عنوان: حديث في القومية ممنوع على _أصحاب_الهوى_الطائفي بقلم فائزة بلحاج
حلقة الوصل : حديث في القومية ممنوع على _أصحاب_الهوى_الطائفي بقلم فائزة بلحاج
حديث في القومية ممنوع على _أصحاب_الهوى_الطائفي بقلم فائزة بلحاج
في العام 2006 " تموز / آب " ذهبت الى لبنان لتغطية الأيام الأخيرة من العدوان الصهيوني على المقاومة العربية متمثلة في حزب الله " عن جريدة الشعب التونسية " وضمّنت تلك التغطية ثلاث صفحات كاملة من الجريدة , تحدثت فيهاعن شتى أوجه الحياة في ذلك البلد العجيب , رفضت أن أتلقى فلسا واحدا من الجريدة عن تلك المهمة وتلك الرحلة , كما رفضت أن أستلم مبلغ دعم من الإتحاد الجهوي للشغل بمدينة صفاقس كان مخصصا للعناصر المشاركة في الوفد " أذكر أنهم كانو ثلاثة أشخاص آخرين " شاركوا ضمن وفد من فعاليات مختلفة من القطر " تونس " .. لماذا كان ذلك الرفض ؟ , لسبب قد لايراه البعض ذو أهمية ولكنه كان محدّدا بالنسبة لي , وهو أن تكون كلمتي حرة , وغير مقيّدة بموقف أيّ جهة , بل لقد كان " شرطي " أن تنشر التغطية دون حذف أو إنتقاص أي حرف منها , وقبل مدير الجريدة آنذاك ونشر الملف كاملا مدعما بصور حية عن العدوان , وعن المقاومة الباسلة التي ركّعّت المعتدين , وأعوانهم في المنطقة التي كانت تشهد حينها " محاولة ولادة قيصرية لمشروع الشرق الأوسط الجديد على يد " القابلة كونداليزا رايس " يومها كتبت فيما كتبت أنه لو قدّر للعرب أن يبنو دولتهم الواحدة , فإن لبنان يمكن أن يكون النموذج , أو كما يحلو للكثير من القوميون أن يسمونه " الإقليم القاعدة " نعم " يضع سره في أضعف خلقه " كانت مجازفة مني أن أتحث , بذلك على الملأ , ليس للمسألة علاقة بالجانب الأمني " فقد كنت قد شققت عصا الطاعة على كثيرين ممّن كانوا يقرفونني بتلك " الغنّاية " في ذلك الوقت , ولكن لأن قوميون كثر كانوا ولايزالون يرون أنه لا إقليم قاعدة خارج حدود " مصر " وإن تنازلوا " فسورية أو العراق " .. لماذا قلت أن لبنان يستحق أن يكون نموذجا ؟ , منذ أن وطأت أرض لبنان وأنا ألمس ذلك التنوّع وتلك اللوحة من الفسيفساء التي يختلط فيها الديني بالسياسي بالمذهبي بالإثني ,, شعب صغير في العدد ربما لكنه كبير بمقاومته وبرجاله الوطنيين وبحالة السلم الأهلي التي يعيشها , رغم كثرة المتربّصين به , و بالرغم من كثرة الإهتزازات التي شهدها , وكثرة " الخونة وتنوعهم وتوزّعهم أيضا " على مذاهب
دينية وعناوين سياسية عدّة , في أول صلاة جمعة لنا هناك , نزلنا الى حارة حريك كانت لاتزال ترزح تحت ركام العدوان وكان بعض الشهداء لايزالوا عالقين تحت الأنقاض وكان الطيران الصهيوني لايكف عن طلعاته فوق عاصمة العروبة بيروت مخترقا جدار الصوت حينا وقاصفا حمم حقده وعدوانه أحيانا أخرى لإرعاب أهلها دون جدوى , المصلون كانوا سنة وشيعة جنبا الى جنب في باحة الحارة المسيحيون " كانوا يندلفون الى بيوت الشيعة لإخراج الشهداء والذهاب بهم الى الساحة حيث يصلى عليهم من طرف الشيعة والسنة ويطبع المسيحيون على وجوههم وصدورهم إشارات تجسد الصليب , مشاركة منهم في الصلاة على الشهداء " الشيعة " وتنتهي مراسم الصلاة , وتذهب أسراب الشباب بعيدا حاملة على أعناقها , الأكرم منّا جميعا " وننزل الى مداخل الحارة التي سدت بركام الأبنية التي أغار عليها العدوّ في وقت سابق , لنجد خلايا نحل " بشري " تنشط هناك في سعي حثيث لتنظيف الشوارع وفتح تلك المداخل , وكم كانت دهشتي كبيرة وأنا أشاهد " الدكتور الرئيس السنّي سليم الحصّ يساهم في تلك العملية , ويرفع لأنقاذ عن مداخل حارة حريك ذات الكثافة السكانية الشيعيّة , كأي مواطن لبناني لا يخجل بوطنيته و الوطن عنده أكبر من الطائفة والمذهب , في زيارتي الى أم الشهيدة دلال المغربي علمت منها أنها لبنانية " شيعية " تزوجت بفلسطيني " سني " فأنجبا دلال عروس فلسطين و " ليس ثمة فرق دمنا واحد وديننا واحد سنة وشيعة , والحمد لله على نعمة الإسلام والعروبة " هكذا رددت قائلة أم دلال , ممّا حدى بالأخ " لطفي لحول والأخ محمد عباس من الوفد النقابي أن ينخرطا في موجة من البكاء صمتا وكنت أبكي أمطر قبلا على الجبين لتلك العظيمة أم دلال التي علّمتنا درسا آخر أن الوطن أكبر من القطر وأن الإنتماء الى الرابطة القومية أقدس من الإنتماء الى ما دونها من الروابط الأخرى ,, لم نلتقي بمسؤول من حزب الله الأ وأحسست أنه ينطق عن مقاومة عربية الهوى , ولم أدخل بيتا للشيعة من بيروت الى صيدا الى مارون الرأس الى عيتا الشعب ,, الى حدود فلسطين الأ ووجدت به بعض من السنة والمسيحيين , لم نفرق بينهم الا بما تدلى في أعناقهم من صلبان , أو ما تكرّم به البعض من تقديم لنفسه , كانت مواكب الشهداء على طول الطريق مرفوفة بأبناء أمة عربية واحدة شيعة وسنة ومسيحيين , وربما عقائد دينية وإثنية أخرى لم نكن نعلمها , والله يعلمها , وهو شأن بينه وبين عباده أولئك , لاحجة لنا عليهم , والله أعلم بما في الصدور , ,
كانت ولاتزال تلك الرحلة تضخ في الأمل بأن أمتنا قادرة على أن تنحت لنفسها مستقبل مضيئ قد يعوضها عن عصور مضت من الظلم والظلام والعدوان و ليس آخرها ما تعرضّت وتتعرض له بعض أقطارها من تخريب ممنهج على يد الصهيونية والإستعمارووكلائهم وأعوانهم من الرجعية والخونة , وأن المقاوم لتلك العوامل لايمكن في الأخير الاّ أن ينحاز لوحدة الهدف والمصير في أمته , وأستطيع أن أقول أن لبنان الباقي والأبقى هو هذه الصورة , التي تبقى إحدى أهمّ الفواصل والصور, التي يجب أن نتوقف عندها ونتعلّم من دروسها فنّ المقاومة , والقدرة على كنس الخونة الى مزابل التاريخ .
فائزة بلحاج
وهكذا المادة حديث في القومية ممنوع على _أصحاب_الهوى_الطائفي بقلم فائزة بلحاج
هذا هو كل المقالات حديث في القومية ممنوع على _أصحاب_الهوى_الطائفي بقلم فائزة بلحاج هذه المرة، ونأمل أن توفر فوائد لكم جميعا. حسنا، أراك في وظيفة أخرى المقال.
كنت تقرأ الآن المقال حديث في القومية ممنوع على _أصحاب_الهوى_الطائفي بقلم فائزة بلحاج عنوان الرابط https://notscrets.blogspot.com/2017/10/blog-post_6413.html
0 Response to "حديث في القومية ممنوع على _أصحاب_الهوى_الطائفي بقلم فائزة بلحاج"
إرسال تعليق