عنوان: شكلا مستقلة و فعلا مستغلة ...هيئة الانتخابات و النفق المسدود بقلم مباركة الكسير
حلقة الوصل : شكلا مستقلة و فعلا مستغلة ...هيئة الانتخابات و النفق المسدود بقلم مباركة الكسير
شكلا مستقلة و فعلا مستغلة ...هيئة الانتخابات و النفق المسدود بقلم مباركة الكسير
هذه الهيئة التي تعتبر الثانية في تاريخ تونس ولدت مشوهة منذ البداية تحوم حولها الشكوك وتأكد ان أغلب الشكوك اضحت يقينا بدء بتغيير اطارها القانوني .و نحن هنا مضطرين للمقارنة بينها و بين هيئة 2011 و لو ان الظروف و السياق غير متشابهين و المقارنة بينهما لا تجوز بل هو ضرب من المستحيل ؛ هيئة 2011 تعتبر ملحمة رغم نشأتها في ظروف صعبة تمر بها البلاد و رغم الضغوطات الداخلية والخارجية تمكنت من اجراء انتخابات يشهد لها العالم بشفافيتها و نزاهتها ؛ لسبب جوهري يتعلق بتوفر الحس الوطني و ارادة أعضائها و تماسكهم و اصرارهم على نجاح تجربة تونس في مسار الانتقال الديمقراطي. لكن ما توفر لدى أعضاء الهيئة الاولى فقده بعض أعضاء الهيئة الثانية.و يعتبر صدور القانون الاساسي عدد 23 لسنة 2012 المتعلق بالهيئة العليا المستقلة للانتخابات أول بوادر التشكيك في مصداقية الهيئة ؛ أنتج هيئة غير مستقلة لا اداريا و لا ماليا بل ولا سياسيا خضع أعضاؤها الى المحاصصة، و كثرت الشكوك حولها منذ انتخابات 2014 على سبيل الذكر ولا الحصر خرق قاعدة بياناتها ، و ازدادات الشكوك خاصة بعد استقالة رئيسها و عضوين في ماي الفارط دون تقديم تبرير لانسحابهم في فترة حساسة تستعد فيها البلاد لخوض غمار الانتخابات البلدية و اكتفى صرصار بالاشارة الى وجود خلافات مع أعضاء المجلس و اكتفى برمي المنديل و فتح باب التأويل و الاشاعات على مصراعيه .
كان من المفروض على النخبة السياسية حينها ان تتقدم بمشروع اصلاحي بديل ينطلق بتغيير قانون الهيئة الى التثبت في مدى استقلالية اعضاء الهيئة ، الا ان ذلك لم يحصل في استخفاف تام بخطورة الوضع ، و تولى العضو أنوربن حسين انابة الرئيس وهو شخصية يشهد لها بالاستقامة و الانضباط وواصل العمل معلنا في الان نفسه صعوبة اجراء الانتخابات البلدية في موعدعا المقرر و تأجيلها الى مارس 2018 الى ان يتم تعيين رئيس جديد للهيئة و الاعداد للانتخابات، الا انوتيرة الصراع ازدادت حدة بين الاعضاء و عدم التوافق على تحديد رئيس مما جعل الهيئة تتجاوز الاجل القانوني لاجراء القرعة المقررة يوم 8 اكتوبر وهو ما أكدته ايضا المحكمة الادارية و بالتالي أصبحت تركيبة الهيئة قابلة للطعن و كخطوة لتجاوز الوضع تقدم ستة أعضاء بترشحهم أغلبهم مدعومين من حركة النهضة والنداء و مع ذلك لم يتم التوافق لا في الدورة الاولى ولا في الثانية التي تأهل لها كل من محمد المنصري و نجلاء براهم، و ياتي انسحاب الرئيس بالنيابة من السباق ليلة التصويت ليؤكد مرة اخرى أن الهيئة مسيسة و اصبحت خطرا يهدد المسار الديمقراطي لخضوعها للمخاصصة معبرا عن استيائه و احباطه من تنكر البعض له و عدم التصويت له موجها اصابع الاتهام الى المترشحة براهم بتسميم الاجواء داخل الهيئة وهي التي تدين بالولاء لحركة النهضة باعتبار توليها سابقا منصبا بديوان سمير ديلو و كذلك المهدي بن غربية. ورغم انه من المفروض ان يحسم نواب الشعب في مسالة ترشيح شخصية الا انه فشل للمرة الثانية .هذا الفشل الذي يراها البعض تكتيكا لاستغلال الفراغ القانوني للهيئة و المماطلة في حسم الامر ولم لا تأجيل الانتخابات البلدية بعد انتخابات 2019. و فشلت الهيئة و المجلس في تعيين رئيس فهو بالتالي فشل في سير الانتقال الديمقراطي وهو اقرار بالعجز تجاه تسيير دواليب الدولة.
هيئة تجردت من مصداقيتها و سحبت منها الثقة فكيف سنأتمنها على المواعيد الانتخابية القادمة ، و نواب شعب منحهم الشعب صوته و حملهم الأمانة يفتقد الروح الوطنية فكيف سبتحمل مسؤولية الامانة.
وهكذا المادة شكلا مستقلة و فعلا مستغلة ...هيئة الانتخابات و النفق المسدود بقلم مباركة الكسير
هذا هو كل المقالات شكلا مستقلة و فعلا مستغلة ...هيئة الانتخابات و النفق المسدود بقلم مباركة الكسير هذه المرة، ونأمل أن توفر فوائد لكم جميعا. حسنا، أراك في وظيفة أخرى المقال.
كنت تقرأ الآن المقال شكلا مستقلة و فعلا مستغلة ...هيئة الانتخابات و النفق المسدود بقلم مباركة الكسير عنوان الرابط https://notscrets.blogspot.com/2017/11/blog-post_32.html
0 Response to "شكلا مستقلة و فعلا مستغلة ...هيئة الانتخابات و النفق المسدود بقلم مباركة الكسير"
إرسال تعليق