غياب العقل العربي، وكيفية استحضاره بقلم : محمود كامل الكومي

غياب العقل العربي، وكيفية استحضاره بقلم : محمود كامل الكومي - مرحبا أصدقاء ليس سرا مرة أخرى, في هذه المادة تقرأ هذه المرة مع العنوان غياب العقل العربي، وكيفية استحضاره بقلم : محمود كامل الكومي, لقد أعددنا هذا المقال لك القراءة واسترجاع المعلومات فيه. نأمل أن محتويات الإعلانات المادة آخر الأخبار، نصائح صحية، والصحة، والرياضة, ونحن نكتب لكم يمكن أن نفهم. حسنا، قراءة سعيدة.

عنوان: غياب العقل العربي، وكيفية استحضاره بقلم : محمود كامل الكومي
حلقة الوصل : غياب العقل العربي، وكيفية استحضاره بقلم : محمود كامل الكومي

اقرأ أيضا


غياب العقل العربي، وكيفية استحضاره بقلم : محمود كامل الكومي


افضل ما رزق الله به عبادة ومَن به عليهم (العقل) الذى هو الدعامة لجميع الاشياء ,والذى لا يقدر احد فى الدنيا على اصلاح معيشته ولا احراز نفع الا به .
وكذلك طالب الآخرة,المجتهد بالعمل المنجى به روحه, لايقدر على اتمام عمله,الا بالعقل,الذى هو سبب كل خير ومفتاح كل سعادة.
والعقل مكتسب بالتجارب والأدب.. وله غريزة مكنونة فى الانسان كامنة كالنار فى الحجر,لا تظهر ولا يُرى ضوؤها حتى يقدحها قادح من الناس ,فاذا اُقدحت ظهرت طبيعتها.
وكذلك العقل كامن فى الانسان لايظهر حتى يظهره الأدب وتقويه التجارب، ومن نتاج العقول يتشكل العقل الجمعى للمجتمع..
كان لابد من هذه التقدمة,,ونحن ندرك غياب العقل العربى فينا.
ولعل ابرز مظاهر غياب العقل العربى، انه لايستطيع –للاسف- ان يفرق بين العدو والصديق,بل فى كثير من الاحيان يساهم العقل العربى المغيب ,فى تمرير مؤامرات الاعداء التى تُحاك ضد الامة العربية.

ويبدو العقل العربى (اليوم)ممثلا فى شعوبه وعلى الاقل نخبه, وكأنهم منقسمون على كل القضايا الرئيسية فى حياة الامم… فهم منقسمون :
1-على القيم الحاكمة لحياتهم
2-على رؤيتهم لتاريخهم
3-على علاقتهم بالخارج الثقافى والحضارى
4- على فهمهم لكليات دينهم ذاته (الاسلام –خاصة).
ان صعود بعض تيارات الاسلام السياسى – – وكذلك التيارات التكفيرية المنبثقة عن الوهابية التى تأصلت فى حكم آل سعود وما نشأ عنها من تنظيمات جاهلية ” القاعده وداعش والنصرة وبيت المقدس وجند الشام وأحرار الشام , وما نتج عنها من نشر الفوضى والارهاب فى ربوع أمتنا العربية، يساهم الآن بدرجة او بأخرى فى تغييب هذا العقل العربى ، فقد عملت هذه التيارات على ما يلي ..
  • تأجيج الصراع والانقسام الداخلي فى البلد الواحد
2- تبنى تصورها الخاص للاسلام
3- اختزال دين توحيدي عظيم ,في مجرد خطاب وشعارات سياسية .
4-ادلجة الاسلام ,وتحويله الى مجرد برنامج عمل سياسى .
5- تجربة الحكم فى السودان من قبل لم تكن مضيئة,وتجربة تونس ومصر,بداياتها متعثرة, ومقدماتها المبنية على الشعارات الكاذبة ، وعدم تحقيق حد ادنى مما وعد به ,لاتؤدى الى نتائج, لكنها ترسخ استغلال معاناة الشعب لتحقيق مكاسب الوصول للسلطة , دون انتشال التدنى فى العقل والوصول الى الرشد, وهو ما ساهم فى غياب العقل العربى بشكل او بأخر وحتى حينما انكشف زيفها وأنهار حكمها فى مصر وتونس , فأن ذلك لم يصب فى خانة تنوير العقل بسبب تأصيل الثأر بين أبناء البلد الواحد مما ساهم أكثر فى تغيب العقل وترديه .
كان تغيب العقل العربى (ابتداءا)من احداث الفتنة الكبرى التى دارت ست سنوات وانتهت بمقتل عثمان.
وخلال الخلافة الاموية والعباسية برز بعض من التجليات للعقل العربى , لكن كلها انتهت الى ضمورفى العقل العربى لسبب اولآخر.
وخلال القرن ال17 وبداية ال18 , دعا علماء ومصلحون كبار الى تحرير الدين مما علق بة من قيود التقليد والخرافة ..والى احياء الاجتهاد.
حتى كان القرن ال19 فكان قرن ازمة العقل العربى الاسلامى, وفيه تراجعت الجيوش العثمانية، واحتل نابليون بونابرت مصر، وسيطرت بريطانيا على عدن ثم مصر، وسيطرت فرنسا على تونس والجزائر.
وهوما ادى الى تراجعات شديدة نحو تقدم العقل العربى, صاحبها اختراق ثقافى (تمثل فى محاولات طمس الهوية , وفصل الحدود, والقضاء على اللغة العربية واستبدالها بلغات دول الاحتلال (دول شمال افريقيا).
كما جرى اختراق غربى واسع للاسواق العربيةعلى شواطىء المتوسط والخليج , مما دفع البعض من القائمين على الدول العربية الى اتخاذ القوانين والمؤسسات الاوربية مثالا لها, وهو ما أدى الى تعزيز سلطة الدولة وسيطرتها على التعليم .
وكان هدف النظام التعليمى انتاج موظفين , مما ساهم فى انحدار العقل العربى -لاعلماء تنتشل العقل العربى من الانحدار- وقد استوردت الانظمة القانونية من الغرب كما هى ..واخذت طبقة العلماء فى الانحدار وبدأ النظام الاخلاقى فى التراجع.
وسط دياجير الظلام هذة لاحت نقطة ضوء ,فترة من الزمن,ساعدت فى نمو العقل العربى واتقاده، فاذا كنا فى البداية قد عرفنا العقل بانه له غريزة كامنة فى الانسان لايرى ضوؤها حتى يقدحها قادح من الناس, فقد لاح فى الافق ذلك القادح  بظهور جمال عبد الناصر.حيث اخذت الفترة الناصرية من 1953 حتى1967 تساهم بشكل او بأخر فى عودة الحيوية للعقل العربى ، فعرف هذا العقل طريقه نحو الصديق وعداءه للعدو ,وساهم فى تعميق الانتماء العروبى , والنضال من اجل الوحدة,وانتشرت من القاهرة البعثات والعلماء الى كافة انحاء الدول العربية من اجل الارتقاء الثقافى والادبى والعلمى بشعوبها- فنتج عن ذلك تنوير اضاء العقل العربى , ولو لبعض الوقت ,وصارت مصر والامة العربية محط انظار العالم ,وفاعلا عالميا يُخشى منه.
وكانت النظرة الامبريالية قد استشاطت من هذا النمو للعقل العربى، وعملت من فورها على اجهاضه، وفقا للتريبات التالية..
1 – نفذت مؤامرة عدوان 1967 على مصر والاردن وسوريا , وهو ما اعاد العقل العربى الى ضموره من جديد.
2- وفرضت معاهدة السلام المصرية –الاسرائيلية ثم أتفاقية أوسلو ثم معاهدة وادى عربة التى أدت جميعها الى تبعية العقل العربى من جديد لقوى الاستغلال الامبريالى.
3 – وأخيراً فرضت الأمبريالية والصهيونية على دول الخليج تكوين مجلس التعاون الخليجى ليكون آليتها لتدمير الجامعة العربية، وهو ما تحقق الآن لتواصل تلك الآليه تفتيت الدول العربية فى العراق وسوريا واليمن وليبيا بتمويل كل الحركات الأرهابية تحقيقا للأمن الصهيونى , وهنا يكون العقل وقد تفتت هو الآخر .
4 – أنشاء قناة الجزيرة القطرية التى ساهمت فى أصابة العقل العربى بالسرطان الفكرى، وغدت الديماغوجية المناهضة للوعي، فضلا عما تبعها من قنوات البترودولار الخليجى التى روجت للعدو الصهيونى كصديق وشوهت بعض الأصدقاء عمدا ( العربية والحدث).
5- نقل مراكز التنوير الفكرى من القاهرة ودمشق وبيروت وبغداد حيث الثابت مدى اشعاعاتها الفكرية التى تنير العقل العربى على مدى التاريخ ,الى دبى وابو ظبى والدوحة والمنامة، حيث سيطرة الجهات الامريكية والصهيونية على هذه المراكز وجعلها طريق العقل العربى الى الغياب .
6- مشاركة بعض المحسوبين على الفكر العربى وكذلك الشخصيات الرسمية العربية مؤتمرات الصهيونية التى تعقدها سواء خارج فلسطين المحتلة وعلى ارض فلسطين مثل:أنعقاد مؤتمر فى هرتسيليا تحت عنوان ” نحو بلورة استراتيجية صهيونية للمناعة القومية ” حيث المشاركون عرب من قطر والسعودية و مصر والأردن ومنظمة التحرير الفلسطينية .. وكذلك ممثل لما يسمى بالجيش السورى الحر ” وهو شىء طبيعى لهذا الجيش الذي ينفذ سياسة أسرائيل فى تفتيت سوريا “..
الهدف : أمن أسرائيل القومى بتقويض الأمن القومى العربى وأشعال النار فى ربوع الدول العربية من اجل القضاء نهائيا على فكرة الوحدة العربية وانهاء القومية العربية، وهو ما ادى الى ما وصلنا اليه اليوم من غياب الرؤى ,وتعامى العقل العربى عن المفاضلة بين العدو والصديق، بل ان الامر قد وصل احياناً الى حد تفضيل العدو على الصديق،  والادهى انه ساهم فى نجاح مؤامرات الاعداء لتفتيت الامة العربية.
لقد وصل الأمر بحكومة مصر أن سمحت للكيان الصهيونى باللأحتفال بما يسمى بالعيد القومى لأسرائيل ( أغتصاب فلسطين )فى وسط القاهرة يوم 15\5\ 2018 والأدهى أن يحضر هذا الاحتفال بعض الأعلاميين ومافيا رجال الأعمال فى مصر ليتدنوا بالعقل العربى الى الحضيض , فقد سيطروا بعد أن سرقوا قوت الشعب المصرى على الأعلام فمارسوا الديماغوجية الفكرية على جماهير شعبنا الغلبان فى لواط صريح مع الصهاينة أعداء العقل العربى .
بل أن الطامة الكبرى تجلت فى تدنى العقل العربى , حينما يرى أخوانه الفلسطينيين يستشهدون وهم يحيون طريقم فى حق العودة طيلة اسابيع عدة وفى ايام رمضان ,ولم يحرك هذا العقل ليقدح أساليب التعاون والتضامن مع شعب فلسطين ,ولاحتى تهيئة الرأى العام العالمى من أجل تحرير الأقصى قبلة المسلمين .
والسؤال الآن..أليس من قادح يقدح النارالكامنة فى العقل العربى حتى يرى ضوؤها وتظهر طبيعتها؟؟
يقول د.محمد عابد الجابرى في كتاب (نقد العقل العربى) انه يجب الا ينسينا ذلك ((النموذج الامثل )) الذى برزت كثير من ملامحه خلال الدعوة المحمدية, لقد رفض النبى (ص)مرارا ان يسمى ملكا او رئيسا ..محددا هويته بأنه نبي رسول لا غير.
وان اتباعه لم يكونوا ينظرون الى انفسهم ولم تكن قريش تنظر اليهم (على انهم مرؤسون محكومون)، بل كانوا يسمون انفسهم وكان العرب يسميهم (اصحاب محمد او صحابته)، وقد رسم القرآن الاسس التى تبنى عليها هذه الصحبه ,فذكر منها الشورى.
لقد كان اسلام عهد النبوة (نموذجا مفتوحا) بمعنى انه يقبل اضافات كثيرة مختلفة ومتباينة، ومع ذلك فان اعتبار هذه المعالم الاربعة  (وامرهم شورى بينهم .. وشاورهم فى الامر .. انتم ادرى بشئون دنياكم .. كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) بمثابة ضوابط موجهة او كأصول تأسيسية,تسد الباب امام جميع انواع التسلط والاستبداد.
واذا كان العاقل هو من يبلغ بحيلته ما لا يبلغ بالخيل والجنود .
فان مهام العقل العربى تتجلى فيما يلى ..
1-تحويل القبيلة فى مجتمعنا ..الى تنظيم سياسى اجتماعى (احزاب ,نقابات ,مؤسسات دستورية ) ,أى بناء مجتمع فيه تمايز واضح بين المجتمع السياسى (الدولة واجهزتها) والمجتمع المدنى (التنظيمات المستقلة) , مما يؤدى الى فتح الباب لقيام مجال سياسى حقيقى يتم فيه صنع القرار، ويشكل فاصلا وواصلا بين سلطة الحاكم وامتثال المحكوم.
واذا كان هذا التحول يتم عبر تطور اجتماعى ,سياسى ,ثقافى..اِلا أن هذا لايلغى دور العقل والممارسة .
2 – تحويل الاقتصاد الريعى الى اقتصاد انتاجى .
ان التكامل الاقتصادى الاقليمى ,وفى اطار سوق عربية مشتركة تفسح المجال لقيام وحدة اقتصادية بين الاقطار العربية، هو الاساس الضرورى لتنمية عربية مستقلة, وهذا يتطلب التصدى للآليات الصهيونيه التى أُنشئت لغزو العقل العربى وتفتيت بنيان الأمة العربية ” مثل مجلس التعاون الخليجى وكافة القنوات الفضائية الخليجيةالممولة بالبترودولار”, وفى العموم التصدى للرجعية العربية وعدم الأمان لها على الأطلاق بأعتبارها عميلة الأستعمار والصهيونيه , والفاعله على تدمير العقل الجمعى للشعب العربى ونشر اللاوعى .
  • تحويل العقيدة الى مجرد رأى.
وهذا معناه التحرر من سلطة عقل الطائفة ، والتعامل بعقل اجتهادى نقدى, فالفكر العربى مطالب الآن اكثرمن اى وقت مضى بنقد المجتمع ونقد العقل .
وبدون ممارسة ذلك بروح علمية سيبقى كل حديث عن النهضة ووحدة الوطن العربى اضغاث احلام.
فهل هناك من يحول الحلم الى حقيقة؟,ويقدح الغريزة المكنونة فى الانسان العربى (العقل) حتى يُرى ضوؤها ويظهر طبيعتها ؟ .


وهكذا المادة غياب العقل العربي، وكيفية استحضاره بقلم : محمود كامل الكومي

هذا هو كل المقالات غياب العقل العربي، وكيفية استحضاره بقلم : محمود كامل الكومي هذه المرة، ونأمل أن توفر فوائد لكم جميعا. حسنا، أراك في وظيفة أخرى المقال.

كنت تقرأ الآن المقال غياب العقل العربي، وكيفية استحضاره بقلم : محمود كامل الكومي عنوان الرابط https://notscrets.blogspot.com/2018/06/blog-post_61.html

Subscribe to receive free email updates:

0 Response to "غياب العقل العربي، وكيفية استحضاره بقلم : محمود كامل الكومي"

إرسال تعليق