حـلايب و شـلاتيـن .. خنجر الصراع المصري السوداني عبد العزيز الفضالي

حـلايب و شـلاتيـن .. خنجر الصراع المصري السوداني عبد العزيز الفضالي - مرحبا أصدقاء ليس سرا مرة أخرى, في هذه المادة تقرأ هذه المرة مع العنوان حـلايب و شـلاتيـن .. خنجر الصراع المصري السوداني عبد العزيز الفضالي, لقد أعددنا هذا المقال لك القراءة واسترجاع المعلومات فيه. نأمل أن محتويات الإعلانات المادة آخر الأخبار، نصائح صحية، والصحة، والرياضة, ونحن نكتب لكم يمكن أن نفهم. حسنا، قراءة سعيدة.

عنوان: حـلايب و شـلاتيـن .. خنجر الصراع المصري السوداني عبد العزيز الفضالي
حلقة الوصل : حـلايب و شـلاتيـن .. خنجر الصراع المصري السوداني عبد العزيز الفضالي

اقرأ أيضا


حـلايب و شـلاتيـن .. خنجر الصراع المصري السوداني عبد العزيز الفضالي

حـلايب و شـلاتيـن .. خنجر الصراع المصري السودانيشبكة صاعد -مصر والسودان علاقة تاريخية خاصة ذات روابط عريقة و عميقة مستمرة علي مر الزمان ، نشأت العلاقات المصرية السودانية منذ قديم الأزل وقد أسماها الفراعنة (أرض الأرواح) ، واستمرت هذه العلاقة والنيل هو الموحّد لعلاقات البلدين ، وقد كانت دولة السودان قديماً عبارة عن مجموعة ممالك ووحّدها محمد علي عام 1821م ، ربما لم تحز علاقات عربية بهذا المقدار من الجدل كما حازت العلاقات المصرية – السودانية ، وإذا كانت العلاقات الثنائية بين البلدين قد حافظت في سياقها الرسمي على عدم استقرارها طبقاً لتقلبات نظم الحكم ومتغيرات النظام العالمي ، فإن المكون العاطفي في هذه العلاقات حافظ على دفئه وحيويته على المستوى الشعبي بفعل الوجدان المشترك الذي يلعب نهر النيل فيه دوراً مرتبطاً بسريانه البطيء كثيراً والهادر أحياناً , فيخلق الوشائج التي عبرت عن ذاتها في النزوح السوداني إلى مصر مع كل أزمة سياسية سودانية ، وأيضاً عمليات التزاوج والاختلاط العائلي ، و قضاء الحوائج السودانية من الداخل المصري .

وتقول الدكتورة والباحثة السياسية وخبيرة العلاقات الأفريقية أماني الطويل أن ”  العلاقات المصرية – السودانية قد واجهت أزمات حادة في تاريخها منذ منتصف خمسينات القرن العشرين ، فاستقلال السودان عبر قرار برلماني وليس باستفتاء شعبي كما كان متفقاً عليه في اتفاقية تقرير مصير السودان عام ١٩٥٣، كان بمثابة خنجر في صدر الزعيم الراحل جمال عبد الناصر لوحدة كان يريدها طوعية بين البلدين ، وذلك عكس الاعتقاد التاريخي أن الرجل قد ضحى بالسودان , ونستطيع القول أن السودان فقد جزءاً كبيراً من صورته الإيجابية لدى عموم المصريين مع الجدل السوداني المصاحب مصادرةَ المدارس المصرية وجامعة القاهرة في مطلع التسعينات ، على رغم دورهما التعليمي والتنويري التاريخي في السودان ” .
و قد مرت هذه العلاقة بالخلل في بعض الأوقات نتيجة للقصور المصري في ظل حكم سياسي معين و تجاهله لأهمية العمق الاستراتيجي الذي تمثله السودان لمصر، والتدخلات الإقليمية والدولية التي تسعي إلي قطع و تأزم العلاقات بين البلدين عن طريق زرع الفتن بينهما وإثارة المشكلات ، طبيعة ملف المياه وأهميته لمصر و الحساسية الذي يمثله لمصر نتيجة لبعض المشاكل مع السودان و العلاقات المتوترة في بعض الأوقات دفعت العلاقة بين البلدين إلي مسرح للصراع , ولعل قضية حدودية حلايب وشلاتين تعد الأبرز علي مدي تاريخ البلدين منذ إعلان استقلالهما كأسباب للمد والجزر الدائر بينهما , فمثلث حلايب وشلاتين يعتبر هو الشئ الذي يعكر صفو العلاقة بين مصر والسودان ، وقبل أن نتطرق إلي مشكلة النزاع الحدودي بين مصر والسودان علينا أن نتعرف أولا علي مثلث حلايب وشلاتين من الأساس ..
حلايب .. جنة الله المتصارع عليها
منطقة حلايب هي منطقة تقع على الطرف الأفريقي للبحر الأحمر مساحتها 20,580 كم2 , توجد بها ثلاث بلدات كبرى هي حلايب وأبو رماد وشلاتين ، المنطقة تتبع مصر سياسياً وإدارياً بحكم الأمر الواقع , وهي محل نزاع حدودي بين مصر والسودان , ويطلق عليها الجانب السوداني المنطقة الإدارية لحكومة دولة السودان , يوجد بها جبل علبة الذي يعد أحد أكبر المحميات الطبيعية في مصر حيث يوجد جنوب شرقي مثلث حلايب و تضم المحمية العديد من الموارد الطبيعية والبشرية وتتمتع بالحياة البرية والنباتات الطبية ، كما تتميز بتوافر الثروة السمكية في ظل وجود التربة الخصبة التي تعتمد علي المياه الجوفية ومياه الأمطار مما يؤدي لقيام النشاط الزراعي , ويضم مثلث حلايب الكثير من الثروات الجيولوجية والمعدنية والكثير من الموارد المائية من أبار وعيون للمياه العذبة إضافة لتوافر الثروات البحرية من شعاب مرجانية وحشائش بحرية وكائنات بحرية نادرة بالإضافة إلي عدد من الجزر التابعة للبحر الأحمر، ويحتوي أيضا جبل علبه علي السلاحف البحرية و أنواع عديدة من أشجار المانجروف ذات القيمة البيئية والاقتصادية الكبيرة .
ويعتبر مثلث حلايب ذو أهمية اقتصادية كبيرة حيث يتوافر فيه كمية كبيرة من المعادن ذات أهمية اقتصادية ضخمة مثل المنجنيز عالي الجودة الذي يتوفر باحتياطات كبيرة , كما أن هناك الكثير من الدراسات التي تثبت إمكانية إنتاج كيماويات الماغنسيوم غير العضوية مثل كبريتات وكلوريد الماغنسيوم والتي تستخدم في صناعة المنسوجات و الأسمدة كما يمكن الاستفادة منه في إنتاج الماغنسيوم بدلا من استيراده , ويوجد أيضا الذهب والجرانيت والفوسفات والنحاس والفضة والكروم والحديد, كما توجد بعض الأصداء التي تؤكد احتواء مثلث حلايب وشلاتين علي احتياطي نفطي مرتفع , وأغلبية السكان بالمثلث من إثنية واحدة من البجا وينتمون لقبائل البشاريين والحمدأواب والشنيتراب والعبابدة , وقد جذبت منطقة حلايب ألاف السودانيين بسبب الخدمات التي توفرها الحكومة المصرية والتي تنعدم في السودان ، حيث تقدم مصر لأهالي المنطقة مساكن مجهزة بجميع الخدمات الأساسية من مياه وكهرباء , ذلك بالإضافة إلى توفير خدمات الرعاية الصحية والتعليم المجاني , وتقديم معاشاً شهرياً لكل الأشخاص الذين تجاوزوا الستين عاما ، بجانب تقديم بعض المبالغ المالية للعاطلين ، ومصروف يومي لتلاميذ المدارس , وهو ما شجع العديد من مواطني السودان علي الهجرة إليها .
تاريخ الصراع الحدودي بين مصر والسودان
ويعود الصراع الدائر بين مصر والسودان علي السيادة والملكية لمنطقة حلايب للقرن قبل الماضي , فالحدود المرسومة بين مصر والسودان التي حددتها اتفاقية الحكم الثنائي بين مصر وبريطانيا عام 1899 ضمت المناطق من دائرة عرض 22 شمالا لمصر وعليها يقع مثلث حلايب داخل الحدود السياسية المصرية ، وبعد ثلاثة أعوام فقط في 1902 عاد الاحتلال البريطاني الذي كان يحكم البلدين آنذاك بجعل مثلث حلايب تابع للإدارة السودانية لأن المثلث أقرب للخرطوم منه للقاهرة , وهو ما فتح الباب لمناوشات وصراع جغرافي وتاريخي بين البلدين خاصة بعد انفصال السودان عن الإدارة المصرية وإعلان كل منهما استقلاله بعد جلاء الاحتلال .
ظلت المنطقة تابعة للسودان المصري إدارياً منذ عام 1902 ، ولكن أشتد الصراع عند استقلال السودان عام 1956م حيث بدأ النزاع حول مصرية حلايب وشلاتين أم أنها تابعة للسودان، ففي عام 1958م عند إجراء الاستفتاء علي رئاسة الجمهورية أرسلت مصر إلي السودان مذكره لتعلمها أن مثلث حلايب وشلاتين تم تسجيله داخل الدائرة الجغرافية لمصر و أنها سوف تشارك في الاستفتاء وفي نفس الوقت كانت السودان قد أدرجت المنطقة للدائرة الجغرافية السودانية, عبد الله خليل رئيس السودان آنذاك والرئيس المصري جمال عبد الناصر استطاعا تداركا الموقف بحنكة ,  وظلت السيادة علي مثلث حلايب وشلاتين سياسة مزدوجة ولا توجد أي توتر في العلاقات إلا من حين لآخر أو وقت حدوث أزمة، ففي عام 1990م أصدرت مصر قراراً جمهوريا يوضح حدودها بما يؤكد ضم حلايب للحدود المصرية ثم في عام 1992م قامت القوات المصرية بالتغلغل داخل حلايب برغم شكوى السودان لمجلس الأمن ولكن مصر تستند لاتفاقية ترسيم الحدود وأن الصلاحيات الإدارية والتسهيلات الممنوحة للسودان هي مجرد سلطات إدارية لا تعني موافقة مصر علي أحقية السودان في حلايب وشلاتين.
ظهر النزاع إلى السطح مرة أخرى في عام 1992 عندما اعترضت مصر على إعطاء حكومة السودان حقوق التنقيب عن البترول في المياه المقابلة لمثلث حلايب لشركة كندية , فقامت الشركة بالانسحاب وتم إيقاف العمل بالمشروع حتى يتم الفصل في مسألة السيادة على المنطقة , فسارعت السودان بمحاولة تدويل القضية لبسط سيادتها علي المنطقة , إلا أن مصر أعلنت رفضها لأي مساس بأمنها القومي أو أراضيها , واعتبرت المثلث مصريا , وشنت غارات جوية عديدة علي الحدود مع السودان لبسط نفوذها , فأرسلت السودان في يوليو 1994 مذكرة للأمم المتحدة ومجلس الأمن ومنظمة الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية، تشتكي الحكومة المصرية بتسعة وثلاثون غارة شنتها القوات المصرية في الحدود السودانية ، منذ تقديم الحكومة السودانية بمذكرة سابقة في مايو 1993.
الجيش المصري يفرض سيطرته الكاملة علي حلايب وشلاتين

بعد محاولة فاشلة لاغتيال الرئيس المعزول شعبيا مبارك في أديس بابا اتهمت الحكومة المصرية نظيرتها السودانية بالتخطيط لعملية الاغتيال , وأصدرت الإدارة المصرية أوامر عسكرية بمحاصرة وطرد القوات السودانية من حلايب وفرض إدارتها على المنطقة , وسعت السلطات المصرية إلي إغلاق مركز التجارة السودانية في شلاتين , وفي عام 2000 وتخوفا من مناوشات عسكرية بين البلدين قامت السودان بسحب قواتها من حلايب وأعلنت القوات المصرية فرض كامل سيطرتها علي المنطقة منذ ذلك الحين , إلا أن الجانب السوداني عاود التمسك بالمنطقة عام 2004 وأنكر عدم سحب قواته رغم عدم تواجدها ! , مؤكدا أنه لم يسلم المثلث للمصريين , وعاود إرسال مذكرة إلي سكرتير الأمم المتحدة تفيد ذلك .
قام مؤتمر البجا في ولاية البحر الأحمر في السودان بتوقيع مذكرة لاسترجاع إدارة المنطقة للسودان ، حيث أوردوا أن قبائل البجا التي هي أصول وسكان هذه المنطقة يعتبرون مواطنون سودانيون  , و في عام 2010 اعتمدت السودان حلايب كدائرة انتخابية سودانية تابعة لولاية البحر الأحمر وأقرت المفوضية القومية للانتخابات السودانية حق التصويت في الانتخابات السودانية لأهالي حلايب باعتبارهم مواطنون سودانيون إلا أن الانتخابات لم تقم هناك , وسجل العديد من المواطنين السودانيين انتقادهم لأداء حكومتهم بسبب تقاعسهم عن تنفيذ القرار .
تطور الصراع حينما قام الرئيس السوداني بالتأكيد على سودانية حلايب  , و أرسل مساعده موسى محمد أحمد بزيارة للمنطقة تأكيد على سيادة السودان للمنطقة  , وأورد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط علي تصريحات الرئيس السوداني بقوله إن الحدود الجنوبية لمصر معروفة وهي دائرة عرض 22 , في إشارة واضحة إلي مصرية المنطقة , و قامت القوات المصرية في عام 2010 باعتقال السيد الطاهر محمد هساي رئيس مجلس حلايب المنتمى لقبيلة البشاريين لمناهضته للوجود المصري في حلايب , والتحول الضاغط للقبيلة علي الحكومة السودانية لاستعادتها ومحاولات تدويل القضية لإعلان ملكية السودان علي الأرض .
أقيمت الانتخابات البرلمانية المصرية لعام 2011 في نوفمبر وشملت مثلث حلايب ونقلت صناديق الانتخاب إلى الغردقة بطائرة مروحية عسكرية مصرية لفرز الأصوات هناك , و زار الرئيس المصري المعزول شعبيا ” محمد مرسي ” السودان في إبريل 2013 وجددت هذه الزيارة الجدل حول مثلث حلايب حيث أفاد مساعد الرئيس السوداني “موسى محمد أحمد” أن الرئيس محمد مرسي وعد الرئيس السوداني عمر البشير بإعادة مثلث حلايب إلى وضع ما قبل 1995 ، فيما نفى المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية في القاهرة ” السفير إيهاب فهمي ” ذلك ووصف تلك الأنباء بأنها “إشاعة لا ترتكز على معلومات سليمة , بعدها زار رئيس أركان القوات المسلحة المصرية الفريق صدقى صبحى السودان في أواخر شهر أبريل 2013 وأوصل رسالة بلهجة حاسمة للمسئولين السودانيين تؤكد أن حلايب وشلاتين أرض مصرية خالصة ، ولا تفريط فيها , وفي مايو 2014 أفادت تقارير صحفية سودانية رسمية إن قوة من مشاة البحرية السودانية قد قامت باستبدال القوة المرابطة في حلايب وفقاً لنظام القوات المسلحة السودانية وأن الفرقة 101 مشاة البحرية قد احتفلت في بور سودان بعودة القوة التي كانت مرابطة في حلايب بعد أن تسلمت القوة البديلة مواقعها هناك, ووفقا لمصادر مصرية بأن القوة السودانية موجودة في حلايب منذ عام 1958 وإن استبدالها بقوة أخرى قد تم بموافقة مصر ووفقا لاتفاقية وقعت بين البلدين في عام 1995 م , في حين ذكرت مصادر مصرية أخرى أن وجود القوة السودانية في حلايب رمزي وأن حجمها – وهو مشاة – محدود، وكذلك معداتها , وفي نهايات عام 2014م تجددت التصريحات السودانية بأحقيتها في حلايب وشلاتين وهذا جاء بعد فشل المباحثات في سد النهضة و أيضا عدم تنفيذ مصر لذلك الوقت لتنفيذ الحريات الأربع كاملة ، وهناك اتجاه من الجانب السوداني إلي اللجوء للتحكيم الدولي أو القيام بعمل استفتاء للسكان حول رأيهم علي الانضمام لأي من البلدين ولكن ترفض مصر هذا الحل نظرا لاقتناعها بأحقيتها وتاريخ الاتفاقيات التي تعطي لها المنطق, وفي عام 2015م أعلنت حكومة السودان تقديم شكوى في مجلس الأمن ضد مصر نتيجة لإجراء الانتخابات البرلمانية وإدراج منطقة حلايب  كدائرة انتخابية ، و في عهد الرئيس السيسي أبدت مصر دعمها اللجوء للحل التفاوضي و إعلاء شأن الدبلوماسية , حيث يتم فيها الحديث و محاولة الوصول لحل ولكن قد تأزمت الأزمة نتيجة إعلان مصر  تنازلها للسعودية عن جزيرتي تيران و صنافير و موافقتها إعادة ترسيم الحدود البحرية التي تم عقدها في الحكم العثماني , مما أشعل الأزمة مرة أخري و أدي إلي مطالبة السودان بحقها لحلايب وشلاتين نتيجة لاتفاقية 1902م و أن علي مصر أما إعادتها مثل جزيرتي تيران و صنافير و أما القبول باللجوء للتحكيم الدولي , و بذلك تعتبر مصر قد فتحت الباب علي نفسها لازمة لم تكن في حساباتها , مما دفع الجهات المصرية إلي فتح الحوار مع الجهات السودانية من أجل مفاوضات هذه المرة للوصول إلي حل ليرضي جميع الأطراف .
في 7 أبريل 2017 أعلن مطار القاهرة إن السودان فرض اعتبارا من اليوم تأشيرات دخول على المصريين الرجال من سن 18 إلى 50 عاما ، وأشار متحدث سوداني إلى أن الإجراء الجديد هو معاملة بالمثل ، وفقا لوكالة “سبوتنيك” الروسية , وقالت مصادر مطار القاهرة إن مكاتب شركات النقل الجوي العاملة في المطار تلقت تعليمات من مطار الخرطوم بالإجراء، مع تحذير من أن غير حاملي التأشيرة من الفئات العمرية المذكورة سيرحلون , جاء هذا الإجراء السوداني بعد إطلاق شائعة مطالبة مصر بتمديد العقوبات على السودان لمدة عام جديد، مما عاود لعب دور كبير في اشتعال فتيل الأزمة بين البلدين، وهو القرار الذي اعتمده مجلس الأمن في 8 فبراير الماضي , والذي أعلنت مصر رسميا تكذيبها له وعدم تصويتها ضد السودان , وتمسكها بموقفها الداعم للسودان مع رفع العقوبات عنه .
وفي 13أبريل خرج وزير الدفاع السوداني الفريق أول عوض ابن عوف بتصريحات أثارت استياء السلطات المصرية والشارع المصري ، حيث قال ” إن الجيش السوداني يتعرض لاستفزازات ومضايقات من قبل الجيش المصري في منطقة حلايب المتنازع عليها بين البلدين، لافتًا إلى أنهم يمارسون ضبط النفس  وينتظرون حل المشكلة سياسيًا بين الرئيسين السوداني عمر البشير والمصري عبد الفتاح السيسي” , وبعد يوم واحد من هذا التصريح نقل التليفزيون المصري خطبة الجمعة من منطقة “حلايب وشلاتين” للتأكيد على مصريتها طبقًا لتصريحات وزارة الأوقاف ، ودارت الخطبة حول موضوع “خطورة التكفير والفتوى دون علم وضرورة الاصطفاف في مواجهة الإرهاب”.
مصر تتمسك بمثلث حلايب ..  وتدعو للحوار
و تستند مصر إلي اتفاقية 1899م التي حددت خط عرض 22 كحد فاصل لحدود مصر الجنوبية ، وترد علي عدم وجود رد فعل من فعل منذ 1902م ل 1958م اعتبارا أنها دولة غير مكتملة الاستقلال ولا تتمتع بسيادة كاملة إقليميا لذلك لم تتحدث إلا عندما استقلت السودان و أصبحت دولة لها سيادة كاملة علي أرضها ، و أيضا تعتبر مصر اتفاقية 1902م هي تدل علي إعطاء السودان الحدود الإدارية لحلايب و شلاتين و أنها تقوم بالسيادة الإدارية وليس السيادة السياسية ، أيضا إدراج حلايب و شلاتين في الدوائر الجغرافية لانتخابات 1958م يعطي لمصر دليلا علي اعترافها أولا بأحقيتها في المنطقة ، وتستند مصر برفض القبائل في حلايب وشلاتين إدراجها في الكشوف الانتخابية للمفوضية السودانية و أنهم تمسكوا بأنهم ينتموا لمصر لذلك لم يتم إدراجهم في الكشوف السكانية لدولة السودان  ، كما تري مصر أن السودان يستخدم قضية حلايب و شلاتين في وقت الأزمات فقط أو في الوقت التي يكون لها غرضا للضغط علي مصر ولكن في أوقات غير الأزمات لم يفتح موضوع حلايب وشلاتين.
استفزازات سودانية وغضب مصري
وجاءت تصريحات  وزير الإعلام والمتحدث باسم الحكومة السودانية أحمد بلال عثمان لتصب الزيت الساخن على النار أكثر بين البلدين حيث قال في تصريح له نهاية شهر مارس 2017 , وبعد زيارة ” موزة ” للسودان : “إن السودانيين حكموا مصر، معتبرًا أن فرعون موسى كان أحد الفراعنة السودانيين الذين حكموا مصر”.
وقال عثمان: “إن مصر بها نهر واحد، بينما السودان بها عدة أنهار، هذا دليل واحد من عدة أدلة علمية وأثرية سنقدمها في القريب العاجل، حيث يعمل عدد من أساتذة التاريخ السودانيين الآن على تنقيح الكتب التاريخية من الأخطاء التي وردت فيها، لتثبت أن الأهرامات السودانية أقدم من المصرية” , وبرغم تجاهل الدولة المصرية الرد الرسمي علي هذه التصريحات المستفزة إلا أنها قد تسببت في إثارة غضب الإعلام المصري ، وقام بعض الإعلاميين المصريين بشن هجوم ساخر على التصريحات السودانية والتي كان أبرزها سخرية الإعلامي المصري محمد الغيطي في برنامجه “صح النوم” من تصريحات الإعلام السوداني الذي وصف الأهرام السودانية أعرق من نظيرتها المصرية قائلًا: السودان كان جزءا من مصر، و سخر من شكل الأهرام السودانية واصفا إياها بأنها “جبنة مثلثات”.
حلايب و شلاتين .. رؤي وحلول

ويقول الدكتور مصطفي عثمان إسماعيل وزير الخارجية السوداني الأسبق أن ” نزاع حلايب وشلاتين لا يجب تصعيده السياسي والقانوني، ولكن يجب حله في إطار العلاقات الودية بين مصر والسودان , موضحاً أنه قدّم ورقة مقترحات للرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك مؤكداً له فيها على عدم احتياج السودان لحلايب وإنما مصر هي التي بحاجة إليها ، والسودان لن ترفض هذا الطلب ولكن دون استعراض للقوة من الجانب المصري في سحب حلايب وشلاتين من السودان , ورد مبارك بطلب ورقة تكاملية لمقترحات د. إسماعيل ، وقد كان فيها إلغاء الحدود بين البلدين في منطقة مثلث حلايب وشلاتين ، جعلها محل استثمار للطرفين ، آليات تحقيق الحريات الأربعة (التنقل – الإقامة – التملك – العمل ) ، وعند توقيع الاتفاقية تحفّظ الموقف المصري وأكد عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات المصرية السابق أن مشكلة دارفور في أوجّها، ويجب علاج دارفور وبدأنا تنفيذه من طرف واحد، ولأول مرة هناك عشرات من الاستثمارات المصرية في السودان وهناك طرق برية عُبِّدت بين مصر والسودان ، ومصر لم توقِّعها و هذا جعل السودان لا يلتزم بتطبيق مسألة الحريات الأربعة” .
فيما اقترح عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية المصري  الأسبق لحل الأزمة بين البلدين عمل لجنة أهلية غير حكومية تضم كل المثقفين وكبار العلماء والنخب السياسية لكل من مصر والسودان ووضع ميثاق مبادئ يحكم العلاقة بين البلدين ويسعي لحل جميع أزماتها , في الوقت الذي تهدد فيه السلطات السودانية بتدويل القضية حتي أثناء زيارة سامح شكري وزير الخارجية المصري لها , بينما يري الدكتور سعيد اللاوندي أستاذ العلاقات الدولية ،  أن تفاهم السودان مع مصر بشأن حلايب وشلاتين أفضل كثير من التدويل والتحكيم الدولي خاصة وأن هناك دول تسعى للتدخل واستغلال الأزمات في الدول العربية ، متابعًا: ” البشير شخصية عسكرية ويجب أن يكون على علم أن مصر لن تستطع أن تترك شبرًا وحدًا من أرضها , لابد أن توافق السودان على الحوار، وتعطي مصر أهمية للسودان بتفعيل الاتفاقيات التي وقعت للسودان ، وعلى السودان أيضًا ألا تنجذب لدول أفريقيا مثل أثيوبيا لحين عقد لقاءات مشتركة بين الرئيسين وحل الأزمة ” , كما يري مختصون أنه لا بد من عقد قمة طارئة بين الرئيس عبد الفتاح السيسى والرئيس السوداني عمر البشير لحل تلك الأزمة ، خاصة وأن اللقاء الأخير الذي عقد بين الزعيمان في الأردن لم يتطرق إلى أزمة حلايب وشلاتين.
خلاصة القول أن حجم المصالح المشتركة اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وسياسيا بين مصر والسودان أكبر بمراحل من مجرد الصراع الدائر حول تبعية حلايب وشلاتين , وإذا كانت العلاقة التاريخية بين البلدين تشهد تصاعدا وهبوطا منذ الأزل , فان هذا لا يعني أن تقف الجهود الشعبية والسياسية بين البلدين لحل الأزمة أو تجاوزها تقديرا لظروف المرحلة الصعبة التي يتعرض لها الوطن العربي والمنطقة , خاصة في ظل أزمات أخري متلاحقة تضرب مصالح الدولتين معا كأزمة سد النهضة و تطرف الجماعات الإرهابية التي تسعي لانجاز ملف التفرقة والتقسيم المخطط صهيوأمريكيا بإرادة أنظمة عربية وقوي إقليمية تهدف لضرب وحدة البلدين .


وهكذا المادة حـلايب و شـلاتيـن .. خنجر الصراع المصري السوداني عبد العزيز الفضالي

هذا هو كل المقالات حـلايب و شـلاتيـن .. خنجر الصراع المصري السوداني عبد العزيز الفضالي هذه المرة، ونأمل أن توفر فوائد لكم جميعا. حسنا، أراك في وظيفة أخرى المقال.

كنت تقرأ الآن المقال حـلايب و شـلاتيـن .. خنجر الصراع المصري السوداني عبد العزيز الفضالي عنوان الرابط https://notscrets.blogspot.com/2017/09/blog-post_978.html

Subscribe to receive free email updates:

0 Response to "حـلايب و شـلاتيـن .. خنجر الصراع المصري السوداني عبد العزيز الفضالي"

إرسال تعليق