عنوان: ضياع الروح في مهرجان قرطاج : تواصل حجب جائزة الشهيد هاني جوهرية و برمجة المُطبّع زياد دويري بقلم شكري لطيف
حلقة الوصل : ضياع الروح في مهرجان قرطاج : تواصل حجب جائزة الشهيد هاني جوهرية و برمجة المُطبّع زياد دويري بقلم شكري لطيف
ضياع الروح في مهرجان قرطاج : تواصل حجب جائزة الشهيد هاني جوهرية و برمجة المُطبّع زياد دويري بقلم شكري لطيف
فتح مهرجان قرطاج السينمائي الأبواب على مصراعيها لينبلج صوت/ صورة إفريقيا و الوطن العربي و ما اصطُلح على تسميته عموما بسينما الجنوب- وأفسح له المجال لكي يؤكد حضوره و وجوده و إبداعه المتميز، الحرّ و المُتحرّر على المستويات الوطنية و الإقليمية و العالمية. فكان الإشعاع العالمي من خلال مهرجان قرطاج لسينمائيين أفذاذ نذكر منهم على سبيل الذكر لا الحصر: السينغاليين سمبان عصمان وموسى توري و المصريين يوسف شاهين و توفيق صالح و المالي سليمان سيسي و الجزائريين مرزاق علواش و بوعلام قرجو و اللبناني برهان علوية و السوري محمد ملص و المغربي محمد عسلي ...
و تأصيلا و وفاء لمبادئ حق الشعوب في تقرير المصير و التحرر من الاستعمار التي شكلت أرضية عمل حركتي نوادي السينما و السينمائيين الهواة ، كان مهرجان قرطاج السينمائي الحاضنة الطبيعة لقضية الشعب الفلسطيني حيث بعث مديره حمادي الصيد في اواخر السبعينيات جائزة باسم الشهيد هاني جوهرية كما أطلق على قاعتين تابعتين للساتباك اسمي القدس و هاني جوهرية.
و الجدير بالتذكير أن هاني جوهرية ، المقدسي المولد صاحب الكاميرا المعلقة على كتفه مثل بندقية المقاتل، رافق الثورة الفلسطينية مع انطلاقتها الحديثة بعد هزيمة 1967 ، و سجّل معاركها في سبتمبر الأسود في الأردن سنة 1970، ثم في لبنان أثناء الاجتياحات الصهيونية أو خلال الصراع ضد القوى اليمينية الانعزالية في لبنان. و كان هاني جوهرية أول سينمائي فلسطيني و عربي يسقط شهيدا خلال معركة مباشرة ضد العدو الصهيوني إذ استهدفته طائرات العدو و هو بصدد التصوير في 11 افريل 1976 في تلال عين طورة في جنوب لبنان.
و قد أسندت جائزة هاني جوهرية في دورات مهرجان قرطاج السينمائي المتتالية منذ سنة 1978 وصولا إلى سنة 1996، لكي يقع لاحقا حجبها بقرار سياسي من نظام بن علي و أزلامه في وزارة الثقافة التونسية.
و في حين كان من المفروض أن تكون إحدى علامات عودة مهرجان قرطاج السينمائي إلى أصوله ، مجسّمة بإعادة الاعتبار للسينما الملتزمة و المقاومة من خلال إحياء الجائزة التي تحمل اسم الشهيد هاني جوهرية ، ارتأت إدارة المهرجان أن تُدرج في مسابقتها الدولية شريطا لمخرج فرنسي/لبناني يدعى زياد دويري ، و هو من غلاة المدافعين عن بشير الجميل احد اكبر حلفاء العدو الصهيوني و أحد أكبر قادة مجرمي القوى الانعزالية أثناء الحرب الأهلية في لبنان . و علاوة على ذلك ، فانّ هذا المخرج البائس هو ممن جسّدوا التطبيع مع العدو الصهيوني في أفظع أشكاله من خلال إقامته في ضيافة المحتلين لمدة أشهر و إنتاجه و تصويره لشريطه الأخير في فلسطين المحتلة.
انّ دعوة هذا المخرج و إدراج شريطه ضمن المسابقة الرسمية للدورة الحالية لمهرجان قرطاج السينمائي، تأتي في تناقض و تعارض تام مع زعم أن مهرجان قرطاج السينمائي "عاد إلى روحه الأصلية ، روح السينما الافرو-آسياوية المنفتحة على السينما اللاتينو-أمريكية المناضلة" . بل على العكس من ذلك، فانّ هذه الدعوة هي بمثابة مساندة لنهجه التطبيعي و دعم أدبي و مادي له لا يُستهان به بعد ما شهده من مقاطعة سواء في بيروت أو في رام الله. انّ تواصل حجب جائزة السينمائي الشهيد هاني جوهرية و برمجة مخرج مُطبّع مع العدو ، هو طعنة غادرة لروح المقاومة و خطوة جديدة في اتجاه تكريس التطبيع عبر الجسر الثقافي.
في الصورة : السيدة جانيت فتاله جوهرية أرملة الشهيد هاني جوهرية في لقاء تكريمي لهاني جوهرية صحبة مدير مهرجان قرطاج السينمائي الفقيد حمادي الصيد و ممثل منظمة التحرير بتونس في قاعة دار الثقافة ابن رشيق
وهكذا المادة ضياع الروح في مهرجان قرطاج : تواصل حجب جائزة الشهيد هاني جوهرية و برمجة المُطبّع زياد دويري بقلم شكري لطيف
هذا هو كل المقالات ضياع الروح في مهرجان قرطاج : تواصل حجب جائزة الشهيد هاني جوهرية و برمجة المُطبّع زياد دويري بقلم شكري لطيف هذه المرة، ونأمل أن توفر فوائد لكم جميعا. حسنا، أراك في وظيفة أخرى المقال.
كنت تقرأ الآن المقال ضياع الروح في مهرجان قرطاج : تواصل حجب جائزة الشهيد هاني جوهرية و برمجة المُطبّع زياد دويري بقلم شكري لطيف عنوان الرابط https://notscrets.blogspot.com/2017/11/blog-post_369.html
0 Response to "ضياع الروح في مهرجان قرطاج : تواصل حجب جائزة الشهيد هاني جوهرية و برمجة المُطبّع زياد دويري بقلم شكري لطيف"
إرسال تعليق