عنوان: المعلّم «الرسول» مهدَّدٌ بالسجن من مُضادِّي «الثورة»! د. عادل بن خليفة بالْكَحلة
حلقة الوصل : المعلّم «الرسول» مهدَّدٌ بالسجن من مُضادِّي «الثورة»! د. عادل بن خليفة بالْكَحلة
المعلّم «الرسول» مهدَّدٌ بالسجن من مُضادِّي «الثورة»! د. عادل بن خليفة بالْكَحلة
د. عادل بن خليفة بالْكَحلة
باحث في الأنثروبولوجيا،
كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، تونس
في اليابان، أجر المعلّم الشهري أعلى من راتب الوزير. وله شبه حصانة، تجعل أي احتمال تهديد أو اعتداء معرِّضًا لعقوبات جمّة.
في تونس، كان المعلم، أديب الأطفال البشير عطية، ممارسًا أقصى أشكال المبَادَرات الجَمْعَوية المستقلة عن دولة الاستعمار وعن الأحزاب، والمنخرطة تمامًا في الاستراتيجية الاستقلالية للحركة الوطنية الواسعة. ولكنَّ الحزب الدستوري الجديد يخترق نسيج جمعياته المحلية ذات التغطية الجهوية والوطنية لينتزع منه تلك الجمعيات ويقحمها في نسيج الجمعيات التابعة له منذ 1954.
في عهد بورقيبة، انتهى دور «المربي» في وظيفة المعلم في تصوّر الجمهورية الأولى، رغم المقاومة الباسلة التي أبداها المعلّمون، ولعّل أحسن مَظهر لذلك هو خلقهم لمجلة جَدَلٍ في الوظيفة التربوية بقيادة محمود الشبعان (.....).
في عهد بن علي، انتهى دور «المعلّم» في وظيفة المعلّم بالابتدائي وأستاذ التعليم الثانوي، فلا رأي له في البرنامج، بل هو مجرَّد أداة في آلة الدولة، أي هو مجرَّد موظّف وعليه التنفيذ دون استقلال ذاتي، فحتى الدولة/ الوزارة نفسها مجرَّد منفذ لقرارات الامبريالية الثقافية وصندوق النقد الدولي.
في هذا العهد «السعيد»، كانت حكومة «الثورة» برئاسة السيد الباجي قايد السبسي عام 2011، تُضاعف لهذا القطاع راتبه الشهري 3 مرّات، ولذلك مرَّتيْن. ولما استفاق قطاع التعليم مِن «غفوته» الثوريّة وطالب بإصلاح راتبه كان التعلّل بأن حجمه المالي ضخم، وذلك ما «سيضر» بميزانية الدولة. فهل «القضاة» أبناء المعلّمين وأساتذة الثانوي أهم من آبائهم المعلّمين؟!
ها أنّ نقابيّي التعليم الثانوي الذين قادوا انتفاضة ولاية سيدي بوزيد في نهاية عام 2010، بَعْد أن كادَتْ القبيلة والميليشيا تئِدَانها، «تنجح» الوزارة في اتهامها بضعف الوطنية و«الأنانية». هاهي النقابة التي كانت آخر مَنْ يُضرب ويُقاوم في عهد بن علي محلَّ اتهام، وها إن الأساتذة الذين كادوا أن يكونوا رسَل «ثورة» تونسية بين 17 ديسمبر و14 جانفي محل مقاضاة القاضي المستزلم والمحامي المستزلم لأنهم «مخالفون للقانون». وها إنهم محلَّ محاصرة حكومة كان 45% من وزرائها وزراء في آخر عهد بن علي، وها إن آخر وزير «تربية» في عهد بن علي يَنتقم من الوزارة التي أضْرَبت عليه وأعلنت «العصيان المدني» على الدكتاتورية في ديسمبر 2010. وبعد أن كان وزير «التربية» السابق يُهينُ المعلّم الذي «كاد أن يكون رسولا»، ولا يُنتزَع من وزارته بَعْد احتجاج طويلِ جدًّا عليه إلاّ «ليُكَرَّم» في مَنصب آخر، هاهي حكومة جمهورية «الثورة» تنصِّبُ وزيرًا يحمل إحَنًا قديمة.
مَنْ سيَرْبح عندما نُهدّد «المربي» بالسجن والمحكمة وحجب راتبه وإضعاف مكانته لدى التلاميذ؟! لَنْ تربح إلا سياقات الفوضى واللامعياريّة وفقدان البوصلة القيمية!
مَنْ سيربح عندما نرفض مبدأ التفاوض؟! لن تربح إلا مُضَّادَّة الثورة الناجحة، من سوء الحظ!
كان الخطأ منذ حكومة «الثورة» الأولى، فحكومة الترويكا، هو الزيادَات العشوائية وعدم الضغط على الأسعار. كان الخطأ الأفدح هو عدم وُجود منوال تنمية عَدَالي، ثوريّ، بنَّاء، مستقل، ذي اقتصاد اجتماعي وتضامنية عالم- ثالثة، لدى «الحكومة» ولدى «الاعتراض» (فلا وجود لـ«معارضة»!!).
كان الخطأ دائما لدى رجال التربية ونسائها عدم وجود مشروع مقاومة، مشروع إصلاح تربوي، فبذلك تكون الهويّة الكاملة للأستاذ والمعلّم، وتكون ريادة استرجاع «ثورةٍ» وقعت سرقتها والغدْر بها.
26/04/2018
وهكذا المادة المعلّم «الرسول» مهدَّدٌ بالسجن من مُضادِّي «الثورة»! د. عادل بن خليفة بالْكَحلة
هذا هو كل المقالات المعلّم «الرسول» مهدَّدٌ بالسجن من مُضادِّي «الثورة»! د. عادل بن خليفة بالْكَحلة هذه المرة، ونأمل أن توفر فوائد لكم جميعا. حسنا، أراك في وظيفة أخرى المقال.
كنت تقرأ الآن المقال المعلّم «الرسول» مهدَّدٌ بالسجن من مُضادِّي «الثورة»! د. عادل بن خليفة بالْكَحلة عنوان الرابط https://notscrets.blogspot.com/2018/04/blog-post_611.html
0 Response to "المعلّم «الرسول» مهدَّدٌ بالسجن من مُضادِّي «الثورة»! د. عادل بن خليفة بالْكَحلة"
إرسال تعليق