عنوان: " خواطر " قومية ٠٠في مواجهة " مخاطر " عاصفة ٠ بقلم مصطفى حواء
حلقة الوصل : " خواطر " قومية ٠٠في مواجهة " مخاطر " عاصفة ٠ بقلم مصطفى حواء
" خواطر " قومية ٠٠في مواجهة " مخاطر " عاصفة ٠ بقلم مصطفى حواء
لا ادعي انها القول الفصل في مختلف القضايا والموضوعات ذات الصلة ٠٠ إنما هي مجرد تفكير بصوت مسموع للآخر ٠٠ ولأن هذا " الآخر " معني بها بشكل أو بآخر ، وكونها يمكن ان تبتعد عن الحقيقة الموضوعية بحسب تعدد مناهج الرؤية ، لذلك فهي قابلة للتعديل بما يتوافق مع ما تقتضيه شروط اضطراد " الجدل الاجتماعي " ٠٠ وتفادياً لاحتمالات " الصراع الاجتماعي " ٠٠ الذي بات ، للأسف ، السمة الابرز في واقعنا الراهن ٠ولا بد من التأكيد اولاً ٠٠ ان ما سيلي هذه المقدمة من " خواطر " ينطلق من وقائع اعتبرها " مسلمات " ٠٠ وهي بالتالي ليست الموضوع المراد التعرض اليه ٠٠ إنما ياًتي ذكرها حتى يكون ماسيلي من حديث على أعلى درجة ممكنة من الوضوح ٠
١- انني على يقين باًن كل من ينتمي إلى" الأمة العربية " ٠٠ ويعمل باًي نوع من انواع الأسلحة ، بدءاً من النية والدعاء ٠٠ إلى الكلمة والقلم ٠٠ إلى الحجر والسكين والسلاح ٠٠ منتصراً لمنطلقاتها باتجاه غاياتها في هذه الحقبة المفصلية من تاريخها ٠٠ ان جميع هؤلاء على درجة عالية ، غير مسبوقة ، من الصدق والايمان بحقوق الأمة في" الوجود والتطور " بعيداً عن المصالح الخاصة ٠٠ وأي مصلحة خاصة في الانتماء أو الدفاع عن كيان " قومي عربي " بات في مهب ريح قوى الاستكبار العالمي ٠٠ وتحت وطاًة قوى الظلام والقهر المحلي !! ، وأي مصلحة خاصة في " مشروع " اصبحت جميع " مقوماته " اما رهينة ٠٠ واما في قبضة اعدائه ٠٠ وتنسب اليه جميع الأمراض التي فتكت ولا تزال تفتك بمكوناته التاريخية !! ٠ واًي مصلحة خاصة في الانتساب أو المراهنة أو الدفاع عن مشروع " خاسر " ومنتجاته غير مربحة وجميعها في حالة " كساد " مستعصية ، وأدبياته ومفرداته غير قابلة للتداول وهي محط استهجان لدى قوس واسع من القاعدة الشعبية العربية !!٠ ومع ذلك ٠٠ يراهن على هذا المشروع " ثلة " من القوميين التقدميين العرب لارابط بينهم سوى آلام أمتهم واًمالها ٠ تجمعهم الحسرة على " واقع " كان قبضتهم ، والحيرة تجاه " واقع " لم يحسبوا له أي حساب ٠٠ ليجدوا أنفسهم ، في النهاية ، خارج أي حساب ٠
انها " الفرصة التاريخية " التي تتيح للشعب العربي التعرف على " الصادقين " من أبنائه الذين يقفون مع أمتهم في محنتها وهم على استعداد للبذل والتضحية في سبيل الدفاع عن حقها في " الحياة وألحرية " ٠٠ انها " فرصة تاريخية " للشعب الذي اجهضت احلامه من قبل بعض ابنائه الذين تبنوها وهي صاعدة خلال حقبة خمسينات القرن الماضي ٠٠ ليصعدوا على الامال والاحلام ٠٠ لقد كان حينئذ مشروعاً " رابحاً " ٠٠ نعم ٠٠ كان رابحاً لطموحاتهم الفردية والعائلية والعشائرية والقبلية والطائفية كما تبين في الحساب الختامي لمسيرة تلك المرحلة ٠
٢- ان التحدي الابرز الذي يواجه الأمة العربية في المرحلة الراهنة يطال " أسس " الوجود القومي العربي ٠٠ ويستهدف اقتلاع هذا الوجود من جذوره بهدف إلغاء الهوية ٠٠ وبالتالي ٠٠ الانتماء ، لصالح هويات وانتماءات شعوبية قبلية طائفية ٠ ويعتبر الصراع البيني ، العربي - العربي ، الراهن ٠٠ التعبير الذي يفضح هذا التحدي ، الذي تدفع اليه ٠٠ وتغذيه قوى خارجية ، بعد ان مهدت له قوى داخلية بسياسات وبرامج شعوبية تحت لافتات " وطنية " ٠ مذهبية طائفية تحت لافتات " إسلامية " ٠ عنصرية تحت لافتات " حق تقرير المصير " ٠ ويتقدم هذا التحدي على سائر التحديات المتعلقة بكيفية صنع الحياة التي تتطلع اليهأ الجماهير العربية ٠لاًن " حرية وجود الأمة ٠٠ تسبق حرية التطور فيها " ٠
٣- ان أسباب الفشل " الشامل " لتجارب القوميين التقدميين العرب ، سواء كانوا في السلطة أو خارجها ، لا يمكن اختصارها عن طريق " سحب " الشرعية الوطنية عن أصحابها فحسب ٠٠ واحتكار " الشرف والنزاهة والطهر والثورية " من قبل " المبادرات " التي تقف على الجانب الآخر بدون ان تقدم " الدليل " من الممارسة العملية على جدارتها ٠٠ والشعب " وحده " الجهة المخولة بمنح هذا الوسام لهذه المبادرات ٠ وعندما نقول " الممارسة العملية " ٠٠ فلأنها متصلة بالأساليب والسياسات والادوات ، التي يمكن " للفشل " في تحديدها ان يودي ويجهض مبادرات أكثر الأفراد طهراً وبراءة وقومية وثورية ٠٠وعليه لا يمكن الاكتفاء بالشروط الذاتية لنجاح مشروع نهضة الأمة ( التجربة الناصرية ٠٠ مثالاً ) ٠
٤- في الممارسة الثورية ٠٠ كلما كان الرهان متمحوراً حول " فرد " بعينه ٠٠ كلما كانت احتمالات تعرضها إلى ما يمكن ان يتعرض له هذا الفرد من ضعف أو تضليل أو وهن أو انحراف ٠٠ كبيرة للغاية ، وهو دليل على عجز الإرادة الشعبية عن ضبط وتوجيه الممارسة الثورية ٠٠ وضعف مقدرتها على المحاسبة عند الضرورة ، وتصحيح المسار في مواجهة مخاطر الانحراف ٠وتلاشيها عند تعرض " الفرد " إلى الغياب القسري " المرض أو الوفاة " والحالة الناصرية مثالاً ٠
ان الدليل الوحيد على " شعبية " أي حراك سياسي يكمن في " مقدرته " على إخضاع كافة المستويات القيادية ٠٠ حتى أعلى الهرم إلى ماتقتضيه سلطة القانون الأساسي الذي يقره المؤتمر العام للمؤسسة السياسية ٠٠ وعلى هذا تصبح جميع المستويات القيادية ٠٠ حتى أعلى الهرم ٠٠ " ادارات تنفيذية " لا أكثر ولا أقل ، وهي خاضعة للارادة الشعبية اولاً واخيراً ٠
اما الولاء للفرد ٠٠ أو الأفراد الذين قدموا من أنفسهم " النموذج " الذي يرتضيه الشعب متمثلين لقيمه ومثله العليا ٠٠ في الاخلاص والصدق والامانة والطهر الثوري ٠٠ فهو ولاء أصيل لهذه القيم والمثل بالأساس وليس ولاءً لسياسات أو قرارات هذا الفرد الذي بات في نظر الشعب " رمزاً " لها ٠٠ ان السياسات والقرارات وليدة الظروف التي أحاطت بها وما قدمته من معطيات ٠٠ لذلك ٠٠ لايمكن اتخاذها مقياساً ٠٠ أو أساساً صالحاً لصحة الممارسة الثورية ٠
٥- لا يوجد بين جميع التجارب القومية التي زخر بها الواقع العربي خلال النصف الثاني من القرن السابق ، سواء تلك التي تمكنت من السلطة أو ظلت خارجها ، " فرقة ناجية " ٠٠ وجميعها كان مسؤولاً ولو بدرجات متفاوتة عن حال الأمة الراهن ٠٠ وكانوا جميعاً " أصحاب قرار " في الدولة والمجتمع ٠٠ لذلك لا يصح إعادة انتاج ٠٠ أو الدعوة إلى إعادة انتاج هذه التجارب بدون الكشف عن " الخلل " الذي لحق بها وحال دون التقدم باتجاه الغايات المعلنة ٠ لقد أصبحت هذه التجارب جزءاً من الماضي الذي انتجها ٠٠ والذي لا يمكن إعادة انتاجه ، والفائدة الوحيدة الممكنة تكمن في الدروس والعبر المستخلصة من نتائج الممارسة ، الحلوة والمرة على حد سواء ٠
٦- ان انهيار " خطوط الدفاع " القطرية في كافة المجالات ، وعلى امتداد الوطن العربي ، يشير إلى خلل " بنيوي " أصاب هذه الخطوط ، في جميع الأنظمة والمنظمات والمؤسسات والبرامج والسياسات وخطط الدفاع والأمن والتنمية في كافة المجالات ، وباتت مواجهة المشكلات القطرية بأدوات وإمكانيات واستراتيجيات قطرية ٠٠ مواجهة عقيمة أدت إلى ارتماء الأنظمة العربية في احضان الأجنبي ليضمن لها طول البقاء مقابل التنازل عن ثروات الأمة وامكانياتها على التطور ٠ ان الكشف عن العنصر " المشترك " في أسباب " الفشل " سيقودنا " حتماً " إلى اكتشاف أسباب " النجاح " ٠٠٠ للحديث بقية
وهكذا المادة " خواطر " قومية ٠٠في مواجهة " مخاطر " عاصفة ٠ بقلم مصطفى حواء
هذا هو كل المقالات " خواطر " قومية ٠٠في مواجهة " مخاطر " عاصفة ٠ بقلم مصطفى حواء هذه المرة، ونأمل أن توفر فوائد لكم جميعا. حسنا، أراك في وظيفة أخرى المقال.
كنت تقرأ الآن المقال " خواطر " قومية ٠٠في مواجهة " مخاطر " عاصفة ٠ بقلم مصطفى حواء عنوان الرابط https://notscrets.blogspot.com/2018/03/blog-post_760.html
0 Response to "" خواطر " قومية ٠٠في مواجهة " مخاطر " عاصفة ٠ بقلم مصطفى حواء"
إرسال تعليق