نعم ينشغل التونسيون اليوم بزوبعة الارث التي تكتشف معها ان بعض التونسيين لا يزالون يحنون حتى إلى أقرار الرق واقامة الحدود بدعوى علوية النص وبشكل تكتشف معه انك في شعب الحاكمية الذي يعيش شيزوفرينيا رهيبة.
في هذه الزوبعة تمر تفاصيل أخطر.. شركات تطعم الجيش والتلاميذ لحما فاسدا جيفا وأبقارا مريضة بالسل مما يمثل تهديدا للمستقبل ولحماة الديار كما يحلو للبعض تسميتهم. ايها المنشغلون بالارث وتحريم مساواته أليس احرى بكم ان تهتموا بمن يتاجر بمستقبل ابنائكم وبصحتهم.
ايها الخائضون في الارث ولا ارث احيانا فلا الهالك ترك ولا ورثته المفترضين أخذوا عذا الامراض التي سيرثونها من هذا الفساد المستشري الذي ينخر عظام الوطن. لقد قامت القائمة لان الواحد منا قد يسوى بين ابنه وابنته في التركة او يتساوى مع اخته في الارث. ولكن لا احد يفتح فمه امام تغول المافيات ونخرها للوطن وتوريثها الامراض للابناء في المدارس. يا جماعة ألستم ممن هلل طويلا لوزير التابلات ؟ ها قد انكشف المستور فاذا تابلته التي لم نر منها غير الضجيج تنكشف لحما فاسدا ومصابا بالسل. هذا هو الارث التعيس الذي نتساوى فيه جميعا.


لحم اطفالنا رخيص ينهشه التهاب الكبد الفيروسي في المدارس ويضيف اليهم اهل الجشع الجيف المريضة بالسل. تداعيتم كخلايا السرطان ضد المساواة في الارث ولكنكم تصمتون امام المساواة في القهر والاهانة والتجهيل والمرض.
اعتقد بغبائي ان مسالة اللحم الفاسد اخطر مئات المرات من مسالة التساوي في الارث التي شحذ الجميع سكاكينه فيها. ولو كنا حقا نبتغي دولة المواطنة ما اثارت مسالة الارث اشكالا اصلا ولكان الاعتداء على أطفالنا هو القضية الرئيسية.
لنكن اكثر سذاجة ونسال هؤلاء مالذي يقلقك اكثر ان يتساوى ابنك او ابنتك في الارث ام ان يعود لك احدهما مريضا بالسل من المدرسة؟ طبعا ينبغي ان يتخيل الجميع ابنه طفلا ريفيا يقيم في مبيت تعيس من مبيتات هذه الدولة التي تدعي انها دولة,
اخيرا لابد من غمزة ايضا لبعض الحداثيين والحداثيات ادعاء. نعم للمساواة في الارث وفي الحقوق والواجبات بين المراة والرحل ولكن هذا المبدأ لا ينبغي ان يدافع عنه من حلوا مشكلة المساواة باستعمال قاصر معينة منزلية فتساووا في الرفاهية الآثمة على حساب طفولتها.

مراد الحاجي
كاتب وباحث في الحضارة العربية الاسلامية