عنوان: - نشرة الإقتصاد السياسي عدد 419 - 10 آذار 2018 - إعداد: الطاهر المعز
حلقة الوصل : - نشرة الإقتصاد السياسي عدد 419 - 10 آذار 2018 - إعداد: الطاهر المعز
- نشرة الإقتصاد السياسي عدد 419 - 10 آذار 2018 - إعداد: الطاهر المعز
"كنعان"عالم الغَد: اندثرت مِهَنٌ عديدة خلال بضعة عقود منها الكاتبة على الآلة الرّاقنة (واندثرت الآلة الرّاقنة معها) وعاملات الهاتف الأرضي، واندثرت حِرَف الحِدادة والنِّجارة التقليدية، وعدد من المهن الأخرى التي أصبحت تُؤَدِّيها آلات وأجهزة إلكترونية، مثل مهن دهن وتركيب السيارات، وقدّرت الوكالات المختصة للأمم المتحدة حجم الإستثمارات في قطاع "الذكاء الإصطناعي" بنحو 15 تريليون دولارا خلال الفترة 2018-2030، أي أكثر مِمّا يُسْتَثْمَرُ في قطاع النفط، وعشرة أضعاف قيمة المبيعات العالمية للنفط، ويتوقع البنك العالمي أن يَفِدَ إلى سوق العمل حوالي 450 مليون شخص بحلول سنة 2050، في حين لن يستطيع الإقتصاد العالمي توفير سوى 300 مليون وظيفة، مما يعني إن هناك مخطط معروف لبقاء 150 مليون شخص بدون عمل، ويتوقع خبراء البنك إن تؤدي التطورات التقنية خلال العقود الثلاثة المقبلة وما يُسمّى "الذّكاء الإصطناعي" إلى اختفاء 47% من الوظائف التي نعرفها اليوم، بالمقابل سوف تتفاقم مشاكل البطالة، لأن الشركات ستحتاج 129 مليون وظيفة بحلول العام 2020، ونحو 180 مليون وظيفة بحلول العام 2030، مما سيجعل ملايين طالبي الشّغل بدون عمل، ويتخوف البنك العالمي من أن تُؤَدِّي بطالة الشباب إلى "انتشار العنف والتطرف والإرهاب"، وقدرت مؤسسة "ماكنزي" (وهي الشركة الأمريكية للإستشارات التي أَعَدّت برنامج "رُؤْية 2030"، بطلب من محمد بن سلمان، ابن مالك السعودية) أن 15% من الوظائف الموجودة حالياً ستختفي، وإن 65% من تلاميذ الابتدائي حالياً سيعملون في بوظائف جديدة غير موجودة حالياً (كُنّا أشرنا إلى ذلك قبل حوالي سنة في هذه النشرة)، وتتناقض هذه التطورات في قطاعات الصناعة والتكنولوجيا مع انتشار الفقر والأمية، حيث يوجد في العالم (سنة 2016) حوالي 250 مليون أُمِّي و يُغادر المدرسة حوالي 264 مليون طفل قبل الحصول على أي شهادة علمية، ما يجعلهم أشباه أمِّيِّين، وقَدّر البنك العالمي أن الدول التي ركزت على رأس المال البشري، وعلى جودة التعليم، حققت نموا إضافيا بنسبة 25% في معدل الناتج المحلي الإجمالي، مقابل زيادة لم تتجاوز 1,5% في الدول التي لم تركز على العنصر البشري، ومنها الدول العربية، سواء كانت نفطية أم غير نفطية، حيث يمتلك الوطن العربي أرقامًا قياسية في نِسَبِ البطالة والأُمِّية والفقر... عن البنك العالمي - مؤسسة "ماكنزي" (شركة أمريكية للإستشارات والدِّراسات) + رويترز 14/02/18
عرب: لم تتجاوز نسبة نمو اقتصاد الدول العربية (كمجموعة) 1,9% سنة 2017 ويتوقع صندوق النقد العربي نمو اقتصاد الدول العربية بنسبة 2,9% سنة 2018 بفضل الإرتفاع الطفيف في أسعار النفط، ويَدّعِي صندوق النقد الدولي إن إجراءات التّقشف التي فَرَضَها تحت مُسَمّى "الإصلاحات الهيكلية"، ونَفّذتْها كافة الدول العربية، أتَتْ أُكْلَها، بدليل "انخفاض قيمة دعم الطاقة من 117 مليار دولار سنة 2015 إلى حوالي 98 مليار دولار سنة 2017"، مِمّا أدّى إلى خفض نسبة العجز للموازنات العامة لمجموع الدول العربية من مُعَدّل 10,3% سنة 2016 إلى حوالي 6,3% سنة 2017، ويتوقع صندوق النقد الدولي انخفاض متوسط العجز إلى 5,1% سنة 2018، ويَحُثُّ الصندوق كافة بلدان العالم على خفض دور القطاع العام، وحصر دور الدولة في القمع وتحصيل الضرائب من الأُجَراء وتوزيعها على الأثرياء وأرباب العمل، بذريعة إنهم قد يستثمرون وقد يخلقون وظائف ولربما يُساهمون في خفض نسبة الفقر، والواقع إن القطاع الخاص لا يهتم سوى بالربح السريع والوفير... من خاصيات صندوق النقد الدولي إنه يشترط على الحكومات تنفيذ ما يطلبه من "إصلاحات" قبل الحصول على قروض، ولكنه يتنصّل من النتائج السّلْبِية وما تُثِيره من احتجاجات المواطنين، وعقد صندوق النقد مُؤْتَمَرًا إِقْلِيمِيًّا في مدينة "مرّاكش" المغربية يوم الإثنين 29/01/2018 تحت عنوان "سبل مواجهة مشاعر الإحباط في بعض البلدان العربية والإصلاحات الواجب القيام بها"، وأعلن مُمَثل الصندوق في المنطقة العربية "إن تصاعد وتيرة الإحتجاجات والمظاهرات يظهر بوضوح أن سكّان البلدان العربية لم يستفيدوا من الازدهار، وإن الحكومات لم تُنْصِف الفقراء والشُّبّان"، في تناقض صارخ مع توصيات (بل أَوَامِر الصندوق)، والواقع انه عبر عن تخوفه من "تغذية مشاعر الإحباط" التي قد تَعْصِفُ بالأنظمة العَمِيلَة التي تُمَثِّلُ مصالح الدول الإمبريالية وشركاتها العابرة للقارات، ويُقِر الصندوق وكذلك البنك العالمي في تقارير عديدة بوجود خلل هيكلي في اقتصاد الدول "النامية"، ومنها البلدان العربية، من ذلك ضُعْفُ مُعدّلات القوة العاملة، أو نسبة البالغين الحاصلين على عمل، والتي لا تتجاوز نصف القادرين على العمل (قوة العمل)، بسبب ارتفاع نسبة بطالة الشباب والنِّساء، خصوصًا في الخليج، وهي الأضعف ضمن مناطق العالم، في حين تبلغ نسبة السكان الذين لم يتجوزوا العقد الثالث من العمر أكثر من 60% من السكان، وينضم سنويا نحو 5,5 ملايين شاب عربي إلى سوق العمل، ولكن نسبة النمو وطبيعة الإقتصاد لا تُمَكِّنُ من استيعاب الوافدين الجدد على سوق العمل، ناهيك عن العاطلين منذ سنوات، ويوفِّرُ القطاع العام (حتى سنة 2015) نحو 20% من إجمالي الوظائف في الوطن العربي، لكن أوامر صندوق النقد، وبرامج كافة الحكومات (بدون استثناء) تستهدف خفض عدد موظفي الحكومة والقطاع العام، مع عجز (أو رفض) القطاع الخاص عن توفير الوظائف، وخاصة الوظائف "المُحْتَرَمَة" أي براتب وبظروف عمل عادية وتأمين اجتماعي وتقاعد وحماية صحية... عند اندلاع احتجاجات ضد خفض أو إلغاء دعم الطاقة والنّقل والغذاء وغيرها، مثلما حصل في الأردن وتونس ومصر والمغرب وغيرها يُصْدِرُ صندوق النقد الدّولي بيانًا مكتوبًا، يدّعي أنه "لا يوصي برفع الدعم عن الخبز، ولا يقبل زيادة الأعْباء على الفُقَراء"، وعلى سبيل المثال أصدر الصندوق بيانًا يوم الإربعاء 7 شباط/فبراير 2018 وَرَد ضِمْنَهُ "إن بعض وسائل الإعلام نشرت فكرة خاطئة عن موقف صندوق النقد الدولي الذي لا يوصي برفع الدعم عن الخبز، بل يطلب الصندوق اتخاذ إجراءات لا تُؤَثِّرُ سلْبًا على الاقتصاد وعلى الفقراء"، وهذا افتراء على الحقيقة وعلى التّاريخ، لأن صندوق النقد يحث منذ حوالي أربعة عقود على رفع الدعم، مما تسبب في مظاهرات مصر سنة 1977 والمغرب سنة 1981 وتونس والأردن والسودان والجزائر وغيرها خلال عقد ثمانينيات القرن العشرين، وصَرّحت المُديرة العامة لصندوق النقد الدولي (وهي وزيرة اقتصاد ومالية سابقة في فرنسا أثناء رئاسة نيكولا ساركوزي) في دُبَيْ يوم 10 شباط/فبراير 2018 "لا يوجد ما يبرر استمرار الدول العربية في دعم قطاع الطاقة، حيث تصل قيمة الدّعم إلى نحو 4,5% من الناتج الإجمالي في البلدان العربية المصدرة للنفط، وإلى نحو 3% في الدول المستوردة للنفط"، وأعلنت بصريح العبارة "إن على الحكومات العربية خفض رواتب القطاع العام وإلغاء الدّعم الحكومي من أجل ضبط الإنفاق وتحقيق نمو قابل للاستمرار وخلق وظائف"، في منطقة تتراوح فيها معدلات البطالة الحقيقية بين 25% في حوالي عشرة بلدان عربي ة ونحو 30% في تسعة بلدان عربية أخرى، وهي معدلات تفوق بكثير ما تُعْلِنُهُ المكاتب الحكومية للإحصاء... (راجع الخبر اللاحق بعنوان "مُفارَقات عربية") عن أ.ف.ب + رويترز من 10 إلى 12/02/18
مفارقات عربية: لم تنشر الدول العربية نسبة النمو لسنة 2017، ولكن صندوق النقد الدولي يتوقع أن لا يتجاوز مُعدّلها 1,6% لأن الدول النفطية تُشَكِّلُ مركز ثِقل الإقتصاد العربي، وتضرّر اقتصاد هذه الدول جرّاء انخفاض أسعار النفط، وتعتبر هذه النسبة ضعيفة جداً، وستُؤَثِّرُ سَلْبًا على النشاط الاقتصادي لدول الخليج والعراق وليبيا والجزائر، لأنها أصبحت تفتقد للإستثمارات، مِمّا يعطل إنجاز عدد من المشاريع، في حين ينخفض دخل المواطنين بسبب إقرار مزيد من الضرائب وزيادة الأسعار وإلغاء دعم الطاقة وتجميد الرواتب ووقف التوظيف، خاصة في القطاع العام، بينما ترتفع نسبة البطالة إلى أكثر من 12% (سنة 2016) وتجاوز العدد الرّسمي للعاطلين 22 مليون عاطل عن العمل (سنة 2015) من إجمالي القوة العاملة المُقَدّر عددها بنحو 120 مليون من القادرين على العمل، وقُدِّرَت نسبة العاطلين من فئة الشباب بنحو 30%، بحسب تقرير التنمية الإنسـانية العربية للعام 2016... من المُؤَشِّرات السَّلْبِية للإقتصادات العربية انخفاض قيمة العملة مقابل الدولار، مما يَرْفَعُ أسعار السِّلَع المُسْتَوْرَدَة (ومنها الغذاء) ويُخَفِّضُ القيمة الحقيقية لمُرتّبات ومُدّخرات المواطنين، في ظل حُكومات موالية للإمبريالية في كافة البلدان العربية، أغرقت البلاد بالدّيون (المغرب وتونس ومصر ولبنان والأردن)، وشارك بعضها (أحيانًا باسم الجامعة "العبرية") في تخريب بلدان عربية أخرى، وإنفاق مبالغ طائلة في صفقات سلاح لن تُوَجِّهَهُ نحو الإعداء... ورغم وفْرَة النّفط، إذْ تُنْتِجُ الدول العربية 30%من نفط العالم وتختزن أراضيها ومياهها 41% من احتياطي الغاز العالمي، مع توفُّرِ مصادر الطاقة المتجددة من ماء ورياح وشمس (دون تَوَفُّرِ تقنيات تحويلها إلى طاقة)، يُعاني المواطن العربي من ضعف إنتاج الكهرباء، وتعتبر نحو نصف عدد الشركات العاملة في البلدان العربية إن مشاكل الكهرباء تشكل عائقًا أساسيا لتطوير نشاطها، وفق البنك العالمي، حيث أصبح الإنقطاع اليومي للكهرباء أمرًا عاديا في معظم البلدان العربية، سواء النفطية أو غير النفطية، غير إن الوضع أكثر صُعُوبة في غزة وفي ليبيا وسوريا والعراق واليمن، بسبب وضع الحرب وتخريب معامل إنتاج أو توصيل الكهرباء، وفي البلدان المُسْتَقِرّة نسبيا أو البلدان المنتجة للنفط، لم تُخَطِّط الحكومات لزيادة إنتاج الكهرباء، رغم زيادة الطلب بمعدل سنوي يتراوح بين 4% و8%، وقد يصل إلى 25% سنة 2020... يُعاني مواطنو البلدان المنتجة للنفط (السعودية والجزائر...) من انقطاع التيار الكهربائي، ويُمثِّلُ الوضع في العراق نموذجا للحال العربي، إذْ أدّى الإحتلال الأمريكي للعراق (سابع أكبر منتج عالمي للنفط) إلى انقطاع الكهرباء بمعدّل عشر ساعات يوميا، مما أدى إلى خسائر اقتصادية بقيمة 300 مليار دولارا بين سنتي 2003 و 2015، وفي ليبيا (المُنْتِجَة للنفط والغاز) تنقطع الكهرباء لأكثر من 12 ساعة يومياً، منذ العُدوان الأطلسي سنة 2011، وتنتهج حكومات لبنان ومصر والسودان سياسة "القطع الإرادي" للتيار الكهربائي، خلال ساعات مُحَدّدَة... عن تقرير التنمية العربية 2016 + التقرير الإقتصادي العربي 2017
في جبهة الأعداء: قَدّرَتْ بُحوث أكاديمية صهيونية أن نحو نصف البالغين من سكان الجزء المُحتل من فلسطين سنة 1948 يمتلكون جوازات سفر أجنبية، ويُوَرِّثُ أصحاب الجوازات الأجنبية أبناءهم وأحفادهم هذه الجوازات، تَحَسُّبًا ليوم يضطرون إلى الخروج من البلاد التي يحتلّونها، لأنهم أول من يَعْرِفُ أن فلسطين ليست بلادهم، ومنذ الإنتفاضة الثانية (سنة 2000) حصل أكثر من مائة ألف من المُسْتوْطنين الصهاينة على الجواز الألماني، لأنهم آباءهم أو أجدادهم جاؤوا من ألمانيا، وتفيد الإحصاءات الرسمية الصهيونية مغادرة نحو 20% من إجمالي 1,3 مليون مهاجر جاؤوا من روسيا أو من أوكرانيا خلال السنوات الأخيرة للإتحاد السوفييتي، وادّعَوْا في البداية أنهم يهود، ثم تراجعوا بعد الإقامة في فلسطين، وأظهرت بيانات "دائرة الإحصاء المركزية" الصهيونية إن 527 ألف "إسرائيلي" استقرّوا رسميا في الخارج (الولايات المتحدة في المرتبة الأولى بنحو 70% ثم في أوروبا) بين سنتي 1990 و 2015، "لأسباب اقتصادية"، وتأتي الأوضاع الأمنية في الدرجة الثانية حسب دراسات جامعية عديدة، لذلك نُؤَكِّدُ أن المثابرة وتكثيف المقاومة بكافة أشكالها من شأنها ردع صهاينة العالم عن الهجرة إلى فلسطين ودفع عدد من المُسْتَوْطنِين إلى الخروج، بالإضافة إلى تاثيرات المقاومة على السِّياحة وعلى الإستثمارات الخارجية وتشكيل صورة عن انعدام الأمن للمُسْتوطنين وللسائحين ولرأس المال... لم تقطع سلطات الإحتلال الصلة مع هؤلاء الخارجين بل تحاول استخدام معظمهم في شؤون الدعاية المباشرة أو غير المباشرة، كالتنديد المستمر بأي مُعارضة لسياسة الكيان (وليس بالضرورة للكيان نفسه) وإدراجها في باب "معاداة السّامية" التي يحظرها القانون في أوروبا وأمريكا، وتشويه أي مُعارض للإستيطان ولو كان من مؤيدي قيام الكيان الصهيوني... أشارت دراسة في قسم علم الإجتماع في جامعة تل أبيب أن الصهاينة "الإسرائيليين" من أصول أوروبية يمنحون الجواز الأجنبي لأبنائهم كهدية وبدوافع انتهازية بحتة، وتستنتج الدراسة ان الصهيونية كإيديولوجيا فقدت مكانتها لدى المستوطنين وأصبحوا يُدافعون عن مكاسبهم التي حققوها من احتلال فلسطين، وعلى حساب أهل البلاد الأصليين، عن وعي كامل بأن للبلاد أصحابها الذين يحاولون استرجاعها متى سنحت الفُرْصَة... نُشِير أن حاملي جواز السفر "الإسرائيلي" لا يحتاجون تأشيرة للدخول إلى معظم دول العالم، لذلك يُشكِّلُ الجواز الأجنبي تجسيدًا للشعور بعدم الإطمئنان، فما بالك لو كانت انتشرت مظاهر وأساليب المقاومة من حول المُسْتَوْطِنِين... عن ترجمات فلسطينية لمحتويات الصحف الصهيونية + "الدائرة المركزية للإحصاء" لدولة العدو + "المرصد" 16/02/18
المغرب
تقديم: يُحاول النّظام في المغرب ووسائل الإعلام الأوروبية والأمريكية والخليجية نشر صورة سطحية ومزيفة عن المغرب، تُظْهِرُ الشواطئ والمناطق السياحية والطبيعة الخَلاّبة ورخص الأسعار للسائح الأجنبي، مع إهمال مُعاناة المواطنين الذين يضطرون إلى المغامرة بحياتهم في البحر الأبيض المتوسط، بحثًا عن عمل غير مَضْمُون في أوروبا، في حال النجاة من الموت ومن الإعتقال... يتغافل الإعلام الغربي عن الوضع المُزْرِي وعن احتجاجات السكان التي لم تَهْدَأ، منذ أكثر من ثلاثة عقود (انتفاضات عقد ثمانينيات القرن العشرين) وتَظَاهَرَ السكان بكثافة خلال العقد الماضي ضد ارتفاع أسعار المواد الغذائية في "صفرو" سنة 2007 (وسط البلاد)، وامتدت فترة احتجاجات مواطني "إفْنِي" (جنوب) و"بوعَرْفَة" (شرق) و"تازا" (وسط) من 2005 إلى 2009، ثم 2012 احتجاجًا على إهمال هذه المناطق وشطْبِها من برامج التّنْمِية، وتركيز السلطات على الإستثمار (غير المُنْتِج) في المناطق السياحية وبعض المناطق الواقعة على ساحل المحيط الأطلسي (طنجة والرباط والدار البيضاء)، ما رَفَعَ من حدة الفقر والبطالة في بقية المناطق، وقَسّم المواطنين إلى طَبَقَات وقسّم الجهات إلى "مغرب مُفِيد" أو "نافع" للمُسْتثمرين الأجانب، ويضم البنية التحتية والمناطق الصناعية وبقية البلاد التي لا تعرفها الدولة سوى عند جباية الضرائب أو بإرسال قوات القمع، خلال فترات الإحتجاج والتّظاهر...
انطلقت حركة 20 فبراير 2011 في أهم المُدُن المغربية بالتوازي مع الإنتفاضات العربية، خصوصًا انتفاضَتَيْ تونس ومصر، وكانت حركة يقُودُها الشُّبَّان (حوالي ثُلُث السكان من إجمالي 35 مليون نسمة)، من أجل الشّغل (الوظائف) بشكل خاص، ولم يَتّجِه الوضع نحو التّحسّن، رغم إعلان الحكومة ارتفاع نسبة النمو من 1,2% سنة 2016 إلى 4% سنة 2017، مما جعل الشبان العاطلين عن العمل يَقُودون الحركات الإحتجاجية المتواصلة منذ أكثر من سنة ونصف السنة تقريبًا، في مناطق عديدة من البلاد، لكن هذه الإحتجاجات ينقُصُها التنسيق لتصبح حركة شاملة في البلاد بشعارات ومطالب مُوَحّدة وبأساليب قادرة على الضغط على النظام (تعطيل الإنتاج والتّسْوِيق على سبيل المِثال)... يُقَدِّر البنك العالمي إن البطالة تطال نحو 40% من شباب المُدُن، وتفيد البيانات الرسمية (المندوبية السامية للتخطيط- بداية شباط/فبراير 2018) ارتفاع المعدّل العام للبطالة في البلاد من 9,9% سنة 2016 إلى 10,2% بنهاية 2017، وبلغت بطالة الشّبان الذين تراوح اعمارهم بين 15 و24 عاما 26,5% ويرتفع المُعدّل إلى أكثر من 42% بين شبان المدن، كما تَضَرَّرت النساء من البطالة حيث بلغت نسبة العاطلات الباحثات عن عمل 14,7% مقابل معدل 8,8% للذكور (وهي أرقام رسمية، قد تكون دون الواقع بكثير) ووَعدت حكومة الإسلام السياسي بوظائف جديدة لاستيعاب البطالة، مع إدراكها إنها عاجزة عن إنجاز مثل هذه الوعود، وخصوصًا في ظل شروط صندوق النقد الدولي، ومنها خفض عدد موظفي القطاع العام، وخفض الرواتب وجرايات التقاعد وخفض قيمة العُملة المحلية وزيادة الضرائب، وغيرها من الشروط المُجْحِفَة (مقابل القروض)، ومع ذلك فقد أعلنت المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي خلال مؤتمر إقليمي عَقَدَهُ مُؤخّرًا في المغرب: "وجب خفض المُستويات المُرْتَفِعَة للبطالة، ولا سيما بين الشباب"، ويضطر الشبان في المغرب وفي العديد من الدول العربية إلى البحث عن عمل لا يتناسب مع مؤهلاتهم ومع طموحاتهم، في الإقتصاد الموازي حيث هشاشة الوظيفة والرواتب المُتَدَنِّيَة، مع غياب عقد العمل وغياب أي نوع من الحماية... عن أ.ف.ب 11 و12/02/18 (بتصرف)
الجزائر: مَنَعَت الحكومة منذ 2001 التظاهر وسط العاصمة، ونجحت في قَمْع كل أشكال الإحتجاج، ولكن الأطباء المقيمين (طلبة سنوات التّخَصُّص، في طور التخرّج) تمكنوا (بعد ثلاثة أشهر من الإضراب) من احتلال ساحتين هامّتين وسط العاصمة (أمام مَبْنَى البرلمان، وساحة البريد المركزي)، طيلة يوم الإثنين 12/02/2018، وتطالب نقابتهم بإلغاء الخدمة المدنية بعد سنوات التخصص، والتي تقتضي العمل بين سنة وأربع سنوات في المناطق النائية، إضافة إلى سنة أخرى للذّكور لتعويض الخدمة العسكرية، وهي مطالب غير تقدّمية في المطلق، لكن السّلُطات تريد تطبيق هذا الإجْراء على الأطباء دون غيرهم من ذوي الإختصاصات الأخرى، مما يجعله إجراءا إنتقائِيًّا، يَتَّسِمُ بالمَيْز ضِدّهُم، كما يُطالب الأطباء المقيمون بتحسين مستوى التعليم في التخصص ومراجعة القانون الأساسي للطبيب المقيم، وتزامن هذا الإضراب مع احتداد الخلاف بين وزارة التعليم والمُدَرِّسِين، الذين نفذوا إضرابا عاما يوم الإربعاء 14/02/2018، تَوَسّع ليشْمَلَ الوظيفة العمومية في مجملها بنسبة تجاوزت 75% بحسب بيانات النقابات المُسْتَقِلّة، وتُجَسِّدُ هذه الإحتجاجات بعض الغضب الشعبي ضد خفض الإنفاق الحكومي وقرارات التقشف وزيادة الأسعار والضرائب منذ بداية العام 2018، بسبب انخفاض إيرادات الدولة التي تعتمد على مبيعات النفط (حوالي تريليون دولارا من 2002 إلى 2017)، وأعلن بعض أعضاء الحكومة إن الدولة قد تَلْجَأُ إلى الإستدانة، إذا لم ترتفع إيرادات النفط والغاز خلال السنتين القادمتين، وأعلن مدير المصرف المركزي عن انخفاض رصيد النقد الأجنبي من 196 مليار دولار سنة 2014 إلى 97,3 مليار دولارا في بداية سنة 2018 أو ما يُعادل 24 شهرا من الواردات لتلبية الحاجيات المحلية، بينما ارتفعت قيمة السُّيُولة المُتَدَاولة في السوق الموازية إلى 44 مليار دولارا، منذ تخفيض قيمة الدينار، فيما أعلن وزير المالية (لِتَبْرِير زيادة الأسعار وخفض الإنفاق الحكومي) إن خَطَرَ الإفْلاس يتهدد البلاد، ما يضطر الدولة لرفع الدعم عن الوقود وعن المواد الأساسية في ميزانية العام المُقْبِل (2019)... عن وكالة الأنباء الجزائرية (واج) + موقع "الخبر" + أ.ف.ب 15/02/18
تونس - القادِمُ أعْظَم: تتَجسّم نتائج شروط صندوق النقد الدولي وبقية الدّائنين، في الحياة اليومية للمواطنين بالارتفاع المُشِطّ في أسعار السلع الضرورية مقابل ارتفاع طفيف جِدًّا في الحد الأدنى للرواتب (لِمن وجَدُوا عَمَلاً)، ومن المعلوم ان الشعوب لا تنتفع بالقُرُوض التي تحصل عليها حكومات البرجوازية الكُمْبرادورية، بل تُفاقِم هذه القُروضُ الوَضْعَ السَّيِّءَ للعمال والكادحين والفُقَراء، وأصبحت الحكومة التونسية (مثل بعض حكومات أخرى في العالم) تَطْلُبُ قُرُوضًا جديدة لِسَدِّ عجز الميزانية ولتسديد قروض قديمة، مما يرفع قيمة الفائدة وخدمة الدَّيْن، بالإضافة إلى تَضْييق هامش المناورة للحكومة، وتسببت القروض وشرُوطُها في ما يحدث من احتجاجات، أما بلغة الأرقام فقد فاقت نسبة التضخم 6% سنة 2017 وارتفع حجم الدَّيْن العام من حوالى 30% من الناتج الإجمالي المحلي سنة 2010 إلى 71% سنة 2018 (الدّين الداخلي والخارجي)، مُقابل انخفاض نسبة إنْجاز المشاريع الحكومية إلى 50% بين 2011 و 2017، وحصلت حكومات ما بعد 14/01/2011 على مهلة تسديد وصلت خمسة سنوات، وتنتهي هذه المهلة سنة 2018، ما يفرض على الحكومة الحالية (الإخوان المسلمون + دساترة) تسديد تلك القروض التي يتوقع أن تصل دفعات خدمات الدين إلى 22% من الموازنة سنة 2018، بالإضافة إلى الشروط التي فرضها صندوق النقد الدَّولي منذ 2012، ومنها زيادة التقشف وخفض الإنفاق الحكومي، وزيادة الضرائب وتجميد التوظيف ورفع سن التقاعد، بهدف خفض عجز الموازنة، وخفض قيمة الدينار بنحو 50% بين سنتي 2013 و 2017، ومنع المصرف المركزي من التدخل في سوق العملات، وغيرها من الشّرُوط التي يفرضها الصندوق على كافة الحكومات، والتي تعصف بسيادة الدولة، وحَمّلت الحكومة الحالية مسؤولية الوضع المالي محافظ البنك المركزي (وهو ليبرالي، ووزير ومسؤول سابق لدى بورقيبة وبن علي، مثل رئيس مجلس النواب ورئيس الجمهورية)، خصوصًا بعد نشر تقارير أوروبية تُصَنِّفُ تونس كملاذ ضريبي وملاذ لتبييض الأموال المشبوهة والتي قد تُسْتَخْدَمُ في تمويل الإرهاب، وأجْبَرَتْهُ الحكومة على الإستقالة وعينت مكانه موظفا لدى البنك العالمي، يتجاوز سَلَفَهُ في تطبيق "تَعَالِيم" صندوق النقد الدّولي، وقد يعكس تغيير محافظ المصرف المركزي صراعًا بين مُكَوّنات السلطة أو بمثابة مُحاولة للإلتفاف على نقاش أسباب فشل برامج "الإصلاح الهيكلي" وفشل السياسة الاقتصادية للحكومة، ويُتَوَقّعُ أن يُؤَشِّرَ تعيين المُحافظ الجديد إلى تَسْرِيع عملية تفكيك ما تبقى من مؤسسات وخدمات الدولة (باستثناء مؤسسات القمع التي سوف تَتَعَزَّزُ) والتعجيل بتطبيق ما أَمَرَ به الدّائِنُونَ: صندوق النقد الدولي والبنك العالمي والإتحاد الأوروبي... عن "المرصد التونسي للإقتصاد" + "معهد لندن للإقتصاد" + وكالة "وات"16/02/18
مصر: تشتكي الحكومات المصرية المتعاقبة، في خطابها المُوجّه للعموم، من قِلّة المَوارد ومن تَبْذير الشعب لهذه الموارد، لذلك، وبمساعدة صندوق النقد الدولي، قررت إغراق البلاد بالدّيون، وإقرار سياسة تَقَشُّف تُجْبِرُ هذا الشعب "المُبذِّر" (ووفير العدد) على "ترشيد الإنفاق"، ولكن بعض الباحثين المصريين يُظْهِرُون بالأرقام والدلائل المادية إن البلاد غنية بمواردها الطبيعية والبشرية، وتكمن المشكلة في التفاوت الطبقي وسوء توزيع الثروات (نِتاج عَمل الكادحين)، وانحياز الدولة للأغنياء الذين ترتبط مصالحهم بالخارج، ويمارسون مع الدولة (التي تُمثِّلُهُم) سياسات الأفقار والتبعية... تزيد مساحة مصر عن مليون كيلومتر مربع، وتطل من الشمال على البحر الأبيض المتوسط بساحل يبلغ طوله 995 كم، وعلى البحر الأحمر من الشرق بساحل يبلغ طوله 1941 كم، وتشكل قناة السويس التي تربط بين البحرين، وبين آسيا وأوروبا وإفريقيا، أحد أهم طرق المواصلات البحرية في العالم، ويبلغ سكان مصر حوالي 92 مليون نسمة وتمثل قوة العمل حوالي 29 مليون شخصا قادرا على العمل والإنتاج... في المجال الفلاحي، يمتد نهر النيل داخل أراضي مصر بحوالي 1520 كيلومتراً أو قرابة 23% من إجمالي طول النهر، إضافة إلى العديد من البحيرات العذبة، ويعمل حوالي 14 مليون شخص في قطاع الزراعة على مساحة 8,5 مليون فدان صالحة للزراعة، بينما يعمل في القطاع الصناعي حوالي 1,7 مليون عامل في نحو 33 ألف مصنع، وفي مجال الموارد الطبيعية، يبلغ الاحتياطي المؤكد في مصر من الحديد الخام 777,6 مليون طن و 2,4 مليون طن من المنغنيز و 535 مليون طن من الرمال السوداء، و30 مليون أوقية من الذهب و5479 مليون طن من الرمل الزجاجي و 2630 مليون طن من الحجر الجيري و1400 مليون طن من الفوسفات و4200 مليون طن من احجار الزينة وقدرت احتياطيات الغاز الطبيعي -قبل اكتشافات غاز البحر المتوسط- بنحو 536 تريليون قدما مكعبا (تعود هذه البيانات إلى سنة 2015)، وفي القطاع المالي، بلغت قيمة الودائع لدى المصارف 364,5 مليار جنيه منها 169,1 مليار جنيه ودائع الأُسر (خارج ودائع الشركات والحكومة)، وتمتلك الهيئات الحكومية والشركات أُصُولاً بقيمة تريليونات المليارات من الجُنيهات... رغم هذه الثروات المادّية، أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن أكثر من 27% من المصريين يعيشون تحت خط الفقر ويعجزون عن تدبير احتياجاتهم الاساسية سنة 2015، قبل تعويم الجنيه وقبل إلغاء الدعم وتشديد سياسة التقشف، وقبل موجة الزيادات الأخيرة للأسعار التي بدأت في تشرين الثاني/نوفمبر 2016، في المُقابل، أعلنت مجلة "فوربس" (سنة 2010، أي قبل الإنتفاضة) إن ثروة ثمانية أثرياء مصريين تتجاوز 13 مليار دولار، وارتفعت ثرواتهم لتصل إلى 23,4 مليار دولار، بزيادة معدلها 80% منذ اندلاع ثورة 25 يناير إلى 2015، وزادت ثروة ثمانية أثرياء، ينتمون لأُسرة "ساويرس" وأسرة منصور، ومحمد الفايد، بنحو 10,4 مليار دولارا خلال خمس سنوات ( عن "بوابة القاهرة" 15/05/2016)، كما أصدرت منظمة "أوكسفام" تقريرا كشف أن ثروة أغنى عشرة أفراد في مصر زادت من 20 مليار دولار سنة 2014 إلى 22,7 مليار دولار سنة 2015 (بنسبة 13,6% )، ويُغطي ما يملكه عشرة أفراد حوالي نصف قيمة الإنتفاق الحكومي في موازنة 2016/2017، ويُسَيْطِر هؤلاء الأثرياء على مفاصل الدولة، وكمثال على ذلك، تبرعت أسرة "ساويرس" بنحو 3 مليارات جنيه لصالح صندوق "تحيا مصر"، وهو الصندوق الذي أسَّسَهُ الجنرال عبد الفتاح السيسي، في بداية حُكْمِهِ، لدعم سياسته ( عن صحيفة "المصري اليوم" التي تمتلكها أسرة "ساويرس" 27/06/2014)، وأعلنت وزارة المالية إن المصريين الميسورين أنفَقُوا 74 مليار جنيه، أو ما يُعادل 4,1 مليار دولار، بغرض التّنَزُّهِ في الخارج (بالعملة الأجنبية) خلال موسم 2015/2016، وقدّر صندوق النقد الدولي حجم التهرب الضريبي بقرابة 350 مليار جنيه سنويا، في حين لا تتجاوز قيمة الحصيلة الضريبية 230 مليار جنيه سنة 2013 عن موقع "البداية" 04/02/18 مصر للبيع: باعت الدّولة خلال شهر كانون الثاني/يناير 2017 سندات دولية بقيمة أربعة مليارات دولار، ثم باعت سندات في أيار/مايو من نفس السنة بقيمة ثلاثة مليارات دولارا، وأعلنت وزارة المالية انها باعت يوم الإربعاء 14 شباط 2018 سندات دولية بقيمة أربعة مليارات دولار بفائدة تتراوح بين 5,58% و7,9% وفق الأجَل، وهي دُيُون بفائدة تفوق فوائد البنك العالمي أو صندوق النقد الدولي، وتَرْهَنُ من خلالها الدولة ممتلكات الشعب المصري، فإذا عجزت الدولة عن التسديد يستولي الدّائنون على تلك المُمْتَلَكات، وتُودِع الدولة إيرادات هذه القروض في المصرف المركزي، بهدف سد الفجوة التمويلية واستيراد السّلع، ثم تفتخر الحكومة بزيادة احتياطي النقد الأجنبي لدى المصرف المركزي إلى 38,2 مليارات دولارا بنهاية شهر كانون الثاني/يناير 2018، وكانت الديون الخارجية قد ارتفعت خلال سنة بنسبة 34,45% وبلغت 80,8 مليار دولارا في شهر أيلول/سبتمبر 2017، وأعلنت الحكومة بدْءَ محادثات مع مصارف أوروبية لطرح سندات دولية مقومة بالعملة الأوروبية المُوَحَّدَة (يورو) بقيمة 1,5 مليار يورو خلال شهر نيسان/ابريل 2018 عن وكالة أنباء الشرق الأوسط "أ.ش.أ" (مصر) 16/02/18
سوريا: تتعرّضُ سوريا (البلاد والشّعب) للحصار والحظر، منذ بداية الحرب، بالتوازي مع احتلال أمريكا والحلف الأطلسي وتركيا مناطق شاسعة، خصوصًا شمالي البلاد، وتَضَرّرَت أغلبية أفراد الشّعب من حالة الحصار، مما اضطر المهاجرين السوريين للُّجوء إلى السّوق المُوازية وإلى "المَصارف" السّرّية لتحويل الأموال إلى أَقَاربِهم في سوريا، وأصدر المصرف المركزي في مطلع كانون الأول/ديسمبر 2017 قراراً يسمح للمغتربين بتحويل الأموال بالعملة الأجنبية إلى سوريا ويُمْكِنُ للمُسْتَفِيد تسلم المبلغ بأي شكل يختارُهُ (بالعملة المحلية أو الأجنبية أو في حساب مصرفي...)، ما خَفَّفَ من حِدّة معاناة السّوريين للحصول على التحويلات، عبر السوق المُوازية والمُضَارِبِين، لقاء عمولات مُرتَفِعَة، ونتج عن قرار المصرف المركزي ارتفاع قيمة التحويلات المالية اليومية من أربعة ملايين دولارا خلال الأيام العادية إلى سبعة ملايين دولارا خلال فترة أعياد الميلاد، قبل أن تنخفض إلى أربعة ملايين دولارا يوميا في المتوسط، وفق دراسة أصدرها مركز "مداد للأبحاث والدراسات" (دمشق)، فيما قَدّر البنك العالمي قيمة التحويلات المالية للمُغْتَرِبِين إلى بلادهم بحوالي 1,62 مليار دولار، خلال سنة 2016، وتتميز هذه التحويلات بنوع من الوطنية، حيث يُرْسِل بعض المُغْتَرِبِين حولات دَوْرِية أو خلال الأعياد والمناسبات (كبداية السنة الدراسية) إلى فقراء أو أُسر شُهداء لا يعرفونهم، مُعْتَبِرِين ذلك شكلاً من أشكال التّضامن مع أُسَر الشُّهداء أو مع ضحايا الحرب، لضمان الحد الأدنى من متطلبات الحياة لعدد من الأُسَر التي تُعاني من الفقر ودمار الحرب وغلاء الأسعار، وهو دَعْمٌ "أُفُقِي" مُباشر بين المواطنين، لا يحصل عبرالجمعيات والمؤسسات الأهلية، بسبب تفشّي حالات الفساد في الكثير منها، ما أفقد ثقة المواطنين في هذه المؤسسات والمنظمات، لتشكل تحويلات المغتربين المالية نسبة تتجاوز 83% من إجمالي مبالغ الدعم الاجتماعي... عن "الأخبار" 13/02/18
العراق: تحتاج البلاد إلى حوالي خمسة ملايين طن سنويا من القمح، وهي من كبار مستوردي الحبوب كالقمح والأرز (إلى جانب دول عربية أخرى عديدة منها مصر والجزائر...)، في غياب الإستثمار في القطاعات المُنْتِجة، ومنها القطاع الزراعي، وتستخدم الدولة جُزْءًا من هذه الواردات لبرنامج بطاقات التموين الذي يشْمَلُ سلعا ضرورية مثل الطحين (الدقيق) والأرز وزيت الطهي والسكر وحليب الأطفال، وتتوقع الدولة ارتفاع واردات القمح سنة 2018، بسبب الجفاف وشح مياه الأمطار، وقدّرت منظمة الأغذية والزراعة "فاو" التابعة للأمم المتحدة خسائر الإنتاج الزراعي في العراق بنحو 40% جرّاء الحرب ضد تنظيم "داعش"، في المناطق الرِّيفية حيث يعيش 12 مليون مواطن (حوالي ثُلُث سكان البلاد)، ما يُؤَكّد ضرورة تأهيل القطاع الزراعي بشكل عاجل، وإصلاح البُنى التحتية ومصادر المياه وإعادة تأهيل المساحات التي لحقها تدمير كبير، إضافة إلى نهب المعدات الزراعية والبذور والمحاصيل والغلال المخزنة، والحيوانات الداجنة، وأعلنت "فاو" عن برنامج واسع النطاق للمساعدة في إعادة تأهيل شبكات الري والخدمات البيطرية لمساعدة سكان الريف العراقي خلال العام 2018... بقي الإقتصاد العراقي ريعيًّا يعتمد على إيرادات النفط، وتراجعت قطاعات الزراعة والصناعة، منذ الحصار والعدوان العسكري (1991) والإحتلال (2003)، ثم ادّعت أمريكا الإنسحاب العسكري، مع الإحتفاظ بما لا يقل عن أربعين قاعدة (إضافة إلى القواعد الصغيرة وقواعد كردستان)، وتركت الحكومات (المُوالية لها) تتخبط في مشاكل الديون وإعادة الإعمار، وتنعقد في الكويت (بداية من يوم الإثنين 12/02/2018) ندوة دولية لإعادة إعمار العراق الذي خَرّبَتْهُ جيوش أمريكا والحلف الأطلسي وبعض العرب، قبل أن ينفذ تنظيم "داعش" برنامج "الشرق الأوسط الجديد" أو "الكبير"، ويزيد من خَراب البلاد، ورغم زيادة إنتاج ودخل النفط إلى حوالي ستّين مليار دولارا سنة 2017، لم يتحسن وضع المواطنين، ولا يزال العراقيون يعانون من انقطاع الكرباء، فقد أعلنت وزارة النفط ارتفاع صادرات الخام إلى نحو 3,5 مليون برميل يوميا من الحقول في وسط وجنوب البلاد في شهر كانون الثاني/يناير 2019، وبلغت الإيرادات 6,85 مليار دولارا خلال نفس الشهر، رغم توقف الصادرات من حقول كركوك شمال البلاد، في منتصف تشرين الأول/أكتوبر 2017 بعد استعادتها من المليشيات العَشائِرِيّة الكُرْدِية، وتحاول الحكومة رفع الطاقة الإنتاجية إلى 4,8 ملايين برميل يوميا... دمرت "الحرب على الإرهاب" حوالي 140 ألف منزلا وشردت 2,5 مليون شخص، خلال ثلاث سنوات، بالإضافة إلى الخراب الذي خلفته الحروب السابقة والإحتلال الأمريكي، وأعلنت أمريكا أنها غير مَعْنِيّة بإلإعادة الإعمار، واعتبرت حكومة العراق إنها لم تُحقّق سوى 1% من حاجة المناطق المتضررة، وتبلغ النفقات العاجلة لإعادة تأهيل مساكِن النازحين واعادة بناء مؤسسات الخدمات العامة أكثر من 22 مليار دولارا... يتضرّرُ الأطفال قبل غيرهم جراء الحرب وانتشار الفقر والبطالة، وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) يوم الأحد 11 شباط 2018 إن 25% من أطفال البلاد يعيشون في حالة فقر، كما يحتاج أربعة ملايين طفل للمساعدة بسبب النزوح أو فقدان سبل العيش جراء الحرب، بفعل داعش أو مليشيات الأكراد وقصف الطائرات الأمريكية وغيرها، وَوَثَّقَتْ "يونيسيف" تعطيل نظام التعليم لحوالي ثلاثة ملايين طفل عراقي، وتنفيذ 150 هجوما على منشآت تعليمية و50 هجوما على مراكز صحية وعلى موظفيها بين منتصف 2014 ونهاية 2017، وتحتاج نصف مدارس العراق إلى الإصلاح... بالعودة إلى مسألة إعادة الإعمار، تأمل السلطات العراقية اجتذاب استثمارات أجنبية بقيمة مائة مليار دولار، لتأهيل المناطق التي سيطر عليها تنظيم "داعش" سنتي 2014 و2015، وإعادة بناء المناطق المُهَدّمة وتأهيل قطاعات النقل والطاقة والزراعة، وأعلنت حكومة الولايات المتحدة رفضها المساهمة بأي مَبْلَغ لإعادة إعمار العراق... عن "يونيسيف" - رويترز + أ.ف.ب 11 و12/02/18
الأردن، ما المُقابل؟ تُمَثِّلُ "المُساعدات" الأجنبية إحدى دعائم الإقتصاد الأردني، وتعمل الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي ونظام آل سعود على دعم هذا الكِيان المُصْطَنَع والإبقاء على ما يُمَثِّلُهُ من بُؤْرَةٍ رجعية على حدود فلسطين وسوريا والعراق، ومن قاعدة أمريكية للتدريب وللإشراف على عمليات التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق، ولكن الإحتجاجات والمظاهرات تتوسع في البلاد منذ إعلان الزيادة المُشِطّة لأسعار المواد الغذائية والأساسية الأخرى، ما يُهَدِّدُ استقرار النظام، فقررت أمريكا رفع قيمة "المُساعدات" السّنوية للأردن (الذي وقّع اتفاقية تطبيع العلاقات السياسية والإقتصادية مع الكيان الصهيوني) من مليار دولار إلى 1,275 مليار دولارا، ومن ضمنها 350 مليون دولارا بعنوان "مساعدات" عسكرية، خلال الفترة من 2018 إلى 2022، إضافة إلى 1,1 مليار دولارا سنوية أخرى بعنوان "مساعدة إنسانية لدعم اللاجئين السّوريين" ويتوقع أن تطلب أمريكا من الأردن مزيدًا من الإلتزام بالضغط على النظام في سوريا، من خلال دعم الفصائل الإرهابية جنوب سوريا، وأعلنت الولايات المتحدة إن الأردن أحد الحلفاء الأساسيين في "الشرق الأوسط" وحصل على مساعدات بقيمة عشرين مليار دولارا منذ 1951 (أي أقل مما يحصل عليه الكيان الصهيوني خلال ست سنوات)،وتُبَرِّرُ حكومة الأردن انهيار الإقتصاد خلال السنوات الأخيرة، وارتفاع الديون إلى حوالي 35 مليار دولارا، بكثرة اللاجئين السّورِيِّين في أراضيها منذ آذار/مارس 2011 وتحمل الإقتصاد الأردني إنفاقًا إضافيا بقيمة تفوق عشرة مليارات دولارا، والواقع ان الإقتصاد الأردني يستفيد من وجود اللاجئين، بفضل الأموال التي يتلقاها الأردن من الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والأموال التي هربها الأثرياء والميسورون السوريون إلى الأردن وبفضل وجود عدد هام من ذوي الكفاءات والمهارات ضمن اللاجئين... عن رويترز + أ.ف.ب 14/02/18
اليمن، إنجازات سعودية: تسبب العُدْوان السعودي-الإماراتي على اليمن بنزوح أكثر من 85 ألف شخص في جميع انحاء البلاد، خلال حوالي شهْرَيْنِ، ولا يزال عدد النازحين يتزايد بسبب تصعيد العدوان في جميع انحاء البلاد، وخصوصا في الساحل الغربي (محافظات "الحديدة" و"تعِز") الذي يمثل أعلى مصدر للنزوح الجديد، بأكثر من 70% من الفَارِّين من ديارهم، وخصوصًا من مناطق الخوخة والجراحي وحيس (جنوب الحديدة) ومن المُخا وموزع (محافظة تعِز)، ونزح هؤلاء نحو "أبين" أو لحج والمهرة وعدن وإب وذمار وحضرموت وشبوة... أما من بقوا في مناطق قريبة من الأعمال العدائية في تعز والحديدة، فقد تدهورت أوضاعهم (بسبب طول فترة العمليات العدوانية ) ويتعرضون للعنف والجوع والمرض، في غياب الخدمات الأساسية، وانتقل عدد هام من النازحين في محافظتي الحديدة وتعز إلى مساكن الأقارب أو الأصدقاء الذين يعيشون بدورهم ظروفا سَيِّئَة بسبب القصف الجَوِّي والإشتباكات الأرضية، ونيران القنّاصة، وأشارت مصادر الأمم المتحدة إلى ارتفاع عدد النازحين إلى أكثر من 2,1 مليون نازح، من بينهم أكثر من 375 ألف في محافظة "حجة"، شمال البلاد التي تستقبل حوالي 19% من النازحين الداخليين في البلاد، وتسببت المعارك في "الجوف" في نزوح أكثر من ثمانية آلاف شخص داخل المحافظة، وأدّى هذا التّصْعِيد من قِبَل السعودية والإمارات (بدعم أمريكي وأطلسي وصهيوني) إلى ارتفاع عدد السكان المتضررين الذين يحتاجون إلى الغذاء والمأوى والرعاية الصحية، في ظل نقص التمويل، وأطلقت منظمة الأمم المتحدة للهجرة (يوم الجمعة 09/02/2018)، نداءً للحصول على 96,2 مليون دولار لتمويل الحاجيات الإنسانية الدُّنْيا للنازحين في اليمن للعام 2018... يشكل اليمن مَعْبَرًا لِفُقَراء شرق إفريقيا (القرن الإفريقي) الذين يبحثون عن وظائف عمل في دويلات الخليج، ووصل منهم سنة 2017 أكثر من 87 ألف مهاجر عابر لليمن، بعد رحلة بحرية خطيرة، ويواجه هؤلاء المهاجرون (غير النظاميين) مخاطر الإتجار بالبشر من قِبَلِ شبكات التهريب والإجرام... عن المُفَوّضيّة السّامِية لشؤُون اللاجئين (الأمم المتحدة) 10/02/18... أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها بحاجة عاجلة لمبلغ 66,7 مليون دولار لتنفيذ برامج مكافحة وباء الكوليرا في اليمن، وتتمثل البرامج في تشخيص المرض، ومشروع الوقاية، ومشروع الترصد، ونُذَكِّرُ أن العدوان الذي تشنه السعودية ساهم في انتشار الأوبئة، بسبب نقص أو تلوث المياه وبسبب الحظر المفروض على دخول الغذاء والأدوية، وبسبب تدمير البنية التحتية والمستشفيات والمدارس (مما أَبْقَى نحو مليونَيْ طفل خارج نظام التعليم) والمراكز الصحية وشبكة الكهرباء وغيرها، وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إن هناك نحو 22,2 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية في اليمن، يُشَكِّلُ الأطفال أكثر من نصفهم، وتسعى "يونيسيف" وفق بلاغ أصدرته يوم الخامس عشر من شباط 2018، ونحو 15,7 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات في مجال المياه والإصحاح البيئي، ويحتاج 14,8 مليون شخص إلى خدمات الرعاية الصحية الأساسية، وأنها تسعى في اليمن خلال السنة الحالية 2018 لتلقيح أكثر من 5,3 ملايين طفل ضد شلل الأطفال، وقرابة 885 ألف طفل ضد الحصبة، وعلاج نحو 300 ألف طفل من سوء التغذية الوخيم (من إجمالي 400 ألف طفل محتاج دون سن الخامسة)، لكن إجمالي المُحتاجين لجميع هذه الخدمات يتجاوز ضِعْفَ ما تُعْلِنُهُ "يونيسيف"، من جراء العدوان السعودي-الإماراتي، لكن من يُجْبِرُ آل سعود وعيال زايد وراشد وغيرهم على تَحَمُّلِ نتائج أعمالهم؟ عن رويترز 16/02/18
الخليج، نهاية حَقَبَة؟ حصلت الأُسَر الحاكمة في الخليج على عائدات ضخمة من تصدير النفط طيلة أكثر من أربعة عقود، ولكن طبيعة الإقتصاد لم تتحول من اقتصاد ريعي، يعتمد على ما جادَتْ به الطبيعة، إلى اقتصاد مُنْتِج يعتمد على ما يُضِيفُهُ عمل الإنسان والآلات من قيمة إلى الشكل الخام للسلعة، مثل تحويل النفط الخام إلى بنزين، وتأثر اقتصاد دُويلات الخليج (والدول الأخرى المُصَدِّرَة للنفط الخام) بالإنخفاضات الدورية لسعر النفط الخام، والتي لا تدوم كثيرًا، لكن انخفاض أسعار النفط منذ منتصف سنة 2014 قد يمثِّلُ مُنْعَطَفًا هامًّا، حيث انخفضت أسعار الخام بنسبة 60% في المتوسط، وطورت الولايات المتحدة، ثم كندا والصين، تقنيات استخراج وإنتاج النفط الصّخْرِي لتنخفض تكاليف استخراجه بنسبة تفوق النِّصف، وعادت الولايات المتحدة إلى تصدير النفط الخام إلى أوروبا وآسيا، بعد غياب دام من 1974 إلى 2017، وتزامنت هذه العوامل السلبية لاقتصاد البلدان النفطية الخليجية مع زيادة إنفاق السعودية والإمارات والكويت وقطر على السلاح، وزيادة تَوَرّط السعودية والإمارات في العدوان على الشعب اليمني الذي يقاوم هذا العدوان منذ ثلاث سنوات، وزيادة تورط السعودية وقطر في سوريا، وغير ذلك من الورطات التي تتطلب إنفاق ملايين، بل مليارات الدولارات، ولا تستفيد من هذا الإنفاق سوى شركات السلاح وشركات الإستشارات الأمريكية بشكل خاص، وربما الأوروبية بشكل ثانوي... كان على دويلات الخليج إيجاد موارد تُعَوِّضُ انخفاض سعر برميل النفط الخام الذي طالت مُدّتُهُ وقد لا يعود النفط أبدًا إلى سعر النصف الأول من حزيران 2014، فقرر أعضاء مجلس التعاون الخليجي خلال قمة الرياض (أواخر 2015) تطبيق ضريبة القيمة المضافة بنسبة 5% على البضائع والخدمات في البداية، لترتفع إلى 10% في مرحلة ثانية، مما يُشير إلى استدامة تطبيقها وعدم ظَرْفِيّتها، وارتفعت بذلك أسعار الوقود والمواد الغذائية والملابس والمصنوعات الجلدية، إضافة إلى خدمات الإتصالات واستهلاك الكهرباء والماء، وتأمل الحكومات سَدّ جزء من العجز من خلال ما تُحَصِّلُهُ من ضرائب، عبر "تنويع مصادر الدخل وتقليل الإنفاق الحكومي وخفض الإعتماد على النفط"، لكن هذه الإجراءات أَضَرّتْ كثيرًا بعدد هام من الموظفين والفُقراء ومتوسطي الدخل، فيما لا تُقَرِّرُ الأسر الحاكمة الحد من الفساد ومن مُخَصّصات أفرادها، بل لَجَأت إلى الإستدانة من الأسواق المحلية والخارجية، وإلى السحب من الصناديق السيادية وتسييل الإستثمارات، مما ضاعف قيمة الدَين العام في السعودية تسع مرات خلال الفترة 2014 -2017، بحسب الوثائق القليلة التي تَنْشُرُها وزارة المالية والتي تتوقع إستمرار العجز السنوي في الميزانية السعودية حتى العام 2022 ليستمر معه تزايد الديَن العام إلى 227 مليار دولار، وتضمنت ميزانية السعودية لسنة 2018 سَحْبَ أكثر من 243 مليار دولار من الصندوق السيادي، فانخفضت قيمته (الصندوق) من 737 مليار دولار في منتصف 2014 إلى 494 مليار دولار في كانون الثاني/ يناير 2018 عن موقع "السّفير العربي" 16/02/18
السعودية - صراع على السّلطة: تم بناء فندق "ريتز كارلتون" (خمس نجوم) لاستيعاب ضيوف العائلة المالكة، وأغلق أبوابه أمام الضيوف منذ 04/11/2017 ، بالتزامن مع إطلاق حملة محمد بن سَلْمان حملة تطهير غير مسبوقة بذريعة "مكافحة الفَسَاد"، فزادت شُهْرَة الفندق (600 دولارا مقابل قضاء ليلة واحدة) بسبب تحوله إلى سجن فاخر ل 381 من رجال أعمال والأمراء المنافسين المُحْتَمَلِين لمحمد بن سلمان، وأطلق مستخدمو شبكات الإتصال الإلكتروني حملة نوادر وطرائف عن ترف الحياة في الفندق، الذي تحوّل إلى سجن ذَهَبِي للعديد من الشخصيات السعودية، ولم يكن أحد يعلم ان العائلة المالكة تضم هذا العدد الهائل من الفاسدين واللصوص!! وفتح الفندق أبوابه للعموم يوم الأحد 11/02/2018، وكان آخر من بقي في هذا "السّجن" من بين الوزراء الحاليين أو السابقين والأمراء ورجال الأعمال، "الوليد بن طلال"، ابن عم ولي العهد، وأحد أثْرَى أَثْرِياء العالم، وغادر الفندق يوم 27/01/2018 بعد التوصل إلى "اتفاق" مع السلطات، لم يتم الكشف عن مضمونه. وكان النائب العام للسعودية قد ذَكَر "إن الاتفاقات المبرمة مع بعض المشتبه فيهم ستسمح للسلطات بالحصول على أكثر من 400 مليار ريال (أكثر من 106 مليارات دولارا)، تسدد في شكل مبالغ وأوراق نَقْدِيّة أو أصول عقارية وتجارية، وستستخدم الأسرة المالكة تلك المبالغ في احتواء العجز المالي الذي يتوقع أن يصل إلى 52 مليار دولار هذا العام، جراء انخفاض أسعار النفط الخام، وجرّاء الصفقات الضّخْمَة لشراء السلاح، بهدف تخريب بلاد العرب، ونقلت السلطات بنهاية شهر كانون الثاني/يناير 2018 عددًا من المُعْتَقَلِين (حوالي 56 مُحْتَجَزًا من الأثرياء والأُمَراء) إلى أماكن أخرى لم يُكْشَفْ عنْها، فيما راجت إشاعات عن إطلاق سراح معتقل اخر معروف وهو الرئيس السابق للحرس الوطني الامير متعب بن عبد الله (ابن الملك السابق وولي العهد المَعْزُول) بعد "ترتيبات" مع السلطات التي يعتقد انها تجاوزت المليار دولار... عن أ.ف.ب + صحيفة "فايننشال تايمز" 11 و 12/02/18
الإمارات/فرنسا: تُشارك فرنسا بحماس في كافة المخططات والحُرُوب العدوانية الأمريكية في الوطن العربي (كما في أفغانستان والصومال...) ولكنها لا تجد لها مكانًا في إعادة الإعمار أو في عقود الشركات، حيث تستحوذ الولايات المتحدة وشركاتها على نصيب الأسد، وبعد العقود الضخمة التي وقّعها دونالد ترامب في السعودية والإمارات وقَطَر، تحاول حكومة فرنسا جمع بعض الفُتات، خصوصًا في البلدان التي تمتلك بها قواعد عسكرية، ويستغل رئيس حكومة فرنسا (إدوارد فيليب) انعقاد "القمة العالمية للحكومات" في دُبَي لاجتذاب الإستثمارات الخليجية (وغيرها) وتوقيع عقود تُفِيد الشركات الفرنسية، واشرف على توقيع الإتفاق النِّهائي بين مجموعة "طيران الامارات" وشركة ايرباص لشراء 20 طائرة من طراز "ايه-380"، ما يدعم متابعة انتاج هذه الطائرة الضخمة لعشر سنوات اضافية بعدما كان مهددا بالتوقف نهائيا (كُنّا أشَرْنا إلى ذلك في عدد سابق)، ويزور فيليب الإمارات بعد أشهر من زيارة ماكرون، سعيا لإقناع شيوخ الإمارات بزيادة الإستثمارات في فرنسا، وغض الطرف عن العدوان الإماراتي على اليمن، تمتلك فرنسا قواعد عسكرية في السعودية والكويت وثلاثة قواعد في الإمارات لوحدها، تنطلق منها الطائرات الحربية الفرنسية لقصف سوريا والعراق، وفي قَطَر والبحرين، ولها سُفُنٌ حربية تجوب المنطقة، بين القرن الإفريقي والبحر الأحمر وبحر العرب، ويوجد في الإمارات حوالي 35 ألف مُقِيم فرنسي (منهم 25 ألف في دُبَيْ) يعملون برواتب مرتفعة، وتطمع فرنسا في استثمارات الصناديق السيادية الإماراتية التي تفوق قيمتها 800 مليار دولار... عن موقع صحيفة "لوفيغارو" - أ.ف.ب 11/02/18 (بتصرف وإضافات)
الفلبين/الخليج: تُقَدِّرُ الحكومة عدد العاملين خارج البلاد بنحو 2,3 مليون فلبيني وفلبينية، وتتجاوز تحويلاتهم إلى ذويهم في بلادهم ملياري دولار شهريا (حوالي 25 مليار دولارا سنويا)، مما يُساهم في تعزيز إنفاق عدد كبير من الأُسَر في البلاد، ويعمل أكثر من 1,3 مليون فلبيني في مَشْيَخات الخليج، منهم أكثر من 700 ألف في السعودية و250 ألف في قطر ونحو 250 ألف في الكويت، بحسب تقديرات وزارة الخارجية الفلبينية، ويعمل العديد منهم في قطاع التجارة (البيع بالتَّجْزِئَة) وفي الخدمة المنزلية، وارتفعت التصريحات المُعادية للمهاجرين وأعمال العنف ضدهم، منذ انخفاض إيرادات النفط وإقرار حكومات الخليج إجراءات تقشف وتطبيق ضريبة غير مباشرة وزيادة أسعار الطاقة وغيرها، وحصلت أَزمات عديدة بين حكومة الفلبين وحكومات دُوَيْلات الخليج، بسبب ضُعْف الرّواتب (واحتجازها أحْيَانًا) وسوء المُعاملة وارتفاع حالات العنف والإغتصاب والقتل، وجمدت أندونيسيا والفلبين إرسال عاملات المنازل إلى الخليج، كما أعرب الرئيس الفلبيني "رودريغو دوتيرتي" عدة مرات عن غضبه بسبب أخبار الإنتهاكات في الكويت، قائلا "إن الفلبينيات يحصلن على أجور متدنية ويتعرضن للاغتصاب والتجويع"، وبعد وفاة عامِلَيْن فلبينِيّيْن في شهر أيلول/سبتمبر 2017 اتخذت حكومة الفلبين قرار تعليق إرسال العُمال والعاملات للكويت (وقبلها كانت السعودية)، كما تُوفِّي أربعة عمال في شهر كانون الثاني/يناير 2018، واكتشفت السلطات الكويتية عاملا فلبينيا مَقْتولاً داخل ثلاجة في شقة مهجورة، فهَدّدَتْ سلطات الفلبين بإجلاء مواطنيها من الكويت "خلال 72 ساعة" (وهو ما يَعْسُرُ تنفيذه، حتى لو توفّرت نِيّة الإجلاء)...عن رويترز 10/02/18
جنوب افريقيا: يُواجه الرئيس "جاكوب زوما" اتهامات عديدة تتعلق بالفساد، ما اضطره إلى إعلان الاستقالة من منصب رئيس الجمهورية الذي يتولاّهُ منذ 2009، بعد ضَغْطٍ من حِزْبِهِ (المؤتمر الوطنى الأفريقى) الذي عَيّنَ مكانه نائب الرئيس "سيريل رامافوسا"، الزعيم الجديد للحزب الحاكم... كان الرئيس المُسْتَقِيل عضوا في الجناح العسكري لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي إبان فترة الفصل العنصري، لكن اتَّسَمَتْ فترة رئاسته بالعديد من الفضائح والاتهامات، بينما ساءت حال الوضع الإقتصادي، واعتقلت الشرطة يوم الإربعاء 14/02/2018 أفرادًا من أُسْرَة "غوبتا" الثرية (من أصل هندي) التي تضم بعضًا من أصدقائه المقربين من الأثرياء، وسبق أن وُجِّهت اتهامات، منذ سنوات، لبعض أفراد هذه الأسرة، باستغلال صداقتها الوثيقة مع الرئيس بارتكاب مخالفات واكتساب نفوذ سياسى قوي، وينتمي الرئيس الجديد "سيريل رامافوسا" أيضًا إلى طبقة البرجوازية وعَبَّرَ باستمرار عن تأييده لرجال الأعمال وللأثرياء (أي طَبَقَته)، وهو وأُسْرَتُهُ من فئة الشرائح العُلْيا للبرجوازية الصغيرة المُتَعَلِّمَة و"المُتْرَفَة" خلال فترة الميز العُنْصُرِي، وكان يعيش حياة رفاهة نسبية (مقارنة بالمواطنين السود) رغم اعتقاله سنة 1974 (لمدة سنتين) ورغم توليه منصب الأمين العام لاتحاد عمال المناجم سنة 1982، واشتهر بحُبِّهِ لسيارات السباق والنبيذ المعتق الفاخِر وصيد الأسماك، وانتقل بعد نهاية نظام الميز العنصري من عالم الأعمال التجارية ليصبح نائبا في البرلمان ثم واحداً من أغنى رجال الأعمال في جنوب أفريقيا، وتقدر ثروته بحوالي نصف مليار دولار، وأصبح منذ 1994 (تاريخ أول انتخابات ديمقراطية) أحد رُموز الرأسماليين السود الذين استفادوا من نهاية نظام الميز العنصري، ويَدَّعِي في خطاباته المُعادية لجاكوب زوما أنه سَيَقُوم بإنعاش الإقتصاد والحد من الفجوة الطبقية ومعالجة عدم المساواة بين المواطنين والحد من الفقر... ارتفعت مُؤَشِّرات أسواق الأسهم في جنوب افريقيا يوم تعيين "سيريل رامافوسا" رئيسًا (لغاية انتخابات 2019)، كما ارتفعت قيمة العملة المحلية (الراند) الى أعْلَى مستوى لها منذ ثلاث سنوات، بينما أعرب الطلبة عن تَخَوُّفِهم من التراجع عن مكسب إلغاء الرسوم على التعليم الجامعي، الذي حققه زُومَا... عن رويترز + أ.ف.ب 15/02/18
باكستان في الإستراتيجية الأمريكية الجديدة: شكّلت باكستان -منذ الإنفصال عن الهند سنة 1947- حليفًا سياسيًّا وعسكريًّا للولايات المتحدة التي أقامت مِحْوَرًا مُعاديًا للشيوعية وتشكيل حِزام من الأنْظِمة والقواعد العسكرة في جنوب وجنوب شرقي آسيا بشكل خاص، وكانت باكستان حلِيفًا قويًّا للنظام الأردني وساعدته (بقيادة الجنرال ضياء الحق) على تصفية المقاومة الفلسطينية (1970- 1971) وشكلت أراضيها القاعدة التي انطلقت منها المنظمات الرّجعية المُسلّحة لمقاومة الغزو العسكري السوفييتي لأفغانستان (الذي حصل بطلب من نظام أفغانستان)، وهناك وُلِدَت تنظيمات "القاعدة"، و"طالبان" وفروعهما التي انتشرت فيما بعد بانتشار قوات حلف شمال الأطلسي في وسط وشرقي أوروبا (من البوسنة إلى الشيشان) ولا تزال تُحارب بالوكالة عن أمريكا في سوريا والعراق واليمن وليبيا... بعد تحالف حكومات الهند مع الإمبريالية الأمريكية والكيان الصهيوني، بدأت الولايات المتحدة ترى عُيُوبًا عديدة (كانت مَسْتُورَة) في النظام الباكستاني، خصوصًا منذ اضطرار حليف وثيق مثل الرئيس "برويز مُشَرّف" وفريقه للخروج من الحكم سنة 2008، وادّعى الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" مُؤَخّرًا إن أمريكا ضخت أكثر من 33 مليار دولارا خلال خمسة عشر سنة (بعد احتلال أفغانستان) في باكستان، دون الحصول على مُقابِل، عدا الكَذِب والخداع، وتزامن هذا الإعلان الإستفزازي مع عدم تَحَمُّس نظام باكستان للدخول عملِيًّا في العدوان على شعب اليمن، ولتكثيف الدعاية ضد نظام إيران، عبر تحالف "إسلامي" مشبُوه، رغم إلحاح السّعودية التي تقود هذا التحالف العدواني الرجعي، نيابة عن أمريكا والكيان الصهيوني، كما تزامن مع تصعيد هجمات حركة "طالبان" في فصل الشتاء (على غير العادة) ضد قواعد الحلف الأطلسي وأمريكا، وبقطع النّظَر عن صحة أو عدم صحة المبلغ فإن الشعب الباكستاني لم يستفد من هذه "المساعدات" التي يُقرها "الكونغرس" الأمريكي سنويا، بل كانت رشْوة لجنرالات الجيش الباكستاني، كجزء من استراتيجية أمريكا في أفغانستان (على حدود روسيا والصين) وفي المنطقة، قبل تعزيز التحالف مع الهند (التي يُدَرِّبُ جيْشُها قوات الأمن الأفغانية)، لكن بِبُطْءٍ، خاصة منذ 2011، بعد الغارة الأميركية التي قُتِلَ أثناءها "أُسامة بن لادن" في الأراضي الباكستانية، ورد فعل حكومة باكستان بتعطيل خطوط التموين الرئيسة للقوات الأميركية التي تمرّ عبر باكستان، وتعطيل نقل الشاحنات بين ميناء كراتشي ومختلف المعابر الحدودية، لمدة سبعة أشهر سنة 2011... وكان الكونغرس قد أقَرَّ في بداية سنة 2018 تعليق مساعدات عسكرية بقيمة 255 مليون دولار، وتعليق "مساعدات أمنية" بنحو ملياري دولار، وأدرجت وزارة الخارجية الأميركية البلاد ضمن قائمة الدول التي ترتكب "انتهاكات خطيرة للحرية الدينية"، واتهامها "بِدعم جماعات إرهابية داخل الهند"، وتشكل الهند الحليف الجديد والقوي للإمبريالية الأمريكية في مواجهة نفوذ الصين في المنطقة، وقد تلجأ باكستان بالفعل إلى تعزيز الروابط مع الصين، التي تستثمر مبالغ ضخمة لتأهيل شبكة الكهرباء في باكستان وتوسيع ميناء "غوادار"، ومع إيران التي تحاول تمرير خط أنابيب الغاز من إيران إلى باكستان، فيما عَزّز الإحتلال الأمريكي دور الشركات الهندية التي استثمرت نحو ثلاثة مليارات دولارا في أفغانستان (تضُم جبالها وأراضيها مناجم ثرية بالمعادن الثَّمِينة وبمصادر الطاقة)، وتبحث أمريكا عن حليف وثيق في المنطقة، ليلعب دورًا رئيسيًّا في أفغانستان ويتصدّى لسياسات روسيا والصين، وبدأت أمريكا خفض عدد جنودها في أفغانستان من 100 ألف سنة 2012 إلى 16 ألف وإنفاقها السنوي على الحرب هناك من حوالي 100 مليار دولار إلى 45 مليار دولار سنوياً... عن موقع "فايننشال تايمز" + "الأخبار"12/02/18
أفغانستان: أثبت الباحثون السوفييتيون منذ عقد سبعينيات القرن العشرين وجود كميّات هائلة من خامات المعادن (أو العناصر) النادرة ومن ضمنها عنصر "الليثيوم" في أفغانستان، ولديهم خرائط وبيانات بخصوص المواقع والكيات المتوقعة، وقَدّر خبراء الصناعات العسكرية الأمريكيون سنة 2010 قيمة احتياطي العناصر النادرة في أفغانستان بقرابة تريليون دولار، ووقعت الولايات المتحدة سنة 2017 اتفاقاً مع حكومة أفغانستان (التابعة للولايات المتحدة) بشأن استخراج وتعدين تلك العناصر، وتعمل أمريكا على الإستحواذ مجانًا أو بأسعار بخسة على هذه المعادن بعنوان "استرجاع ما أنفقته الولايات المتحدة على المجهود العسكري وحماية النظام في أفغانستان"، ولكن حركة "طالبان" تُسَيْطِرُ حاليا (سنة 2018) على معظم مناطق وجود تلك الخامات المعدنيّة الثمينة... (يُرْجَى مُراجعة فقرة "الحروب الخفية" في هذا العدد للإطلاع على خاصيات وأهمية هذه المعادن النادرة سواء في الصين أو أفغانستان أو إيران) عن وكالة "سبوتنيك" 14/02/18
كوريا الجنوبية، على هامش الألعاب الأولمبية الشّتْوِيّة: لا يهتم الجمهور العربي كثيرًا بالألعاب الأولمبية الشتوية، بسبب ضُعْف أو انعدام المشاركة العربية والإفريقية، لأن المسابقات تخص أنواعًا من الرياضة التي تتطَلَّبُ مناخًا باردًا (ثَلْجِيًّا)، وبدأت آخر دورة (الدورة الثالثة والعشرون) في كوريا الجنوبية يوم التاسع من شباط 2018 لتتواصل حتى الخامس والعشرين من شباط 2018، ولكن هذه الفقرة لن تهتمّ بالنتائج الرّياضية، بل بالمناخ السياسي والإقتصادي في هذه البلاد التي زارها أكثر من 17 مليون سائحًا سنة 2016... في المجال السياسي، تُعتبر كوريا الجنوبية قاعدة عسكرية أمريكية ضخمة، ويعاني السكان من عربدة ومُجون وإجْرام الجنود الأمريكيين الذي يتمتعون بالحصانة الكاملة، ومثّلت هذه التّظاهرة الرياضية فُرْصَة للحوار بين النّظامين اللذَيْن نَجَما عن الحرب التي قَسّمت البلاد سنة 1953، وفي المجال الإقتصادي قُدّرت الميزانية الأولية المُخَصَّصَة للدّورة بحوالي 13 مليار دولارا (قد ترتفع في نهاية الأمر إلى عشرين مليار دولارا)، وتتضمن الملاعب الرياضية والبُنْيَة التحتية للنقل البرّي والحديدي، وتجري الألعاب تحت حراسة سِتِّين ألف من رجال الأمن وآليات وتجهيزات وطائرات آلية من صنع محلي، وتأمل السلطات أن تستفيد من هذه الدورة الأولمبية لدعم قطاعات اقتصادية عديدة، بما يُفيد اقتصاد البلاد على مدى متوسط وبعيد بقيمة تفوق 45 مليار دولارا، وتستغل الشركات المحلية هذه الألعاب لتجربة لوحات وهواتف وحواسيب جديدة تستخدم شبكة الإنترنت من الجيل الخامس، وتجربة إحدى عشر صنفًا جديدًا من الآليات (رُوبُوت) الأخرى التي تُنَفِّذُ خدمات الإرشاد (بأربع لُغات) والصيانة والنظافة وغيرها... يُرَتِّبُ البنك العالمي اقتصاد كوريا في المركز الحادي عشر عالميا، وبلغت قيمة إجمالي الناتج المحلي 1,41 تريليون دولارا سنة 2016 ورابع اقتصاد في آسيا بعد الصين واليابان والهند، وتنخفض نسبة البطالة إلى 3,7% وفْقًا للبيانات الرسمية بنهاية 2017، لكن ظروف العمل سيئة في معظم القطاعات، وتقمع أجهزة الأمن الإضرابات والإحتجاجات بعنف شديد، وتبلغ نسبة بطالة الشباب (أقل من 30 سنة) حوالي 10% وفق مكتب الإحصاء الكوري، ورغم الأزمة السائدة في معظم الدول الرأسمالية المتطورة، بلغت نسبة النمو 2,8% سنة 2016 و 3,1% سنة 2017، ويتوقع المصرف المركزي أن تنخفض النسبة قليلا سنة 2018 لتبلغ 3%، وتُمثل صادرات التكنولوجيا إحدى مواطن القوة في اقتصاد البلاد، إضافة إلى الإستثمار في قطاعات الإنشاء والبُنى التّحتية (الطرقات والجسور) والعقارات ارتفاع حجم الإستهلاك المَحَلِّي، وتُخَصِّصُ الدولة نحو 4,2% من الناتج المحلي للبحث العلمي ولتشجيع الإكتشافات والإختراعات والتقنيات الجديدة، وساهمت الدولة في ازدهار المجموعات الإقتصادية الكُبْرَى، مثل مجموعة "سامسونغ" التي تمثل إيراداتها (حوالي 175 مليار دولارا سنة 2016) نحو 20% من إجمالي الناتج المحلي للبلاد، وتُشغّل المجموعة 300 ألف عامل في قطاع الإلكترونيك (سامسونغ إلكترونيكس" منهم أكثر من 100 ألف في كوريا الجنوبية التي تستغل العقوبات والحظر ضد كوريا الشمالية لتُقِيم منذ 2004 منطقة صناعية داخلها (حوالي عشرة كيلومترات عن الحدود) وتُشَغِّلُ 124 شركة من كوريا الجنوبية حوالي 53 ألف عاملة وعامل من كوريا الشمالية لساعات طويلة، وبأجور منخفضة في قطاعات الصناعات الكيماوية والنسيج والإلكترونيك... عن وكالة "يونهاب" + أ.ف.ب 10/02/18
بين الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة- خلافات داخل الصف الإمبريالي؟ بدأت "عَسْكَرَةُ" السياسة الخارجية الأمريكية (والأوروبية بدرجةٍ أَقَلّ) منذ عُقُود، وارتفعت وتيرتُها منذ بداية القرن الحادي والعشرين، بذريعة بذريعة محاربة الإرهاب، أو "الدول المارقة"، أو مقاومة نفوذ الصين وروسيا وغير ذلك، واستخدمت الإمبرياليةُ الأمريكيةُ الحِلفَ الأطلسِيَّ لبلوغ أهدافها، وفَرَضَت على الحُلَفَاء زيادة النّفقات العسكرية السّنوِيّة إلى 3% من إجمالي الناتج المَحَلِّي، ورفع المُساهمة الأوروبية في تصنيع الأسلحة الأمريكية الجديدة (مثل الطائرة الضخمة إف 35) باسم "تقاسم أعباء الدّفاع عن العالم الحُر"، وتَضَمّن مشروع المُوازنة الأمريكية لسنة 2019 زيادة كبيرة (أكثر من 10%) في النفقات العسكرية واستحداث 26 ألف وظيفة (في الجيش والمخابرات العسكرية)، وخفضا كبيرا بنسبة 30% في نفقات وزارة الخارجية، مما يُشَكِّلُ مُؤَشِّرًا على أولويات الإدارة الحالية، مع مشاريع الإستثمارات الضخمة في تصنيع وتحديث الطائرات والسفن الحربية والمنظومات البرية والدفاع الصاروخي، لتتمكن أمريكا من "ردع المعتدين المحتملين واستخدام القوة في مناطق استراتيجية أساسية"، وفق بيانات وزارة الحرب الأمريكية (البنتاغون)... في ظل هذا المناخ انطلق الاجتماع الوزاري الدَّوْرِي لحلف شمال الأطلسي (الناتو) يوم الأربعاء 14 شباط/فبراير 2018 في العاصمة البلجيكية بروكسل وسط مخاوف أميركية إزاء مبادرة الدفاع الأوروبية التي تقودها حُكُومتا ألمانيا وفرنسا، بهدف دعم الصناعات العسكرية للشركات الأوروبية، بينما تفْرِضُ أمريكا على أعضاء الحلف الأطلسي شراء أسلحة أمريكية، مما يتطلب تدريبات على استخدامها بإشراف أمريكي، وعقود صيانة وغير ذلك، وأقر الأمين العام للحلف الأطلسي بوجود "خلافات في وجهات النظر"، وكانت دول الاتحاد الأوروبي قد أقرت إقامة تعاون عسكري دائم بينها، وإثارة موضوع بناء جيش أوروبي موحد، وذلك للمرة الأولى رَسْمِيًّا، بهدف تأسيس اتحاد دفاعي أوروبي، على المدى المُتَوَسِّط، ما يجعل الاتحاد الأوروبي أكثر مرونة واستقلالية عن الولايات المتحدة، أما عن الشُّعُوب التي تستهدفها أمريكا وأوروبا والحلف الأطلسي، فإنها ستبقى مُسْتَهْدَفَة، ما لم تُقاوم الهيمنة الإمبريالية برمّتها... عن أ.ف.ب+ رويترز 15/02/18
أمريكا، مَصْدَرُ الإرهاب: تَذَرَّعَ قادة الإمبريالية الأمريكية بتفجيرات أيلول للعودة إلى الإحتلال العسكري المباشر للبلدان، فاحتلّت أفغانستان منذ أواخر 2001 ثم العراق سنة 2003 ولا تزال الجيوش والقواعد الأمريكية تحتل وتعتدي على بلدان عديدة منها أفغانستان وباكستان والصومال والعراق واليمن وسوريا وليبيا، وغيرها، باسم محاربة الإرهاب (كما باسم محاربة القراصنة في بداية القرن التاسع عشر)، ووجب التّذْكِير بالعدوان الأمريكي على البلدان العربية (أثناء الإحتلال العثماني التُّرْكِي) منذ بداية القرن التاسع عشر، حيث تحالفت الولايات المتحدة مع السويد وبعض القوى الأوروبية منذ 1801 فيما سُمِّيَتْ "حرب البرابرة"، واعتدت عسكريا (بذريعة محاربة القَرْصَنَة التي عَوَّضَها الإرهاب حاليا) على سلطنة المغرب وتونس والجزائر وطرابلس الغرب، لأسباب متعلقة بالضرائب على مرور السفن التجارية والقرصنة عليها، وتواصل العُدْوان حتى سنة 1825، وقصفت البحرية الأمريكية المُدُن الساحلية (طرابلس وتونس والجزائر وطنجة...)، وتوسّعت مساحة الولايات المتحدة باحتلال ما أصبحت تشكل الولايات الجنوبية (من فلوريدا إلى تكساس وكاليفورنيا...)... تَدّعِي كُتُبُ التّاريخ عدم توَرُّطَ الولايات المتحدة في الحروب أو في الإحتلال العسكري للبلدان ولكن الوقائع التّاريخية تُفَنِّدُ هذا الإدّعاء، فإضافة إلى ما سُمِّيَ "حرب البرابرة" ضد بلدان المغرب العربي، احتلت الجيوش البحرية الامريكية جزر "فيجي" وجزر "ماكين" و"غيلبرت" و"ساموا" وسواحل إفريقيا وأجزاء من الصين من سنة 1840 إلى 1843، قبل انطلاق الحرب الطويلة ضد المكسيك بين 1846 و1896، بالتوازي مع الحرب ضد السّكان الأصليين في تكساس، وانتهت الحرب بضم أكثر من نصف مساحة المكسيك إلى أراضي الولايات المتحدة، وهي الولايات الأمريكية الجنوبية الحالية، قبل العدوان العسكري على "أورغواي" (1855) و"نيكاراغوا" (1857) و"تايوان" (1867) وكوريا (1871)، قبل الحرب الإسبانية-الأمريكية بداية من 1898 ثم الحرب على الفلبين (مستعمرة إسبانية) بداية من سنة 1899 فيما سُمِّيَ ب"حروب الموز" ودامت حتى 1934، وانتهت باحتلال القوات الأمريكية الفلبين وكوريا الجنوبية بعد نهاية الحرب العالمية الثانية (1946)، وكان ذلك إعلانًا لبداية ما سُمِّيَ "الحرب الباردة"، والتدخل العسكري الأمريكي المُباشر في عدد من البلدان بهدف مَنْعِ الشيوعيين (الذين قاوموا احتلال بلدانهم) من حكم هذه الدول، فقامت بإنزال جوي وبحري في اليونان، وحاربت الشيوعيين وأشعلت حربًا "أهْلِيّة" انتهت بمجازر (1947) ونَصّبت المافيا في إيطاليا، لنفس الغرض، فحكمت منظمات الإجرام (المافيا) مع الأحراب اليمينية (الديمقراطية المسيحية) لفترة خمسة عُقُود، ودعمت "حزب القوميين الصينيين" ضد الحزب الشيوعي في الصين، وأشعلت الإمبريالية الأمريكية حُرُوبًا عديدة، وقع تَصْنِيفُها ك"حرب أهلية" ولكن المخابرات والقوات الخاصة الأمريكية كانت وراءها في "غواتيمالا" سنة 1954 مباشرة قبل "حرب فيتنام" (من 1955 إلى 1975)، والعُدوان على جزيرة "هايتي" (1959) والتدخل العسكري المباشر في تايلند سنة 1962، بذريعة "محاربة الشيوعيين"، وجمهورية "دومينكان" سنة 1965... أشرفت المخابرات الأمريكية مُبَاشَرَة على إنشاء وتدريب وتسليح قوات يمينية إرهابية باسم الإسلام أو المسيحية أو باسم مكافحة الشيوعية في أمريكا الجنوبية وفي آسيا وإفريقيا، في نيكاراغوا وغوتيمالا وفي أفغانستان ولبنان (بالتوازي مع الدعم المُطْلَق للكيان الصهيوني)، وتدخّل الجيش الأمريكي لتغيير حكومات عديدة ومنها جزيرة غرينادا" (1983) وتشيلي (1973) و"بنما" (1988) وهذه مُجرّد عَيِّنات أو أَمْثِلَة قليلة من تاريخ حافل بالمجازر منذ التّأسِيس... عن "مُدَوّنة واشنطن" - صحيفة "قاسيون" (تعريب عرْوة درويش) - بتصرف مع بعض الإضافات 14/02/18
الحُرُوب الخَفِيّة: تُنتج الصين حوالي 80% من حجم "العناصر المعدنيّة النادرة" عالميّاً، وتتحكم بالتالي بالسوق العالميّة لهذه المواد التي قدرت قيمتها سنة 2014 بنحو خمسة مليارات دولارا، ويتوقع أن تصل إلى تسعة مليارات دولارا سنة 2020، وهي تتميز يخاصِّيَّات كيماوية وفيزيائية مُختلفة عن بقية المَعادن، ولذلك تستخدمها الشركات في معظم التطبيقات الحديثة، مثل الهاتف المحمول والحواسيب والبطاريّات الخفيفة، وخصوصًا في التجهيزات العسكرية كالطائرات ومركبات الفضاء، وقررت الصين سنة 2016 خفض صادراتها من تلك المواد، وعملت على تخزين الفائض من الإنتاج لضمان السيطرة المستقبليّة على الأسواق، ما اثار احتجاج أكْبَر المُسْتَوْرِدين مثل اليابان والولايات المتحدة (كنا ذكرنا ذلك في إحدى فقرات نشرة الإقتصاد السياسي)، حيث استوردت الولايات المتحدة سنة 2016 "عناصر نادرة" بقيمة 120 مليون دولارا، استخدمتها في الصناعات العسكرية والإلكترونية، ويحتوي باطن الأرض في أمريكا أو اليابان أو غيرها على كميات من هذه "المعادن النادرة" ولكن عمليات استخراجها وتعدينها تتطلّب استثمارات ماليّة كبيرة، كما تتسبب في تلويث البيئة، وتدرس الولايات المتحدة طرُقًا "نظيفة" ومنخفضة التكاليف، لاستخراج هذه المواد الخام وتخفيف اعتمادها على الصِّين، كما فعلت بشأن النفط والغاز الصّخْرِيَّيْن... تُسْتَخْدَمُ المعادن (أو العَناصر) النّادِرَة بكثافة في الصناعات العسكرية، وتحتوي الطائرة الضخمة "إف 35" (الشّبَح) -التي لم تُسَلِّمها أمريكا سوى للجيش الصهيوني- على ما يُقارِبُ 400 كيلوغرام من العناصر المعدنيّة النادرة، وتضمّ البوارج البحرية الحربية الأميركيّة الحديثة قرابة 2,350 طّنّا من هذه المعادن النّادِرَة، فيما تضُم الغواصات الأميركيّة الحديثة قرابة 4,2 طنا منها كمعدل وسطي، كما تحتوي الأجهزة الإلكترونية والبصرية والليزر والحاسبات الرقميّة الحديثة وغيرها من المولدات الصغيرة للطاقة (لكنها ذات كفاءة عالية) كميات كبيرة (نسبة إلى حجمها) من هذه العناصر النّادرة،، ويتوقع أن يتوسّع استخدامها في الكثير من التقنيّات في الصناعات المَدَنِية والعسكرية، وفي صناعة الإلكترونيات وألواح الطاقة الشمسيّة وصناعة الفضاء، لما تتمتع به من مواد وقدرة فائقة في التوصيل الحراري والكهربائي... يتوقع خبراء وزارة الحرب الأمريكية ان أراضي إيران تحتوي على مخزونات ضخمة من خامات العناصر المعدنيّة النادرة يُقَدَّرُ حجمها بنحو 7% من إجمالي الإحتياطيات العالمية من هذه المعادن بقيمة تبلغ 700 مليار دولارا، أي أعلى من مداخيل النفط الخام، مما قد يجعل من إيران أحد أكْبر مُصَدِّرِي الخامات المعدنيّة، وضمنها العناصر النادرة، وَوَقّعت إيران، بعد الرفع الجُزْئِي للحظر سنة 2016، عقوداً مع شركات صينية وإيطالية وألمانية وفرنسية ودنماركية وغيرها، للتنقيب عن المعادن والعناصر النادرة، في حوالي ثلاثة آلاف منجم، تحتوي على أوكسيدات سبعة عناصر نادرة مهمة، إضافة إلى عناصر نادرة مختلطة مع الذهب أو مع الفوسفات... عن شينخوا + سبوتنيك 15/02/18
صحة: تُصَنِّفُ منظمة الصحة العالمية كأحد الأمراض الخطيرة القاتلة التي تُسَبِّبُ نقصًا في الجهاز المناعي، وهو أحد أهم أسباب الوفيات في العالم، مع نقص المناعة البشرية (الإيدز) والملاريا، ولكنه مرض يُمْكِنُ علاجُهُ والشِّفاءُ منه إِذْ تَرَاجَعَ عدد الوفيات، التي يسببها مرض السل بين سنتي 2000 و 2016 بنسبة 37%، وتستهدف المُنظّمة تقليل نسبة الوفيات الى 90% وتخفيض نسبة الإصابة به الى 80% بحلول سنة 2030، وبلغ عدد المُصابين الجدد سنة 2016 حوالي 10,4 مليون حالة جديدة، وتحتكر قارة آسيا 61% وقارة إفريقيا 26% من إجمالي عدد الحالات في العالم سنة 2016، خصوصًا في الهند وتليها اندونيسيا ثم الصين والفلبين، ونيجيريا وباكستان وجنوب إفريقيا، ولم يتم الكشف سوى عن 6,3 ملايين حالة، وتوفي سنة 2016 قُرابة 1,7 مليون شخص مصاب، كما أصيب بالسل سنة 2016 نحو مليون طفل وتوفي 210 آلاف طفل بسببه، بسبب عدم تشخيصه مُبَكِّرًا، وغياب الرعاية الصحية المُناسِبَة، أو غياب الوسائل المادية والتمويل، خصوصًا وأن المرض تَطَوّر إلى طور مقاومة الأدوية لدى حوالي 500 ألف حالة سنة 2016 عن منظمة الصحة العالمية 13/02/18
وهكذا المادة - نشرة الإقتصاد السياسي عدد 419 - 10 آذار 2018 - إعداد: الطاهر المعز
هذا هو كل المقالات - نشرة الإقتصاد السياسي عدد 419 - 10 آذار 2018 - إعداد: الطاهر المعز هذه المرة، ونأمل أن توفر فوائد لكم جميعا. حسنا، أراك في وظيفة أخرى المقال.
كنت تقرأ الآن المقال - نشرة الإقتصاد السياسي عدد 419 - 10 آذار 2018 - إعداد: الطاهر المعز عنوان الرابط https://notscrets.blogspot.com/2018/03/419-10-2018.html
0 Response to "- نشرة الإقتصاد السياسي عدد 419 - 10 آذار 2018 - إعداد: الطاهر المعز"
إرسال تعليق