عنوان: تأملات في الفكر السياسي الاسلامي .بقلم . الحبيب بوعجيلة
حلقة الوصل : تأملات في الفكر السياسي الاسلامي .بقلم . الحبيب بوعجيلة
تأملات في الفكر السياسي الاسلامي .بقلم . الحبيب بوعجيلة
و مما تداولناه مع صديقي الهذيلي منصر سؤال انسداد "منظومة الفقه الحركي السلطاني" المسمى سُنيا في مقابل الانفتاح المتمرد للفقه الامامي و رديفه العرفاني المسمى "رافضيا شيعيا " أو "تصوفا ثوريا عابرا للمذاهب .
مالذي جعل "الحداثيين" من مفكري الساحة "السنية" لا يجدون مناصا من كسر النسق عبر مغادرته الحادا و علمنة قصوى لأن كل بقاء داخله سينتهي بهم الى موجهة مع "انغلاق" سلفوي؟ .
بالسياسة ندخل عوالم الفكر الاسلامي الحركي و نبسط الخوض .
النهضة التونسية التي بدأت جماعة اسلامية ثم "اتجاه اسلامي" لم تقدر على "التموقع " أواخر السبعينات و الثمانينات في "الكفاحية" من أجل "المستضعفين" الا وهي تشرب من مدونة "الثورة الاسلامية"(الشيعية) من باقر الصدر في اقتصادنا و فلسفتنا الى مطهري و علي شريعتي و حين وجب ايقاف "التسيب العقائدي" كانت الوثيقة الفكرية اواخر الثمانينات "سُنية اشعرية" غريبة على "حركة اسلامية سياسية" معارضة و ستتخلص النهضة من عبئ هذه الوثيقة "السنية" بعد الثورة لكن في أفق "حيلة فقهية" حميدة ضمن النسق نفسه بفصل "السياسي" على "الدعوي" و في اتجاه "انسلاخسلامية" مخيفة كما يسميها شيخنا المرحوم الطالبي و امعانا في الاتجاه الى "اسلام ديمقراطي" يغادر كفاحيته بربطة عنق "مؤسساتية" ستنتهي الى "سلطانية حداثية ليبيرالية" تعجز عن صياغة "اسلامية ثورية للمستضعفين" و ربما عن اقناع "عمق جماهيري" تسنن حتى النخاع "وهابيا" في غياب "القيادات" بين سجن و منفى و هو "تسنن" تم استثماره وظيفيا في السنوات الأخيرة بالدور الذي اقترح "غربيا" على "الاسلاميين العرب" في اطار المعركة "مع ايران"الشيعية" و سيكون من الصعب على النهضة اقناع كثير من "سنييها" بأن المعركة كاذبة و أن "الثوار" السلفيين ليسوا "اخوة المذهب" .
العدالة و التنمية التركية "ارقى مظاهر الاسلام الديمقراطي" بالتسمية الرشيقة لصديقي زهير اسماعيل لم تتمكن من كسر النسق الممأسس للفقه السلطاني السني الا بنزوع "عرفاني تركي" مع ذهاب مخاتل الى سردية "الغرب الأطلسي" لتتذبذب الاردوغانية بين "ديمقراطية" تريد اقناع "الآخر الغربي" و لكنها حين يجب مقارعته "كفاحيا" في لعبة القوة لن يجد حزب "ارقى مظاهر الاسلام الديمقراطي" حليفا الا في "ارقى مظاهر الاسلام السلطاني " متجسدا في "الدواعش" و السلفية الجهادية بفروعها .
في مقابل الانسداد بين "الانسلاخ" من "الاسلام " لتسهيل "الفعل" كما هو شأن النهضة التونسية و العدالة و التنمية التركية أو "الارتداد الى التدعوش الاصيل في السلطانية" كما هو شأن "الاخوان" و سائر "الحركة السياسية العنيفة للاسلام السياسي السني" انتجت "الامامية" و "العرفانية الثائرة" بسلاسة في أربعين سنة نسقها من داخل "المنظومة الرافضة" فصنعت مقاومة تصمد و تنتج و دولة قوية تعيش و تواجه و تدقرط داخليا بفقه و عقيدة قابلة للتنوع الغريب بين "اصلاحيين" و "محافظين" ضمن "الضوابط" مع "ثورة دائمة" بالمعنى "الجدلي الماركسي" للكلمة يتم شحنها كلما كلستها "الدولة" .
يكون ممتعا لو تساءلنا لماذا لا يجد طالب العلم "الامامي" علي الخامنائي الا "ظلال القرآن" للشهيد سيد قطب ليكتب حوله اطروحته في الحوزة فالظلال كتبه صاحب "التصوير الفني في القرآن" وهو في سياق تحليقه خارج منظومة موروث "التفسير السلطاني الرسمي" للقرآن و كتب معه "العدالة الاجتماعية في القرآن" و "معركة الاسلام و الرأسمالية" وهي الكتب التي جعلته في السنوات الأولى لثورة يوليو "محبوب عبد الناصر" و رئيس تحريره لكن الشهيد حين فكر "سياسة" ضمن "منظومة الفقه السلطاني" سيكون بالضرورة في صدام مع الثورة ليفد على "جماعة المسلمين المختزلة في الاخوان الفرقة الناجية " من خارجها و يخط لها "معالم في الطريق" أرقى نصوص "جهادية التكفير و الدم" في مواجهة "المجتمع الجاهلي" و كأن منظومة "الفقيه السلطاني" لا تنتهي سياسة الا الى "المواجهة" وحدها طاردة كل تنوع و تفاعل .
التمرد على فقه "السنة و الجماعة" التحاما بالحداثة كان في مقابل "سيد قطب" بهرب من "نسقها" المؤسسي كما فعل محمد عمارة و السنهوري و نصر حامد ابوزيد و خالد محمد خالد و حتى طارق البشري و عبد الوهاب المسيري المتعاملين مع "السلطانية" و "الامامية" كمراجع متساوية لفكر اسلامي معاصر عابر للمذاهب و كاسر للجدران العازلة بينها في استعادة لتمرد "الائمة اللامتمذهبين" الافغاني و عبده و علي عبدالرازق ممن لا تقدر على تصنيفهم بين سنة و شيعة .
نطل على تاريخ التمرد القديم على المنظومة السلطانية من داخلها فنجد أن التمرد عليها لم يكن الا بأخذ من ضديدها "الامامي" و "العرفاني" .
يمد ابو حنيفة النعمان رجله في "فقه الرأي" ضد "فقه النص" لأنه في عراق التمرد والتنوع و يكون جميلا لو عرفنا علاقته بجعفر الصادق تتلمذا و مشيخة لنفهم قرب الأحناف من المذهب الجعفري للشيعة .
أما المعتزلة الذين ذهبوا في "الكلام" الى أقصاه تمردا على "الجماعة و السنة"من داخلها فقد كانت بصرة العراق و كوفته أيضا مجال حركتهم و ليسارهم علاقة "مشبوهة" مع "الامامية" في مواجهة "السلطانية و الخلافة" في بغداد و دمشق لا بل ان الابن "الأشعري" سريعا ما تحفظ عن "التمرد" و توسط "بالكسب التلفيقي" خوفا من "نصانية الجماعة" التي مازالت الى الآن في القرن الواحد و العشرين "تصكه و تكفره" بحنبلية صارمة فكأن "المؤسسة" لا تتزلزل الا بخارجها و لا تقبل تحولا يريد نسبة نفسه اليها .
في مجال العقليات سيجت "المؤسسة السلطانية" حرمها ليكون أقصاها الصارم "تهافت الفلاسفة" و تبكيت "الباطنية" و انتصب ابن تيمية "سلطة" تمنع "التطوير" من داخل المدونة . و سيكون الرد "مغربيا" اندلسيا " مع "تهافت التهافت" لابن رشد و اعادة مكانة "العرفانية المفتوحة" لابن باجة المتوحد و ابن طفيل العائد الى "حي ابن يقظان" أو الانسان الاول تمردا على "مؤسسة قاهرة" لا تتطور من داخلها الا باعتماد روافد من خارجها اصلا مثل الفلسفة اليونانية و الغنوص الاشراقي في أجواء أندلس متمردة على "صحراء المؤسسة" هناك .
في القرآنيات ليس من الغريب أن يكون "الاتقان" في "فن التاويل" لمن أراد ابحارا في النص المقدس مشروطا بقراءة "الاتقان في علوم القرآن" للسيوطي الذي لا يُنسب للسلطانية بل الى امامية مقابلة و يكون الزمخشري و الجرجاني من "روافض" غير معلومين مراجع ضرورية للتحليق بالنص خارج الماثور الى عوالم "الهرمينوطيقا" الذاهبة الى تخوم "الثورة" بالاسلام .
هل معنى ذلك أنه قد حان الوقت الى خلخلة "المؤسسة السنية" اذا اردنا حداثة بالاسلام لا بالالحاد و العلمنة المنسلخة ؟
وهكذا المادة تأملات في الفكر السياسي الاسلامي .بقلم . الحبيب بوعجيلة
هذا هو كل المقالات تأملات في الفكر السياسي الاسلامي .بقلم . الحبيب بوعجيلة هذه المرة، ونأمل أن توفر فوائد لكم جميعا. حسنا، أراك في وظيفة أخرى المقال.
كنت تقرأ الآن المقال تأملات في الفكر السياسي الاسلامي .بقلم . الحبيب بوعجيلة عنوان الرابط https://notscrets.blogspot.com/2018/06/blog-post_60.html
0 Response to "تأملات في الفكر السياسي الاسلامي .بقلم . الحبيب بوعجيلة"
إرسال تعليق