عنوان: ارفعوا أياديكم عن العميد البشير الصيد بقلم انيس الهمامي
حلقة الوصل : ارفعوا أياديكم عن العميد البشير الصيد بقلم انيس الهمامي
ارفعوا أياديكم عن العميد البشير الصيد بقلم انيس الهمامي
فوجئ الرأي العام الوطني والقومي في تونس مطلع هذا الشهر ( مارس - آذار ) بخطوة عدائية رخيصة ومغرضة تعمد للنيل من إحدى القامات النضالية الكبيرة في تونس وطنيا وقوميا وحقوقيا وتهدف للمس من أحد رموز الحركة القومية وهو الأستاذ المناضل البشير الصيد العميد السّابق للمحامين ذي التوجه الناصري وصاحب المواقف البطولية على الصعيد الوطني والقومي، والمعروف بدفاعه المستميت على عروبة تونس وعلى كل القضايا القومية العادلة وعلى رأسها قضيتي فلسطين والعراق، وهو أحد أعلام محاربي المساعي والإجراءات والحيل الهادفة لاعتراف تونس رسميا بالكيان الصهيوني الغاصب، وتواجده في المواقع الريادية في كل المعارك القومية لتونس وللأمة العربية.
وتعود ملابسات القضية لرفع دعوى قضائية للقطب المالي في تونس على خلفية تهم مفبركة وكيدية مضمونها فساد في صندوق الحيطة والتقاعد للمحامين التابع لعمادة المحامين.
هذا، وإن اتهام العميد البشير الصيد بهذه التهم الهابطة والمبتذلة والمجردة من أي دليل مادي على صحتها أو وجاهتها إنما هو فعل مريب ومخز ذلك أن صندوق الحيطة والتقاعد للمحامين في حد ذاته هو مكسب لم يتحقق إلا خلال نيابة العميد البشير الصيد الممتدة من 2007 إلى 2010 بل إنه لا غرو في القول ولا مبالغة في الذهاب إلى أن هذا الإنجاز ما كان ليتحقق لولا إصرار العميد البشير الصيد عليه ونضاله الطويل من أجل تكريسه وانتزاعه من السلطة مكسبا لعموم المحامين في تونس.
وبإلقاء الضوء على بعض التفاصيل المحيطة بهذا الاتهام الموجه للعميد البشير الصيد، فإنه يجب إنارة الرأي العام الوطني والقومي بالجهة الضالعة وراء ذلك، حيث تقف خلفها رأسا ومباشرة المحامية سعيدة العكرمي وهي المحامية النهضوية وزوجة القيادي النهضاوي نور الدين البحيري الذي شغل في حكومة الترويكا خطة وزير العدل وأضر السلك القضائي ضررا فادحا بفعل ما انتهجه من سياسات تقوض أساسا استقلاليته وكرس الولاءات وغذى تبعية المسؤولين على هذا القطاع الحيوي بما حال دون المساعي الهادفة لتأسيس استقلالية القضاء.
وفي الحقيقة فإن المحامية سعيدة العكرمي كانت لها في الماضي القريب سوابق في استهداف الأستاذ العميد البشير الصيد ما اضطره في 02 /07/2009 لإصدار إعلام منشور ومعلوم، وتوجه به لعموم المحامين لتوضيح الإخلالات الجمة التي أقدمت عليها والمغالطات الكبيرة التي بثتها بشأن ذلك الصندوق. وبالتالي، فإن تنفذها اليوم من خلال موقع زوجها وتأثيره في الحياة القضائية والقانونية والسياسية هو الذي دفعها لتلفيق مثل هذه التهم الباطلة والمشبوهة وتحركيها ضد الأستاذ العميد في منحى ينضح غلا وحقدا وتشفيا ورغبة في الانتقام على خلفية تجريدها من بعض الامتيازات وخصوصا المتعلقة بإمضائها على المعاملات المالية للصندوق لانتفاء الصفة، وينم عن الرغبة في الثأر من ذلك الرجل النزيه الذي يقر الجميع بنظافة يده ونضاليته وكفاءته وغيرته على قطاع المحاماة الذي قضى أغلب فترات حياته في الدفاع عن مصالحه المعنوية والمادية وغير ذلك.
ولا تتوقف موجبات الصدمة لدى العارفين بخبايا القضية عند هذا الحد، بل إنها تتعداها ليتم اكتشاف النوايا الحقيقة من وراء تحريك هذه الدعوة وملابساتها، حيث تعتزم المحامية ذاتها تحريك دعوة مماثلة ضد العميد السابق محمد الفاضل محفوظ والذي شغل خطة عميد المحامين في تونس من 20013 إلى 20016، دون أن يشمل ذلك بقية الفترات النيابية.
إن ما يجب التأكيد عليه أن تحريك هذا الملف واتهام العميد البشير الصيد بالفساد، لا علاقة له أصلا وواقعا بخدعة محاربة الفساد، هذا العنوان البراق والشعار المخدر الذي رفعه رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد والذي كان الغرض منه التغطية على السياسات اللاشعبية والقرارات المرتجلة والمهترئة لحكومته الفاشلة والمتخبطة. إذ لو كانت الحرب على الفساد في قطاع المحاماة هي الهم الحقيقي لرافعي الدعوة ضد العميد البشير الصيد، فإن ذلك كان يقتضي وجوبا طلب التحقيق والتدقيق في ما يحيط بصندوق الحيطة والتقاعد للمحامين منذ تأسيسه لليوم، لا أن يتم الاقتصار حصريا على فترتين فقط من أصل خمس ( 05 )، ليكون الجامع والمشترك الوحيد لتلك الفترتين هو أن رجلي المرحلة فيهما قوميا التوجه والفكر والانتماء.
إن فبركة هذه القضية وتحريكها من طرف المحامية سعيدة العكرمي لا يزيد عن كونه خطوة جديدة وجدية في سياق الإجراءات التعسفية والسياسات الإقصائية الهادفة لمزيد ضرب القوميين والمشروع القومي في تونس من طرف أعداء العروبة ودعاة التغريب والانبتات والقافزين على الهوية العربية لتونس، وتقتضي تلك السياسيات التضييق على القوميين أفرادا وأحزابا وجمعيات، من خلال تشويه رموز الحركة القومية في تونس حينا وقضية الحال مثالا، أو بإقصاء القوميين من المشهدين السياسي والإعلامي خاصة ومحاصرة طرحهم ومناوءة مشروعهم بتشويهه وتحريفه وتنفير الجماهير منه.
إلا أن القوميين في تونس على تنوعهم – باستثناء أدعيائها المستحدثين والسابحين في أفلاك بعض الأجندات الإقليمية التوسعية - ، ومن بينهم الرفيق المناضل العميد البشير الصيد، يحتفظ لهم الشارع التونسي بأعلى درجات الاحترام ويثمنون صلابة مواقفهم وأصالتها كما يقدرون جيدا نظافة أياديهم واستقلالية قراراتهم وأنهم الوحيدون الذين لم تلوثهم الارتباطات المشبوهة والولاءات الخارجية. كما أن للقوميين أيضا رباطة جأش وثابت كبيرين وتجربة طويلة في مقارعة شراذم الانعزاليين والمنبتين وأعداء العروبة ولهم مقدرة كفيلة بصد الإجراءات القمعية وشتى أساليب الهرسلة.
هذا وإن رجلا كالعميد البشير الصيد، وهو سجين النظامين البورقيبي والنوفمبري، وهو أيضا الذي تعرض لاعتداءات جمة خلال عهد الترويكا وصلت لحد التهديد الجدي بتصفيته واغتياله، لا يمكن أن تهز صورته الناصعة لدى عموم التونسيين بفعل نقيق بعض الضفادع السياسية ولا فحيح الأفاعي المتخفية تحت أكثر من لافتة.
هذا، ومن الجدير التأكيد ههنا على أن العميد البشير الصيد لا يخشى الهجمة الرجعية المزدوجة، ولا يشغله كثيرا تخلف وتخاذل وتقاعس عدد كبير من الطيف التقدمي ادعاء في تونس والصامت في أغلب المعارك العادلة الحقيقية، كما أن التونسيين وعلى رأسهم رفاقه القوميين لن يسمحوا لعملاء الفرنكفونية وللمتسربلين برداء الإسلام والمتاجرين به بأن يستفردوا بقامة نضالية وحقوقية وقومية كالعميد البشير الصيد، ولذلك فلقد تداعى عدد من المناضلين القوميين للاجتماع يوم 04 مارس – آذار 2018 بمكتب العميد معربين عن تضامنهم المبدئي معه بوجه هذه الهجمة الجبانة، وبادروا بتشكيل وتأسيس الهيئة الوطنية والقومية التقدمية لدعم المناضل القومي العميد بشير الصيد ترأسها القيادي البعثي وأستاذ القانون الدستوري بالجامعة التونسية عثمان بن حاج عمر.
أنيس الهمامي
نبض العروبة المجاهدة للثقافة والإعلام
تونس في 15- 03 – 2018
• العميد البشير الصيد في سطور:
* العميد الأستاذ البشير الصيد من مواليد عام 1942، أسس في بداية الثمانينات من القرن الماضي حزبا معارضا للنظام البورقيبي تحت اسم التجمع القومي العربي، وكان ذلك من بين أسباب اعتقاله وسجنه مرة في عهد الحبيب بورقيبة سنة 1984 ومرة ثانية في عهد الرئيس زين العابدين بن علي سنة 1989 بعد أن تعرض قبل ذلك بسنة لمحاولة اغتيال في مكتبه.
* تم اختياره من بين 20 محام عربي للدفاع عن الرئيس صدام حسين بتوكيل من زوجته ساجدة خير الله طلفاح.
* حضر محاكمة المواطنين الليبيين المتهمين في قضية " لو كربي " عبد الباسط المقرحي والأمين خليفة فحيمة بصفته عميدا عن محامي المغرب العربي.
* رفع دعوى قضائية ضد الكيان الصهيوني على جرائمه التي ارتكبتها في عدوانه على غزة سلمها بنفسه شخصيا إلى مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.
* انتٌخِب عضوا بالمكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب وساهم في تأسيس اتحاد محامي المغرب العربي واختير أول أمين عام له وهو معروف بنضاله من أجل الحريات وحقوق الإنسان.
* سُجن الأستاذ البشير الصيد لأجل أفكاره ومبادئه ومن أجل دفاعه عن حرية التنظيم والتعبير والديمقراطية والتعددية مرات عديدة.
* سُجِن سنة 1984 في أحداث الخبز عندما أعلن في تلك الأحداث أن الانتفاضة الشعبية مشروعة.
* تعرض عدة مرات إلى إيقافات وقتية ثم عمليات جلب إلى مراكز الأمن بحيث قضى ما يعادل سبع سنوات سجنا.
* تعرض لمحاولة اغتيال سنة 1988 إذ هوجم في مكتبه في العاصمة التونسية من طرف عناصر مسلحة بأسلحة بيضاء سددت له عدة طعنات في جسده و منها نقل إلى المستشفى من طرف زملائه وأصدقائه. وكان مهاجموه قد طالبوه بالكف عن الدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان والابتعاد عن الحركة الديمقراطية.
* تعرض للمحاكمة سنة 1989 من أجل دفاعه عن الحريات العامة وحقوق الإنسان وحوكم بخمس سنوات ونصف سجنا.
* حجر عليه السفر لمدة خمسة عشر سنة لم يبارح خلالها البلاد التونسية مع حجز جواز سفره.
* حوصر مكتبه مرات متعددة ومنع حرفاؤه وأصدقاؤه من الزيارة كما لم تسلم عائلته من المضايقة والاعتداء.
وهكذا المادة ارفعوا أياديكم عن العميد البشير الصيد بقلم انيس الهمامي
هذا هو كل المقالات ارفعوا أياديكم عن العميد البشير الصيد بقلم انيس الهمامي هذه المرة، ونأمل أن توفر فوائد لكم جميعا. حسنا، أراك في وظيفة أخرى المقال.
كنت تقرأ الآن المقال ارفعوا أياديكم عن العميد البشير الصيد بقلم انيس الهمامي عنوان الرابط https://notscrets.blogspot.com/2018/03/blog-post_866.html
0 Response to "ارفعوا أياديكم عن العميد البشير الصيد بقلم انيس الهمامي"
إرسال تعليق