المقاتلون التونسيون العائدون من سورية توفيق المديني

المقاتلون التونسيون العائدون من سورية توفيق المديني - مرحبا أصدقاء ليس سرا مرة أخرى, في هذه المادة تقرأ هذه المرة مع العنوان المقاتلون التونسيون العائدون من سورية توفيق المديني, لقد أعددنا هذا المقال لك القراءة واسترجاع المعلومات فيه. نأمل أن محتويات الإعلانات المادة آخر الأخبار، نصائح صحية، والصحة، والرياضة, ونحن نكتب لكم يمكن أن نفهم. حسنا، قراءة سعيدة.

عنوان: المقاتلون التونسيون العائدون من سورية توفيق المديني
حلقة الوصل : المقاتلون التونسيون العائدون من سورية توفيق المديني

اقرأ أيضا


المقاتلون التونسيون العائدون من سورية توفيق المديني


Résultat de recherche d'images pour "‫المقاتلون التونسيون العائدون من سورية‬‎"أصبح الإرهاب مشكلة معقدة ، وله تداعيات خطيرة على الأمن الإنساني، و الأمن الوطني، والتنمية ،لذاتعددت الإستراتيجيات لمواجهته سواء من الدول الكبرى، أو من الدول العربية التي اكتوت بناره، ومن ضمنها تونس، التي سعت إلى مواجهته، ونجحت في الحدّ من خطورته نسبيًا، لكنّه لا يزال يشكل كابوس رعب للمجتمع و للدولة في آمن معًا، لا سيما مع عودة المقاتلين التونسيين من سوريا.
فبعد هزيمة تنظيم «داعش» في كل من سورية و العراق، تفاعلت خلال سنة 2017،قضية ما بات يعرف بظاهرة عودة الجهاديين من بؤر التوتر.فتنظيم «داعش»يملك مخزونًا بشريًا ضخمًا من هؤلاء الإرهابيين،فمن المحتمل بشدة أن تعود من جديد ظاهرة «العائدون». لكن الموجة الجديدة من ظاهرة عودة الإرهابيين المنتمين لتنظيم «داعش»، ستكون مختلفة عن الموجة الأولى من ظاهرة عودة «الأفغان العرب» الذين شاركوا في القتال مع تنظيمات المجاهدين الأفغان ضد السوفيات في تسعينيات القرن الماضي، حيث الأعداد أكبر، والتركيبة والخصائص مختلفة، والمخاطر أعلى.
فعودة هؤلاء المقاتلين ، أصبحت تشكل معضلة حقيقية حول كيفية تعامل الدول العربية مع هذه الموجة الجديدة من الإرهابيين العائدين، لا سيما في ظل التحولات التي شهدتها الظاهرة، وما ستفرزه من تحديات جديدة على الدول العربية، خصوصًا لعودة الإرهابيين التونسيين الذين تم تجنيدهم من قبل الجماعات السلفية الجهادية للقتال على الأرض السورية، الأمر الذي أثار تساؤلات كبيرة حول معنى قدوم شباب تونس إلى هذا البلد العربي، ليلقوا حتفهم في محرقة الموت؟ وما هي القضية التي يدافعون عنها؟. 
أهم التحولات في ظاهرة عودة الإرهابيين 
يرى الخبراء المتخصصون في الحركات الإرهابية ، أنّ ظاهرة عودة الإرهابيين من بؤر التوتر، تختلف كثيرًا عما كانت في الماضي، لا سيما مع تعدد التنظيمات الإرهابية المحلية والعابرة للحدود، التي أصبحت قبلة هؤلاء المقاتلين حول العالم، لا سيما في العراق وسورية. وقد تطور دور المقاتلين الأجانب، خاصة في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، الذي صار يعتمد عليهم بشكل كبير، حيث يتميزون بدرجة عالية من الالتزام الفكري والتنظيمي، وكذلك بقدر كبير من الجرأة، خصوصاً في القيام بالعمليات «الانتحارية»، أو «الانغماسية»، فضلاً عن تقدم الصفوف في المواجهات المباشرة. وبشكل عام، صارت التنظيمات الجهادية تحرص على ضم مقاتلين أجانب لتحقيق مفهوم الأممية، عبر تعدد الأجناس والأعراق، إضافة إلى أن هؤلاء المقاتلين سيشكلون مستقبلاً ركيزة دعوية وتنظيمية في بلدانهم.
فالتقديرات التي قدمتها السلطات السورية تقول إنه يوجد في سورية حوالي 130 ألف مسلح أغلبهم انضموا إلى الجماعات المسلحة الإرهابية ( جبهة النصرة، والدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش»)، قدموا من 49 بلدا عبر العالم. ويمثل المقاتلون العرب في هذه الحرب قرابة 40 ألف مقاتل أكثرهم قدموا من السعودية حوالي 8 آلاف محارب ثم العراق 6 آلاف مقاتل، تليه تونس 5000 مقاتل، وتليهما ليبيا ومصر بأكثر من 4 آلاف مقاتل لكل بلد. 
وكان لافتاً أن أغلبيّة المقاتلين التونسيين ينتمون إلى مدينة بن قردان، الواقعة جنوبي تونس، على الحدود مع ليبيا. وتعتبر بن قردان من محافظة مدنين، من أكثر المناطق تصديراً للجهاديين إلى سورية. وهي التي قال عنها زعيم تنظيم القاعدة في العراق سابقاً أبو مصعب الزرقاوي «لو كانت مدينة بن قردان بجانب الفلوجة لتحرّر العراق». لكن مع سقوط النظام التونسي في بداية عام 2011، أصبح السلفيون منتشرين في مناطق عديدة، لاسيما في المحافظات التونسية المهمشة من الشمال الغربي و الوسط، وفي مدينة بنزرت، و في الأحياء الفقيرة من مدينة تونس العاصمة. وإذا كان الجنوب التونسي أول من بادر إلى الذهاب إلى سورية كونه يشكل القاعدة التقليدية للإسلاميين، فإن الوسط والشمال لحقا به، لا بل فاقاه حماسة، وها هي مدينة بنزرت في أقصى الشمال تتحول عاصمة لـ«المجاهدين في سورية».
وفي منتصف عام 2016، وصل عدد المقاتلين الأجانب في العراق وسورية، الملتحقين بتنظيم الدولة«داعش»، التنظيم العابر للقارات، والذي يتمتع بهيكلية تنظيمية قوية و خبرات عسكرية واسعة، فضلا عن امتلاكه موارد اقتصادية كبيرة، وغيره من التنظيمات الجهادية الأخر، إلى ما يقرب من 30 ألف مقاتل، نسبة لا بأس بها منهم ينتمون إلى دول عربية، الأمر الذي سيجعل المنطقة العربية بانتظار ما يشبه طوفاناً من العائدين.ينتمي المقاتلون الأجانب المنخرطون في التنظيمات المسلحة إلى نحو 86 دولة من مناطق مختلفة في العالم. وإضافة إلى تعدد الجنسيات، تتنوع أيضاً مشاربهم الفقهية والفكرية، التي يغذي بعضها بعضاً، فتمتزج معاً، وتشكل منظومة فكرية جديدة، تتسم غالباً بدرجة أعلى من العنف، وأعمق في التطرف. يعني ذلك الأمر أن «العائدين الجدد» محملون بأفكار في غاية التطرف والعنف. 
ومن المعروف تاريخياً أن العائدين من بؤر التوتر يعتنقون عادة الفكر الجهادي التقليدي، لكن نتيجة التشدد العقائدي الذي تبنته التنظيمات الجديدة، أصبح الفكر التكفيري هو المسيطر على العناصر المنخرطة فيها. كما أن لبعض تلك العناصر سجلاً جنائياً، يتنوع بين جرائم سرقة، أو تجارة مخدرات، وغيرهما. ووفقاً لدراسة أجراها المكتب الاتحادي لمكافحة الجريمة ومركز المعلومات، المختص بالتصدي للتطرف في ولاية هيسن الألمانية، فالعالم أمام شخصيات مقاتلة تجمع بين التشدد الفكري، والسوابق الإجرامية، مما يجعل محاولة تأهيلهم فكرياً أو اجتماعياً في غاية الصعوبة.
عودة المقاتلين التونسيين خطر عميق على الأمن الوطني 
نعرف الإطار الذي تحول فيه آلاف الشباب التونسيين إلى سورية والعراق وليبيا ونعرف الكثير عن تلك المقاولة التي انطلقت منذ سنة 2011 لاستقطاب وتدريب وتسفير وتمويل الجماعات الإرهابية والزج بها في أتون الحرب السورية، ونعرف أن دوائر تونسية وجهات حزبية نشطت في هذا المجال واتخذت من المساجد ومن أجواء الانفلات الأمني التي وجدت بالبلاد مناخًا وفضاءًا لبث سموم التطرف والإرهاب واستقطاب الآلاف للزّج بهم في بؤر التوتر. والآن يتخوف المجتمع التونسي من الذئاب الشرسة المنفردة التي بإمكانها أن ترتكب جرائم إرهابية، كما حصل مؤخرا حين أقدم الارهابي التونسي الذي تبنى الفكر الداعشي المتطرف منذ ثلاث سنوات على نحر ضابط في وضح النهار أمام مقر مجلس نواب الشعب بعد يوم واحد على جريمة مانهاتن .وحسب بيان وزارة الداخلية فقد اعترف الارهابي زياد بن سالم الغربي أن لديه قناعة بأن استهداف رجال الامن نوع من الجهاد باعتبارهم طغاة...
على الرغم من تمدد تنظيم «داعش» و انتشاره على نطاق واسع ، بشكل لم يصل إليه أي تنظيم إرهابي آخرمن قبل،لا سيما حين أعلن «الخلافة» وتنصيب أبي بكر البغدادي خليفة «للدولة الإسلامية المزعومة»، وذلك عقب سيطرته على مدينة الموصل في يونيو/حزيران 2014،الأمر الذي جعل هذا التنظيم الإرهابي محط أنظار المتطرفين و المتشددين من كل أصقاع المعمورة، نظرًا لقدسية «الخلافة» لهؤلاء ، والذي يعد الهدف الأسمى لكل التيارات الجهادية ،فإنّ الوقائع الميدانية، تؤكد في كل من العراق وسوريا، أن التنظيم يقترب كل يوم من نهايته، خاصة بعد سيطرة الجيش السوري، يوم الجمعة 3نوفمبر الجاري ، على مدينة دير الزور، آخر معقل رئيسي للتنظيم في سوريا. وفي العراق، تمكنت قوات الجيش من انتزاع السيطرة على آخر بلدة مهمة لتنظيم «داعش»مدينة القائم على الجانب الآخر من الحدود.
الحديث عن نهاية هذا التنظيم وتلاشيه حديثا ممكنا... لكن هذا لا يعني نهاية الفكر التكفيري الداعشي... وسوف يحتاج الأمر بعض الوقت قبل تجفيف منابع هذا الفكر واقناع مريديه بأنه لا بديل عن الوسطية والاعتدال والانخراط في العمل السلمي والمشاركة السياسية... وفي الانتظار فإنه يمكن التأكيد بأن الفترة فترة ذئاب منفردة... ـ خاصة مع عودة مئات الارهابيين الذين ولغوا في الدم والخراب في العراق وسوريا وليبيا... ـ وبذلك تصبح هذه الفترة فترة تحرك الذئاب المنفرد ،الذين يحددون بأنفسهم مكان وزمان هذا التحرك، وهو ما يخلق صعوبة كبرى في كشف وإبطال مفعول هذه الأعمال الإرهابية المعزولة حتى لدى أكبر الدول وأكثرها تطورا ولدى أكبر أجهزة الاستخبارات عددا وعدة وتجهيزات من قبيل المخابرات الامريكية والبريطانية والفرنسية. 
صعوبة تأهيل الفكر التكفيري و كذلك الإرهابيين 
إن دعوة قوى الإسلام السياسي إلى سَنِّ قانون « التوبة » استئناسًابالتجربة الجزائرية التي تبنت ميثاق السلم والمصالحة الوطنية لإنهاء حقبة العشرية السوداء في عقد التسعينيات من القرن الماضي،والتي راح ضحيتها نحو200 ألف شخص ، تبدو مخطئة ،لأن المقارنة لا تَصُّحُ بين البلدين، كما أن هذه المصالحة الجزائرية المعروفة ب « قانون الوئام المدني» لم تمنع البعض منهم اليوم للعودة للجبال والتعرض للقوات الجزائرية من أجل إقامة «ولاية الجزائر » الداعشية . وحتى « الجماعة الليبية المقاتلة » التي قامت بمراجعاتها باشراف سيف الإسلام القذافي وأعلنت توبتها عادت إلى نشاطها الجهادي المسلح في شكل ميليشيات بعد ما سمي ب« ثورة 17فبراير 2011»،وهي منذ سنوات تحكم القبضة على العاصمة طرابلس.
ويرى الملمون بطبيعة حركات الإسلام السياسي في تونس،الداعية والمدافعة عن هذه «التوبة» ،بوصفها الحل الأمثل لاستيعاب معضلة هؤلاء الإرهابيين التكفيريين الذين تنتظر تونس عودتهم ،أنها سشكل ظهيرًا خفيًّا من أخطر ما يكون داخل البلاد،لا سيما تأثيرها الملحمي غير المباشر على أولئك « الإرهابيين النائمين » بين ظهراني الشعب،والذين هم يمارسون التقية في انتظار دق ساعة الصفر...إن« التوبة في هذه الحالة ليست إلا طقسا للعبور ..عبور الذئب والراعي في سُبات إلى كنف الزّريبة .ودونك فإن « التوبة » هي رمي الإرهاب بالغيب.
وما‭ ‬زالت‭ ‬العناصر‭ ‬الإرهابية‭ ‬التونسية‭ ‬التي‭ ‬تقاتل‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬وخاصّة‭ ‬في‭ ‬بؤر‭ ‬التوّتر‭ ‬تمثل‭ ‬ملفا‭ ‬شائكا‭ ‬يؤرق‭ ‬المجتمع‭ ‬الذي‭ ‬بات‭ ‬يخشى‭ ‬تسرّبهم‭ ‬عائدين‭ ‬في‭ ‬حركة‭ ‬هجرة‭ ‬عكسية‭ ‬ستكون‭ ‬لها‭ ‬دون‭ ‬شكّ‭ ‬تبعات‭ ‬وخيمة‭ ‬وتداعيات‭ ‬خطيرة‭ ‬على‭ ‬استقرار‭ ‬البلاد‭ ‬وأمنها،‭ ‬ناهيك‭ ‬وأن‭ ‬هذه‭ ‬العناصر‭ ‬تعدّ‭ ‬من‭ ‬أخطر‭ ‬وأشرس‭ ‬العناصر‭ ‬وأكثرهم‭ ‬تطرّفا‭ ‬في‭ ‬أفكارهم‭ ‬وفي‭ ‬عقيدتهم‭ ‬وكذلك‭ 
ورغم‭ ‬أن‭ ‬إمكانية‭ ‬عودة‭ ‬المقاتلين‭ ‬التونسيين‭ ‬ببؤر‭ ‬التوتّر‭ ‬أثارت‭ ‬جدلاً‭ ‬ًمحتدمًا‭ ‬منذ‭ ‬أشهر،‭ ‬لا سيما أن هناك حوالي 800 إرهابيًا تونسيًا عادوا من سورية إلى تونس في الفترة الماضية، فإنّ ‬هذا‭ ‬الجدل‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬هدأ‭ ‬بل‭ ‬واختفى‭ ‬تماما‭ ‬من‭ ‬النقاشات‭ ‬العامّة،‭ ‬واليوم‭ ‬يحاول‭ ‬أغلب‭ ‬الفاعلين‭ ‬السياسيين‭ ‬تجنّب‭ ‬الخوض‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭.. ‬غير‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬ملف‭ ‬عودة‭ ‬المقاتلين‭ ‬وملف‭ ‬العناصر‭ ‬الإرهابية‭ ‬المودعة‭ ‬بالسجون‭ ‬الأجنبية‭ ‬وكذلك‭ ‬ملف‭ ‬الإرهابيين‭ ‬التونسيين‭ ‬المفتّش‭ ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬عنهم دوليا، لاسيما مع تواتر‭ ‬العمليات‭ ‬الإرهابية‭ ‬التي‭ ‬نفّذها‭ ‬تونسيون‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬العالم،أُثِيرَمن قبل اللجنة‭ ‬التونسية‭ ‬للتحاليل‭ ‬المالية‭ ‬التي أعدت تقريرًا في شهر نيسان/أبريل 2017،حول ملف‭ ‬الإرهاب‭ ‬وتمويلاته‭ ‬وعلاقته‭ ‬بالتهريب‭ ‬وبتبييض‭ ‬الأموال،‭ ‬وكشفت‭ ‬عن‭ 
معطيات و إحصائيات هامة حول هذا الملف.
وحسب‭ ‬تقرير‭ ‬لجنة‭ ‬التحاليل‭ ‬المالية،فإنّ‭ ‬عدد‭ ‬الإرهابيين‭ ‬المفتّش‭ ‬عنهم‭ ‬دوليا،‭ ‬يُقدّر‭ ‬بحوالي‭ ‬6095‭ ‬عنصرا‭ ‬موزعين‭ ‬على‭ ‬53‭ ‬دولة،‭ ‬وأن‭ ‬تونس‭ ‬تحلّ‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬الأولى‭ ‬بالنسبة‭ ‬لهؤلاء‭ ‬الإرهابيين‭ ‬المفتش‭ ‬عنهم‭ ‬دوليا‭ ‬حيث‭ ‬هناك‭ ‬1390‭ ‬إرهابيًا‭ ‬تونسيًا‭ ‬مفتّش‭ ‬عنهم‭ ‬دوليًا،‭ ‬بينهم‭ ‬1349‭ ‬من‭ ‬الذكور،بما‭ ‬يعني‭ ‬كذلك‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬41‭ ‬إمرأة‭ ‬من‭ ‬جنسية‭ ‬تونسية‭ ‬مفتّش‭ ‬عنها‭ ‬دوليًا‭ ‬بتهم‭

يختلف الفكر التكفيري السائد في أوساط العائدين كثيراً عن الفكر الجهادي التقليدي، الذي اعتنقه العائدون في الماضي، والذي كان يتمتع ببعض المساحات الفكرية التي تسمح بالحوار، مثل وجود العذر بالجهل، ولو بصورة نسبية، وعدم تكفير العوام على الإطلاق، فضلاً عن عدم إباحة دماء المخالفين بصورة مطلقة. أما الفكر الحالي«الداعشي»، الذي يعتنقه معظم العائدين، فهو يتميز باللتحجر الفكري، الذي يختلف عن التشدد الفكري القابل بوجود احتمالية للمرونة، ولو بقدر ضئيل، مما قد يمثل قاعدة أو أرضية للالتقاء أو الحوار. بينما يرى الفكر التكفيري المتحجر أنه الوحيد الذي يمثل الإسلام، وأن معتنقيه فقط هم المسلمون، ومن سواهم كفار. ويفسر هذا تكفير تنظيم الدولة للجميع، حتى التيارات الإسلامية الجهادية. وهو ما جعل هذا الفكر محل انتقاد حتى من أصحاب الفكر القاعدي المتطرف، فوصفوه بالتشدد والغلو. ويؤمن أتباع الفكر التكفيري بأن كل من حولهم كفار، لكن يجوز التعامل معهم بالتقية، إذا كانوا أقوى منهم، مثل التعامل مع الحكومات والمؤسسات الأمنية، بإظهار التخلي عن المعتقد، أو كما يطلقون عليه «كتم الإيمان»، والتظاهر بقبول أي مراجعات فكرية، أو برامج تأهيلية، وذلك من أجل الحفاظ على النفس من السجن، أو الهلاك، وذلك من باب الضرورة، ثم العودة إلى الفكر التكفيري، والإفصاح عنه بمجرد زوال تلك الضرورة. وهذا ما يفسر فشل العديد من محاولات الترشيد الفكري التي ثبت أنها، في الأغلب، لا تكون مجدية، في ظل تلك التقية العقائدية.والحال هذه يصبح القتل عند أصحاب الفكر التكفيري، غاية وليس وسيلة، حتى إن إقامة الدول عندهم لا تتحقق إلا بالقتل. فداعش أعلن صراحة أن دولته باقية، لأنها بنيت بالدماء والأشلاء. لذلك، يسرف معتنقو هذه الأفكار في قتل مخالفيهم، واستخدام الوسائل البشعة، مثل الذبح، وفصل الرقاب، والحرق. ولا يقتصر هذا على فئات بعينها، أو من يقاتلونهم فقط، بل يسري على الجميع، حتى المدنيين، وكل من كان في استهدافه مصلحة للإسلام.
أخيراً،يجب اعتبارهؤلاء الإرهابيين العائدين إلى تونس مجرمين ارتكبوا جرائم ضد شعوب عربية شقيقة، ما يتطلب أولاً وأساسًا تنظيم محاكمتهم كمجرمي حرب،وتطبيق قانون مكافحة الإرهاب ضدهم.


وهكذا المادة المقاتلون التونسيون العائدون من سورية توفيق المديني

هذا هو كل المقالات المقاتلون التونسيون العائدون من سورية توفيق المديني هذه المرة، ونأمل أن توفر فوائد لكم جميعا. حسنا، أراك في وظيفة أخرى المقال.

كنت تقرأ الآن المقال المقاتلون التونسيون العائدون من سورية توفيق المديني عنوان الرابط https://notscrets.blogspot.com/2017/11/blog-post_409.html

Subscribe to receive free email updates:

0 Response to "المقاتلون التونسيون العائدون من سورية توفيق المديني"

إرسال تعليق