عنوان: الصحراء في خلفية تفاقم الأزمة بين الجزائر والمغرب توفيق المديني
حلقة الوصل : الصحراء في خلفية تفاقم الأزمة بين الجزائر والمغرب توفيق المديني
الصحراء في خلفية تفاقم الأزمة بين الجزائر والمغرب توفيق المديني
وبالمقابل ، قالت وزارة الخارجية المغربية إن تصريحات الوزير الجزائري «على مستوى كبير من عدم المسؤولية غير المسبوق في تاريخ العلاقات الثنائية بين البلدين، وهي تنم عن جهل بالقواعد الأساسية لنظام البنوك ولشركة الطيران المغربية».ويلمس المراقب الموضوعي للعلاقات الجزائرية –المغربية ، بوضوح الفجوة الواضحة في خطاب كل من الحكومتين الجزائرية و المغربية،كلما تعلق الأمر بقضية الصحراء الغربية، التي تشكل أحد أهم مبادىء الدبلوماسية الجزائرية ، إضافة الي أن ضم ّ المغرب للصحراء الغربية نهائيًا،يُعْطِي تفوقًا استراتيجيًا للمغرب، ليست الجزائر علي استعداد للقبول به،لا سيما من جانب المؤسسة العسكرية والأجهزة الاستخباراتية الجزائريتين .ومعروف تزمت جنرالات المؤسسة العسكرية الجزائرية إزاء هذا الملف، منذ رحيل الرئيس هواري بومدين. ويتردّد في الكواليس أن أحد أسباب إزاحة الرئيس محمد بوضياف الذي اغتيل بطريقة غامضة في 29 حزيران /يونيو 1992، كان رغبته في التنازل عن قضية الصحراء الغربية ! على اعتبار العلاقة التي كانت تربطه بالعاهل المغربي الراحل الحسن الثاني .
من وجهة النظر الحكومة المغربية، تأتي تصريحات وزير الخارجية الجزائرية الأخيرة في ضوء زيارة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء، هورست كوهلر، إلى المنطقة، حيث زار في بداية الأسبوع الرباط وحظي باستقبال العاهل المغربي الملك محمد السادس، كما زار مخيمات تندوف وأجرى محادثات مع قادة «جبهة البوليساريو»، قبل أن يزور كلاً من الجزائر وموريتانيا، المعنيتين بملف الصحراء أيضاً،ويستعد إلى رفع تقريره لمجلس الأمن الدولي في شهر تشرين أول ،أكتوبر الجاري. وتتهم الجزائر السلطات المغربية بأنها تحاول استمالة الأمم المتحدة إلى صفها، وطي صفحة التوتر الذي ساد بين الطرفين في عهد الأمين العام السابق للمنظمة الدولية، بان كي مون، بشأن ملف الصحراء. وكان بان ذكر، في إحدى تصريحاته، ما أسماه «احتلال الصحراء»، الأمر الذي أدى إلى أزمة بين المغرب والأمم المتحدة، انتهت بطرد موظفين أمميين، بقرار من السلطات المغربية، قبل أن تعود المياه إلى مجاريها تدريجياً بانتهاء ولاية الأمين العام السابق.
وكان نزاع الصحراء الغربية القائم منذ 1975 ،والذي فشلت الأمم المتحدة في حلّه،قدأدّى إلى تردّي العلاقات بين دول المغرب العربي طيلة العقود الأربعة الماضية،و إلى تقويض الاستقرار في المنطقة التي يراقبها الغرب عن كثب بوصفها مصدرًا محتملاً للتيار الاسلامي المتشدد ونقطة وثوبٍ بالنسبة إلى الهجرة غير المشروعة إلى القارة الاوروبية.فضلا عن أن تجاهل قضية الصحراء الغربية يلحق الضرر بالتكامل الاقليمي.
ويمثل تشابك المسألة الصحراوية وتعقيداتها الصخرة التي تتحطم عليه كافة محاولات تطبيع العلاقات بين الجزائر و المغرب،و يعود أساس التناقض بين فعل الإيمان بالوحدة المغاربية , و العدائية في واقع العلاقات بين البلدين إلى النمط السلطوي في شرعنة الحكم السائد في البلدين كليهما .ففي المغرب و الجزائرمعا تحول إستغلال الشعور الوطني إلى سلاح سياسي في الصراع على السلطة . و هنا تكمن صعوبة إيجاد حل لنزاع الصحراء الغربية خارج نطاق المشروع المغاربي . فالنسبة للدولة المغربية تعتبر أي تنازل في قضية الصحراء يقود إلى خسارتها, سيعني سقوط العرش. و بالنسبة للنظام الجزائري , فإن المزايدة الوطنية «حول تقرير المصير في الصحراء الغربية» , تشكل عنصرًا من عناصر بقاء الدولة التسلطية.
لقد شكلت عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي حدثًا استثنائيًا في القارة السمراء، في القمة الـ28 للاتحاد الأفريقي في أديس أبابا في 31 يناير/ كانون الثاني 2017، وكان ملف هذه العودة أبرز القضايا المطروحة في القمة. ولعب الرئيس الجديد للاتحاد، الرئيس الغيني ألفا كوندي، دورًا محوريًا فيها، وجاءت عودةً إلى حضن الاتحاد الأفريقي بعد قطيعة دامت ثلاثاً وثلاثين سنة، بعد أن «كانت ظروف خاصة» فرضت على المغرب الانسحاب من منظمة الوحدة الأفريقية التي كانت قائمة قبل الإعلان عن قيام الاتحاد الأفريقي.
ففي عام 1984، اعترفت منظمة الوحدة الأفريقية بـ«الجمهورية الصحراوية»، فقرر المغرب الانسحاب، وقال عاهل المغرب الراحل الحسن الثاني آنذاك: إنّه كان «من المؤلم أن يتقبل الشعب المغربي الاعتراف بدولة وهمية». والغرض من الدولة الوهمية هذه هو المسّ بالوحدة الترابية للمغرب، وتبرير الطموحات الإقليمية للجزائر الراغبة في أن يكون لها منفذ على المحيط الأطلسي، غير أنها صارت مشروعاً ميتاً في قمة الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا أخيرا.
لم تكن عودة المغرب إلى أفريقيا مفاجئة، فقد جاءت في ظل التراجع الكبير من الدول الأفريقية المعترفة بـ«الجمهورية الصحراوية»، باعتبار أنّ حوالى 44 دولة أفريقية من أصل 54 بلداً، لا تعترف أو سحبت اعترافها بما يسمى «الجمهورية الصحراوية»،إذ أخفقت الأخيرة في أن تصبح عضوا في أي منظمة إقليمية أو دولية، بدءا بجامعة الدول العربية انتهاء بالأمم المتحدة. فضلاً عن أن «الاتحاد المغاربي» الذي تأسس في مدينة مراكش المغربية يوم 17فبراير 1989 ،اقتصرت عضويته على دول معترف بها هي المغرب والجزائر وموريتانيا وتونس وليبيا.
ويأتي تصاعد التوتر في العلاقات بين الجزائر و المغرب ، مع اقتراب موعد القمة الأوروبية-الأفريقية التي من المقرر أن تعقد في أبيدجان عاصمة الكوت ديفواريومي 29و30تشرين الثاني/نوفمبر المقبل ،حيث سيحضر المغرب هذا المؤتمر ، بعد أن عاد مع بداية هذا العام إلى منظمة الإتحاد الإفريقي، وهذا من دون شك يشكل إزعاجًا حقيقيًا للجزائر ول«جبهة البوليساريو» ، اللتين تطالبان بتطبيق مبدأ «تقرير المصير» وإجراء استفتاء في الصحراء، ورفض الطرح المغربي بإقامة حكم ذاتي بالصحراء تحت السيادة المغربية.
ومنذ رحيل الإستعمار الفرنسي عن أرض الجزائر ,لم يشهدتاريخ العلاقات بين الأخوين اللدودين في المغرب العربي, الجزائر و المغرب , حالة من التطبيع الكامل , بل إن العلاقات بين البلدين عرفت مراحل من المد و الجزر لا ينتهيان. علما أن التطبيع الكامل بين المغرب والجزائر ، يمثل شرطاً أساسياً من شروط النهوض باتحاد المغرب العربي، ومطلباً دولياً يجتمع عليه الموفدون عبر المتوسط وعبر الأطلسي، لكنه يصطدم دائمًا بقضية حل الصحراء الغربية،الذي يحتاج بدوره إلى ثورة حقيقية: قوامها تحول الأنظمة المغاربية القائمة الآن إلى أنظمة ديمقراطية فعليا ً،وبالتالي تخليها عن احتكار الوطنية، وهذا ما يعبد الطريق إلى بناء تكتل إقليمي مغاربي كما تتطلب ذلك العولمة الليبرالية .
وهكذا المادة الصحراء في خلفية تفاقم الأزمة بين الجزائر والمغرب توفيق المديني
هذا هو كل المقالات الصحراء في خلفية تفاقم الأزمة بين الجزائر والمغرب توفيق المديني هذه المرة، ونأمل أن توفر فوائد لكم جميعا. حسنا، أراك في وظيفة أخرى المقال.
كنت تقرأ الآن المقال الصحراء في خلفية تفاقم الأزمة بين الجزائر والمغرب توفيق المديني عنوان الرابط https://notscrets.blogspot.com/2017/10/blog-post_6710.html
0 Response to "الصحراء في خلفية تفاقم الأزمة بين الجزائر والمغرب توفيق المديني"
إرسال تعليق