عنوان: الشباب التونسي في دوامة وطن بلا مشروع الحبيب بوعجيلة
حلقة الوصل : الشباب التونسي في دوامة وطن بلا مشروع الحبيب بوعجيلة
الشباب التونسي في دوامة وطن بلا مشروع الحبيب بوعجيلة
عندما اندلع مسار سبعطاش أربعطاش كان من التسميات التي أطلقت على الحدث عبارة ،، ثورة الشباب ،، و بقطع النظر عن المديح الدعائي الذي اعتمده كهول و شيوخ ،، الطبقة السياسية ،، للشباب دون تنسيب و إعداد لهذه الطاقة الحقيقية لتونس فإنه فعلا يمكن القول ان القوة الشبابية كانت عمودا فقريا في الانتفاض الذي أجبر بن علي على الهروب.
،، شباب الثورة،، كما يحلو للمحللين تسميته كان معافى بعد احتراق البوعزيزي من كل الأمراض المعيقة للطبقة السياسية التونسية التي ظلت تقارع بن علي قرابة العقدين دون أن تتمكن من خلخلته إلا،، ديمقراطيا،،...الشباب المتخفف من الحسابات و الأيديولوجيات المكبلة للفعل و غير المقيد بخوف أو تحفظ الحسابات المطولة لموازين القوى و الشباب الموجوع بوضعه المادي المحبط و غير المسكون ببطء السياسي الكهل و الشيخ في تفعيل المبادرة على الأرض و الإسراع بالتحالفات في اللحظة المناسبة ..هذا الشباب نزل سريعا من المقاهي و مدارج الملاعب و الجامعات و أحزمة الفقر فقلب المعادلة سريعا على الأرض و فتح سريعا للطبقة السياسية الكهلة و المحافظة بطبعها افقا لم تكن تحلم به أو تملك ما يكفي من استعدادات دفع الكلفة لدفعه.
الشباب باستمرار هو قوة المغامرة و المقامرة الضرورية في كل لحظات الانتقال الجذري و استعداده لدفع الفاتورة بحكم السن و الروح هو العامل الحاسم في كل الثورات بما هي القانون و السنة الكونية للتحول الجذري عندما يفشل الإصلاح.
لكن ما كنا نعلمه و نحن في خضم الحراك أن هذه القوة الإيجابية الشبابية كانت تحمل بطبعها دائما جملة من السلبيات التي تحتاج التجربة و المشروع و الرؤية لترشيدها.شباب الثورة لم يكن كله طاقات عالمة و خبيرة في توجيه المسارات الثورية إلى منتهايتها الإيجابية باستثناء من كان منهم إلى حد ما قد ،، تربى و تعلم و تكون في مدرسة التنظيم و إيديولوجية و فكره،، و هي مدرسة ليست سلبية في المطلق إذ يتعلم فيها الشاب الفكرة و المنهج و الصنعة السياسية .غالبية شباب الثورة و هذا ليس ذما أو لعنا هو شباب صادق نبيل حالم متحمس كان يحتاج طبقة سياسية راشد و مرشدة ترفع سقوف حلمها الثوري بهذا الشباب بروحه و طاقته و استعداده للتضحية و ترتفع به إلى السياسة العالمة حين تعطيه تجربتها و ثقافتها فتكون جدلية الروح الشبابية الجامحة و خبرة السياسي الصنايعي
هل وقع ذلك؟ الوقائع تقول العكس .جزء من هذا الشباب تلقفته ماكينات الأحزاب و اقحمته في براغماتية طريقتها و روحها الهرمة في العمل فتحول إلى ذراع لروح جامحة تمارس الخبث و الدهاء و الشراسة لصالح حزب أو تنظيم أو قائد لا لصالح وطن . و جزء آخر تلقفته من الأحزاب نفسها مراكز ،، الديفورماسيون،، و الدمقرطة و جمعيات التنمية السياسية و البشرية الباردة و الشكلانية كما يريدها الغرب لثوراتنا .اما من حافظ على روح الشباب الجامحة فقد ذهب إلى مواقع التوتر ويوجه فوهة بندقية عمياء إلى غير وجهتها و عاد البعض الآخر إلى مدارج الملاعب يفرغ فيها طاقته التي لم يحسن أحد توظيفها. البعض الآخر اقتنصته أحزاب تدعي الاخلاص لجموح الثورة فحولت طاقته الجامحة إلى مخلب يصفي به الكهول حساباتهم بين بعضهم أو في مواجهة خصوم مقابلين يطلقونهم عليهم في صفحات التواصل الاجتماعي و قد يجد هذا الشاب الصادق يوما نفسه في أحيان كثيرة في مواجهة أستاذه أو معلمه أو حتى عمته أو خاله أو ابن حومته فقط لأنه في حزب آخر قال له قائده الحزبي الثورجي أنه حزب الثورة المضادة .
قليل و قليل جدا من شباب هذه الطاقة المهدورة اختار وقفة التأمل يحصي احباطاته و يفرز المشهد أمامه و يرمم عقله و ثقافته و يتدارك قلة معرفته بالساحة و تاريخها و تاريخ شخوصها.
دون اعتراف بجريمة الطبقة السياسية الكهلة و العجوزة كلها في حق الشباب و طاقته و دون اعتراف بالمؤامرة الداخلية و الخارجية التي مورست على عقله و وجدانه و ذوقه ...دون هذا الاعتراف لن تؤسس للمستقبل الثوري لهذا الشعب التائه .
وهكذا المادة الشباب التونسي في دوامة وطن بلا مشروع الحبيب بوعجيلة
هذا هو كل المقالات الشباب التونسي في دوامة وطن بلا مشروع الحبيب بوعجيلة هذه المرة، ونأمل أن توفر فوائد لكم جميعا. حسنا، أراك في وظيفة أخرى المقال.
كنت تقرأ الآن المقال الشباب التونسي في دوامة وطن بلا مشروع الحبيب بوعجيلة عنوان الرابط https://notscrets.blogspot.com/2018/07/blog-post_23.html
0 Response to "الشباب التونسي في دوامة وطن بلا مشروع الحبيب بوعجيلة"
إرسال تعليق