عنوان: حديث الوطن بقلم: أبو فاخر/ أمين السر المساعد لحركة فتح الانتفاضة : القدس في عين العاصفة
حلقة الوصل : حديث الوطن بقلم: أبو فاخر/ أمين السر المساعد لحركة فتح الانتفاضة : القدس في عين العاصفة
حديث الوطن بقلم: أبو فاخر/ أمين السر المساعد لحركة فتح الانتفاضة : القدس في عين العاصفة
القدس في عين العاصفة
والمقدسيون رأس الرمح، وطليعة المواجهة
القوى الوطنية الفلسطينية أمام امتحان وطني كبير
فلنتهيأ للمواجهة، ولنحسم الأمر، إنه المفصل التاريخي، إنها المسؤولية الوطنية
ما تعرضت له مدينة القدس على وجه العموم، والمسجد الأقصى على نحو خاص، في الرابع عشر من تموز 2017، ليس مجرد أحداث عادية طالما اعتدنا عليها، وليس مجرد تصعيد عسكري صهيوني طالما شهدناه، وليس ردة فعل على عملية فدائية جرت في باحات المسجد الأقصى، ليأخذ منه العدو الصهيوني ذريعة لهذا التصعيد، فهو في الواقع لا يحتاج لأية ذرائع عندما يضع خططه ومشاريعه قيد التطبيق والتنفيذ.
ما قاوم و يقوم به العدو هو برنامج ومشروع كامل، بسط السيطرة والنفوذ والهيمنة والإخضاع على الشعب الفلسطيني وعلى كامل الوطن، وعلى القدس وخاصة ضد المقدسات الإسلامية والمسيحية والمسجد الأقصى في المقدمة.
ويستغل العدو الصهيوني الواقع الرسمي العربي المترهل والمتداعي، وخاصة واقع سلطة الحكم الإداري الذاتي، وكذلك جملة الأوضاع العربية رسمياً وشعبياً، والانشغالات العالمية التي وضعت قضية فلسطين جانباً، ولا تستحضرها إلا عندما تتهيأ لمشروع جديد من مشاريع الإملاء والإخضاع وفرض الاستسلام على شعبنا، وتصفية قضيتنا.
لم يعد العدو الصهيوني يقف عند الجهات العربية الرسمية التي تقيم العلاقات معه، فهو لا يقيم لها وزناً، سواء أكانت السلطة أو الأردن الذي يشرف على أوقاف القدس، ولا عند أي دولة عربية حتى التي طبعت العلاقات معه وتبادلت الزيارات معهم في عواصمهم، واستقبلتهم في مراكزهم الحكومية، وتعتبر كل موقف يصدر عنهم حتى بصورته الخجولة موقف لا يهمهم ولا يعني لهم شيئاً.
القدس تحتاج للحماية وكذلك الأقصى، والمسجد الأقصى لا يجري حمايته من باحاته وبواباته، بل من السور، من سور القدس، ولم يفت الأمر رغم خضوع القدس للاحتلال منذ خمسين عاماً، والسور ليس دائماً جدار وحجارة، ففي مراحل تاريخية يكون السور طوقاً بشرياً يحمي المسجد الأقصى.
منذ الرابع عشر من تموز يوم إغلاق الأقصى، ومن ثم تركيب البوابات الإلكترونية أخذ الحراك الشعبي دويه، وشهدنا الصلاة على الإسفلت قبالة الأقصى، فرفض شعبنا الصلاة فيه والدخول إليه بإشراف صهيوني عبر البوابات إلكترونية،ـ فلقد أدرك أهلنا في القدس أن وضع البوابات على مداخل الأقصى رسالة تقول، أنه هو الذي يتحكم، وهو السيد بلا منازع، وهو صاحب القرار في الفتح والإغلاق، وهو الذي يحدد من يدخل المسجد ومن ممنوع عليه الدخول، هو من يقرر السماح برفع الآذان ، أو اخفاض الصوت، أو منعه نهائياً.
أمام هذا كله وأمام مشروع وبرنامج ومخطط التهويد والاستيطان والاستيلاء على الأقصى، وهو الذي لم يتوقف يوماً عن التطاول عليه سواء بإحراقه عام 1969، أو اقتحامات المستوطنين لباحاته بشكل متواصل، أو الاستيلاء على الحائط الغربي للمسجد (حائط البراق وليس المبكى)، أو حفر الأنفاق تحت المسجد بما يهدد أساساته ويعرضه في كل وقت للانهيار، إلى غير ذلك من تغيير للمعالم الإسلامية.
أمام هذا كله وبعد انكشاف طبيعة السلام الزائف الذي جرى الترويج له، وأمام مشاريع الحل التصفوي ، أو منا يسمى بالحل الأمني، أو صفقة القرن، وهو حل تصفوي بامتياز لابد من تحديد المواقف من دون لبس، أو غموض أو لعب على الكلمات.
ومن هنا فإن أي موقف يصدر فلسطينياً أو عربياً يجب أن يستند أولاً وقبل كل شيء إلى تشخيص دقيق لطبيعة التصعيد النوعي في القدس بشكل عام، وعلى الأقصى على نحو خاص، وبدون هذا التشخيص الدقيق، تخرج المواقف ملتبسة، أو تهدف للاحتواء والالتفاف على الموقف الشعبي الغاضب والمتحرك والمتنامي.
مواقف الحرد، ووقف الاتصالات مع العدو لحين إزالة البوابات الالكترونية لا ترتقي لمستوى التحدي والخطر الداهم، والدعوة لاجتماع المجلس المركزي ليصادق على بيان معد سلفاً يكرر عبارات الغضب والإدانة والاستنكار ومطالبة المجتمع الدولي بالضغط على الكيان الصهيوني، والدعوة لاجتماعات الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي و.. و.. إلخ، لا تجدي نفعاً، وكما يقال (إلي بجرب المجرب عقله مخرب)، ودعوة اللجنة التحضيرية لعقد المجلس الوطني لاستئناف عملها هو هروب من الاستحقاقات الوطنية المترتبة على السلطة ذاتها ومنظمة التحرير في واقعها.
فهناك استحقاقات وطنية لا يجوز تجاهلها أو القفز عنها، أقلها تمزيق اتفاق أوسلو، واعتبار وثيقة الاعتراف لاغيه وباطلة وكأنها لم تكن.
الاستحقاقات الوطنية هي في إطلاق طاقات شعبنا وتعزيز صموده، وعدم ملاحقة المقاومين، هي في فك كل ارتباط بكل المطبعين والمندمجين بالمشروع الصهيوني، والوقوف إلى جانب قوى المقاومة في الأمة، إلى جانب جبهة المقاومة المتسعة.
لقد حملت الأخبار عن رضوخ العدو الصهيوني مرغماً على رفع البوابات الإلكترونية والكاميرات، وهو انجاز وطني لأهل القدس الذين عاندوا الاحتلال ورفضوا اجراءاته ورفعوا الصوت عالياً وتمسكوا بمطالبهم كاملة.
لا نحمل أهل القدس مالا يحتملون، فما كان يجوز تركهم وحدهم في ساحات المواجهة، لقد كانت فرصة للكل الفلسطيني أن يهب مستخلصاً الدروس، بأنه لا خيار سوى الانتفاضة في مواجهة العدو ومقاومته بكل الأشكال، وهذا ما ندعو إليه اليوم وأمام الأخطار المحدقة والداهمة أن يتحمل الكل الفلسطيني المسؤولية الوطنية وفي ذلك امتحان وطني له ما بعده، ولازال النداء ملحاً أن نتهيأ للمواجهة، وأن نحسم الأمر، إنه الامتحان الوطني، إنه المفصل التاريخي، إنها المسؤولية الوطنية.
إلى أهلنا في القدس، المرابطون الصامدون، أنتم رأس الرمح في معركة المواجهة، وأنتم طليعة المواجهة، ولقد أثبتم بصبركم وصمودكم وتضحياتكم أنكم حماة الأقصى، فتاريخ أهل القدس أثبت أن الانتفاضات الشعبية الواسعة تشتعل منها، وهي التي تطلق شرارتها، وهي التي تعيد لفلسطين حضورها، وللقدس أنوارها، وللمسجد الأقصى رمزيته الدينية والروحية.
____________
(2)
مدينة الخليل التاريخية (البلدة القديمة)، والحرم الإبراهيمي الشريف
في عهدة لجنة التراث العالمي/ اليونيسكو
وكفى الله المؤمنين شر القتال
* حارات وأحياء البلدة القديمة تئن من الاحتلال والاستيطان وعصابات المستوطنين، ويتعرض للتخريب والتهديم والتضييق على السكان، وتصرخ بأعلى صوت هذا ما فعلته السلطة في بروتوكولاتها الموقعة مع العدو الصهيوني (بروتوكول الخليل 1997).
* رابع أقدس مسجد إسلامي بعد الأقصى، والكعبة الشريفة، والحرم النبوي الشريف حيث قبر الرسول صل الله وعليه وسلم، يتعرض للتدنيس والعبث والتسلط والتقسيم وتغير المعالم الإسلامية دون أن يحرك ذلك ضميراً أو وجداناً أو معتقداً.
* مدينة الخليل التاريخية جرى بناؤها بناء على وصية الرسول الكريم للصحابي الجليل تميم ابن أوس الداري، لحماية قبر سيدنا إبراهيم عليه السلام والتبرك به، وهكذا كانت البداية في بناء 14 حارة متصلة حول الحرم الإبراهيمي الشريف لتشكل في مجموعها مدينة الخليل التاريخية التي يطلق عليها الآن اسم البلدة القديمة.
صدر مؤخراً قراراً عن لجنة التراث العالمي – اليونيسكو، بوضع البلدة القديمة/ مدينة الخليل التاريخية، والحرم الإبراهيمي الشريف على لائحة التراث العالمي.
ودون الانتقاص من أهمية القرار الذي يصعب تنفيذه وإجبار الكيان الصهيوني على الامتثال له الأمر الذي يجعلنا لا نعول عليه لأنه لا يغير من واقع الحال، إلا أنه يضع واقع مدينة الخليل التاريخية والحرم الإبراهيمي أمام الرأي العام العالمي، كقضية حاضرة، تشكل على الدوام إدانة للعدو الصهيوني وإجراءاته التعسفية، الذي لا يقيم وزناً للمعاير الدولية والقرارات الدولية، وفضيحة له على ممارسته العنصرية البغيضة.
لقد فتح هذا القرار الباب واسعاً لإعادة استحضار مدينة الخليل والحرم الإبراهيمي وما يتعرضون له من هتك وتدنيس وتهديم وتغيير للمعالم واعتداء صارخ على رمزية الحرم الإبراهيمي.
ويقودنا هذا إلى الوقوف عند عدد من القضايا التي غابت عن الاهتمام أو جرى تجاهلها والقفز عنها، بل وتجهيل الناس بتاريخ المدينة وما تمثله من رمزية إسلامية، جعل منها جزء من التراث الإسلامي بالأساس، وأن أي اعتبار لها كجزء من التراث العالمي، هو امتداد لكونها جزء من التراث الإسلامي لما فيه من عراقة وتاريخ وحضارة.
إن التأكيد على أن مدينة الخليل التاريخية جزء من التراث الإسلامي، يعني أنها مدينة إسلامية بالأساس، وهي كذلك أولاً وأخيراً، بما في ذلك التأكيد على إسلامية سيدنا إبراهيم عليه السلام، وإسلاميته لا تعني اعتناقه للدين الإسلامي، فلم تكن الديانة الإسلامية قد نزلت بعد، وسيدنا إبراهيم عليه السلام عاش في القرن السابع عشر قبل الميلاد، لكن القرآن الكريم أبلغنا أن سيدنا إبراهيم لم يكن يهودياً أو نصرانياً، بل كان مسلماً حنيفاً ولم يكن من المشركين وهذا ما جاء به القرآن الكريم في سورة آل عمران، وأن يكون سيدنا إبراهيم مسلماً هو بمعنى الخشوع لله سبحانه وتعالى والإيمان بالتوحيد، وأن يكون حنيفاً بمعنى أن يكون متحنفاً عن الشرك.
إن التأكيد على البعد الإسلامي لمدينة الخليل التاريخية وعلى إسلامية سيدنا إبراهيم لا يعني بأي حال من الأحوال طرح الصراع مع الصهاينة الغزاة وكأنه صراع مع اليهود أو صراع ديني، بل في إطار الرد ودحض المزاعم التوراتية المزيفة التي تستند إلهيا الحركة الصهيونية والكيان الصهيوني في الاستيطان والتهويد والاستيلاء على الحرم الإبراهيمي، الذي يحوي قبور الأنبياء العظام، قبر سيدنا إبراهيم، وزوجته سارة، وقبور إسحاق ويعقوب وزوجاتهما رفقة وليقة، على اعتبارهم أنبياء اليهود وأنهم من أتباعهم.
فسيدنا إبراهيم أبو الأنبياء الذي رفع راية التوحيد والابتعاد عن الشرك.
إن هذا التوضيح أمر بالغ الضرورة، وهذا التوضيح لا يحول دون أن يكون قبر سيدنا إبراهيم موضع حج وزيارة وهكذا كان عبر التاريخ ولكل أصحاب الديانات، ولكن الحج إليه أمر مختلف تماماً عن الادعاء بالحق الذي يقود للاحتلال والاغتصاب والعبث والتطاول على الرمزية الدينية التي يمثلها سيدنا إبراهيم عليه السلام.
إن هذه الخصائص تقودنا إلى حقيقة تاريخية أخرى أن بناء مدينة الخليل التاريخية بدأت تنفيذاً لوصية الرسول صل الله عليه وسلم إلى الصحابي الجليل تميم بن أوس الداري وفي هذا حديث طويل لا يتسع المجال لاستعراضه كاملاً.
فمدينة الخليل التاريخية، هي المدينة الحرم، على غرار القدس – الأقصى، ومكة –الكعبة، والمدينة المنورة، الحرم النبوي الشريف- وقبر الرسول الأعظم.
إن هذا الواقع وهذه الحقيقة التاريخية هو ما تم تجاهله نهائياً عندما تم التوقيع على الاتفاق المشؤوم المعروف بـ بروتوكول الخليل 1967، الذي قسم المدينة إلى قسمين، ليضع البلدة القديمة بأكملها تحت السيرة الأمنية لجيش الاحتلال الأمر الذي زاد من حمى بناء البؤر الاستيطانية داخل البلدة وتزايد الاستيطان في أرجائها.
أن تضع لجنة التراث العالمي الحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة على لائحة التراث العالمي أمر جيد وأن كان يصعب تنفيذه، فلقد تعاطى العدو الصهيوني مع القرار باستخفاف وجرى وصفه بالقرار المشين، وتعاطت الولايات المتحدة الأميركية باستخفاف هي الأخرى بل وصفته بأنه يعيق عملية السلام.
إن أهمية هذا القرار لا يجوز أن يعني أن الخليل جرى حمايتها، وأن ما تحويه من تراث وأثار إسلامية تاريخية جرى صونها.
للعرب والمسلمين جميعاً، القرار لا يعفيكم من مسؤولياتكم، فالصمت على ما جرى ويجري في القدس والأقصى، وعلى ما جرى ويجري في مدينة الخليل بأجمعها والبلدة القديمة والحرم الإبراهيمي استكانة وخنوع وذل.
لجماهير الشعب الفلسطيني، لكل قواه الوطنية المناضلة والمقاومة، لازالت مهمة إسقاط أوسلو وكل ما نتج عنه من اتفاقات وبروتوكولات هو سبيل شعبنا لحماية حقوقه، وهو الذي يفتح الآفاق لجيل كامل من شعبنا وأمتنا، لمواصلة النضال والمقاومة حتى تتحرر الأرض من دنس الغاصبين والمحتلين.
وهكذا المادة حديث الوطن بقلم: أبو فاخر/ أمين السر المساعد لحركة فتح الانتفاضة : القدس في عين العاصفة
هذا هو كل المقالات حديث الوطن بقلم: أبو فاخر/ أمين السر المساعد لحركة فتح الانتفاضة : القدس في عين العاصفة هذه المرة، ونأمل أن توفر فوائد لكم جميعا. حسنا، أراك في وظيفة أخرى المقال.
كنت تقرأ الآن المقال حديث الوطن بقلم: أبو فاخر/ أمين السر المساعد لحركة فتح الانتفاضة : القدس في عين العاصفة عنوان الرابط https://notscrets.blogspot.com/2017/07/blog-post_566.html
0 Response to "حديث الوطن بقلم: أبو فاخر/ أمين السر المساعد لحركة فتح الانتفاضة : القدس في عين العاصفة"
إرسال تعليق