظة المحمّدية بقلم د الهذيلي منصر
اللحظة المحمّدية بقلم د الهذيلي منصر

هناك أشكال عالمة مثقفة مركّبة ولعلّها أنفع وأمتن وهذه الأخيرة ليست متاحة على نطاق واسع. اذا غابت لا بأس من أشكال دونها معقولية وأثرا ومتانة تركيب. ثمّ إنّ العالمين القوّالين المسلّحين بالسّجع يسقطون في كثير من التكلّف ويفتنهم لحن الأشداق فيتيهون وليس مضمونا بالمرّة أنّهم يصادفون المعنى ويذوقون الاحساس. بلوغ المعنى والترقي الى الاحساس مناطان حيويان مركزيان عندما يتعلّق الامر بالايمانيات. الايمان تجربة فوق اللغة وبعد العقل. قد يبارك الله في عصيدة ولا يبارك في تفسير قرآن. الامر يتعلّق بالصّدق.
امرأة تعدّ عصيدة حبّا صادقا في رسول الله وفرحا به ودارس اسلام يفسّر القرآن ليظفر ببعض شهرة، أيّهما يكون الى الله أقرب وأيهما يكون محبّا لرسوله? أشهد أنني حصلت على معارف محترمة في الدين ولكنني أشهد لجدتي الامية بأنها كانت رحمها الله أصدق ايمانا وأصفى تسليما وأبلغ أملا في الله وأبعد انتظارا لرحمته. هنا بيت القصيد حسبما صرت أفهم. العبرة بمنسوب الصدق وعمق التخلّل لا بقول أو بشكل يتشكلان طقوسية. لا مهرب من الطقوس ولكن قيمتها لا تكمن فيها بقدر ما تكمن في كمّ وكيف المعنى الحاملة له بما يصل موضوع الدين بذات المتدين. وعليه يكون الدين جوهرا ومناطا تمرينا على الصّدق وليس ذلك بالهيّن ولا هو بالبسيط.
الدين لا يفعل الا اذا تخلّل المتدين بمعنى سكنه. المسار الذي يذهب بالمسافة وينفي الحواجز ويدخل في التجلّي مسار عسير ومضني. من لم يقطع هذا المسار المسير ويدفع فيه ما يلزم من أثمان وينفق له ما يطلب من مهور لا يرقى ولا يتقدم وان ظهر له أو فهم العكس. الايمان الايمان ضفة بعيدة. لا هو عطاء بالميلاد ولا هو ميراث موهوب. من يفهم الامر هكذا يجني ربحا وفيرا وينفع غيره كثيرا. على الأقل لا يتحوّل بسرعة البرق قاضيا يستسهل الحكم على الخلق فيدخل جلّهم في النار ويتكرّم على بعضهم القليل فيدخلهم الجنّة ويكون هو طبعا أوّل الداخلين. أين يذهب فقه الحلال والحرام بأصحابه؟ وأين تقود الشريعية الصارمة؟ الى أين تأخذ التشكّلات الجمعية والحزبية المتدينة أصحابها؟ الى أين يقصد ملتهم كتب الدين؟ تأخذ الى ما ذكرت هنا وإن بشكل كاريكاتوري.
الحلّ؟ الحلّ في مستوى أوّل أن نعرّف ونعرّي هذا الخلل مقدّمة لإيجاد حلول لا خلاص دينيا وثقافيا الا بها وعبرها. تجد شابا في طور التكوين يتملّكه شغف مسيطر بالدين يحوّله بوقت قياسي الى فقيه وبعد ذلك بأقلّ من القليل إلى أمير جهاد يفتي بقطع الرّقاب. هذا لم يتشكّل بين عشية وضحاها بل أخذ وقتا ليتشكّل ويتركّب وصولا الى التعتّق وأقصد التكلّس.
كلّ هذا باسم الاصول او البدايات الاولى. لهذا تعرّف هذه التوجهات أصوليات دينية أو مذهبية. الاصل الأصل ليس تاريخ المسلمين المرير والاصل الاصل ليس صراع مذاهب وطوائف وليس جدل الفقهاء وما ترتب عن هذا الكمّ الصدامي الكثيف. الاصل الأصل لحظة محمّدية فارقة انبثق عنها معنى نادر عزيز فتح على رؤية جديدة للعالم والوجود وحدّد للانسان رسالة سامية مانعة لسفك الدماء وللافساد في الأرض. أعتقد أنّ السلفيات والاصوليات والارثدوكسيات اقتاتت جميعها من تغييب اللحظة المحمدية المقصود. هو تغييب مقصود ومجرم وهو بحساب المعنى كارثة تخبّطنا فيه ونتخبط الآن أكثر. تعريفا لهذه اللحظة ومن بعيد أقول: هي لحظة روحية أولا وبداية ومتطلقا. لا هي فلسفية فلم يكن الرسول مريد سقراط أو افلاطون ولا هي لحظة سياسية فلم يكن الرسول حفيد امبراطور. هي لحظة روحية معنوية فتحت العين على سعة غيب وحرّرت من ضيق أرض وشهادة وذلك معنى أنه رحمة ومعنى أنه إمام ثورة أنطولوجية متكاملة.
أفهم استذكار مولده الشريف والاحتفال به فرصة ثمينة لاستعادة لحظته المجيدة ومزيد الحفر في الرّوح.
وهكذا المادة اللحظة المحمّدية بقلم د الهذيلي منصر
هذا هو كل المقالات اللحظة المحمّدية بقلم د الهذيلي منصر هذه المرة، ونأمل أن توفر فوائد لكم جميعا. حسنا، أراك في وظيفة أخرى المقال.
كنت تقرأ الآن المقال اللحظة المحمّدية بقلم د الهذيلي منصر عنوان الرابط https://notscrets.blogspot.com/2018/11/blog-post_482.html
0 Response to "اللحظة المحمّدية بقلم د الهذيلي منصر"
إرسال تعليق