عنوان: في التطبيع التونسي قَطْرةً قطرةً و ظهور التطبيع العلني د. عادل بن خليفة بالكحلة
حلقة الوصل : في التطبيع التونسي قَطْرةً قطرةً و ظهور التطبيع العلني د. عادل بن خليفة بالكحلة
في التطبيع التونسي قَطْرةً قطرةً و ظهور التطبيع العلني د. عادل بن خليفة بالكحلة
في التطبيع التونسي قَطْرةً قطرةً و ظهور التطبيع العلني
د. عادل بن خليفة بالكحلة
(باحث في الأنثروبولوجيا، الجامعة التونسية)
1. البدايات:
كان الحبيب بورقيبة في خطاب أريحا، من أوّل المطبعين مع السرقة الصهيونية.
وكان الحبيب بن يحيي، وزير الشؤون الخارجية للطاغية بن عليّ، أوّل مُطبّع تونسي علني، لما التقى بالطاغية باراك في برشلونة عام 1995. ثم كانت إقامة مَكْتَبَيْ رعاية المصالح بتونس وبتل أبيب. ثم تتالت المبادلات السّلعية (وحتى الموسيقية بمدينة «أيْلة»)، بين الطرفين، في تفوق واضح للجانب الصهيوني.
حين تواطأ اليمينان العلماني والمتدين على تأجيل مشروع بند تجريم التطبيع في مشروع الدستور التونسي، بتعلات مختلفة، أهمها: «هناك مشاريع قوانين أهم» (ولا أهمّ من فلسطين في هذا الكون)، قال بعضهم إن الأمر لا يُخفي سوء نيّة.
وحين كان إصرار «الأكثرية» البرلمانية (والأكثريات لا تعني الحق ضرورةً، بل الواقع التاريخي يفيد العكس) على رفض مشروع البُند ذاك، كانت التعلة: «لسنا في حاجة إلى تجريم التطبيع، فكل الشعب التونسي معادٍ للصهيونيّة»، و«لا أحد يُزايد على حركة الإخوان المسلمين بفرعها التونسي في معاداة الصهيونية»، «إسماعيل هنية هو الذي نصحنا بعدم إدراج هذا البُند في الدستور» ، ابتلعنا «الحَرْبوشة» (القُرص)، وصدَّق الكثير من المتدينين لأن الجماعة «تخاف الله».
حين شرّفتنا المرأة الصهيونية مَدْلين أولبريت ومَنحت جائزة لشيخ الإخوان المسلمين بتونس وحركته، (ونالت هي أيضا جائزة من الحركة) لـ«ديمقراطيتهما»، وفعلت الأمر نفسه مع جون كيري، كان احتفاء جريدة «الحركة» بالمرأة منذ صفحة الغلاف بصورة غطّت نصفه. كما احْتفَتْ الجريدة بجائزة نوبل الملغّمة للترويكا، وبالمؤتمر العالمي للاستثمار الذي يسوّق لبرنامج صندوق النقد الدولي.
وحين أشرف الوزير الإخواني، رفيق عبد السلام،ـ على «مؤتمر أصدقاء سوريا»، كان وزير الشؤون الخارجية الأمريكي الصهيوني (والسفير الأمريكي) هو المدبّر الحقيقي للمؤتمر، وكان خطابه هو الخطاب المركزي. كان ذلك بعد أن أخذ الشيخُ الإخوانيُّ الضوء الأخضر لتسلم السلطة بتونس، في آي- باك، النادي الصهيوني، بواشنطن، قبيل انتخابات2011، قائلا: «إن القضية الفلسطينية تهم الفلسطنيين»، «تونس أوّلاً»؛ وقد ابتلع أكثر الأنصار «الحَرْبوشة» معلّلين ذلك بــ«التقية»، بينما التقية الطبيعية لا تصلح إلا لاتّقاء الخطر، لا لتبرير أخذ السلطة. فلقد كانت الحرباء، كائنا صالحًا في تقيتها، بينما كانتْ حادثة آي- باك أقرب إلى «........».
وحين عيّن الفرع الجهوي للحركة بالمنستير في الانتخابات البلدية عام 2018، رجلَ أعمال صهيوني، متفلّتًّا من قانون الجباية وقانون البيئة في علاقته بالدولة، ومتفلتًا من قانون الأجور في علاقته بعمّاله، قيل إن ذلك لتبيان التسامح مع الأديان الأخرى، بينما كانت الحركة مكفِّرة لكل مسلم انحاز لمحور المقاومة متّهمة إيّاهُ بالارتداد والرفض. فلقد كانت تلك العملية «حَرْبوشة» أخرى لجعل الشعب التونسي يقبل الصهاينة غير المسلمين في السلطة (فالصهاينة المسلمُون قُبِلُوا بالسلطة منذ زمان بعيد).
2. الغدر بالثورة مساوق للغدر بفلسطين:
لقد اعتبر علي العْريّض (من اليمين الإخواني) أن أي مطالبة بتجريم التطبيع «شعْبَويّة» (و «الشعب» عنده هو «عدم التروي» واللخبطة).
وقد حضرت نائبة برلمانية من ذلك اليمين، مع زملاء لها مِن بقايا التجمع الدستوري الديمقراطي، في جلسة البرلمان «المتوسطي» (أي برلمان إدماج «إسرائيل» في الوطن العربي) عام 2014، ولكنها هي التي كانت إلى جانب النوّاب الصهاينة، إذ خيّر الزملاء تنويلها هذا «الشرف». وقد تنصَّل اليمين الإخواني من الشهيد محمد الزواري عام 2016، وتطاول على كتائب شهداء الأقصى لأنها «لَمْ تَحْمِ الزواري». وقد حضر رفيق عبد السلام، وزير الخارجية الإخواني، في المؤتمر التطبيعي بقطر عام 2017؛ وهمّشت «حركته» ذِكر فلسطين في مؤتمرها العاشر. وقد وافقت على 3 وزراء معلنين لتطبيعيتهم، ومنهم آمال كربول؛ التي لمَّا اعتُرِض عليها لتسهيلها دخول «إسرائيليين» إلى تونس، قالت: «لا وُجود لقانون يمنع دخول إسرائيليين إلى تونس». ثم تجاسر مهدي جمعة، رئيس الحكومة على أنْ يصيح: «كُفّوا عنا القضايا الكبرى!»، في كناية عن القضية الفلسطينية.
لقد كان كل ذلك نتائج طبيعية لعدم تجريم التطبيع في الدستور. وقد كان المسهِّلُ «المتدين» أفضل مسهِّل لابتلاع تلك «الحْرَابِشْ» التي تفاقْمت خطورتها، واحدةً بعد أخرى، خيرًا من المسهِّلين «العلمانيين» أو ذوي الماضي «اليساري»، لأن الشعب المتدين يتقبل أكثر مِن السياسيين «المتدينين».
3. أوّل حكومة تكشف عن تطبيعيّة الانقلاب على «الثورة»:
إن الحكومة التي انبثقت عن أكثرية البرلمان التونسي في نوفمبر 2018، أوّل حكومة تعلن بوقاحة عن تطبيعيتها، لا عن تطبيعية عنصر أو إثنين، وتراهن على التطبيعية حلاَّ للأزمة الاقتصادية.
وستكون هذه المحطة، إعلان نهاية لِمَا بقي مِن مُقاوَمات لمبادي «الثورة»، وإعلان حَرْب على التوجه الوحدوي- العربي- الإسلامي لشعبنا، وعلى الارتباط التونسي العميق بقضية الحق الأولى في العالَم (موضوعيًّا)، قضية شعبنا الفلسطيني.
لكل ذلك، أقول إن اختيار اليمين العلماني واليمين المتدين التونسيين لرجلٍ أيَّد تْرامْب في نقله للسفارة الأمريكية إلى القدس الشريف، ودعا لتبادل الزيارات بين تونس والكيان الصهيوني، وهو من المستبعد أن يكون نائلا للباكالوريا، ومن ناحية أخرى، يملك وكالات أسفار، ومشاريع سياحية، ولذلك من الممكن أن يوظف الوزارة لمصالحه.
وإننا نجني عواقب عدم دَسْترة تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني، جَرْعةً مُرّةً بعد جَرْعة.
نريد تونسيّا مسلما، وتونسيّا يهوديًّا، لا يطلبان المال بطُرُق غير أخلاقية، كالتسوّل للمال الصهيوني، إذ «تجوع الحرة ولا تأكل بجسدها». فالسيادة على النفط والملح والغاز الطبيعي، وعلى ثرواتنا السياحيّة (غابات، عمارة دينية ودنيوية، بَحر، شطّ جريد، جبال، صحارٍ، حيوانات...) وعلى كل أرضنا، كلّ لا يتجزأ. فمِن العار أنْ يُهرق دم أجدادنا، من أجل سيادتنا الوطنية، ثم نبيع جزءًا منها لبناء معسكر أمريكي أو لاستجلاب مال متسخ من «إسرائيل»!! ومِن العار أن يَهْرق دم أجدادنا من أجل قِيمٍ دينية وأخلاقية أصيلة، ثم نمارس سياسية غير أخلاقية!!
ونريد اقتصادًا اجتماعيًّا، تونسيًّا، سياديًّا، لا اقتصادًا تَسَوُّليًّا يجعلنا مَرتهَنين عند قطر والسعودية وفرنسا والولايات المتحدة، وأخيرًا من المال الصهيوني- «الإسرائيلي» حتى لا نكون «أمّة ضحكت مِنْ جَهْلِها الأمم». تقول زوجة الحاخام يوئيل هيش : «نحن نكره الصهاينة، لأنهم يكرهون الله، وإسرائيل هي عدّو لله. فالنازيّون يقتلون الجسد، والصهاينة يقتلون الروح! هم أسوأ من النازية وأسوأ من هِتلر!».
فهل يراجع الإسلام الإخواني وحليفه السلفي نفسه في تطبيعيّتهما؟!!
هذه الحكومة تفرّط في الحق التونسي في فلسطين (باب المغاربة بمدينة القُدس، وعديد الألقاب التونسية- الجزائرية في عائلات فلسطين الأصيلة، وعبد العزيز الثعالبي وأوّل مؤتمر عن القدس يدق ناقوس الخطر الصهيوني- البريطاني).
4. ضرورة انتباه شعبِ محمد الزواري: لقد قُتلنا يوم قُتل الشعب الفلسطيني:
هذه الحكومة تبيع شهداء تونس على طريق فلسطين منذ يوم الاحتلال البريطاني، حتى الاحتلال الصهيوني، وحتى الشهيد محمد الزواري.
أقول لشعبنا: انتبه، لقد قُتِلْنَا يوم قُتل الشعب الفلسطيني، وعليك أن تعيد بناء مِخيالك الديني حتى لا تُخدع مرة أخرى، يقول مرْسال خليفة:
فِيهْ فوْقْ سجادة الصلاة وْإلّي عَمْ بِيصَلثَوا قْلاَلْ
لا تبئس، أعِدْ إحياء روح شيخ الطريقة التجانية، علي بن غذاهم آخَرَ، حداثيًّا، قائمًا بالوحدة الوطنية والمغربية والعربية، وبالعدالة الاجتماعية... فلا أمل في خلاصنا إلا بالوحدة...
لنُغنِّ معًا مبادئ محمود بريم التونسي، أفندي، في العدالة والخلاص وجمال الأمل: يا تونس قومى وشدى الحيل .. كل اللى تمنيه عندى
لا القهر يطوينى ولا الليل .. آمان آمان آمان بيرم أفندى
****
رافعين جباه حرة شريفة .. باسطين أيادى تأدى الفرض
ناقصين مؤذن وخليفة .. ونور ما بين السما والأرض
يا تونس عودى زى زمان .. ندهة من الجامعة وحلوان
يا تونس عودى زى زمان .. تعصى العدو وتْعانْدى
آمان آمان بيرم أفندى .. يا تونس
****
يا تونس قومى وشدى الحيل .. كل إلّى تتمنيه عندى
لا القهر يطوينى ولا الليل ..آمان آمان آمان بيرم أفندى
يا تونس لسه عددنا كتير .. لا تجزعى من بأس الغير
يا تونس ملو قلوبنا الخير .. وحلمنا ورد مندى
آمان آمان بيرم أفندى .. يا تونس
يسعد صباحك يا جنينة .. يسعد صباح اللى رواكي
يا خضرا من زرع إدينا ..شربت من بحر هواكى
آمان آمان آمان بيرم أفندى .. يا تونس
تونس في 20/11/2018
وهكذا المادة في التطبيع التونسي قَطْرةً قطرةً و ظهور التطبيع العلني د. عادل بن خليفة بالكحلة
هذا هو كل المقالات في التطبيع التونسي قَطْرةً قطرةً و ظهور التطبيع العلني د. عادل بن خليفة بالكحلة هذه المرة، ونأمل أن توفر فوائد لكم جميعا. حسنا، أراك في وظيفة أخرى المقال.
كنت تقرأ الآن المقال في التطبيع التونسي قَطْرةً قطرةً و ظهور التطبيع العلني د. عادل بن خليفة بالكحلة عنوان الرابط https://notscrets.blogspot.com/2018/11/blog-post_307.html
0 Response to "في التطبيع التونسي قَطْرةً قطرةً و ظهور التطبيع العلني د. عادل بن خليفة بالكحلة"
إرسال تعليق