عنوان: بوتين واعلام الرجعية العربية بقلم السيد شبل
حلقة الوصل : بوتين واعلام الرجعية العربية بقلم السيد شبل
بوتين واعلام الرجعية العربية بقلم السيد شبل

فلاديمير بوتين نجح في هذا الاختبار نجاحا باهرا، وإن كان متوقعا، الرجل أعاد بلاده لخارطة المنافسة العالمية و(ضم القرم)، وثبّت موسكو كقطب سياسي دولي، وحقق استقرارًا بالداخل وقدرا معتبرا من الأمان، ويحارب الإرهاب المُدار أمريكيا خارج بلاده بعد أن انتصر عليه بالداخل (والروس يحتفظون بذاكرة سيئة جدا للإرهاب والقاعدة منذ التسعينيات) .. وهذه هي نقاط تميّزه حتى لو بقيت هناك اعتراضات وملاحظات داخلية على برامجه الاقتصادية وانحيازتها. في النهاية يظل الحال الاقتصادي أفضل وأعدل مما كان في زمن بوريس يلتسين واليهود: بوريس بيريزوفسكي والخصخصة والتبعية والانسحاق أمام بيل كلينتون.
بوتين سيصير رئيسا جديدا لست سنوات، بنسبة 76.6%، وهي أعلى نسبة حصدها في تاريخه للترشح، لكن الأهم هو نسبة المشاركة التي تخطت ال 67% ممن لهم حق التصويت، وهنا صدمة خصوم روسيا بالتحديد، حيث كان من المنتظر أن تنخفض نسبة المشاركة عن مثيلتها في 2012 والتي بلغت 65.2%، لكنها ارتفعت!.. والتجاوب مع النظام السياسي يمكن أن تقرأه من نسبة المشاركة بالأساس (لذا كان من الخبل القول بأن ثمة رفض شعبي للنظام الإيراني ونسبة المشاركة في آخر انتخابات رئاسية بلغت 73%). بوتين كان تقريبا بلا منافسين، لذا كان الرهان على أن يغيب أنصاره عن المشاركة، فيبدأ المحللون الغربيون و"الليبراليون العرب" بقراءة الأمر على أنه تراجع في التأييد السياسي للنظام، لكن ما حصل هو العكس. ومن ينصر شعبه ينصره الشعب.
الحزب الشيوعي حلّ، وإن كان بفارق كبير، في المرتبة الثانية، وهذه ملاحظة لن يقف عندها الإعلام الخليجي بليبرالييه وإخوانييه، فهذا الإعلام لا يزال يؤمن أن الشيوعية وأحزابها ماتت ودُفنت!!، رغم أن الحزب الشيوعي الروسي هو الثاني في الدوما اليوم، كما أنه بطل المعركة مع بوريس يلتسين في التسعينيات، وحصد المرتبة الأولى بانتخابات مجلس النواب "الدوما" 1995 و1999، وكاد جينادي زيوغانوف رئيس الحزب أن يطيح بيلتسين في انتخابات الرئاسة 1996 لولا البيت الأبيض ورجال الأعمال.
الحزب الشيوعي الروسي، وهو حزب بميول قومية حقيقية، يلعب دور جاد في المعارضة.. لكنها معارضة فعلية من هذا النوع المضاد للبيت الأبيض وليست الحليفة لها.
المضحك فعلا هو حال الليبرالبين والتروتسكيين والإسلامويين العرب، ممن يكتبون في الجزيرة والعربي وإضاءات.. إلخ، ويرددون أفكار "ما بعد الحداثة" بفخر، المضحك فيهم هو حجم مفارقتهم للواقع، وترديدهم بالضبط ما تبثه السفارات الأمريكية من دعايا ضد الروس و"حول عنفهم الفطري وديكتاتورية زعماءهم"..كأن روسيا لا يسكنها شعب حديث وعلمي ومتطور وصاحب إنجاز!، أو كأن مصلحتنا كعرب هو في بقاء واشنطن كقطب أوحد، وخسارة حلفاء أقوياء يصطفون معنا في معاركنا المشتركة!!.
أما ما ليس مضحكا بل مسخرة، هو أن أحد أتباع هذا الفريق الغرباوي، استنتج أن وصول نسبة المشاركين في الانتخابات الروسية إلى 67.98 % وليس 70%، كما كان يطمح بوتين وشعاره (70/70 - نسبة مشاركة/ نسبة تأييد)، هو هزيمة حقيقة لبوتين!!.. وهذا الاستنتاج هو العبث بعينه وأسخف من أن يُناقش، الموضوعية هنا، بصرف النظر أن "تحب وتكره" تقول شيئًا واحدًا: النظام نجح بدرجة كبيرة في التحدي الذي أعلنه، وكاد فعلا أن يحقق المعادلة فيما يتعلق بشق المشاركة، وتفوق في الشق المتعلق بنسبة المؤيدين. لكن هذا "النخبوي" يكيّف الواقع تبعًا لرأيه ونظريته، يشبه بالضبط زبائن الجزيرة، التي ظلت أعواما تردد أكاذيب المخابرات البريطانية والسي آي إيه، وتسبقها بـ "أفاد ناشطون... "، وبلا أي خجل، كان يتم التعامل مع أقوال مجهولة منسوبة لناشطون (من هم؟!!) باعتبارها "أخبارًا".
وهكذا المادة بوتين واعلام الرجعية العربية بقلم السيد شبل
هذا هو كل المقالات بوتين واعلام الرجعية العربية بقلم السيد شبل هذه المرة، ونأمل أن توفر فوائد لكم جميعا. حسنا، أراك في وظيفة أخرى المقال.
كنت تقرأ الآن المقال بوتين واعلام الرجعية العربية بقلم السيد شبل عنوان الرابط https://notscrets.blogspot.com/2018/03/blog-post_788.html
0 Response to "بوتين واعلام الرجعية العربية بقلم السيد شبل"
إرسال تعليق