عنوان: في صناعة البدائل الواهمة و سقوف التغييرات الحبيب بوعجيلة
حلقة الوصل : في صناعة البدائل الواهمة و سقوف التغييرات الحبيب بوعجيلة
في صناعة البدائل الواهمة و سقوف التغييرات الحبيب بوعجيلة
يدرك نظام الهيمنة الغربي منذ أوائل القرن 21 أنه يتهالك و أن تغييرات راديكالية قادمة في منطقتنا المسماة قلب العالم (الشرق الأوسط ) بما هي منطقة الثروات و ملتقى طرق العالم و المضائق المائية بالإضافة إلى وجود القاعدة العسكرية المتقدمة للمشروع الغربي (اسرائيل) في مقابل توفر كل مقومات نهوض لامة قوية تاريخا و رموزا ثقافية و ثروة ديمغرافية تملك مقومات الوحدة بسهولة .
كان واضحا أن النظام العالمي المتشكل في أوائل القرن العشرين و المنتصر في أواخره على القطب السوفياتي قد دخل منذ السنوات الأولى للقرن الحالي لا في مرحلة نهاية التاريخ لصالحه كما بشر فوكوياما بل في مرحلة تشكل آخر للتاريخ تصدع فيه المعسكر الغربي بين توجه امريكوصهيوني محافظ و متوتر و توجه اورومسيحي متذبذب وهنت فيه أوروبا العجوز التي تركت مكانها طويلا لأمريكا و لوبيات الهيمنة الصهيومسيحية .
الأزمات الاقتصادية للمركز الغربي و ديناميات تشكلاته الديمغرافية و تصدعات ثقافاته جعلته في وضع مأزق دوري لا يخفى على الاحد و في المقابل بدأت نتوءات تشكل منظومات مقابلة في شرق متصاعد .الصين مارد يتحرك و الروس و جمهورياتهم تتعافى من خيبة سوفياتية مهينة لكن ما كان أكثر ازعاجا للغرب الهيمني بمختلف تياراته هو بداية تصاعد نموذجين مختلفين لكنهما متظافرين وسط الفراغ الاستراتيجي في المنطقة الإسلامية و هما النموذجان التركي و الإيراني كمقترحين يخشى أن يكونا جاذبين في شرق عربي محتقن يبحث عن بدائل يقطع بها كغيره من امم و شعوب المنطقة مع هيمنة القطب الغربي .
النموذجان كما رصدتهما مراكز الثينك تانك الغربية بدأ تأثيرهما ينتج في اتجاهين على الفراغ العربي: نزوع تحديث و مطلب دمقرطة و تنمية تاسيا باتراك صاعدين و مقاومة متألقة حققت انتصارات بارزة .في المقابل كان الثينك تانك الغربي يدرك وهن نظمه القديمة الحليفة في المنطقة العربية مما يعني أن استمرارها سيكون سقوطا حقيقيا ليس لهذه النظم فحسب بل لمنظومة الهيمنة الغربية كلها تحت وقع تحولات حقيقية تبلور تاليفية التحرر الوطني و الديمقراطي للامة بما ينهي الغرب باسرائيله و نظمه العربية العميلة .
لن تكون سياسات و خطط الغرب الهيمني في منطقتنا العربية منذ أكثر من عشرية إلا اشتغالا محكما على منع هذا التأليف الخلاق لامة لا يختلف عاقلان وطنيان على المفردات الواضحة لعناوين مشروعها الوطني التحرري :مشروع مقاومة وطنية متظافرة الأهداف بما هي خلاص من جناح أنظمة العمالة و كسر ذراع الهيمنة الغربية و دك إسرائيل و بناء الدولة الديمقراطية الوطنية الاجتماعية المستقلة باستثمار كل المخزون الشعبي و الثقافي المقاوم في المنطقة العربية و الإسلامية و عموم الشرق الصاعد أو جنوب العالم في مواجهة غرب الهيمنة أو مركز الشمال الصهيوامبريالي.
كل الشغل الذي تم على النخب العربية بتياراتها المختلفة و على عقول الشعوب و إرادتها و على الإحتقانات الاجتماعية و النسيج المذهبي و العرقي و التنوعات الأيديولوجية و القوى الصاعدة في المنطقة ..كل الشغل كان هو كسر التأليف المطلوب لعناوين المشروع العربي الجديد : تحريف الثورات الحقيقية المسماة ربيعا في مصر و تونس ..اصطناع الثورات المزيفة و سوريا نموذجا ..صناعة نخب مزيفة من اسلاميين غير اسلاميين و يسار بلا يسارية و ليبراليين بلا وطنية اجتماعية و عروبيين بلا بصيرة استراتيجية ..الاستثمار في نزوعات التحرر و الرغبة المشروعة في الحرية التعددية لضرب مقومات الوحدة التنوعية للامة عبر تعميق السائد السلبي بسبب استبداد الدولة الشمولية من نزوعات مذهبية و عرقية كانت مقموعة و لكن لن يكون انفلاتها طاقة إيجابية لتحرر أمة لن تتحرر إلا بوحدة تنوعها لا بتحاربه .و الاهم من ذلك أن يتم الاشتغال على إعادة توظيف أردا ما في القديم من نظم عميلة في مواجهة نظم مزعجة باسم الدمقرطة التي أصبحت تقودها مثلا نظم الخلجان البائسة في مواجهة المدنية و الوطنية السورية و اليمنية و بأدوات مضحكة للديمقراطية من مجموعات شباب القتل التكفيري إلى نخب ديمقراطيات الفنادق المتخرجة من مراكز الدمقرطة في عواصم غرب الهيمنة .
في سياق الاشتغال يتم محاصرة أنبل ظواهر المواجهة العربية و هي المقاومة المنتصرة في لبنان و غزة لا فقط بأيدي نظم العمالة العربانية بل بأيدي و اقلام النخب الموووقراطية الجديدة و أدعياء الثورات المحرفة التي تصر رغم فضائحها الأخلاقية أن أعداء الثورة و الديمقراطية هم الإيرانيون و الروس و سوريا و حزب الله و الحوثيون في ابشع تزييف للعقول و الإرادات و في أغرب تحالف موضوعي بين ،، الثوروديمقراطيين الجدد،، و ..قديم النظم العميلة المرسكل ،، .
خارج هذا الفهم لتعقيدات خطة غرب متامر لن يكون كثير من اسلاميين و يسار و ليبراليين شركاء في نصر قادم يصنعه رجال بندقية مقاومة توضح بوصلة من يريد كتابة مشروع التحرر الديمقراطي الوطني الحقيقي لا المزيف .
وهكذا المادة في صناعة البدائل الواهمة و سقوف التغييرات الحبيب بوعجيلة
هذا هو كل المقالات في صناعة البدائل الواهمة و سقوف التغييرات الحبيب بوعجيلة هذه المرة، ونأمل أن توفر فوائد لكم جميعا. حسنا، أراك في وظيفة أخرى المقال.
كنت تقرأ الآن المقال في صناعة البدائل الواهمة و سقوف التغييرات الحبيب بوعجيلة عنوان الرابط https://notscrets.blogspot.com/2018/07/blog-post_940.html
0 Response to "في صناعة البدائل الواهمة و سقوف التغييرات الحبيب بوعجيلة"
إرسال تعليق