نشرة الإقتصاد السياسي عدد 404 - 25 تشرين الثاني 2017 - إعداد: الطاهر المعز

نشرة الإقتصاد السياسي عدد 404 - 25 تشرين الثاني 2017 - إعداد: الطاهر المعز - مرحبا أصدقاء ليس سرا مرة أخرى, في هذه المادة تقرأ هذه المرة مع العنوان نشرة الإقتصاد السياسي عدد 404 - 25 تشرين الثاني 2017 - إعداد: الطاهر المعز, لقد أعددنا هذا المقال لك القراءة واسترجاع المعلومات فيه. نأمل أن محتويات الإعلانات المادة آخر الأخبار، نصائح صحية، والصحة، والرياضة, ونحن نكتب لكم يمكن أن نفهم. حسنا، قراءة سعيدة.

عنوان: نشرة الإقتصاد السياسي عدد 404 - 25 تشرين الثاني 2017 - إعداد: الطاهر المعز
حلقة الوصل : نشرة الإقتصاد السياسي عدد 404 - 25 تشرين الثاني 2017 - إعداد: الطاهر المعز

اقرأ أيضا


نشرة الإقتصاد السياسي عدد 404 - 25 تشرين الثاني 2017 - إعداد: الطاهر المعز


في الذكرى المائوية لثورة اكتوبر الإشتراكية، وجب التّذْكير ببعض أفضالها على العرب، منها نشر اتفاقية بريطانيا وفرنسا (سايكس - بيكو) لتقسيم الوطن العربي ونشر المحادثات السرّية لِسَلْبِ فلسطين وإهدائها إلى الحركة الصهيونية، قبل إطلاق وعد بلفور الذي نَشَرَتْهُ قيادات الثورة البلشفية أيضًا... 
أقام رُؤَسَاء حُكُومَتَيْ بريطانيا والكيان الصهيوني حفلاً مُشْتَرَكًا ومأدبة عشاء لإحْياء ذكرى مُرُور قرن على وثيقة وزير الخارجية البريطاني "أرثر جيمس بلفور" (02/11/1917)، وأعلن وزير الخارجية البريطاني في حكومة "تريزا ماي" بوريس جونسون "ساهم وعد بلفور في قيام أمة عظيمة"، فيما أعلن رئيس وزراء العدو الصهيوني: "لم يكن للدولة أن تقوم من دون الاستيطان والحُرُوب، ولكن قوة الدفع الدولية كانت من غير شك هي وعد بلفور"

افتخرت رئيسة الحكومة البريطانية (تيريزا ماي) بالذكرى المائوية لوعد بلفور، باعتباره "انجازاً تاريخياً للإمبراطورية البريطانية" كما افتخرت "بتأسيس دولة اسرائيل وجعلها وطنا قومياً ليهود العالم" على حساب الشعب الفلسطيني...
كان المستوطنون الصهاينة مواطنين في روسيا وبولندا وألمانيا وجميع أنحاء العالم، وكان بعض أجدادهم يعيشون في الأندلس، وأصابهم ما أصاب المُسْلِمين من تقتيل وتهجير على أيدي ملوك وحُكام أوروبيين "باسم الديانة المسيحية"، وعانى عدد من المواطنين الأوروبيين اليهود من اضطهاد ومن قمع حُكأم بلدانهم (الأوروبيين أيضًا) خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، وبدل البحث عن حل في أوروبا لمُشْكلة أوروبية (ومواطنين أوروبّيّين) عمدت بريطانيا كَرَمْزٍ للإمبريالية- إلى تشجيع الحركة الصهيونية على تحشيد يهود العالم، لاستعمار فلسطين وتهجير أهلها (الذين تستعمر بريطانيا بلادهم) "تعويضًا" لليهود الأوروبيين على ما عانوه من اضطهاد في أوروبا على يد حكام أوروبا، واصطناع قومية لليهود، وإقامة دولة لهم في فلسطين تُمَكِّنُ الإمبريالية من تجميعهم على أساس استعماري استيطاني يخدم مصالح الإمبريالية...
بعد قَرْنٍ أصبحت الإمبريالية الأمريكية مُهَيْمِنَة على العالم، وزادت من دعم الإمبريالية للكيان الصهيوني على حساب الفلسطينيين والعرب، لأن احتلال فلسطين يستهدف تقسيم الوطن العربي وتشتيت شعوبه عبر زرع كيان دخيل، هو بمثابة القاعدة العسكرية والإيديولوجية داخل الجسم العربي... 

في جبهة الأعداء: كانت الهند إحدى أعمدة "حركة عدم الإنحياز" منذ مؤتمر "باندونغ" (اندونيسيا) سنة 1955، وعضو حاليا في مجموعة "بريكس" (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب افريقيا) وكانت حكوماتها المتعاقبة منذ استقلالها عن بريطانيا (1947) داعمة لحركات التحرر الوطني، غير أن التغييرات الحاصلة في العالم أَثَّرَتْ في الهند ومن التغييرات الواضحة -والتي تَعْنِينَا بدرجة أولى كَعَرب- تكثيف الإتصالات والعلاقات السياسية والإقتصادية والعسكرية مع الكيان الصّهيوني، منذ 1991، وخصوصًا بعد انهيار الإتحاد السوفييتي والعدوان على العراق (1991) وتوطّدت إثر توقيع اتفاقيات أوسلو (1993)، وذلك خلال حكم "حزب المُؤْتَمَر" الذي كان قادتُهُ من مُؤَسِّسِي "حركة عدم الإنحياز"، ولكن العلاقات توثّقت كثيرًا خلال حكم الحزب اليميني العُنْصُري، "الحزب القومي الهندوسي" (باهارتيا جاناتا) الذي يُؤْمِنُ بتفوق "الحضارة الهندوسية" على بقية حضارات المنطقة (مثل الحزب النازي الذي اختلق "الجنس الآرِي")، والذي يترأسه "ناريندرا مُودي"، رئيس الحكومة الذي توافقت عقيدته (وعقيدة حِزْبِهِ) العنصرية واليمينية مع جوهر الصهيونية، وأحْيت الحكومتان الذكرى الخامسة والعشرين لعودة العلاقات الدبلوماسية سنة 2016 بمبادرات غير مسبوقة منها زيارات زعماء صهاينة وتوثيق العلاقات الإقتصادية والعسكرية والسياحية (تُعْتَبَر بعض المُنْتجعات السياحية الهندية شبه مُخَصَّصَة للضباط الصهاينة)، وكان رئيس الوزراء الهندي "ناريندرا مودي" أول مسؤول حكومي رفيع يزور الكيان الصّهْيُوني (تموز/يوليو 2017)، ووقَّعَ اتفاقيات تعاون في مجالات عديدة، منها الأمن والزراعة والمياه والطاقة، كما وَقَّعَ أكبر صفقات يعقدها المُجَمّع العسكري الصهيوني في تاريخ الصناعات العسكرية الصهيونية، بقيمة 1,6 مليار دولار (مُعْلَنَة) شَمِلَتْ منصات صواريخ منظومات دفاع جوي (من صنع أمريكي وتطوير صهيوني)، ونُجم وأجهزة اتصالات حديثة وأسلحة للجيوش الثلاثة (البر والجو والبحر) وقطع الغيار والمنظومات الخاصة بهذه الأسلحة... في المُقابل، وبمناسبة الإعلان عن زيارة رئيس حكومة العدو للهند، أعلنت منظمة الفلاحين -التي أسّسَها الحزب الشيوعي الهندي سنة 1936-  والتي تضم 16 مليون فلاّحًا دعمها لحقوق الشعب الفلسطيني والتحاقها بحركة المقاطعة والدعوة إلى سحب الاستثمارات وفرض العقوبات على دولة الكيان الصهيوني، ومقاومة سيطرة الشركات الصهيونية على الزراعة الهندية، وفق بيان صدر يوم الأحد 29/10/2017، وَالتزمت المنظمة بالعمل على رفع مستوى الوعي لدى الفلاحين الهنود لمنع الكيان الصهيوني وشركاته، من تمويل الاحتلال العسكري ونظام الفصل العنصري الذي تفرضه على الشعب الفلسطيني... عن رويترز + وكالة "سبوتنيك" 30/10/17  يشارك جيش الجو الهندي في مناورات عسكرية مع جيش الإحتلال الصهيوني في منطقة "النَّقَب" (جنوب فلسطين المحتلة) تحت إسم "بلو إكسرسايز" وتدوم المناورات أسبوعين من 2 إلى 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، بمشاركة سبعين طائرة حربية وجيوش تسع دول (منها الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبولندا والهند واليونان وإيطاليا) وربما دول عربية، وأوردت الصحف الهندية والصهيونية بالمناسبة بيانات نستنتج منها: تُشارك الهند بطائرات العمليات الخاصة من طراز (سي - 130 جيه) وأفراد من وحدة القوات الجوية الخاصة "جارود"، وبلغت قيمة صادرات الأسلحة من الكيان الصهيوني إلى الهند نحو مليار دولارا سنويا... عن صحيفة "تايمز أُوف إندِيَا" 01/11/17

في جبهة الأعداء - سويسرا أو "حِيَاد" الرأسمالية: تَدّعِي دولة سويسرا الحِياد السياسي، واعتبرها الإعلام الأوروبي "وسيطًا نزيهًا" في الصراع العربي الصهيوني، ولكن خزائن مصارفها تَفِيضُ بالأموال المَسْرُوقة والمُهرّبة، وتُمثل الأسلحة قِسْطًا هامًّا من صادراتها، ونشرت بعض وسائل الإعلام عددًا من المعلومات عن التعاون العسكري بين سويسرا والكيان الصهيوني، واعترفت وزارة الحرب  السويسرية مُؤَخَّرًا بإرسال فريق لاختبار طائرة استطلاع بدون طيار في الجولان المحتل من قِبَل الكيان الصهيوني (منذ 1967)، ورغم عدم اعتراف سويسرا بضم هذه الأراضي المحتلة، فقد تَعَدَّدَتْ زيارة المسؤولين الحكوميين الرّسْمِيِّين السُّويسِرِين للقواعد الجوية الصهيونية في الجولان منذ 2012 (وفق الأخبار المُوَثَّقة) وربما قبل ذلك، وتوجد وثائق بشأن زيارات عديدة سنوات 2012 و 2013 و 2015 و2017 دامت كلٌّ منها عدَّةَ أيّام، بهدف اختبار طائرة تجسُّس آلية من تصنيع الكيان الصهيوني (بترخيص أمريكي) وتعتزم سويسرا شراء عدد من هذه الطائرات (هيرميس 900) بقيمة 265 مليون دولار، وبعد افتضاح أمر هذه الزيارات وهذه الصفقة، ادَّعَتْ وزارة الخارجية السُّويسريّة: "إن الزيارات جرت دون علم وزارة الخارجية" وإن "وجود أفراد طواقم سويسرية بالقاعدة الجوية يتعارض مع موقف سويسرا من الصراع في الشرق الأوسط" وإن هذه الزيارات وهذه الصفقات الحربية "نتجت عن خلل في الاتصالات، وعن عدم إدراك المسؤولين السويسريين إنه غير مسموح لهم بالتواجد هناك..."، وهو تبرير لا يُصَدِّقُهُ عاقل، ولكن دولة سويسرا تُصِرُّ على إتمام هذه الصفقة العسكرية بمجرد انتقال مكان الإختبارات من الأراضي المحتلة سنة 1967 إلى الأراضي المحتلة سنة 1948... عن رويترز 02/11/17 

المغرب: استطاع ملك المغرب (الحاكم الفعلي والمُشْرِف الحقيقي على عمل الحكومة) الإلتفاف على الأزمة لفترة محدودة بمسرحية "إقالة الوزراء غير الأكِفّاء"، ولكن المواطنين (الرّعَايا) يَكْتَوُون كل يوم بنيران الأسعار المُلْتَهِبَة، لأن الحكومة تُعول على الضرائب المُباشرة (من رواتب الأجَرَاء) وغير المباشرة (القيمة المضافة وضرائب الخدمات) لزيادة إيراداتها إلى 22 مليار دولارا، منها 3,2 مليارات دولارا من ضريبتي استهلاك الطاقة واستهلاك السلع لِوَحْدِهِمَا، وبقيمة 4,1 مليارات دولارا من ضريبة القيمة المُضَافَة، وفق البيانات الرّسمية، ممّا أرْهَقَ الأُجراء والعُمّال والفُقَراء، وارتفعت قيمة إيرادات الدولة من الضرائب على الإستهلاك بنسبة 4,3% في ميزانية سنة 2018 من 8,9 مليارات دولارا سنة 2017 إلى 9,3 مليارات دولارا سنة 2018، بفعل زيادة الضريبة على استهلاك التِّبْغ بنسبة 60% من سعر البيْع، وضريبة استهلاك الكحول (والجعة) من 127 مليون دولارا سنة 2017 إلى 140 مليون دولارا سنة 2018 ، ولا يستطيع أحدٌ الإعتراض على زيادة الضريبة على استهلاك التّبغ والكحول، فتسْتَغِلُّ الدّولة ذلك، لتبالغ في الزيادات، كما سترتفع ضريبة القيمة المُضافة على استهلاك الوقود من 10% إلى 14%، وستتراوح نسبتها على إجمالي السلع والخدمات بنسب تتراوح بين 10% كحد أدنى (بدل 7%) و20% كحدٍّ أقْصَى (بدل 14%)، ويُتَوَقَّعُ زيادة رُسُوم الجمارك على واردات المنتجات المصنعة ونصف المصنعة، لتنتقل نسبة الرُّسُوم من 17,5% إلى 20% على بعض السلع ومن 25% إلى 30% على أخرى، وادّعت الحكومة "إن هذا الإِجْراء يهدف حماية الإنتاج المحلي، وكذلك خفض عجز الميزان التجاري"، وأظهرت تقارير رسمية ارتفاع نسبة الفقر، وبالأخص في المناطق الرِّيفِيّة... بلغ الدين العام للمغرب نحو 67 مليار دولار سنة 2016، منها 78,3% ديون داخلية و21,7% خارجية، فيما وصلت خدمة الدين إلى 13 مليار دولار، وفق البيانات الرسمية، واقترضت الدولة سبعة مليارات دولارا سنة 2016 ومن المُقَرَّر (وفق قانون الموازنة) اقتراض سبعة مليارات دولارا سنة 2018، لسد العجز، بالإضافة إلى زيادة الضرائب على الرواتب والضرائب على الإستهلاك...  أ.ف.ب 30/10/17

تونس: قدَّمنا في عدد سابق بيانات عن ميزانية تونس لسنة 2018، وتتسم في خطوطها العريضة بالعجز المُستمر (6% مُتَوَقَّعَة سنة 2017 ) وباللجوء إلى الإقتراض الداخلي والخارجي (حوالي 3,5 مليارات دولارا من إجمالي قيمة الميزانية المقدرة بخمسة عشر مليار دولارا سنة 2018)، وارتفاع خدمة الدّيون من 2,165 مليار دولارا سنة 2016 إلى 2,954 مليار دولارا سنة 2017، ويتذمّر المواطنون من الإرتفاعات المُشِطّة للأسعار بفعل انخفاض الدِّينار المستمر للسنة الرابعة على التوالي، ما عَطّل عددًا من المشاريع الحكومية التي ارتفعت تكاليف إنجازها أثناء التنفيذ، خصوصًا في قطاع البُنْيَة التّحتية ومنها الطّرقات والإنشاء، وبلغ عدد المشاريع الحكومية المُعَطّلة حوالي 320 بسبب نقص التمويل بقيمة حوالي 625 مليون دولار (1500 مليون دينارا تونسيا)، وعوّلت الدولة على القروض الخارجية لتمويل جُزْءٍ هام من هذه المَشَارِيع، ما يجعل الخسائر مُضاعفة (تسديد الديون وخدمة الديون ثمنًا لمشروع لم يقع إنجازُهُ)... أ.ف.ب 30/10/17

ليبيا، من إنجازات الإمبريالية: أصبحت ليبيا منقسمة إلى ثلاثة منذ العدوان الأمريكي-الأطلسي 2011، وأعادت أمريكا إلى الواجهة عميل المخابرات المركزية "خليفة حفتر" ذو الجنسية الأمريكية، بدعم عسكري مصري ودعم مالي إماراتي، وكان حفتر قد هَرَبَ إلى أمريكا بعد انكشاف خيانته للجيش الذي كان ضمن قياداته قبل حوالي ثلاثين سنة، وأعادته الإمبريالية الأمريكية إلى السّاحة بعد الإطاحة بنظام معمر القذافي، لِيُسَيْطِرَ على شرق البلاد، فيما تُسَيْطر على غرب البلاد حكومة أخرى سُمِّيَت "حكومة الوِفاق" واحتل أمراء الحرب الجنوب، بعد الإستيلاء على السلاح من ثكنات البلاد، بإشرف المخابرات المركزية الأمريكية التي وزَّعَتْهُ بين الفصائل الإرهابية في سوريا، ونظيرتها في المنطقة المُحِيطة بالصحراء في إفريقيا، كَجُزْءٍ من المخططات الإمبريالية الأمريكية لإعادة تقسيم العالم ("الشرق الأوسط الكبير" و"الفَوْضَى الخَلاَّقَة" و"أفريكوم"...)، وكان يعمل في ليبيا قبل 2011 حوالي ثلاثة ملايين مهاجر (من إجمالي حوالي عشرة ملايين نسمة) من البلدان العربية والإفريقية، وَحَرَمهُم العُدوان على ليبيا من عَمَلِهِم، ثم مَنَعَتْهُم أوروبا (المشاركة بقوة في العدوان) من دخول أراضيها بحثًا عن عمل أو هَرَبًا من الحرب، وتعيش ليبيا منذ شباط/فبراير 2011 غزوًا أجْنَبِيًّا مُغَلّفًا بغطاء "الأمم المتحدة"، ونَهْبًا لثرواتها، مع انتشار الفساد والجريمة (بفعل انتشار السّلاح) والفقر، وانهيار المنظومة الصِّحِّية والتعليمية والبُنْيَة التَّحْتِيّة والخدمات، وكل مُقوِّمات الدولة... كان من نتائج هذا العُدْوان الأطلسي تهْجِير ونزوح 25% من الشّعب الليبي، وتعرض سُكّان مُدُنٍ كاملة للتهجير بدعوى مُناصرتهم لنظام القذافي أو لفصيل من الفصائل المسلحة المتنافسة منذ 2011، منها مدينة "تاورغا" فيما تعرض بعض سكان المدن الأخرى ل"عقاب جماعي" من قِبَلِ عُملاء لقوى امبريالية خَرّبَت البلاد وأسقطت النظام والدّولة ومؤسساتها... عن "الشرق الأوسط" (سعودية تصدر في لندن)01/11/17

سوريا في الإستراتيجية الأمريكية: تَعَدَّدَتْ زيارات مسؤولين أمنِيِّين أمريكيين إلى سوريا منذ نحو سنتين، خارج القنوات الرّسْمِية، عبر بيروت، وبدون نتائج تُذْكَر لحد الآن، وسبق أن أجْرى مسؤولون أمنيون أميركيون، من بينهم مدير الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) اتصالات مع رئيس مجلس الامن القومي السوري، بشأن ملفات تخصّ مفقودين أميركيين في سوريا، من بينهم عملاء للاستخبارات العسكرية الاميركية، وهي القضية الرئيسية التي تَهُمُّ هؤلاء المسؤولين الأمريكيين، فيما يَعْتَبِرُ النظام السّوري أي وجود للقوات الأمريكية بمثابة الإحتلال، ما يُبَرِّرُ الحذر والرِّيبَة تُجاه ممثلي أمريكا التي أعلن عدد من مسؤوليها إنشاء مزيد من القواعد العسكرية شمال سوريا، بهدف بقاء جيش الإحتلال الأمريكي في سوريا (كما في العراق) بعد هزيمة "داعش"، ونَقْلِها إلى جَبَهات أخرى، وأعلنت الحكومة السورية عزمها استعادة السيطرة على كامل الاراضي السورية، سواء من خلال التفاوض والمصالحات أو من خلال المعارك العسكرية، وكانت قد رفضت عقد مؤتمر بإشراف روسيا في قاعدة "حميميم" العسكرية تحت مُسَمّى مؤتمر حوار "الشعوب" السّورية، ما اضطر روسيا إلى تغيير المكان إلى "سوتشي" في روسيا وإلغاء تسمية "الشُّعُوب" السورية... من جهة أخرى، تسَرَّبَتْ أخبار مُتَوَاتِرَة عن تغييرات في سلوك الصينين (الأويغور) من "الحزب الإسلامي التركستاني"، في مناطق سيطرته (مثل أرياف محافظة "إدْلب")، وانصبّ اهتمام عناصر "التركستاني" مُؤَخَّرًا على جمع أكبر قدر ممكن من المكتسبات الماليّة، ونقل عناصره في الفترة الأخيرة قسماً من عائلاتهم -التي كانت قد استقرّت في تلك المناطق منذ 2015- نحو المناطق الحدودية مع تركيا، وأصبح الحزب منخرطًا في القتال إلى جانب "النصرة" التي تدعمها تركيا، لتعزيز الهيمنة التركية على المناطق الحدودية، وكذلك لنقل عدد من الشبان الأويغور "للجهاد في بلدان أخرى" (يُعتقد أنها ميانمار على حدود الصين)، وقدم الحزب (ومن ورائه تركيا) ضمانات لنقل العائلات إلى مناطق "مُسْتَقِرّة" (داخل سوريا في مرحلة أولى)، وحصولها على منح شهريّة ثابتة ومساكن مجانيّة في "المناطق الآمنة" الخاضعة لنفوذ أنقرة...عن "الأخبار" اللبنانية 03/11/17

اليمن- إنجازات "التحالف"، وكيل الإمبريالية الأمريكية: إثر احتلال أجزاء هامة من جنوب اليمن بواسطة فيالق المرتزقة والقصف الجوي، وأدّى القصف الجوي العنيف إلى سقوط عدد من المواقع الهامة التي كانت تحت سيطرة "الحوثيين" وحلفائهم من القوات اليمنية، حَوّلت الإمارات عدَدًا من الثكنات والمُجَمّعات العسكرية اليمنية، منها معسكرات "العشرين" و"الحزام الأمني" و"الرئاسة" و"الإنشاءات"، إلى معتقلات كبيرة، وتَعمل على تحويل "معسكر خالد بن الوليد" (في محافظة تَعِز، على الساحل الغربي لليمن) الذي سيطرت عليه قوات "التحالف" في نيسان/أبريل 2017، إلى معتقل ضخم، وهو ثاني أكبر مُعسْكر يَمَنِي، بعد "قاعدة العند" (لحج)، يحتل مساحة قدرها 12 كيلومتراً مربعاً، على مسافة أربعين كيلومترًا من مدينة "المخا" وستين كيلومترا عن مدينة "تعز"، ويمتد بطول كيلومترين فوق سلسلة جبلية وهو مُحَصَّنٌ بمرتفعات وهضاب من كل الجهات، ويحتوي أنفاقًا وخنادق، وتسعى الإمارات لتحويل المعسكر إلى معتقل شبيه ب"أبو غريب" في العراق، تُديره القوات السودانية (المتحالفة مع السعودية والإمارات) في عملية "تعاقُد من الباطن" (subcontracting)... تحكم الإمارات مدينة "المخا" (100 ألف نسمة) بشكل مُباشر، وحوّلت عَدَدًا من المبانٍي الحكومية والمحاكم  والمصارف والموانئ والمصانع، إلى معتقلات سريّة تُمارس فيها مختلف أصناف التعذيب، وهَجَّرَت مئات الأُسَر التي كانت تسكن قريبًا من المُعَسْكَر، ووصادر ممثلوا الإمارات (عَساكر) ممتلكات هذه الأُسَر ومنعوا أفرادها من العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم، واعتقلوا العشرات من أبناء القرى القريبة من المعسكر، والمئات من أبناء "المخا" ومن أبناء المحافظات الجنوبية الذين رفضوا القتال مع الإمارات التي تحالفت مع قُوى سَلَفِيّة مَحَلِّية للسيطرة على مُعسكر "خالد بن الوليد"، فيما تتهم القوات المحلية الإمارات بالغدر والطّعن من الخلف "بنيران صديقة" وباغتيال العشرات من عناصر القوات المحلية العَمِيلة التي ساعدتها على احتلال البلاد عن "الأخبار" 30/10/17   

الخليج، غَطْرَسَة سعودية: أعلن أمير الكويت "صباح الأحمد الجابر الصباح" يوم الثلاثاء 24/10/2017 "إن مجلس التعاون الخليجي مُهَدَّدٌ بالتصدّع أو حتى بالإنهيار" جراء ما أسماه "الأزمة الخليجية" (بين قَطَر من جهة، والسعودية والإمارات من الجهة المقابلة) التي اعتبَرَها "أسوأ صدع شهدته دول الخليج منذ عقود، وهي الأكبر منذ سنوات، وقد تؤدي إلى تدخلات إقليمية ودولية تلحق أضراراً مدمرة بأمن الخليج وشعوبه"، ولكن محمد بن سَلْمان (الحاكم الفِعْلِي لمملكة آل سعود) تجاهل تداعيات الأزمة وقلّل من تأثيرها واعتبر "إن قطر قضية صغيرة جداً جداً جداً، لن تؤثر في اقتصاد السعودية"، وأعلنت قناة "سي بي أس" الأمريكية إن التّصْعيد السّعودي دليل فشل ذريع في عددٍ من الملفّات كاليمن وسوريا وقَطَر... ما خَلَقَ امتعاضًا وضيقًا داخل الأُسْرة المالكة للسعودية، وأصبحت الحكومة الأمريكية تخشى من اقتتال بين "أصدقاء أميركا"، بعد النتائج الضعيفة للمقاطعة التي تقودها السعودية والإمارات، فيما عززت قطر علاقاتها مع تركيا وإيران وروسيا ورفعت وتيرة التّعاون مع الإتحاد الأوروبي وأمريكا بهدف الإلتفاف على الحظر السعودي، وتتخوف الولايات المتحدة من تعزيز العلاقات بين قطر وإيران، وأعلن وزير الحرب الأميركي "إن الضغط الزائد على قطر قد يؤدي بها إلى التقارب مع إيران"، فيما أكّد وزير الخارجية الأمريكي  (يوم 19/10/2017) "إن السعودية وحلفاءها مسؤولون عن التَّصْعِيد وعرقلة حل الأزمة الخليجية"، وعَلَّلت وسائل الإعلام السعودية هذا التصريح باعتبار وزير الخارجية الأمريكي "تيلرسون" مُرْتَبِط مع الشركات النفطية الأمريكية العاملة في قطر... عن صحيفة "غارديان" البريطانية - رويترز 30/10/17

صحة: سبق وأن كتبنا عن ارتفاع البدانة في البلدان العربية وبالأخص في الخليج، بسبب تغيير نمط الغذاء والحياة، حيث يَبْني العُمال المهاجرون العمارات والمساكن والطرقات ويستخرجون النفط الذي يُبَدِّدُ الشيوخ عائداته مع توزيع فُتاتٍ للرّعايا، لشراء ضمائرهم وتحويلهم إلى كائنات استهلاكية، لكن ظاهرة البدانة الزائدة لا تقتصر على دُويْلات الخليج، بل طالت الفُقَراء، الذي لا يتناولون غذاءً متوازنًا... نشرت مجموعة بحثية في جامعة "إمبريال كوليدج" (لندن) دراسة بالتوازي مع بيانات نشرتها منظمة الصحة العالمية حول تأثيرات نمط الحياة والغذاء على النمو البدني، واستنتجت الدراسة ارتفاع عدد الأطفال والمراهقين البدناء في أنحاء العالم إلى عشرة أمثاله خلال الأربعين عاما الماضية من حوالي 11 مليون طفل ومراهق بدين سنة 1975 إلى 120 مليون في مختلف أرجاء العالم سنة 2016، وإن وتيرة الزيادة تتسارع في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، خصوصا في آسيا، في حين لم تطرأ زيادة على معدلات بدانة الأطفال والمراهقين في الولايات المتحدة وشمال غرب أوروبا وفي البلدان الأخرى الغنية، لكنها ما زالت ”مرتفعة بشكل غير مقبول“ هناك، ولكن الأرقام والنِّسَب الإجمالية في العالم تبقى مُرْتفعة، حيث ارتفعت نسبة الأطفال البُدَنَاء من الجنسين من حوالي 1% سنة 1975 إلى نحو 8% من الصِّبْيَان وحوالي 6% من الفتيات في أنحاء العالم سنة 2016، إضافة إلى حوالي 213 مليون طفل آخرين في الفئة العمرية بين خمسة أعوام و19 عاما كانوا يعانون من زيادة في الوزن سنة 2016، لكنهم لم يصلوا إلى مستوى البدانة، وِفْقًا لأكبر وأشمل دراسة أُجْرِيَتْ حتى الآن استنادا إلى قياس طول ووزن 129 مليون شخص، وظهر من نتائج هذه الدراسة ارتفاع نسبة البدانة بشكل كبير في بلدان كانت لديها مستويات متدنية من البدانة مثل جنوب افريقيا ومصر والمكسيك، وبلغت نسب تتراوح بين 20% و 25% بين الفتيات، كما ارتفعت نسبة البدانة بسرعة هائلة في شرق آسيا وأمريكا الجنوبية ومنطقة بحر الكاريبي، وأصْدَرَتْ الدراسة بعض التوصيات منها تحسين التغذية في البيت والمدرسة وممارسة المزيد من التمرينات الرياضية لوِقَايَة جيل من التعرض للإصابة بالسكري وأمراض القلب والسرطان بسبب البدانة عند الوصول إلى سن البلوغ، فيما تدعو منظمة الصحة العالمية إلى فرض ضرائب وقيود صارمة على تسويق الوجبات السريعة، وضريبة بنسبة 20% على المشروبات المحلاة لتقليل الاستهلاك، وأعربت منظمة الصحة العالمية من تخوفها من استمرار الاتجاهات الحالية التي سترفع عدد الأطفال والمراهقين البدناء في أنحاء العالم سنة 2022 ليُصْبِحَ أكبر من عدد الذين يشكون نقصا في الوزن والذين يبلغ عددهم حاليا 192 مليونا نصفهم في الهند، وسُجِّل أعلى معدل لبدانة الأطفال العام الماضي في "بولينيزيا" و"ميكرونيزيا" (جُزُر صغيرة في الهادئ) بنسبة 25,4% بين الفتيات و22,4% بين الصبية تليها دول أعلى دخلا ناطقة بالإنغليزية مثل الولايات المتحدة وكندا واستراليا ونيوزيلندا وأيرلندا وبريطانيا، وفي الدول الأعلى دَخْلاً، سُجِّلَتْ أعلى معدلات البدانة في الولايات المتحدة بنسبة 19,5% بين الفتيات و23,3% بين الفِتْيَان، وعلّل قسم الأمراض غير المعدية في منظمة الصحة العالمية سبب البدانة بالتغيرات في البيئة والغذاء والسلوكيات... عن منظمة الصحة العالمية - رويترز 11/10/17

إفريقيا: يتوقع صندوق النقد الدولي ارتفاع النمو الإقتصادي في منطقة إفريقيا (جنوب الصّحراء) بنسبة 2,6% سنة 2017 وبنسبة 3,4% سنة 2018، وأن تنخفض نسبة النمو سنة 2019، وكُنَّا ذكرنا في مختلف أعداد "نشرة الإقتصاد السياسي" أن نسبة النمو هي واحدة من جملة معايير لقياس تحسن الإقتصاد، فإذا كان الإقتصاد ريعيًّا (يعتمد على موارد طبيعية لا يُنْتِجُها الإنسان) أو إذا كان الإقتصاد يعتمد على قطاعات ذات "قيمة زائدة" ضعيفة، فإن مثل هذه النِّسب لا تُمكن الإقتصاد من استيعاب الداخلين الجدد إلى "سوق الشّغل"، ناهيك عن العاطلين القُدَامَى، كما ان بعض الدول مُثْقَلَة بالديون مثل مصر وتونس، وفي حال الدول الإفريقية فإن الأوضاع أصبحت غير مُسْتَقِرّة في عديد البلدان (راجع الخبر عن البرنامج العسكري الأمريكي في إفريقيا "أفريكوم")، زيادة على ارتفاع حجم الديون ونسبتها من إجمالي الناتج المحلي، وهذه العوامل تُؤَثِّرُ سَلْبًا على نمو الإقتصاد... يُعْتَبر اقتصاد نيجيريا وجنوب إفريقيا أكبر اقتصادَيْن في إفريقيا، لكن نيجيريا تُعاني من الإرهاب منذ عقد من الزمن ويعتمد اقتصادها على النفط الذي انخفضت أسعاره بنسبة حوالي 60% بين منتصف 2014 وبداية 2017، في حين يعتمد اقتصاد جنوب إفريقيا على استخراج المَعَادِن التي انخفضت أسعارها أيضًا بسبب انخفاض الطلب العالمي، وتجمع البلدين قواسم مُشْترَكَة أخرى منها تعميق الفجوة الطبقية بين الأثرياء والفُقَراء، وعدم الإستقرار السياسي بسبب مرض رئيس نيجيريا ومزاعم الفساد التي سادت فترة حكم "جاكوب زُومَا" في جنوب إفريقيا... تقترض معظم الحكومات من الخارج (صندوق النقد الدولي والبنك العالمي والمصرف الإفريقي للتنمية...) ومن دول أخرى مثل أوروبا واليابان والولايات المتحدة وغيرها، كما تقترض من المواطنين أو من المصارف المحلية (قروض داخلية)، ويتوقع صندوق النقد الدّولي ارتفاع معدل الدّيْن العام في منطقة افريقيا جنوب الصحراء من 48% سنة 2016 إلى 53% من الناتج المحلي الإجمالي سنة 2017 وترتفع الفائدة وما يُعَبَّرُ عنه ب"خدمة الدُّيُون" (الفائدة + مصاريف إعداد التقارير وإقامة وفود المُقْرِضِين في البلدان المُقْتَرِضَة وإدارة القُروض...) كلّما ارتفعت قيمة الديون وكلما طالت المُدّة لأن "الفوائد" تُضاف سنويا إلى أصلب الدّيْن، ليرتفع الدّين كل سنة وتُسَدِّدُ الدول المُقْتَرِضَة معدل 200% من أصل الدّين، وهو ما يُسَدِّدُهُ أيضًا المواطنون في بعض البلدان عند الإقتراض لشراء مَسْكن، ويتوقع صندوق النقد الدولي أن تبلغ تكاليف خدمة الدين أكثر من 60% من إيرادات الدول المُقْتَرِضَة سنة 2017... عن رويترز (بتصرّف) 30/10/17... انعقد في دُبَيْ "المُنْتَدَى العالمي الإفريقي للأعمال" وأعلنت صحف الإمارات بهذه المناسبة ارتفاع حجم التجارة بين دويلات دول مجلس التعاون الخليجي مع القارة الأفريقية بنسبة 3,7% بين 2010 و 2016، وشكّلت هذه التّجارة 5,6% من إجمالي تجارة أفريقيا مع العالم، وهي نِسْبَةٌ صغيرة ولا تستحق التّطْبيل والتّهليل الذي خصصته صحف الإمارات لهذا "الحدث" التّافه والذي لا تستفيد منه سوى الشركات الأجنبية التي لها مكاتب في دُبَيْ، لأن الإمارات ومَشْيَخات الخليج لا تُصَدِّرُ شيْئًا سوى النفط (أو الغاز) الخام، أما ميناء "دُبَي" فإنه أصبح "مَخْزِنًا" لشركات العالم ومركزًا لإعادة التصدير، ولكن الإمارات تُدْمِجُ هذه العملية في باب الصادرات الإماراتية... يُقَدّر حجم إجمالي الناتج المحلي لإفريقيا بنحو ستة تريليونات دولار سنة 2016، وبلغ مُتوسّط نسبة النمو 4% لكن اقتصاد إفريقيا يعتمد أيضًا على تصدير المواد الخام من نفط وغاز ومعادن وحجارة خام لصنع المُجَوْهرات وبعض الإنتاج الزراعي والخشب، وأجبَرَ البنك العالمي عَدَدًا من الدول الإفريقية -منذ حوالي ثلاثين سنة- على الإقتراض لإنشاء حدٍّ أدْنى من البنية التحتية وتحسين الرعاية الصحية وهياكل التعليم، والتخفيف من حدة الفقر (وليس القضاء على الفقر)، بهدف "تحسين البيئة الاستثمارية واجتذاب الإستثمارات الأجنبية" وليس بهدف تحسين ظروف حياة سكان القارة، ونظرًا لوفرة المواد الأولية وضعف الرواتب وظروف العمل السَّيِّئَة، ارتفعت قيمة الإستثمارات الأجنبية خلال عقد واحد بنسبة تفوق 12% وبلغت قرابة 46 مليار دولارا سنة 2016، ولكن النفط والمعادن والمواد الأولية تستقطب معظم هذه الإستثمارات التي تَدُرُّ على الرأسماليين (المُسْتَثْمِرِين) عوائد مرتفعة (من أعلى النِّسَب في العالم)... عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية 01/11/17

أفريكوم، برنامج عسكري أمريكي للهيمنة على إفريقيا: أهملت معظم الدول الرأسمالية المتطورة قارة إفريقيا بعد نهْبِ ثرواتها وسلب سُكّانِها القوت والثروة والصّحة، فاستغلّت الصين هذه الثّغرة ودخلت إفريقيا لتُنافِسَ الدول الرأسمالية العريقة، خارج الأسواق الأوروبية والأمريكية لنحو عِقْدَيْن، ولما أصبحت الصِّين ثاني قوة اقتصادية في العالم، أَوْلَتِ الإمبريالية الأمريكية اهتمامًا جِدِّيًّا بالقارة الإفريقية، وقررت استعمارها عسكريا، بدل استثمار رؤوس الأموال في الدول الإفريقية، وكان برنامج "أفريكوم" شبه سِرِّي (رغم التصريحات الرّسْمية بشأن خطوطه العريضة) وغائب عن اهتمام وسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية، إلى أن انتشر خبر مقتل أربعة جنود أمريكيين (من القوات الخاصة أو "القُبّعات الخضراء") في النيجر (وخمسة جنود من النيجر لم تُولِيهِم الصحافة "الغربية" أي اهتمام) خلا ل عملية مُشْتركة مع جيش الطّيران الفرنسي وجيش النِّيجر، وفق إعلان وزارة الحرب الأمريكية (بيان "بنتاغون" 05/10/2017)، مِمّا أثار بعض التّساؤلات بشأن تواجد القوات المُسَلّحة الأمريكية في منطقة "السّاحل الإفريقي"، وبدأت تنتشر (في أوساط محدودة) أخبار الحضور الأمريكي الهام في غرب افريقيا وأخبار القاعدة العسكرية الأمريكية في مطار "أغاديس" وقاعدة الطائرات الآلية الأمريكية (درونز) التي تُنَفِّذُ الإغتيالات العديدة "خارج إطار القَضاء" (ما يُعْتَبَرُ جرائم قتل مُتَعمد، دون محاكمة)، ونشرت بعض المواقع وثائق رسمية أمريكية كانت سرية وأُفْرِج عنها سنة 2015 تُبَيِّنُ تواجدًا عسكريّا أمريكيًّا هامًّا في إفريقيا (وفي النيجر بالذات)، مع مخازن للسلاح والذّخيرة، وقواعد جوية في المغرب وفي ليبيريا (غرب إفريقيا) وأخرى في أوغندا وكينيا وغيرها، وتَكَثّف هذا التّواجد العسكري سنة 2002 في تشاد ومالي وموريتانيا والنيجر وغيرها، وتُبَيِّن أن الإمبريالية الأمريكية تعتبر "إن كل السّاحات مُترابطة، من أفغانستان إلى موريتانيا"، وأعلن رئيس هيئة الأركان الأميركية (23/10/2017) "يوجد حوالي ستة آلاف عسكري أمريكي في 53 دولة إفريقية، مع  الطّائرات والمُعِدّات والذّخائر، لتنفيذ مَهَامَّ شبيهة بما يُنَفِّذُهُ زُملاؤهم في العراق وسوريا وأفغانستان..."، بمعدّل عشر عمليات يوميّا في إفريقيا، من الكامرون إبى جيبوتي ومن الصومال إلى ليبيا، وتُجْرِي القوات الأمريكية 3500 مناورة سنويًّا مع جيوش الدول الإفريقية، وخَصَّصَت وزارة الحرب الأمريكية (بنتاغون) 288 مليون دولارا لتجهيز قواتها العسكرية في إفريقيا بين سنتي 2009 و 2013... عرفت قارة إفريقيا هُدُوءًا واستقرارًا خلال أكثر من عقد، حتى سنة 2001، قبل تكثيف التواجد الأمريكي التي ترافق مع تواجد التنظيمات الإرهابية وتَعَدُّدِ أسمائها، ومع تعدّد محاولات الإنقلاب في تشاد سنتي 2006 و 2013 وفي موريتانيا سنتي 2005 و 2008 وانقلاب عسكري في النيجر سنة 2010 وفي مالي سنة 2012... وَوَرَدَ في وثائق رسمية أمريكية "أَدّى الحضور العسكري الأمريكي المُباشِر إلى تأجيج مشاعر أهل البلاد الإفريقية ضد أمريكا، مما يَسَّرَ عمل التنظيمات الإرهابية وتَجْنِيد الإرهابيين"... عن موقع "ذي انترسبت" 28/10/17 (الرجاء مُراجعة مقال "أفريكوم، مخطط امبريالي أمريكي في افريقيا"- الطاهر المعز - آذار/مارس 2009)

إيران/روسيا: تَسْعى الحكومة الإيرانية لجذب استثمارات بقيمة 50 مليار دولار في صناعات التعدين خلال الفترة 2018- 2022، وَوَقَّعَتْ خلال العام الحالي (2017) اتفاقيات مع مصارف آسيوية (من كوريا الجنوبية) وأوروبية (النمسا والدنمارك وألمانيا)، وتسعى حكومة إيران إلى إبرام عقود شراكة مع شركات أجنبية للتعدين والصناعات التحويلية، حيث تُخَطِّطُ إيران لزيادة إنتاج الألومونيوم من نحو 450 ألف طن سنة 2016 إلى 1,5 مليون طن سنويا بحلول 2025، ولزيادة إنتاج أقطاب النحاس إلى 800 ألف طن سنويا سنة 2025... من جهة أخرى تعتبر إيران وروسيا من أكبر مُنْتِجي الغاز وتمتلك إيران احتياطيات ضخمة، في البر والبحر، وتستعين إيران بالشركات الحكومية الرّوسية، ومنها شركة "غازبروم" لتطوير صناعة الغاز، ومد خط أنابيب لِنقْل الغاز الطبيعي الإيراني إلى الهند بعد بضعة سنوات، بِطُول 1200 كليومتر، فيما وقّعت شركة "روسفنط" الروسية العملاقة مع شركة النفط الوطنية الإيرانية إتفاقًا لتنفيذ مشاريع استراتيجية في إيران باستثمارات قد تبلغ قيمتها 30 مليار دولار، ما من شأنه تعزيز مكانة "روسنفط" في الخليج، بعد استحواذها على حصة أغلبية في خط الأنابيب الرئيسي لكردستان العراق، وتندرج مشاريع الشركات الرّوسية للطاقة في إطار إستراتيجية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين (الذي زار طهران يوم الإربعاء 31/10/2017) لإستعادة النفوذ السياسي والاقتصادي لموسكو الذي أصابه الضُّعْفُ في المنطقة جراء انهيار الاتحاد السوفيتي... رويترز 01/11/17

تركيا، ساق في الناتو وساق خارجَهُ؟ كانت حكومة تركيا (عضو حلف شمال الأطلسي – "ناتو") قد طلبت الحصول على منظومة صواريخ  الدّفاع الجوي، الأمريكية "باترويت" ولكن حُلفاءها في "ناتو" منعوا حصولها عليها، واكتفت أمريكا بوضع هذه المنظومة تحت تصرف تركيا "عند اللُّزُوم"، ولذلك بدأت تركيا سنة 2013 مفاوضات مع الصين لشراء نظام صواريخ جَوِّي بقيمة 3,4 مليارات دولار، وبعد سنتين من المفاوضات ومن الضُّغُوط الأمريكية عَدَلَتْ حكومة تركيا عن الأمر، لكنها اتجهت لشراء نظام الدفاع الصاروخي الجوي الرّوسي S-400 (من إنتاج مجموعة "روس تيخ" الحكومية) بقيمة فاقت ملياري دولار، وهي منظومة قادرة على تَتَبُّعِ ثلاثمائة هدف في نفس الوقت وتدمير أهداف من مسافات بعيدة، تصل إلى 240 كيلومترًا للأهداف الطائرة، وبإمكانها تدمير جميع أنواع المقاتلات واعتراض الصواريخ المجنحة، وقد تَزَوَّدَ بها الجيش الروسي منذ 2007، وستتسلّم تركيا هذه المنظومة قبل نهاية العام 2020 على أقْصَى تقدير، وتسبب اتفاق تركيا مع روسيا، بقلق في الولايات المتحدة وشركاء تركيا في حلف شمال الأطلسي (الناتو) والكيان الصّهيوني، بعد تدهور العلاقات إثر إسقاط تركيا طائرة حربية روسية في أراضي سوريا، وبسبب تباعد المواقف بشأن سوريا والعراق (ظاهريا على الأقل)، وكتبت الصّحف الأمريكية والبريطانية ان هذه الصفقة ليست صفقة تجارية عادِيّة تتم بين البلدين، بل إن هذا التعاون الذي سيكون الأول من نوعه، يُمثِّلُ أكبر عقد عسكري تركي روسي، حيث ستتسلم تركيا نماذج لأحدث نظام دفاع جوي روسي، يساعد على تدمير أنواع عديدة من الطائرات والأسلحة والصّواريخ، بمدى 250 كلم وارتفاع 30 كلم، ويمكن تزويد المنظومة بصواريخ قادرة على تدمير طائرات الكشف الراداري البعيد وطائرات الشبح، وذلك على بعد أربعمائة كيلومتر عن وكالة "تاس" 02/11/17

أمريكا ومجازر إندونيسيا 1965: وردَت في عدد من البرقيات الرسمية التي رُفِعَتْ عنها السِّرِّية بيانات كانت معروفة ولكنها غير مُوثَّقَة بشأن درجة تورط الإمبريالية الأمريكية في تنفيذ المجازر الوحشية التي تَعَرّضَ لها الشيوعيون في إندونيسيا (وكذلك في ماليزيا) سنة 1965، وفي لجوء أمريكا المُسْتَمِر إلى العُنْف الدّموي والمجازر الجماعية كأداة رئيسة لتحقيق أهداف السياسة الخارجية الأمريكية، وتُبَيِّنُ الوثائق المُفْرَجِ عنها تورّط السُّلُطات الرَّسْمِيّة الأمريكية في جرائم القتل الجماعي ودعم الدكتاتوريات العسكرية (في آسيا كما في أمريكا الجنوبية وغيرها)... تُعْتَبَرُ إندونيسيا رابع أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، وكان الحزب الشيوعي الإندونيسي ثالث أكبر حزب في العالم بعد الصين والاتحاد السوفيتي... التأمت في مدينة "باندونغ" بإندونيسيا الندوة التمهيدية لتأسيس حركة عدم الإنحياز (1955) وساهم أحمد سوكارنو، زعيم حركة استقلال إندونيسيا المناهض للاستعمار والرئيس الأول للبلاد في تحضير وانعقاد هذا المؤتمر، وفي تأسيس حركة عدم الإنحياز إلى جانب رئيس وزراء الهند "جواهرلال نهرو" وجمال عبد الناصر و"جوزيب بروز تيتو" وشوان لاي" وغيرهم من الزعماء، وحاولت الإمبريالية الإطاحة بالنظام الوطني في إندونيسيا (بقيادة أحمد سوكارنو) وتشويه صورة الرّئيس "سوكارنو" ودعمت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية التمرد الإقليمي المسلح ضد الحكومة المركزية سنة 1958، إلى أن قبضت السلطات المحلية على الطيار الأمريكي (ألين بوب) الذي نَفَّذَ عمليات تفجير خَلَّفَتْ ضحايا من الجنود والمَدَنِيِّين الإندونيسيين، ثم تدهورت العلاقات في فترة إدارة الرئيس الأمريكي ليندون جونسون، وعزز سوكارنو التحالفات مع الأنظمة الإشتراكية وأصبَحَتْ تصريحاته مناهضة للولايات المتحدة بداية من العام 1964، وحاولت أمريكا الإطاحة بحكم "سوكارنو" عدة مرات وفشلت في ذلك، ولكن كان لها عدد من العُملاء داخل قيادة جيش إندونيسيا وفي الحكومة، وفي تشرين الأول/أكتوبر 1965، اتهم قائد الجيش الإندونيسي القوي ورجل أمريكا في قيادة الجيش "حاجي محمد سوهارتو"، الحزب الشيوعي في إندونيسيا بتنظيم محاولة انقلاب عقب اختطاف وقتل 6 من كبار ضباط الجيش، وبدأ الجيش تنفيذ عمليات إبادة منهجية لقرابة مليون إندونيسي سواء لانتمائهم إلى الحزب الشيوعي، أو لمجرد اتهامهم بإخفاء تعاطف أو ميول يسارية، ثم دَعمته الولايات المتحدة لتنفيذ انقلاب، فتولى السلطة وحكم كديكتاتور من 1965 إلى 1998، وبقيت أخبار هذه المجازر مَخْفِيّة، ولم تُنْشَرْ تفاصيلها في وسائل الإعلام وفي في منشورات مراكز البحث، ولكن الوثائق التي نشرتها مؤسسة أرشيف الأمن القومي (أمريكية، غير ربحية) والمركز الوطني لرفع السرية، تظهر فظاعة جريمة القتل الجماعي، وتكشفت مدى تورط السلطات الأمريكية في ارتكاب تلك المجازر، كما تبين الوثائق أن المسؤولين الأمريكيين كانوا يعرفون أن معظم ضحايا المجازر أبرياء، وساعدت أمريكا في قمع الصحافيين الذين حاولوا تغطية تلك الأحداث، وساهمت في نشر تقارير كاذبة، بتِعِلّة وقف انتشار الشيوعية، حيث شكلت إبادة الحزب الشيوعي الإندونيسي وصعود سوهارتو إلى السلطة نقطة تحول رئيسية في الحرب الباردة وانتصارًا هامًّا للإمبريالية الأمريكية، واعترف "روبرت مارتنز" أحد موظفي السفارة الأمريكية ( لصحيفة "واشنطن بوست" سنة 1990) أنه سلّم سنة 1965 قائمة بأسماء الشيوعيين إلى الجيش الإندونيسي، بهدف تغيير وجه التاريخ لصالح الإمبريالية الأمريكية في منطقة كانت الأفكار الشيوعية فيها مُنْتَشِرة في الأوساط الشعبية، وفق مقال نَشَرَتْهُ صحيفة "نيويورك تايمز" في حزيران/يونيو 1966 وبينت الوثائق تَعَرُّضَ تعرضت أعداد لا حصر لها من الأشخاص للتعذيب والاغتصاب والقتل بسبب اتهامهم بأنهم شيوعيون أو بالانتماء إلى أقلية عرقية، وقضى آلاف الأشخاص أكثر من عشر سنوات في السّجن دون توجيه تُهْمَةٍ لهم ودون مُحاكمة، وساعدت الولايات المتحدة حكومة "سوهارتو" في إنتاج شريط دعائي يقَدِّم صورًا مُزَيَّفَة لشيوعيين زائفين يُعذِبون ويقتلون ضباطا عسكريين (زائفين أيضًا)، ونشرت أمريكا الأساليب التي استخدمها "سوهارتو" لتُصبِحَ مصدر إلهام للاتجاهات اليمينية الأخرى المدعومة من واشنطن في جميع أنحاء العالم، وكانت مذابح إندونيسيا 1965 جزء من إستراتيجية أمريكية شاملة للإنتصار في الحرب الباردة... عن موقع"ذي أتلانتيك" 20/10/17

أمريكا مصنع الإرهابكتب "معهد راند" البَحْثِي الأمريكي إن تفكيك "دولة الخلافة" ووضع حد لخدمات تنظيم "داعش" يُؤَشِّرُ إلى انتهاء مهمته في خدمة الإستراتيجية "الغربية" بشكل عام، وإعادة بناء تنظيم القاعدة (تحت مُسَمّى "النصرة" أو "فتح الشام" أو "أحرار الشام" أو غير ذلك من المُسَمَّيَات) في سوريا ليصبح التنظيم الوحيد الذي يمتلك خبرة عسكرية لمُحاربة الجيش النِّظَامِي في سوريا، وأشار المعهد "أعلن أيمن الظواهري، زعيم القاعدة على الملأ أنه سيحجم عن استهداف (المصالح) الغربية"، وتعمل الإمبريالية الأمريكية على تحويل تفرُّعات "القاعدة" إلى إطار شبيهٍ بحزب الله في هيكلته، لأن المرحلة المقبلة تتطلَّبُ وجود "تنظيم يؤمن بالعنف ومستقل عن أي جهاز حكومي قادر على اكتساب شرعية سياسية وقادر أيضًا على شن عمليات ارهابية وسياسية عنيفة على نطاق واسع"، ما يعني "تجديد شرعية تنظيم إرهابي وتسويقه بعلامة تجارية جديدة تُبْدِي اعتدَلاً في الأقوال وتشدُّدًا في الأفعال"، وتتَنَزَّلُ هذه التحضيرات ضمن مخطّطات الإمبريالية للتحضير للمرحلة المُقْبِلَة في سوريا والعراق وكذلك في افريقيا (مرحلة ما بعد هزيمة "داعش")، مع الحفاظ على  التواجد العسكري الأميركي، وفق تصريحات عديدة لِرَسْمِيِّين أمريكيين أعلنوا ان امريكا لن تخرج من سوريا ولا من العراق بعد هزيمة "داعش"، وسَتُحاول أمريكا (والحلف الأطلسي) إطالة أمد الحروب الحالية وإشعال أخرى، لتبرير غزو العديد من البلدان في آسيا وافريقيا تحت يافطة "الحرب على الإرهاب"، ويتجسّدُ الإرهاب في المنظمات التي خلقتها ودَرّبت عناصرها وسلحتها أمريكا نفسها، وتعددت "العلامات التجارية" ومنها داعش والقاعدة وبوكو حرام وحركة الشباب وغيرها من التنظيمات التي تحظى بدعم "اليسار" الأوروبي مثل مليشيات الأكراد و"قسد"... عن مركز الدراسات الأميركية والعربية 28/10/17

أمريكا، علاقات غير مُتكافِئة: كَتَبْنا قبل بضعة سنوات على صفحات هذه النشرة عن أساليب أمريكا في احتكار زراعات استوردت تقنياتها من الخارج، مثل زراعة النخيل وإنتاج التّمُور من النوعية الجيدة وإنتاج اللَّوْز أو "الفُسْتق"، واختصت إيران بإنتاج الفستق منذ آلاف السِّنين، فهو جُزْءٌ من تُراثها، كما أن التُّمُور جزء من التّراث الحضاري للعراق، بينما بدأت زراعة الفُسْتق في أمريكا خلال عقد الثلاثينيات من القرن العشرين، بِبُذُورٍ مُسْتَوْرَدَة من إيران، واستغَلّت أمريكا مرحلة العقوبات التي فرضتها على إيران منذ أربعين سنة، لتشجيع فَلاّحي كاليفورنيا على زراعة الفستق (واللوز) عبر الدّعم المالي والقُرُوض المُيَسَّرَة، بهدف خفض الأسعار عند التصدير وغَزْوِ الأسواق العالمية التي أصبحت محظورة على السِّلَع الإيرانية، وأدّى الجفاف في كاليفورنيا إلى خفض المحاصيل بنسبة 50% وارتفاع الأسعار بنسبة 40% (بين 2014 و 2015)، فاستغلت إيران الفرصة لتصدير إنتاجها -الذي كان مُرْتَفِعًا خلال نفس العام- إلى الصين التي ارتفعت وارداتها من الفستق بنسبة 146% بين 2008 و 2013... أدّى توتُّر العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران إلى اضطراب تجارة الفستق العالمية التي يُسَيْطِرُ البَلَدَانِ على نحو 80% منها في الأسواق العالمية طيلة العقد الماضي، وكانت إيران تُعاني من الضغوط والقُيُود والعقوبات التي تُعَرْقِلُ تعامل شركاتها مع مؤسسات التّمويل والضمانات المطلوبة وائتمان الصادرات لدى المنظومة المصرِفِيّة العالَمِيّة، قبل الإتفاق النّوَوِي الذي دخل حيز التنفيذ سنة 2016 والذي أدى إلى تخفيف حدّة العقوبات، وإلى العَودة التّدريجية للصادرات الإيرانية من النّفط، ومن الفستق أيضًا، ولكن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" هَدَّدَ بِتَقوِيض الإتفاق، ما قد يُعَرْقل اقتصاد إيران من جديد، في قطاعات النفط والمعادن، كما في القطاعات الأخرى ومنها الزراعة وإنتاج الفُسْتق، ما اعتبرته رابطة مزارعي الفستق في إيران "مُنافَسَة غير عادِلة وغير مُتكافِئَة" عن موقع "بي بي سي" 31/10/17

أمريكا وحُروبُها وضحاياها: بدأت الإمبريالية العدوان على أفغانستان قبل نهاية سنة 2001، بذريعة محاربة الإرهاب وإرساء الديمقراطية وتحرير النِّساء وغير ذلك من الأكاذيب، ووعد حُكّامها بإنهاء الحرب خلال بضعة أشهر، وبعد 16 سنة لا تزال الحرب دائرة ولا يزال الجيش الأمريكي (بدعم من جيوش الحلف الأطلسي) يحتل أفغانستان، واحتلت أمريكا العراق وخَرّبَت آثارها وحضارتَها التي تعود إلى بدايات الإنسانية، وحَلّتْ أجهزة الدولة والجيش ونَصّبَتْ عُملاء لا زالوا في الحكم تحت وصاية أمريكية (وإيرانية ) ولا تزال البلاد ملآى بالقواعد العسكرية الأمريكية، ثم احتل الجيش الأمريكي (وجيوش الأطلسي) أجزاء من سوريا ودعموا مُرْتزقة محلِّيِّين بتعلة مساندة أمريكا لحق الشعوب (غير المُضْطَهَدَة) في تقرير مصيرها، وهو أَمْرٌ لا ينطبق على الشعب الفلسطيني أو شعب إيرلندا، وخلَقَتْ الإمبريالية الأمريكية التي احتلّتْها تنظيمات إرهابية تستهدف النساء والفُقَراء وأجزاء أساسية من الشُّعُوب الخاضعة للإحتلال، فأنشأت القاعدة في أفغانستان، ثم في العراق (التي أصبحت "النّصْرة" في سوريا)، وأنشأت "داعش" في سوريا والعراق، ودرّبت عناصر تنظيمات إرهابية بتلاوين مختلفة، منها من حضِيَ بدعم "اليسار" على الطريقة الألمانية (أو "يسار" تخترقه المُخابرات)، وتَدَّعِي أمريكا أنها خاضت جميع هذه الحُرُوب، بهدف "مكافحة الإرهاب"، ولكن أمريكا هي مَنْبَعُ الإرهاب المادِّي والمَعْنَوِي، ويُؤَدِّي الإرهاب الأمريكي يوميًّا إلى سقوط ضحايا اغتالتهم (دون مُحاكمة "عادلة") الطائرات الآلية الأمريكية (درونز) أو القنابل أو الصواريخ الأمريكية والأطلسية في "مالي" أو "الصّومال" أو اليمن أو سوريا والعراق أو في أفغانستان... هي حروب من أجل تغيير الأنظمة بالقوة والقضاء على أجهزة الدّول وإخضاع سُكّانها وثرواتها للإمبريالية الأمريكية وحلفائها، فيما تُساهم وسائل الإعلام في نشر الجهل في صفوف الأمريكيين وتجاهل هذه الحروب العدوانية، بل وتُساهم في نشْرِ صورة مُضَلِّلَة عن الشعب الأفغاني أو العراقي أو اللِيبي وغيرهم... عن مجلة "فورين بوليسي" (بتصرف) تشرين الثاني وكانون الأول 2017- 01/11/17

تناقض رأس المال والعمل: تُرَوِّجُ الرأسمالية أن الأثرياء جمعوا ثرواتهم بفضل الكَدِّ والإجتهاد، وفي ظل اتساع الفجوة بين الفُقراء والأغنياء، واستحواذ 1% من سكان العالم (ومنهم "بيل غيتس") على نصف الثروات (50%من ثروات العالم)، يحق لنا أن نتساءل عن جذور هذا التفاوت، وعن أسباب غياب العدالة والمُساواة بين البشر... ينتمي أثْرَى أثْرِياء العالم "بيل غيتس" إلى طبقة برجوازية منذ ولادَتِهِ، وحصل على تعليم خاص، وكان يملك حاسوبًا عندما كان أقل من 0,01% من أبناء جيله يمتلكون أجهزة كمبيوتر، وقضى حوالي عشرة آلاف ساعة في تَعَلّم البرمجة على الحاسوب، في حين كان أقرانه من المُراهِقِين لا يعرفون ما هو الحاسوب، وتمَكّن من الحصول على عقد عمل لدى شركة "آي بي إم" بسبب الصلة الإجتماعية والروابط الطّبَقِيّة التي كانت بين والدته ورئيس هذه الشركة العملاقة، والرّائدة في مجال صناعة وبرمجة الحواسيب، وهو ما كان له دور أساسي في إنشاء "بيل غيتس" إمبراطوريته الخاصة في مجال البرامج الإلكترونية، واتفق مع شركة "آي بي إم" على إدماج برامج "مايكروسوفت" في أجهزة حواسيب شركة "آي بي إم" التي كانت مُهَيْمِنَة على السوق العالمية، ويضطر الزبائن لتعلّم كيفية استخدام هذه البرامج، ما جعل "مايكروسوفت" تُهَيْمِنُ على سوق "خدمات" الكمبيوتر... في المُقابل لا يعرف الفقراء سوى العمل المؤقت بعقود هَشّة ومحدودة المُدّة وبأجرٍ ضعيف، أو العمل الموسمي، أو العمل المرتبط بمشروع مُعَيَّن، أو العمل الجزئي أو بنصف الأجْر، إضافة إلى الوظائف غير الرّسمية أو غير المصرح بها، ما يحرم العامل من كافة الحقوق، وعمومًا، أصبحت الوظائف ذات الأجور الزهيدة، والمؤقتة التي لا تتيح الأمن الوظيفي، هي القاعدة، أما الوظائف المُسْتَقِرّة وبرواتب تُلَبِّي حاجة الإنسان فقد أصبحت استثناءً، وكان أحد خبراء الإقتصاد (ويل هاتون) قد توَقَّعَ قبل عدة عقود أن يصبح 30% من المواطنين (في معظم المجتمعات) يعانون من الحرمان والتهميش، و30% يعيشون لا يعرفون حياة الإستقرار و40% يحتفظون ببعض "المكاسب" التي حققتها مجتمعات ما بعد الحرب العالمية الثانية، حيث يستخدم أرباب العمل (البرجوازية أو الرأسمالية) بدعم من الحكومة التي تُمَثِّل مصالِحَهُم، العقود المؤقتة بهدف الحدّ من حقوق العاملين، وخفض تكاليف العمل، بهدف زيادة أرباح رأس المال (أي أصحاب الأسهم)، وبرعت الشركات متعددة الجنسية (كوكاكولا - ماكدونالدز - وول مارت...) في استعباد العُمّال مُقابل 7,25 دولارا عن ساعة عمل في ظل غلاء إيجار السّكن وأسعار المواد الأساسية والعلاج وارتفاع نفقات تعليم الأبناء... قد توجد بعض الإستثناءات لكن العُمال الذي يقضون حياتهم في وظائف مُرْهِقَة ومنخفضة الأجر وغير مُسْتَقِرّة، لا يمكنهم ولا يُمْكِنُ لأبنائهم أن يُصْبِحُوا أثرياء، مثل بيل غيتس، بل تتأثر صحتهم سَلْبًا بطبيعة عملهم، ويعيشون صعوبات اجتماعية واقتصادية، رغم دورهم في خَلْقِ الثَّرَوات التي لا يَصِلُهُمْ منها سوى الفُتات... عن موقع شبكة "بي بي سي" (بتصرّف) 01/11/17

صحّة: بلغ تلوث الهواء بغاز ثاني أُكْسِيد الكربون حدا قياسيا سنة 2016، وفق "المنظمة العالمية للأرصاد الجوية" بسبب ارتفاع درجات الحرارة، ويَتَسَبَّبُ تغير المناخ في أزمات صحِّية أضَرَّت بصحة ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم، ونشرت مجلة "لانسيت" الطبية دراسةً أكّدت إن موجات الحرارة تُساهم مع النّشاط البشري في تلوث الهواء وانتشار أمراض عديدة تُؤثِّرُ اقتصاديا واجتماعيا في حياة المجتمعات البشرية، فارتفع عدد الوفيات المُرْتَبِطة بالغازات المنبعثة من حرق الفحم ومن تأثيرها على الجهاز التنفسي إلى ما لا يقل عن 803 الف حالة وفاة مُبَكِّرة سنويا في 21 دولة آسيوية، كان يُمْكِنُ تلافيها، كما ارتفع عدد الكوارث المتصلة بالطقس بنسبة 46%خلال فترة قصيرة جدًّا (بين 2000 و 2016) وتعرض 125 مليونا من البالغين ممن تزيد أعمارهم على 65 عاما لأزمات صحية وجفاف في الجسم أدّى إلى تَلَفٍ في الكِلَى بسبب تغيير المناخ، مع ملاحظة إن الضحايا هم غالِبًا مِمّن لم يتسبّبُوا في التلوث أو في تغير المناخ، فيما قدرت نفس الدراسة التي أُجْرِيَتْ في 126 بلد الخسائر الاقتصادية (التي لا تشمل تردي الصحة) المتعلقة بارتفاع درجات الحرارة بنحو 129 مليار دولار سنة 2016، يُضاف إلى ذلك انتشار الأمراض المُعْدِيَة وارتفاع عدد حالات حمى الضّنك لتؤثر على حياة 100 مليون شخص سنويا، وارتفاع عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية في 30 بلدا في آسيا وأفريقيا من 398 مليون سنة 1990 إلى 422 مليون نسمة سنة 2016، بسبب تأثير تغير المناخ على إنتاج المحاصيل حيث يؤدي ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 1 درجة مئوية إلى انخفاض 6 % في محصول القمح على مستوى العالم و10 % في محصول الأرز، بالإضافة إلى ارتفاع حالات الإصابة والأمراض التي تنتقل بواسطة البعوض، وتفاقم المشاكل الصحية المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الكلى، خصوصًا لدى العُمّال والمُزارعين في الأرياف (الهند بشكل خاص)، وهم من أَفْقَر الفئات الإجتماعية ولا ذنب لهم في مشاكل البيئة وارتفاع درجة التلوث، ما يؤدي إلى تفاقم ظاهرة عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية والديموغرافية أيْضًا... ربَطَت الدراسة التي نشرتها مجلّة "لانست" تخفيف حدة الأضرار بين تحسين الوقاية ومكافحة تغير المناخ بتحسين نوعية الهواء في المدن، وتحسين الأمن الغذائي والطاقة و والحصول على المياه، والحد من الفقر وعدم المساواة... عن  مجلة"لانست" الطِّبِّيَّة البريطانية + منظمة الصحة العالمية 31/10/17 ارتفع حجم ثاني أكسيد الكربون، الذي يَصْدُرُ عن النّشاط البشري (الصناعة والسيارات...) في الغلاف الجوي مستوى قياسيا لم تشهده الأرض منذ ملايين السنين، مما ساهم في ارتفاع منسوب مياه البحار 20 مترا وارتفاع الحرارة ثلاث درجات مئوية، وفق تقرير للأمم المتحدة الذي قَدَّم دلائل عديدة على استقرار حجم انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الوقود الأحفوري وإنتاج الأسمنت وغيرها من العمليات الصناعية في الأعوام الثلاثة الماضية، لكن انبعاث غازات الاحتباس الحراري سوف تتجاوز الأهداف التي حددها برنامج الأمم المتحدة لسنة 2030 بنحو 30%... رويترز 31/10/17 أحْصَتْ منظمة الصحة العالمية 2843 كارثة طبيعية في قارّة آسيا بين سنتي 1990 و 2016، وتأثر سَلْبًا بهذه الكوارث نحو خمسة ملايين شخصًا، وتُفِّيَ جَرَّاءَها أكثر من 505 ألف شخصًا، معظمهم من العاملين في الأرياف والمحرومين من مأوى يُمَكِّنُهم من تلافي الحر والبرد والأمطار والرّياح وغيرها من العوامل الطبيعية، وانخفضت الإنتاجية (جراء هذه العوامل) بنسبة 5,3% خلال الفترة 2000 – 2016 (مقارنة بفترة 1986 – 2008) وخسر حوالي 920 ألف شخْص عملهم في أرياف آسيا خلال هذه الفترة، منهم 418 ألف في الهند، ما يزيد من هشاشة وضع هؤلاء الفقراء... يَعْتَقِدُ مُعِدّو الدراسة أن ارتفاع عدد العاملين في قطاعات "الطاقة المتجددة" إلى 9,8 ملايين شخص في العالم (مقابل حوالي 8,9 مليون في قطاع الطاقة الأحفورية) سوف يُحسِّن وضع المناخ وسيخفف من حدة مشاكل البيئة ومن وفيات الأشخاص، لكن هذا التّفاؤل لا يأخذ بعين الإعتبار عديد المشاكل الأخرى التي يَخْلُقُها قطاع الطاقة المَوْصُوفة بالنّظِيفة، واستغلال شمس المغرب العربي من قِبَل أوروبا (ألمانيا بشكل خاص) والضجيج الهائل الذي تُحْدِثُهُ وَحَدات توليد طاقة الرياح وغيرها من المشاكل الأخرى، إضافة إلى الغلاء الفاحش لهذه الطاقة -المُتَأتِّية من الطبيعة- في ظل تجميد أو خفض الرواتب وارتفاع حدة الفقر والبطالة...  عن منظمة الصحة العالمية - أ.ف.ب 31/10/17... انعقدت من 1 إلى 3 تشرين الثاني/نوفمبر 2017 بمدينة ساوباولو البرازيلية، القمة العالمية للالتهاب الكبدي بأنواعه، حيث تُقَدِّرُ منظمة الصحة العالمية عدد المُصَابِين بالتهاب الكبد المُزْمن بحوالي 325 مليون شخص أواخر 2015 (وحوالي 400 مليون سنة 2017) ولا يعلم حوالي 90% بإصابتهم، ويقَدّرُ عدد المُصابِين بفيروس التهاب الكبد ب بنحو 240 مليون شخص ونحو 80 مليون شخص مصابين بالعدوى بفيروس التهاب الكبد سي ( C) وأدّت الإصابة بهذين النّوْعَيْن إلى حوالي 1,4 مليون حالة وفاة في العالم سنة 2015... توجد خمسة "فيرُوسَات" تُسَبِّبُ التهاب الكبد جَراء العَدْوى في معظم الحالات، وتؤدّي الإصابة بفيروسَيْ ب و سي إلى تَشَمُّع الكبد والإصابة بالسّرطان، ورغم توفُّر اللقاحات والعقاقير التي تُعالج التهاب الكَبِد، يعجز الكثير من المُصَابِين عن الحصول على الاختبارات وعلى العلاج المُبَكِّر ما يُعَرِّضُ حياة الملايين لخطر تَطَوُّر أمراض الكبد المزمنة والسرطان والوفيات، خصوصًا في إفريقيا ووسط وشرق آسيا، وتبلغ تكلفة اختبار التشخيص حوالي دولارا واحدًا فيما لا تتجاوز تكلفة علاج التهاب الكبد سي مائتَيْ دولار، ويمكن علاج التهاب الكبد الوبائي سي في وقت قصير نسبيا باستخدام مضادات الفيروسات الفعالة، وحقَّقَت عديد الدّول تقدّما ملحوظًا في مكافحة أنواع التهابات الكبد، عبر اللقاح المُبَكِّر... تنتشر 50% من حالات الإصابة بالإلتهاب المُزْمِن في 11 بلد: البرازيل والصين ومصر والهند وإندونيسيا ومنغوليا وميانمار ونيجيريا وباكستان وأوغندا وفيتنام... عن منظمة الصحة العالمية 03/11/17

طاقة: يتطلب قطاع النفط والغاز استثمارات ضخمة قبل بلوغ مرحلة الإنتاج وجَنْيِ عوائد هامة، وتُعْتَبَر عائدات شركات النفط من أعلى العوائد على الإستثمارات، حيث لا يتجاوز مُعدّل سعر تكلفة برميل النفط العربي (عالي الجودة في معظمه) دولارين للبرميل الخام عند الإنتاج، وتعمد الشركات إلى الإستثمار في عمليات النقل والتصفية (المَصَافي) وفي شبكات البيع بالتجئة للبنزين، لتَضْخيم أرباحها إلى الحد الأقصى، ولكن هذه الشركات تُقَلِّص استثماراتها عند أول عثرة أو أزمة أو انخفاض في أسعار الخام، وأَدّى انخفاض أسعار النفط الخام منذ منتصف 2014 إلى انخفاض قياسي لاستثمارات الاستكشاف والحفر والإنتاج النّفْطي بنسبة 45% سنتي 2015 و 2016، من 800 مليار دولارا سنة 2014 إلى 433 مليار دولارا سنة 2016، وهو انخفاض قياسي خلال خمسة عقود، وبعد اتفاق خفض الإنتاج بين دول منظمة البلدان المُصَدِّرَة للنفط (أوبك)، وبلدان من خارجها مثل روسيا، ارتفعت أسعار النفط الخام، وارتفعت الإستثمارات في قطاع النفط والغاز بنسبة 6% سنة 2017، وتتحكم شركات النفط العالمية الكُبْرى (وليس الدول المُنْتِجة) في حركة رؤوس الأموال المستثمرة، وعمَدَت هذه الشركات إلى خفض توظيف الرساميل، كذلك إلى خفض الإنفاق على كافة العمليات والتشغيل وخفض كلفة الإنتاج بنسبٍ عالية بلغت 40% بهدف المحافظة على مستوى عائدات أصحاب الأسهم، وبعد ارتفاع الأسعار سنة 2017 بدأت الشركات الإستثمار في سِتّة مشاريع ضخمة منذ بداية سنة 2017، خاصة في أمريكا الشمالية، حيث مَكّن التطور التِّقَنِي من خفض تكاليف إنتاج النفط الصّخري بنسبة حوالي 60% ليُصْبِح سعر البرميل مُرْبِحًا في حدود خمسين دولارا، وخلق إنتاج النفط الصخري مشاكل عديدة للبلدان المنتجة للنفط الأحفوري، وخصوصًا النفط في عرض السواحل (البرازيل وفنزويلا وأنغولا...) لأن تكاليف استخراجه أعلى من الآبار البَرِّيّة، وأصبحت الولايات المتحدة تنافس إيران والسعودية في بلدان آسيا وأوروبا، وتضخ في الأسواق كميات كبيرة لتعويض خفض الإنتاج ولتخريب اتفاق أوبك وروسيا، وارتفعت الاستثمارات في النفط الصخري الأميركي بنحو 60 مليار دولار سنتي 2015 و2016، وتُخَطّط الولايات المتحدة لمنافسة روسيا في مجال الغاز الطبيعي، وغزْوِ أسواق أوروبا التي تستورد من روسيا حوالي 30% من حاجتها من الغاز... قَدّر خُبَراء الطاقة زيادة سيطرة منتجي النفط الصخري الأمريكي على سوق الطاقة، بعد الضّغط على تكاليف الإنتاج، وبعد التحالف مع كبرى الشركات التجارية في مجال الطاقة مثل "فيتول" و"ترافيغورا" و"جفنور"و"غلنكور"، إذْ وَسَّعَتْ هذه الشّركات نطاق نشاطها في تجارة النفط ومشتقاته وزادت من استثماراتها في المصافي وفي قطاع التكرير خلال السنوات الخمس الماضية، في حين لن تتمكن بعض البلدان الأعضاء في "أوبك" من زيادة إنتاجها بسبب نقص الإستثمارات الأجنبية، مثل العراق والجزائر وفنزويلا وإيران... من جهة أخرى، تمكنت الولايات المتحدة -بفضل تطوير التقنيات وخفض تكاليف إنتاج النفط الصّخري خلال العقد الماضي- من التّحوُّل من مُسْتَوْرِدٍ إلى مُصَدِّرٍ للطاقة، وقد تُصْبِحُ خلال مُدّة قصيرة أكْبَرَ مُصَدِّر عالمي للغاز الطبيعي المُسَال، ومنافسة أوبك وروسيا بفضل ارتفاع كميات الغاز الطبيعي المسال المنتجة في تكساس ولويزيانا، وضخِّها في الأسواق العالمية، مما أَدَّى إلى وفرة المَعْرُوض وانخفاض أسعار الطاقة عالميا، ولا يتوقّع خبراء الطاقة أن يتجاوز سعر برميل النفط الخام سِتِّين دولارا خلال العقد القادم، إذ أنفقت الشركات الأمريكية (بدعم وتشجيع من الحكومة) مليارات الدولارات في البنية التحتية، إذ تُعَدُّ عملية تصدير واستيراد الغاز الطبيعي المسال من العمليات المعقدة، وتكاليف شحنه مرتفعة للغاية، بسبب ضرورة تبريده إلى أقل من 260 درجة (تحت الصِّفْر) قبل تكثيفه لكي يتحول إلى ما يسمى "بالغاز الطبيعي المسال"، لِتَيْسِيرِ عملية شحنه في ناقلات عملاقة نحو مرافئ البلدان المُسْتَوْرِدَة التي وجب عليها إعادة تحويل الغاز المسال مرة أخرى إلى الحالة الغازية قبل نقله بواسطة خطوط الأنابيب، واستثمرت الشركات الأمريكية في عمليات إنتاج وتحويل ونقل الغاز الطبيعي لتصبح أمريكا مُنافِسًا جِدِّيًّا لأكبر المُصَدِّرين العالميين (قطر وأستراليا وروسيا)، وأصبحت تُنافس روسيا في أوروبا وعلى حدودها في "ليتوانيا" و"بولندا"، ما اضطرّ روسيا إلى تخفيض أسعار الغاز المصدر إلى أوروبا في محاولة للحد من تدفّق الغاز الأمريكي، ومن تأثيرات تحول أوروبا منذ 2015 إلى الإعتماد على مصادر "الطاقة المتجددة"، مع العِلْم إن مبيعات الطاقة تُمَثِّلُ نحو نصف عائدات الدولة في روسيا...   عن وكالة الطاقة الدولية - موقع "نيويورك تايمز" 31/10/17

احتكارات: تعتزم شركة سيارات "بيجو - ستروين" تسريح ما لا يقل عن 400 عامل (من إجمالي 1667 عاملا) بحلول نهاية العام في مصنع "فوكسهول" بميناء "إلسمر" (بريطانيا) الذي اشترته ضمن صفقة شراء شركة "أوبل" لصناعة السيارات (الفرع الأوروبي لمجموعة "جنرال موتورز") بهدف خفض الإنفاق وزيادة الأرباح، أو ما تُسَمِّيه الشركات  "تحسين القدرة التنافسية للمصنع"، خصوصًا بعد خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي وتغيير قواعد العمل والعلاقات التجارية بين بريطانيا وبلدان أوروبا، وكانت شركات السيارات الأوروبية قد تذمّرت من "الظروف الصعبة في السوق الأوروبية" ومن وتراجع مبيعات السيارات الخاصة (أي بخلاف الشاحنات وسيارات نقل السلع) وادّعت الشركة "إن تكاليف التصنيع الحالية في ميناء إلسمر أعلى بكثير من تكاليف مصانعها في فرنسا"، ويتوقع أن تُقَدّم شركة "أوبل" خطة لإعادة الهيكلة في شهر تشرين الثاني/نوفمبر تتضمن تسريح حوالي 25% من العمال في مصانع بريطانيا وقد تلحق بها مصانع "غليفسيتسه" في بولندا "بهدف تحسين الأداء المالي" أي زيادة الأرباح عبر تكثيف استغلال العمال، أي زيادة الإنتاج بعدد أقل من العُمّال رويترز 14/10/17... بدأت شركة "تِسْلا" لصناعة السيارات الكهربائية في شهر تموز/يوليو 2017 تسويق سيارة "موديل 3" التي يبدأ سعرها من 35 ألف دولار، أي نصف السعر الذي تبدأ به سيارات "موديل إس، وسلمت الشركة 220 من سيارات سيدان "موديل 3"، علما بأنها أنتجت 260 سيارة خلال الفصل الثالث من العام، وأعلنت عن وجود عراقيل حالت دون إنتاج وتسويق العدد المُستهدف من سيارة سيدان "موديل 3"، ما جعلها تُعْلِن تسريح قرابة 400 من موظفيها، وذكر ناطق باسمها أن بين المستغنى عنهم موظفون كبار، مثل رؤساء الفرق والمراقبين، وان الشركة لجأت إلى صرف موظفين بعد قيامها بتقييم سنوي، لكنها لم تشر إلى عدد من جرى تسريحهم بالضبط، واكتفى بيانها بان قرارات التسريح مرتبطة بأداء الموظفين، لكن موظفا سابقا أكد أنه فقد عمله في الشركة بالرغم من عدم تلقيه أي نقطة سلبية خلال عمله في المؤسسة، ما يُثِير تساؤلات حول الأسباب الحقيقية لخفض عدد العُمّال... "رويترز" 15/10/17

عولمة: يعقد صندوق النقد الدولي اجتماعات سنوية مُشْتَرَكَة مع البنك العالمي، وأعلنت مديرة الصندوق في اجتماعاتى خريف 2017 إن الاقتصاد العالمي يمر حاليا بأكثر الفترات انتعاشا مقارنة بسنوات ماضية، لكنه لا يزال بحاجة لمساعدات بعض الدول التي تستطيع تحمل التكاليف من خلال أسعار الفائدة المنخفضة وارتفاع الإنفاق الحكومي، لكن تقارير صندوق النقد والبنك العالمي تُظْهِرُ تعمق الفجوة في الدخل بين الأغنياء والفقراء ما قد يثير شكوكًا (مَشْرُوعة) إزاء التجارة الحرة، وحث مسؤولو صندوق النقد بعض الدول التي تتمتع باقتصاد قوي- مثل ألمانيا وكوريا الجنوبية- على زيادة الإستثمارات "المحفزة للنمو العالمي"، فيما دعا الدول الأخرى لإجراء "إصلاحات من شأنها زيادة كفاءة الإقتصاد"، أما عن علاج الهوة بين الأثرياء والفقراء وارتفاع الفوارق الطبقية فتدّعي مديرة الصندوق إن زيادة انخراط النساء في سوق العمل، وتيسيير حصولهن على الائتمان، وتضييق الفجوة في الأجور بينهن وبين الرجال قد تؤدي إلى الحد من هذه الفوارق، والواقع ان هذه الفجوة هي هيكلية و"ضرورية" لتحقيق الحد الأقصى من الربح للشركات الرأسمالية، وليست حدثًا عارضًا يمكن معالجته سطحِيًّا "بحسن الإرادة"... مع العلم إن الولايات المتحدة (قائدة الرأسمالية المُعولمة) تعارض توفير رأس مال إضافي للبنك العالمي، وانسحبت من يونسكو وتهدد بالإنسحاب من وكالات الأمم المتحدة ومن اتفاقية التجارة بين آسيا والمحيط الهادى وتهدد بالانسحاب من اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية مع كندا والمكسيك... لذا فإن بيانات مسؤولي صندوق النقد الدولي لا تُساوي الشيء الكثير أمام مواقف رئيس الإمبريالية الأمريكية  رويترز 15/10/17

الإقتصاد الليبرالي بين الوعود والواقع: وَعَدَت الرّأسمالية النّاس "بالجَنّة على وجْهِ الأرض"، شرط عدم تدخُّل الدولة في سير الإقتصاد، وبعد حوالي قرنين من هيمنة الرأسمالية، يتّهم بعض الليبرالِيِّين "المُعْتَدِلِين" الإيديولوجية "النيوليبرالية" بأنها السبب الرئيسي في زيادة عدد الفُقراء وفاقدي المأوى والعاملين بدوام جُزْئي، وأصحاب الرواتب التي لا تكفِي لتلبية الحاجيات الضرورية للإنسان (أي الفُقَراء العامِلِين)، ومع انهيار الإتحاد السوفييتي أعلن بعض مُرَوِّجي "النيوليبرالية" انتصار الرأسمالية نهائيًّا وأعلنوا "نهاية التاريخ"، لكن تَطَور الصين أحدث شرخًا في النظريات النيوليبرالية، حيث تقود الدّولة التطور الرّأسمالي للإقتصاد (اقتصاد السوق "الإجتماعي"، كما يُسَمِّيهِ الإعلام الرّسْمِي الصِّيني)، زيادة على الأزمة المالية العالمية (2008-2009) التي نتجت عن دور الدولة (التي تُمَثِّلُ مصالح رأس المال) في إنقاذ المصارف والشركات الكُبْرى عبر ضخِّ المال العام الذي جَمَعَتْهُ أجهزة الدولة من ضرائب الأجَراء والمُنْتِجِين، واضطرّت الصحف ووسائل الإعلام البرجوازية للحديث عن تباطؤ النُّمُو وتفاقم الفقر واتِّساع الفجوة الطّبَقِية في البلدان الرأسمالية المتطوِّرَة، بل تراجعت بعض المُؤَشِّرات الإنمائية، فقد أنشأت بريطانيا قرابة 300 ألف مَسْكِن سنويًّا خلال عِقْدَيْ الخمسينات والستينات من القرن العشرين، وانخفض العدد حاليا بنسبة 50% ما خَلَقَ أزمة سَكَن وارتفاعًا في إيجارات المنازل، وفي الولايات المتحدة (قاطرة النظام الرّأسمالي العالمي) ارتفع معدل وفيات الأمومة من 16,9 لكل 100 ألف ولادة حية سنة 1990 إلى 26,4 سنة 2015، وانخفضت قيمة الأجور في بريطانيا بنسبة 10% بين سنتي 2007 و 2014 رغم النمو الذي حققه الإقتصاد (بفضل جُهُود العامِلِين) وفي أنغلترا لا يزال حوالي 15% من البالغين (أو حوالي 5,1 ملايين شخصا) شبه أُمِّيِّين ولم تنخفض النسبة منذ إحدى عشر سنة، إضافة إلى من لا يُجيدون القراءة والكتابة، بشكل يُمَكِّنُهُم من قضاء شؤونهم اليومية دون الإستعانة بغيرهم، بينما تمكنت "كوبا" ذات الإقتصاد المُوَجَّه من قِبَلِ الدّوْلَة من القضاء على الأمية ومن الإكتفاء الذاتي في مجال الأدوية بل وتصدير العديد منها مع ارتفاع عدد الأطباء، رغم ضعف إيرادات الدّولة ورغم الحظر والحصار الإقتصادي والمالي والسياسي... أَدّت السياسات النيوليبرالية التي تفرضها الدولة عبر عدد من القوانين إلى زيادة حصة رأس المال (مع خفض الضريبة على الأرباح) وانخفاض حصة العمال (مع زيادة الضريبة على الأُجُور) في مُعادلة توزيع نتائج النمو، مع ارتفاع حصة المُضارِبين في البورصة وأصحاب الأسهم، في حين تدهورت القيمة الحقيقية للرواتب وتدهورت ظروف العمل، كما ساءَتْ حال البُنْيَة التّحْتِيّة والخدمات العُمومية... عن موقع "بروجيكت سنديكيت" (بتصرّف) 03/11/17

من جيوبنا إلى خزائنهم: ارتفعت الإيرادات الإجمالية لشركة "فيسبوك" من الإعلانات بنسبة 49% إلى 10,33 مليار دولارا خلال الربع الثالث من سنة 2017 وساهمت الإعلانات على الأجهزة المَحْمُولَة بنسبة 88% من هذه الإيرادات، وارتفعت الأرباح الصافية للشركة بنسبة 79% خلال الربع الثالث من العام 2017، إلى 4,71 مليار دولارا، بدعم من نمو قوي لإعلانات الفيديو على مدى ثلاثة أشهر، واستفادت الشركة الإحتكارية الأمريكية "فيسبوك" من بث تقارير مُصَوّرَة عن مزاعم استخدام روسيا شبكة التواصل الاجتماعي للتدخل في انتخابات الرئاسة الأمريكية للعام 2016، واستفاد أصحاب أسهم هذه الشركة من زيادة الإيرادات والأرباح، حيث ارتفعت قيمة السهم بنسبة 60% منذ بداية العام الحالي (2017)، وتفتخر "فيسبوك" بزيادة عدد مستخدمي الشبكة إلى 2,07 مليار شخص حوةل العالم بنهاية أيلول/سبتمبر 2017، بزيادة 16% عن العدد المُسَجّل قبل عام واحد، ما رفع إجمالي إيرادت الشركة وأرباحها، إذ كُلّما ارتفع عدد المُسْتَخْدِمين ارتفع عدد مُشاهدي الإعلانات (المَفْرُوضة عليهم) وارتفع سعر الثانية الواحدة من الإعلانات، فترتفع بذلك إيرادات وأرباح فيسبوك التي تحتكر هذا المجال...رويترز 03/11/17



وهكذا المادة نشرة الإقتصاد السياسي عدد 404 - 25 تشرين الثاني 2017 - إعداد: الطاهر المعز

هذا هو كل المقالات نشرة الإقتصاد السياسي عدد 404 - 25 تشرين الثاني 2017 - إعداد: الطاهر المعز هذه المرة، ونأمل أن توفر فوائد لكم جميعا. حسنا، أراك في وظيفة أخرى المقال.

كنت تقرأ الآن المقال نشرة الإقتصاد السياسي عدد 404 - 25 تشرين الثاني 2017 - إعداد: الطاهر المعز عنوان الرابط https://notscrets.blogspot.com/2017/11/404-25-2017.html

Subscribe to receive free email updates:

0 Response to "نشرة الإقتصاد السياسي عدد 404 - 25 تشرين الثاني 2017 - إعداد: الطاهر المعز"

إرسال تعليق