عنوان: بين سوتشي و جنيف الطريق يمر من دمشق توفيق المديني
حلقة الوصل : بين سوتشي و جنيف الطريق يمر من دمشق توفيق المديني
بين سوتشي و جنيف الطريق يمر من دمشق توفيق المديني
تعتبر روسيا أن سورية هي مفتاح المنطقة، وليس العراق ،هكذا حصل منذ أيام الإسكندر المقدوني قبل 2342عام.والتغيير الجيوسياسي لم يتحقق في الشرق الأوسط عبر بغداد كما توقع وزير الخارجية الأميركي الأسبق كولن باوول، فهذا التغيير يحصل فقط عبر البوابة الدمشقية..وكانت سورية على الدوام مركزًا لصراع الدول الكبرى ، وقد تمددت إليها الحرب الباردة فور إنقسام أوروبا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وحصل الصراع على سورية بين الشرق و الغرب بعد قيام حلف بغداد في العام 1954.ثم أصبحت سورية لاعب إقليمي أساسي في المنطقة بعد دخولها لبنان عام 1976.
ومنذ اندلاع الأزمة السورية عقب انتفاضات ما بات يعرف في الخطاب السياسي الدولي ب«الربيع العربي»في سنة 2011،تحول الصراع الداخلي إلى صراع مسلح،بعد أن أصبح مطلب المعارضة تغيير النظام بالكامل،استخدمت روسيا، ومعها الصين لحق النقض«الفيتو» في مجلس الأمن ضد العديد من القرارات المتعلقة بالأزمة السورية.فشكلت الأزمة السورية فرصة تاريخية لروسيا لاستعادة دورها الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط، الذي كان يعتبر الحديقة الخلفية للهيمنة الأميركية.ومع تفاقم الأزمة السورية واشتداد الصراع الإقليمي و الدولي على سورية، بدا واضحاً أن الاعتبارات الاستراتيجية والأمنية تقدمت واحتلت الأولوية في تحرك روسيا باتجاه الشرق الأوسط، ويأتي في مقدمتها أهمية تعزيز الوجود الروسي في البحر المتوسط كممر وحيد للبحر الأسود، وهو ما تضمنته العقيدة العسكرية البحرية الجديدة التي صدق عليها الرئيس بوتين في 26 تموز/يوليو 2015. حيث نصت الوثيقة على ضمان وجود عسكري بحري «دائم» لروسيا في البحر المتوسط، وتعزيز المواقع الاستراتيجية لروسيا في البحر الأسود، رداً على تحركات الولايات المتحدة، و حلف شمال الأطلسي في البحر الأسود، على خلفية الأزمة الأوكرانية.
وشكلت الحرب على الإرهاب العنوان الأبرز في الاستراتيجية الروسية للتدخل في سورية، وجاء هذا الإعلان بعد سنة وثلاثة أشهر من تشكيل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة من أجل شن الحرب ضد «الدولة الإسلامية» بعد احتلالها مدينة الموصل وإعلان دولة الخلافة وعاصمتها مدينة الرقة السورية.وعبّرت القيادة الروسية عن هواجسها من الخطر الإرهابي المتنامي في سورية بعدما أدركت أن ثلث أعداد الإرهابيين الغرباء الذين انضموا إلى الدولة الاسلامية وعددهم ثلاثون ألفاً، هم من الاتحاد الروسي أو من دول وسط آسيا. واعتبرت هذه القيادة أن أفضل سياسة دفاعية يمكن أن تعتمدها ضد هؤلاء الإرهابيين تتركز على مقاتلتهم والتخلص منهم قبل عودتهم إلى ديارهم.
لا يوجد أدنى شك في عقل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده تعتبر المستهدفة الأولى من قبل الإرهاب الدولي المرتكز على الجماعات الإسلامية المتشددة، و بسبب المخاوف من دور آت للحركات الإسلامية المتشددة، وعلى خلفية الحساسية الخاصة من التيارات الإسلامية التي ارتبطت في شكل مباشر أو غير مباشر بالوضع الداخلي في روسيا، إبان حربها على التطرف والنزعات الانفصالية في شمال القوقاز. وواضح أن التيارات التي بدأت معتدلة في هذه المنطقة أخذت تنحو نحو التطرف التكفيري لاحقاً، بسبب ارتباطها بتنظيمات «القاعدة» و«داعش»و«جبهة النصرة».
على وقع انتصارات الجيش العربي السوري وحلفائه من محور المقاومة (حزب الله و إيران) بطرد الإرهاب المتطرف، والذي نقل الصراع بأحد أوجهه إلى قلب فلسطين المحتلة التي لا تزال تشكّل الاهتمام الأميركي الأساسي الذي يحمي «إسرائيل»، أطل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من قلب سورية ومن قاعدة حميميم التي شكلت منطلقاً لتحرير الكثير من الأراضي السورية، والتقى الرئيس بشار الأسد كاسراً كل أساطير العدو وحلفائه حول أن سورية ستكون مرتعاً للإرهاب، موجهاً رسالة بأنها ستصبح أكثر وجهة تغير تفاصيل الأحداث حول العالم والتي ستكون بوصلة الرؤساء القادمة.
الزيارة الأولى من نوعها لرئيس دولة الى الاراضي السورية بعد سبع سنين من الحرب الجائرة، أفضت بعد سنتين من انتصارات الجيش السوري وحلفائه الى جانب الروسي الى البدء بالتحضير لسحب القوات الروسية حاملين النصر بعد القضاء على معظم التنظيمات الارهابية، التي استشرت في إقليم الشرق الأوسط والعالم، بدعم ورعاية أميركية وغربية،وخليجية، وتركية.وتأتي زيارة الرئيس بوتين في ظل تحولات كبرى على الصعد كافة أنجزها الميدان السوري، وها هي تتوج بلقاء الرئيس بشار الأسد والرئيس بوتين في مطار حميميم ومناقشة الكثير من القضايا التي تتعلق بمحاربة الإرهاب ، والعمل على ترسيخ هذا التحالف الاستراتيجي والمضي به قدما من أجل ألا تعاد الكرّة ثانية، وإذا ما عاد الإرهابيون إلى المعاودة فإن العقاب سيكون قاسيا كما صرح الرئيس بوتين.
التقى الرئيس بشار الأسد يوم الإثنين 11كانون الأول/ديسمبر 2017الرئيس فلاديمير بوتين رئيس جمهورية روسيا الاتحادية في قاعدة حميميم العسكرية،واستعرض الرئيسان الأسد وبوتين القوات العسكرية الموجودة في القاعدة ،وعقدا اجتماعا ثنائيا كما ترأسا اجتماعا موسعا ضم كبار القادة العسكريين الموجودين في القاعدة بحضور وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو والعماد علي عبد الله ايوب رئيس هيئة الاركان العامة للجيش والقوات المسلحة.
وقال الرئيس بوتين: انه اصدر اوامره لوزير دفاعه ورئيس هيئة الاركان العامة للبدء بسحب جزء من القوات الروسية الموجودة في سورية لافتا إلى ان هذا القرار اتخذ في ضوء الانتصارات الحاسمة التي حققها الجيش السوري والقوات الروسية على صعيد الحرب على الإرهاب وفي مقدمتها دحر تنظيم داعش الإرهابي من كل الاراضي السورية مهنئا الرئيس الأسد والشعب السوري بهذه الانتصارات التي تحققت بعد سنوات من الكفاح والصمود.وأكد الرئيس بوتين أن روسيا عازمة على الاستمرار بتقديم كل دعم ممكن لسورية حتى استعادة الامن والاستقرار في كل المناطق السورية مشددا على ان القوات الروسية ستوجه للإرهابيين في سورية ضربة لم يروها من قبل اذا رفعوا رأسهم مرة أخرى .
وبالمقابل أشار الرئيس الأسد إلى أن زيارة الرئيس بوتين إلى سورية تشكل فرصة للتباحث في المرحلة الثانية من مكافحة الإرهاب وفي الوقت نفسه البحث في العملية السياسية في سورية معتبرا أن الانجازات الكبيرة التي تحققت على صعيد محاربة الإرهاب تفتح المجال واسعا امام تفعيل العمل السياسي وايجاد حل سلمي يحقن دماء السوريين ويعيد الامان إلى ربوع وطنهم.
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضرورة تفعيل العملية السياسية لحل الازمة في سورية في اطار محادثات جنيف ،وجولة آستنة القادمة التي ستعقد في 21 والـ 22 الجاري... وقال بوتين خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان عقب لقائهما في أنقرة إننا نأمل أن يتم تفعيل العملية السياسية في اطار محادثات جنيف واجتماعات استانا، وقد اتفقنا على عقد الجولة الثامنة من اجتماعات أستانا الاسبوع المقبل ولا سيما بعد تحرير كامل الاراضي السورية من الإرهابيين تقريبا، وسنستمر في العمل على وقف الاعمال القتالية ومناطق خفض التوتر وزيادة الثقة المتبادلة بين الاطراف. ولفت بوتين إلى أن هناك عملية تحضيرية تجري الان لعقد مؤتمر الحوار الوطني السوري بداية العام القادم.
وتستكمل الجولة الثانية من جنيف 8 بلقاءاتها كاشفة عن مزيد من العراقيل التي تريد المعارضة السورية الرمي بها أمام عجلات الحل السياسي لتصطف على أرضية الخط السياسي للأطراف الدولية و الإقليمية الراعية للإرهاب، في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الخارجية الكازاخية عن موعد الجولة الجديدة في آستنة.فمن وجهة نظر الدولة الوطنية السورية ، و رغم تعدد الجولات وتغير أسماء وألقاب ما يسمى «المعارضة السورية»،فإنّ مطالب الشعب السوري لم تتغير، و تتمثل في الحفاظ على وحدة الأرضي السورية ومكافحة الإرهاب ، بوصفها ثوابت لا يمكن المساس بها. وفي هذا الإطار عقد وفد الجمهورية العربية السورية برئاسة الدكتور بشار الجعفري أمس جلسة محادثات مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص الى سورية ستافان دي ميستورا في مقر الأمم المتحدة بجنيف في اطار الجولة الثامنة من الحوار السوري - السوري.
لا شك أن مسار التفاوض في جنيف وصل إلى باب مسدود، في ظل رفض وفد الدولة الوطنية السورية شروط المعارضة المسبقة، التي تتمسك ببيان «جنيف 1» والقرارين 2218 و2254، وكلها تدعو إلى انتقال سياسي في البلاد، إذ يبدو أن المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا يسعى إلى تأجيل التفاوض حوله. وتؤكد مصادر مواكبة للمفاوضات أن المبعوث الأممي، ستيفان دي ميستورا، لجأ إلى تهديد المعارضة بشكل واضح، بل هددها بنقل الاهتمام السياسي والإعلامي إلى مؤتمر سوتشي لـ«الحوار السوري-السوري » الذي تستعد روسيا لعقده العام المقبل.كما أشارت المصادرذاتها إلى أن دي ميستورا نقل لوفد المعارضة أنها لم تعد تحظى بدعم دولي، وأن تركيا تدعم مؤتمر سوتشي المقرر عقده بدايات العام المقبل.
وقد طلب المبعوث الأممي من المعارضة السورية تأجيل النقاش بالانتقال السياسي والبدء بالتفاوض حول العملية الدستورية من أجل تحقيق تقدم، غير إن المعارضة كانت واضحة بالتمسك بالقرارات الدولية التي تدعو إلى إنجاز انتقال سياسي يقوم على هيئة حكم مشتركة كاملة الصلاحيات، وأن التفاوض حول الدستور والانتخابات قبل الانتقال السياسي بمثابة وضع العربة أمام الحصان. بينما يشكك وفد الدولة الوطنية السورية بوفد المعارضة لجهة تمثيله لكل تيارات المعارضة السورية، مطالباً بدعوة بـ«معارضة الداخل»إلى مفاوضات جنيف. كما يطالب وفد الحكومة السورية بـ«سحب» بيان «الرياض 2» الذي صدر أخيراً، وأثار حفيظة الدولة الوطنية السورية بسبب مطالبة المعارضة فيه برحيل الرئيس الأسد عن السلطة مع بداية المرحلة الانتقالية.
وفي ظل هذا التناقض الكبير ، ليس مستبعدا، أن يعلن دي ميستورا فشل مفاوضات جنيف أو تجميدها في الوقت الراهن، والتهديد بتوجيه الاهتمام إلى مؤتمر سوتشي، لا سيما أن دي ميستورا طالب المعارضة أن تكون واقعية أكثر، وتتعامل وفق ذلك مع المعطيات الميدانية . ونقلت عن المصادر ذاتها، إن المبعوث الأممي اعتبر أن المعارضة «فقدت دعمها الدولي»، وأنها إذا شاركت في مؤتمر سوتشي من دون تحقيق تقدم في سلة الدستور في اجتماعات جنيف الحالية، فإنها «ستتلاشى وتضيع هناك»، وسيكون سوتشي بديلاً لجنيف. ولفتت المصادر ذاتها إلى أن دي ميستورا اعتبر أن «المعارضة تحلل القرار الدولي 2254 وبيان جنيف 1 (2012) بشكل خاطئ، وتدلي بتصريحات ترفع من سقفها دون أساس واقعي».
وفي هذا السياق، قامت روسيا بإعادة رسم استراتيجيتها في المنطقة، مدفوعة في ذلك بمجموعة من العوامل الاستراتيجية، والأمنية، والاقتصادية. وتسارعت التطورات في السياسة الروسية لتشكل خريطة جديدة من التحالفات في المنطقة، وليولد «شرق أوسط جديد» بحضور روسي، سياسي وعسكري، قوي ومتصاعد بعيد التوازن والاستقرار، بعد الفوضى «غير الخلاقة» والمدمرة التي اجتاحت دول الشرق الأوسط،، ولا تزال تداعياتها تعتصرالدول الوطنية العربية المناهضة للسياسة الأميركية.
وهكذا،باتت موسكو ترى أن بوابة العبور إلى المياه الدافئة وعالم البحار المفتوحة وصولا إلى أوروبا وآسيا واحتلال موقع مهم في خريطة الشرق الأوسط، تمر عبر سورية وصولا إلى المنطقة العربية والخليج العربي وتركيا وإيران. ويعني ذلك أن تتحدى روسيا النظام الدولي أحادي القطبية، عبر خلق موانع جيو ـ سياسية في مناطق جغرافية مختلفة لموازنة الضغوط الأميركية عليها في جوارها الجغرافي المباشر. ومن شأن التحصن والتمكن من اللاذقية وطرطوس على الساحل السوري أن يؤمن لروسيا إطلالة ممتازة على شرق البحر الأبيض المتوسط، وموقعاً لا يبارى في التأثير على موازين القوى بالمشرق العربي والمنطقة.
وهكذا المادة بين سوتشي و جنيف الطريق يمر من دمشق توفيق المديني
هذا هو كل المقالات بين سوتشي و جنيف الطريق يمر من دمشق توفيق المديني هذه المرة، ونأمل أن توفر فوائد لكم جميعا. حسنا، أراك في وظيفة أخرى المقال.
كنت تقرأ الآن المقال بين سوتشي و جنيف الطريق يمر من دمشق توفيق المديني عنوان الرابط https://notscrets.blogspot.com/2017/12/blog-post_103.html
0 Response to "بين سوتشي و جنيف الطريق يمر من دمشق توفيق المديني"
إرسال تعليق