عنوان: الديموقراطيون الجدد .... حركة تصحيح جدية بقلم وليد الوقيني
حلقة الوصل : الديموقراطيون الجدد .... حركة تصحيح جدية بقلم وليد الوقيني
الديموقراطيون الجدد .... حركة تصحيح جدية بقلم وليد الوقيني
طبعا الديمقراطية كحالة سياسية تبقى تؤثر و تتأثر بالمناخ الذي يحيط بها سواء الثقافي أو الاجتماعي أو الاقتصادي ، فإما أن تواصل الحالة الديمقراطية تطورها أو ان تفشل و تنشأ دكتاتورية الفوضى أو ترتد لدكتاتورية السلطة بمعنى أن الديمقراطية كالزّرع لابدّ من العناية بها و تهيئة الظروف الملائمة لتواصل النّمو الدّيمقراطي او بقول أصح التّنمية الدّيمقراطيّة ، و حتى تتواصل الحالة الديمقراطية لابد من توفر ثلاثة عناصر سلامة الحالة التشريعية نصا و تطبيقا و نجاعة الأدوار للادوات السياسية و سلامة المناخ الحاضن للحالة الديمقراطية .
و لمزيد التفصيل فإن تواصل الحالة الديمقراطية يقوم في ظل نصوص قانونية تركّز تلك الديمقراطية و تضع المسافات و الحدود للأفعال و المؤسّسات التي تدور في دائرتها اللّعبة الديمقراطيّة ، و في الواقع التشاريع القانونية لا يمكن ان تحتوي تحاجير او موانع من شأنها إعاقة الممارسة الدّيمقراطيّة ، و من ناحية ثانية فإن تواصل الحياة الديمقراطية يقتضي بالضرورة أدوات تنشئ المجتمع الديمقراطي من أحزاب و جمعيات و منظمات و نقابات و مواطنين فكل التشاريع و المؤسسات الناشئة عنها ستحييها هذه الادوات و إلا بقي النسيج الديمقراطي جثة هامدة ، و هذه الادوات الديمقراطية لابد أن تكون ناجعة للحفاظ على الديمقراطية فحول مثلا يسعى إلى تأسيس دكتاتورية طبقية او ثيوقراطية دينية لا يمكن او غلبة عرقية لا يمكن ان نتصور في توليه السلطة او المشاركة ان يحافظ على القاعدة التشريعية المنشئة للديمقراطية و كذلك نقابة او جمعية تؤدي ادوارا خارجة عن المفترض منها و المتمثل أساسا في كونها جماعات ضغط فلا يمكن لجماعة ضغط ان تفتك دور صانع القرار لأنه حينها ستشوه الحياة الديمقراطية و ربما تتوقف عجلاتها عن الدوران مما يجعل الحل في الخروج عن القواعد القانونية لإيقاف حالة الفلتان في الأدوار ، و بعد سلامة التشريع و نجاعة الادات فلتواصل الحياة الديمقراطية لابد أن يكون المناخ المحيط باللعبة السياسية الديمقراطية سليما كذلك و السلامة هنا بمعنى الملائمة فلا يمكن ان تكون هناك حياة ديمقراطية في ظل حالة ثقافية تؤسس للعنجهية و السيطرة فلا يمكن لمجتمع ذكوري ان نتصور تواصل حياته السياسية بقواعد ديمقراطية و لا يمكن لمجتمع لا يحترم طفولة الكائن البشري ان يمضي بعيدا في تجربته الديمقراطية ، كما ان مجتمع يعيش حالة فقر و أزمة اقتصادية حادة لا يمكن ان ينشئ و يطور أي تجربة ديمقراطية لذلك نحن نتحدث عن سلامة المناخ الحاضن الحياة السياسية الديمقراطية .
عندما نتأمل في مجموع هذه الشروط و ننزلها على الحالة التونسية نلاحظ و نستنتج هل تتواصل اللعبة الديمقراطية ام أنه سيأتي يوم و يوضع لها حد ؟ في الواقع بالتأمل في السلامة التشريعية نلاحظ أن الدستور التونسي لسنة محل أخذ و رد بين شق يراه هو الدستور الضامن للديمقراطية و شق آخر يراه قاصرا عن تنظيم تلك الديمقراطية للخروج من حالتها الاقرب الى الفوضى كما أن التشريع الانتخابي و قصور التشريع في تنظيم عديد المؤسسات بإعتبار سيطرة الادوات و هنا الاحزاب تحديدا على اللعب بروح التشريع خلق مؤسسات مشلولة و غير مستقرة كهيئة الانتخابات و هيئة الحقيقة و الكرامة و الحكومة و البرلمان . و في علاقة بنجاعة الادوات نلاحظ أنه على أصحاب الحقوق الذين يشكلون حياة الديمقراطية تظهر عديد العلامات التي تؤدي تقاعس الديمقراطية فأحزاب أصولها الفكرية تنبع من تأسيس ايديولوجي لدكتاتورية ما دينية او طبقية او عرقية أو تحريرية و إلى الآن كلها لم تقدم مراجعاتها حتى نضمن فعلا ان هذه الاحزاب قد تنتزع من داخلها ذلك الذئب المتخفي الذي يحمل نزعة في الاستحواذ على السلطة في اول مناسبة سامحة لذلك . اما فيما يتصل بسلامة المناخ الحاضن للعبة الديمقراطية فإن الحالة الاقتصادية و غياب الاصلاحات العميقة في المنظومة التربوية و غياب استراتيجيات عمل حقيقية في ميدان الشباب و الصحة و الشغل و الثقافة لا يمكن ان نتصور تطور للحياة الديمقراطية . انطلاقا من هذا العرض العاجل الذي يعد تلخيصا لما هو كائن أرى أنه بالنسبة لتونس لا بد من تأسيس جيل جديد فعلا لكنه جيل قد تجاوز كل القوالب القديمة و الاشكال و الأنماط التنظيمية القديمة و هذا لن يكون إلا بتأسيس لمدرسة جديدة هي مدرسة " الديمقراطيين الجدد " و هذه الحركة لابد أن تنشأ سريعا لإنقاذ تونس الإنقاذ الحقيقي الذي به تتواصل تونس ديمقراطيا و اقتصاديا و اجتماعيا و ثقافيا . وليد الوقيني
المحلل السياسي
وهكذا المادة الديموقراطيون الجدد .... حركة تصحيح جدية بقلم وليد الوقيني
هذا هو كل المقالات الديموقراطيون الجدد .... حركة تصحيح جدية بقلم وليد الوقيني هذه المرة، ونأمل أن توفر فوائد لكم جميعا. حسنا، أراك في وظيفة أخرى المقال.
كنت تقرأ الآن المقال الديموقراطيون الجدد .... حركة تصحيح جدية بقلم وليد الوقيني عنوان الرابط https://notscrets.blogspot.com/2018/05/blog-post_202.html
0 Response to "الديموقراطيون الجدد .... حركة تصحيح جدية بقلم وليد الوقيني"
إرسال تعليق