عنوان: عفرين : على خطى كوبانى أم على خطى عفرين ؟ بقلم رضا يوسف احمودي
حلقة الوصل : عفرين : على خطى كوبانى أم على خطى عفرين ؟ بقلم رضا يوسف احمودي
عفرين : على خطى كوبانى أم على خطى عفرين ؟ بقلم رضا يوسف احمودي
سنة 1996 وحين بدأ التمركز الأمريكى بأكثر من 10000 جندى فى قواعد ضخمة بقطر محتلّة حوالي ربع مساحة الدولة كلّفت الامارة بمهمّتين رئيسيتين الاولى بأفغانستان والثانية بعدد من الدول العربيّة.
ــ بأفغانستان كانت المهمة جرّ حركة طالبان الى اتّفاق مع الامريكان يحفظ ماء وجه الاخيرة ومصالحها ... فتح مكتب بالدوحة للحركة للتّفاوض مع امريكا لكن طالبان أبدت رفضا قاطعا للرّضوخ وللتفاوض المباشر مع المحتل الاّ بعد انسحابه ... فشلت الخطّة التى كانت تهدف أساسا الى شقّ صفوف المقاومة الإفغانيّة .
ــ بالدول العربيّة كلّفت قطر ببعث قناة "الجزيرة" التى أوكلت لها مهمّة الترويج للفوضى الخلاقة وذلك بقصف الرأي العام ببرامج محبطة وفوضويّة ومزعزعة للمعنويات يقودها خليط غريب من المذيعين نذكر منهم : الدّرزى فيصل القاسم واليهودى جميل عازر والمسيحيين سامى الحداد وجيفارا البديرى وإيمان بنّورة والشيعى غسّان بن جدّو واليسارى الاسلامى محمد كريشان والاسلامية المحافظة خديجة بن قنّة والدّاعية الشيخ يوسف القرضاوى والمحقّق الاستخباراتى أحمد منصور والعلمانيين جمال ريّان ومنتهى الرّمحي .
نجحت الجزيرة فى مهمّتها فى ظلّ تعطّش رأي عام عربي لإعلام جديد يخرجه من سيطرة اعلام رسميّ متخلّف ومتخنّث يغطّى على الاستبداد والفساد ... أمريكا عرفت من أين تأكل الكتف فى مطعم قطرى جهّز "لربيع عربي" خرج على السّيطرة وورّط كثيرين وقلب السّحر على السّاحر.
دخلت تركيا على خط الأحداث الدراماتيكية التى شهدتها المنطقة وعينها على سوريا والأماكن المقدّسة وحلم اعادة الامبراطوريّة العثمانية ... تماما كما دخلت قبلها ايران نفس اللعبة وعينها على العراق والأماكن المقدّسة وحلم الامبراطريّة الشيعيّة التى تمتدّ الى نفوذ الدولة الفاطميّة فى المغرب العربي .
تركيا وايران حلمهما امبراطريّة والأنظمة العربية يقف سقف طموحها عند حاجات عائلات تملك السلطة والثروة وتسيطر على حاملى السلاح من جيش وأمن.
سمحت تركيا بمرور أكثر من 100 ألف مسلّح الى سوريا من أكثر من 80 جنسيّة بغية مساندة الثورة المسلّحة هناك دون قراءة استراتيجيّة صحيحة وبعيدة المدى لطبيعة النظام هناك وكذا لشخصيّة رئيسه بشّار الأسد ... تفرّق المسلّحون الى أكثر من 70 فصيلا وكان سبب فرقتهم المال والولاءات الخارجية ... تقاتلوا فيما بينهم قبل الوصول الى دمشق ... دمّرت مدن وقتل الآلاف وجرج ميئات الآلاف وهجّر الملايين ... سوريا تدمّر كالعراق فى هديّة لم تكن تنتظرها "إسرائيل" .
المشروع الاقتصادى لدول الربيع العربي سقط فى سوريا بعدما هرّبت آلاف المليارات وسبايك الذهب ويد عاملة نشطة الى تركيا خاصة من ليبيا وتونس وعلى متن طائرات خاصّة باسم مساندة الثورة السوريّة ... هذه الأموال أودعت فى البنوك التركية محرّكة الاقتصاد هناك وما دخل منها سوريا جاءت الطائرات الروسية لتسوّيه بالأرض ولتقلب الموازنة .
لا قيادة بلا استراتيجيا ولا استراتيجيا بلا معرفة دقيقة بالواقع وبميكانيزمات تطوّره داخله وخارجه وفى محيطه البعيد أيضا .
كانت تركيا تصدّر الأزمة واليوم أصبحت تستوردها ... من فتحت لهم مطاراتها وحدودها البرية أصبحوا اليوم يخطّطون لضربها فى عمقها .
بعد إفشال المؤامرة الانقلابية على اوردغان عادت أمريكا لتجعل من شمال سوريا منطلقا لضرب الإقتصاد التّركى ولاستنزاف قواته العسكرية وذلك بتسليح الاكراد وتدريبهم تمهيدا لساعة الصفر.
أمريكا عرفت كيف تدخل الى أسخن مثلّث فى العالم ... مثلث سوريا العراق تركيا وعلى أراضى كرديّة .
بعد كوبانى تظهر عفرين .
من مصادرى وبعد حوارات "فايسبوكيّة" مع أصدقاء أتراك وشيخ عفرينيّ من قلب المدينة المحاصرة علمت ما يلى :
ــ معركة عفرين يقودها من قاد معركة كوبانى وخطّتهم تهجير المدنيين والإبقاء على المسلّحين فقط لمواجهة القوّات التّركيّة .
ــ الاكراد يتجهّزون لنقل المعركة داخل تركيا بضربات ارهابيّة نوعيّة .
ــ عدد القتلى الأتراك فاق ال 500 قتيل والرقم مرشّح للارتفاع اكثر والتعزيزات التركية المتواصلة ونسق تقدّم قواتها البطئ دليل كثرة الخسائر.
ــ تركيا تعيش حالة نفير والدّليل ما كتبه لى تركيّ : خطباء الجمعة اليوم في عموم تركيا يذكرون الناس بالشهادة و الجهاد و يذكروهم ببطولات قواتهم في معركة غاليبولي في الحرب العالمية الأولى... ويضيف : المشكلة هنا في تركيا انه تم تجييش الشعب كله حتى صار الجميع سياسيين و 95 % من الاعلام لصالح الحزب الحاكم و كل انتقاد له يحوّل إلى السّجن بتهمة اﻹرهاب.
ــ هناك تململ كبير فى صفوف الجيش الحر وحلفاؤه السوريون خاصة بعد التّجاوزات الكبيرة فى حق الفلاحين والصناعيين والسكان البسطاء فى القرى التى وقع احتلالها .
ــ يكتب تركيّ آخر : الشعب يرى أن الجيش انتصر ومعركة عفرين حسمت والاعلام يصور ذلك للشعب ... هي دعاية انتخابية من الآن ... المشكلة متى ستبدأ معركة منبج مع وزير جديد للخارجية اﻻمريكية ...عنجهية أوردغان ستصطدم بالوزير الجديد.
أخيرا كتب الشيخ العفريتيّ : دائرة الدول التي رسمها ابن خلدون نراها هنا عند جيراننا وبأمّهات أعيننا بأن الحاكم يسير سيرة حسنة ويقيم العدل والمدنية والعمران والرخاء ثم يبدأ الإستبداد ثم الجرأة على الدماء والظلم والقهر ثم اﻻنهيار.
حسب قراءتى للأحداث : سينهار أوردغان لكن لن تنهار تركيا .
ويبقى السؤال : من ورّط من ؟ ... قطر وتركيا أم إخوان الربيع العربي ؟
اللعبة خطيرة والنار إذا إلتهبت تلتهب اليابس أولا ثم تصل الى الأخضر ... الأخضر هنا قطر وتركيا .
المنتصران الوحيدان هما : أمريكا و"اسرائيل" ... زيادة على بؤس اجتماعى يزحف يوميّا على أكثر من بلد .
والله أعلــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم
وهكذا المادة عفرين : على خطى كوبانى أم على خطى عفرين ؟ بقلم رضا يوسف احمودي
هذا هو كل المقالات عفرين : على خطى كوبانى أم على خطى عفرين ؟ بقلم رضا يوسف احمودي هذه المرة، ونأمل أن توفر فوائد لكم جميعا. حسنا، أراك في وظيفة أخرى المقال.
كنت تقرأ الآن المقال عفرين : على خطى كوبانى أم على خطى عفرين ؟ بقلم رضا يوسف احمودي عنوان الرابط https://notscrets.blogspot.com/2018/03/blog-post_515.html
0 Response to "عفرين : على خطى كوبانى أم على خطى عفرين ؟ بقلم رضا يوسف احمودي"
إرسال تعليق