عنوان: وهم عودة فرنسا إلى حدائقها الاستعمارية الخلفية! بقلم د نبيل النايلي
حلقة الوصل : وهم عودة فرنسا إلى حدائقها الاستعمارية الخلفية! بقلم د نبيل النايلي
وهم عودة فرنسا إلى حدائقها الاستعمارية الخلفية! بقلم د نبيل النايلي
إن "العلاقة بين الخطر الإرهابي في أراضينا ومجموعة من الأخطار المحتملة التي لا تزال تمثلها هذه المنطقة في المستقبل، تسمح بالاعتقاد بأننا لن نغادر هذه المنطقة بين عشية وضحاها"! وزيرة الدفاع الفرنسية، فلورانس بارلي.
أعلنت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي، Florence Parly، أن فرنسا لن تغادر سوريا والعراق بعد القضاء على تنظيم داعش، مشيرة إلى أن "هذه المنطقة ستمثل خطرا محتملا في المستقبل المنظور"!
تصريح وزيرة الجيوش لصحيفة "لوموند، Le Monde" الفرنسية ليس فقط حمّال أوجه، بل ويستشرف مستقبل المنطقة بأكملها في ظلّ إرهاب المعولم، بل توقّع "احتمال ظهور تنظيمات إرهابية جديدة في المنطقة بعد زوال تنظيم "الدولة الإسلامية"!
أي وحي نزل على جناب الوزيرة وهي تزفّنا هذا النبأ؟ وكيف تنامى إلى علمها نبأ ظهور –إقرأ استنساخ- تنظيمات إرهابية جديدة؟ هل تكون استأنست بكتاب وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، سي أي ايه، CIA، "عوالم وكالة الاستخبارات المركزية الجديدة، 2030"، تستشرف فيه عوالم "هندستها" الوكالة نفسها، وخطتها في تقريرها الصادر سنة 2012 –أي سنة أو سنتين قبل ظهور تنظيم داعش- والذي عنونه استراتيجيوها ب”الاتجاهات العالمية عام 2030، عوالم جديدة Global Trends 2030: Alternatives World National Intelligence Council"، رسموا فيه لوحة قاتمة ما دام "الأمر سيستغرق وقتًا طويلًا، وسيكون في غاية الفوضى، وما “دام الشرق الأوسط لن يتمكن من إيجاد تعاون إقليمي يمكّنه من معالجة القضايا الأمنية حتى عام 2030"؟ عام 2030 مع ما يعنيه ذلك من تسوناميات جغرافية، وخراب ودمار!
الوزيرة بارلي التي أوضحت "أن فرنسا لم تدرك مدى خطر الإرهاب قبل صعود تنظيم "داعش" في سوريا والعراق، وكأنها لم تكن تعلم ولا وزارتها تعلم بأولئك الشباب الذين كانوا يغادرون موانئ ومطارات فرنسا عبر تركيا نحو سوريا والعراق أين ولغوا في الدم وتمرسوا على الإرهاب والتقتيل والجريمة قبل أن يعودوا إلى أوروبا مدرّبين ومغسولي الأدمغة؟
هل تستطيع جنابها أن تجيب على سؤال لماذا يملك أغلبهم سجلات أمنية أو مرّوا بالاستخبارات الفرنسية ولماذا سمح بخروجهم نحو ساحات "الفوضى غير الخلاقة" والكل يعلم أنهم لم يكونوا في رحلة استجمام؟
مزايدة الوزيرة الفرنسي على الأمريكيين لا تنفرد به خروجا عن السياسة الفرنسية أو تنطّعا عليها، فقد سبقها إليها رئيسها إيمانيويل ماكرون، Emmanuel Macron، إلى التصريحات ذاتها حين صرّح، خلال مؤتمر صحافي إثر إلقائه خطابه الأول أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أن "بشار الأسد مجرم، يجب أن يُحاكم ويُحاسب على جرائمه أمام القضاء الدولي. لكني من منطق براغماتي، لم أجعل من تنحّيه شرطاً مسبقاً"، مشدّداً على أنه يعود إلى الشعب السوري "أن يختار بحرّية قائده المقبل"!
الاختيار بحرية وتحت إشراف هذه التي يسمّيها "مجموعة اتصال مع الدول الخمس المعنيّة"، من فضلكم، والبدء في مفاوضات، ما دام الحلّ بالنسبة له "سيكون سياسيا وليس عسكريا"! تماما، سيد ماكرون، كما يُسمح لليبيين اليوم بالاختيار بنفس الحرية!!
نفس التوجّه التصعيدي في ملف الأسلحة المحظورة الذي لم يبتّ فيه بعد، في حين اعتبر السفير الفرنسي في الأمم المتحدة "أن ما أعلنته منظمة حظر الأسلحة الكيميائية من أن غاز السارين استخدمه النظام السوري" وطبعا "أكد على ضرورة استمرار التحقيقات الدولية ".
الوزيرة الفرنسية التي أكدت أن "الاستراتيجية الدفاعية الفرنسية لعام 2013 لم تذكر الإرهاب، شددت على أنه "أصبح في الاستراتيجية الجديدة للعام الحالي موضوعا مركزيا"، دون أن تحدثنا عن الكيفية والآليات والوسائل لتحقيق ذلك أوروبيا وفرنسيا تحديدا! مكتفية بالبقاء في منطقة يراد لها أن تظلّ مسرحا للعمليات الإرهابية ما يسمح بالتدخّل وتغيير الخرائط وهندسة جميع التوازنات.. أمنية أو جغرافية كانت أو ديمغرافية.
وهكذا المادة وهم عودة فرنسا إلى حدائقها الاستعمارية الخلفية! بقلم د نبيل النايلي
هذا هو كل المقالات وهم عودة فرنسا إلى حدائقها الاستعمارية الخلفية! بقلم د نبيل النايلي هذه المرة، ونأمل أن توفر فوائد لكم جميعا. حسنا، أراك في وظيفة أخرى المقال.
كنت تقرأ الآن المقال وهم عودة فرنسا إلى حدائقها الاستعمارية الخلفية! بقلم د نبيل النايلي عنوان الرابط https://notscrets.blogspot.com/2017/10/blog-post_4298.html
0 Response to "وهم عودة فرنسا إلى حدائقها الاستعمارية الخلفية! بقلم د نبيل النايلي"
إرسال تعليق