عنوان: تطورات مهمة تحدث داخل حركة النهضة.محمد بوعود
حلقة الوصل : تطورات مهمة تحدث داخل حركة النهضة.محمد بوعود
تطورات مهمة تحدث داخل حركة النهضة.محمد بوعود
زيارة الاتحاد تخلق ديناميكية جديدة في النظرة الى دمشق:
الموقف من سوريا يلقي حجرا في البرك الآسنة.. ويعيد خلط الأوراق
"الاتحاد على صواب في زيارته للدولة السورية، علام هذه الشيطنة، استمرار الدولة بنواقصها أفضل من الفارغ، الأمثلة عديدة"، كان هذا حرفيا نصّ التدوينة التي خطّها عضو المكتب السياسي لحركة النهضة السيد عبد الله الخلفاوي، على صفحته الشخصية على شبكة التواصل الاجتماعي فايسبوك، والتي أثارت ردود فعل متباينة داخل الحركة، وأبرزت لأول مرة تيارا معاكسا للتوجه العام داخلها، وقد يكون متواجدا من قبل لكنه صامت، وقد يكون نمى حديثا أيضا، وتكوّن بفعل تطورات الساحة في سوريا، وتطورات الاوضاع دوليا واقليميا.
هذا التيار الجديد، الذي كسر طابو "مناصرة الثورة السورية ضد السفاح بشار" الذي تبنته النهضة بكل قوة منذ مارس 2011، والذي جعل من مواقفها متماهية مع كل ما قيل ويُقال عن التسفير وتشجيع الارهابيين على القتال ضد الجيش السوري وغيرها من التهم التي وجّهت لها، والتي قد لا تجد ما يؤكدها قانونيا، لكن دلائل عديدة لا تنفي سكوت الحركة عن كثير منها، خاصة وأن دعاة القتال في سوريا لا يبعدون عن منظومتها، ويدورون في فلكها، كالفيلسوف أبو يعرب المرزوقي، أو عضو المجلس التأسيسي السابق الحبيب اللوز، أو الامام الجوادي، وحتى وزيرها للشؤون الديني نور الدين الخادمي.
اضافة الى ذلك عرفت الحركة بأنها من عُتاة المعادين للدولة السورية طيلة السنوات الفارطة، سواء في الداخل الوطني، أو في المحافل الدولية، ووقفت بكل قوة الى جانب الممالك الخليجية في سعيها الحثيث لاسقاط النظام في دمشق.
ولا يمكن لاحد أن ينسى أو يتجاهل أو ينكر، امضاء الشيخ راشد الغنوشي رئيس الحركة على بيان النفير الذي أطلقه الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، عقب اجتماع القاهرة برئاسة الرئيس مرسي قبل خلعه بأيام معدودات، حين قال البيان حرفيا: "ويعتبر علماء المسلمين أن الجهاد فرض عين على كل مسلم ومسلمة حتى اسقاط النظام النصيري العلوي الكافر في سوريا"، وهو موقف لا يمكن التغاضي عنه أو تركه بعيدا، لانه أول موقف يكفّر الدولة السورية علنا، وقد امضى عليه الشيخ راشد، سواء باسمه كعضو مع القرضاوي في الاتحاد، أو بصفته كرئيس للحركة.
فما الذي تغيٍّر الان، وما الذي أثار جدلا حول هذا الموضوع، أو بالاحرى نسف هذا التوافق الشبه تام الذي كان سائدا طيلة سنوات داخل الحركة في موقفها من سوريا؟
البداية كانت بتدوينة السيد عبد الله الخلفاوي، الذي رأى حجم الشيطنة والقذف والسبّ الذي يتعرَّ له الاتحاد ووفده الذي سافر الى دمشق مؤخرا، والذي لم يتمالك نفسه من التعبير عن حالة داخل النهضة، بدأت تراجع مواقفها، وبدأت تقرأ الاشياء والتطورات، قراءة سياسية عقلانية براغماتية، بعيدا عن التحزّب الايديولوجي والانحياز السياسي الاعمى الذي حكم مواقف الحركة من هذا الملف، ومنع سابقا كل اجتهاد فيها، بل ترك الملف برمته في يد الشيخ راشد الغنوشي، وحساباته الدولية والاقليمية، ورهاناته على محور الدوحة/اسطنبول، الذي يمنع كل تقارب مع دمشق، بل يعتبره خيانة لا تُغتفر، وايضا بيد نظام الحكم في تونس الذي يخشى أن يقترب من مواقع النفوذ الفرنسي، ومن القرار السعودي، ومن هيمنة امريكا على الملف السوري، والذي حوّل الدبلوماسية التونسية في هذا الملف الى مجرّد تابع يمضي على التحالفات والقرارات دون حتى ان يسأل عن فحواها.
الرجّة التي أحدثتها تدوينة السيد عبد الله الخلفاوي لم يكن السهل تقبّلها على مجموعات كبيرة من قيادات الحركة التي تمعّشت طويلا من هذا الملف (بغضّ النظر عن نوع التمعّش، اذ ليس بالضرورة ان يكون ماديا)، واشتغلت ماكينة الشيطنة التي كانت موجّهة الى الاتحاد والى السيد بوعلي المباركي، لتنقلب فجأة ودون سابق انذار نحو الخلفاوي، الذي صورته قواعد كثيرة من النهضة على أنه شقّ عصا الطاعة، وخرج عن الصفّ، ويريد انشقاقا في مواقف الحركة، ويعمل لحساب أجندات خارجية وغيرها من النعوت التي قُذف بها الرجل لمجرد أن أبدى موقفا في هذا الملف الذي تسعى قيادة الحركة لتبقيه خارج دائرة النقاش.
بل وصل الامر ببعض المأجورين الى نعت الرجل بالشيعي والرافضي والشبيح وغير ذلك من المقولات التي لم يكن سياق الانضباط الحزبي يسمح بها أبدا داخل أدبيات الحركة وفي محيطها الاعلامي القريب والبعيد أيضا.
بعد هذه الحملة، تحرّكت العجلة السياسية داخل قيادة الحركة نفسها، وأصرّ بعض زملائه في المكتب السياسي على طرح موضوع تدوينته في اجتماع مجلس الشورى ليم السبت الفارط، لكن وقوف بعض أعضاء المكتب بحزم معه، جعل اجتماع الشورى لا يتطرق الى الموضوع لأنه قانونا خارج جدول الأعمال، رغم أن ظلاله بقيت مخيمة على اجتماع الشورى.
من الغد صباحا، أي يوم الأحد، الذي يصادف أيضا انعقاد المكتب السياسي للحركة، حصل تطور جديد في الملف، حيث صرّح السيد عبد اللطيف المكي أحد القادة التاريخيين للحركة، والذي حظي بأكبر نسبة أصوات في مؤتمرها التاسع قبل سنوات، ووزير الصحة في حكومتها، صرح لبرنامج أخر طبعة على قناة الميادين بأنه يأسف لقطيعة مع دولة مثل سوريا، عُرفت بمواقفها القومية وبمساهمتها في كل المعارك التي خاضتها الأمة ضد الاحتلال الصهيوني، وقال إن ما يجري هو هجمة إرهابية على سوريا، وأن الواقع يقتضي عديد المراجعات في المواقف، وقال أن موقف الحركة قابل للتطور في هذا الاتجاه.
مباشرة بعد لقائه على قناة الميادين، انطلقت أشغال المكتب السياسي للحركة، والذي تقول أنباء واردة من داخله، أن صقور الحركة أصروا على إدانة عبد الله الخلفاوي، وذهبوا حتى للمطالبة بعزله فورا أو تجميده، لكن التسريبات تقول أيضا ان الخلفاوي لم يسكت ودافع عن وجهة نظره بشراسة، وبين وجاهة موقفه، واجبر الجميع على الصمت، رغم غياب السيد لطفي زيتون عن الاجتماع، والذي كان يدعمه بقوة، ورغم أن باقي الاعضاء قد وضعوا كل ثقلهم "لتأديبه" على هذه الجرأة في ملف يعتبرونه من الطابوهات.
الخلاف الحاد داخل المكتب السياسي أجبر الشيخ راشد الغنوشي على التدخّل، ووضع حدّ للمسألة بأن تقبّل نوعا ما موقف السيد عبد الله الخلفاوي، واعتبر ان من حقه ابداء رأيه وموقفه، وأن الحركة غير جامدة على موقف واحد، وهي قابلة لكل التطورات.
مصادر من داخل الاجتماع أكدت أن الشيخ راشد قد قال خلال الاجتماع ان العلاقة مع دمشق قد تعود خلال أشهر قليلة قادمة، وان الدولة التونسية لم تقطع العلاقات رسميا، بل فقط هو قرار من الرئيس المرزوقي بطرد السفير.
وقال الغنوشي أيضا مسألة اعادة العلاقات تبقى من مشمولات رئيس الجمهورية، وأن كل شيء في السياسة قابل للتطور والنقاش، وأن على أبناء الحركة أن لا يكونوا جامدين في مواقفهم، وأن يحسبوا حسابا لكل التطورات.
وبانتهاء اجتماع مجلس الشورى وبعده المكتب السياسي، دون اقرار أي عقوبة في حق السيد عبد الله الخلفاوي، يبدو ان المطلوب قد حدث، وهو حلحلة الموقف النهضاوي من دمشق، وأن السيد الخلفاوي قد ألقى حجرا في بركة آسنة من الانحياز الاعمى الى طرف دون تقبّل للتغيرات ودون قراءة للواقع ودون تمحيص في الاسباب والخلفيات التي أدت الى كل هذه المأساويات في سوريا والمنطقة.
ولا شك أن انطلاق النقاش حول الموضوع في داخل الحركة والذي لم يكن ليُطرح اصلا، جاء عقب زيارة الاتحاد الى دمشق، وعقب حملة الشيطنة التي تعرّض لها، والتي تعود في أساسها إلى المواقع الإعلامية والاجتماعية المحيطة بالنهضة، والتي يبدو أنها تفاجأت بنقل النقاش الى داخلها، وبإحداث شرخ في الموقف المتصلّب الذي تقفه النهضة منذ انطلاق الأزمة السورية.
عقلاء النهضة يعتبرون ان مواصلة الوقوف الان ضدّ دمشق، بعد التطورات الاقليمية والدولية، وبعد الانتصارات الميدانية، وبعد الترتيبات الميدانية، التي حسمت مسالة الفرز في سوريا، يجعلهم يقفون –أرادوا أم كرهوا – الى جانب داعش وجبهة النصرة والتنظيمات الإرهابية المتفرعة عن تنظيم القاعدة، وهذا الموقف بالتأكيد لا يمكن أن يخدم الحركة حاضرا ولا مستقبلا.
محمد بوعود
وهكذا المادة تطورات مهمة تحدث داخل حركة النهضة.محمد بوعود
هذا هو كل المقالات تطورات مهمة تحدث داخل حركة النهضة.محمد بوعود هذه المرة، ونأمل أن توفر فوائد لكم جميعا. حسنا، أراك في وظيفة أخرى المقال.
كنت تقرأ الآن المقال تطورات مهمة تحدث داخل حركة النهضة.محمد بوعود عنوان الرابط https://notscrets.blogspot.com/2017/08/blog-post_548.html
0 Response to "تطورات مهمة تحدث داخل حركة النهضة.محمد بوعود"
إرسال تعليق