عنوان: الحلف الأميركي الصهيوني السعودي واستراتيجية التطويق لسوريا و إيران توفيق المديني
حلقة الوصل : الحلف الأميركي الصهيوني السعودي واستراتيجية التطويق لسوريا و إيران توفيق المديني
الحلف الأميركي الصهيوني السعودي واستراتيجية التطويق لسوريا و إيران توفيق المديني
بريد الحرية -دشنت زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السعودية يومي 20و 21 آيار/مايو 2017والكيان الصهيوني يوم 22 آيار /مايو 2017،مرحلة جديدة من الصراع العربي الاسرائيلي،فبعد أن كان الكيان الصهيوني و لا يزال يمثل القاعدة الاستراتيجية المتقدمة للإمبريالية الأميركية في منطقة الشرق الأوسط،هاهي مجرى التطورات في الحرب الكونية الإرهابية على سوريا التي لعبت فيها الدول الخليجية ، لا سيما السعودية وقطر، دورًا رئيسًا في تمويل و تسليح الحركات الإرهابية التكفيرية من أجل إسقاط الدولة الوطنية السورية وتقسيم سوريا إلى دويلات طائفية وعرقية ،خلال السنوات السبع الأخيرة، تفرز ولادة الحلف الجديد المتكون من الإمبريالية الأميركية ، و الكيان الصهيوني ، و الدول الخليجية (السعودية وقطر الخ)، تحدد مهمته في تفجير حروب مذهبية في العالمين العربي و الإسلامي ،يكون وقودها إيران ومحور المقاومة من جهة ودول المؤتمر الإسلامي من جهة أخرى، الأمر الذي يذكرنا ، بحروب المئة عام في أوروبا في القرون الوسطى!
إنه التحالف التاريخي بين الصهيونية اليهودية و الصهيونية العربية ، اللتان أصبحتا تشكلان جيبًا وظيفيًا من جيوب الإمبريالية الأميركية ، واستراتيجيتها في المنطقة القائمة على وضع خرائط طريق لتمكين الإرهاب التكفيري الوهابي الظلامي من المزيد من القوة والفتك بالدول والشعوب في المنطقة ، وخلق جهنم للتقتيل والتدمير في كل قطر أو بيت في العالم، عدا أمريكا خالقة الإرهاب ومعلمته، وحاميته والواقفة خلفه بالسياسة والسلاح والفكر الشيطاني؟!
إن زيارة ترامب وبرنامج اللقاء مع قادة الدول الإسلامية في قمتهم، بل لمتهم غير المسبوقة علناً، تستهدف وضع برامج جديدة للتعليم والتثقيف، والأدلجة الفكرية والاستراتيجية التي تصل إلى حدود تحريف الدين الإسلامي الحنيف،وشطب كل المبادئ والتعاليم والسلوكيات التي تصف العدو الصهيوني كما هو، وكما فيه من حقد وشر وعنصرية وتدمير للقيم الإنسانية؟!!(1).
إن زيارة ترامب وبرنامج اللقاء مع قادة الدول الإسلامية في قمتهم، بل لمتهم غير المسبوقة علناً، تستهدف وضع برامج جديدة للتعليم والتثقيف، والأدلجة الفكرية والاستراتيجية التي تصل إلى حدود تحريف الدين الإسلامي الحنيف،وشطب كل المبادئ والتعاليم والسلوكيات التي تصف العدو الصهيوني كما هو، وكما فيه من حقد وشر وعنصرية وتدمير للقيم الإنسانية؟!!(1).
لقد بدأ هذا التحالف الصهيوني- الرجعي العربي بالتبلور على المستوى الجيوسياسي والعسكري والاقتصادي،منذ أن بدأت وسائل الاعلام الشرقية والغربية تتحدث منذ أشهر حول العلاقات والاتصالات بين الكيان الصهيوني و المملكة السعودية ، وبات واضحا الآن أن المقصود بذلك تطبيع حقيقي للعلاقات بين اسرائيل والسعودية ، وحول تحالف سياسي وعسكري والمزيد من اللقاءات. والدليل على هذا التقارب الإعلان عن بداية أعمال بناء سفارة سعودية في تل أبيب رسميا، لم يكن هناك علاقات ديبلوماسية بين الطرفين منذ تأسيس اسرائيل عام 1948 أي منذ (النكسة) التي أدت إلى إبعاد مئات آلاف الفلسطينيين عن أراضيهم.
ومع ذلك، تأكد التقارب بين الكيان الصهيوني و المملكة السعودية منذ عام 2005، من خلال اتفاق رسمي بين الرئيس الأميركي جورج بوش (حليف إسرائيل وسياسته الاستعمارية) وملك السعودية فهد الذي أعلن آنذاك ،موافقته الاعتراف الرسمي ب«إسرائيل» كدولة. مذ ذاك، ووفقا للعديد من المحللين تأكد التقارب بين الطرفين بسرعة، إلى أن تم تعيين الأمير وليد بن طلال سفيرًا قريبًا في تل أبيب. وكان مدير مركز الدراسات الاستراتيجية السعودي في الشرق الأوسط بجدة أنور اسحاقي في لقاء له مع صحيفة يديعوت احرونوت صرح أن «التعاون بين الرياض وتل أبيب ضد أعدائهما المشتركين (إيران، سورية و حزب الله) وصل إلى حد تشجيع السعودية لجميع الدول العربية لتطبيع علاقاتها الديبلوماسية مع اسرائيل». فالشرط الوحيد الذي فرضته السعودية هو قبول اقتراح السلام الذي تقدمت به السعودية عام 2016 بشأن الأراضي المحتلة (الفلسطينية ومرتفعات الجولان)، وهو اقتراح معدل ويحرم عودة آلاف اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم وأيضا استعادة مرتفعات الجولان إذ ستبقى تحت إدارة الكيان الصهيوني . وأضاف اسحاقي «إذا وافقت حكومة نتنياهو على اقتراح السلام العربي، ستدعو السعودية اسرائيل إلى المشاركة في الكونفدرالية الاقتصادية مع دول المنطقة لإنشاء منطقة تجارة حرة تنشئها السعودية على جزيرة تيران التي باعها السيسي عام 2016، وبناء جسر على البحر الأحمر يصل آسيا بالقارة الإفريقية.
وفي الواقع، على الصعيد الاقتصادي، نقلت الصحافة الاسرائيلية أن السعودية والإمارات وقعتا على عقود بملايين الدولارات مع تل – أبيب بهدف «دعم الاقتصاد الاسرائيلي». وعلى الصعيد العسكري، التقارب بين الكيان الصهيوني و السعودية له جذور قديمة. فالرياض مولت غزو «اسرائيل »للبنان عام 2006، بهدف تدمير العدو المشترك لهما الذي تمثل بحزب الله والمقاومة اللبنانية. كما دعم الكيان الصهيوني رسميا كل مبادرات وتدخلات السعودية ، ففي اليمن على سبيل المثال، زودت «إسرائيل السعودية» بالأسلحة وبالدعم اللوجستي. أما في سورية، فساعدت المجموعات الإرهابية التكفيرية ، فقد كتب يوسي ميلمان في صحيفة جيريزاليم بوست إن «المجموعات المسلحة مثل داعش والنصرة لا يشكلا تهديدا على اسرائيل، لأنه منذ تمركز هذه المجموعات في مرتفعات الجولان، أثبتت حسن علاقتهما بإسرائيل». الدعم اللوجستي والطبي للميليشيات المسلحة التي تحميها وتعالجها المشافي الإسرائيلية تم توثيقها في الماضي في صحف الشرق الأوسط. وكشهادة على هذا التعاون العسكري إنشاء قاعدة عسكرية على الأراضي السعودية تحت قيادة المجموعات الأميركية، وللمرة الأولى بقيادة «إسرائيل». هذه القاعدة التي تحظى بأنظمة رادار وصواريخ متطورة أنشأت في منطقة تابوك، شمال غرب السعودية تم تشغيلها منذ تشرين الثاني 2016. وأعلن عن هذا الأمر على موقع هونا الإسرائيلي...(2).
وجاءت زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسعودية ، و للكيان الصهيوني ، لتعزيز قوة التحالف الصهيوني- السعودي بقيادة الإمبريالية الأميركية، مادامت هذه الأطراف الثلاثة لديها رؤية إقليمية مشتركة ، وتعتبر المقاومة اللبنانية و الفلسطينية وسوريا و إيران، عدوا مشتركا لها.
شكل البعد الاقتصادي من زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السعودية ، التي بدأت السبت يوم السبت 20آيار/مايو 2017واستمرت لمدة يومين، البعد الرئيس ، يكشف عن ذلك حجم الصفقات الضخمة في السلاح والنفط وقطاعات اقتصادية أخرى التي تم توقيعها خلال زيارته. فقد بلغت الاتفاقيات التي وقّعها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ، والرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال القمة التي جمعتهما ،في الرياض، نحو 280 مليار دولار.ويتوقع أن يسهم تنفيذ الاتفاقيات في توفير قرابة 90 ألف وظيفة للسعوديين ، وآلاف الوظائف للأميركيين أيضاً على مدار السنوات المقبلة. وشملت الاتفاقيات التي تم توقيعها :اتفاقية لتجميع وتصنيع طائرات مروحية عسكرية تتضمّن استحداث أربعة آلاف وظيفة، واتفاقيات موجّهة لخدمة استراتيجية السعودية لتوطين التقنية المتقدمة، وتشمل بناء مصانع لأنظمة الدفاع الحديثة، وتهدف إلى توفير نحو 30 ألف وظيفة للسعوديين والسعوديات، بالإضافة إلى تصنيع الذخائر الذكية وأنظمة الدفاع المتطوّرة.
من جهتها كشفت شركة لوكهيدأن الصفقة التي جرى إبرامها اليوم في الرياض بين السعودية والولايات المتحدة الأميركية، تشمل أسلحة أميركية وصيانتها وسفناً حربية تتعلق كلها بالدفاع الجوي الصاروخي والأمن البحري.وقالت شركة النفط الوطنية أرامكو السعودية، إنها وقعت اتفاقات قيمتها 50 مليار دولار مع شركات أميركية. وتشمل مذكرات التفاهم، ومشاريع مشتركة جديدة لتقديم خدمات إدارة المشاريع والإنشاءات، ورفع مستوى تنفيذ المشاريع وخلق فرص العمل في جميع أنحاء المملكة والمنطقة.كذلك تشمل المذكرات المشروع المشترك مع شركة ناشيونال أويل ويل فاركو - أرامكو السعودية وشركة ناشيونال أويل ويل فاركو، حيث
وفي مجال الطقة المتجددة،جرى توقيع اتفاقية موجهة لتطوير صناعات متعلقة بالطاقة المتجددة للسوق السعودية، إضافة لاتفاقية للتصوير الإشعاعي وأخرى للسحابة الإلكترونية للخدمات الصحية واتفاقية لتصنيع الأجهزة الطبية.وفي مجال التقنية ستخلق مشاريع شركة آي بي إم التي جرى التوقيع عليها اليوم 44 ألف وظيفة ضمن نقل التقنية، في حين ستهيّئ مشاريع شركة جنرال إليكتريك التي ستنفذها داخل المملكة ستة آلاف وظيفة متقدمة.وكذلك وقعت شركة «معادن» مذكرتي تفاهم مع شركائها الاستراتيجيين «ألكوا» و«موزاييك»، وذلك ضمن لقاء المنتدى السعودي الأميركي للرؤساء التنفيذيين، وجاءت مذكرة التفاهم في إطار تطوير شراكتهما الاستراتيجية في صناعة الفوسفات في السعودي، والتي انطلقت في مشروع معادن وعد الشمال للفوسفات الذي شارفت أعماله على الانتهاء، واستثمرت فيه معادن وموزاييك مع شريكتهما سابك ما يقارب 30 مليار ريال سعودي.ويشار إلى أن بعض الصفقات سبق الإعلان عنها من قبل وبعضها مذكرات تفاهم تتطلب مزيداً من المفاوضات كي تتبلور.
-* مشروع مشترك جديد بينأرامكو السعودية وناشونال أويلويل فاركو لتصنيع منصات حفر بمواصفات عالية ومعدات في المملكة باستثمارات ستة مليارات دولار على مدى عشر سنوات.
*
-* داو كيميكال وقعت اتفاقاً لبناء منشأة لإنتاج البوليمرات لتطبيقات الطلاء ومعالجة المياه ومذكرة تفاهم لدراسة جدوى استثمارمقترح في السيليكونات عالية الأداء.
* -مكديرموت وقعت مذكرة تفاهم قيمتها 2.8 مليار دولار لتسليم مشاريع لتوطين السلع والخدمات بسلسلة إمدادات أرامكو السعودية.
* -هانيويل وقعت مذكرة تفاهم قيمتها 3.6 مليارات دولار لتسليم مشاريع لتوطين السلع والخدمات بسلسلة إمدادات أرامكو السعودية.
*-كما وقعت الشركة النفط الوطنية العملاقة أرامكو صفقات بـقيمة 50 مليار دولار مع شركات أميركية.وقال الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو أمين الناصر «نتوقع أن تعطي الاتفاقات الموقعة اليوم دفعة للتجارة الثنائية بين البلدين» ،مضيفاً أن أرامكو تنفق حالياً 6.5 مليارات دولار سنوياً على سلع وخدمات من الموردين الأميركيين.وتوقع رئيس مجلس إدارة مجلس العلاقات السعودية الأميركية الذي يضم 1100 عضو من رجال أعمال البلدين، عبد الله بن جمعة، أن تشهد العلاقات التجارية بين البلدين نقلة غير مسبوقة خلال الفترة القادمة؛ استثماراً للمكاسب الجديدة العديدة التي تهيئها «رؤية المملكة الاستراتيجية 2030»و«برنامج التحول الوطني» المنبثق عنها.وأضاف بن جمعة لـصحيفة «العربي الجديد» أن السعودية تسعى إلى نقل التقنيات الحديثة للبلاد، وتنويع مصادر الدخل، وجذب واستقطاب الشركات الأجنبية الكبرى المتقدمة صناعياً وتقنياً، وتذليل جميع الصعوبات أمام الاستثمارات الخارجية، ما يهيئ آفاقاً رحبة أمام الشركات الأميركية لتوسيع استثماراتها الصناعية في السعودية، خاصة في مجالات البتروكيماويات والطاقة والنقل والبناء والتشييد وتقنيات المعلومات والاتصالات.وحسب إحصائيات رسمية، بلغ حجم التبادل التجاري بين السعودية والولايات المتحدة، أكثر من 170 مليار دولار، في عام 2015، منخفضاً عن 281 ملياراً في عام 2013 بسبب انخفاض أسعار النفط، وتعتبر السعودية الشريك التجاري الثاني عشر لأميركا، بينما تعتبر الولايات المتحدة الشريك الثاني للسعودية.
يجمع المحللون العرب و الغربيونعلى أن حجم الصفقات التي أبرمها الرئيس ترامب خلال أول زيارة له للمملكة السعودية، حيث تعهدت هذه الأخيرة بتقديم ما يقرب من ثلاثمائة مليار دولار لإبرام عقود تسليح خلال العقد القادم، وبما يقرب من أربعين مليار دولار إضافية للاستثمار في البنى التحتية في أمريكا، تؤكد مرّة أخرى على أن المملكة الوهابية السعودية تحولت إلى بقرة حلوب تدر المليارات من الدولارات لمصلحة الرئيس الأمريكي ، الذي عرض عليها الحماية الأمنية و العسكرية مقابل حلب دولاراتها حتى آخر دولار.
فقد استطاع الرئيس ترامب أن يرعب الحكام السعوديين الذين أوصلوا مملكتهم إلى طريق مسدود، بسبب سياستهم العدوانية الرعناء في المنطقة ، و أن يمارس سياسة الابتزاز الموصوف ، ويرفع وتائر نهب ثروة المملكة السعودية الطائلة الى مستويات غير مسبوقة، لكي يشبع طمعه غير المحدود، مقابل أن يهبّ إلى نجدتها، بعد الخسائر العسكرية والسياسية الفادحة التي لحقت بهم في سورية والعراق واليمن.
وهاهي المملكة السعودية رغم وصول معدل البطالة الرسمي فيها ما نسبته 12 بالمائة، مع أن المعدل الحقيقي أعلى من ذلك بكثير، والصعوبة البالغة التي تعانيها في توفير احتياجات المستشفيات من الأطباء، هذا في الوقت الذي أعلنت «المؤسسة العامة للتقاعد»، وهي أكبر صندوق للتقاعد في المملكة، والتي تدفع الرواتب التقاعدية لموظفي القطاع العام ولمنتسبي القوات المسلحة، في الأسبوع الماضي عن نفاذ الاحتياطات التقاعدية لديها تماما، تدفع ما يقرب من تريليون دولار من الاستثمار في الاقتصاد الأمريكي.
فبحسب القراءة الرسمية لنتائج الاجتماع الذي عقد قبل أسابيع بين ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس ترامب، قد تثمر الاستثمارات السعودية عن خلق مليون فرصة عمل جديدة في الولايات المتحدة الأمريكية في الحال، والتمهيد لملايين أخرى من الوظائف فيما بعد.والسؤال الذي يتردد على ألسنة المواطنين السعوديين، والذين – على النقيض مما عليه حال الأمير البالغ من العمر واحداً وثلاثين عاماً – لا قبل لهم بشراء، أو حتى مجرد التفكير بالحصول على، يخت يملكه ملياردير روسي، أو أرخبيل من الجزر في المالديف، هو التالي: “كيف بحق السماء بإمكانك أن تغدق كل هذا المال على الأمريكان بينما تتردد في عمل ذلك مع شعبك؟”
أي تصريح لنائب وزير الاقتصاد السعودي محمد التويجري يصدقه معظم السعوديين؟ هل هو ذلك التصريح الذي أعلن من خلاله أن المملكة خفضت عجزها في الربع الأول بأكثر من النصف، بفضل التقشف، أم هو ذلك التصريح السابق له، والذي حذر من خلاله بأن المملكة ستفلس خلال أربعة أعوام إذا ظلت أسعار النفط تراوح ما بين 40 إلى 45 دولاراً للبرميل؟. ولم يكن الوحيد في ذلك، فقد حذر صندوق النقد الدولي أيضاً من أن المملكة تواجه خطر الإفلاس (خلال خمس سنوات). مَن مِن السعوديين ليس منشغلاً بالتفكير بأن التقشف وضريبة القيمة المضافة الجديدة باتا قاب قوسين أو أدنى؟.
أي تصريح لنائب وزير الاقتصاد السعودي محمد التويجري يصدقه معظم السعوديين؟ هل هو ذلك التصريح الذي أعلن من خلاله أن المملكة خفضت عجزها في الربع الأول بأكثر من النصف، بفضل التقشف، أم هو ذلك التصريح السابق له، والذي حذر من خلاله بأن المملكة ستفلس خلال أربعة أعوام إذا ظلت أسعار النفط تراوح ما بين 40 إلى 45 دولاراً للبرميل؟. ولم يكن الوحيد في ذلك، فقد حذر صندوق النقد الدولي أيضاً من أن المملكة تواجه خطر الإفلاس (خلال خمس سنوات). مَن مِن السعوديين ليس منشغلاً بالتفكير بأن التقشف وضريبة القيمة المضافة الجديدة باتا قاب قوسين أو أدنى؟.
هناك سببان يفسران لماذا تبدي السعودية الاستعداد للإنعام على أبناء العمومة الأمريكان الأكثر ثراء بمزيد من الثراء.أما الأول فهو سبب شخصي. فمحمد بن سلمان يدفع فدية الملك، أو على الأقل هذا ما يعتقد بكل إخلاص أنه بصدد إنجازه. وأما الثاني فهو سبب جمعي، حيث كانت المملكة السعودية قد تلقت صدمة من الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس باراك أوباما، والتي جعلت من السلام مع إيران أولوية لها، بحيث تنأى بنفسها عن التعرض من بعد إلى رياح الصحراء الساخنة. بمعنى آخر، ما تفعله السعودية الآن هو أنها تدفع فدية مقابل الحماية، حتى وإن كانت الأسلحة التي تشتريها لن تجد يوماً طريقها إلى الاستخدام(4).
لقد حاول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إضفاء طابع ديني على زيارته الخارجية الأولى، من خلال اختيار السعودية والكيان الصهيوني والفاتيكان، باعتبار الأولى حاضنة للحرمين الشريفين، أهم المقدسات الإسلامية، والثانية تضم أماكن مقدسة لليهود والمسيحيين والمسلمين، أما الثالثة فممثلة للعالم المسيحي .فاختتم زيارته للمملكة السعودية بحضور القمة العربية الإسلامية الأميركية، في العاصمة الرياض، التي انطلقت أعمالها يوم الأحد 21آيار/مايو 2017، بمشاركة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، وزعماء أكثر من 50 دولة عربية وإسلامية، وقد أجمعت الكلمات على ضرورة التصدي للإرهاب، ومواجهة حلف المقاومة الذي يتكون من الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسوريا وحزب الله و الحوثيين في اليمن .
في حين يكتشف القاصي و الداني في العالمين العربي و الإسلامي ، أن الأيديولوجيا الوهابية المسيطرة داخل النظام السعودي ، هي الأيديولوجيا التي تولد الأفكار المتطرفة في الدين الإسلامي، و هي التي تفرخ الحركات الإرهابية و التكفيرية على غرار تنظيمات «داعش» ، و«القاعدة»، و«جبهة النصرة»، وغيرها.و الحال هذه، كيف يمكن للرئيس الأميركي أن يتحدث في خطابه عن «الحاجة لمواجهة الأيديولوجية المتطرفة»، وأنه يسعى إلى «تعزيز رؤية سلمية للإسلام»، أمام قرابة 37 قائداً لدول عربية وإسلامية، بينما الذي كتب خطاب ترامب هو مستشاره اليميني المتطرف ستيفن ميلر الذي يقف وراء ما يُعرف إعلامياً بـ«قانون حظر دخول المسلمين إلى أميركا»، والذي علقته محكمتان أميركيتان في نسختيه المقترحتين. ووكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أثناء حملته الانتخابية ، عُرِفَ بآرائه المتشددة تجاه الإسلام، وإصراره على استخدام عبارة «الإسلام الراديكالي» لوصف الجماعات الإرهابية، وهو الوصف الذي استخدمه بكثرة أثناء حملته الانتخابية، وأيام رئاسته الأولى، قبل توقفه عن تكراره، بعد ضغوطات من أركان إدارته، خاصة مستشاره للأمن القومي، ماكماستر. واعتبر الأخير في وقت سابق الأسبوع الماضي، أن ترامب يريد «توحيد العالم الإسلامي ضد الأعداء المشتركين» و«توحيد الرؤية مع الشركاء المسلمين لمحاربة الإرهاب».
لا يشعر العديد من «القادة المسلمين»، بمن فيهم السعوديون، بالاستياء والإهانة من قرارات ترامب المعادية للمسلمين، فقد رحبوا به في هذه القمة ، و ألقى خطابه «المثير» عن التسامح وتطرف المسلمين. ووقف ترامب «كأنه نبي» أمريكي دجال ليلّقن دروساً للمسلمين حول دينهم، الذي يكرس مفهوم السلام والتسامح.وفي هذه المهمة المحددة، اختار ترامب النظام السعودي، الذي يرتبط اسمه تاريخياً بالتفسيرات الأكثر تطرفاً للإسلام، ليلعب دوراً هاماً في تنسيق علاقاته العامة، وفي تحسين صورته وتقريبه من المسلمين الذين لا يثقون به.فمن الواضح أن إدارة الرئيس ترامب لا تمتلك أجوبة عقلانية وواقعية عن المشاكل التي تعاني منها منطقة الشرق الأوسط ،في كل في فلسطين وسورية والعراق واليمن وليبيا ومصر.فإدارة ترامب تنظر إلى أمن منطقة الشرق الأوسط، ومنه أمن منطقة الخليج، من خلال تشكيل حلف «ناتو عربي إسلامي» كما يشاع، ضد حلف المقاومة الذي أثبت، على مر الأعوام الأخيرة، أنه عصي على الكسر.
إن الرابح الأول والأخير وعلى الدوام، من تشكيل هذا الحلف الأميركي –الصهيوني –العربي ، هو العدو الصهيوني.. انطلاقاً من مقولة راسخة (في العقل السياسي المتابع والمحلل لواقع ووقائع تاريخ الصراع في المنطقة) أن أمريكا ليس لها صديق في العالم إلا مصالحها والعدو الصهيوني، وماعدا ذلك فخدم وأتباع ومنفذون لرغبات البيت الأبيض، وعملائه في خليج التآمر والاستزلام للعدو الصهيوني!!فسورية العربية وحزب الله و الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، الذين يشكلون جميعًا محور المقاومة،يخوضون حربًا كبرى منذ حوالي السنوات السبع، ضد الإرهاب التكفيري الوهابي.
والواقع أن المتابع لتطور الأحداث التي شهدتها المنطقة منذ انطلاقة المقاومة عقب الغزوالصهيوني للبنان عام 1982،وإخفاق المفاوضات «الإسرائيلية»- السورية، وتقهقر الجيش «الإسرائيلي» من جنوب لبنان بفعل ضربات المقاومة اللبنانية في مايو2000،وانهيار مسار السلام الفلسطيني- «الإسرائيلي»، والإخفاق الأميركي المتمثل في الحرب على العراق، ومحاولات عزل وإحداث عدم الاستقرار في كل من سورية وإيران، كل هذه الأحداث المترابطة تؤكد حقيقة واحدة أن المقاومة أصبحت في نظر الإدارتين الأميركية و«الإسرائيلية» تشكل العقبة التي يصعب تجاوزها لولادة شرق أوسط جديد أميركي- «إسرائيلي»، لذا يجب التخلص منها مهما كلف الأمر. فكانت حرب تموز/يوليو2006 التي شنها الكيان الصهيوني ضد المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله ، وجاءت الحرب الإرهابية الكونية على سوريا التي بدأت فصولها منذ سنة 2011، ولاتزال مستمرة، في سياق إرساء نظام الشرق الأوسط الجديد ، الذي يشكل الكيان الصهيوني مركز الريادة فيه،و يستهدف في جوهره استئصال النظم والقوى والأفكار المعادية للسياسات الأميركية والصهيونية، وتمكين النظم والقوى والأفكارالمؤيدة لهذه السياسات،إذ ترى سياسة الولايات المتحدة الأميركية أن تحقيق السلام والاستقرارلا يمكن أن يتم إلا عبر خلق نظام إقليمي جديد في الشرق الأوسط يقوم على حطام السابق الذي كان هشاً ومفبركاً بدرجة غيرقليلة، ومن خلال إحكام قبضتها كاملة على منطقة الشرق الأوسط في نطاق خلق نظام أمني ناجح تكون ركيزته «إسرائيل»، تدفعها إلى ذلك مثالية تحقيق سلام «المئة عام» الذي ساد في أوروبا من 1815 إلى 1914.
بعد أن توصلت الدول الراعية لمحادثات أستانة 4(روسيا وتركيا وإيران) في الرابع من أيار/ مايو2017 في العاصمة الكازاخية إلى اتفاقٍ ينصّ على خفض التصعيد في أربع مناطق رئيسة في سورية، تشمل المناطق التي تشهد مواجهاتٍ بين الدولة الوطنية السورية وحلفائها من جهة، وفصائل المعارضة المسلحة من جهة أخرى، في أجزاء من ثماني محافظات على امتداد الشريط الغربي من البلاد، الممتد من حلب شمالًا إلى درعا في الجنوب، حيث يهدف الاتفاق، كما جاء في نصه، إلى وضع نهايةٍ للعنف في هذه المناطق، وإدخال المساعدات إليها من دون عوائق، وخلق ظروفٍ مواتيةٍ لتحقيق تقدّم باتجاه حل الأزمة سياسيًا، عادت إدارة الرئيس ترامب، فور تسلمها السلطة، إلى طرح فكرة إقامة مناطق آمنة في سورية، من منطلق أنّ ذلك يمثّل حلًا لقضية اللاجئين، وهو أمرٌ كانت ترفضه إدارة أوباما باستمرار، بحجة أنه قد يجرّ الولايات المتحدة إلى التدخل عسكريًا ضد النظام.
وقد طلب ترامب من وزارتي الدفاع والخارجية وضع خطةٍ لإنشاء مناطق آمنة داخل سورية في غضون 90 يومًا. ولم يُخفِ الروس استياءهم من هذا الطرح الذي جاء بمنزلة تشويشٍ على جهدهم، فقد ظهروا في أستانة مستفردين بوضع أُسس الحل السوري، بمساعدة تركيا التي تولّت الضغط على المعارضة لحضور المحادثات. ويبدو أن روسيا، بطرحها مبادرة إقامة مناطق خفض التصعيد، تحاول قطع الطريق على أي تحرّكٍ من إدارة ترامب لإقامة مثل هذه المناطق، أو أخذ الحل بعيدًا عن رؤيتها له، بعد أن اعتادت على اعتباره حقًا حصريًا.
وتعمل إدارة ترامب في نطاق خطتها الجديدة على فصل البادية العراقية عن البادية السورية ، و إعادة تسليح فصائل من المعارضة السورية مدعومة من الأردن ودول غربية. وعلى رغم أن هذه العملية يُفترض أنها ستستهدف تنظيم «داعش» أو جماعات مرتبطة به، إلا أن الحكومة السورية وحلفاءها، لا سيما «حزب الله» اللبناني وطهران، أصدروا في الأيام الماضية سلسلة تحذيرات من مغبة دخول «قوات أردنية» إلى الأراضي السورية، لكن عمّان أكدت مراراً أنها لا تُخطط لذلك. وكان «الإعلام الحربي» لـ «حزب الله» اللبناني وزّع معلومات منذ فترة ، أشار فيها إلى أن «سورية وحلفاءها» رصدوا «تحركات لقوات أميركية وبريطانية وأردنية باتجاه الأراضي السورية»، وتحدث عن مسعى لإنشاء «حزام أمني» في جنوب سورية، معتبراً أن «سورية... وكل من يحالفها لا يقبلون بأي احتلال مهما كان نوعه أو عنوانه». وتوجّه إلى «الأميركيين وحلفائهم» قائلاً: «إنهم سيدفعون الثمن غالياً، وسيكونون أهدافاً بسبب استباحتهم الأرض السورية».
تعمل الولايات المتحدة الأميركية في البادية السورية عسكرياً الآن، لأقامة حزام أمني بين سورية والعراق، لقطع التواصل بين البادية السورية والبادية العراقية، كي يصار الى منع أي تواصلات جغرافية لمحور المقاومة، وشطب ما سمّي بالهلال الشيعي، ولعرقلة أي تقدمات ميدانية ذات وصل جغرافي للحشد الشعبي العراقي نحو الحدود السورية العراقية من جهة، مع تثبيتات لمفاصل وجوده هناك. والمجموعات المعتمدة أمريكياً لأقامة الحزام الأمني هذا مدربة أمريكيّاً وأردنيّاً، وفي المعلومات وصلت الى الحدود الأدارية لدير الزور(قطاعات من الجيش السوري تتوجه في قادم الأيام نحو دير الزور لفك الحصار مسنودةً من الطيران الروسي والسوري بعد توقيع مذكرة التفاهم لأتفاق مناطق خفض التصعيد في الداخل السوري)وهذا نموذج مصغّر لما هو في كينونة التفكير الأمريكي وحلفائه، ظهرت بعض تفاصيله الآن في الشرق السوري والذي لم يشمله تفاهم أستنة 4 الأخير، وثمة معلومات تتحدث أنّ التجهيزات العسكرية تمّت لأطباق السيطرة على كامل الحدود السورية العراقية والسورية الأردنية، وبشكل منفصل وبعيداً عن مساحات مسألة الصراع العلني الدولي والأقليمي في محاور الحرب السورية.
أما «مغاوير الثورة» جنين التحالف الجديد، كمجموعات وقطاعات عسكرية دربت جيداً هذه المرّة، فهي بمثابة مولود من رحم جيش سورية الجديد والذي أباده داعش الأرهابي في البوكمال قبل أكثر من سنة ونصف عندما تقدّم هناك للسيطرة على معبر التنف الحدودي، كل ذلك من أجل عملية عسكرية تعد الآن على مساحات أراضي الشرق السوري، فثمة حشود عسكرية أمريكية وبريطانية وأردنية وأخرى، على طول الحدود الشرقية مع سورية وحتّى الرمثا(دبّابات بريطانية تشالنجر تم تزويد الأردن بها بوجود أكثر من 2500 الى 3000 مسلّح من ما يسمى بجيش العشائر بادارة الجيش العربي الأردني، باسنادات جوية عبر طائرات عامودية من نوع كوبرا وبلاك هوك وطائرات مسيّرة تتواجد في قاعدة عسكرية في المفرق كما تقول المعلومات)كل ذلك وكما أسلفنا لتأمين غطاء جوي للعملية العسكرية على الأرض، متساوقاً ذلك عسكرياً مع تواجد لمجموعات أخرى من ذات ما يسمى بجيش العشائر متواجدون في منطقة التنف ومجالاتها الحيوية الحدودية، وتوفيرات لتغطية جويّة(طائرات أمريكية وهولندية وبريطانية وفرنسية مع وجود عدد من الكوادر العسكرية من هذه الجنسيات من مختلف دوائر واختصاصات أصناف العمليات العسكرية)لهم عبر قاعدة موفق السلطي في الأزرق الأردنية، والهدف وكما شرحنا منع الوصل البري بين سورية والعراق عبر الباديتين(6).
دخلت معركة الحدود العراقية ــ السورية ــ الأردنية المشتركة، فعلياً، مرحلة الجدّ، مع محاولات أطراف عديدة السيطرة على ما هو أهم في هذه الجبهة، أي طريق دمشق ــ بغداد، أو ما يحلو لكثيرين تسميتها طريق دمشق ـ بغداد ـ طهران .وقد بدت الغارة الأميركية ضد قوات الجيش العربي السوري وحلفائه ، مساء 18أيار/مايو 2017على طريق دمشق بغداد، وتحديداً عند معبر التنف عند الحدود السورية القريبة من العراق والأردن، أولى غارات التحالف الدولي ضد موقع للجيش العربي السوري بالقرب من جبال المنقورة على طريق دمشق ــ بغداد في ريف حمص الشرقي المتاخم لمنطقة القلمون في ريف دمشق الشمالي الشرقي، ما يؤشر إلى أن المعركة الفعلية انطلقت رسمياً، وتشمل مناطق واسعة في البادية السورية الصحراوية لنواحي أرياف حمص ودير الزور والبوكمال من الجهة السورية، والمناطق العراقية الحدودية جنوبي سنجار، والنقطة الأردنية التي يلتقي عندها المثلث الحدودي.
وكثر الحديث، أخيراً، عن معركة البادية السورية، التي يتوضح يوماً بعد آخر أنها ستمثل صراعاً دولياً وإقليمياً لرسم مناطق نفوذ جديدة، ذات أبعاد جيوعسكرية واقتصادية، على حساب تنظيم «داعش» الذي كان يسيطر على مساحات واسعة منها. ولم تدرج البادية السورية ضمن «مناطق تخفيف التصعيد»، التي ضمنتها روسيا وإيران وتركيا، الأمر الذي يجعل المنطقة مفتوحة على العديد من السيناريوهات.ولا تخفي الأطراف المشاركة في الصراع اهتمامها الكبير بمعركة البادية، وعلى مختلف المستويات. وقال وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، في مؤتمر صحافي في دمشق قبل أيام، إن «للبادية أولوية في معارك الميدان»، وإن الهدف الأساسي الآن هو «التوجه للوصول إلى دير الزور» ، في حين أعلنت الفصائل المتواجدة في البادية،والمدعومة من أميركا وعلى رأسها ما يسمى «جيش مغاوير الثورة»،استعدادها للتوجه إلى البوكمال، التي طالما حاولت السيطرة عليها، لما لذلك من أهمية في قطع إمدادات التنظيم من العراق.
وقال وزير الخارجية الروسي،سيرغي لافروف تعليقا على الغارة الأميركية «نرى مجدداً رغبة جبهة النصرة ومن يتعامل معها في البقاء خارج نشاط عمل التحالف. ونرى مجدداً ومجدداً سعياً، وتأكيد هذا السعي في تحويل معارضين وبعض المتطرفين، بينهم جبهة النصرة للقتال ضد الحكومة الشرعية في سورية». وأضاف «بررت القيادة الأميركية الضربة على مواقع للقوات الموالية للحكومة السورية بأنها كانت تشكل تهديداً للمعارضة التي تتعاون مع التحالف بقيادة الولايات المتحدة. مهما كان سبب اتخاذ القيادة الأميركية مثل هذا القرار، فإن هذه الضربة غير مشروعة، وتشكّل انتهاكاً صارخاً لسيادة الجمهورية العربية السورية».
واكتفت الأمم المتحدة بالدعوة إلى ضبط النفس وعدم التصعيد وذلك تعليقاً على العدوان الأمريكي على إحدى النقاط العسكرية للجيش العربي السوري في البادية والذي يمثل انتهاكاً لميثاق ومبادئ الأمم المتحدة. في وقت نددت إيران بالعدوان الأمريكي، واعتبرت أنه نموذج صارخ للتدخل السلبي للحكومة الأمريكية في المنطقة، وهو نقض صارخ لسيادة الأراضي السورية، ويهدف إلى تدمير مسار التفاوض وتقوية موقف الجماعات الإرهابية.
وبدا مثلث الحدود السورية - العراقية - الأردنية في الأيام الماضية كأنه يتربّع على برميل بارود يمكن أن ينفجر في أي لحظة.فما الذي يحصل في هذه المنطقة الصحراوية المترامية الأطراف وغير المأهولة؟
الجواب، باختصار، أن المنطقة ساحة لمعركتين. تحمل الأولى عنواناً رئيسياً يجتمع حوله المتخاصمون: هزيمة «داعش» وتقاسم إرثه بعدما شارفت «خلافته» على لفظ أنفاسها الأخيرة. أما الثانية فتتفرّع عن الأولى وتتمثّل بحرب أميركية - إيرانية غير معلنة تتمحور حول شكل «الهلال الشيعي» الذي هدد حلفاء لطهران أخيراً بتحويله إلى «بدر» يلف إيران والعراق وسورية ولبنان وبلداناً أخرى.ملامح هاتين المعركتين كانت بادية منذ أسابيع. فقد ظهرت قوات أميركية وبريطانية علناً إلى جانب فصيل «جيش مغاوير الثورة» خلال تقدمه من قاعدة التنف داخل سورية في اتجاه مدينة البوكمال الاستراتيجية على نهر الفرات، والتي تُعتبر عقدة وصل أساسية مع مناطق سيطرة «داعش» داخل العراق. غير أن التقدم الحالي لـ «مغاوير الثورة» من التنف نحو البوكمال رافقه تقدّم مفاجئ في المنطقة ذاتها من فصائل حليفة للجيش العربي السوري . لكن تأمين طريق بغداد - دمشق، عبر التنف، لا يمكن أن يحصل من الجانب السوري فقط، بل داخل العراق أيضاً، حيث انطلق سباق الإمساك بالمعابر مع سورية بعد انتهاء معركة الموصل. فقد أطلقت فصائل «الحشد الشعبي»، المرتبطة بإيران، معركة مفاجئة لطرد «داعش» من صحراء محافظتي نينوى والأنبار على الحدود السورية، مثل سنجار والقيروان والبعاج وصولاً إلى القائم المقابلة للبوكمال. وفي صحراء الأنبار تحديداً، يُفترض أن تبدأ معركة قريبة لطرد «داعش» من مخابئه هناك، تمهيداً لتأمين مدينة الرطبة وهي العقدة التي تتفرّع منها طريق بغداد نحو عمّان ونحو دمشق.معركة طرد «داعش» من صحراء الأنبار ونينوى ما زالت في بداياتها، ما يعني أن الحديث عن إعادة فتح طريق دمشق - بغداد ما زال مبكراً(7).
حلف أطلسي عربي – صهيوني!!صحيفة البعث السورية تاريخ 21/5/2017.
(2)- ستيفانو مورو ،التحالف السعودي-الإسرائيلي ،عن : لوغراند سوار
متابعات سياسية، صحيفة الثورة السورية ،الأربعاء17/5/2017.
متابعات سياسية، صحيفة الثورة السورية ،الأربعاء17/5/2017.
(3)- صفقات بـ280 مليار دولار وقعتها الشركات الأميركية في السعودية،صحيفة العربي الجديد، تاريخ 20آيار/مايو 2017.
(4)- ديفيد هيرست (مدير تحرير ميدل إيست آي )، لماذا تفضل السعودية دفع فدية لترامب على دعم شعبها؟!المصدر: ميدل إيست آي، ترجمة قسم الدراسات في صحيفة البعث السورية ، تاريخ 21/5/2017.
(5)-محمد الكنايسي ، ترامب يحلب البقرة، صحيفة اتلبعث السورية، تاريخ 21/5/2017.
(6)- المحامي محمد احمد الروسان (عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية) ، اتفاق تخادم المصالح ودبلوماسيات طواحين الهواء الدونكوشوتيّة.
(7)-كمال الطويل ، معركة على صحراء... بين أميركا وإيران ،صحيفة الحياة 21/5/2017.
وهكذا المادة الحلف الأميركي الصهيوني السعودي واستراتيجية التطويق لسوريا و إيران توفيق المديني
هذا هو كل المقالات الحلف الأميركي الصهيوني السعودي واستراتيجية التطويق لسوريا و إيران توفيق المديني هذه المرة، ونأمل أن توفر فوائد لكم جميعا. حسنا، أراك في وظيفة أخرى المقال.
كنت تقرأ الآن المقال الحلف الأميركي الصهيوني السعودي واستراتيجية التطويق لسوريا و إيران توفيق المديني عنوان الرابط https://notscrets.blogspot.com/2017/06/blog-post_950.html
0 Response to "الحلف الأميركي الصهيوني السعودي واستراتيجية التطويق لسوريا و إيران توفيق المديني"
إرسال تعليق