عنوان: تونس : ربيع الفوضى الهدامة و نخب الدعم الاستعماري بقلم ماجد العكريمي
حلقة الوصل : تونس : ربيع الفوضى الهدامة و نخب الدعم الاستعماري بقلم ماجد العكريمي
تونس : ربيع الفوضى الهدامة و نخب الدعم الاستعماري بقلم ماجد العكريمي
بعد سبع سنوات من انطلاق شرارة الفوضى الهدامة في الوطن العربي بداية من تونس وانتهاء بسوريا لم يعد اي عذر أو تفهم للنخبة الاكاديمية التي رفعت وناصرت ونظرت للثورات العربية ولضرورة التحول الديمقراطي ان تتمادى في غيها او قصور فهمها عما جري ذات 2011 في أكثر من قطر عربي من ضرب لمؤسسات الدولة الوطنية وتخريب مقصود وممنهج لكل ما هو مؤسسة حتي وصلت اليوم الي اهم مؤسسة ونواة للنسيج الاجتماعي العربي الا وهي مؤسسة الاسرة.إن قصور النخبة الاكاديمية العربية عن فهم ما جرى ولازال يجري علي امتداد الوطن العربي وإعتباره ثورات من الواجب دعمها نحو تحول ديمقراطي طالما كانت الشعوب العربية تنشده نابعا -ذاك القصور - من أمرين اثنين لا ثالث لهما وهما ما يمكننا تصنيفهما هؤلاء الي فئتين تلتقيان في الآخر على نفس النتيجة
فاما الفئة الاولي لهذه النخبة وهي ما نعتبرها اكاديمية اعتمدت في تقريرها الثورات الي مصادر ودراسات اجتماعية وفلسفية نظرية للحراك الاجتماعي غلبت علي هذه المصادر بينما لم تستطع الولوج الي حقيقة الواقع العربي والثقافة السائدة لدي الشعب العربي من قطر الي آخر وهي النخب التي هللت وصفقت للهجمة التي استهدفت الجماهيرية العربية الليبية وزعيمها ورقصت لمقتل زعيمها بابشع عملية تطال قائد عربي ودولي وتوثق علي شاشات القنوات العربية قبل العالمية رغم وضوح الصورة وشهادة صواريخ الناتو وأشلاء اطفال سرت وطرابلس
على ان هذه النخب التي خلنهاها قاصرة علي الفهم لما يحدث سرعان ما انكشف زيف ادعاءاتها امام تواطؤها مع الوكيل الخليجي في الهجمة الصهيوامريكية علي سوريا وتساوت مع كهنة وسدنة الفكر الوهابي من القرضاوي الي العرعور في الهدف ولكن وبعد هذه السنون وبعدما تبين الخيط الابيض من الخيط الاسود لا يمكننا الا الجزم بان هذه النخب وخاصة في الموقف من العدوان علي الدولة السورية لم تكن الا اداة من أدوات وكلاء الاستعمار لتبييض الفوضى باسم الحرية وليسوا سوى معاول لهدم الدول ونشر الانفلات الاجتماعي وضرب مؤسسة الإدارة باسم حقوق العمال وتدمير النسيج الأسري ولاخلاقي باسم المساواة والحريات الفردية ولاعذر لهؤلاء مهما تلونوا بالوان التقدمية والديمقراطية وان كان هؤلاء قد هلللو للفوضي التي راو فيها ثورة ضد نظم الاستبداد العربية وفرصة تاريخية للحرية والانعتاق فان هذه المبررات التي سوقوها لذوي القصور الذهني لا يمكن ان تصمد لما راينا هؤلاء من صبية عزمي بشارة وبرنار هنري ليفي ينظرون للحرية بالديمقراطية من داخل وبرعاية أنظمة غارقة في الرجعية ومعادية لكل مبادئ الحرية والديمقراطية وطريق وصولها للسلطة معمدة بجثث الابرياء ودماء الآباء وأموال البترودولار المدفوعة للعراب الأمريكي حارس العرش والتاج الأميري والملكي
أما الفئة الثانية من النخب التي ساهمت في تأبيد الفوضى الهدامة لمؤسسة الدولة فهي النخب الحداثية كما تدعى والمتمترسة خلف جمعيات الحقوق والحريات وابواق الاعلام المدعوم من الراعي الرسمي للاعلام المعادي والماجور روبرت مردوخ
ان هذه الفئة والتي قد نعبر عنها بنخبة الدمار الناعم وان لم تكن تدعم الفوضى المسلحة كا يجري في سوريا وليبيا فانها تؤدي دورا اشد خطورة -نظرا لتسترها بما تدعيه قيم الحرية وحقوق الانسان -في اشاعة الفوضى الناعمة بدءا بتفكيك مؤسسات الدولة الاقتصادية والادارية والسياسية ولعل دعم الإضرابات اللامحدودة والعشوائية والدفاع اللامحدود عن العمال الذي وصل الي حد الدفاع عن الفاسدين واللصوص الذين باتوا ينخرىن جسم الادارة باسم الحق النقابي والاضرابات او التهديد بها وتعطيل المرفق العمومي بمجرد المس أو محاولة التحقيق مع اي من تثبت ضده شبهة الفساد مثل ما حصل مع المدير العام للمالية العمومية او مع موظفي بعض المستشفيات والامثلة عديدة ولا حصر لها وامست العصابات القطاعية هي التي تسوس وتنخر جسم الادارة و المرفق وهو ما انعكس حاليا علي تدني وانعدام الخدمات العامة مثل انقطاع الامدادات المائية والكهرباء وصولا الي نفاذ الأدوية من الصيدليات وانحدار خدمات المستشفيات الي الحضيض واصبح الحق في العلاج وسلامة المرضى من الأماني المستحيلة
اذرع هذه النخب عديدة وتجاوزت اذرع الآلهة الهندية في توزيع الخراب علي امتداد هذا الوطن وامتدت هذه الايادي الي نسبج الاسرة ومقدسات الأمة وتغيير ثوابتها الدينية والاجتماعية وصولا الي الاجتراء علي النص القرآني والسنة النبوية من تقرير لجنة الحريات الي المنظمات المدعومة غربيا والسفارات والحركات الماسونية.
امام هذه الهجمة العدوانية تبقي النخب التقدمية قليلة العدد والفعل في هذا التيار الجارف وعاجزة عن تعبئة الجماهير من أجل فعل ثوري قد ينقذ المركب من الغرق القادم على عجل ولا نري في الافق حلا غير يد حديدية وقبضة فولاذية ولو استدعي الامر انتفاضة عسكرية صادقة .
وهكذا المادة تونس : ربيع الفوضى الهدامة و نخب الدعم الاستعماري بقلم ماجد العكريمي
هذا هو كل المقالات تونس : ربيع الفوضى الهدامة و نخب الدعم الاستعماري بقلم ماجد العكريمي هذه المرة، ونأمل أن توفر فوائد لكم جميعا. حسنا، أراك في وظيفة أخرى المقال.
كنت تقرأ الآن المقال تونس : ربيع الفوضى الهدامة و نخب الدعم الاستعماري بقلم ماجد العكريمي عنوان الرابط https://notscrets.blogspot.com/2018/08/blog-post_954.html
0 Response to "تونس : ربيع الفوضى الهدامة و نخب الدعم الاستعماري بقلم ماجد العكريمي"
إرسال تعليق