عنوان: إلى السيد راشد الغنوشي، رئيس "حركة النهضة" -محمد الحبيب الأسود-
حلقة الوصل : إلى السيد راشد الغنوشي، رئيس "حركة النهضة" -محمد الحبيب الأسود-
إلى السيد راشد الغنوشي، رئيس "حركة النهضة" -محمد الحبيب الأسود-
موقع ضعيف مع موقف قوي، خير لك من موقع قوي مع موقف ضعيف.
فهَلاّ سيّدي الكريم، عدّلتم بوصَلتكم على ما يحفظ للناس دينهم وأعراضهم ومعيشتهم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لقد شرّفنا الله بالإنتماء إلى دينه، وما الدين عند الله إلا الإسلام، واحتضنتنا المساجد، وعشنا معا الأخوة والإيثار، وجمعتنا أهداف سامية سمو الإسلام وسماحته، نشر قيم الحرية والإخاء والعدل والمساواة، ورفض ومقاومة الإستكبار والظلم والفساد... وشاء الله أن أختلف معكم في أسلوب العمل والأداء، وقد برز هذا الإختلاف في محطتين، الأولى أيام المؤتمر الإنتخابي بسليمان أكتوبر 1984، حين اتهم مقرّر الجلسة قواعد الحركة بألا وعي، والرجوع إليهم بالمشورة مضيعة للوقت، في ردّه على طلب الأستاذ المرحوم عبد الرؤوف العريبي، بالرجوع إلى القواعد لمعرفة رأيهم في بعض اللوائح قبل المصادقة عليها، فاستنكرتُ موقف المقرّر، وطالبته بالإعتذار كتابيا، لإخوان له قذفهم بالغيب، وتدخلت أنت يا سيّدي، وطلبت سحب الكلمة، وأصررت أنا وقتها على الإعتذار... فكان اختلافي معكم، في كونكم تعتبرون أنفسَكم عقولا كبيرة، وأتباعَكم عقولا صغيرة لا تصلح للمشورة، وما هم بالنسبة لكم إلا حطب للتحشيد وتحريك الشوارع... المحطة الثانية، حين زرتم بن علي المخلوع في قصره، وصرّحت أنت: لقد نصر الله به الإسلام في تونس... فرفضتك ورفضت "النهضة"، ثم رُحتُ أمارس قناعاتي خارج التنظيم، وتحمّلت مسؤوليتي كاملة لوحدي في محاكمة عسكرية جمعتني مع خيرة شباب تونس، ونالني ما نالني منكم، قيادات وأتباعا، من سوء وقذف وتجريح وإشاعات كاذبة وتشكيك في مسيرتي النضالية، والله وحده العالم بصدق وإخلاص من اختارهم للعمل في سبيله... اليوم أراكم يا سيّدي، قد غيّرتم بوْصَلتكم، وبَدّلتم ولاءَكُم... أتَذكُر خطابَك في الخرطوم أوت 1990: الأمريكان أعداؤنا، وسنزلزل الأرض تحت أقدامهم، وسنضرب مصالحهم إذا دخلوا العراق... وإذا بك في 2011 تعبّر عن إمكانية أن تكون "حركة النهضة" حليفا استراتيجيا لأمريكا، وتنزل ضيفا على الأمريكان في "معهد سياسات الشرق الأدنى" المعروف بدعمه للصهيونية، وتُطمئِنهم في تصريحك لمجلة "الويكلي ستاندرد" ديسمبر 2011، بقولك: لا عداء لـ"إسرائيل" في الدستور التونسي... اليوم، ما تعيشه تونس من أزمات سياسية واجتماعية واقتصادية، ورجّات في هويتها العربية والإسلامية، في جزء كبير منه ناتج عن تماهي مواقفكم خوفا ورهبا مع أجندات خارجية لا علاقة لها بمصلحة البلاد، وإن قلتم أن تغيير بوصَلتكم قد قصدتم به تجنيب البلاد الفتنة والإنقسام، فالإنقسام حاصل، والفتنة على أشدّها، وكل تقديراتكم باتت خاطئة، وستأتي عليكم بما لا تشتهون... فهَلاّ سيّدي الكريم، عدّلتم بوصَلتكم على ما يحفظ للناس دينهم وأعراضهم ومعيشتهم، أحب منكم ذلك من أحب، وكره من كره... أقول لك: أن تكون في موقع ضعيف خارج السلطة، ولكن بموقف قوي محترم ومهاب، خير لك من أن تكون في موقع قوي داخل السلطة، ولكن بموقف ضعيف، يغري بكم الخصوم ليجعلوا منكم جسر عبور لتنفيذ أجندات لا علاقة لها بمصالح البلاد والعباد... ألا هل بلغت؟
-محمد الحبيب الأسود-
وهكذا المادة إلى السيد راشد الغنوشي، رئيس "حركة النهضة" -محمد الحبيب الأسود-
هذا هو كل المقالات إلى السيد راشد الغنوشي، رئيس "حركة النهضة" -محمد الحبيب الأسود- هذه المرة، ونأمل أن توفر فوائد لكم جميعا. حسنا، أراك في وظيفة أخرى المقال.
كنت تقرأ الآن المقال إلى السيد راشد الغنوشي، رئيس "حركة النهضة" -محمد الحبيب الأسود- عنوان الرابط https://notscrets.blogspot.com/2018/08/blog-post_824.html

0 Response to "إلى السيد راشد الغنوشي، رئيس "حركة النهضة" -محمد الحبيب الأسود-"
إرسال تعليق