عنوان: ما الذي يجري في ايران بقلم زهير الصادق مخلوف
حلقة الوصل : ما الذي يجري في ايران بقلم زهير الصادق مخلوف
ما الذي يجري في ايران بقلم زهير الصادق مخلوف
لقد خاصمنا الكثير من الأصدقاء حين انحاز موقفنا لصالح سوريا الشعب وسوريا الدولة وسوريا الجيش وسوريا النظام وضد الدواعش والمسلحين والارهابيين وكان رأينا حينها يندرج ضمن تحليل موضوعي للمعادلات الدولية والإقليمية وقلنا أن سوريا لن تسقط في أيدي الارهابيين والمسلحين سواء كانوا نصرة أو فيلق الشام أو الجيش الحر أو مجموعات زنكي أو جيش الاسلام أو .... وذلك لسبب بسيط أن كل هؤلاء لا يبشرون بديمقراطية ولا يتميزون عن غيرهم من الدواعش وهم عملاء ووكلاء الاستعمار وموظفين لدى دوائر الصهيونية العالمية وقد نسلوا من كل الأصقاع بفكر وهابي داعشي لا يؤمن بالإنسان والدول والديمقراطية وكان موقفنا مع أصدقائنا القدامى واضحا وتمايزنا عنهم فكرا وتحليلا وفهما إزاء مخرجات الصراع وأصبنا الهدف والحق في التحليل والنتائج بينما غرق أصدقاؤنا في تحليلاتهم الانطباعية وفي انحيازاتهم الايديولوجيّة فضلوا وأضلّوا وتورطوا .
وها أن الزمان يدور دورته فتترى أحداث أخرى في المنطقة ارتبطت هذه المرة بما يحصل في الداخل الايراني من تحركات ومظاهرات ، فانبرى البعض شامتا وانبرى آخرون يؤججون الصراع خدمة لهذا الطرف الخليجي أو ذاك الأمريكي أو الآخر الصهيوني وذهب آخرون للدفاع الأعمى على ايران الدولة أو ايران الثورة من دون فهم أو تمحيص أو تحقيق .
وإذ نُدْلي بدلونا في هذا الموضوع فمن أجل تسليط
الأضواء على مخرجات الأحداث ومدخلاتها وتمظهراتها وحيثياتها وأسبابها، ونلخصها في ما يأتي :
1- الأوضاع الاجتماعية والمعيشية لفئة هامة من المواطنين الايرانيين ليست على ما يرام وبالتالي فإن المطالب الاجتماعية هي مطالب حقيقية ومشروعة، ويُشابهُ الوضع الايراني الحالي الأوضاع الاجتماعية التي عاشتها تونس قبل الثورة .
2- تأزّم الحياة السياسية
تتميز الحياة السياسية في ايران بالديناميكية والحيويّة والتنازع الديمقراطي الحقيقي ضمن هويّة ديمقراطيّة خاصة أساسها مصلحة الأمة والنظام ولكن في حدود الالتزام بخط الإمام ومبادئ الثورة الاسلامية وهذا التنازع السياسي ورغم انضباطه بالهوية الديمقراطية الخاصة بايران وضمن التصور الايراني الصرف وانضباطه بالمصلحة العليا للنظام وبمبادئ الثورة وبخط الإمام فقد أفتقد الخصوم المتنازعون للمبادئ الأساسية في التنافس النزيه، الأمر الذي أطلق أحداث 2009 والتي تم فيها وضع أهم الرموز المعارضة تحت الإقامة الجبريّة وسجن البعض الآخر وذات التنافس قد خلق أجواء من الشحناء بين أحد رموز السلطة المحافظين السابقين " محمود أحمدي نجاد" وخصومه الإصلاحيين وهو ما يصنع الاحتقان هذه الأيام، ولاحظوا كيف أن أول الشعارات المرفوعة في الأيام الأولى هي " الموت لروحاني " وبالتالي فإن الحياة السياسية في ايران معقدة وحساسة وقابلة للفوران والغليان بين الحين والآخر.فالمحافظون يسيطرون على أجهزة المخابرات والحرس الثوري وأجهزة الرقابة القضائية والأجهزة المنوطة بحماية الثورة عموما (مجلس صيانة الدستور)، ويشتكى التيار الإصلاحي من هذه الأجهزة التي تهيمن على الحياة السياسية وبذلك يرى الاصلاحيون أن تطبيق برامجهم يكاد يكون أمرا شبه مستحيل.وهذا هو لب الأزمة السياسية في ايران .
3- الأوضاع الاقتصادية والمالية :
تمر ايران بوضع اقتصادي ومالي حساس وكانت مناقشة مشروع الميزانية السنوية للدولة وأبوابها المقترحة السبب المباشر في اندلاع الأحداث حيث أبقت الحكومة على جزء كبير منها لصالح دعم المؤسسات الدينية في ايران وكذلك ابقاء الدعم الايراني للدول التي تمرّ بأوضاع حرب أو تقسيم أو مؤامرة ( سوريا العراق ولبنان وفلسطين .... ) ولذلك رفع المتظاهرون شعار " ايران فقط " .
4- أوضاع دول الجوار الايراني :
إنّ أكثر الدول الاثني عشر التي تحيط بايران تعيش أوضاع حرجة من قلاقل أو حروب وبعضها أضحى يشكل تهديدا حقيقيا لأمنها الداخلي وهو ما أرهق مصارف الميزانية العامة التي ذهب جلّها في تأمين الحدود والتوقي من اكتساح الارهاب داخل جغرافيا البلاد.
5- التحديات الجيواسراتيجية :
ونقصد بها التهديدات العسكرية المحتملة ضد ايران وخاصة من طرف " اسرائيل "أو"أمريكا " أو " السعودية "وهي التي سبق أن تعرضت لحرب استنزاف مفروضة وطويلة المدى من طرف العراق بإسناد مباشر من أنظمة الخليج وأمريكا.كما أن الجمهورية الاسلامية بايران تتعرض لكل عمليات الابتزاز والتحيل إزاء موضوع امتلاكها للوقود النووي والمداومة في تهديدها بمراجعة الاتفاق الحاصل معها والاستمرار في الحصار الاقتصادي والمالي عليها والذي دام زهاء36 عاما
كل هذه المعطيات تجعل الأوضاع في ايران لها قابلية الفوران والاهتزاز وتجعلها في مرمى الاستهداف العالمي لإثارة القلاقل داخلها وفرض مزيد من التهديدات الخارجية عليها .
ولكن السؤال المطروح : هل ستتمكن الجمهورية الاسلامية في ايران من تطويق الأزمة وتجاوز المعضلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والمالية والجيو استراتيجية في خضمّ المؤامرات الدولية التي تحيط بها من كل جانب ؟؟؟
الجواب ببساطة نعم فإيران قامت بثورة حقيقية انتقلت بها ومعها لبناء دولة بمعايير الدول الحديثة التي تستند فيها على المأسسة والعدل والتداول السلمي على السلطة واحترام المواطن وهوية الشعب وتنوعه العرقي والاثني والديني وتراهن بالدولة على العلم والتكنولوجيا والتقدم والمنزع الحضاري والقيمي والديني فنالت رضاء الجماهير وولائهم وروح الإبداع وصلابة الانتماء وشدة التضحية، وهو ما تمثلته وأقرّت به عند تعاطيها مع مطالب المتظاهرين المشروعة وطوقت به أعمال العنف والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة بالطرق الحضارية وأبدت استعدادا لمراجعة مشروع قانون الميزانية السنوية وأبوابه المقترحة ونعتقد أنها ستذهب أشواطا في مسألة رفع منسوب الحقوق والحريات المفروضة على المعارضين السياسيين الذين يرزحون تحت الاقامة الجبريّة أو السجنيّة ، متماهين بذلك مع مبادئ الثورة الخمينية الأولى ومبادئ الدولة الديمقراطية الحديثة .
ونعتقد أن النظام الايراني يجيد التعاطي مع المستجدات الحالية بروح المسؤولية الوطنيّة والحضارية النابعة من المبادئ السامية الراسخة في أعماق وفكر منظري الثورة الاسلامية الايرانية وساسة الدولة والجمهورية .
ونعتقد أن سحابة خريف ايران هي بمثابة سحابة الصيف التي تجتاحها حاليا وسيستفيد منها السياسيون ويبنون عليها مراكمة وإصلاحا وتنزيلا ويعتبرون بها تصورا ودروسا وإشارات .وستكون مخرجاتهم تسويات واتفاقات ترضي الجميع وتربأ صدع تشققاتهم السياسية والمجتمعية .
ونعتقد أن الذين ابتدعوا لعبة الشطرنج وقواعدها منذ زمن سحيق وطرزوا الزرابي الفارسية بتلك الدقة والجمال يحدوهم الصبر وإرادة الحياة لن تُعجزهم مثل هذه التحركات وأعجب من الغوغاء الذين يسقطون مسلماتهم التحليلية البعيريّة على الأوضاع الايرانية بتلك البساطة والانطباعية المعتمدة في نسقيّة التحليل والتأويل والتضليل ولذلك نضطرّ للشرح والتفسير ولكن ليس بآليات أصحاب الايديولوجيا الحاقدة وشاربي المعلومات والأخبار المضللة ممن يحتسونها على وقع طبول الحرب وبمعايير أصحاب القلوب المريضة والمستلبة (خليجيا أو أمريكيا أو صهيونيا) وهي تترى كثيرا هذه الأيام وخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي.
نعتقد أن الذين حوصروا ل 36 سنة دون أن يقدموا أدنى التنازلات في القضية الفلسطينية أو في شتى القضايا العادلة ولاعبوا أشرس ثعابين وأفاعي العالم وانتصروا عليهم في الآخر ونقصد الملف النووي بالتحديد لن يُعجزهم التعاطي مع رؤوس جافة أو عقول صلدة من ذات عرقهم وبني وطنهم.
وإذا كانت التحركات المناهضة والمعارضة في كل أصقاع العالم دليل حيوية وتمثل واقعي للديمقراطية وإعطاء منسوب أكبر للحرية فإن ايران قد أعطت الدليل القاطع على احترام خروج بضع مئات من المتظاهرين للشوارع للتعبير والاحتجاج والتظاهر ، وفي المقابل نزل للشارع نفسه ملايين الايرانيين لتأكيد التزامهم ودعمهم لمنظومة الحكم والدولة والثورة ومبادئ الجمهورية الاسلامية.
صحيح أن مطالب المتظاهرين مشروعة ولكن ركوب هذه المطالب من أطراف دولية وتحويلها وتوظيفها لخدمة أجندات خارجية فهذا ما لا يتقبله الشعب الايراني ولا ينخرط فيه وسيفتضح أمر النافخين في ناره ولهيبه وستُسقط ذات الجماهير المتظاهرة أجندات المتآمرين الدوليين حيث تنتصب غرفة عملياتهم في أربيل المتكونة من سعوديين وإسرائيليين وأمريكان وتتواجد في حيرات الأفغانية غرفة ثانية متكونة من ضباط إسرائيليين وسعوديين وأمريكان وضباط من جيش العدل وجماعة مجاهدي خلق وتتأكد بذلك حقيقة مقولة محمد بن سلمان حين قال" سنحوّل الحرب وننقلها إلى الداخل الايراني".
لن يُسلّم حتما الشعب الايراني رقابه لقادة الفتنة
والإرهاب الدوليين الذين دمروا الدول وقتلوا ملايين البشر في اليمن والعراق وليبيا ولبنان وسوريا وأفغانستان وفي كل مكان ولن ينخرطوا في لعبة الأمم التي يقودها صهاينة الأرض وهذه حقيقة البنية النفسية والاجتماعية الثابتة للإيرانيين
الايرانيون يدركون حجم التحدي الدولي والمآمرات التي تحاك ضد بلادهم بسبب مواقفهم المبدئيّة من أهم القضايا الانسانيّة العادلة فوق الكرة الأرضيةأهمها فلسطين والقدس الشريف ورفعوا الصوت عاليا ضد الغدة السرطانية الاسرائيليّة الخبيثة وضد الشيطان الأكبر والعنجهية الأمريكية وضدّ الشجرة السعوديّة الوهابية الارهابية الملعونة وأسقطوا مآمرة وصفقة القرن التي تستهدف تقسيم المقسّم وتجزيئ المجزّأ واحتلال الأرض وإقامة الدولة اليهودية الصهيونية الملعونة بل أن هذا الحلف المقاوم قد ردّ على الصفقة بصفعة القرن حيث اجتمع كل العالم ضد مآمرة آل صهيون وآل سعود وآل ترامب وهو ما دفع حلف الأشرار للاحتشاد ضد حلف المقاومة وحلف القدس الشريف وخاصة بعد صدور قرار الجمعية العامة بالأمم المتحدة من أجل أن ينقلوا الحرب داخل ايران وذلك للاستفراد بالأقصى والقدس وفلسطين وفرض أمر واقع جديد وتسويات وتطبيع مذل على كل دول العالم ولكن هيهات هيهات فالضمير الانساني والاسلامي قد استيقظ واستعد لكل مآمرات الصهاينة والمعتدين .
الايرانيون وحلف المقاومة يَعون جيدا أن القصف العالمي والتضليل الاعلامي سيشتدّ عليهم وستتمايز الصفوف أكثر بعد محنة الداخل الايراني وخاصة بعد رفع الشعارات الخطيرة التي تريد لإيران ان تتخلى عن قضايا الأمة( فلسطين القدس سوريا اليمن العراق لبنان شعب الروهنغينا ) والاهتمام فقط بالداخل الايراني وكأنهم يعيشون في جزيرة معزولة لا تداخل فيها للإقليمي والدولي في المحلي والقطري!!. وسيشتدّ القصف من أحلاف الصهاينة والخليجيين وأبواق رأس المال والمنتدبين الإعلاميين الدوليين والموظفين الغوغاء من نخبة الأعراب وأدعياء الأنتيلجنسيا المستنيرة!!!ولاحظوا كيف أنهم انتفضوا غبطة وفرحا لمجرد وقوع تحركات مشروعة في بلد اسلامي رائد للثورات فطفق بعضهم بالخصف والقصف يحللون ويبررون ويتفيقهون وطفق آخرون يشمتون ويحرضون ويشوّهُون ، وذهب البعض الآخر ينفخ في بالونات الفتنة المذهبية والطائفية ولم ينتبهوا لكون المحافظات السنيّة لم تحدث فيها أية تحركات أو مظاهرات أو قلاقل وهو ما يؤكد طابعها الاجتماعي والسياسي لا الديني أو المذهبي .
بعض نخبتنا التونسية من بقايا جرحى الهزائم في سوريا والعراق ولبنان أخذتهم العزة بالإثم لينشروا الأكاذيب والافتراءات والترهات نفخا في الفتنة وإحياء للطائفية المقيتة .بل وصل بهم الأمر أن وصفوا أنفسهم بالمختصين في الشأن الايراني وزعموا أنهم زاروا ايران وكانوا لها من الناصحين !!! أسفي على أمثال هؤلاء الغوغاء والمزايدين ففهمهم للأوضاع في ايران يتباعد سنوات ضوئية مع الحقيقة ومع الادعاءات التي ينشرونها !!.
أزعم أني أفهم قليلا في الوضع الايراني والإقليمي والدولي بسبب أني زرت ايران عديد المرات وزرت اندونيسيا وماليزيا ولبنان وعديد الدول المتداخلة على خط الصراعات الاقليميّة في المنطقة وفهمت بقدر يسير ما يحصل هناك دون انحياز او تعصب أو تمذهب أو طائفية أو توظيف .
وأأكد أن المآمرة على ايران وعلى حلف المقاومة ستسقط من جديد وستخرج الجمهورية الاسلامية من أزمتها بأكبر نصيب من الاقتدار والعافية والسلامة والقوة وسيخسر حلف الصفقات مراكز نفوذ أخرى في المنطقة ولكن ستشتدّ عمليات التضليل والتطبيع أكثر باعتبار انحياز حلف آل سعود لحلف آل صهيون بشكل مباشر ونتوقع معادلة صراع جديدة وخطيرة في المنطقة بين قرن الشيطان ويأجوج ومأجوج والمسيخ الأمريكي الدجال من جهة وبين دعاة العدل والاستقامة والهداية من جهة ثانية وإن غداً لناظره قريب
وهكذا المادة ما الذي يجري في ايران بقلم زهير الصادق مخلوف
هذا هو كل المقالات ما الذي يجري في ايران بقلم زهير الصادق مخلوف هذه المرة، ونأمل أن توفر فوائد لكم جميعا. حسنا، أراك في وظيفة أخرى المقال.
كنت تقرأ الآن المقال ما الذي يجري في ايران بقلم زهير الصادق مخلوف عنوان الرابط https://notscrets.blogspot.com/2018/01/blog-post_31.html
0 Response to "ما الذي يجري في ايران بقلم زهير الصادق مخلوف"
إرسال تعليق