عنوان: عرفاء إيران، الاستراتيجيا الأقصى بقلم منصر الهذيلي
حلقة الوصل : عرفاء إيران، الاستراتيجيا الأقصى بقلم منصر الهذيلي
عرفاء إيران، الاستراتيجيا الأقصى بقلم منصر الهذيلي
هذا بعد نجهله ونحن ننظر إلى إيران من بعيد ولكنّه بعد حيوي لديهم. هناك أسماء بارزة تتمتّع بين الإيرانيين بوجاهة لا تقارن وليس مستبعدا أنّهم يشكّلون حلقة تخطيط وقرار حيوية. ثمّ ما معنى أن يعرّف الخميني نفسه ممهّدا للمهدي؟ من أعطاه هذه الصفة ومن ممّن هم على الأرض يملك المشروعية لمنح هذه الصّفة؟ لا أحد. قد نبسّط ونهوّن على أنفسنا فنقول أنّ الخميني كان يدجّل وأنّه داهية عرف كيف يوظّف المعتقد الشيعي. تبدو لي الأمور أكثر تعقيدا وتبدو لي فرضيتا الدجل والدهاء ممّا نجتهد فيه لتصنيف ما لا نفهم أو ما يعارض مقدّماتنا العقلية والفكرية. أنصح بمزيد الحفر لفهم هذا المنحى وهذا التوجّه.
عندما ننظر في أمر كهذا بخلفيتنا السنّية فإنّنا نميل إلى الحكم بالشعوذة والتطيّر. أرى أنّ التديّن الإيراني ارتبط منذ القديم بما نسمّيه باطنية والباطنية عنوان واسع شاسع ننعت به شيعة وصوفية ودروز وعلويين وغيرهم. هذا يعني أنّ الباطنية لا تتعلّق اسلاميا بمذهب بعينه. هي هندسة تعرّف على الإسلام وتعريف له وممارسة له أو تمرين عليه. حتّى عندما كان الأيرانيون سنّة، ولقد كانوا كذلك قرونا متّصلة، كانت السّمة الباطنية غالبة على تسنّنهم. العطار، الرومي، السهروردي، ملا شيرازي وعشرات من مثلهم كانوا صوفية أو عرفانيين منهجا وهم من شكّلوا لجهة الهندسة التدين الإيراني. وعندما أصبح الإيرانيون شيعة تغير العنوان المذهبي ولم تتغيّر الهندسة.
نعم إنّ مركز التديّن الإيراني هو العرفان وليست صدفة أن تكون للخميني كلّ هذه السطوة فهو بلغ في العرفان درجات مرتفعة عليّة. عندنا نحن أهل السنّة تربّع الفقيه وشكّل مركز تديننا السني. وليست صدفة أن يكون للقرضاوي هذا الحضور فهو فقيه عرّف الحلال والحرام واختصّ لسنوات للفتوى عبر الجزيرة. لا هو مفكّر ولا فيلسوف. هو فقيه دخل إلى السياسة وهو بهذا الدخول يعيد انتاج هندسة مجتمعية متوارثة تقوم على رأسي السلطان والفقيه.
جدلية الشريعة والحقيقة والظاهر والباطن والتفسير والتاويل ونهاية جدلية النصّ والذات أو القرآن من جهة وقارئه من جهة أخرى. أرى أنّ هذه الثنائيات أهمّ بكثير للفهم من الثنائية المذهبية. هناك شيعة يسبون الخميني ويعتبرونه متجاوزا لغرقه في العرفان. وهناك صوفية سنّة يرون الخميني أقرب إليهم من القرضاوي. ثمّ إنّ الخميني الشيعي يعود في جلّ أمره الى ابن عربي والأخير سنّي. وأنا أقرا كتاب الصحراء لشريعتي أكتشف تغلغل الرؤية العرفانية في الذهنية الإيرانية. تغلغل وتجذّر غريبان عجيبان. شريعتي ليس حوزويا بل انّه ابن السوسيولوجيا والعلوم الإنسانية الغربية الحديثة. ومع ذلك فإن العرفان متملّك له محيط بكلّ حروفه وكلماته. هذا يحتاج بحثا معمّقا.
بيد أنّ ما جعلني أسأل عن حضور العرفان في قرار الايرانيين هو إرتفاع نبرة الإيرانيين خلال الشهرين الماضيين بشكل غير مسبوق وذهابهم بعيدا في التحدي واستبشارهم بنصر حاسم قريب. كما أفهم فإنّ هذه النبرة لا تفسّر فقط بالاستعداد ومسك الملفات. لا. ثقافيا وعقديا لا يسلك الإيرانيون هكذا إلا إذا كان إذن. وما الإذن ؟ الله أعلم ولكنني أعلم أنّ منظومتهم تتحرّك هكذا.
وهكذا المادة عرفاء إيران، الاستراتيجيا الأقصى بقلم منصر الهذيلي
هذا هو كل المقالات عرفاء إيران، الاستراتيجيا الأقصى بقلم منصر الهذيلي هذه المرة، ونأمل أن توفر فوائد لكم جميعا. حسنا، أراك في وظيفة أخرى المقال.
كنت تقرأ الآن المقال عرفاء إيران، الاستراتيجيا الأقصى بقلم منصر الهذيلي عنوان الرابط https://notscrets.blogspot.com/2017/10/blog-post_9122.html
0 Response to "عرفاء إيران، الاستراتيجيا الأقصى بقلم منصر الهذيلي"
إرسال تعليق