عنوان: نشرة الإقتصاد السياسي عدد 403 - 18 تشرين الثاني 2017 - إعداد: الطاهر المعز
حلقة الوصل : نشرة الإقتصاد السياسي عدد 403 - 18 تشرين الثاني 2017 - إعداد: الطاهر المعز
نشرة الإقتصاد السياسي عدد 403 - 18 تشرين الثاني 2017 - إعداد: الطاهر المعز
نشرة كنعان -الذكرى المائوية لثورة اكتوبر الإشتراكية 1917 – 2017
يقابل يوم 25 تشرين الأول/اكتوبر 2017 (بالتقويم الميلادي و 7 تشرين الثاني/نوفمبر بالتقويم الغريغوري السّائد آنذاك في روسيا) الذكرى المائة للثورة الإشتراكية (البَلْشَفِيّة) في روسيا التي أصبحت تُسَمّى "اتحاد الجمهوريات الإشتراكية السوفييتية" بعد اتحادها مع عدد من البلدان المجاورة والتي كانت تستعمرها الإمبراطورية الرّوسية، وتعد هذه الثورة إحدى أعظم الثورات العالمية في تاريخ الإنسانية وأكبر ثورة على الإطْلاق في القرن العشرين، بفضل التّغْييرات التي أحدثتها، انطلاقًا من فِكر "كارل ماركس" الذي اكتشف قانون القيمة وقام بتشريح نظام الإقتصاد الرّأسمالي مع رفيقه "فريدريك إنغلس"، واعتمادًا على تطويرات "فلاديمير إلِّيتْشْ أُوليانُوف" (المعروف بلينين) وإضافاته بخصوص مرحلة الإمبريالية وحق الشعوب المُضْطَهَدَة في تقرير مصيرها...
قبل مائة عام انتصرت ثورة أكتوبر الاشتراكية، وكانت قراراتها الأولى تتعلق بتحقيق وعود قطعتها الثورة ومنها عقد اتفاقيات سلام ووضع حد لمشاركة روسيا في الحرب العالمية الأولى، لأنها حرب تتنافس من خلالها القوى الإمبريالية، ومنها أيضًا توقيع مرسوم توزيع الأرض على الفلاحين الذين يعملون في هذه الأراضي (الأرض لِمَنْ يزْرَعُها)، وكان "تعميم الكهرباء" أول مَشْروع عملت السلطات الجديدة على تنفيذه، وحال انتتصارها في روسيا القَيْصَرِيّة حاصرتها جُيُوش ثمانية عشر دولة رأسمالية لفترة أربع سنوات، وشنّت عليها حربًا عدوانية امبريالية...
أُنْجِزَتِ الثورة على مرحلتين، الأولى في السابع من شباط/فبراير 1917 واستفادت منها البرجوازية الليبرالية التي حَكَمت البلاد حتى تاريخ المرحلة الثانية من الثورة والتي اتفق المُؤَرِّخون على تسميتها "ثورة اكتوبر" الإشتراكية، وتُسَمّى أحيانًا "الثورة البَلْشَفِية" لأن "البلاشفة" كانوا يقودونها، والبلاشفة، جمع بلشفي تعني "المُنْتَمين إلى الأغلبية" (ضد مناشِفَة، ومفردها مَنْشَفِي وتعني المُنْتَمؤين للأقلية) داخل الحزب الاشتراكي الديمقراطي الروسي، وبينما يؤكد المناشفة على العمل الإصلاحي يؤيد البلاشفة الحل الثوري، وكان فلاديمير لينين يقود التّيّار البلشفي (الأغلبي)، ولم تُعَمِّر الدولة السوفييتية أكثر من سبعة عقود (منها عُقُود من فترات الحرب والحصار، وإعادة الإعمار)، ولكنها، رغم انتكاساتها، ورغم تَعرّضها منذ بداياتها إلى الهجوم العسكري والحصار من دول أوروبا الغربية، تركت أَثَرًا عظيمًا على مُسْتوى داخلي بفضل التغييرات الإجتماعية لصالح العُمّال والفُقراء وبفضل تحقيق تطور صناعي وعلمي في فترة وجيزة، وتركت أثرًا عظيمًا أيضًا على مُسْتوى شعوب العالم، لأنها كانت تدعو إلى الإشتراكية، أي المساواة بين البشر مهما كان جنسهم أو مهنتهم أو أصلهم الجغرافي والإجتماعي، وكانت تدعو إلى تحرير الشعوب من رِبْقَة الإستعمار والهيمنة الإمبريالية، وكانت ثورة اكتوبر الإشتراكية مُلْهِمَةً للعديد من قادة حركات التحرر والشعوب المُضْطَهَدَة والمُسْتَعْمَرَة التي كانت تناضل من أجل التّحرّر والإستقلال وبناء مُجْتَمَعٍ خال من المَيْز ومن الإستغلال والإضطهاد، مع مراعاة الجانب الإجتماعي للثورة وبناء مجتمع ما بعد التّحَرُّر، وهو ما أهملته الثورة الجزائرية وما رفضت طرحه منظمة التحرير الفلسطينية قبل اتفاقيات "أوسلو"... انتشر الفِكْر الإشتراكي بِسُرْعةٍ في العالم وسبقت الأحزاب الشيوعية العربية في تأسيسها عددا من أحزاب الدول الرأسمالية المُسْتَعْمِرَة لشعوب افريقيا وآسيا وكانت أحزاب المشرق العربي في سوريا والعراق ومصر ولبنان والسودان وفلسطين ذات قاعدة شعبية هامّة واتخذت مواقف جريئة في عصرها وقادت إضرابات وحركات اجتماعية هامّة حتى العقد السادس من القرن العشرين، لكن مُعظمها بدأ يضعف بعد تأسيس الكيان الصهيوني بسبب التبعيّة والإنقياد الأَعْمَى وراء مواقف قيادة الإتحاد السوفييتي بشأن التّخَلِّي عن حقوق الشعب الفلسطيني في وطنه، وفي غياب الأممية الثالثة التي أَمَرت قيادة الإتحاد السوفييتي بحلها سنة 1943 (وهي ليست مِلْكًا لهذه القيادة) اعترف الإتحاد السوفييتي بسرعة بالكيان الصهيوني الذي أَسَّسَتْهُ حركة استيطان (أوروبية المَنْشَأ) بدعم من الإستعمار البريطاني والفرنسي (ثم الأمريكي) واعترفت به الأحزاب الشيوعية العربية التي كانت (أو أصبحت آنذاك) فُرُوعًا للحزب الشيوعي السوفييتي (في غياب أُمَمِيّة شيوعية) وبلغ الحد بالحزب "الشيوعي" الفلسطيني إلى تغيير إسمه إلى "الحزب الشيوعي الإسرائيلي" (مما خلق انشقاقات داخله)... هذه إحدى المآخذ على الإتحاد السوفييتي في مجال السياسة الخارجية، لكن الإتحاد السوفييتي أصبح في ظرف وجيز نِدًّا للإمبريالية العالمية التي سبقت تأسيسه بقرنَيْنِ كامِلَيْن، وأصبحت الفكر الإشتراكي يمثل خطَرًا على الرأسمالية في عقر دارها، حيث رفعت النقابات وحركات الشباب والأحزاب السياسية مطالب العدالة والتوزيع العادل للثروات ومجانية التعليم والصحة والخدمات الأساسية، ودَعم الإتحاد السوفييتي حركات التحرر التي قادها فيدل كاسترو في كوبا وكوامي نكروما في غانا وبَاتْرِيس لوممْبَا في الكونغو، وكذلك في الجزائر واليمن ودعم بعض الأنظمة التقدمية (رغم الشوائب) في العراق ومصر وإيران (فترة محمد مصدّق)، وألهمت الثورة البلشفية قادة الحزب الشيوعي الصيني الذي دَحَر الإستعمار الياباني وأذنابه سنة 1949 (باستثناء جزيرة تايوان)، ودعم الإتحاد السوفييتي قادة بلدان ما أُطْلِق عليه "العالم الثالث" الذين تجرّأُوا على تأميم الثروات كالنفط في إيران (حكومة مصَدَّق) وقناة السويس (عبد الناصر) وضَرْبِ مصالح الشركات متعددة الجنسية...
هناك مجالات أَبْدَعت فيها الثورة البلشفية والإتحاد السوفييتي لكن المُؤَرِّخِين يُهْمِلُونها ومنها الدور الحاسم للإتحاد السوفييتي في هزيمة النّازية والتضحيات والخسائر الجسيمة التي كانت ثمنًا لهذا الإنتصار (واستفادت منه الإنسانية قاطبة) ومجال المساواة بين الجنسين (مساواة المرأة بالرجل في الحقوق والواجبات) وبين القوميات، وكانت الثورة وراء دعم تيار تقدمي إنساني في مجالات الأدب والفن والسينما، ومجال البحث العلمي واستفادة العمال والشعوب من التطورات في المجال الطبي (مثال الولادة غير المُؤْلِمَة التي اكتشفها وطوّرها العُلَماء السوفييت)
أدّى ضعف الإتحاد السوفييتي منذ عقد سبعينيات القرن العشرين ثم انهياره إلى تَغَوّل "الليبرالية" وزاد نصيب رأس المال من الثروة على حساب العامِلِين والمُنْتِجِين وزادت نسبة أرباح المُضارَبَة والنّشاط الطُّفَيْلِي غير المُنْتِج، مع التقليص المستمر لمكاسب الشّغّالِين، واحتكرت الإمبريالية الأمريكية (الإمبريالية الأقوى) القوة العسكرية والإعلامية على الصعيد العالمي وفرضت الفكر الواحد، وحَظَرت أي هامش للتعدد والتنوع سواء في القطاع الإقتصادي أو الثقافي أو العقائدي (الإيديولوجي)، وأعلنت الإنتصار النهائي للرأسمالية ولإيديولوجيتها ما شَكّل في نظر بعض مُنَظِّري الفكر الرأسمالي الليبرالي المُعَوْلَم "نهاية التّاريخ"، لكن أحد أثْرى أثْرياء العالم (وارن بافيت) -الذي جمع ثروته من المُضاربة وليس من النشاط المُنْتِج- اعترف بوجود الصراع بال الحرب الطبقية التي اعترف أيضَا بأن طبقته (الطبقة الرأسمالية) هي بصدد رِبْح هذه الحرب لحد الآن، ولم يَدَّعِ أنه انتصار نِهائي لِطَبَقَتِهِ...
أزمة- لنا الأزمة ولهم الأرباح؟ عندما يُطالب العمال والموظفون (مُنْتِجو الثروة والقيمة الزائدة) بزيادة الرواتب وبتحسين ظروف العمل، يُجابهُهُم الرأسماليون بتعليلات عن الأزمة وعن الخسائر الإفتراضية التي تكبدوها، والواقع ان الخسارة حدث استثنائي في عالم الرأسماليين، لأنهم كلما بدأ "الاتجاه النزولي في معدل الربح" (وفق عبارة كارل ماركس) ضغطوا على العُمّال وخفضوا الإنفاق من أجل المُحافظة على معدّل الرِّبْح المُرْتَفِع، وبإلقاء نظرة سريعة على عالم البورصة ورأس المال خلال الأسبوع الأخير من شهر تشرين الأول/اكتوبر 2017 نلاحظ ارتفاع أرباح الشركات الكُبْرى المُسَجّلَة في البورصة من اليابن إلى الولايات المتحدة مُرورًا بأوروبا، فقد ارتفع مؤشر "نيكي" للأسهم اليابانية إلى أعلى مستوى له خلال 21 عاما بفضل ارتفاع أسهم المصارف وشركات الخدمات المالية وأسهم شركات التكنولوجيا... في أوروبا ارتفعت الأسهم الأوروبية لأعلى مستوياتها في نحو خمسة أشهر بدعم السياسة المالية للمصرف المركزي الأوروبي (سياسة ما سُمِّي بالتيْسِير النّقْدِي و"التَّحْفِيز") ومن نتائج قوية للمصارف والشركات الكُبرى، وارتفعت الأرباح الصافية لمجموعة "يو.بي.إس" المصرفية السويسرية بنسبة 14% خلال الربع الثالث من سنة 2017 كما ارتفعت أسهم أكبر المصارف البريطانية وشركات التكنولوجيا، وارتفعت أرباح شركات الطاقة، رغم الخسائر التي لحقت بدول "الإقتصاد الرّيعي" الذي يعتمد على إيرادات النّفط، منذ انخفاض أسعار برميل النفط الخام، منتصف حزيران 2014، وبلغت الأرباح الصافية لشركة "إيني" النفطية (إيطاليا) 229 مليون يورو (267 مليون دولار) خلال الربع الثالث من العام 2017 وهي أرباح "دون التوقعات" لكن الرأسماليين يطمحون إلى تحقيق مزيد من الأرباح في كل الحالات وكل الظروف، فيما ارتفعت الأرباح الصافية لمجموعة النفط الفرنسية "توتال" بنسبة 29% إلى 2,7 مليار دولارا خلال الربع الثالث من العام 2017، لأن شركات النفط تفاوض الدول لزيادة امتيازاتها ثم ترفع كمية الإنتاج أثناء الأزمات وتُكرر النفط في مصافيها وتبيعه في شبكاتها، ما يجعل أرباحها ترتفع إلى الحد الأقصى، وأعلنت "توتال" أن تكلفة الإنتاج تقل عن خمسة دولارات للبرميل خلال الربع الثالث من سنة 2017... وارتفعت أرباح شركات تصنيع السيارات أيضًا وأعلنت شركة "فولكسفاغن" (أكبر شركة تصنيع السيارات في العالم) ارتفاع أرباحها بنسبة 15% خلال الربع الثالث من العام 2017، وبلغت 4,31 مليار يورو (5 مليارات دولارا) بعد تخفيض التكلفة في وحدتها الرئيسية للسيارات، وتتوقع أن ترتفع إيراداتها السنوية إلى حوالي 226 مليار دولارا (دولار = 0,86 يورو يوم الجمعة 27/10/2017)... في أمريكا -مَهْد الرأسمالية العالمية وقاطرة الإمبريالية- ارتفع الناتج المحلي الإجمالي بوتيرة سنوية نِسْبَتُها 3% خلال الرّبع الثالث من سنة 2017، رغم تباطؤ إنفاق الإستهلاك وانخفاض نشاط قطاع البناء، بسبب إِعْصارَيْ "هارفي" و"إرما" اللذَيْنِ بلغت خسائرُهُما حوالي 131,5 مليار دولارا، وانخفض العجز التجاري للولايات المتحدة بعد ارتفاع الصادرات بنسبة 2,3% وانخفاض الواردات بنسبة 0,8%... هذا بالنسبة للإقتصاد الشُّمُولِي (ماكرو إيكونومي)، أما بالنسبة للشركات الأمريكية فقد ارتفعت إيرادات شركة "ألفابت" (Alphabet)، الشركة الأم لغوغل، بنسبة 24% في الربع الثالث من العام الحالي (2017) بفضل ارتفاع عائدات إعلانات الهاتف المحمول بقيمة 27,8 مليار دولارا خلال ثلاثة أشهر، ما رفع الأرباح الصّافِية للشركة إلى 6,7 مليار دولار خلال ثلاثة أشهر، كما ارتفعت أرباح شركة النّفط "شيفرون" بنسبة 52% على أساس سنوي بدعم من ارتفاع زيادة الإنتاج إلى 2,7 مليون برميل يوميا وارتفاع أسعار النفط والغاز الطبيعي، وارتفعت أرباحها الصّافِيَة خلال ثلاثة أشهر إلى 1,95 مليار دولارا، وارتفعت كذلك الأرباح الصافية لشركة "إكسون موبيل"، أكبر شركة نفط مُدْرَجَة (في البورصة) في العالم، بنسبة 50% وبلغت قرابة أربعة مليارات دولارا خلال الربع الثالث من سنة 2017... هذه عيِّنة من أرباح الشركات الكُبرى في مجالات مختلفة (مصارف وصناعة وطاقة وتكنولوجيا)، فيما تُكَرِّرُ وسائل الإعلام على مسامعنا أخبار الأزمة منذ 2008... عن "رويترز" 27/10/17
في جبهة الأعداء: أقرّت الحكومة الألمانية صفقة بيع ثلاث غواصات حربية جديدة (قادرة على حمل صواريخ ذات رؤوس نووية)، بثُلُثَيْ ثمنها في السوق، كما باعت سابقًا سبع غواصات حربية من طراز "دولفين" للكيان الصهيوني بحوالي 65% من سعرها المُعْلَن في سوق السلاح، وتجدر الإشارة أن حكومة ألمانيا تُسَدِّدُ منحة حكومية سنوية بقيمة 3,1 مليار يورو سنويًّا للكيان الصهيوني منذ 1953 (تاريخ تأسيس ألمانيا الإتحادية، المعروفة ب"الغربية"، وهي عبارة عن قاعدة أمريكية ضخمة) "تعويضًا" لضحايا مواطنين ألمكانيين قتلتهم حكومة ألمانيا، وتُقَدّؤ قيمة هذه الصفقة الأخيرة بنحو 1,5 مليار يورو، يُسَدِّدُ منها الأجراء والعمال في ألمانيا (دافعو الضرائب) 540 مليون يورو أي أكثر من ثُلُثِ القيمة الإجمالية للصفقة، وتعتبر حكومات ألمانيا المتعاقبة "إن لها مسؤولية خاصة تجاه أمن" الكيان الصهيوني وفق متحدث باسم الحكومة الألمانية، ويشارك الأسطول الحربي الألماني (إلى جانب فرنسا وبريطانيا) في الحصار البحري على غزة بذريعة حظر دخول السلاح، فيما تُساهم ألمانيا (عضو الحلف الأطلسي) في احتلال أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا، وتُساهم القوات الخاصة الألمانية بشكل كبير في تدريب وتسليح مليشيات عشيرة البرازاني في إقليم كردستان العراق... أعلن خبراء عسكريون "إن إسرائيل ستزَوِّدُ الغواصات بصواريخ نووية، إضافة إلى تأمين مهمّة التجسس على إيران أو مهاجمتها في حال اندلاع حرب"... من جهة أخرى فإن حكومة ألمانيا التي تَدْعَم (ماليا) الإحتلال الصهيوني، لا تدعم فقراء البلاد، حيث يعيش 21% من الأطفال لفترة طويلة في حالة فقر، إذ يصعب في معظم الحالات التّخلص من الفقر، وفق دراسة لمؤسسة "بيرتلسمان"، فيما يتهدد الفقر 10% من الأطفال لفترات قصيرة، وتضطر الأُسَر الفقيرة إلى التّخلِّي عن شراء العديد من اللّوازِم والخدمات التي تُعْتَبَرُ ضرورية في مجتمع رأسمالي مُتَطَوِّر، يفتخر حُكّامه بأنه أقوى اقتصاد أوروبي ورابع اقتصاد عالمي، وفي بلاد يحتل جيشها مناطق عديدة من العالم... عن مجلة "دير شبيغل"20/10/17 - رويترز + أ.ف.ب 23/10/17
في جبهة الأعداء: نَظّمت "منظمة كيفا إنترناشيونال للصداقة الكردستانية الإسرائيلية" لقاء في برلين (عاصمة ألمانيا، أكبر داعم للكيان الصهيوني) بين مُمَثِّلين عن إقليم كردستان العراق (أُسْرة بارازاني) منهم "جلشاد البرازاني" (ابن مصطفى وشقيق مسعود) ووفد برلماني صهيوني بمساهمة أحد العُملاء الفلسطينيين الذي عَمل في مكتب رئيس حكومة العدو المُحْتَلّ (منذر الصّفَدِي، من الجولان المُحْتلّ) الذي يرتَزِقُ من دولة الكيان الصهيوني التي أنْشَأت له مركزا "للبحوث الدبلوماسية" في تل أبيب، الذي اختصّ في صفقات السّمسَرة بين المخابرات الصهيونية وبعض المنظمات المتخفية تحت الطابع الإنساني و"الخيْرِي" والمنظمات الإرهابية في سوريا، ووعد مُمَثِّلو الكيان الصهيوني –خلال هذا اللقاء- ب" فك الحصار الجوي والعدوان، ودعم إرادة الشعب الكُرْدِي وحقه التاريخي بالإستقلال..."، وكان بعض العُملاء الصهاينة قد عملوا بنشاط من اجل فك عزلة الكيان الصهيوني، وكان لهم دور في سياسات التقارب بين دولة الإحتلال وبعض الدول ذات الأغلبية المسلمة في افريقيا مثل نيجيريا وآسيا الوسطى ومنها "أذربيجان" على الحدود الإيرانية، ويُبَرِّرُ الكيان الصهيوني وعُملاؤه هذا الدّعم القوي لبعض قيادات كردستان ب"ضرورة إفشال مخطط التَّمَدُّد الفارسي عبر الهلال الشيعي، وسنحثّ الدول الصديقة على التدخل لمنع التمدد الإيراني، وإجهاض مخططه الاستعماري، وسنمنعه من تحقيق حلمه بتدمير إسرائيل وكردستان"، والدول الصديقة هي دويلات الخليج والأردن ومصر، ولم يتعرض المتحدثون الصهاينة لدور تركيا أكان ذلك سَلْبًا أم إيجَابًا، وصَرّحَ دلشاد البرزاني: "إن صداقتنا مع إسرائيل ليست سِرًّا وهي صداقة قديمة وستستمر وستَتَعَزَّزُ، بعد أن خذلتنا أميركا والدول الحرّة بصمتها"، مع العلم ان جميع أسلحة مليشيات الأكراد هي أسلحة أمريكية وصهيونية تسلّمتها من أمريكا وألمانيا ودول الحلف الأطلسي ومن الكيان الصهيوني، فيما تُدرب القوات الخاصة الأمريكية والصهيونية والأمريكية هذا المليشيات...
نشأت مرحلة التمرد الكردي الحديث (1961) ل"مصطفى البرزاني" في العراق كحركة رجعية مُضادّة للثورة (ثورة 14 تموز/يوليو 1958) ضد الحكم الجمهوري للزعيم عبد الكريم قاسم -رغم "تنازلات" الحكم الجمهوري الجديد للأكراد باعتبارهم "شركاء في الوطن"- بدعم بريطاني وأميركي وإيراني، لأن عبد الكريم قاسم اعتبر الكويت أرضًا عراقية مَسْلُوبة ولأنه عارض احتكار امتيازات شركات النفط البريطانية... أما دعم الكيان الصهيوني فقد بدأ مع العلاقات التي أنشأتها الزعامات العشائرية التي عارضت اتفاق 10/02/1964 بين مصطفى البرزاني وسلطة عبد السلام عارف (منها إبراهيم أحمد وأنو شروان مصطفى وجلال طالباني)، قبل أن يصبح مصطفى البرازاني صديقًا للكيان والصهيوني ولمخابراته وعميلاً تُسَدِّدُ له المخابرات الأمريكية مِنَحًا ومساعدات دورية بداية من 1964 وقامت مليشياته بحماية زيارات رئيس الموساد "مائير عميت" (1963-1968) لشمال العراق مراراً، وللضابط "ديفيد كيمحي" الذي أصبح بالسبعينيات المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية الصهيونية خلال عقد السّبعينيات من القرن العشرين، وتعاونت مليشيات البرازاني كما الطالباني مع شاه إيران وكذلك مع أخْلاَفِه (الخميني ومن جاء بعده) وشكل الزعيمان رأس حربة الإمبريالية الأمريكية سنة 1991 ثم أثناء فترة الإحتلال المُباشر بداية من 2003، وارتكبت مليشيات "جلال الطالباني" (حزب الإتحاد الوطني الكردستاني) مجازر (منطقة "باشتاشان"، شمال العراق في أيار/مايو 1983) راح ضحيتها مئات الأعضاء من الحزب الشيوعي العراقي الذي سانده وقاتل معه ضد حكم حزب البعث (بعد انفضاض التحالف بين البعث والحزب الشيوعي)، كما شاركت مليشيات الطالباني والبرزاني في عمليات حربية إيرانية ضد الجيش العراقي أثناء الحرب (1980-1988)، ودعم الإحتلال الأمريكي مليشيات الحزبين لاحتلال مناطق غنية بالنفط، خارج إقليم كردستان، وترحيل السّكان الأصليين وممارسة "التّطْهِير العِرْقي"، اقتداءً بالأصدقاء والدّاعمين الأمريكيين والصهاينة... عن الموقع الكُرْدِي"كورد نامه" (المنبر الحر) + "الأخبار" 25/10/17
عرب - غذاء: تأسست منظمة الأغذية والزراعة (فاو) التابعة للأمم المتحدة يوم 16/10/1945، وجعلت من يوم 16 تشرين الأول/اكتوبر من كل عام "يوم الأغذية العالمي"، وكان الهدف المُعْلَن من تأسيسها آنذاك هو "تحرير الإنسانية من الجوع وسوء التغذية، وإدارة نظام الأغذية العالمي بشكل فعال... واتخاذ تدابير ونظم غذائية وقرارات سياسية جادة لمكافحة الجُوع وضمان الأمن الغذائي"، وتُعَرِّفُ المنظمة "الأمن الغذائي" ب"حصول جميع السكان في جميع الأوقات على أغذية كافية ومأمونة وصحية تلبي حاجاتهم لتمكنوا من بذل الجهود الضرورية لعيشهم ولحياتهم اليومية مع البقاء في حالة صحية جيدة"، ويتضمّن تعريف الأمن الغذائي أيضًا بعض الشروط، منها توافر الإمدادات وإمكانية اقتنائها بشكل مُتَواتر (ترجمة تقريبية)، حيث يجب أن يتمكن المواطنون من شراء غذاء ذي نوعية جيدة بأسعار تتناسب مع دخل الأفراد والأُسَر، وهذه الشروط غير متوفرة في معظم البلدان العربية التي تستورد الأغذية بالعملات الأجنبية وقد ترتفع قيمة وارداتها من الأغذية إلى 53 مليار دولارا سنة 2020 وإلى ستين مليار دولارا سنة 2030 ما يُشكل استنزافًا لاحتياطيات النقد الأجنبي، خصوصًا وأن معظم الدول العربية ترزح تحت وطْأَةِ الدُّيُون الخارجية (المُقَوّمة بالعملات الأجنبية)، وما يُشَكِّلُ ثغْرَةً هامة في مجال الأمن بمفهومه الواسع والشامل، وتستورد الدول العربية 41 مليون طنا من القمح أو نحو 27% من حجم القمح المَطْرُوح في الأسواق العالمية، وتتوقع الأمم المتحدة ارتفاع هذه الكمية بنحو 75% إلى 71 مليون طنا على مدى العقود الثلاثة المُقْبِلَة، إذا بقيت دار لقمان على حالها، كما يستورد العرب 70% من احتياجاتهم من السكر و60% من الزيوت النباتية و45% من البقول... من جهة أخرى، فإن الأنظمة العربية لا تعير اهتمامًا لمسألة الأمن الغذائي، إذ لا يتعدى الإنفاق على البحوث الزراعية نسبة 1% من قيمة الإنتاج الزراعي في الدول العربية، وتعاني من ضُعْفٍ كبير في معدل إنتاجية الحبوب الاستراتيجية كالقمح والأرز والذرة التي يبلغ المعدل العالمي لإنتاجها 3,6 أطان للهكتار الواحد، لا يتجاوز المُعَدّل العربي 1,6 طنا للهكتار الواحد، أي ان نسبة "العجز" قاربت 44% ويمكن زيادة الإستثمار بقيمة خمسة مليارات دولارا في تقنيات تحسين البذور واستخدام لزيادة إنتاجية المحاصيل بنسبة 100% وتحسين تقنيات إنتاج التقاوى (الدّواجن) لتحسين الإنتاج بنسبة 50% وتحقيق الإكتفاء الذاتي (وهو غير الأمن الغذائي) خلال سنوات قليلة... عن منظمة الأغذية والزراعة "فاو" 20/10/17
الجزائر: أضرب عمال الصيانة بشركة الخطوط الجوية الجزائرية منتصف أيار/مايو 2017 وألغت الشركة جميع رحلاتها الداخلية والخارجية (22 رحلة) يوم الثلاثاء 16 أيار 2017 وعَلَّقَ العُمّال إضرابهم إثر وعود إدارة الشركة تحقيق مطالبهم (إعادة تصنيف رواتبهم في سلم الأجور)، ولكن إدارة الشركة الحكومية لم توفي بوعودها، ما اضطر نقابة عمال الصيانة إلى الإضراب مُجَدَّدًا يومي 24 و 25 تشرين الأول/اكتوبر 2017 في جميع مطارات البلاد، وإعلان إضراب مفتوح (غير مُقَيّد بمدة زمنية) من اجل تحقيق "جملة من المطالب المهنية والاجتماعية تتعلق بزيادات في المنح والأجور" وفق بيان النقابة وتصريح رئيس نقابة عمال صيانة الطائرات، وبدل مُفاوضَةَ المُضْرِبِين، أعلن مدير الخطوط الجزائرية "إن إضراب عمال الصيانة غير شرعي ووقع تنفيذه بشكل مفاجئ، مشيرا الى أن النقابة لم تتصل بإدارة الشركة للتفاهم حول المطالب" في حين انتظر العُمّال أكثر من خمسة أشهر ردًّا من إدارة الشركة التي لم تلتزم باتفاق أيار 2017... واج 25/10/17
تونس: تضمن قانون ميزانية الدولة لسنة 2018 زيادة في قيمتها بحوالي مليار دولارا عن ميزانية 2017 إلى 36 مليار دينار أو 14,5 مليار دولارا، منها ما لا يقل عن 3,5 مليار دولار من الديون الإضافية، وهذه الزيادة لا تُمَكِّنُ حتى من تسديد فوائد أو خدمة الدين (3,321 مليار دولارا سنة 2018) وبلغت نسبة الدَّيْن 70% من إجمالي النّاتج المَحَلِّي، وتتوقع الحكومة نموًّا بنسبة 3% في حين يتوقّع الدّائنون (الحُكّام الفِعْلِيُّون للبلاد مثل صندوق النقد الدولي والبنك العالمي) نموا بنسبة 2,3% مع الإشارة ان نموًّا بهذه النسبة (إن تَحَقَّقَ) يبقى ضعيفًا ولا يُمَكِّنُ من استيعاب العاطلين عن العمل أو القضاء على الفقر -إذا افترضنا حسن النِّية والرغبة لدى الحُكّام من الإخوان والدّساترة- حيث ارتفعت نسبة البطالة الرّسمية (وهي دون الواقع بكثير) من 14% سنة 2016 إلى 17% سنة 2017 وتدّعي الحكومة القُدْرَة على خفضِها إلى 12% سنة 2018، وهو أمر لا يُصَدِّقُهُ عاقل، وتتضمن الموازنة خفض قيمة الدعم للمواد الأساسية والمحروقات والنقل، مع زيادة الضريبة على الأُجُور في الضرائب، وضريبة الإستهلاك (القيمة المُضَافة) وضريبة "مساهمة اجتماعية عامة"، ورفع رسوم الماء والكهرباء ومراجعة دعم المحروقات وعدد من المواد الأساسية، ومع ارتفاع الدّيون ارتفع عجز الميزانية إلى 5,7% من الناتج المحلي الإجمالي، أواخر شهر آب/أغسطس 2017 كما ارتفع عجز الميزان التجاري بنسبة 22% خلال الأشهر الثمانية الأولى من سنة 2017 عمَّا كان عليه خلال نفس الفترة من 2016 وبلغ العجز التجاري عشرة مليارات دينار (4,1 مليارات دولار) وهو مستوى قياسي أيضًا... اعتبر النقابيون والمُعارضون لسياسات الحكومة ان هذه القرارات كارِثِيّة، وقد تُخَلِّفُ موجة غضب عارمة واحتجاجات شعبية، وهو ما يُخيفُ هؤلاء المُحْتَجِّين من فئات "متوسطة" (أي البرجوازية الصّغِيرة)... ارتفعت الديون الخارجية للبلاد خلال سنوات "ما بعد الإنتفاضة"، واقترضت الحكومة 2,8 مليار دولارا من صندوق النقد الدّولي بشروط مُجْحِفَة (كالعادة) ومن البنك العالمي والمصرف الإفريقي للتنمية ومن الإتحاد الأوروبي وفرنسا والولايات المتحدة، وتعتزم حكومة الإخوان و"الدساترة" إصدار سندات سنة 2018 بقيمة 1,4 مليار دينار، مع اقتراض 7,4 مليار دينار (حوالي ثلاثة مليارات دولار) وطلبت ضمانات قروض من الولايات المتحدة، للمرة الثالثة، وتُنَفِّذُ الدولة شروط صندوق النقد ومنها خفض عدد موظفي القطاع العام وتسريح 6500 موظف سنة 2017 في إطار خطة لفرض التقاعد المُبَكِّر، وحوالي عشرة آلاف موظف "بشكل طوعي" سنة 2018 بهدف خفض حجم الرواتب من الناتج المحلي الإجمالي، وروجت الدولة دعاية ضخمة تُرَدِّدُ من خلالها كذبة مفادها "إن أجور موظفي الدولة في تونس من أعلى المُعدّلات في العالم"، مثلما يدّعي صندوق النّقد الدّولي الذي يضغط على الحكومات المُقْتَرِضَة لخفض الإنفاق وخفض كتلة الأجور وتحميل العُمال والأجراء عِبْءَ الأزمة والدُّيُون بزيادة الضرائب على الدّخل (للأُجراء فقط) والضرائب غير المُباشرة (الرسوم والخدمات الإدارية والقيمة المضافة...) وخفض حجم دعم الطاقة والغذاء والنقل والعلاج، فيما لم تكُن الحكومات المتعاقبة (أشرف الإخوان المسلمون أو شاركوا في جميعها منذ 2012) جادّة في استرجاع حوالي 14,5 مليار دولارا من التّهرّب الضّرِيبي ومن الأموال المُخْتَلَسَة، بل أقرّت الحكومة والبرلمان عفوا (قانون المصالحة) عن اللصوص الأثرياء... من جهة أخرى ترتبط تونس بعلاقات شراكة مع الإتحاد الأوروبي، لم ينتج عنها سوى الأضرار التي لا تُحْصَى لاقتصاد البلاد ومضاعفة الحواجز أمام انتقال السلع والسكان من تونس نحو أوروبا، ودعت بعض الجمعيات وحركات المعارضة إلى مراجعة العلاقات غير المُتكافِئة مع الإتحاد الأوروبي، ومنها اتفاقية الهجرة التي أحكمت إغلاق الحدود الأوروبية أمام المهاجرين، باستثناء بعض الفئات التي أنفق عليها الشعب وتحتاج البلاد إلى خبراتها مثل الأكاديميين والأطباء والمُهَنْدِسِين، والكفاءات وذوي الخبرات العلمية والتقنية، وتحولت حكومة تونس إلى شُرْطِي يحمي الحدود الأوروبية... (دولار = 2,5 دينار تونسي يوم الخميس 26/10/2017) عن رويترز + "الحياة" (سعودية تصْدُرُ في لندن) 26/10/17 تُحيي الجامعة التونسية سنة 2018 ستِّينِيّة تأسيسها، ولكنها ليست ضمن قائمة تصنيف أفضل 500 جامعة في العالم وليست ضمن أفضل 15 جامعة في إفريقيا، إذْ عمدت الحكومات المتعاقبة إلى خفض ميزانية وزارة التعليم العالي من 2,9% من ميزانية الدولة سنة 1998 إلى 1,9% سنة 2017 وتُقَدَّرُ ميزانية البحث العلمي بـ0,86% من ميزانية الدولة، وهو ما يفسر تفاقم هجرة الكفاءات الجامعية التونسية نحو الخليج والجامعات الأوروبية والأمريكية، لأن راتب الأستاذ الجامعي في تونس هو الأضعف على مستوى العالم (حوالي 800 دولارا شهريا)، وتُشير إحصائيات وزارة التعليم العالي إلى هجرة 800 أستاذ خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، فيما تُقَدِّرُ نقابة مُدَرِسي وباحِثي الجامعة إلى مغادرة أكثر من 3 آلاف أستاذ للعمل خارج، بَحْثًا عن عائدات مالية أكبر وعن إمكانيات بحثية متطورة، وأحصت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي شغورات تقدر بحوالي 2600 خطة في إطارات التدريس والبحث بجميع مؤسسات التعليم العالي (من إجمالي 19 ألف مُدَرّس)، فيما يوجد أكثر من ثلاثة آلاف صاحب شهادة دكتوراه في صفوف العاطلين عن العمل، وتطالب نقابة مُدرِّسِي التعليم العالي بزيادة ميزانية الوزارة بنسبة 2% سنويا لفترة ثلاث سنوات من أجل تحسين رواتب الأساتذة وتوفير مناخ يساعد على البحث العلمي... عن النقابة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي 24/10/17
سوريا: تُعتَبَرُ "قوات سوريا الديمقراطية" قوات رديفة للإمبريالية الأمريكية وهي بمثابة القوات البرّية لجيش الإحتلال الأمريكي في سوريا (بتدريب وتسليح أمريكي) وتُغَطِّي الطائرات الأمريكية تقدم هذه القوات البَرِّيّة التي يُشْرِفُ عليها ويقودها ضُبّاط أمريكيون وفرنسيون وغيرهم من القوات الخاصة والمخابرات العسكرية، فيما تُزوِّدُها مراكز الإتصالات بالمعلومات الضرورية عن تحرّكات الجيش السوري وحلفائه (روسيا وإيران وحزب الله)، وكُلّما تقدم الجيش السوري لتحرير جزء من أراضي البلاد، سارعت الإمبريالية لتحريك مُرْتَزَقَتها لاحتلال المنطقة المُسْتَهْدَفَة، وبالأخص حين تكون ذات أهمية استراتيجية (على حدود العراق) أو اقتصادية (تحتوي على النفط والغاز) وتجمع منطقة "دير الزور" بين الخاصيتين فهي على الحدود مع العراق وهي غنية بالنفط، وأعلنت "قوات سوريا الديمقراطية" ("قَسَد"، وهي في الواقع مليشيات عشائر الأكراد) أنها سيطرت يوم الأحد 22 تشرين الأول/اكتوبر 2017 على حقل "العمر" في محافظة "دير الزور"، أحد أكبر حقول النفط السورية والذي يقع على الضفة الشرقية لنهر الفرات، بهدف قطع الطريق على الجيش النّظامي السوري الذي بدأ هجومًا ضد تنظيم "داعش" غربي نهر الفُرات، بعد سيطرة القوات النظامية على بلدة "الميادين"، وكانت أمريكا وحلفاؤها قد قطعوا طريق مدينة "الرّقة" على الجيش السوري، وخرجت المدينة من احتلال "داعش" لتقع تحت احتلال القوى الرَّدِيفة لأمريكا، فيما تحتل تركيا مدينة "إدلب" ومواقع عديدة أخرى شمال سوريا، بينما تعلن الصحف الأمريكية عن عشر قواعد عسكرية أمريكية شمال سوريا، فيما لم يَشُنْ تنظيم "داعش" أي هجوم على القوات الأمريكية، حتى بعد قرار أمريكا إنهاء دوره، وربما نَقْلِهِ إلى حدود الصين في "ميانمار" (بورما)... عن رويترز 22/10/17
سوريا، قنابل أمريكية موقوتة: أشرنا مرات عديدة على صفحات "نشرة الإقتصاد السِّياسي" إلى استغلال الإستعمار والإمبريالية لتنوع وثراء المجتمعات في المشرق العربي، لتقسيم الشّعوب إلى طوائف و"أقلِّيات" بهدف نسف القواسم المُشتركة للشعوب وإحلال الولاء للطائفة والعشيرة والمذهب بَدَلَ الوفاء للطّبَقَة الإجتماعية أو للوطن، وتمكّنت الإمبريالية الأمريكية من إثارة النّعرات لتقسيم شعوب يوغسلافيا والقضاء على الدولة الإتحادية قبل تقسيم العراق إلى مذاهب دينية وإلى عشائر، وتستخدم حاليا أكراد سوريا، لنفس الغرض، بل أصبحت مليشيات أكراد سوريا (تحت غطاء "قوات سوريا الديمقراطية- قَسَدْ" التي لا يوجد عربي واحد في قياداتها أو في مراكز القرار) وكيلاً ومُنَفِّذًا لمخططات أمريكية، اقتضَت عقد صفقة مع "داعش" لإخلاء الرقة، والإتجاه نحو أرياف دير الزور، وبذلك انتشرت قوات "قسد" في أكثر من 28 قرية، دون قتال، وبدأت تطبيق مخططاتها المُعْتادة من "تَكْرِيد" الإدارة والتعليم والأمن والقضاء وغيرها من الخدمات فيما تستهدف مليشيات الأكراد حقول ومصافي النفط بدرجة أولى، ولم تتعرض الطائرات الحربية الأمريكية (باسم "التحالف الدولي") إلى قوات "داعش" المُنْسَحبة، خلافًا لما حصل من تعطيلٍ لِانسحاب فيالق الإرهابيين وعائلاتهم من الحدود السورية اللبنانية وقصفها لتقويض اتفاق مُماثل (بين "داعش" والجيش السوري و"حزب الله")، وبلغ التفاهم بين "قسد" و"داعش" حد قتال المليشيات الإرهابية الجيش السوري في حقل "العمر" النفطي الاستراتيجي قبل الانسحاب منه وتسليمه لأمريكا، عبر الأكراد الذين أصبحت مليشياتهم رديفًا للجيش الأمريكي وقياداتهم ناطقا باسم الإمبريالية الأمريكية...
تُقدر احتياطيات حقل "العمر" بنحو مليار برميل من إجمالي الإحتياطي السوري المُقَدّر بملياري برميل، واتفق استراتيجيو "داعش" وأمريكا و"قسد" على منع الجيش السوري من السيطرة على حقول النفط ومن السيطرة على منطقة "وادي الفرات المفيد"، وتُنَفِّذُ مليشيات الأكراد (و"قَسَد") -تحت إشراف أمريكي- استنزاف الجيش السوري في المواجهات مع "داعش" في التجمعات السكنية الكبرى وإِشْغَالِهِ، من أجل الاستيلاء على المرافق الحيوية حول نهر الفرات، وبلغ الأمر ب"المرصد السّوري"، (وهو صنيعة بريطانية ومُؤَسَّسَة يُشْرِفُ عليها الإخوان المُسلمون) إلى اتهام الأكراد و"داعش" بالتواطؤ ضد الجيش السوري في المعارك، من أجل الوصول إلى حقل "العمر" الإستراتيجي، وبينما كان "داعش" يقاتل الجيش السوري لمنعه من دخول الحقل، كانت "قسد" بِصَدَدِ الإستيلاء عليه من دون مقاومة، إضافة إلى انسحابات "داعش" المتتالية (والمُتّفَق في شأنها مُسْبقًا) على مختلف الجبهات أمام "قسد"..
تُعِدُّ وكالة الإستخبارات المركزية ووزارة الخارجية الأمريكيتين مراجعات لا تزال بصدد الإعْداد لاستراتيجية أمريكا بشأن "مرحلة ما بعدَ داعش" وبدأت تجربة وتنفيذ بعض هذه المراجعات في شرق سوريا، اعتمادًا على مليشيات الأكراد بعد فشل الإعتماد على عدد من المجموعات التي دَرّبت القوات الخاصة والمخابرات الأمريكية عناصِرَها في الأردن، ومنها "الجيش الحر" الذي اندثر اسمه حاليا من البروباغندا الأمريكية، وأثبتت هذه المجموعات عدم كفاءتها وعجزها عن خدمة مصالح أمريكا التي غيرت تكتيكاتها منذ تحرير مدينة حلب وريفها الشّرقي، وأصبحت تعتمد على مليشيات الأكراد التي كانت تَدّعِي انتماءها إلى "اليسار"، لكن تصريحات زعمائها تشِير إلى رجعيتها وعملاتها للإمبريالية وطموحاتها لخدمة الغُزاة، وقَدَّرت الصحف الأمريكية عدد ضُبّاط المخابرات والقوات الخاصة و"المُسْتشارين" الأمريكيين بأكثر من 6500 وعدد القواعد بما لا يقل عن عشرة فوق أراضي سوريا، حيث تنتشر مليشيات الأكراد في مناطق تَفُوقُ مساحتها خمسين ألف كيلومتر مربع، بهدف مَنْعِ الجيش السوري من تحرير أراضي سوريا المُحْتَلّة (من داعش أو من أمريكا أو من مليشيات الأكراد، ما الفَرْقُ؟)، وبالتوازي مع التبعية لأمريكا أصبح قادة الأحزاب والمُنظمات الكُرْدِية (بما فيها حزب العُمّال الكُرْدستاني) يُرَدِّدُون الدعاية السعودية في التهجم على إيران "التي يفوق خطرها على سوريا خَطَرَ تنظيم داعش" وفق "جوان إبراهيم" المسؤول السابق عن الإعلام في حزب العمال الكردستاني، أضف إلى ذلك مُخططات روسيا ("الصّديق" المُتَسَلِّط وغير المَضْمُون) التي تَرْعى مؤتمرًا في قاعدة حميميم (التي تحولت إلى مُستعمرة أو مُسْتَوطنة روسية)، أطلقت عليه "مؤتمر شُعُوب سوريا"، من شأنه تقويض أسس الدولة والأرض والوطن في سوريا، عبر تأسيس كيانات إقليمية هَشّة موالية لعدد من القُوى الإمبريالية مثل أمريكا والإقليمية مثل تركيا والسعودية، أي تنفيذ ما عجزت عن تحقيقه الحرب التي تجري منذ قرابة سبع سنوات، وتفتيت كافة دول المشرق العربي وربما السعي لتفكيك إيران أيضًا، ليكون الكيان الصهيوني أكبر المستفيدين من المشروع التّخْرِيبي الرّوسي الذي شَجّع الأكراد (المدعومين أمريكيا) على تقويض مؤسسات الدولة السورية في مناطق شمال شرق البلاد، إثر معارك عين العرب ومنبج والرقة (بدعم أمريكي مُسَلّح) تحت رقابة القواعد العسكرية الأمريكية في "رميلان" و"عين عيسى" و"مطار المالِكِيّة" وغيرها... يُعوّل قادة عشائر الأكراد على بقاء القوات الأمريكية في سوريا بعد دَحْرِ "داعش"، ومنع الجيش السوري من مواجة مليشياتهم، كما يُعَوِّلون على "التّسْوية" الملغومة التي يُعِدُّها النظام في روسيا لتقويض أُسُس الدولة المركزية في سوريا، وفي الميدان، ارتفع عدد رحلات طائرات الشحن العسكري الأميركي باتجاه مطار الرميلان، لتزويد "قسد" بالذخائر والأسلحة، استعداداً لمرحلة ما بعد "داعش"... اقتباسات بتصرف عن دراسة أنجزها "فابريس بالانش" ونشرتها جامعة "ستانفورد" + "الأخبار"23/10/2017
سوريا، من التّعَلُّل الأمريكي ب"حقوق الإنسان" إلى تكريس الإحتلال المُباشر: بعد 30 شهرا من إعلان التدخل العسكري الأمريكي المُباشر في سوريا، بذريعة "مكافحة الإرهاب"، تحاول الإمبريالية الأمريكية خَلْقَ ذرائع أُخْرَى لترْسيخ احتلالها العسكري لمناطق من سوريا، رغم هزيمة "داعش"، وأصبحت تستخدم الإبتزاز باسم "إعادة إعمار سوريا" فيما أظهرت التجارب ان أمريكا بارِعَة في مجال التّخرِيب ولكنها لم تُساهم أبدًا في إعادة إعمار ما خربته على مر التاريخ، باستثناء أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية لمجموعة من الغايات في نفس يعقوب (الأمريكي)، والواقع إن طريقة انتشار القوات العسكرية الأمريكية وإنشاء العديد من القواعد وتسليح المليشيات العشائرية الكُرْدِية وزيادة عدد أفراد القُوات الخاصة الأمريكية كانت تمثل مؤشرات لإرادة البقاء في سوريا، وكانت وزارة الحرب الأمريكية "البنتاغون" قد أعدت خطة جديدة لنشر قوات إضافية من جيش البر، وقوات مارينز بسلاح ثقيل ووحدات "للتدخل السريع" ووحدات للمظَلِّيِّين، وإنشاء قاعدة جوية جديدة هي الحادية عشر في منطقة "رميلان" (محافظة الحسكة) شمال شرق سوريا، وتضم هذه القاعدة أسلحة نوعية منها أجهزة اتصالات وتشويش متطورة وأسلحة ومدافع مضادة للطائرات، وغيرها من الأسلحة المتطورة، وتتكتم الأوساط الرسمية عن عدد أفراد القوات الأمريكية ولكن العدد تجاوز 6500 بين جنود أمريكيين من كافة الأسلحة واستخبارات ومرتزقة يخضعون مباشرة للأوامر الأمريكية، وفق صحيفة "واشنطن بوست" التي كتبت تقريرًا عن حجم الدمار الهائل وارتفاع عدد الضحايا المدنيين، بعد تكثيف القصف الوحشي للطائرات الأمريكية (باسم "التحالف الدّولي") على مدينة "الرِّقّة" التي تُريد أمريكا ضَمَّها إلى "مَمْلَكَة" عُملائها من "قوات سوريا الديمقراطية" (قَسَد) لترسيخ تقسيم سوريا الى كيانات متعددة، وتعظيم دور أمريكا - إما مباشرة وبواسطة عملائها- في تشكيل مستقبل سوريا بعد مرحلة "داعش" و"النّصرة" وأخواتها من أدوات التّدخل الإمبريالي، ووثّقَت الأقمار الإصطناعية الروسية التعاون المباشر بين "داعش" و"قسد" في الرّقة وفي المناطق التي توجد بها حقول النفط، بهدف قطع الطريق أمام الجيش النِّظامي السّوري، أي ان الإمبريالية الأمريكية تقود عمليات التقسيم وهيمنة مليشيات عشائرية على ثروات البلاد وقطع الطريق أمام أجهزة الدولة السورية (في مقدمتها الجيش) بالتعاون مع السعودية والإمارات (المتورطة في اليمن) بهدف منعها من السيطرة على أراضي البلاد... أين كل هذا من شعارات "حقوق الإنسان" و"الديمقراطية" التي ادعت الإمبريالية الأمريكية الدفاع عنها سنة 2011؟ البيانات الأصلية مُسْتَقَاة من قناة "فرانس 24" + تقرير نشرة "فورين بوليسي" (النسخة الإلكترونية) 18/10/17 - مركز الدراسات الأمريكية والعربية 20/10/17
مصر: نشرت وسائل الإعلام المصري أخبارًا متضاربة عن حجم التبادل التجاري والإقتصادي مع فرنسا، بمناسبة زيارة الجنرال عبد الفتاح السيسي إلى فرنسا أيام 23 و 24 و 25 تشرين الأول/اكتوبر 2017، "لتعزيز التعاون التجاري والإقتصادي بين الدولتين"، وتظهر كافة الأرقام ارتفاع حجم التبادل التجاري، ومن المُرجح أن يكون هذا التبادل قد ارتفع خلال النصف الأول من العام الحالي (2017) بنسبة 12% عن النصف الأول من العام السابق 2016، وكانت فرنسا قد باعت مصر سُفُنًا حربية وطائرات "رافال" بضمانات سعودية، وهي طائرات مرتفعة الثمن لم تستطع فرنسا بيعها لغير الجيش الفرنسي قبل العدوان على ليبيا وسوريا ومالي، وبلغت الاستثمارات الفرنسية في مصر 4 مليارات يورو، ووَقَّعَ الرئيسان الفرنسي والمصري سِتَّةَ عشر اتفاقية تستفيد منها الشركات الفرنسية في مجالات الصَّيْرَفَة (المصارف) والطاقة والبُنْيَة التّحْتِيّة والسكك الحديدية والرعاية الصحية ومعالجة الصرف الصحي، ووقّع الرئيس المصري عُقُودًا لشراء سلاح فرنسي بقيمة تفوق ستة مليارات يورو، لن تُسْتَخْدَم قَطْعًا لمحاربة الكيان الصهيوني الذي لا يزال يحتل أجزاء من سيناء ويفرض شروطه على النظام المصري، بينما تعاني البلاد من ارتفاع الديون الخارجية، وتعاني من الشروط المُجْحِفَة لصندوق النقد الدولي ومنها تسريح مليوني موظف حكومي، لقاء قرض من الصّندوق بقيمة 12 مليار دولار (على مدى ثلاث سنوات)، وخفضت الدولة عدد العاملين في القطاع الحكومي بنحو 800 ألف موظفًا خلال العام المالي 2016-2017 بين تسريح وإحالة على المعاش المُبَكِّر وعدم تعويض المتقاعدين، ويظهر من خلال البيانات التي نشرها موقع الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء انخفاض عدد العاملين بالحكومة والقطاع العام بنسبة 13% من 5,8 ملايين موظف إلى خمسة ملايين موظف خلال سنة واحدة، بهدف خفض حجم الرواتب، بينما ارتفعت قيمة الرواتب بنسبة 7% من 228,7 مليار جنيها خلال السنة المالية 2015-2016 إلى 240 مليار جنيها خلال السنة المالية 2016-2017 (213,7 مليار جنيها خلال السنة المالية 2014-2015) وتثير مسألة ارتفاع حجم الرواتب في ظل انخفاض عدد الموظفين تساؤلات تتعلق بالهدف الحقيقي من هذه العملية التي فرَضَها صندوق النقد الدّولي بهدف "خَفْض الإنفاق الحكومي"، أ.ش.أ + أ.ف.ب 25/10/17
لبنان: كلّما ارتفعت وتيرة التّهديدات الأمريكية والصهيونية والسعودية ضد إيران وحزب الله وسوريا، أطبقت أمريكا الخناق ضد اقتصاد لبنان كَكُلّ، وبما أن القوانين الأمريكية أصبحت أكثر نفوذا وتطبيقًا من قرارات الأمم المتحدة فإن كافة دول العالم "مُلْزَمَة" بتطبيق القانون الأمريكي (كانون الأول/ديسمبر 2015) القاضي ب"حظر تمويل حزب الله دولياً"، بهدف عزل الحزب عن النظام المالي والمصرفي اللبناني والأجنبي، ونشرت أمريكا (خلال حكم باراك أوباما) قائمة في الأشخاص والمؤسسات الذين تشملهم لائحة العقوبات بتهمة "غسيل الأموال وتجارة المخدرات والنشاطات الإجرامية الأخرى"، ما يُحَوِّلُ الخلافات السياسية إلى "اخلاقية" (تجارة المخدرات وغسيل الأموال)، وتحويل النشاط السياسي والمواقف السياسية المعارضة لأمريكا والكيان الصهيوني إلى "عمل إجرامِي"، بدليل اتهام حزب الله "باستخدام المدنيين كدروع بشرية خلال عدوان تموز 2006، وتخزين أسلحة ضمن إنشاءات مدنية، وخرق القوانين الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان"، في حين كان عناصر حزب الله في بلدهم وديارهم، يصدّون عدوانًا خارجيا بوسائل فَتّاكة، وتسعى أمريكا إلى الضغط على حكومة لبنان لإعداد تقارير عن ميزانية حزب الله ونفقاته وعن ممتلكات ومصادر دخل قيادييه، وجنّدت السفارة الأميركية مُخْبِرِيها لجمع المعلومات عن مواطنين لبنانيين بمباركة جزء من الحكومة اللبنانية وبعض الأحزاب (ما يعتبر تخابرًا مع دولة أجنبية، وهو عمل يُحَجِّرُهُ القانون)، وتطال العقوبات الأمريكية جزءاً كبيراً من المجتمع اللبناني، وسارع حاكم مصرف لبنان المركزي إلى التصريح بأنه "مُلتزم بتطبيق القوانين والقرارات الأميركية ومنع حزب الله من استخدام المصارف اللبنانية"، وتجاوزت بعض المصارف اللبنانية الشروط الأمريكية لمحاصرة حزب الله فعمدت إلى إغلاق مئات الحسابات لأشخاص، ولعشرات المؤسسات والجمعيات، وستترك هذه القرارات والممارسات أثرًا سلبيا على اقتصاد لبنان... في هذه الظروف التي عاد مُجْرِم مثل "سمير جعجع" لتصَدُّر الأحداث، بدعم من آل سعود، صادق مجلس النواب على أول قانون موازنة بعد 12 سنة من تغييبها، فقد كانت الحكومة تتصرف في أموال "الشعب العامل"، دون رقيب ودون مُحاسبة طيلة 12 سنة، وتقدر الميزانية ب15,8 مليار دولارا، منها جباية بنحو 11 مليار دولار من المقيمين واستدانة أكثر من 4,8 مليارات دولار إضافية لسد العجز، ويكافئ قانون المالية المخالفين والمتهرّبين من الأفراد والشركات من الضريبة ويمنحهم المزيد من الإعفاءات الضريبية (بينما يُعاقب حزب الله بمفعول قانون أمريكي)، وغير ذلك من تَشْريع و"قَوْنَنَةِ" التَهَرب من الضرائب، بينما تستنزف خدمة الدين العام حوالي ثلث نفقات الموازنة... عن "الأخبار" 26/10/17
سوريا والعراق، دَوْر النفط في تطورات الحرب: في بداية الحرب، كانت تنظيمات الإرهابيين تتقدم وفق مُخَطّطٍ لا تقدر على تنفيذه سوى مخابرات دول قوية، وكان خبراء ومستشارو الحلف الأطلسي، وخاصة ألمانيا وفرنسا وأمريكا وبريطانيا وتركيا، بدعم من الصهاينة وتمويل "سَخِي" من شيوخ الخليج، يقودون هذه التحركات نحو المناطق الحيوية لاقتصاد البلاد، وبعد ست سنوات، بدأ الجيش السوري وحلفاؤه يستعيدون بعض المناطق المحتلة، وكلما تقدم الجيش السوري نحو منطقة حيوية لتحريرها، عمل الخبراء الأمريكيون على تحريك بيادقهم لقطع الطريق وقصف الجيش السوري بالصواريخ الأمريكية أو الصهيونية (وهي صواريخ أمريكية أيضًا) وبدأ قادة الجيش الأمريكي (والدولة الأمريكية) يُصَرِّحُون عَلَنًا (باسم "التّحالف الدولي") أنهم يريدون فصل العراق عن سوريا (احتلال الحدود) واحتلال حقوق النفط والغاز، وأظهرت معارك "القائم" في العراق و"البوكمال" في سوريا، مجابهة الجيشين العراقي والسوري لتنظيم "داعش" المدعوم من القوات الخاصة الأمريكية وأصَرَّ ناطق باسم "التحالف الدولي" (ناطق أمريكي طَبْعًا) على "بقاء مدينة البوكمال على قائمة أهداف التحالف" وبذلت القوات الخاصة الأمريكية جهودًا كبيرة لإبقاء مناطق استراتيجية خارج سيطرة الجيش العراقي (منطقة الزّلّة ومعمل إسمنت القائم...) والجيش السوري (حقل التنك النفطي وحقل الورد، وآبار النفط شرق الخابور...) ولتعزيز سيطرة "قسد" (التي بدأت تُعَوِّضُ "داعش" في الإستراتيجية الأمريكية) على حقل "العمر" النفطي، وظهرت نتائج المفاوضات التي يُجريها القادة العسكريون الأمريكيون مع "داعش" من خلال الهدوء الذي يُخَيِّمُ على منطقة الحقول النفطية التي سيطرت عليها "قسد" والهجومات العنيفة على المناطق التي حررها الجيش السوري في منطقة "دير الزور" وعلى الطريق المُؤَدِّية إلى "البوكمال"... يمكن تفسير اختيار توقيت استفتاء إقليم كردستان العراق (بدعم خليجي وصهيوني علني ودعْمٍ أمريكي خَفِي) في إطار تحويل اهتمام الجيش العراقي من محاربة "داعش" إلى محاربة مليشيات مسعود البرازاني، فيما تبقى السيطرة على حقول النفط وعلى المناطق الإستراتيجية والحدودية (مثل معْبَر "فيشخابور" على الحدود مع تركيا) قاسِمًا مُشْترَكًا بين كل هذه المناورات التي تُدِيرُها وتُشرِف عليها المُخابرات والقوات الخاصة الأمريكية، ونشطت حركة الديبلوماسية الأمريكية والسعودية لوقف الهجوم المُعاكس للجيش العراقي حالمَا اقترب من الخطوط التي رسمها الإحتلال الأمريكي سنة 2003 وبمجرّد تقدم الجيش العراقي نحو مناطق عبور أنابيب النفط العراقي نحو ميناء "جيهان" التّركي... وتدعم الولايات المتحدة والسعودية عائلة البرازاني في صراعها مع عائلات سياسية أخرى (وهي عشائرية بدورها) في إقليم كردستان العراق، واستخدمت الدّولَتان التهديد والديبلوماسية في نفس الوقت لوقف تقدّم الجيش العراقي ودحر مليشيات الأكراد، بهدف وضع حد لتقَهْقُرِ نفوذ عائلة البرازاني داخل الإقليم، مع الإشارة إلى زيادة نفوذ أسرة وعشيرة البرازاني بفضل الإستحواذ على النفط العراقي وتسويقه خارج إطار الدّولة عبر تركيا، بدعمٍ من أكبر الشركات النفطية التي تمتعت بحوافز وامتيازات هامّة في كردستان العراق... رويترز + معهد واشنطن للدراسات + وكالة الأنباء السعودية (واس) 28/10/17
الأردن، أضرار جانبية للعدوان على سوريا: تحولت صادرات الأردن نحو تركيا وأوروبا وبعض الدول الأخرى إلى ميناء حيفا المحتلة، بعد انقطاع حركة النقل عبر الأراضي السُّورِيّة، وحُرِمَت السِّلع الأردنية من المرور عبر ميناء "حيفا" بعد تعَمُّد جُنْدِي صهيوني -كان يحرس سفارة العدو- قَتْلَ مواطِنَيْن أُرْدُنِيَّيْن قرب سفارة دولة الإحتلال في عَمّان (عاصمة الأردن)، ما أثار احتجاجات شعبية أدّت إلى تعليق عمل السفارة وتعليق منح تصاريح وتأشيرات عبور لسائقي الشاحنات الأردنيين لدخول الأراضي الفلسطينية المحتلة والوصول إلى الميناء، رغم ارتفاع التكاليف، حيث تبلغ كلفة الشحنة الواحدة أقل من ثلاثة آلاف دولارا عبر سوريا وترتفع إلى أكثر من خمسة آلاف دولارا عبر فلسطين المحتلة، وبلغ عدد الشاحنات نحو خمسين شاحنة يوميا، قبل إغلاق السفارة، ويظهر من خلال بيانات دائرة الإحصاءات العامة أن الأردن استورد سلعا من الكيان الصهيوني بقيمة 15 مليون دولارا خلال الأشهر السبعة الأولى من العام 2017، فيما بلغت قيمة الصادرات نحو 40 مليون دولار، لكن هذا المبلغ يتضمن السلع التي تعبر فلسطين المحتلّة، لأن ميناء حيفا يحتسبها ضمن السلع التي يُعِيد تصديرها، ويرتبط النظام الأردني باتفاقية نقل مع كيان العدو منذ توقيع اتفاقيات "وادي عَرَبَة" سنة 1994... ارتفع عجز الميزان التجاري بنسبة 10,6% (على أساس سنوي) من 6,7 مليارات دولار خلال الأشهر السبعة الأولى من سنة 2016 إلى 7,4 مليارات دولار خلال نفس الفترة من سنة 2017، بسبب توقف (أو اضطراب) الصادرات الأردنية نحو العراق ونحو تركيا وأوروبا (عبر سوريا)، وفق جمعية المصدرين الأردنيين، ويتسم الوضع الإقتصادي للأردن بالهشاشة، وبارتفاع نسبة البطالة من 14,7% من قوة العمل بنهاية النصف الأول من سنة 2016 إلى 18% في النصف الأول من العام الحالي 2017، وكانت نسبة البطالة قد ارتفعت من 11% سنة 2013 إلى 12,3% سنة 2014 وإلى 13,6 سنة 2015 وبلغت النسبة 15,8% بنهاية 2016، ويقدّر عدد القوى العاملة الأردنية بنحو 2,5 مليون عامل في بداية 2016 وبلغت نسبة بطالة المتخرجين من الجامعات حوالي 25% ولكن هيكلة الإقتصاد الأردني وضعف قطاعاته وضعف القيمة الزائدة تجعله غير قادر على استيعاب الداخلين إلى "سوق العمل"، ناهيك عن أَعْدَاد العاطلين القُدامى، وتتعلل الحكومة الأردنية بوجود اللاجئين السوريين ليَتَسَوّل مُمثِّلوها أموالاً من الدول المساهمة والداعمة للعدوان على سوريا الذي تشارك الأردن في تصعيد وتيرته بتدريب الإرهابيين وبإيواء أجهزة مخابرات عديد الدول الإمبريالية وفي مقدمتها أمريكا وألمانيا وبريطانيا، إضافة إلى المخابرات الصهيونية... أ.ف.ب + رويترز 25/10/17
الأردن - نتائج كارثية لاتفاقية الإستسلام في "ودي عَرَبَة" (تشرين الأول 1994) اعترف النظامان المصري (اتفاقية كامب ديفيد 1979) والأردني (اتفاقية وادي عربة 1994) "بإسرائيل دولة ذات سيادة" على فلسطين المُحتلة، وبعد 23 سنة من اتفاقية "وادي عربة"، يدخل الصهاينة حدود الأردن بدون تأشيرة، فيما يحتاج سائق الشاحنة الأردني إلى تأشيرة من سفارة العدو لدى بلاده ليدخل إلى فلسطين ويدعم اقتصاد الإحتلال، وادّعى الملك حسين سنة 1991، قبل توقيع الإتفاقية وملحقاتها (كما ادّعى السادات) "إن السّلام يحقِّقُ مكاسب للأردنيين ويرفع مستوى معيشتهم"، لكن الوقائع تُبَيِّن ارتفاع ديون النظام الأردني من سبعة مليارات دولارا سنة توقيع صَكِّ الإستسلام إلى نحو 38 مليارا دولارا خلال 23 سنة من "السّلام"، وأصبح الدّين العام يُشَكِّلُ 96% من الناتج المحلي الإجمالي، فيما تُشَكِّلُ الضرائب نحو 70% من إيرادات خزينة الدولة، أما المواطن الأردني فلم يعرف سوى زيادة الضرائب وارتفاع أسعار السّلع والخَدَمات، خصوصًا بعد أوامر صندوق النقد الدّولي برفع الدعم عن العديد من السلع والخدمات وخصخصة القطاع العام (أو ما تبقَّى منه) وتجميد التوظيف والرواتب وخفض قيمة الدّينار، وغيرها من الضّغوطات المعهودة لصندوق النقد الدولي... لم يستفد سوى الإقتصاد الأقوى، اقتصاد العدو، من هذه الإتفاقيات مع مصر أو مع الأردن، ولم يستفد من "المشاريع المُشْتَرَكة" سوى اقتصاد العدو، منها منطقة العقبة والمتعلقة بقطاعات السياحة والرسوم الجمركية ومناطق التجارة الحرة والنّقل والطيران، وغيرها، وضَمِن سوقاً لبضائعه ومعبراً لها إلى دول المنطقة، بفضل الإعفاءات الضّرِيبية، ويعمد العدو إلى "إزالة بلد المنشأ واستبداله ببلد آخر (منها ألمانيا أو هولندا وجنوب افريقيا)، إضافة إلى اتفاقية المناطق الصناعية المُسماة "كويز" التي تفرض مشاركة العدو تصنيع بعض المُنْتَجات لتتمتع بإعفاءات جمركية عند دخولها الولايات المتحدة، وألْزَمَ النظام الأردني نفسه باستيراد الغاز المنهوب من فلسطين المُحْتَلّة لفترة 15 سنة، لتوليد الكهرباء بسعر يفوق أسعار السوق، ويفوق تكلفة إنتاج الطاقة المستدامة أو استيراد الغاز من دول أخرى، وعلى الجانب السياسي تميز وضع النظام الأردني بعدم الإستقرار وتعيين خمسة رؤساء حكومة منذ 2011، لكن ثلاثة منهم (أي 60% ) كانوا أعضاء في وفد المفاوضين (السّيِّئِين) للأردن في "وادي عربة"، ويتخوف النظام الأردني من تطور العلاقات الصهيونية الخليجية التي قد تُضَيِّقُ مساحة الهامش الأردني الذي لم يسترجع كافة الأراضي المحتلة، بعد اتفقيات الإستسلام، حيث جرى "ترسيم الحدود"، دون المساس بالأراضي "الواقعة تحت سيطرة الحكم العسكري" الصهيوني، وهي جزء من الأراضي المحتلة سنة 1967، ومنها أراضي "الباقورة" شمال البلاد و"الغمر" في الجنوب، وهي تقع تحت السيادة الشكلية الأردنية والفعلية لللصهاينة، وتنص اتفاقيات الإستسلام على الحرية الكاملة لمن يعمل فيهما ولضيوفهم ومستخدميهم وهم لا يخضعون للقوانين الأردنية المتعلقة بالضرائب والجمارك وحتى الهجرة"... عن "الغد" + "الأخبار" 26/10/17
اليمن، إنجازات سعودية: تشن السعودية منذ آذار/مارس 2015 عدوانا جويا على شعب اليمن الصامد رغم الحصار والفقر والجوع والمرض، ويعاني الأطفال بشكل خاص من النتائج المُدَمِّرَة لهذا العدوان، حيث اعتبرت الأمم المتحدة "إن اليمن يعيش أخطر أزمة في العالم" وإن أطفال اليمن "يعيشون أكبر أزمة أمن غذائي عالمي، ويواجهون وباء الكوليرا بشكل غير مسبوق"، وقدّرت الأمم المتحدة إن أحد عشر مليون طفل (من إجمالي 28 مليون مواطن يمني) "في حاجة ماسة إلى الغذاء وإلى مساعدات إنسانية"، وتسبب العدوان السعودي والإماراتي (بدعم أمريكي وأوروبي) في حرمان الأطفال من الحصول على الخدمات الأساسية في مجالات التعليم، إذْ بَقِي خمسة ملايين طفل خارج النظام التعليمي، وتسبب نقص الغذاء والصّحة في رفع وفيات الأطفال بأمراض يمكن الوقاية منها لو توفّر الغذاء والماء النّقي، وتسبّبَ نقص الغذاء والمياه النّظيفة في التهابات الجهاز التّنَفُّسِي وفي الإسهال الحاد، ويواجه أكثر من سبعة ملايين يمني المَجاعَة ووباء الكوليرا الذي تسبَّبَ في قَتْلِ أكثر من أَلْفَيْ شخص، فيما قَتَلَ القصف السعودي قرابة 8700 شخص وجَرَحَ حوالي 59 ألف يمني "معظمهم من المدنيين"، وفق تقديرات منظمة الصحة العالمية... عن أ.ف.ب 23/10/17
السعودية رائدة التّطْبِيع: شارك الأمير "تركي الفيصل -الرئيس الأسبق للمخابرات السعودية والسفير السابق للرياض في واشنطن وفي لندن- في مؤتمر صهيوني خالص نظمه "منتدى سياسة إسرائيل" و"مركز الأمن الأميركي الجديد" و"مركز قادة من أجل أمن إسرائيل" يوم الأحد 22 تشرين الثاني/اكتوبر 2017 في مدينة نيويورك، بمشاركة مدير جهاز "الموساد" الأسبق، وهي ليست المرة الأولى التي يُؤَكِّدُ من خلالها أعضاء الأسرة الحاكمة -في بلاد الحَرَمَيْن- سياسات التطبيع العلني مع الكيان الصهيوني عبر المؤسسات الصهيونية، وكانت أسْرَة آل سعود قد قدّمت عَلَنًا وعبر الجامعة العربية مشروع تطبيع جماعي عربي مَجانِي مع الكيان الصهيوني سنة 2002... حَرَّضَ "تُرْكِي الفيصل" (خلال المؤتمر الصهيوني الأخير) الإدارة الأمريكية على تكثيف العدوان ضد إيران وحماس والنظام السوري، مُعْتَبِرًا إياهم منابع الإرهاب في العالم، ولم يرى الأمير السعودي ضيْرًا في تَبْرِئَة آل سعود من نشر وتمويل وتسليح قوى الإرهاب في أفغانستان والعراق وليبيا واليمن وسوريا... عن "نيويورك تايمز" 23/10/17 دور تخريبي: سبق وأن ذَكّرنا بالدور الذي تلعبه أسرة آل سعود في تخريب الوطن العربي، ونقَلْنا عن صحف أمريكية أخبارًا مُوَثّقة عن شراء السعودية أسلحة مُتَنَوِّعَة من أوروبا الشرقية والوسطى (منطقة البَلْقَان التي خَرّبتها أمريكا خلال العقد الأخير من القرن العشرين) ووَقَعَ نقْلُها تحت إشراف المخابرات الأمريكية إلى سوريا، إضافة إلى الأسلحة التي نُقِلَتْ من ليبيا، ونَشَرَ مُؤَخَّرًا موقع "ذي إنترست" وقائع بعضها قديم وبعضها الآخر جديد، كما تسَرّبَتْ وثائق عن "وكالة الأمن القومي" الأمريكية بشأن الدّور الشخصي لنائب وزير الدّفاع، لأمير سَلْمَان بن سُلْطان في تَزْوِيد بعض الفصائل الإرهابية (منها المَرْحُوم "الجيش الحُر") بصواريخ وسيارات عسكرية ونحو 120 طنّاً من المتفجرات والأسلحة، استُخْدِمَ بعضها في تفجيرات دمشق، وذكرت الوثائق الأمريكية أن الأمير السعودي اختار الأهداف ومنها القصر الرئاسي والمطار ومجمع أمْنِي حكومي، خلال الهجومات التي حصلت على دمشق بداية من آذار 2013، بُغْيَةَ إسقاط النظام بِسُرْعَة، وتُظْهِرُ نفس الوثائق الأمريكية "إشراف الإستخبارات الأمريكية" على كافة العمليات من شراء وشحنها وتوزيعها وتنسيق العمليات الإرهابية، فيما تُسَدِّدُ السعودية وقطر ثمن الأسلحة وتشارك مع الأردن في تحديد استراتيجية المنظمات الإرهابية... عن موقع "ذي إنترسبت" 24/10/17... أدى تَهاوي أسعار النفط الخام بداية من حزيران 2014 إلى ارتفاع عجز الميزانية لثلاث سنوات متتالية من 17 مليار دولار سنة 2014 إلى 97 مليار دولار سنة 2015 وإلى 79 مليار دولار سنة 2016، وبلغت قيمة العجز 19,4 مليار دولارا خلال النصف الأول من سنة 2017، كما أدّى انخفاض أسعار النفط إلى ارتفاع حجم ديون السعودية بنسبة 860% من 11,8 مليار دولارا سنة 2014 إلى 113,4 مليار دولارا منتصف شهر تشرين الأول/اكتوبر 2017 ، بنسبة 17,7% من إجمالي الناتج المحلي السعودي المُقَدّر بحوالي 640 مليار دولارا سنة 2016، وفق بيانات وزارة المالية (التي قد تتضارب مع بيانات رسمية أخرى)، وطرحت أسرة آل سعود (المالكة للبلاد ولثرواتها) خلال شهري أيلول وتشرين الأول 2017 "صُكوكًا" محلية بقيمة قاربت عشرة مليارات دولارا إضافة إلى سندات دولية بقيمة 12,5 مليار دولار، وتوقّعت حكومة آل سعود خلال طرحها "برنامج التوازن المالي" سنة 2016 ارتفاع نسبة الدين العام إلى 30% من إجمالي الناتج المحلي بحلول 2020، وخسرت السعودية أكثر من نصف الإحتياطي خلال أقل من ثلاث سنوات، من 346,6 مليار دولار أواخر سنة 2014 إلى 164,6 مليار دولار في آب/أغسطس 2017، وفق بيانات مؤسسة النقد العربي السعودي (المصرف المركزي)، وأعلن ابن الملك الحالي عن مخططات عديدة غير واقعية، أعدَّتها شركات ومكاتب استشارات أمريكية، وتعتمد على خفض الإعتماد على النفط، ولكنها لم تدرس آليات لتحويل هذه الأحلام إلى واقع، خصوصًا في ظل تبديد الأموال في شراء السلاح وتكثيف العدوان على الجيران العرب... طَبَّقَت أُسْرة آل سعود برنامج تقشُّف أدّى إلى خفض الدّعم وَرَفْعِ أسعار الوقود والكهرباء والمياه، وإقرار ضريبة القيمة المُضافة (ضريبة غير مُباشرة)، وعمدت الدولة إلى تخفيض رواتب موظفي القطاع العام، قبل أن تتراجع بسبب التّمَلْمُل الذي أحْدَثَهُ تطبيق هذا القرار (دولار = 3,75 ريالات سعودية) عن وكالة "بلومبرغ" + رويترز 25/10/17
افريقيا، "مُسْتَعْمَرَة" صينية: تُهيمن الصين على جزء من اقتصاد افريقيا "بهُدوء"، بقوة الإستثمارات بدل قوة السِّلاح التي استخدمتها بريطانيا وفرنسا خلال القرن التاسع عشر والقرن العشرين، وقد تبدأ الإهتمام بالجانب العسكري بعد إنشاء قاعدة عسكرية في جيبوتي، مقابل تهيئة ميناء "دوراليه" بقيمة 600 مليون دولارا، وخلال عقدين تمكّنت الشركات الحكومية والخاصة (وهي ملك لمسؤولين حاليين أو سابقين في الحزب الحاكم والوحيد في الصين) من امتلاك عشرة آلاف مصنع في افريقيا لإنتاج نحو 12 % من مجمل الإنتاج في القارة بقيمة حوالي 60 مليار دولار سنويًا، وييمتلك القطاع الخاص الصيني 90 % من المؤسسات الصناعية الصينية بإفريقيا في مجالات الصناعات التحويلية، والخدمات، والتجارة، والبناء والعقارات، وأصبحت الصين تنافس فرنسا والكيان الصهيوني في المستعمرات الفرنسية (السابقة؟) الناطقة بالفرنسية، وتُهيمن شركات صينية على قطاعات واسعة من التجارة في المغرب وستُنْشِئُ مجموعة "هيتي" الصينية مدينة صناعية بقيمة مليار دولار، لاستقبال 200 مؤسسة صناعية صينية قرب مدينة "طنجة" الساحلية (ميناء)، أما في الجزائر فإن الشركات الصينية كانت أكبر مستفيد من الطفرة النفطية وفازت بصفقات ضخمة في مجال البنية التحتية، وأنجزت طريقا عابرة للبلاد من الشرق إلى الغرب بقيمة 15 مليار دولارا (بقيمة تفوق بكثير تكلفة المشاريع المُماثلة)، وستُنْجِزُ شركات صينية أيضًا توسيع مطار الجزائر وبناء جامع الجزائر الكبير ليصبح ثالث أكبر مسجد في العالم، وفي مجال المرافئ فازت الشركة الصينية لهندسة المرافئ بصفقة مشروع إنشاء ميناء "كريبي" في الكامرون بحوالي نصف مليار دولار، وبمشروع توسعة وتطوير ميناء أبيدجان، عاصمة ساحل العاج بقيمة 1,2 مليار دولار، وفي مجال الطاقة تُنَفِّذُ شركة الصين الوطنية للبترول مشروع مصفاة "درماية" في تشاد، بسعة 20 ألف برميل بنحو 600 مليون دولار، كما تنفذ شركة "سينوهيدرو" لهندسة الطاقة مشروع إنشاء سد "غراند بوبارا" في الغابون بقيمة 400 مليون دولار،وفي قطاع التّعدين، اشترت شركة الصين للموليبدينوم أسهم خام النحاس المطروحة في الكونغو من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بقيمة 2,65 مليار دولار، وفي غينيا اشترت شركة "شينالكو للألمومنيوم" الصينية أسهم خام الحديد المُستخرج من جبل سلماندو بتكلفة بلغت 1,3 مليار دولار، وفازت شركة "هواوي" الصينية بصفقة بناء البنية التحتية للإنترنت وكابلات الهاتف في بوركينا فاسو بتكلفة 175,3 مليون دولار... عن وكالة الصين الجديدة "شينخوا" - رويترز 24/10/17
البرازيل: يشترط الدستور موافقة غالبية الثلثين على مشروع إقالة الرّئيس أي ما نسبته 342 نائباً من أصل 513 نائباً يشغلون البرلمان الحالي، ولما طلبت النيابة العامة إقالة الرّئيس (رجل الأعمال) الفاسد "ميشال ثامر" لتتمكن من محاكمته مع عدد من وزرائه الفاسدين في واحدة من قضايا الفساد العديدة والرشى التي فاقت قيمتها نصف مليار ريال برازيلي (نحو 153 مليون دولار)، صَوّتَ أقل من نصف النواب على حفظ قرار الاتهام وكان هذا العدد كافياً لإنقاذ الرئيس، للمرة الثانية على التوالي، مما منح الغطاء السياسي للرئيس ميشال تامر، رغم الإستنزاف التي أَصَاب الائتلاف الحاكم، حيث تمرّد عدد من النواب الذين كانوا ضمن الأغلبية الرّئاسية، وأعلنوا عدم دعم الرئيس بخصوص تورطه الواضح في عمليات الفساد ونهب المال العام، ما خفَض عدد النواب الداعمين للرئيس من 272 إلى 251 نائباً، منهم ثمانية نواب من "الحركة الديموقراطية"، الحزب الذي يتزعمه ثامر، أما زعيم حزب العُمّال (لويس إيناسيو لولا دا سيلفا)، فقد اتهم ميشال ثامر ب"إهدار ثلاثين مليار دولار لتأمين أصوات النواب، وشراء الحماية السياسية، وضمان تواطؤ بعض الزعماء السياسيين لعرقلة عمل جهاز القضاء من أجل تحقيق العدالة"، وأظْهرت المؤسسات الإعلامية الكُبْرى عداءً علَنِيًّا للرئيسة السابقة وتواطُؤًا مفضوحًا مع الرئيس الحالي (ميشال ثامر) رغم عشرات قضايا الفساد المثبتة بالأدلة والوثائق والتسجيلات، والتي تُظْهِرُ "إن ثامر حوّل ميزانية الدولة إلى حصص يتقاسمها مع حلفائه علناً"، وكان آخرها إقرار مشاريع مقدمة من النواب بقيمة 600 مليون ريال في الأسبوعين الأولين من الشهر الحالي، أو أكثر من أربعة أضعاف الصرف الشهري المعتمد، ولكن قُضاة المحكمة العليا ماضون في مُتابعة ملفين لوزيرين مُرْتَبِطَيْنِ بقضية تامر، ما يُشكل ضغطاً إضافياً، في ظل تزايد عدد فضائح الفساد "الرّئاسي"... عن رويترز" 27/10/17
روسيا: وَقَّعَ الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" في بداية شهر آب/أغسطس 2017 قانونا بفرض عقوبات جديدة على روسيا وإيران وكوريا الشمالية، تم اعتماده من قبل أعضاء الكونغرس الأمريكي بأغلبية ساحقة من الأصوات، وأضافت وزارة الخارجية الأمريكية عقوبات جديدة على أفراد وكيانات روسية تعمل في مجالات الدفاع والصناعة والإتصالات (أعلنت وزارة الخارجية انها مرتبطة بالمخابرات) و33 مؤسسة مرتبطة المجمع الصناعي العسكري الروسي، منها "روس أبورون إكسبورت" و"إيزماش" و"كلاشنيكوف" و"روستيخ " وصناعة الطائرات "ميغ" و"سوخوى" و"توبوليف"، وأعلن وزير التجارة الروسي "إن الشركات الروسية تكيَّفت مع ظروف العقوبات والقائمة الجديدة للخارجية الأمريكية ليست بالخبر الهام بالنسبة لنا" عن صحيفة "نيويورك تايمز" + وكالة "سبوتنيك" 27/10/17
سياحة "رَبَّانِيّة": تفتعل الشركات الرأسمالية "موجات" استهلاك وتخلق "موضة" لكل فئة من المُسْتهلكين، بهدف تَسْويق إنتاجها وخدماتها، واخترعت الشركات الكُبْرَى موضة "الحلال"، بدعم من شيوخ النّفط، فيما تحارب معظم الدول الرأسمالية المتطورة الفقراء الذين تُصَنِّفُهُم "مُسْلِمين" وتستقبل بحفاوة أثرياء "المسلمين"، واخترعوا غذاءً حلالا وأسواقًا ونقلاً وسياحة "حلالاً"، وتنتشر هذه الموضة خلال الأزمات وكذلك خلال ارتفاع دخل الدول النفطية لابتزاز أموال مواطنيها بكافة الأشكال واستخدام كل الحِيل من أجل زيادة إنفاق الفئات الوسطى من المجتمعات المُصَنّفة "مُسْلِمَة"، وفي مجال السياحة، اخترع الإعلام البرجوازي السياحة "الحلال"، وبلغ حجم الانفاق على قطاع السفر المُصَنّف "إسلامي" أو "حلال" 156 مليار دولارا سنة 2016، منها 55 مليار دولارا لإنفاق الشباب المُصَنَّف "مُسْلم" خلال نفس السّنة 2016 وتتوقع دراسات أوروبية مضاعفة الإنفاق في قطاع السياحة "الحلال" ليبلغ نحو 300 مليار دولارا خلال سنة 2025، لذلك تسعى الفنادق والمطاعم في بريطانيا وبلجيكا وسويسرا وغيرها إلى تقديم "خدمات حلال"، مثل وضع سجادة صلاة في غرف الفنادق أو تقديم أطعمة "حلال"، وترتيب أماكن للعائلات وغير ذلك من الترتيبات التي لا تتطلب إنفاقًا ضخما وتجلب أرباحًا كثيرة، وتحاول منشئات السياحة اجتذاب الشباب المسلمين من سن عشرين إلى خمس وثلاثين سنة، الذين يتمتعون بدخل متوسط أو يفوق المتوسط ويسافرون عدة مرات في السنة، والذين تفوق نفقاتهم جيل آبائهم، وتتوقع بعض الدّراسات ارتفاع إنفاقهم إلى حوالي 100 مليار دولارا سنة 2025 وربما إلى 300 مليار دولارا بعد عقد واحد، ما يجعل عددًا من الشركات أو الدّول تسعى إلى الحصول على حصة من إنفاق هؤلاء الشباب القادمين من بلدان ثرية مثل السعودية والخليج وكازاخستان، ومن بلدان متوسطة الدخل وذات كثافة سكانية مرتفعة مثل إندونيسيا وماليزيا وتركيا... عن شركة بطاقة "ماستر كارد" الإئتمانية + "حلال تريب" (دليل سفر) 26/10/17
الرأسمالية تستغل "محاسن" العبودية: يُفْتَرضُ ان مرحلة الرأسمالية في التاريخ البشري هي مرحلة متقدمة عن المراحل السابقة من العبودية والإقطاع، لكن قانون البحث عن الرّبح الأقصى، ودرجة نضلات العُمال يُحدِّدان قواعد الإستغلال وفواعد العلاقة بين رأس المال والعَمَل... تُعْتَبَرُ الشركة العابرة للقارات "هاريبو" أكبر شركة أوروبية لصناعة الحلويات، وتعتمد على عدة مواد أولية في صناعتها وأهمُّها مادة "كرونبا" وهي نوع من "الشّمع" الخام الذي تستخدمها الشركة في عدد من الحلويات، مع مَزْجِهِ بشحْم الخنازير (جيلاتين)، ويُكْسِبُها شمع "كرونبا" سَلَاسَةً ولمعانًا ويجعلها لا تلتصق بالأصابع أو بالثياب، ويُسْتَخْرَجُ هذا "الشمع" من أوراق نوع من النخيل الذي ينمو بشكل رئيسي في شمال شرق البرازيل، وتعتمد شركة هاريبو في الحصول عليه عبر شركة برازيلية تُشَغِّلُ الأطفال والبالغين في ظروف عمل سيئة وصفَتْها قناة تلفزية ألمانية عمومية (قناة "داس إرسْتْ") بالعبودية (الرّق)، ويعمل العمال (البالغون والقاصرون) ساعات طويلة في مزارع قطع أوراق النخيل (المادة الأولية لكرونبا) وفي معامل تصنيع مادة "كرونبا" دون أي حماية اجتماعية مقابل حوالي 11,5 دولارا يوميا، ويضطرون إلى النوم في الشاحنات أو على الأرض في مكان عملهم، وليس لديهم مياه الصرف الصحي ولا مياه الشرب، ناهيك عن الملابس الواقية، وهي ظروف وصفتها القناة ب"الرِّق" (العبودية)، وكانت منظمة العفو الدولية قد نشرت تقريرًا (لم تتداوله وسائل الإعلام لأنه لا يتعلق بإيران أو كوريا الشمالية أو سوريا...) اتهم الشركة الأم (هاريبو) بالإستفادة القُصْوى من بُؤْس العُمّال لزيادة أرباحِها، فيما ألقت الشركة "المُعَوْلَمَة" باللوم على مُوَرِّدِيها وأعلن ناطق باسمها: "نحن نُحَقِّقُ مع موردينا بدقة في ظروف العمل في المزارع وفي المَصَانع..."... مادة شمع "كرونبا" هي مُكون من مكونات شموع السيارات وفي بعض مواد التّجميل مثل "الماسكارا" التي تُسْتَخْدَمُ لتجميل العَيْنَيْنِ عن "رويترز" 26/10/17
بيئة: ارتفع الطلب العالمي على استهلاك العسل بينما انخفضت أعداد النّحل بسبب استخدام المُبِيدات والتّغْيِيرات المناخية، فارتفعت (بالنّتيجة) عمليات الإحتيال والغش، ما قد يُسبب مشاكل صحية للمستهلكين، ويعتبر العسل (إلى جانب النبيذ وزيت الزيتون) أحد أهم المنتوجات الفلاحية تَعَرُّضًا للتزييف والغش... انخفض إنتاج العسل بنسبة فاقت 60% خلال رُبع قرن، وبلغت 1,5 مليون طنا، بينما قُدّر الإستهلاك العالمي للعسل بنحو 1,9 مليون طنًّا، ما يعني أن 400 ألف طن من العسل المُستهلك في العالم عسل غير صافي ومغشوش، أُضِيفَتْ إليه مواد أخرى (طبيعية أو مُصَنّعة)، من جهة أخرى تحتوي نسبة 75% من العسل العالمي على قدرٍ من المبيدات السّامة التي يستخدمها المُزارعون للقضاء على الحشرات أو الأعشاب الطّفَيْلِيّة وتتسرب إلى الأزهار التي يُلَقِّحُها النحل ويمتصُّ رحيقها لصنع العسل، وترتفع نسبة المواد السامة في حوالي 34%من عَيِّنات العسل العالمي التي وقع تحليلها في مختبرات جامعة "دوندي"، إلى درجة الضّرر بصحة النحل والقضاء على عدد هام منها، وقدرت دراسة نشرتها جامعة "نوشاتل" السويسرية ان 45% من عينات العسل العالمي تحتوي على مواد ضارة بالصحة، وورد في دراسات أخرى أشرفت الأمم المتحدة على إنجازها سنة 2016 إن 89% من عينات أمريكا الشمالية و80% من عينات عسل آسيا وأوروبا و 57% من عسل أمريكا الجنوبية و40% من عسل افريقيا وما سُمِّي "الشرق الأوسط" (الوطن العربي) تحتوي على قدر من المبيدات الضارة بصحة النحل (ما يؤدي إلى قتلها) وبصحة البشر، وقدرت الأمم المتحدة ان 40% من النحل والفراشات والحشرات التي تساهم في نشر لقاح النباتات والأشجار على صعيد عالمي مُهددة بالنُّفُوق (الموت) بسبب تراكم كميات المبيدات في محيطها... عن مجلة "عُلُوم" + أ.ف.ب 14/10/17
صحة: يقَدر العدد الإجمالي لحالات الإجهاض السنوية على مستوى العالم بحوالي 56 مليون حالة، وقدّرت منظمة الصحة العالمية إن نحو 25 مليون حالة إجهاض سنويا تتم بشكل غير آمن، وجرت 97% منها في افريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية وفق البيانات المتوفرة من 2010 إلى 2014، ما يجعل النساء في الدول الفقيرة يواجهن مخاطر كُبْرى، بسبب نقص (أو منع تداول) وسائل منع الحمل، وسيزداد الحل سوءًا بعد قرار الولايات المتحدة خفض التمويل لبرامج تنظيم الأسرة في الخارج، وقطع التمويل عن المنظمات غير الحكومية الأجنبية التي تتلقى تمويلا أمريكيا لبرامج تنظيم الأسرة الدولية والتي "تجري عمليات إجهاض أو توفر المشورة بشأن الإجهاض كوسيلة لتنظيم الأسرة"، وبذلك يَعْتَرِضُ قرار سياسي (وإيديولوجي) أمريكي على حقوق كل النساء والفتيات في الحصول على تعليم جنسي وعلى معلومات حول موانع الحمل لتفادي أي حمل غير مرغوب فيه، وعلى خدمات الإجهاض الآمن إذا أردن ذلك... في باب الوقاية من الأمراض الناتجة عن التبغ، اعترضت منظمة الصحة العالمية على خطة لشركة التبغ "فيليب موريس إنترناشيونال" لإقامة مؤسسة من أجل عالم خال من التدخين، واتهمت المنظمة شركات صناعة التبغ "بتضليل الناس بشأن المخاطر المرتبطة بمنتجات التبغ... وتسويق منتجاتها بطرق تجعل الناس يعتقدون خَطَأً أن بعض منتجات التبغ أقل ضررا من الأخرى"، ورفضت منظمة الصحة العالمية الدخول في شراكة مع الشركة الأمريكية عابرة القارات ودعت الحكومات إلى عدم تشجيع هذا السّلوك التجاري المُضَلِّل والمناقض لمبادئ الصحة العامة... رويترز 28/09/17
صحّة: تُوصِي النّشريات الطّبّية بتناول وجبات غذائية تحتوي على حوالي 50% من النّشويات، نظرًا لأهمية النشويات في استهلاك الطاقة في الجسم، إلا أن فريقًا من الباحثين في جامعة "ماكماستر" الكندية أجرى دراسة استغرقت عشر سنوات بمشاركة 135 ألف مُشارك من 18 دولة، واستنتجت الدراسة "ضرورة تقليل النشويات المستهلكة في مختلف الوجبات للتمتّع بصحة أفضل"، وهَزّت هذه الدّراسة القناعات السائدة لأنها رَبَطَتْ بين الإستهلاك المُكَثّف للنّشَوِيّات (وبالتّالي "الكَرْبُوهيدْرَات") وبعض الأضْرَار البالغة وغير المتوقعة، مع زيادة احتمالات الوفاة، وعكس ما كان معروفًا فإن مخاطرها تفوق مخاطر زيادة استهلاك الدهون، وربطت دراسة نشرتها مجلة "فوكوس" الألمانية بين نوعية التغذية وأمراض القلب والأوعية الدموية والوفيات، وأظْهَرت إن معدل وفيات مستهلكي النشويات أعْلَى من معدل الوفيات لمستهلكي الدهون، لأن ارتفاع نسبة "الكربوهيدرات" لا يُساعد على حرق الدهنيات داخل الجسم (خاصة في الوجبات المَسَائِيّة) فيرفع بذلك من نسبة السكر في الدم، ليقوم الجسم بإنتاج هرمون الأنسولين، الذي بدوره يحفز تكوين الدهون ويحول دون حرقها، وهناك بعض الأغذية التي تحوي العديد من الفيتامينات المُهِمّة للجسم، مثل بعض أنواع الفواكه (الموز والكيوي والفواكه الجافة) ولكنها تحتوي على نسبة هامة من المواد السكرية ومن "الغلوكوز"... تتضارب أحيانًا نتائج مثل هذه الدّراسات، لذلك وجب الإطلاع عليها، لكن وجب الحذر من نتائجها، قبل أن تتأكد هذه النتائج من خلال تعدد الدراسات "المُسْتَقِلّة"، فكثيرًا ما مَوّلت جهات مُعينة دراسات وبحوث تصب في مصلحتها... عن موقع "دويتشه فيلله"10/10/17
اليوم العالمي للصحة النفسية 10/10/2017: أقرت المنظمات التي تعتني بالأمراض النفسية والإتحاد العالمي للصحة النفسية يوم العشر من تشرين الأول/اكتوبر من كل سنة، منذ 1992، يومًا عالميا للتوعية والدعم لقضايا الصحة النفسية، واتفقت هذه المنظمات على تخصيص الإحتفال هذا العام للتحسيس بضايا "الصحة النفسية في أماكن العمل"، حيث يُعاني عدد هام من العاملين من اضطرابات نفسية بسبب سوء ظروف العمل وضغط الرُّؤَساء إضافة إلى تدنِّي مستوى الرواتب ورداءة ظروف العيش، والمشاكل الأخرى التي يعيشها العامل في محيطه المهني أو العائلي أو الخاص، ويُقَدَّرُ عدد مرضى الإكتئاب في العالم بأكثر من 300 مليون شخصًا ويعاني نحو 260 مليون من اضطرابات القلاق، وقُدّرت تكاليف هذه الإضطرابات النفسية (خصوصًا تراجع الإنتاجية) بحوالي تريليون دولارا سنويا، واعترفت المنظمات المهنية أن بيئة العمل السلبية تسبب مشاكل في الصحة البدنية والعقلية، وقد تُؤَدِّي إلى اللجوء إلى المُسَكِّنات أو الكحول أو المُخدّرات، والتغيُّب عن العمل، ما يُؤَثِّرُ سَلْبًا على إنتاجية العامل أو المُوظّف... أهملت المنظمات النقابية للأُجَراء جوانب عديدة من ظروف العمل ومنها التّحَرُّش والضُّغُوطات النّفْسِيّة، ما يجعل ضحايا هذه الضُّغُوط يشعرون بالعُزْلَة، وما لا يُشَجِّعُهم على الإنخراط في العمل الجماعي (النقابي أو السِّيَاسِي)... عن منظمة الصحة العالمية 10/10/17
وهكذا المادة نشرة الإقتصاد السياسي عدد 403 - 18 تشرين الثاني 2017 - إعداد: الطاهر المعز
هذا هو كل المقالات نشرة الإقتصاد السياسي عدد 403 - 18 تشرين الثاني 2017 - إعداد: الطاهر المعز هذه المرة، ونأمل أن توفر فوائد لكم جميعا. حسنا، أراك في وظيفة أخرى المقال.
كنت تقرأ الآن المقال نشرة الإقتصاد السياسي عدد 403 - 18 تشرين الثاني 2017 - إعداد: الطاهر المعز عنوان الرابط https://notscrets.blogspot.com/2017/11/403-18-2017.html
0 Response to "نشرة الإقتصاد السياسي عدد 403 - 18 تشرين الثاني 2017 - إعداد: الطاهر المعز"
إرسال تعليق