عنوان: القوميون في تونس بين السلطة والثورة بقلم ماجد العكريمي
حلقة الوصل : القوميون في تونس بين السلطة والثورة بقلم ماجد العكريمي
القوميون في تونس بين السلطة والثورة بقلم ماجد العكريمي
ان اول هذه الاسئلة كانت قد فرضت علينا نحن القوميين في اواسط الثمانينات بمناسبة اعداد الفصائل الماركسية للمؤتمر الثامن عشر الخارق للعادة للاتحاد العام لطلبة تونس بعد خمسة عشر من تعطيل هذا الهيكل النقابي الطلابي. وكان ذلك السؤال هو كالاتي: هل يجوز للتيار القومي التقدمي الانخراط في هياكل نقابية يعدونها اداة تفاوضية لا تخرج عن ادوات النظام الاقليمي الرجعي العميل ؟
خاض عندئذ الطلبة العرب التقدميون بالجامعة التونسية سلسلسلة ماراتونية من النقاش والتحاليل لهذه المسالة جرت علي مستووين مستوي فيما بيننا وبين الفصائل التي تستعد لإحياء الإتحاد العام لطلبة تونس لاقناع هؤلاء بعدمية هذا المسار وآثاره علي الحركة الطلابية بوصفها جزء لا يتجزء من الحركة الشعبية والتي عليها ان تحتفظ وتحافظ علي حريتها الحركية وصبغتها السياسية وبوصفها كما وصفها الزغيم الراحل جمال عبد الناصر بانها قلعة متقدمة تستكشف للشعب طريق الحياة وان حصرها داخل هيكل نقابي سوف يدجنها كخطوة اولية لافراغها من طبيعتها السياسية وامتدادها الشعبي .
كما دارت نقاشات علي صعيد افقي بين الاخوة في الجامعة التونسية لبلورة خطاب موحد من اجل رفض الاتحاد المذكور الذي لا يعدو كما ذكرنا الا اداة تابعة للنظام الاقليمي الرجعي العميل الذي لا يملك خيارات قراراته ولا سيادته الوطني وان المهام المطروحة علي القومي التقدمي مرحليا واستراتيجيا السعي نحو شعاره الثلاثي :الحرية والوحدة والاشتراكية " وبالتالي فان المشاركة السياسية لا تتم الا في ظل نظام متحرر من الاستعمار و التبعية
استطاع الطلبة العرب التقدميون الوحدويون في تلك التجربة الخروج بموقف موحد ومقنع لمناضليه بعدم المشاركة في هيكل الاتحاد العام لطلبة تونس واستطاع هذا الموقف الصمود صمودا نال اعجاب لا الفصائل السياسية المتواجدة علي الساحة الطلابية فحسب بل حتي جمبع الطلبة القاعديين الي تاريخ معين من تلك التجربة اختلف اخوة الأمس حوله ومنهم من مضى حتى الي تاثيث الركح السياسي لنظام بن علي واستهوت البعض الآخر حتي المناصب العليا التي منحها اياهم النظام الاقليمي الرجعي العميل
لا يزال السؤال الذي طرح في الفترة التي سبق التقديم لها يؤرق العديد من مناضلي التيار القومي التقدمي وخاصة بعد احداث الربيع العبري وخاصة بين من يري فيما حدث ثورة او هبة اجتماعية وبين من يري فيها مؤامرة امبريالية بدات شرارتها بتونس لتمتد نيرانها لتحرق جغرافية الوطن العربي من الشام الي اليمن الي الجماهيرية العربية الليبية وتستهدف رموز المقاومة قادة وافرادا وجيوشا .
ثار مجددا اذن السؤال الذي مازال يشق صفوف القوميين حول جواز مشاركة الاحزاب السيايسة القومية بالحكومات المتتالية منذ 2011 وحتي هذا اليوم
كانت بداية الاختلاف اثر مشاركة الاخ سالم الأبيض في حكومة النهضة الاولي رغم تصريح هذا الاخير ان مشاركته في تلك الحكومة لا تمثل الاشخصه وليس بصفته الحزبية وغم تقديم استقالته الكتابية وليست الفعلية اثر استشهاد الاخ الحاج محمد البراهمي .
وتثار منذ مدة مسالة مشاركة حركة الشعب ليس في الحكومة وانما في الامضاء علي ما سمي بوثيقة قرطاج , قلنا مشاركة في الامضاء فحسب لانه حسب ما تناهي الي علمنا وما هو مؤكد ان حركة الشعب لم تساهم في صياغة هذه الوثيقة التي لا زالت عند الغالبية مجرد اتفاق حول هدنة اجتماعية ومفرغة من كل مضامين اقتصادية كبري ولا اصلاحات جوهرية بل شاركت في الحوازر حول تنقيحات لما طرح فيها وهي وثيقة صيغت بمداد تكنوقراطي دون روح سيايسة
وبالتالي طرح الي جانب تساؤل حول مشاركة نظام تابع اقليمي للحكم سؤال آخر احتياطي وهو لماذا لم تطرح علي حركة الشعب حقائب سياسية داخل هذه الحكومة وكيف تسمح لنفسها التوقيع علي وثيقة تعتبر صمام آمان لحكومة مقصية منها وبالتالي فهي تقدم ضمانات مجانية لهذه الحكومة
بعد مرور اكثرمن سنة علي حكومة قرطاج وامضاء هذه الوثيقة وتبين فشل هذه الحكومة وتصاعد الاحتقان الاجتماعي وانكشاف قبح التحالف الاخونجي وتسترهم علي بارونات الفساد الذي استشري ونخر النسيج الاقتصادي وتضخم المنظومة الاقتصادية الموازية علي حساب نتظومة الدولة ,كان من المنتظر من القوميين الذين رقعوا علي وثيقة الشيخين ان ينسحبوا منها درءا لانخراطهم المشبوه وانتصارا ولو سياسيا للغالبية العظمي من الشعب وتعبيرا منهم لرفض سيايسة الشيخين المبنية علي التحاصص الحزبي وليس للانتصار لمشروع وطني
غير ان ما حدث أخيرا من إحياء او إنعاش لما سمي بوثيقة قرطاج ومساهمة القوميين في هذا الحوار ولو كان بالنقد اللاذع لسياسات حكومة التوافق الوطني كما يشاع عن كواليس الحوار فانه قد ساء الكثير من القوميين سيان بين المنخرط بحركة الشعب أو بآخرين من ابناء التيار وحدثت عدة مناكفات حتي علي فضاء التواصل الاجتماعي حول المشاركة الاخيرة في فصر قرطاج
بين فترة الطلبة العرب التقدميين الوحدويين وحركة الشعب ثلاث عقود, وبين تجربتين اولاها فكرية عقائدية وآخرها حزبية لا يزال السؤال ذاته وازداد تفريعات اخري : هل يجوز للحركات القومية الانخراط والمشاركة في الحكومات الاقليمية التابعة
او ما هو دور الاحزاب القومية في ظل الأنظمة الاقليمية ؟
وهكذا المادة القوميون في تونس بين السلطة والثورة بقلم ماجد العكريمي
هذا هو كل المقالات القوميون في تونس بين السلطة والثورة بقلم ماجد العكريمي هذه المرة، ونأمل أن توفر فوائد لكم جميعا. حسنا، أراك في وظيفة أخرى المقال.
كنت تقرأ الآن المقال القوميون في تونس بين السلطة والثورة بقلم ماجد العكريمي عنوان الرابط https://notscrets.blogspot.com/2018/01/blog-post_809.html
0 Response to "القوميون في تونس بين السلطة والثورة بقلم ماجد العكريمي"
إرسال تعليق