المشروع القومي و نزعات تخريب العقول بقلم رضا لاغة

المشروع القومي و نزعات تخريب العقول بقلم رضا لاغة - مرحبا أصدقاء ليس سرا مرة أخرى, في هذه المادة تقرأ هذه المرة مع العنوان المشروع القومي و نزعات تخريب العقول بقلم رضا لاغة, لقد أعددنا هذا المقال لك القراءة واسترجاع المعلومات فيه. نأمل أن محتويات الإعلانات المادة آخر الأخبار، نصائح صحية، والصحة، والرياضة, ونحن نكتب لكم يمكن أن نفهم. حسنا، قراءة سعيدة.

عنوان: المشروع القومي و نزعات تخريب العقول بقلم رضا لاغة
حلقة الوصل : المشروع القومي و نزعات تخريب العقول بقلم رضا لاغة

اقرأ أيضا


المشروع القومي و نزعات تخريب العقول بقلم رضا لاغة

اخترنا هذه المسألة في ظل نزعات دلالية أدمجت مفهومي الحداثة و الهوية عضويا في النسق الحزبي بدل السياق الحضاري. هنا تحديدا يحدث التخريب المميت . 
عندما نتحدث عن تخريب العقول، أي عقول نقصدها؟ هل يتعلق الأمر بتجليات النموذج الأصل الذي افرزته أنماط من التصنيفات التواصلية على الإنسان عموما أم أننا نتحدث عن سمة خاصة تتصل بالعقل العربي؟
إن مرجعية السؤال كما ورد يمكن اعتبارها انضاجا مبكرا لثقافة من خارج الأبنية الفكرية الاتكالية التي يحاول الليبراليون و الإسلاميون فرضها كدلالة ممكنة و نحن نعتبرها سخيفة و خطيرة لأنها تنكّل بالذات العربية و الأنا الحضاري. غير أننا نريد ضمن هذه المطارحة أن نستكشف الصورة النمطية للعقل العربي. عقل يراد له أن يصبح مطواعا مستنفذا لكل مفاعليه الإيجابية، عقل متواطئ يدجن ذاته ضمن هيمنة جديدة بعد أن شرع في اشعال ثورات يبدو أنها تحولت إلى حيز حاضن لحكائية تجديد احكام السيطرة لنظام استعماري كان ولا زال مهيمنا على العالم العربي اقتصاديا وسياسيا وثقافيا. 
عملنا إذن لن يكون قصة استرجاعية لتاريخ سيرة العقل العربي الخاضع لاستراتيجيات التسلّط وجماليات الانضباط بمنطق فوكو، إذ هناك مؤشّرات نصّية عديدة تدعّم تورّط العقل العربي في الاغتراب الناعم والخفي، بدءا من العقل المستقيل عند الجابري إلى العقل المناوي للحق والحياة. عقل يدّر جريمة ضدّ نفسه وينخرط في تصوير ملحمة ثقافة الرّغبة المحمومة التي تروم رفع لواء دين الجسد بلوازم الشّخصيّة المحوريّة للغرب الحداثي. عقل غدر بالهوية وجعلها مجرد حنين لذيذ من شرفة الماضي. 
سننخرط اذن في حركة الواقع المعيش بإيقاعه المر المتلاعب بكينونة العقل. في هذا المقام سنتحدث عن تخريب استعماري منساب وهادئ ومتدفق من اعلام المجاري. 
إن هذه المطارحة عبارة عن صيحة فزع تمزّق السكون المخجل لنخبة متورطة إلى حد النخاع في لعبة بيع الضمير تكريسا لمؤسسة منحرفة وانضباطية شاملة تضع مستقبل عقلنا العربي في مدار حدّي الميوعة أو الرعب التكفيري.
من المهم هنا أن نبيّن كيف تحوّل الحدث الثوري إلى وسيلة للتغرير بالدولة و لكن قبل ذلك إلى أهازيج لمغالبة أقدار العقل الذي عانى قديما هزائم فهم الميتافيزيقا المصادرة للتفكير و يعاني راهنا تجربة التلاعب الموحى بخيبات هيكلية لنجاح المشروع الثقافي العربي.
في فراغ العقل المطفأ قسرا، يزهر أمل يكافح التهميش، عقل مبدع ومناضل اختار الهوية أصلا والحداثة رؤية. حداثة من عمق الهوية مسلّحة بإرادة التحرير ، مقاومة ، ساخطة على كل أشكال الامتثال و التبعية ، محيطها عربي إسلامي و تستجلي حكاية صادقة عن كتابة فلسفية تندرج في إطار استحداث قريحة العقل الذي يقوّض و يكسّر كل مظاهر الانضباط و الارغام.
في هذ اللحظة الحرجة من تاريخ أمتنا العربية جسّدت الليبرالية اتّجاها يستمدّ مشروعيته و أفقه من اعتبار الأوطان ساحات للاستثمار الغربي أو يوتوبيا الخلافة العثمانية ، فهي مجرّد وعاء مفهوماتي يحشر ضمن أطر منهجية للربح المشطّ الذي يمتص فرحة الشعوب بمقولات سيمولوجية تفكيكية لذات بشرية استبيحت حرمة التجوال في تضاريسها . فكانت الحداثة عند هذا الطابور الخامس المقرف أقرب الى الفعل الجنسي، متدحرجة افتتانا في مغامرة نفي الهوية.
لقد تنج عن هذا التشويه مستويات عديدة من الهوس الذي يتلذّذ في دور التهشيم الذي ينقذف هستيريا في دوامة عدائية للإسلام ، فكانت المقاربات عندهم أقرب الى الهذيان أو الغواية التي تريد أن تخلخل العقيدة لتجد نفسك على أعتاب الصهيونية و الماسونية فرأينا أعلام قبيلة لوط و الثورجيين الجبهاويين مغتبطين وهم لا يعمهون...

فكأنّ الخطب يعيدنا إلى حديث البدايات الأولى للردة في عهد سيدنا أبا بكر. فتحوّلت الحداثة إلى انوثة متحكّمة في دراما الهوية .و بدت الموهبة الجليلة لحداثيي آخر زمان من نخبنا التونسية كشرارة للإلهام. 
طبعا أنا هنا أصف الوضع بشكل هزلي ، إذ من السخافة أن نفترض مفهوما متناسقا للحداثة و نطمئنّ إلى حدود تراثها الغربي المغلق على ذاته. فالحس التاريخي كموهبة يتمتّع بها المؤرخ أو الناقد في فهمه للماضي تحاول دائما أن تقهر السذاجة التي تجعلنا نحاكم الماضي تبعا لمقاييس بديهية لمعيشنا الراهن و وفق قيمنا و حقائقنا المكتسبة. إن الاستسلام لدعاة الحداثة خارج أفقها التاريخي الذي يمتدّ مع الحياة ، ينجم عنه روابط متعارضة لكل تأسيس. و إلا لماذا تبدو المبادرة الديكارتية غير ملائمة لفهم العالم عند مرلوبونتي مثلا؟
هو يقول : "لأننا لسنا وعيا قبالة العالم بل وعيا متجسدا في صميم العالم".
بناء على هذه النتيجة التي تحصّلنا عليها من خلال تبني فكرة انفتاح مفهوم الحداثة على النقد ، تبدو النزعة المثالية و التقريضية للحداثة على حساب الهوية ، صيغة غير متماسكة. لأنها تنتظم داخل انقلاب هووي نراه مجرّد نزوة طائشة تعوقنا من الاشتغال بدقة على مفهوم الحداثة و الهوية على حد سواء.
لذلك نحن بحاجة إلى اعتماد منهجا استقرائيا مستقلا عن كل افتراض ميتافيزيقي يتعصب أثناء ممارسة الاستدلال الاستقرائي بصورة ضمنية و حتى لا شعورية بنوع من الرقة إلى القبول الهادئ و السعيد لفهم دغمائي للحداثة أو الهوية . نرى هنا إلى أيّ حدّ يضعنا الإسلام السياسي ضمن هوية يدّعي أنها أبستمولوجية ( بمعنى متولدة عن قريحة و ملكة النقد ) .
إن هذا التلاعب هو ما يفسّر الهيمنة الجماهيرية المتواصلة للإسلاميين و نفوذهم في الفضاءات الواسعة ، رغم أن هذه الكثرة لا تقود إلى رسم صورة ناصعة للهوية بقدر ما تلحق ضررا بها على نحو ما شهدنا ذلك عند دموية الحركة التكفيرية.
نحن نعتقد إذن أن التاريخانية حيثما كانت ، حداثية أم هووية لا تنتج سوى تحديدات تنتهي بنا إلى معنى براغماتي مشروط بنزعة التوظيف و الاحتواء. و لكنها نزعة مؤثّرة في الحاضر و تضعف في اعتقادنا كل تفكير جدّي و عميق . وهذا ما حدث تماما حين علت واجهة " الإسلام في خطر" أو " الحداثة في خطر" ضمن تقرير الأرهاط التسعة للجنة الحريات. 
إن ما استلمناه من التقرير لا يعدو أن يكون سوى أشكال من الذعر التي قامت بتأدية غايات سرّية لاستحقاق انتخابي قادم سحق في مخيال الذاكرة الشعبية بقية الأحزاب و حصر ـــ بلا عناء ــ الجماهير بين من يريد أن يشبع غريزته للحداثة الواهمة أو أن يغوص عمقا في التراث . 
و لكن أين هي تلك النزعة التنويرية الشهيرة التي تقول:" لنمتلك شجاعة استعمال فهمنا الخاص"؟
أنا هنا أتحدّث عن الفصيل القومي التقدمي الذي ظلّ مسكونا بهاجس الخشية من تبعية التقويم الذاتي فلاذ بالفرار من أرض المعركة و زعم أنه حرّ في اختيار المعارك. و لأنه لم يختر توقيت المعركة فهو غير معنى و بالتالي يلتزم الحياد.
لقد كان هذا الهروب مميتا ، و نحن نستعدّ لانتخابا ت 2019. أريد نقاشا من الإخوة و ليس كقول " بيان ممضى من الأخ الأمين العام" طيب ، على عيني و راسي و لكن الموقف خاطئ و هو عبارة عن غواية تناقض مهمّة الإنجاز التنويري للقوى القومية التقدمية. أنظر معي إلى الاشتقاق اللغوي لكلمة فهم على حد تعبير غادامير. إنها تعني "ابداء رأي تجاه شيء ما" . وهكذا تصبح عملية الفهم عبارة عن عزم سياسي . وعليه وجدت من جانبي أن خوض معركة " رفض التقرير" تشكّل مناسبة لتوسيع دائرة النزاع و الحوار من كونه رهين الليبراليين و الإسلاميين إلى خط ثالث يرتبط بنظرية البرهنة التي تحدّثنا عنها لتأصيل معنى تقدّمي للهوية وللحداثة ، فيكون بذلك له عمقا جماهيريا يسمح له بمغادرة النطاق المحدود الذي فرضه الاستقطاب الثنائي المتجدد في التشكّل. صحيح قد أتفهّم لوم بعض الإخوة عن عدم الالتزام بواجب التحفظ ضمن أطر الحركة و كوني ربما لا أصلح للحياة الحزبية على نحو ما ذكر بعض الإخوة الذين أكنّ لهم احتراما فائقا رغم تواضع ما سمعت منهم لعدم اطلاعهم على كل الحيثيات ، على عيني و رأسي مرة أخرى جميعكم و مع هذا أقول: لقد كانت انشغالاتنا بناء الأطر التنظيمية بتأخير الموقف السياسي كلحظة مبدعة و متجددة يتقنها القوميون , و لكننا نسمع التصميم الأكسيوماتيكي ذاته المعوّل على عبارة " فخر الانتماء" التي نلتمح منها إرادة حسنة في الانتماء و لكنها لم تنجح في معالجة الواقع وفق مقصد يحيّزها في قلب العملية السياسية ضمن لعبة مكافحة منطق العزل و الاستبعاد التي يفرضها الاستقطاب الثنائي المغرض و الخبيث.
و ليسمح لي كل القوميين في القطر وفق ذات العقل التنظيمي المركزي الذي لا أستصيغه كثيرا ، أن موضوع الهوية لا يمكن أن يخضع لتفسير أحادي و لو كان الممضي عليه أمين عام الحركة ، لأنه موضوع فعّال ضمن حلقة تأويلية لا تحسم في مكتب تنفيذي و لا حتى سياسي ، بقدر ما تتنزل في صلب مناقشة تشتمل على تشاور قاعدي و حقيقي بين كل المناضلين و المناضلات. 
يتبع ذلك أننا لا نعرف أنفسنا مسبقا و لا نتكهّن بها سلفا ضمن الأحزاب و إن كانت حركة الشعب و لكن نعرفها عندما نكتشف ذواتنا في عمق الممارسة التقدمية، و عندما يبلغ الغياب منتهاه لن أجد حرجا ــ بعيدا عن الممارسات التمويهية ــ أن أرفع خيار الاستقلالية و أمضي بسلام لأنني أعطي و لا آخذ من الحركة و الله على ما أقول شهيد.


وهكذا المادة المشروع القومي و نزعات تخريب العقول بقلم رضا لاغة

هذا هو كل المقالات المشروع القومي و نزعات تخريب العقول بقلم رضا لاغة هذه المرة، ونأمل أن توفر فوائد لكم جميعا. حسنا، أراك في وظيفة أخرى المقال.

كنت تقرأ الآن المقال المشروع القومي و نزعات تخريب العقول بقلم رضا لاغة عنوان الرابط https://notscrets.blogspot.com/2018/08/blog-post_980.html

Subscribe to receive free email updates:

0 Response to "المشروع القومي و نزعات تخريب العقول بقلم رضا لاغة"

إرسال تعليق