نشرة الإقتصاد السياسي عدد 392- 02 أيلول 2017 - إعداد: الطاهر المعز

نشرة الإقتصاد السياسي عدد 392- 02 أيلول 2017 - إعداد: الطاهر المعز - مرحبا أصدقاء ليس سرا مرة أخرى, في هذه المادة تقرأ هذه المرة مع العنوان نشرة الإقتصاد السياسي عدد 392- 02 أيلول 2017 - إعداد: الطاهر المعز, لقد أعددنا هذا المقال لك القراءة واسترجاع المعلومات فيه. نأمل أن محتويات الإعلانات المادة آخر الأخبار، نصائح صحية، والصحة، والرياضة, ونحن نكتب لكم يمكن أن نفهم. حسنا، قراءة سعيدة.

عنوان: نشرة الإقتصاد السياسي عدد 392- 02 أيلول 2017 - إعداد: الطاهر المعز
حلقة الوصل : نشرة الإقتصاد السياسي عدد 392- 02 أيلول 2017 - إعداد: الطاهر المعز

اقرأ أيضا


نشرة الإقتصاد السياسي عدد 392- 02 أيلول 2017 - إعداد: الطاهر المعز

الذكرى المائوية لثورة اكتوبر الإشتراكية 1917 – 2017

تتناول نشرة الإقتصاد السياسي من حين لآخر، طيلة سنة 2017 بعض جوانب ثورة اكتوبر الإشتراكية، أو بعض جوانب النقاشات والأطروحات المتعلقة بالإشتراكية أو بالوضع الحالي، وذلك بمناسبة الذكرى المائوية لهذه الثورة

الحرب كأداة هيمنة امبريالية وأداة إعادة ترتيب عملية التراكم والربح
تعتمد الرؤية الجيوسياسية للإمبريالية الأمريكية على شيطنة المنافسين أو الخصوم باستخدام أفكار وتحليلات سطحية موجهة للجمهور، إلى جانب تحليلات أكثر جِدّية وقراءة اقتصادية وسياسية تتوجه إلى "النّخبة وصانعي القرار" تتناول أسباب الصراعات الدولية وصعود الصين الخ، لكن هذه التحليلات لا تتناول صراع الولايات المتحدة مع الصين وروسيا في سياق تاريخ الرأسمالية وعملية تراكم رأس المال وإعادة إنتاج النظام الرّأسمالي لنفسه... على النّقيض من هذه الرّؤية "السّطحية" تبقى كتابات "لينين" حول الإمبريالية من أهم ما كُتِبَ حول علاقة الرأسمالية في مرحلتها الإمبريالية بالعنف وبالحرب (بقصد الهيمنة وإقصاء المنافسين) ودور الأخيرة في عدم استقرار النظام الرأسمالي وزعزعة عملية التراكم الرأسمالي...

سبقت الثورة البلشفية سجالات ونقاشات هامة ساهمت في بلورة سردية جديدة وأيديولوجيا بديلة لعالم جديد يتشكل، بدأ ماركس وإنغلس هذا السجال، وتواصل مع "كارل كاوتسكي" و"روزا لكسمبورغ" اللذين اختلف معهما لينين في نقاط عدّة منها أن "كارل كاوتسكي" (مُنَظِّر الإشتراكية في ألمانيا) كان يفترض أن "الإمبريالية العليا" يمكن أن تحلّ الصراعات داخل صفوف الإمبريالية باقتسام الغنائم (وهو ما يُسَمِّيه "التّشارك") واقتسام العالم بالتراضي، في حين يرى "لينين" -في تطوير مُهِم لنظرية القيمة أو "قانون القيمة" التي اكتشفها "كارل ماركس"- ان جوهر رأس المال يقوم على المنافسة وتضارب المصالح والصراع من أجل الهيمنة ولا يقبل مبدأ  المشاركة والتقاسم، لأن طبيعة رأس المال تقوم على رفع وتيرة الأرباح على حساب المنافسين، إن التركيبة البُنْيوية لرأس المال تقوم على التنافس والصراع العنيف من جهة وعلى الإستغلال المُكَثّف للطبقة العاملة، وتستهدف الحروب بنظر لينين- إعادة جدولة قانون القيمة أو إعادة جدولة العلاقة مع القيمة، وهو ما يحصل حاليا في العلاقة بين البلدان المُصدّرة للمواد الخام والبلدان المُصدّرة للمواد المُصنّعة (انطلاقا من نفس هذه المواد الخام)... كما اختلف "لينين" مع "روزا لكسمبورغ" (زعيمة اشتراكية ألمانية) حيث اعتبر أنها رؤيتها تعتمد "النظرة الاقتصادية البحتة... التي لا ترى سوى أهمية الأسواق والأرباح وتدفق رأس المال والفائض بالنسبة إلى الإمبريالية..." في المقابل يعتبر "لينين" ان الرأسمالية في مرحلتها الإمبريالية يمكن أن تُضَحِّيَ بالربح أحيانًا من أجل إعادة ترتيب العلاقات الرأسمالية على مستوى عالمي وإعادة إنتاج العلاقات الرأسمالية، وتأكيد هيمنة حكم رأس المال للعالم، ما يُفَسِّرُ قدرة رأس المال على إعادة إنتاج العلاقات الرأسمالية باستمرار رغم الهزّات العنيفة والأزمات...
إذا ما طَبّقنا هذه النّظرية على الوضع العربي الحالي (ووضع بلدان ما سُمِّي "الجنوب")، نلاحظ إن الإمبريالية (الأمريكية بشكل خاص) تتمادى حتى بعد انهيار الإتحاد السوفييتي وتحول الصين إلى الرأسمالية بخطى سريعة، في توسيع الحلف الأطلسي وفرض العسكرة والحروب على العلاقات الدّولية، بهدف "إعادة جدولة قانون القيمة" عبر فرض ميزان قوى مُسْتَمِر على البلدان المنتجة والمُصَدِّرة للمواد الخام (النفط والغاز والفوسفات في الحالة العربية) عبر خفض القيمة الحقيقية للسلع والعمل (عمل العامل والمُزارع والحِرَفي) في بلدان "الجنوب" لتحصل عليها الشركات متعددة الجنسية بأَبْخسِ ثمن، قبل إعادة تصديرها مُصنّعَة بعشرات أضعاف قيمتها الحقيقية لتزداد الدول الرأسمالية غنى ولتزداد البلدان الفقيرة فقرًا رغم ثراء أراضيها بالمواد الخام، وتتمكن الإمبريالية من إخماد محاولات التمرد في "الشمال" مقابل بعض الفتات، وقصف بلدان الجنوب بالطائرات الحربية في حال اعتزامها السيطرة على ثرواتها، ويصبح تحديد القيمة (قيمة العمل أو السّلع) بالقوة من وظائف الحرب في ظل هيمنة الرأسمالية في مرحلتها الإمبريالية، وهي ليست نزعة عابرة أو ظرفية وإنما هي النزعة التاريخية للرأسمالية، لذلك فإن دعوة رئيس الصين (في اجتماع قمة العشرين في مدينة هامبورغ الألمانية) للمحاصصة واقتسام العالم، كانت دعوة ضد التّيّار وقابلتها الصحف الأمريكية (الناطقة باسم الإمبريالية في حقبة العولمة) ببعض التّهكم والتّهجّم، لأن الصين أصبحت منافسا جِدِّيًّا ومُهَدِّدًا للهيمنة الأمريكية في العالم...
كان حجم اقتصاد الصين سنة 1981 يعادل 10% من حجم الإقتصاد الأمريكي، وفي سنة 2014 تجاوز الناتج المحلي الصيني نظيره الأمريكي لتحتل الصين الموقع الأول عالميا وبلغ ناتجها المحلي 21 تريليون دولارا سنة 2016 (بقياس تعادل ما يُسمى "القوة الشرائية") مقابل 18,5 تريليون دولارا للإقتصاد الأمريكي، وفق البنك العالمي، وكان حجم الصادرات الصينية سنة 1980 يُعادل 8% من حجم الصادرات الأميركية، وارتفع سنة 2015 إلى 151% كما ارتفع حجم الإحتياطي الصيني بصورة سريعة جدا وكذلك عدد الأكاديميين والباحثين في مجالات العلوم والرياضيات والمختبرات وغيرها من مؤشرات "التطور" التي تعتمدها الأمم المتحدة ومختلف مؤسسات "بريتن وودز"...
أوردنا هذه البيانات والمقارنات لأن الإمبريالية الأمريكية تبني استراتيجياتها على احتواء ومجابهة الصين، ويحتل الوطن العربي مكانة هامة في هذه الإستراتيجية، وهو حاليا ساحة حرب وحقل تجارب إمبريالية (أمريكية وأوروبية) ونشرت الولايات المتحدة عددًا مهولاً من القواعد العسكرية في الخليج، كإجراء "وقائي" لمنع الصين (إذا لَزِم الأمر) من الوصول إلى مصادر الطاقة ومن استخدام المسالك التجارية البحرية، ويُسَدِّدُ الشعب الفلسطيني يوميًّا ثمنًا باهضا لهيمنة الإمبريالية الأمريكية، عبر الكيان الصهيوني والأنظمة العربية (زادتها سلطة الحكم الذاتي الإدتاري في رام الله)، كما سدد ويسدد الشعب العراقي والسوري والليبي واليمني ثمنًا مُرْتَفِعًا لتطبيق قانون الهيمنة وإعادة ترتيب البيت الرأسمالي الإمبريالي في العالم...
أما بخصوص تطور الرأسمالية في الصين، التي كانت تُعْلِنُ قياداتها تبنّى تراث ثورة اكتوبر والإشتراكية، فإن نسبة نمو الإقتصاد كانت تعادل 6% سنويا بين 1952 و 1977، واستخدمتها الدولة لتخفيض نسبة الفقر ونشر التعليم والرعاية الصحية، وارتفعت إلى ما بين 8% و10% منذ 1980 لكن ترافقت هذه المرحلة الثانية مع تكثيف الإستغلال الطبقي ونزوح صغار المزارعين وأهل الريف نحو أحياء الصفيح حول المدن الكبرى وتدمير البيئة والبنية الإجتماعية والتكافل والتضامن، لذا فإن نسبة النمو ليست قيمة في حد ذاتها وإنما هناك بين الرأسمالية والتوزيع غير العادل للثروات (ثمرة إنتاج العمال والمزارعين والكادحين) وارتفاع نسبة الفقر...
إن تطور الصين (وكذلك اليابان وكوريا الجنوبية) نموذج سلبي ولا يمكن الإقتداء به، لأن لكل بلد ظروفه ومحيطه ومن ناحية أخرى فإنه هذا التطور جاء على حساب الكادحين، وبدأ يتوسع نحو افريقيا وآسيا وبدأت الصين خلال السنوات الأخيرة تُنْشئ قواعد عسكرية في الخارج، وغير ذلك من الظّواهر التي تجعلها بعيدة جدًّا عن الإشتراكية وأهدافها وعن ثورة اكتوبر...  
إن الصراع بين الولايات المتحدة والصين ليس صراعًا بين قوة مهيمنة وقوة تحررية بل هو صراع من أجل الهيمنة على العالم، وإن اختلف أسلوب وطريقة الهيمنة وتمويلها من أجل السيطرة على ثروات البلدان الفقيرة وزيادة فائض القيمة داخليا وخارجيا...
أعددت هذه الورقة اعتمادًا على ما نشره في فترات مختلفة في صحيفة "الأخبار" اللبنانية كل من "عامر محسن" و"سيف دعنا" وعروض لكتابات "علي القادري"، مع الإستعانة بكتابات "لينين" (الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية) وثلاثية المؤرخ البريطاني "إرِيك هوبزباوم"، وغيرها من المُطالعات...

عيد الإضحى، "أضرار جانبية": ترتفع أسعار الخرفان عند اقتراب موعد عيد الإضحى من كل سنة، بشكل لا يتناسب مع دخل المواطنين وقُدر متوسّط أسعار الأضاحي خلال منتصف شهر آب/أغسطس 2017 في تونس وسوريا ب180 دولارا وفي الجزائر ب200 دولار وفي فلسطين ب250 دولار وفي الأردن ب270 دولار وفي لبنان ومصر وقطر ب300 دولار (ويختلف الدخل الفردي كثيرًا بين هذه البلدان الثلاثة) وفي المغرب ب350 دولارا، وهو سعر مُشِط مقارنة بالأجر وفي سلطنة عُمان ب365 دولارا وفي الكويت ب450 دولارا...

تقنية، اتصالاتارتفع عدد مستخدمي وسائل التواصل المَوصوف ب"الإجتماعي" إلى أكثر من ثلاثة مليارات مُسْتخدم يوميا، بمعدل مليون مستخدم جديد يوميًا خلال الربع الثاني من سنة 2017، ويتوقع نمو استخدام الشبكة الإلكترونية ووسائل التواصل "الإجتماعي" خلال السنوات القادمة، لأن هذه الوسائل أصبحت "هواية" مفضلة لجميع مستخدمي الشبكة في العالم، ولا تزال منصة "فيس بوك" تُسَجِّلُ جزءًا كبيرًا من نمو وسائل التواصل "الاجتماعي"، وتوقعت دراسة حديثة توصف ب"الجِدِّيّة" ارتفاع الإنفاق العالمي من 1,37 تريليون دولار سنة 2016 إلى 1,4 تريليون دولار على مختلف خدمات الاتصالات حول العالم خلال العام الحالي 2017 (الهاتف الأرضي والخلوي والإنترنت)، وتعتبر خدمات الاتصالات المتنقلة والانترنت المتنقل عريض النطاق اكثر خدمات الاتصالات شيوعًا حول العالم، مع انتشار شبكات الجيل الثالث والرابع التي تدعم استخدام الهواتف الموصوفة ب"الذكية" في الانترنت والتطبيقات، على حساب المكالمات الصوتية التي انخفضت حِصّتُها، وفي خبر مُتّصل نشرت شركة "غارثنر" دراسة تشير إلى ارتفاع الإنفاق على تقنية المعلومات حول العالم بنسبة 3,1 % من 894 مليار دولارا سنة 2016 إلى حوالي 922 مليار دولار سنة 2017، وارتفاع الإنفاق على أجهزة التكنولوجيا والإتصالات بنسبة 3,8% من 630 مليار دولارا سنة 2016 إلى حوالي 654 مليار دولار سنة 2017 وارتفاع الإنفاق على خدمات البرمجيات بنسبة 7,6% من 326 مليار دولار سنة 2016 إلى حوالي 351  مليار سنة 2017... في البلدان العربية تتوقع شركة مختصّة في برمجيات الأعمال أن يبلغ الإنفاق على إنترنت الأشياء ثمانية مليارات دولار سنة 2017، لاستخدامها في قطاعات التّصْنِيع والنقل (1,3 مليار دولار لكل منهما) وقطاع خدمات الكهرباء والمياه بإنفاق يصل إلى 918 مليون دولار... لا تُصَنّع البلدان العربية التجهيزات أو البرامج الإلكترونية، ولكنها تنفق أمولا طائلة بحكم تبعيتها في كافة المجالات لشركات ودول ومصالح اجنبية، تتعامل بوسائل الإتصال الحديثة وتفرض على العُملاء (بمفهوم العمالة السياسية والتبعية وليس بمفهوم الزّبونية) استخدام نفس الوسائل، بينما تعاني كافة البلدان العربية من انعدام الأمن الغذائي ومن عجز الميزان التجاري ومن ارتفاع نِسَبِ الفقر والبطالة والأمية... عن مؤسسة "غارتنر" للبحوث والدراسات- رويترز 12/08/17

في جبهة الأعداء: قررت حكومة جنوب إفريقيا مقاطعة "القمة الافريقية - الاسرائيلية للتكنولوجيا المتطورة والاتصالات والزراعة والأمن"، المزمع عقدها في لومي عاصمة جمهورية "توغو" في الاسبوع الاخير من تشرين الاول/اكتوبر 2017 والتي تشارك فيها حوالى 150 شركة صهيونية من فلسطين المحتلة، الى جانب مشاركة رئيس وزراء كيان الإحتلال، وكان حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم منذ 1994 قد أصدر في شهر تموز/يوليو 2017 "وثيقة نقاش" تدعو إلى مبادرات لعرقلة الخطوات التي يقوم بها الكيان الصهيوني للهيمنة على افريقيا، ويُعَدّ مؤتمر تشرين الأول في "لومي" إحدى هذه الخطوات الصهيونية وهو الثاني من نوعه خلال أقل من سنة واحدة، وورَد في وثيقة المؤتمر الوطني الإفريقي "إن جمهورية جنوب افريقيا تُؤَكِّدُ موقفها الرسمي من (إسرائيل) وتُجَدِّدُ تضامنها مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ونضاله من أجل تحقيق الاستقلال"

الجزائر، من تأثيرات انخفاض أسعار النفط: أدى انخفاض أسعار النفط قبل نحو ثلاثة عقود إلى انتفاضة اكتوبر 1988 والتي أفضت بدورها إلى حرب أهلية مُدَمِّرَة راح ضحيتها حوالي 200 ألف مواطن ومواطنة، وبعد ارتفاع أسعار النفط، لم يتغير نمط تسيير الإقتصاد الذي بقي ريعيًّا يعتمد على إيرادات الدولة من أسعار النفط، وتوزيع جزء يسير منها في شراء الذّمم وإسكات الأصوات المُحْتَجّة ضد البطالة وشح السكن وغيرها، وعرفت البلاد تذبذبًا في سياستها منذ انخفاض أسعار النفط في منتصف حزيران 2014، وفي محاولةٍ للإلْتِفَاف على الغضب من برنامج "الإصلاح الإقتصادي" المتمثل في خفض الدعم لأسعار المواد الأساسية (الغذاء والطاقة...) وخفض الواردات وخفض قيمة الدينار، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار في ظل خفض الإنفاق الحكومي ورفع الضرائب، وكان النظام الجزائري قد أسس حزبا ثانيا مواليًا له (التجمع الوطني الديمقراطي) إلى جانب الحزب التاريخي الذي يَرْأَسُهُ رئيس الجمهورية "عبد العزيز بوتفليقة" (جبهة التحرير الوطني) وفاز الأخير بأغلبية المقاعد في الإنتخابات التشريعية (04 أيار 2017)، وعيّن الرئيس على إثرها "عبد المجيد تبون" رئيسًا للوزراء (24/05/2017)، واستخدمه لإعلان إجراءات التقشف وخفض الواردات، وأقالَهُ بعد ثلاثة أشهر، لِيُعَيِّن مكانه مستشاره المُقرّب، ورئيس ديوانِهِ "أحمد أُويحي" من الحزب الثاني للنظام "التجمع الوطني الديموقراطي" ثاني اكبر حزب وحليف "جبهة التحرير الوطني"، ويبدو أن "تبون" حاول المساس بمصالح بعض رجال الأعمال النّافذين في مجال التوريد، والمقربين من الرئيس، ومنهم رجل الأعمال "علي حَدّاد، وسبق أن شغل "أويحي" منصب رئيس الوزراء عدة مرات منذ تسعينيات القرن العشرين، أثناء الحرب الأهلية، أو عَشْرِيّة الإرهاب الإسلامي، وكانت وسائل إعلام محلية قد كتبت عن خلافات رئيس الحكومة المُقَال مع رجال الأعمال المُقَرّبين من بوتفليقة، واختار هذا الخير التضحية برئيس وزرائه وتحميله مسؤولية قرارات غير شعبية، في ظل مرض الرئيس وعدم ظهوره العلني، ما زاد من حدة التنافس السياسي حول انتقال السلطة وخلافة بوتفليقة الذي تنتهي ولايته سنة 2019... أ.ف.ب 16/08/17 كان عبد المجيد تبون" رئيس الوزراء المُقَال وزيرًا للإسكان لأكثر من سبع سنوات في حكومات مختلفة، وكتبت بعض المواقع الجزائرية انه دخل في صراعات مع مراكز القوى القريبة من الرئاسة بسبب ميْلِهِ إلى الفصل بين المال والسياسة، في حين اشتهرت حكومات الجزائر منذ رئاسة "الشاذلي بن جديد" بجمع مصالح رجال السياسة برجال الأعمال الذين يمسكون بخيوط الدولة، وكان رئيس الوزراء قد هدد بعض شركات المقاولات (مطلع تموز/يوليو 2017) التي تأخرت في إنجاز مشاريع البنية التحتية بإنهاء عقودها، وبينها مجموعة شركات يملكها رئيس نقابة أرباب العمل في الجزائر (علي حداد) الصديق المقرب من "سعيد بوتفليقة" شقيق الرئيس وصاحب النفوذ القوي في الدولة، بسبب مرض شقيقه الرّئيس (الصّورِي؟) وسَرّب المُقَرّبون من رئيس الوزراء المُقال ما يفيد أنه اقترب من الخطوط الحمراء المُتَمثِّلَة في المساس بمصالح الدوائر المُقربة من الرئيس، التي أزْعَجَها قرار الحد من استيراد بعض المنتجات، والحملة التي شَنَّها عبد المجيد تَبُّون ضد رجال الأعمال الذين تتعلق بهم تهم فساد وإهدار للمال العام، ولكن الرّئيس عبد العزيز بوتفليقة انحاز عَلَنًا لصف رجال الأعمال (أي البرجوازية الكمبرادورية التي تجمع ثرواتها من تمثيل الشركات الأجنبية  واستيراد السلع الأجنبية)، حيث وجه الرئيس خطابًا شديد اللهجة إلى رئيس الوزراء، دعاه إلى "تغيير سياساته ووقف حملة التحرش بالمتعاملين الاقتصاديين، لأنها رسمت صورة سيئة لدى المراقبين الأجانب عن مناخ الاستثمار في البلاد"، أما رئيس الوزراء "الجديد-القديم" أحمد أويحي فإنه يحظى بثقة صندوق النقد الدولي وطَبَّقَ أوامره عندما كان رئيسا للحكومة في تسعينيات القرن العشرين، وأَقَرّ التقشف خلال فترة الحرب الأهلية... رويترز 18/08/17

تونسارتفعت قيمة الواردات خلال الأشهر السّبعة الأولى بنسبة 18,8% من 23,36 مليار دينار سنة 2016 إلى 27,75 مليار دينار خلال نفس الفترة من السنة الحالية (2017) وفق بيانات المعهد الوطني للإحصاء، بسبب زيادة واردات الطاقة بنسبة 30,8% والمواد الفلاحية والغذائية الأساسية بنسبة 33,3% والمواد الأولية ونصف المصنعة بنسبة 21,6% والمواد الاستهلاكية غير الغذائية بنسبة 20,9% (ما الذي لم تستورده البلاد إذًا؟)، وارتفعت الصادرات بنسبة 15,9% إلى 19,13 مليار دينار مقارنة مع 16,51 مليار دينار، خلال نفس الفترة، ما رفع عجز الميزان التجاري بنسبة 25,8% على أساس سنوي من 6,86 مليار دينار خلال سبعة أشهر من سنة 2016 (من كانون الثاني إلى تموز 2016) إلى 8,63 مليار دينار (3,58 مليار دولار) في الفترة من كانون الثاني إلى تموز 2017 وكان صندوق النقد الدولي قد اشترط "إصلاحات" اقتصادية ستلحق ضررًا أكبر بكثير مما يحصل حاليا، ويتضمن "الإصلاح" المزعوم خصخصة ما تبقى من قطاع عام ومرافق وتجميد الرواتب وتسريح موظفين (من القطاع الحكومي أيضًا) وزيادة الضرائب على الرواتب (وليس على رأس المال أو أرباح المضاربة) وتقليص الإنفاق العام (أي الإنفاق الإجتماعي والصحة والتعليم والنقل العمومي وخفض أو إلغاء دعم المواد الأساسية...)... من جهة أخرى، كانت الصيدلية المركزية (مختبر حكومي للبحث وتصنيع الأدوية) تُغطي حوالي 70% من احتياجات البلاد من الدواء قبل منتصف ثمانينيات القرن العشرين، وبدأت عملية تصفيتها خلال فترة حكم بورقيبة وتواصلت خلال فترة حكم خَلَفِهِ وتلميذه "بن علي" إلى أن أصبحت البلاد تستورد مجمل الأدوية والعقاقير الأساسية، وتَعَلَّلَت الحكومة (إخوان مسلمون ودساترة، أي أتباع بورقيبة وبن علي) بارتفاع استيراد الأدوية لتبرير حملة مُنظّمة من أجل خفض توريد الدواء واللقاحات (في إطار شروط صندوق النقد الدولي، لكن الحكومة لا تُعْلِنها بهذا الشكل) وأعلنت وزيرة الصحة ان النقص الحاصل في بعض العقاقير الأساسية الضرورية (منها أدوية لعض الأمراض المُزمنة) مَرَدُّهُ إلى الإستهلاك المُفْرِط للدواء والتوزيع العشوائي وغير ذلك من التعليلات غير المُقْنِعَة، وادّعت أن الحل يكمن في "مراقبة التهريب وصرف الأدوية خارج إطار الاستشارات الطبية، وإنشاء منظومة معلوماتية لمراقبة سلسلة توزيع الأدوية بين الصيدلية المركزية، والمستشفيات وباقي شبكات توزيع الأدوية..." أي تكليف شركة (أجنبية عادة) بتنفيذ دراسة وكتابة تقرير يتضمّنُ توصيات وتشكيل لجنة تدرس التوصيات وشراء حواسيب وبرامج مراقبة من شركة في دولة "صديقة" (فرنسا عادة، المُسْتعمر المباشر سابقا وغير المباشر حاليا)... وأعلن رئيس هيئة مكافحة الفساد "إن تهريب الأدوية يُكلِّف ميزانية الدولة نحو 4 مليارات دينار أو ما يعادل 132 مليون دولار)... عن المعهد الوطني للإحصاء + رويترز 10/08/17

مصر: بدأ نحو 15 ألف عامل إضرابًا شاملاً عن العمل يوم الإثنين السابع من آب/أغسطس 2017 بشركة مصر للغزل والنسيج بمدينة المحلة الكبرى في دلتا النيل، وهو مستمر حتى تحرير الخبر يوم الخميس 10/08/2017، رغم وعود مسؤولين بتلبية جزء من مطالبهم ودراسة باقي المطالب، ولكن قياديين من نقابة العمال أكدوا استمرار الإضراب الشامل لحين تلبية كافة مطالبهم التي تشمل صرف علاوتين قيمة كل واحدة منهما 10% أسوة بموظفي الحكومة، وزيادة بدل التغذية من نحو 200 جنيه (نحو 11 دولارا) إلى 400 جنيه شهريا، بعد غلاء أسعار المواد الغذائية، وزيادة الحوافز السنوية إلى 12 شهرا من المرتب الأساسي بدلا من ستة أشهر ونصف حاليا، أسوة بشركات أخرى تابعة لقطاع الأعمال تحصل على هذه النسبة، كما يطالب العمال بفتح باب التّعْيِينات الذي أغلقته الشركة منذ خمس سنوات، ما خَفّضَ عدد العاملين ا إلى النصف تقريبا بسبب عدم تعيين عمال جدد مكان الخارجين (المتقاعدين)،  وأعلن الناطق باسم إدارة الشركة "إن الشركة تتبع قطاع الأعمال الذي لم يدرج ضمن الفئات المستفيدة من قانون الخدمة المدنية الذي أقره البرلمان العام الماضي والذي يحدد القواعد التنظيمية للعاملين بأجهزة الحكومة"، وشركة المحلة هي أكبر شركة للغزل والنسيج وإحدى الشركات التابعة للشركة القابضة للغزل والنسيج التي تنضوي تحت لوائها جميع شركات الغزل والنسيج الحكومية في مصر، وتخضع الشركة القابضة لإشراف وزارة قطاع الأعمال، ولعمال شركة المحلّة تاريخ طويل في النضالات العمالية، وكان إضراب سنة 2008 الشرارة الأولى للانتفاضة التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك سنة 2011 بعد ثلاثة عقود في الحكم، وكثيرًا ما كان إضراب عمال المحلة انطلاقة لسلسلة إضرابات في شركات أخرى، ويشكو عمال المصنع شأنهم شأن غالبية المصريين من تردي الأوضاع المعيشية جراء الإجراءات الاقتصادية القاسية التي بدأت الحكومة في تطبيقها منذ العام الماضي تنفيذا لبنود اتفاق للحصول على قرض قيمته 12 مليار دولار من صندوق النقد الدولي، ومن هذه البنود "تحرير" سعر صرف الجنيه، أي خفض قيمته أمام الدولار، وزيادة أسعار الوقود والكهرباء والنقل ومياه الشرب، وارتفاع معدل التضخم الأساسي إلى 32% في حزيران 2017... تواجه الحكومة (جيش ورجال أعمال) كافة أشكال الإحتجاجات بالعُنْف الشديد، ما اضطر العُمّال إلى وقف العمل والإعتصام داخل المصنع، وعدم التظاهر خارجه... تأسست الشركة سنة 1927 وشهدت أول إضراب شامل سنة 1938 وظلت لعقود قلعة للصناعة المصرية إلى أن تدهورت أوضاعها في آخر عقدين ومنيت بخسائر فادحة، بسبب الفساد وسياسة الحكومة التي تميل إلى خصخصة القطاع العام، وانخفض عدد عمال الشركة من نحو أربعين ألف عامل حتى ثمانيات القرن العشرين وانخفض حاليا إلى 15 ألف عامل، وساهمت أرباح الشركة في تطوير مدينة "المحلّة" (الدولار= 17,83 جنيها بين المصارف يوم الإربعاء 09/08/2017) عن رويترز10/08/17... يُعتبر "الإتحاد العام لنقابات عمال مصر" مؤسّسة رسمية تابعة لوزارة القوى العاملة، أو ما يُعَبَّرُ عنه ب"نقابة صَفْراء" (فاسدة ولا تُدافع عن حقوق العُمّال)، ما حَدا بعدد من القطاعات إلى تنظيم صفوفهم في نقابات مُسْتَقِلّة فرضتها بعض القطاعات خلال السنوات الأخيرة من حكم حسني مبارك... بالتوازي مع إضراب عمال غزل المحلة، نظم العاملون بالاتحاد العام لنقابات عمال مصر، وقفة احتجاجية، صباح يوم الأحد 13/08/2017 بالمقر المركزي للإتحاد، للمطالبة "بصرف منحة العيدين الفطر والإضحى والعلاوة الاستثنائية المقررة للعاملين بالدولة والمقدرة بـ10% من الأجر التأميني وتغيير اللجنة الإدارية القائمة على رئاسة الاتحاد برئاسة جبالي المراغي"، وفق ما وَرَد في لائحة المُعْتَصِمين الذين أعلنوا اعتصامًا مفتوحًا، ورَدَّدُوا هتافات تنديد بقرار تأجيل صرف مستحقاتهم المالية، وبالتأخير المُسْتَمِر في صرف رواتبهم، وتحاول اللجنة النقابية للعاملين بالاتحاد توسيع حركة الإحتجاج لتَشْمَلَ -إضافة إلى العاملين بالمبنى الرئيسي للإتحاد في القاهرة- العاملين بالاتحادات المحلية بالمحافظات... عن بوابة "الشّروق" (مصر) 13/08/17... ارتفعت نسبة التضخم السنوي إلى ثاني أعلى معدل وبلغت 34,2% في شهر تموز/يوليو 2017 مقارنة بالشهر نفسه من سنة 2016 ويعد هذا أعلى مستوى للتضخم منذ سنة 1986، عندما بلغ 35,1% والثاني منذ بدء تسجيل بيانات التضخم سنة 1985 وأظهرت بيانات الجهاز الحكومي ارتفاع معدل التضخم الشهري، إلى 3,3% في تموز/يوليو مقابل 0,8% في حزيران/يونيو 2017  ويعود الإرتفاع إلى زيادة أسعار الوقود  بنسب تراوحت بين 42% و55%كما رفعت سعر إسطوانات غاز الطهي بنسبة 100% وأقرت الحكومة هذه الزيادة يوم 29 حزيران/يونيو وأدّت إلى زيادة أسعار المواد الضرورية الأخرى، وهي الزيادة الثانية لأسعار الوقود منذ قرار الحكومة يوم الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر 2016 "تحرير" سعر صرف الجنيه مقابل العملات الأجنبية، أو ما يعرف ب"التعويم" والزيادة الثالثة منذ تولي عبد الفتاح السيسي رئاسة مصر، كما رفعت الحكومة أسعار السلع والخدمات التي تقدمها للمواطنين، من مياه وكهرباء وغاز ومواصلات بنسب كبيرة ومتفاوتة، ويُتوقع زيادة معدل التضخم السنوي إلى 35% أو 36% خلال الربع الأول من العام المالي الجاري (الذي ينتهي في 30 أيلول/سبتمبر 2017)، بعد رفع أسعار الوقود وزيادة ضريبة القيمة المضافة من 13%إلى 14% اعتبارا من أول تموز/يوليو 2017 وأدى خفض قيمة الجنيه إلى ارتفاع سعر الدولار من ثمانية جنيهات إلى 18 جنيها مقابل الدولار...عن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء - رويترز 10/08/17

مصر: قدرت وزارة الصحة عدد ضحايا حادث تصادم قطارين في محافظة الإسكندرية على خط القاهرة - الإسكندرية يوم الجمعة 11 آب/أغسطس بما لا يقل عن 49 قتيلا مع إصابة 123 آخرين، وفق تقديرات أولية، وأعلنت هيئة السكك الحديدية إن الحادث نجم عن "عطل فني وقع بأحد القطارين" أدى إلى توقفه واصطدام القطار الثاني به من الخلف، في تحاول الدولة (ممثلة بوزارة الداخلية) إلصاق التهمة بعُمّال النقل الحديدي، وترويج رواية "قد يكون الحادث ناجما عن خطأ بشري في تحويل مسارات القطارات"، وتشهد سكك الحديد المصرية من حين لآخر حوادث مؤلمة تودي بحياة عشرات الركاب، في حين يحمّل المواطنون السلطات المسؤولية عن تردي القطاع ويتهمونها بعدم الاكتراث بالخسائر البشرية، رغم زيادة أسعار النقل مَرّتين منذ بداية العام الحالي، وسجلت سنة 2015 نحو 1234 حادث قطار، وفق الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء (حكومي)، ويتميز قطاع النقل الحديدي في مصر بتهالك العربات، وعدم تطوير المَمَرَّات التي تنظم عبور المركبات الخاصة على قضبان السكك الحديد أو ما تُسَمّى "المزلقانات" في لغة عمال السكة، وندرة أنظمة الإشارات إلكترونية، وبذلك فإن الامر ليس مجرد إهمال فقط وإنما يتعلق بفساد داخلي يشمل صيانة القطارات ومديونية الشركة وإيراداتها... وأعلنت إحدى نائبات البرلمان "شهدت سكك حديد مصر 44 حادثة قطارات على مدار العقدين الماضيين، واحتلت مصر المرتبة الأولى عالميًا في حوادث القطارات منتهية الصلاحية"، وكشفت إحصائية رسمية ارتفاع عدد عدد حوادث قطارات السكك الحديدية إلى 121236 حادثا بين 2006 و 2016، ومثل خروج القطارات عن القضبان 15% من هذه الحوادث (بسبب قِلّة الصِّيانة)، وتَسبب أحد أخْطر الحوادث في قتل أكثر من 350 شخصا من فقراء الصعيد، حيث اشتعلت النيران في القطار لمسافة 9 كيلومترات، ما اضطر المسافرين للقفز من النوافذ أثناء سير القطار، قبل أن يتوقف بمدينة العياط في محافظة الجيزة... عن "رويترز" 12/08/17 

في جبهة الأعداء: قررت حكومة جنوب إفريقيا مقاطعة "القمة الافريقية - الاسرائيلية للتكنولوجيا المتطورة والاتصالات والزراعة والأمن"، المزمع عقدها في مدينة "لومي" عاصمة جمهورية "توغو" في الاسبوع الاخير من تشرين الاول/اكتوبر 2017 والتي تشارك فيها حوالى 150 شركة صهيونية من فلسطين المحتلة، الى جانب مشاركة رئيس وزراء كيان الإحتلال، وكان حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم منذ 1994 قد أصدر في شهر تموز/يوليو 2017 "وثيقة نقاش" تدعو إلى مبادرات لعرقلة الخطوات التي يقوم بها الكيان الصهيوني للهيمنة على افريقيا، ويُعَدّ مؤتمر تشرين الأول في "لومي" إحدى هذه الخطوات الصهيونية وهو الثاني من نوعه خلال أقل من سنة واحدة، وورَد في وثيقة المؤتمر الوطني الإفريقي "إن جمهورية جنوب افريقيا تُؤَكِّدُ موقفها الرسمي من (إسرائيل) وتُجَدِّدُ تضامنها مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ونضاله من أجل تحقيق الاستقلال"

فلسطين -نعي: نشرت بوابة "الهدف" (المجلّة التي أَسّسها "غسان كنفاني") نعْيًا لعالم الفيزياء والفنان التشكيلي الفلسطيني "فلاديمير تماري" الذي توفّي يوم الإثنين السابع من آب/أغسطس 2017 ، أما سببُ نقل الخبر عن "الهدف" فيعود إلى رسم خَلّد الرّاحل "فلاديمير تماري" وغسان كنفاني معًا فقد صَمّم غسان كنفاني فكرة شعار الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين "حرف الجيم والسهم وخارطة فلسطين" وأنجزه فلاديمير تماري في بيروت سنة 1969 وحَوّرَا مَعًا الرسم حتى اتخذ شكله النّهائي الذي لا يزال خالدًا بعد اغتيال غسان كنفاني (1936  1972) وبعد وفاة "فلاديمير تماري"، وكلاهما من مدينة "يافا"، لكن تماري ولد في القدس سنة 1942 ودرس الفيزياء في الجامعة الأميركية في بيروت، وعاش حياته في طوكيو حتى وفاته وتزوج سيدة يابانية، وتمكّن هناك من تطوير عدد من نظريات الفيزياء ونشر عددا من البحوث العلمية، وعشرات اللوحات الفنية، وهو مبتكر فن وتقنية الصورة ثلاثية الأبعاد، مع الإشارة إلى العلاقات الوثيقة التي ربطها فريق الجبهة الشعبية خلال السنوات الأولى من وجودها، وبالأخص غسان كنفاني، مع المنظمات اليسارية في العالم، ومنها اليسار الياباني (الجيش الأحمر)، ومشاركة عدد من المقاتلين اليابانيين في عمليات مُسلحة باسم الجبهة الشعبية، وخَلّد الشاعر التونسي الراحل "مختار اللغماني" (رحل وعمره 25 سنة) اسم أحد منفذي عملية مطار اللد (بن غوريون لاحقا) "كوزو أوكاموتو"، وأدت العملية إلى قتل حوالي 25 جندي وشرطي في المطار، يوم 31/05/1972... (للمزيد من المعلومات حول هذه العملية: www.palestinapedia.net  في جُزْئَيْن، والشريط الوثائقي:https://www.youtube.com/watch?v=lW2Gzby_w2A )... في نفس اليوم نشر موقع الحزب الشيوعي اللبناني وموقع منظمة التحرير الفلسطينية خبر وفاة المخرج اللبناني التّقدمي "جان شمعون" (من مواليد 1944) الذي التزم مُبَكِّرًا بالقضية الفلسطينية وأخرج عددا هامًّا من الأشرطة الوثائقية ذات القيمة العالية تاريخيا وفَنِّيًّا، وسجّل أشرطة ومسرحيات سياسية ساخرة مع زياد الرحباني... كان الراحل من مؤسسي السينما الوثائقية الفلسطينية مع مصطفى أبو علي وقاسم حَوَل وهاني جواهرية وغيرهم، واهتم بنقل الرواية الفلسطينية والحقائق التاريخية لنَقْلِ صورة الفلسطيني الراغب في العودة إلى وطنه والمؤمن بعدالة قضيته وبحتمية انتصاره على المُحْتل الذي عمل على شطب وإلغاء الذاكرة الفلسطينية، اقتداءً بالإمبريالية الأمريكية (وكندا وأستراليا ونيوزيلاندا...) التي أَلْغَت ذاكرة وتاريخ الشعوب الأصلية، وأنشَأَ مع زوجته المخرجة الفلسطينية "مي المصري" شركة ميديا للتلفزيون والسنما وشركة "نور للإنتاج"، وأخرج أول شريط روائي سنة 2000 ("طيف المدينة")، ولكنه احتص في إخراج أشرطة وثائقية عديدة منها "تل الزعتر" (مجزرة صائفة 1976) و"أنشودة الأحرار" و"رهينة الإنتظار" و"أطفال شاتيلا" و"أرض النّساء"، كما أنجز مع زوجته أعملا مشتركة منها "تحت الأنقاض" و"يوميات بيروت" وبيروت جيل الحرب" و"زهرة القندول" و3أحلام معلقة"...

سوريا: ارتفعت وتيرة التدخّل (العدوان) العسكري الأمريكي المباشر منذ استعادة الدولة مدينة "حلب" ومنذ فشل المشروع الأمريكي في السيطرة على "التنف" (لمنع إعادة فتح الحدود بين سوريا والعراق)، واعترفت بيانات الإمبريالية الأمريكية بتنفيذ ما لا يقل عن ثلاثين عملية ضد المدنيين السوريين وضد أهداف غير عسكرية في مناطق لا يوجد فيها إرهابيو "داعش" أو "النّصرة" خلال أقل من ستة أشهر، مع تدمير البنية التحية، وكل ذلك بذريعة مكافحة الإرهاب، الذي أنشأته أمريكا نفسها ليكون تِعِلَّة لاحتلال البلاد، وقصفت الطائرات الحربية الأمريكية مناطق شرق سوريا منها قتل وجرح جميع المرضى والعاملين في المستشفى المدني في "الرقة" إثر تدميره وتَرْكِه ركامًا غير صالح للإستخدام، كما استخدم الجيش الأمريكي والقوات الخاصة الضغط العسكري اليومي ضد السكان ليغادروا مناطقهم على الحدود بين سوريا والعراق (الشمال الشرقي للبلاد)، بهدف إنشاء مناطق حكم ذاتي كردي كمقدمة لكيان انفصالي وقاعدة أمريكية (توجد حاليا ست قواعد أمريكية في مناطق سيطرة الأكراد)، وتكررت عمليات القصف الجوي في منطقة تمتد من "البوكمال" و"دير الزور" جنوبا الى "الرقة" شمالا،وقصف جسور نهر الفرات وتدمير البنية التحتية واستهداف التجمعات السكنية، ما أثار حفيظة الأمم المتحدة (التي غاب صوتها في سوريا) التي أوردت في إحدى بياناتها القليلة "إن ما يجري في الرقة تدمير وليس تحرير"... من جهة أخرى دعمت القوات الأمريكية المجموعات الإرهابية بهدف عرقلة أو منع تقدم الجيش السّوري انطلاقا من تدمر التي استعادها النظام، في منطقة "السخنة" التي تقع بين الرقة ودير الزور، بهدف استكمال القوات الحكومية سيطرتها على حقول النفط في ريف تدمر، وكذلك بهدف استخدام "السخنة" كنقطة انطلاق لتحرير "دير الزور" المُحاصرة... تعتبر القوات الأمريكية وجميع حلفائها وكذلك القوات التركية قوات احتلال، دخلت سوريا بدون إذن أو مُبَرِّر سوى فرض منطق القُوّة، من أجل تغيير النظام بالقوة، ثم أصبحت هذه القوات تُدَمِّرُ البنية التحتية بشكل يجعل عودة الحياة العادية بعد الحرب أمرًا عسيرًا ومُكَلِّفًا، فتكون السيطرة على سوريا عبر القروض و"إعادة الإعمار"، واختصت بعض مكاتب الإستشارات الأمريكية في نشر تقارير دورية بشأن تكاليف إعادة إعمار سوريا وهي تكاليف ما انفكت ترتفع من شهر إلى آخر، بحُكْم حجم الدّمار، ومعظمه تَدْمِير أمريكي مقصود ومُتعمّد... عن وكالة "بلومبرغ" + موقع صحيفة "إندبندنت" (بتصرف) 10/08/17 

اليمن، إنجازات سعودية: أوردت عدة تقارير لوكالات أنباء ومنظمات إنسانية أخبارً عن تكثيف الغارات الجوية السعودية والإماراتية (بدعم من الطائرات الآلية الأمريكية) على شعب اليمن وارتفاع عددها إلى 5676 غارة في النصف الأول من العام 2017 مقارنة ب3936 غارة طيلة سنة 2016، مما أدى إلى زيادة عدد القتلى بين المدنيين وإجبار عدد أكبر من الأشخاص على الفرار من ديارهم وتدهور الوضع الصحي والغذائي، كما ارتفعت وتيرة الاشتباكات البرّية بنسبة 56% بواسطة المُرتزقة الذين تعاقدت معهم السعودية والإمارات (من جنوب افريقيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية، إضافة إلى باكستان وبنغلادش وغيرها)، وخصوصًا في منطقة "تَعِز" (ثالث أكبر مدينة في البلاد) وصعدة وحجة وصنعاء والجوف ومأرب، وفق تقرير وكالة "بروتكشن كلاستر" ( المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة) التي شجبت مشاركة القوات الأمريكية في الحرب عبر غارات جوية أو غارات بواسطة طائرات بلا طيار، وقدرت الأمم المتحدة عدد القتلى منذ بدء العدوان السعودي المُباشر في آذار/مارس 2015 بأكثر من عشرة آلاف شخص، فيما قدرت إحصاءات نُشرها مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة عدد القتلى من المدنيين حتى نيسان/ابريل 2017 بنحو 8053 شخصا مع إصابة أكثر من 45 ألف شخص آخرين ولكن الأمم المتحدة تُقَدِّرُ أن العدد الحقيقي للضحايا أكبر من ذلك بكثير، بسبب تراجع القدرة على الإبلاغ في المنشآت الصحية وصعوبة حصول الناس على الرعاية الصحية، حيث دمر العدوان معظم المنشئات الصحية، وأحصت الأمم المتحدة أكثر من ألفي قتيل منذ نيسان/ابريل إلى نهاية تموز/يوليو 2017، وقدّر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية عدد المشردين بحوالي مليونَيْ شخص، إضافة إلى نحو 946 ألف شخص عادوا من الخارج (أطْرَدت السعودية والإمارات وقطر معظمهم) ولم يتمكنوا من العودة إلى منازلهم ما جعل من أكثر من 10% من سكان اليمن البالغ عددهم 27 مليون نسمة إما مشردين أو يواجهون صعوبات للعودة لديارهم، وتضاعفت صعوبات الشعب اليمني الذي أصبح معرضًا للخطر في مجموعه مع تفشى وباء الكوليرا وانعدام الأمن الغذائي... رويترز 16/08/17

السعودية مَرْتَع للشركات الأميركية: أقَرّ حُكّام السعودية منذ 1970 عدّة مخططات أعدّتها شركات أمريكية بهدف "تنويع الموارد وخفض الإعتماد على النفط وتحويل السعودية إلى دولة صناعية متقدّمة"، ولكن لا شيء تَغَيّر في بثنْيَة الإقتصاد الرّيعي واعتماد الدولة على إيرادات النفط والعيش على الهبوط الدّوري لأسعار النفط، وآخر موجة انخفاض (بمتوسّط 60% ) بدأت منتصف حزيران 2014، فأعدت شركة الإستشارات الأمريكية "ماكينزي" خطة جديدة قدّمها ابن الملك باسمه تحت عنوان"رؤية 2030)، ليعيد التّاريخُ نَفْسَهُ... شكّلت زيارة "دونالد ترامب" للسعودية (أيار 2017) إحدى أكبر عمليات نهب المُهيمِن (أمريكا) على التّابع (السعودية)، ومن مظاهر الإبتزاز توقيع اتفاقية تعاون بين "الهيئة العامة للاستثمار السعودية" و"الغرفة التجارية الأميركية" بتاريخ 20 أيار2017 في الرياض، حصلت خلالها 23 شركة أميركية على رخص استثمارية في السعودية في قطاعات الطاقة والتسلح والعقارات، مع إعلان آل سعود فتح الباب أمام الشركات الأميركية لتعمل بدون القيود المعتادة للشركات الأجنبية، وتُعْتَبَرُ مثل هذه العقود تطبيقًا لما ورد في تقرير "ماكينزي" ("رؤية 2030") الذي يرتكز على ضرورة تنويع الإقتصاد وعدم الإعتماد على إيرادات النفط لوحدها، ولتحقيق ذلك وجب فتح الباب ورفع القيود على استثمارات الشركات الأجنبية (والأمريكية بشكل خاص)، وإنشاء مشاريع برأسمال أجنبي خالص (بنسبة 100%) شرط تخصيص 30% من الوظائف للسعودين (دون تحديد آلية رقابة على تنفيذ مثل هذه البنود)... تهدف جميع الخطط التي تُعدها هذه الشركات الأمريكية منذ ما يقارب الخمسة عقود إلى ابتزاز الاموال والإستثمار في أمريكا أو خلق وظائف للأمريكيين وإنقاذ الشركات الأمريكية والمصارف التي تعاني صعوبات، ومنذ رئاسة "رونالد ريغن" أصبح الولايات المتحدة تطالب حكام السعودية (وبقية دُوَيْلات الخليج) بتسديد أَتاوات مُرتفعة مقابل حماية عُرُوشِهِم... أعدت شركات الإستشارات الأمريكية خطة سنة 1974 لتصريف فائض النفط (الذي ارتفعت أسعاره) تحت شعار "تحويل السعودية إلى دولة صناعية حديثة" بين 1975 و 1980 مقابل تسديد 142 مليار دولارا (ارتفعت فيما بعد إلى 180 مليار دولارا)، وشارك في إعداد هذه الخطط ما بين 1975 و 1995 شخصيات مُرِيبة منها ألدن كلوسن، رئيس بنك أوف أميركا الذي أصبح لاحقا رئيس البنك العالمي، وألبرت كيسي رئيس شركة "أميركان إيرلاينز" وجورج شولتز رئيس شركة "بيكتل" الذي أصبح لاحقاً وزيراً للخارجية الأميركية... وشَغّلت الشركات الأمريكية نحو 500 ألف موظف لمتابعة خطط السعودية، وبلغت عمولتها 6,4 مليارات دولارا (سنة 1975)، ما مَكّن شركة (إس أر أي) التي تتعامل مع وزارة الحرب الأمريكية مباشرة، من توسيع نطاق عملياتها إلى بلدان أخرى في غرب وجنوب شرق آسيا بنسبة 45% وتعاقدت أيضًا (إلى جانب السعودية) مع الكويت والإمارات، وحصلت شركات مثل "بيكتل" (التي نفذت مشروع خط أنابيب النفط في السعودي سنة 1947) على عقود منها تصميم مطار الرياض ب3,4 مليارات دولار، وهي شركة تضم في مجلس إدارتها مُدِيران سابقان لوكالة المخابرات المركزية وسُفراء سابقين ونفذت نفس الشركة عقدًا سنة 1975 لإنشاء مجمّع البتروكيماويات في مدينة "الجبيل" السعودية بقيمة تسعة مليارات دولار... تزامن توقيع العقود مع الشركات الأمريكية في مجال الإنشاء (البناء) بخنق الشركات المحلية مثل مجموعة بن لادن و"سعودي أوجيه" وتولِّي الشركات الأمريكية إنجاز مشاريع توسعة منطقة "الحَرَم" في مَكّة، ويتضمن هذا المشروع هدم خمس قرى محيطة بمكة بذريعة البناء من دون ترخيص، بعد ارتفاع ثمن الأرض مع انطلاق مشاريع "زيادة القدرة الاستيعابية للحجاج والمعتمرين"، وزيادة عائدات الخزينة، وزيادة نصيب الشركات الأميركية من أعمال الإنشاءات... أما في المنطقة الشرقية التي يعاني أهلها الفقر رغم ثراء باطن الأرض بالنفط، فقد بدأت خطة "ماكينزي بن سَلْمان" بهدم قرية "العوامية" ومحو آثارها التاريخية، بذرائع واهية، في إطار إخلاء المنطقة من السّكان وتهيئتها للشركات الأجنبية (الأميركية بالخصوص) التي ستصبح شريكة لشركة "أرامكو" -بعد عمليات خصخصتها- في هذه المنطقة القريبة من ميناء رأس تنورة (الميناء النفطي الأكبر في المنطقة) في المنطقة الشرقية... في القطاع الصّحي، جمّدت الدولة صرف مستحقات المستشفيات الخاصة السعودية (ديون الدولة لدى هذه المستشفيات)، ما يسبب أزمة رواتب وديون على مالكيها، لكي يضطروا لبيعها للدولة التي تخطط لخصخصة القطاع الصحي بكامله لتستأثر به الشركات الأجنبية وعلى رأسها الأميركية... يتمثل الدور الوظيفي للسعودية في إنقاذ الشركات الأمريكية (والإقتصاد الأمريكي عموما) من الإفلاس مثل شركة "إيليوت" منتصف السبعينيات، وشركة "جاي إي جونز" (كارولينا) للإنشاء وغيرها من الشركات، وتكمن إحدى نقط خطورة مشروع "رؤية 2030" في تَفْلِيس الشركات المحلية وتشريد مواطنين (رعايا) سعوديين، خِدْمَةً لمصالح الشركات الأمريكية، إضافة إلى شراء الأسلحة وتخريب بلدان عربية عديدة وتقسيمها بالوكالة عن الإمبريالية الأمريكية... عن"الأخبار" + "الحياة" (بتصرف) 11/08/17  قرار سياسي مُكَلِّف مالِيًّا: كانت الأسرة المالكة قد قررت خفض أو إلغاء بعض المنح والحوافز التي تُشَكِّلُ ثُلُثَ دخل موظفي الدولة (في المتوسّط) عند انخفاض أسعار النفط التي تُشَكِّلُ قيمة صادراتها النسبة الساحقة من إيرادات الدولة، وتسبب خفض الإنفاق الحكومي في تأخير سَدَاد رواتب عشرات الآلاف من العُمال الأجانب، وإفلاس شركة "سعودي أُوجِيه" وخَلْقِ صعوبات لمجموعة بن لادن للإنشاء، وتسببت قرارات آل سعود في بعض التململ في أوساط موظفي الدولة وأُسَرِهم من الرعايا السعوديين، فتراجعت الأسرة المالكة وقررت إعادة صرف هذه "البدلات" (منح غير ثابتة لا تُشَكِّلُ جزءًا من الراتب الأساسي) بأثر رجعي، أي صرف المبالغ التي لم تُسَدّد عن الأشهر السّابقة، وأعلنت وزارة مالية آل سعود "إن مراجعة القرار جاءت نتيجة ارتفاع أسعار النفط" (ارتفاع طفيف) وأعلنت بالمناسبة ارتفاع إيرادات الدولة خلال الربع الثاني من السنة المالية الحالية بنسبة 6% عن ربع السنة المماثل من السنة المالية السابقة، وكالعادة تضاربت النِّسَب والأرقام والبيانات من إدارة حكومية أو وزارة إلى أخرى... عن صحيفة "البيان" 13/08/17 

الخليج، فلوس النفط: أَقَرَّ "أهل الحَلّ والرّبْط" في الإمارات مَنْحَ (وليس إقْراض) "معهد الشرق الأوسط" بواشنطن -وهو مؤسسة بحوث ودراسات-  مبلغ عشرين مليون دولارا "مساهمة من الإمارات في تَمويل نشاطه لسنتي 2016 و2017، وزيادة عدد الباحثين والخبراء بهدف مواجهة المفاهيم الخاطئة المتعلقة بالمنطقة، وإطلاع صانعي السياسة التابعين للحكومة الأميركية"، أي رَشْوة لتلميع صورة الإمارات في الولايات المتحدة والعالم، وفق سفير الإمارات في واشنطن (ذو الصلات المشبوهة بالمخابرات الأمريكية وببعض الشخصيات المُناوِئَة لقضايا العرب)، خصوصًا بعد نشر وسائل إعلام أمريكية أنباء عن إشراف الإمارات على إدارة سجون سِرِّية وممارسة التعذيب الوحشي في اليمن، ولكن هذه الرشوة لم تُسَدِّدْها حكومة الإمارات مُباشرة بل عبر "مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية" الذي يرأسُهُ ولي العهد... تلعب المراكز البحثية في واشنطن دوراً مهماً قد يفوق في أهمِّيتِهِ الدور الذي تلعبه جماعات الضغط، ويُعْتَبَرُ "معهد الشرق الأوسط" (الذي تأسس مباشرة بعد الحرب العالمية الثانية  سنة 1946)، ذو تأثير هام في "دوائر السياسة الخارجية" الأمريكية، وتستخدم شخصيات أمريكية مُؤَثِّرة كمِنَصّة  للظهور باستمرار في وسائل الإعلام ولاستضافتهم في جلسات الاستماع الخاصة لِلِجان الكونغرس، وتكليفهم بمهمات لدى الحكومة الإتحادية، أي ان المعهد المذكور ذو تأثير كبير ومدرسة لتخريج المسؤولين... استخدمت الإمارات (كما مشيخات الخليج الأخرى) إيرادات النفط لتخريب وتقسيم ليبيا واليمن والعراق وسوريا والتدخل السافر في شؤون عدد آخر من الدول العربية (وغير العربية)، والإنفاق على مجموعات الضغط الأمريكية ومعاهد البحث لدفع الإمبريالية الأمريكية نحو تطبيق سياسة أكثر تَطَرُّفًا تجاه إيران وتجاه الشعب الفلسطيني والشعوب العربية الأخرى، مع الإشارة إلى إنفاق الإمارات مبالغ مالية هامة على شراء الأسلحة وعلى تجنيد المُرْتَزَقَة ليس بهدف الدفاع عن ترابها (فالقواعد الأمريكية تتكفل بذلك) وإنما بهدف التخريب والتفتيت، كما تشراك الإمارات في مناورات عسكرية مع الكيان الصهيوني، إلى جانب جيوش عربية أخرى... ورد خبر تمويل الإمارات لمعهد الشرق الأوسط عبر وثائق مُسَرّبة من البريد الإلكتروني لسفير الإمارات في واشنطن (منذ آذار/مارس 2008) الذي ربط علاقات وثيقة مع أجهزة النفوذ في واشنطن (مخابرات ونواب كونغرس وأثرياء ومديري شركات كبرى...) وله علاقات وثيقة مع صهر "ترامب"، وكان قد التزم بجمع خمسين مليون دولارا لتمويل المعهد، واتصل بالملياردير المصري "نجيب ساويرس" الذي ساهم في التمويل، منذ 2012 على الأقل، وكافأه المعهد بمنحه "جائزة معهد الشرق الأوسط للتميُّز في القيادة المدنية" في حفل المعهد السنوي السادس والسّتّين... يرْأَسُ مجلس إدارة معهد الشرق الأوسط حاليا ريتشارد كلارك، مستشار الأمن القومي للرئيسين بيل كلينتون وجورج بوش الابن (من حزبين مختلفين)، وكان من أشد مُنْتَقِدي السعودية قبل أن يرأس إدارة المعهد، فتحَوَّلَ "بقُدْرَة قادِرٍ" إلى مدافع عن آل سعود الذين زادوا من مقدار "المنحة" السّنوية لمعهد الشرق الأوسط، بفضل جهود وزير الخارجية السعودي الحالي (عادل الجبير) الذي كان سفيرًا في واشنطن، وبدأ بِمنح المعهد نصف مليون دولارا ثم 1,5 مليون دولارا، ليتغير مضمون تحليلات "خُبراء" و"باحثي" المعهد بشأن السعودية، وساهمت شركة "أوكسيدنتال بتروليوم" الأميركية للنفط والغاز منذ 2011 في تدعيم العلاقات ولعبت دور الوسيط في صفقات بيع الأسلحة الأمريكية للخليج، بسبب الشراكة التي تربطها مع شركات النفط وحكومات الخليج (وبعض الدول النفطية الأخرى) عن موقع "ذي إنترسبت" 11/08/17

قطر: فرَضَت السعودية والإمارات والبحرين ومصر عقوبات على "قطر" منذ حزيران/يونيو 2017، وفرضت عليها حظرًا جويا وبحريا وبرّيا وقطعت العلاقات الدبلوماسية، بذريعة دعم الإرهاب (وكأن السعودية لا تدعم الإرهاب، بل تخلُقُه في سوريا وليبيا وغيرها)، وتحاول مشيخة قطر الالتفاف على المقاطعة عبر علاقاتها الوثيقة مع نظام الإخوان المسلمين في تركيا الذي يصدِّرُ لها المواد الغذائية (وكذلك إيران) واستأجرت مشْيَخَةُ قطر سفنا من سلطنة عمان لتوريد مواد البناء الضرورية لمشروعات كأس العالم المُهَدَّدَة بتأخير مواعيد تسليمها، أما أكبر المُتَضَرِّرِين من خلافات هذه الدُّوَيْلات الرجعية فهم العمال المهاجرون الذين يُشَكّلون حوالي 90% من السّكان البالغ عددهم الإجمالي 2,7 مليون نسمة (مَحَلِّيُّون + أجانب) إذ يواجه بعضهم التسريح بسبب انخفاض إيرادات الغاز والنفط، بالإضافة إلى الحظر "الأخَوي" الذي يمارسه "الأشقّاء" ونظام الكفالة الذي يحد من حركة العمال المهاجرين، مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية الطازجة التي كانت تنقل برا بالشاحنات عبر السعودية، وشكّل ارتفاع الأسعار عبئا هامًّا على بعض العاملين من الهند ونيبال الذين يقدَّرُ متوسّط أُجُورِهِم ب800 ريال قَطَرِي (حوالي 220 دولارا) شهريا، وذكر تقرير أصدرته منظمة "هيومن رايتس ووتش" (تمويل وزارة الخارجية الأمريكية) أن عمالا من جنوب شرق آسيا عالقون في مزارع قطرية في السعودية بدون غذاء بعد فرار أو طَرْد أصحاب المزارع القطريين إلى الدوحة في حزيران/يونيو 2017، وأَمَرَت سلطات المشْيَخَة عشرات العمال الهنود والأفارقة في مرافق سياحية وفنادق بالدوحة بالعودة إلى بلادهم بسبب انحسار النشاط السياحي، بعد انقطاع السائحين السعوديين عن السفر إلى قطر، خلال العطلات القصيرة أو الطويلة، وستؤدّي هذه الأزمة الخليجية إلى تضرر آلاف الأُسَر في جنوب آسيا والفلبين وشرق افريقيا، لأنها كانت تعتمد على تحويلات أفرادها المهاجرين في قطر، كما تَضَرَّرُ عدد من العمال من تأخير في تسديد المُرَتّبات... (الدولار يساوي 3,64 ريال قطري) عنرويترز (بتصرف) 16/08/17

افريقيا: تواجه بعض البلدان الإفريقية الجفاف في حين تتعرض أخرى لفيضانات دورية تتسَبّبُ بإضرار جسيمة مادية وبشرية، وتواجه بعض المناطق تداول فترات الجفاف والفيضانات، مثل منطقة شرق إفريقيا (الصومال والحبشة وكينيا وتنزانيا وأوغندا) التي أسفرت فيها الفيضانات خلال فترة ثلاثة أشهر، قبل عشرين سنة (بين تشرين الأول/اكتوبر 1997 و كانون الثاني/يناير 1998) عن أكثر من ستة آلاف قتيل وأسفرت الفيضانات في الجزائر عن 764 قتيلا و 125 مفقود في تشرين الثاني/نوفمبر 2001 ولقي  377 على الأقل حتفهم خلال موسم الأمطار سنة 2010 في غرب أفريقيا، حيث قتلت الأمطار الغزيرة والفيضانات في "سييرا ليوني" في أيلول/سبتمبر 2015 ما لا يقل عن عشرة أشخاص مع أضرار جسيمة في المنازل تركت حوالي تسعة آلاف شخص بدون مأوى في العاصمة "فريتاون"، وكانت البلاد مهددة بتفشّي بعض الأمراض مثل الكوليرا، وكانت غينيا وليبيريا وسيراليون (وهي بلدان مُتجاوِرَة على ساحل المحيط الأطلسي، غرب افريقيا) قد تضررت كثيرا من تفشي وباء "أبيولا" بين سنتي 2013 و 2016 الذي أصاب نحو 29 ألف شخص وقتل منهم أكثر من 11,3 ألف شخص... في سييرا ليوني يدوم موسم الأمطار ستة أشهر، وتتهدد الفيضانات كل سنة العاصمة "فريتاون" التي يسكنها حوالي 1,2 مليون مواطن من إجمالي حوالي 7,3 ملايين نسمة، وفاجأت الأمطار الغزيرة والإنهيارات الأرضية (ليلة الرابع عشر من آب 2017) سكان العاصمة وقتلت نحو 320 شخصًا في حصيلة مُؤَقّتة وشردت نحو أَلْفَيْ مواطن بقوا بدون مأوى (إحصائيا وزارة الصحة فجر يوم 14 آب 2017) ويتوقع ممثل الصليب الأحمر أن تكون الحصيلة النهائية أرفع بكثير، وتُعدّ البلاد من أفقر البلدان الإفريقية ويعيش نحو 60% من سكانها تحت الفقر وفقا للأمم المتحدة، ولا يزيد الدخل السنوي الفردي عن 350 دولارا، رغم وجود حجارة الماس التي تسببت في حرب أهلية أشعلتها الشركات متعددة الجنسية من 1991 إلى سنة 2002، وراح ضحيتها نحو 200 ألف مواطن ونزح حولي ثلث السكان آنذلك (مليونا شخص) من مناطقهم الأصلية... عن أ.ف.ب (بتصرف) 14/08/17

الهند في حقبة العولمة الرأسمالية: وَعَدَتْ قِمَم دافوس ومنظمة التجارة العالمية ومؤسسات "بريتن وودز" بتعميم الرفاه والقضاء على الفقر من خلال "العولمة الليبرالية" وتكفّلت مكاتب الإستشارات ومراكز التّفكير الليبرالي بالدّعاية لهذه الكذبة ونشرت دراسات وتوقّعات تُنْبِئُ بازدهار الهند مثلاً (كبلد كبير ومُكْتَظ بالسكان وبالخبرات)، وبينما كانت الشرائح العُليا لما يسميه صندوق النقد الدولي "الطبقة الوسطى" (أي الشرائح العُليا للبرجوازية الصغيرة) تحلم بفرص عمل في قطاع المال وفي الصناعة الالكترونية والبرمجة، كانت الشركات الكبرى تتهيأُ لتسويق مزيد من السلع ورفع طاقة الإستهلاك، فيما كانت أغلبية السكان، وهم من الكادحين والفقراء تُعاني من ظروف عمل سيئة، ومن تدمير البيئة والهياكل الزراعية التقليدية في الأرياف، وتفكيك نظام التكافل التقليدي بين السكان، والقضاء على تقاليد الحفاظ على البذور، لاستبدالها ببذور معدلة وراثيا من شركة مونسانتو وأخواتها التي تبيع أيضا المبيدات المُدمرة للزراعة والأرض والمياه والهواء، ما يُؤثر على كافة الكائنات الحية، منها الحيوان والبشر والنبات، وارتفعت نسبة الإنتحار بين الفلاحين الفقراء، واعتبرت قوى اليسار والنقابات ومنظمات اجتماعية هذه العولمة "أشكال جديدة- قديمة لإعادة استعمار البلدان النامية"، وتشارك منظمات عديدة مع الفلاحين والصيادين والفقراء في تنظيم نضالات متنوعة الأشكال من أجل مجتمع "أكثر عَدْلاً"، خصوصًا بعد تنصيب حكومة "اليمين القومي" الحالية التي تلقى دعمًا قويا من وسائل إعلام المراكز الرأسمالية الكبرى، التي تَدّعي ان الرفاه سيعُم البلاد التي ستحتل الموقع الثالث في اقتصاديات العالم، مُتَقَدِّمَةً على اليابان والمانيا، وستصبح بلد الحاسوب والتكنلوجيا المتطورة، لكن بيانات البنك العالمي تُبَيِّنُ ان 750 مليون انسان يعيشون في الهند باقل من دولارين في اليوم، أي ما يمثل 60% من السكان، فيما يعيش 30% من إجمالي السكان في حالة فقر مُدْقَع ب1,25 دولار في اليوم، إضافة إلى  انتشار الجوع وسوء التغذية وارتفاع نسبة الوفيات بين الأطفال والأمهات (عند الحمل والولادة) في هذه الدولة التي تُسَمِّيها وسائل الإعلام السائد "الديمقراطية العلمانية الكبيرة"... نَشَرَ الصحافي الألماني "غيرهارد غلاس" كتابًا قَيِّمًا يتضمّن سلسلة من المقابلات عن العولمة في الهند تحت عنوان  "بين اليأس والمقاومة- أصوات هندية ضد العولمة" عن الحزب الشيوعي الهندي (الماركسي) موقع الحزب الشيوعي اللبناني 08/08/17

الهند، الوجه الآخر للعنف: ذكّرْنا بضعة مرات في هذه النّشرة بالعُنْف السّائد في المجتمع الهندي، رغم محاولة تلميع الصورة وتقديمه كمجتمع مُسالم (صورة غاندي) وهادئ (صورة ممارسة "اليوغا")، لكنه مجتمع يتسم بعنف استثنائي ضد الفقراء (المنبوذين) والنِّساء والأقليات (المسلمين والسّيخ)، وبدأ العنف ضد المسلمين والسّيخ منذ الإستقلال عن بريطانيا سنة 1947، ما تسبب في قتل مئات الآلاف ونزوح عشرات الملايين، إضافة إلى العنف الطبقي الحالي ضد العمال وصغار الفَلاّحِين، وسطوة رأس المال، خصوصًا في فترة حكومة حزب "بهارتيا جاناتا" ورئيس الحكومة "مودي"... توفي في شهر آب/أغسطس 2014 نحو 567 طفلا في مستشفيات الدولة في ولاية "أوتار براديش" (شمال الهند) بمعدل 19 حالة وفاة يومياً، وارتفع العدد إلى 668 في آب/أغسطس 2015، ثم 587 في آب/أغسطس 2016، وقُتل 35 طفلاً خلال يومين، ليرتفع العدد الإجمالي للأطفال القتلى داخل مستشفى حكومي واحد في نفس الولاية خلال إحدى عشر يومًا منذ بداية شهر آب/أغسطس 2017 إلى 133 طفلاً، وأظهر التحقيق "إنّ الوفيات نتجت عن أمراض مختلفة منها التهابات المخ بسبب عدم النظافة، فيما واجهت المُستشفيات نقصاً حاداً في الأوكسجين بعد توقف إمدادات الأوكسيجين بسبب عدم سداد المستشفى المستحقات المالية" وسُجلت ثلاثون حالة وفاة يومي الخميس 10 والجمعة 11 آب 2017 فقط، وحاول الطاقم الطبي إسعاف المرضى باستخدام أدوات يدوية للتنفس الاصطناعي، وكان أغلب الضحايا من حديثي الولادة يتلقون علاجاً من التهاب في الدماغ، وتقع المستشفيات التي ارتفعت فيها حالات مثل هذه الوفيات في المناطق الأكثر فقراً في الهند، والتي تشهد كل منها وفاة المئات من الأطفال سنوياً بسبب الأمراض، بما في ذلك التهاب الدماغ... تعاني ولاية "أوتار براديش" من نقص كبير في المراكز الصحية الأولية كما تفشى التهاب الدماغ الذي يقتل مئات في الهند كل عام، وخصوصًا خلال فترة الرياح الموسمية، ولا يتجاوز إنفاق الدولة على الصحة العمومية نسبة 1% من إجمالي الناتج المحلي وهي من بين أدنى المعدلات في العالم، وفي الأعوام الأخيرة ، رغم ارتفاع الإنفاق خلال السنوات الأخيرة لكن أسعار المعايدة والأدوية مرتفعة، باعتبار ان الصحة أصبحت سلعة...  عن موقع صحيفة "إندبندنت" (بريطانيا) + رويترز 14/08/17

أوروبا امبريالية من الدرجة الثانية؟ وافق مجلس الشيوخ الأمريكي بالإجماع تقريبا يوم 27 تموز/يوليو 2017 على مشروع قانون لفرض عقوبات جديدة ضد روسيا وإيران وكوريا الشمالية (كنا أوردنا الخبر والتّعليق في عدد سابق من نشرة الإقتصاد السياسي) وأعلن الرئيس الروسي "إن هذه العقوبات منافية لقواعد منظمة التجارة العالمية" فيما أعلنت مفوضية الإتحاد الأوروبي عن القلق من "تأثير العقوبات على استقلال أوروبا في مجال الطاقة" أما رئيس "فنلندا" (ساولي نينيستو) فقد كان اكثر وضوحًا إذ أعلن "إن الولايات المتحدة تستخدم أوروبا رهينة لمصالحها الإستراتيجية، ولصراع يخدم المصالح الإقتصادية الأمريكية وشركاتها للطاقة، على حساب مصالح وشركات حلفاء أمريكا" وستتأثر شركات الطاقة الأوروبية العاملة في مشروع "نورث ستريم 2" أو "السيل الشمالي- الجزء الثاني" (من فرنسا وألمانيا والنمسا وبريطانيا وهولندا...) بهذه العقوبات، لأن لِأمريكا قوة الدولار ولها أيضًا ترسانة قانونية قوية يتجاوز تطبيقها الحدود الإقليمية، ليَسُود القانون الأمريكي على كافة دول وشركات العالم، وخسر الإتحاد الأوروبي حوالي 20% من قيمة التجارة الخارجية منذ 2014 بسبب العقوبات التي تسببت بتقوية موقع الرئيس "فلاديمير بوتين" وموقع الشركات الروسية داخليا، كما تسببت بموجة من "الوطنية الإقتصادية" الروسية وتشجيع الشركات المحلية وإقبال المُسْتَهْلِيكين على الإنتاج المَحَلِّ، وللمفارقة، زادت التجارة بين روسيا والولايات المتحدة بنسبة 7% خلال نفس الفترة رغم العقوبات، وتأثر قطاع الفلاحة الفرنسي بسبب رد روسيا (على العقوبات) وخَفْضِ وارداتها من الإنتاج الزراعي الأوروبي، وهي منتجات قابلة للتّلف، وبلغت قيمة الصادرات من منتجات الأغذية الفرنسية 750 مليون يورو سنة 2013 من الفواكه والخضروات واللحوم ومنتجات الألبان... عن أسوشيتد برس + أ.ف.ب 02/08/17

سويسرا، من مظاهر الفقر بعيدًا عن المصارف: نُحاول في هذه النَّشْرة تَجَنُّبَ الحديث عن "الغرب" والتعميم لنبين ان مجتمعات الدول الإمبريالية في أوروبا وأمريكا الشمالية تنقسم إلى طبقات، وفئات اجتماعية مُخْتَلِفَة، وهناك تفاوت هام في الدّخل ونمط العيش، ومن الضروري البحث عن أصدقاء لقضايانا ضمن النقابيين وأحزاب "اليسار" والعمال والفقراء... تُعْتَبَرُ سويسرا من أغنى بلدان العالم (بقياس حصة الفرد من الناتج المحلي السنوي) ولكن تناقضات المجتمع السّويسري مُشابِهة لكافة المجتمعات الأخرى، ونشر المرصد السويسري يوم 03/08/2017 دراسة (لحساب الحكومة الفدرالية) أظْهَرَت ان رُبُعَ سكان البلاد اضطروا سنة 2016 إلى الإستغناء عن بعض العلاجات الطبية بسبب ضعف الموارد المالية، وتحتل سويسرا المركز الثاني وراء الولايات المتحدة من حيث عدد الأشخاص الذين لا يستطيعون تحمّل تكاليف مقابلة الطبيب (دون إدماج العدد المُرْتَفِع مِمّن امتنعوا اضطرارًا عن علاج الأسْنان)، وتعتبر منظمات سويسرية مختصة أن النظام الصحي في سويسرا مُكلف، ويُسَدِّدُ المرضى جزءا كبيرا من تكلفة الأدوية مقارنة بالعديد من البلدان الأخرى، ما جعل قرابة 10% من المرضى يعجزون عن اقتناء الأدوية أو لا يلتزمون بعدد الجرعات الموصوفة من طرف الطبيب لأسباب مالية، كما أن حوالي 10% من الأشخاص المُستجوبين لم يذهبوا إلى المواعيد المُوالية لمتابعة تطور المرض بسبب ارتفاع التكلفة، ما يزيد من تدهور صحة المرضى الفقراء وحتى متوسطي الدّخل، مع الإرتفاع المُطرد في قيمة علاوات التأمين الصحي... عن موقع "المرصد السويسري للصحة" -موقع صحيفة "بليك" (ترجمة من اللغة الألمانية) 16/08/17

فرنسا، ديمقراطية الأثرياء: لمّا أسّست البرجوازية النظام الديمقراطي، أنشأته على مقاسها، بهدف تنافس مختلف فئات نفس الطبقة على المناصب (رئاسة ومجلس نواب ومجلس شيوخ وهيئات إقليمية...)، وبَثّ الأوهام في صفوف فئات الكادحين والعمال وصغار الفلاحين والفقراء بأنهم يُشاركون في تقرير مصيرهم، وتعتمد عملية الترشح على المال للتعريف بالمترشحين ولنشر البرنامج وللتنقل والإتصال بالناخبين وغير ذلك، وفي ذلك إقصاء للموظف أو العامل أو المُزارع أو الفقير، لأن لهم مشاغل حياتية أخرى وقضايا وجب حَلُّها يوميا ولأن لا وقت ولا طاقة ولا معرفة لديهم لصياغة برنامج وتشكيل طاقم من الإختصاصيين في مجالات الإتصال والإعلام (البروبغَنْدا) والإقتصاد وغيرها... بدأ "إيمانويل ماكرون" حملته الإنتخابية -عندما كان وزير الإقتصاد- برحلة واجتماعات وإقامة في فندق ضخم في "لاس فيغاس" في الولايات المتحدة، والإنفاق على التنقل وإقامة الوفد الضخم الذي كان يرافقه من المال العام، ولم يكن "ماكرون" قياديا مُعْلَنًا في حزب ولكنه كان مُديرًا في مجموعة "روتشيلد" المصرفية (التي طلب أحد أقطابها من الإستعمار البريطاني مَنْحَ فلسطين للحركة الصهيونية، وأنفقت مجموعة روتشيلد على إنشاء المُستوطنات الصهيونية في فلسطين منذ بداية القرن العشرين) وكان وزيرًا للإقتصاد، خدم البرجوازية (طَبَقَته) بتفان منقطع النّظِير، وألغى ما تبقى من مكاسب للأجراء في قانون العمل، ولذلك ومنذ البداية، أعلنت وسائل الإعلام التي تملكها بِضْعُ عائلات في فرنسا، أن "ماكرون سيكون رئيسًا، مهما كان المنافس وخلقت رأيًا عامًّا لصالحه، وهوّلت من خطر اليمين الأكثر تطرُّفًا منه ليبقى "ماكرون" بمثابة الخيار الوحيد للناخبين، ونشرت الجريدة الرسمية الفرنسية حسابات المرشحين لانتخابات الرئاسة التي جرت في نيسان وأيار 2017 واتضح أن تكاليف حملة إيمانويل ماكرون بلغت 16,8 مليون يورو (للمقارنة يبلغ الأجر الأدنى الصافي السنوي حوالي 13500 يورو) منها خمسة ملايين يورو للإتصالات واستطلاعات الرأي و5,8 ملايين يورو للإجتماعات العمومية المفتوحة... يستعيد المُرشحون الحاصلون على ما لا يقل عن 5% في الدّور الأول ثمانية ملايين يورو، فيما يحصل كل من المتنافِسَيْن في الدور الثاني على 10,7 ملايين يورو، من المال العام... عن أ.ف.ب 09/08/17

أمريكا: ارتفعت ديون الأُسَر الأمريكية لتبلغ 12,840 تريليون دولارا خلال الربع الثاني من سنة 2017 بزيادة 114 مليار دولار عن الربع الأول، وهو مستوى قياسي فاق النسبة القياسية السابقة للربع الثالث من سنة 2008 (12,680 تريليون دولارا) وفق الإحتياطي الفدرالي (المصرف المركزي الأمريكي) وكانت تلك الديون المتراكمة أحد أسباب الأزمة المالية لسنة 2008 التي أصبحت عالمية، والتي انطلقت من تراكم الديون العقارية وعجز المُقْترِضِين عن تسديدها بعد رفع نسبة الفائدة على الدّيون، وشكلت نفس هذه الديون العقارية حوالي 8,7 تريليون دولارا (من إجمالي 12,84) خلال الربع الثاني من العام الحالي، فيما تمثل قروض شراء السيارات حوالي 1,2 تريليون دولارا، وقروض الطلبة لمواصلة الدراسة في الجامعة 1,34 تريليون دولارا، وأعلن 224 ألف شخص عجزهم عن تسديد الديون وسجلوا عملية الإفلاس الشخصي (جميع الأرقام تخص الربع الثاني من سنة 2017) عن رويترز 16/08/17 

أمريكا خطر على أمْنِ شعوب العالم: بدأت الولايات المتحدة خلال فترة رئاسة "باراك أوباما" تنفيذ استراتيجية جديدة تتجه إلى خنق الصين وشن حرب إعلامية واقتصادية ضدها بهدف خنق طموحاتها، كما بدأت الإمبريالية الأمريكية في نفس الفترة  تحديث وتطوير الترسانة النووية الأمريكية، انطلاقا من قناعة عبر عنها كافة رؤساء أمريكا وأكّدها باراك أوباما "بأن الأسلحة النووية ضرورية لبسط السلام العالمي"، شرط أن يقتصر امتلاك هذا السلاح على أمريكا وحلفائها... وتصاعدت (خلال هذا العام 2017) حدّة التهديدات الأمريكية (بِدَعْمٍ ياباني) والوعيد بمَحْوِ كوريا الشمالية من الخارطة، وللتذكير فإن الإمبريالية الأمريكية مسؤولة عن تقسيم كوريا وعن الحرب المُدمرة (1953) ولا تزال تحتل قواعد ضخمة وتنشر حوالي أربعين ألف جندي أمريكي في كوريا الجنوبية، ويُوَجِّهُ إعلام كوريا الشمالية لأمريكا تهمة الإعداد لشن "حرب وقائية"، بذريعة إجراء كوريا تجارب صواريخ باليستية لا يُمْكِنُها بلوغ الأراضي الأمريكية رغم انتشار الدعايات الزائفة، واكتفت كوريا الشمالية بالتهديد بقصف جزيرة "غوام" (المحيط الهاديء)، وبها قاعدة عسكرية أميركية هامة تَضُم نحو 162 ألف مواطن أمريكي بين عسكريين ومدنيين، وأرسلت أمريكا بوارج حربية متطورة الى بحر الصين الجنوبي ونَشَرت أسلحة جديدة، وكثفت من تجاربها الحربية ومناوراتها، وتتكتّم وسائل الإعلام السائدة (أي الأكثر ثراءً) عن التصعيد العسكري الأمريكي المُسْتمر منذ حوالي 25 سنة، لأن الصين وروسيا، ثم إيران (بدرجة أقل) هي المُسْتهدفة من التّصْعِيد الأمريكي، الذي تزامن مع تشديد الحظر الإقتصادي والمالي على كوريا الشمالية كما على روسيا والصين وإيران مُؤَخَّرًا، فيما أقرت الولايات المتحدة (خلال فترة حكم باراك أوباما) أضخم برنامج لإعادة تحديث الترسانة النووية بقيمة حوالي تريليون دولارا (أو 1000 مليار دولار) وتشمل هذا البرنامج بناء 12 غواصة نووية هجومية، كل منها مزودة بـ24 صاروخا ويمكنها إطلاق ما يزيد عن 200 رأس نووي و100 طائرة قاذفة استراتيجية، كل منها مسلحة بنحو 20 صاروخ أو قنبلة نووية ونشر 400 صاروخ باليستي عابر للقارات، كل منها يحمل رؤوساً نووية متطورة، وستخصص الدولة لبرنامج التحديث ما لا يقل عن 5% من ميزانية وزارة الحرب طيلة العقد المقبل، ونشرت أمريكا في كوريا الجنوبية وفي اليابان بطاريات الدرع الصاروخي "ثاد" وتستعد لإجراء مناورات عسكرية "مستفزة" للصين ولروسيا وكوريا الشمالية، بمشاركة كوريا الجنوبية واليابان، فيما لم يُبْدِ الحلفاء الأوروبيون حماسًا لتأييد التصعيد الأمريكي، مع الغشارة أن الإمبريالية الأمريكية تنشر قواعد (باسم الجيش الأمريكي أو باسم "ناتو") بها أسلحة نووية في كل من ألمانيا وإيطاليا وبلجيكا وتركيا وأوكرانيا وكذلك في أستراليا وكوريا الجنوبية واليابان عن مركز الدراسات الأميركية والعربية - المرصد الفكري/البحثي 11/08/17 (نشرة أسبوعية تحليلية عن ومن داخل أمريكا)

أمريكا ومنطق القوة: اعتمدت الولايات المتحدة منذ تأسيسها -أو منذ وصول المُسْتَوطِنين الأوروبيين- منطق القوة ولا شيء غير القوة المُطْلَقة، وتعمل إداراتها المُتعاقبة على عزل الخُصُوم وتسليط العقوبات ضدهم بسبب التّفَوّق العسكري للإمبريالية الأمريكية وهيمنتها على النظام المالي العالمي وعلى حركة التبادل التجاري (عبر الدولار)، وتهدد دولاً حاولت تطوير الطاقة النووية واكتساب تقنيات صناعتها، منها إيران وكوريا الشمالية، بينما تفيد الوقائع التاريخية ان أمريكا تبقى لحد الآن الدولة الوحيدة التي استخدمت السلاح النووي ضد اليابان والأسلحة الكيمائية والسامة ضد شعوب فيتنام والعراق وغيرها، وعمدت الطائرات الحربية الأمريكية الضخمة إلى إزالة مُدُنٍ كاملة في بلدان الحلفاء الأوروبيين (بريطانيا وفرنسا) وبلدان الحلف المُقابل (ألمانيا وإيطاليا واليابان)... قبل إلقاء القنبلتين الذريتين يوم 6 آب 1945 على مدينة هيروشيما ويوم 9 آب 1945 على مدينة ناغازاكي شنّت الطائرات الحربية الأمريكية غارات جوية عنيفة على المُدُن اليابانية ودمّرت 68 منها جزئياً أو كُلِّيًّا، ما أدى إلى مقتل نحو 300 ألف مدني وجرح نحو 750 ألف وتشريد نحو مليوني مواطن من مناطق سكنهم، بهدف إلحاق أكبر دمار مُمكن بالبنية التحتية وبالبشر وإضعاف معنويات الجيش الياباني والمواطنين، ولكن الجيش الأمريكي كان مُتَيَقِّنًا من الخسارة في حال غزو البلاد بجيش البر... اليابان دولة استعمارية كانت تحتلُّ -حتى نهاية الحرب العالمية الثانية- مناطق شاسعة وبلدان عديدة في آسيا منها منشوريا وكوريا وتايوان و"الهند الصينية" (فيتنام وكمبوديا ولاوس...) و"آسيا الهولندية" إضافة إلى مدن الصين الرئيسة، وشنّت حروبا عدوانية عديدة ومارست قواتها أبشع أنواع الإحتلال والإضطهاد والجرائم ضد سكان البلدان الواقعة تحت هيمنتها، ولكن القنابل الذرية الأمريكية أظهرت اليابان كضحية، فيما بَرَّرت الولايات المتحدة إنفاق مليارات الدولارات على تطوير القنبلة الذرية، لأن استخدامها أدّى إلى استسلام الجيش الياباني القوي، كما تُرَوِّجُ أمريكا (ونجحت في ذلك) إن القنبلة الذرية هي التي حسمت مصير الحرب، وليس الإتحاد السوفييتي الذي دحر العدوان في أوروبا وفي شرق آسيا... عن "غلوبال ريزرش" +الأخبار 15/08/17

طاقة: تُشارك 24 دولة من داخل وخارج منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) في تطبيق برنامج لخفض الانتاج منذ بداية 2017 بهدف دعم سعر برميل الخام، لكن سعر البرميل لم يتجاوز في مُعدله خمسين دولارا، كما بقي  حجم المخزونات النفطية مُرتفعًا بمتوسط 250 مليون برميلاً، في ظل السّماح لدولتين من اوبك هما نيجيريا وليبيا بعدم التقيد بخفض الإنتاج بسبب أوضاعهما الداخلية وفي ظل عدم التزام دول أعضاء بخفض الإنتاج مثل العراق والإمارات وإكوادور، وكان آل سعود يُدافعون عن عدم خفض الإنتاج بهدف المحافظة على حصتهم من السوق النفطية العالمية، ولكنهم أصبحوا يُدافعون (بعد أكثر من عام كامل من زيادة الإنتاج والتصدير) عن خفض الانتاج وحتى خفض الصّادرات (خلال صيف 2017) بهدف التأثير على حجم المخزونات، لكن يُرَجَّحُ أن تكون هذه الخطة مُؤَقَّتة ومُرتبطة مباشرة بطرح نسبة 5% من أسهم شركة "أرامكو السعودية" للإكتتاب في الأسواق العالمية، بقيمة 100 مليار دولار، ولن يُحَقِّقَ آل سعود أهدافهم من عملية الخصخصة الجُزْئِية (الإكتتاب) إذا كان سعر البرميل منخفضًا، وكلّما ارتفع سعر برميل النفط تحسنت فرص عملية الإكتتاب التي ستجري في بداية سنة 2018، ومن مصلحة عيال سعود تحسين وضع الطلب وموازاته بالعرض، وتقليص حجم المخزونات خلال الأشهر السابقة لبداية عملية البيع، لكن ل"الحليف" الأمريكي مُخَطّطَات أُخْرى تُناقض خطط السعودية، وتخطط أمريكا لزيادة الإنتاج المحلي ليصل إلى عشرة ملايين برميل قبل نهاية العام الحالي 2017 وتجاوز هذا الحجم سنة 2018 وذلك بزيادة إنتاج النفط الصخري ومنافسة روسيا (وكذلك "أوبك" والسعودية) في سوق الطاقة العالمية، في أوروبا وآسيا بشكل خاص، وتعمل أمريكا على سد أي نقص في إنتاج أوبك وحُلفائها، فانخفضت واردات أمريكا من النفط، ومن ذلك التوقف عن استيراد النفط من نيجيريا بعد أن كانت الكمية  تمثل 15% من إجمالي صادرات نفط نيجيريا، وإلى جانب المنافسة الأمريكية يتجه العالم إلى خفض استهلاك الوقود الأحفوري من أجل استبداله بالطاقات المتجددة (الشمس والرياح) في قطاعات هامة مثل النّقل، حيث ارتفعت نسبة المركبات (خصوصًا في النقل العمومي) التي تستخدم التيار الكهربائي، ويقدر حجم أسطول السيارات الخاصة الكهربائية الحالي بنحو 1,2 مليون سيارة، ويتوقع ارتفاعه إلى 450 مليون سيارة سنة 2035 والإستغناء عن استخدام 5,2 مليون برميل يوميا وفق تقديرات شركة "بريتش بتروليوم" النفطية (بي بي)، وتتوقع الوكالة الدولية للطاقة تكثيف إنجازات بنية أساسية من محطات الوقود المستخدمة للطاقة المتجددة في الولايات المتحدة وأوروبا، قد تُؤَدّي إلى الإستغناء عن حوالي 13 مليون برميل نفط يومياً، وبدأت بعض شركات النفط مثل شركة "رويال دتش شل" في التركيز على مجال وقود الهايدروجين بهدف تقليص الإنبعاثات الحرارية، وتتوقع الأمم المتحدة ان تبدأ عملية تراجع الطلب على النفط بداية من سنة 2020، وقد تؤدي إلى الإستغناء عن 20 مليون برميل يومياً بحلول سنة 2040، لأن كبار مُسْتَهلكي النفط مثل الصين والهند بصدد التخطيط للإقتصار على استخدام السيارات الكهربائية، بعد عقود قليلة، أما حكومات البلدان الأوروبية فإنها بدأت بتقديم حوافز واعفاءات ضريبية لمن يشتري سيارة كهربائية، خلال فترة معينة، كما ارتفع الطلب في أوروبا واليابان على السيارات الهجينة التي تستخدم الوقود التقليدي والكهرباء، فيما بدأت أسعار مثل هذه السيارات (الهجينة أو الكهربائية) في الإنخفاض، وتخطط شركات مثل "فولكس فاغن" و"تيلسا" لإنتاج مليون سيارة كهربائية لكلّ منهما قبل حلول سنة 2025 فيما أعلن ناطق باسم شركة "فولفو" اقتصار الإنتاج على السيارات الكهربائية أو الهجينة قبل حلول 2020 لأنها تتوقع ارتفاع الطلب عليها بنسبة 50% (مع وجود الحوافز الحكومية)... لم تستغل حكومات البلدان العربية المنتجة للنفط فترة ارتفاع الأسعار لوضع أُسس اقتصاد مُنْتِج يتيح لهذه البلدان تجاوز مرحلة النفط الذي ارتبط باقتصاد الرّيع غير المنتج، فيما تعيش المجتمعات خللا كبيرا في توازناتها، ومن سمات هذا الخلل، ارتفاع نسبة البطالة وتوريد كافة احتياجات المواطنين الأساسية من غذاء وآلات ووسائل نقل وغير ذلك، إضافة إلى تكديس السلاح واستخدام المرتزقة لتخريب بلدان عربية أخرى... أما الآن وقد بدأ العدّ العكسي لحقبة النفط... عن وكالة "بلومبيرغ" + موقع "السفير العربي" (بتصرف)15/08/17

الأزمة المالية العالمية 2008دعا المُدِير المالي لمصرف "غولدمان ساكس" (الأمريكي) يوم 14 كانون الأول/ديسمبر 2006 إلى اجتماع مع مسؤولي المخاطر، والوسطاء في البورصة، لبحث وضع السوق العقارية الأمريكية، بعد تسجيل المصرف (ذي النفوذ الكبير عالميا) أُولى الخسائر في محفظته، واقترح هذا المُدير وزملاؤه في المصرف تغيير استراتيجية الاستثمار ومحاولة تأمين الوضع، في ضوء توقعات بانهيار سوق العقارات، ولكن المصارف لم تستجب لهذه الدعوة، وفي التاسع من شهر آب/أغسطس سنة 2007 -أي قبل حوالي سنة من اندلاع الأزمة المالية رسْمِيًّا في أمريكا- جَمَّدَ مصرف "بي إن بي باريبا" الفرنسي حسابات ثلاثة صناديق تَحَوُّط تعمل بالمضاربة في السوق العقارية الأمريكية، وتبلغ قيمة هذه الحسابات أكثر من 3,5 مليارات دولارا، وبذلك تفطّن خبراء المصرف مبكِّرًا للمخاطر التي تحيط بالقُرُوض المضمونة برُهون عقارية في الولايات المتحدة واعتبرها غير جديرة بالثقة، ونتج عن هذا القرار تدهور مؤشر داو جونز لأسهم أكبر ثلاثين شركة صناعية أمريكية، بنسبة قاربت 3%، وأثار قرار القرار تخوفات الوسطاء والمصرفيين والأوساط المالية بشكل عام بعض التخوفات من صناديق التحوّط التي لا ترضخ للضوابط، وتتلاعب بالمنتجات المالية "المُشْتَقّة" والمُتشعِّبة، وكانت تلك بداية أخطر أزمة مالية منذ الكساد الكبير أوائل الثلاثيينيات من القرن الماضي، غير أن حقيقة الوضع لم تَظْهَر سوى بعد سنة من ذلك، لأن التحالفات الطبقية المُهيمنة على أنظمة الحكم في أمريكا الشمالية وفي أوروبا واليابان رفضت أُطروحات بعض الباحثين وخبراء الإقتصاد التي استنتجت اتجاه العالم (بقيادة الرأسمالية في حقبة العولمة) نحو تباطؤ الإقتصاد وانحسار النشاط الإقتصادي وغير ذلك من بدايات مظاهر الأزمة، إلى حين إعلان انهيار مصرف "ليمان بروذرز" الأمريكي يوم 15 أيلول/سبتمبر 2008 الذي أصبح رسميا تاريخ بداية الأزمة التي ساهم الاحتياطي الفدرالي الأمريكي (المصرف المركزي) في التغطية على حقيقة اندلاعها بالإبقاء على العوامل التي شجعت الفورة العقارية، ومنها اعتماد معدلات فائدة متدنية جدا أدّت إلى إغراق الأسواق بالقروض لتشجيع الأسر على الاقتراض لشراء منازل، وأصبحت القروض محركًا وداعمًا للاستهلاك، خصوصًا بعد استحداث القروض المضمونة برُهُون، أعادت بعض المصارف بيعها على شكل "سندات ديون مضمونة بأصول"، بموافقة الأجهزة الرقابية ووكالات التصنيف الإئتماني (خصوصًا بين 2000 و 2004)، إلى أن رفع الاحتياطي الفدرالي (المصرف المركزي الأمريكي) معدلات الفائدة فوجدت الأُسر ذات الدّخْل الضعيف أو حتى المُتَوَسِّط تُلاقي صعوبات لتسديد القروض، ولكن سلطات الحكم لم تكترث لمشاغل هذه الفئات من العمال والموظفين، ما دامت الأسواق في ازدهار والمؤسسات المالية تُحقِّقُ مكاسب... ضخ المصرف المركزي الأوروبي 95 مليار يورو من المال العام، من مال المواطنين الأوروبيين ومن ضرائبهم، في خزائن المصارف سنة 2007 (أو ما يعادل ثلاثة أضعاف الناتج المحلي لدولة لكسمبورغ) بنسبة فائدة ضعيفة جدا وقريبة من الصفر (أقل من 0,25% ) بينما فرضت جميع الحكومات الأوروبية التقشف والتسريح من العمل وزيادة الضرائب غير المباشرة، منع زيادة المنح والحوافز للشركات والمصارف وإعفاء الشركات من الضرائب أو خفضها إلى أقصى حد... عن "فايننشال تايمز" +   أ.ف.ب 14/08/17

بزنس "حلال": بلغ إنفاق 121 مليون سائحا (صُنِّفُوا "مُسْلِمين") نحو 156 مليار دولارا دولار سنة 2016 على السياحة الداخلية والخارجية، وتوقع تقرير لجمعية أرباب عمل من تركيا أن يصل عدد السائحين "المسلمين" إلى 156 مليون سنة 2020 وأن يبلغ إنفاقهم "الحلال" 220 مليار دولارا وأن يرتفع حجم الإنفاق في قطاع السياحة "الحلال" إلى 300 مليار دولار سنة 2026، واخترع تُجّار قطاع السياحة (وهم ليسو بالضرورة مُسْلِمين) "السياحة الحلال" على أساس "تقديم الخدمات السياحية من فنادق ومطاعم ومراكز تجارية وأماكن ترفيهية، متوافقةً مع معتقدات ومبادئ الشريعة الإسلامية"، ومع طلبات الأُسَر الخليجية المُحافظة أو المُتَزَمِّتة، وبعض الفئات الوسطى من ماليزيا وإندونيسيا... أما سبب اهتمام رجال الأعمال الأتراك بهذا الموضوع فهو ارتفاع عدد السائحين "المسلمين" القادمين إلى تركيا من الخليج وإيران إلى حوالي خمسة ملايين سائح سنة 2014 وترغب حكومة الإخوان المسلمين في زيادة نصيبها من مبلغ 62,2 مليار دولارا أنفقه سائحو هذه الجنسيات في فنادق ومطاعم ومتاجر العالم سنة 2016 وخصوصًا في أوروبا التي اهتمت بالسياحة "الحلال" رغم التّنْكيل ب"المسلمين" الذين يعيشون في أوروبا لأنهم ينتمون إلى طبقة العُمال والكادحين والفقراء، وبلغ إنفاق السائحين المسلمين 142 مليار دولارا سنة 2014 باحتساب نفقات السفر وقد يرتفع المبلغ إلى 233 مليار دولارا سنة 2020... ارتفع عدد السياح حول العالم من حوالي 25 مليون سائحا سنة 1950 إلى 1,2 مليار سائح سنة 2016، ويتوقع أن يصل إلى 1,8  مليار سائحًا سنة 2030 أما عدد السائحين الداخلين (داخل بلدانهم) فيقدر بنحو ستة مليارات سنة 2016 (قد يسافر نفس السائح عدة مرات في السنة ليقيم في فنادق منطقة أخرى غير منطقة سكَنِهِ)... عن وكالة "الأناضول" (رسمية تركية) بتصرف 09/08/17



وهكذا المادة نشرة الإقتصاد السياسي عدد 392- 02 أيلول 2017 - إعداد: الطاهر المعز

هذا هو كل المقالات نشرة الإقتصاد السياسي عدد 392- 02 أيلول 2017 - إعداد: الطاهر المعز هذه المرة، ونأمل أن توفر فوائد لكم جميعا. حسنا، أراك في وظيفة أخرى المقال.

كنت تقرأ الآن المقال نشرة الإقتصاد السياسي عدد 392- 02 أيلول 2017 - إعداد: الطاهر المعز عنوان الرابط https://notscrets.blogspot.com/2017/09/392-02-2017.html

Subscribe to receive free email updates:

0 Response to "نشرة الإقتصاد السياسي عدد 392- 02 أيلول 2017 - إعداد: الطاهر المعز"

إرسال تعليق