عنوان: إقالة "سعد الحريري" والمسْخَرة السّعودية بسيادة الدول العربية د. مصباح الشيباني
حلقة الوصل : إقالة "سعد الحريري" والمسْخَرة السّعودية بسيادة الدول العربية د. مصباح الشيباني
إقالة "سعد الحريري" والمسْخَرة السّعودية بسيادة الدول العربية د. مصباح الشيباني
هذا النظام الذي "يؤمن بنفسه وحسب" يحاول أن يغير في اساليب وحشيته وحملاته وعدوانيته سيادة الأقطار العربية وعلى اي نظام عربي لا يرتهن اليه ولا يؤتمر بأوامره. كيف يمكن للقادة والسياسيين العرب أن يقبلوا بهكذا مسخرة ومهزلة سياسية ودبلوماسية وما ستؤول إليه في المستقبل على العلاقات العربيةـ العربية.
1ـ ألم تتدخل السّعودية في الانقلاب على نظام "محمد مرسي" في مصر( رغم أنه أعلن الطاعة والتبعية ) وتعيين وزير الدّفاع "عبد الفتاح السيسي" خلفا له، في محاولة لرهن هذا البلد بإملاءاته وسياساته الخارجية؟
2ـ ألم تتدخل السّعودية في إقالة "وزير الشؤون الدينية السابق في تونس " عبدالجليل سالم" في أقل من 24 ساعة إثر تصريحه يوم الخميس 03 نوفمبر/ تشرين الأول 2016حول علاقة "الوهابية" بالتشدد والإرهاب في المنطقة العربية في جلسة استماع له بلجنة الحقوق والحريات والعلاقات الخارجية بالبرلمان.
3ـ ألم يتدخل النظام السعودي ويهدّد الأمم المتحدة عندما بلغه أن هذه المنظمة تعتزم نشر "تقرير سري" حول انتهاكاته لحقوق الإنسان في اليمن. وتخلت الأمم المتحدة عن قرارها في تمرير مشروع قرار يطالب بتشكيل "لجنة تحقيق دولية" حول هذه الانتهاكات؟
نعتقد أن النظام السعودي بهذه الممارسات ومن خلال هذه "الإقالة" أصبح يمارس أخطر أنواع الغطرسة على الأنظمة العربية وفي العالم أيضا. ومن خلال هذه الإقالة يبدو أنه كشف آخر أوراقه في محاولة للبحث عن مسالك جديدة نحو الوهن والضلال. فهل يوجد ما هو أقبح من هذه الممارسات في تاريخ العلاقات السياسية والدبلوماسية بين الدول !
أليس من خلال هذه الإقالة، لم يعد هناك مجال للشك أو أي مبهمات في أن ننعت النظام السعودي بالصلف وفقدانه للقيم والأخلاق والأعراف الدبلوماسية في التعامل مع الأنظمة العربية، خاصة في ظل غياب المساءلة العربية الرّسمية أو الدولية على جرائمه والعبث بالأمن العربي والدولي معا؟
قد تكون هذه العملية تصفية حسابات شخصية أو آخر مغامرة يقدم عليها هذا النظام من أجل تأجيج الصراعات بين اللبنانيين، ومن أجل شرعنة الفتنة بينهم ـ لاقدر الله ـ تحت عناوين جديدة وزخرفتها بالتهديدات الأمنية وتنميقها بحكايات عبثية وسخيفة. وهي في كل الأحوال ليست إلا صورة من صور الانحطاط والفشل الذي أصيب به هذا النظام على مدى سبع سنوات من التدخلات في الشؤون الداخلية للأقطار العربية. لقد أصيب هذا النظام بالجنون والهذيان والهستيريا السياسية نتيجة الخسائر المادية والبشرية التي مني بها في حروبه الظالمة على الشعب العربي في سوريا والعراق واليمن وليبيا وغيرها.
ومن ناحية شكل خطاب الإقالة أيضا، فإنه يعد من أهم الدلالات العميقة للممارسات العقيمة والمنفلتة من كل الضوابط والأخلاقيات السياسية والعمل على إنتاج نظام للهيمنة والاستعباد في المنطقة العربية بقيادة ولي العهد السعودي الذي يعتقد أن مصير الأمة العربية أصبح بيده لما اشترى بعض القادة العرب سواء عبر "جامعة الدول العربية" أو من خلال ما يسمى بـ "التحالف السعودي في الحرب على اليمن" أو غيرها من المنصات الدعائية التي جعلت أصحابها عبيدا له.
أما من ناحية مضمون رسالة "الإقالة" فليس فيها ما هو جديد. فقد تكرر هذا الخطاب السعودي في التهديد والوعيد ضد "إيران" و"حزب الله" مئات المرّات وفي جميع المناسبات منذ أكثر من عشرين سنة. وأقل ما يمكن أن ننعت به هذا الخطاب أنه ليس إلا "نكتة سخيفة" تعبّر عن سخافة قائلها ومأزق نظامه على المستويين العربي والإقليمي، وهو يدرك أنه بهذه السخافة يخسر كل يوم مزيد من الحلفاء الذين استغلوا غباءه وسخافته. كما يعبر مضمون هذا الخطاب على ضيق الأفق وعجز هذا النظام على تحمل تبعات سياساته العدوانية ومحاولة منه لقسمة الخسائر المادية مشاعر الألم التي امتلكته مع جميع حلفائه وعملائه بالمنطقة. وبالنتيجة، هو محاولة لنقل الفشل والاحباطات التي آلت إليها الأحداث في سوريا والعراق واليمن إلى "المرتهن" الضعيف.
لقد دخل النظام السعودي في مرحلة الاختيارات الخطرة في ظل الانهيارات المالية والأزمات الاقتصادية المتتالية، لذلك لم يعد أمامه إلا محاولة للعلاج بالصدمة علها تنسيه ما آلت إليه الأوضاع في الداخل وفي محيطه العربي والإقليمي. فبينما تحقق قوى المقاومة العربية في لبنان وفلسطين وسوريا انتصارات مهمة على الإرهاب، يعمل هذا النظام في محاولة يائسة على توجيه آخر ما بقي له من أسلحة إلى هذه القوى وهو يعرف أن ممارساته ليست إلا محاولة لتلويث تافه لمسار التاريخ. فإخفاقاته العسكرية والإرهابية أكبر دليل على غباء قادته وضيق رؤيتهم الاستراتيجية. فكل ما قام به هذا النظام يكشف لنا اخفاقاته العسكرية وتضليله الاعلامي وغباءه السياسي، أليست الزّوايا الضيقة تجلب الموت"؟
أما العبرة من هذه الممارسات للعملاء العرب، وللذين يقبلون بالتبعية والارتهان لغيرهم، أنّ تبعيتكم وولاءكم لأسيادكم على حساب الولاء للوطن، وأنه مهما قدمتم لهم فيها من تضحيات وتنازلات وطقوسيات في العبادة والطاعة لن تسلموا يوما من أعاصير التركيع والإهانات وسلب الإرادة. وتقديم الولاء للأشخاص مهما علا شأنهم على حساب الاخلاص للمبادئ وحب الأوطان لن تجلب لكم إلا مزيدا من الانكسارات النفسية والهزائم السياسية واللعنات الشعبية.
نرجو أن تفتح هذه "المهزلة" السعودية عيون بعض القادة العرب النائمين في غفوتهم من السخرية وانهزامهم وخيانتهم لأوطانهم، لأن الذين صنعوا لهم هذه المحنة لن يعيدوا لهم أوطانهم إذا قذفتها أمواج التغيير. وهل توجد غيبوبة أقبح وأسوأ من التطبيع مع الفوضى والإذلال والارتهان إلى أعداء الأمة؟
وهكذا المادة إقالة "سعد الحريري" والمسْخَرة السّعودية بسيادة الدول العربية د. مصباح الشيباني
هذا هو كل المقالات إقالة "سعد الحريري" والمسْخَرة السّعودية بسيادة الدول العربية د. مصباح الشيباني هذه المرة، ونأمل أن توفر فوائد لكم جميعا. حسنا، أراك في وظيفة أخرى المقال.
كنت تقرأ الآن المقال إقالة "سعد الحريري" والمسْخَرة السّعودية بسيادة الدول العربية د. مصباح الشيباني عنوان الرابط https://notscrets.blogspot.com/2017/11/blog-post_696.html
0 Response to "إقالة "سعد الحريري" والمسْخَرة السّعودية بسيادة الدول العربية د. مصباح الشيباني"
إرسال تعليق