عنوان: مهندسو الخراب والتدمير الشامل لمستقبل البلاد بقلم عثمان الحاج عمر
حلقة الوصل : مهندسو الخراب والتدمير الشامل لمستقبل البلاد بقلم عثمان الحاج عمر
مهندسو الخراب والتدمير الشامل لمستقبل البلاد بقلم عثمان الحاج عمر
ما رايته اليوم في 《رحبة الغنم》ستدفع تونس ثمنه في السنوات القادمة... فلاحون صغار، لا اتحدث عن السماسرة والوسطاء... فلاحين صغار.... يربي الواحد مهم من 10 الى 50 خروفا، يبيعونها بمناسبة عيد الاضحى... وجوه محروقة... يفترشون التبن والتراب في 《معروشات》من البلاستيك... وتشتوي الهريسة معدتهم... يقفون نهار كاملا وينامون بعين واحدة... في الليل... لا يغسلون وجوههم لمدة شهر او ثلاثة اسابيع ... يعانون كل فصول السنة من غلاء الاعلاف، وندرة المراعي... ليصلوا الى موسم البيع وقد بلغت قلوبهم الحناجر... يرمون سلعتهم بابخس الاثمان... لتقليص الخسارة كما قال احدهم... فلم يعودوا يتطلعون الى الربح
الناس تجوب ارجاء الرحبة... ويعانون الخرفان ويجسون ظهورها واسنانها... ولا يشترون... الاسوام اقل من العادي... اقل من سعر التكلفة... ومن المعاناة... والناس ... بفعل عدم الاطمئنان على مستقبلهم القريب بفعل هؤلاء الخبراء الذين ينذرون بالكارثة كل يوم... وبفعل ضبابية المشهد الحكومي... وتراجع سعر الدينار ونقص السيولة والغلاء في المعيشة وما خلفه موسم الصيف ورمضان والعيد... وما ينتظر الناس من مصاريقف بفعل العودة المدرسية... يملؤون الرحبة يقلبون ولا يشترون... ليس لان الانتاج ازداد... ولكن لان عدد العائلات التي ستشتري خروفا هذه السنة شهد نقصا كبيرا ... فاق ال 200 الف عائلة... بفعل استفحال الازمة وبفعل التفكير في غد مجهول والخوف من المستقبل وبفعل تخويفهم اغير المعتاد من خبراء الحكومة ووزائها... فان العرض فاق الطلب...
الفلاح الصغير سيدفع كل ذلك... سيدفع عدم تحمل الدولة مسؤوليتها في دعم الاعلاف والتشجيع على تربية الماشية... والمساعدة على التصدير الى الاقطار المجاورة... سيدفع جرائم السرقة وحتى السلب والاغارة عليهم في الليل والنهار التي اصبحت تهدد هؤلاء الفلاحين في القرى والارياف دون حماية من الدولة... سيدفع جرائم التهريب واغراق السوق من طرف اناس تاجروا في كل شيء حتى بقوت الناس وعرقهم وجهدهم... وعندما يعجز الفلاح الصغير عن دفع ثمن كل ذلك... سيتخلى عن الاشتغال في هذا القطاع... كما تخلى فلاحو الطماطم ذات سنة 2012 فقفز سعر علبة 1كلغ طماطم من 1080 مليما الى اكثر من 2400 مليما... وكما تخلى مربو ابقار الحليب... او كما اهرقوا مجموع حليبهم في الارض في مشاهد الندم والحسرة والغصة التي تملأ القلوب... هكذا يخرب الحكام الجدد حاضر البلد ومستقبلها... وهم لا يلتفتون ولا يفقهون... او ربما بوعي تام...
عندما لا تحقق دولة مثل تونس غنية باراضيها الفلاحية وبنسبة امطار مقبولة خلال السنة... وشعب صغير على مستوى عدد نفوسه ... عندما تعجز دولة مثل تونس بهذه المواصفات عن تحقيق اكتفائها الغذائي حتى من الخضر الورقية فاعلم ان الحكام هم السبب... تونس مطمورة روما تكاد تجوع... تونس الزيتون ياكل اهلها من كل الزيوت ما يشبه زيت المحركات... وصاحب الحظ يتذوق مرة في السنة زيت الزيتون... تونس الدقلة يصل ثمن 1كلغ من الدقلة او يفوق 10 دينارات... تونس التي اطعموا اهلها لحم الجيفة ولحم الحمير واللحم الفاسد... ويكاد الناس يقاقون من كثرة ما اكلوا من لحم الدجاج الابيض... ينتظرون عيد الاضحى لياكل الواحد منهم 100 غ لحما مشويا... يخطط الساسة فيها والحكام خاصة من حرماننا من ذلك
وهكذا المادة مهندسو الخراب والتدمير الشامل لمستقبل البلاد بقلم عثمان الحاج عمر
هذا هو كل المقالات مهندسو الخراب والتدمير الشامل لمستقبل البلاد بقلم عثمان الحاج عمر هذه المرة، ونأمل أن توفر فوائد لكم جميعا. حسنا، أراك في وظيفة أخرى المقال.
كنت تقرأ الآن المقال مهندسو الخراب والتدمير الشامل لمستقبل البلاد بقلم عثمان الحاج عمر عنوان الرابط https://notscrets.blogspot.com/2017/08/blog-post_861.html
0 Response to "مهندسو الخراب والتدمير الشامل لمستقبل البلاد بقلم عثمان الحاج عمر"
إرسال تعليق