عنوان: مفهوم الزكاة بين القرآن والتراث:بقلم محمد الصادق العايب
حلقة الوصل : مفهوم الزكاة بين القرآن والتراث:بقلم محمد الصادق العايب
مفهوم الزكاة بين القرآن والتراث:بقلم محمد الصادق العايب
وها هم شيوخنا وعلمائنا العباقرة يمارسونه بامتياز..!! والخاسر الوحيد بين الجميع هو ذلك الغبي الذي تنطلي عليه هذه الضحكة ويمسح ذقنه بها..!!
وفقراء الأرض وحدهم يدفعون الثمن في كل الحالات..1! أما باقي القطيع تجدهم فرحين مسرورين يحسبون أنهم يحسنون صنعا...!! ..
وبما أن هذا المنشور مخصص للحديث عن الزكاة ويأتي مع حلول عيد الفطر..؟ "الذي لا أصل له" أود أن أهنئ الفقراء والمساكين في تونس بعد أن تمت العملية الحسابية المعقدة التي قام بها شيوخنا وعلمائنا في فقه الدجل وتبين لديهم أن زكاة الفطر لهذه السنة يكون مقداره 1,5دينار = 0,6 دولار )وللعلم هذا المبلغ لا يكفي لتأمين أبسط سندويتش ..!! ومن أين لكم هذا العلم أيها الشيوخ..؟؟
ما شاء الله هذا كرم عظيم.. 1,5دينار لكل فقير!! الأمة الإسلامية بخير والحمد لله.. هنيئا لكم مرة أخرى أيها الفقراء والمساكين أنتم وأطفالكم...فعلا أنتم في أيدي أمينة..!!
ولا يدرى قطعان هذه الأمة التي ضحكت من جهلها الأمم للأسف أن "الزكاة" بمعناها الحقيقي في القرآن فعلا عملا يقوم به المسلم لتزكية نفسه والسمو بها سواء بالإنفاق في سبيل الله أو بالصدقة بدون تحديد لقيمة ولا زمان ولا نصاب : الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ(274)البقرة وهي تتطهيرا للنفس من البخل والشح ومن الأنانية أو تزكية النفس من العلو والاستكبار والترفع..!! ولا يوجد في كتاب الله إطلاقا أن للزكاة صلة بالمال..!!
كما لا يدرى هؤلاء القطعان الساذجة أن تحديد النصاب بما يسمى بالزكاة هو منكر من القول وزور في الفعل وكله افتراء على الله ورسوله واعتداءا صارخا على آيات الله البينات..!! الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ(274)سورة البقرة
إن داء الأمة وسبب الغمة وسرطانها هو ذلك الموروث الديني وتخاريفه التي تدعو للجمود وعدم التفكير وإتباع السلف وتطبيق مبدأ السمع والطاعة وقاعدة ممنوع الاقتراب ، وتقديس كل ما قالوه وكل ما كتبوه.. ورَفْعُهُ فوق مستوى الشبهات، بل حتى رَفْعُهُ فوق آيات الله البينات في اغلب الحالات!!.. لأن الحق عندهم قد قيل وانتهى..!! حسب اعتقادهم..!!
وعليه فإننا مطالبون الآن أكثر من أي وقت مضى بالعودة إلى القرآن وتدبره لتصحيح العديد من المفاهيم الخاطئة والمناقضة لدين الإسلام الصافي المستنير..وحاشا لله أن نجد في كتابه العزيز اختلافاً أو ريب.. تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.. " ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ"
كانت هذه مقدمة لا بد منها ونظرة من زاوية أخرى على حقيقة تعاملنا المخزي مع كتاب الله القرآن ..!!
الزكاة والصدقة في القرآن:
لنتدبر قوله سبحانه في هذه الآية العظيمة حدها تكفي لتوضيح المعنى:
۞ لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177)البقرة
هذه الآية من سورة البقرة تكفي وحدها لكي تقنع أي مسلم عاقل أن مفهوم الزكاة في القرآن لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد بالإنفاق والصدقات..
ونجد نفس المعنى في هذه الآية:لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ = لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تولوا وجوهكم نحو القبلة وتقوموا إلى الصلاة وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ.
ثم يقول سبحانه: وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ : وتلك هي الصدقات والنفقات في سبيله ولمن وجبت لهم فريضة من عند الله مبينة ومفصلة في كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل العزيز الحكيم ..
ثم بعد ذلك:" وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ "فمن خلال هذه الآية الكريمة نجد إن الله سبحانه قد فرق وفصل بين الإنفاق المالي" الصدقات" لذوي القربى واليتامى والمساكين.. وبين "إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة" وهذا دليل واضح بان "الزكاة" لها مفهوم آخر غير "الصدقة وإنفاق المال" إضافة إلى أن كلمة "الزكاة" لم ترد ولا مرة واحدة مقترنة مع كلمة "صدقة أو صدقات" وإنما دائما نجدها وبشكل لافت مقترنة مع "إقامة الصلاة"وعلى سبيا المثال لا الحصر :وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ﴿٤٣ البقرة﴾ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ﴿٨٣ البقرة﴾ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ ﴿١١٠ البقرة﴾ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ﴿١٧٧ البقرة﴾ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ ﴿٢٧٧ البقرة﴾ والى غيره من الآيات العديدة..
ويقوم مفهوم الصلاة على معنى "بناء الصلة" وبالتالي فإن "إقامة الصلاة" هي بناء الصلة بين المخلوق والخالق والحفاظ على دوامها واستمرارها و بهذا فإن أي آية تأمر بإقامة الصلاة فإنها تطلب منا العمل على تحقيق الصلة والتواصل مع الله سبحانه بالعمل الصالح والإحسان للناس قولا وفعلا وإقامة العدل وأعمار الأرض..
وبهذا المفهوم نجد إن إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة شيئا واحدا يقوم به العبد وهو يعبد ربه في صلواته ذاكرا أو راكعا أو ساجدا وما يفعله في حياته وجميع معاملاته مع الناس. وهكذا يكون ايتاء الزكاة.. والآية التالية لهي خير دليل حيث تبين لنا مدلول كلام الله حين يصف عباده بتزكية النفس وتطهيرها وهم راكعون له غير مستكبرين : وَالذِينَ ءَامَنُواْ الذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُوتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ فليس بعد هذه الآية الجلية الواضحة من مفهوم أخر لمعنى الزكاة .
هذا هو مفهوم الزكاة في القرآن لمن أراد إن يتبع كلام الله العزيز الحكيم ولا نجد كتاب الله من الذكر الحكيم مفهوماً للزكاة يختلف عن ذلك..
ومعنى الزكاة في القرآن هو تطهير النفس من الاستكبار والعلو ليسمو بها صاحبها إلى الرفعة بالإيمان والتقوى والخنوع والخشوع والركوع والسجود إلى الله كما سبق وأن بينته سابقا ولا علاقة لكلمة "الزكاة" بإيتاء بإنفاق المال والصدقات..
إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لُكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [البقرة: 271.
فمن أتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين فهو يتزكى أي يطهر نفسه ولا يصح إن نقول زكى على ماله، ومن بذل المال جهاداً في سبيل الله وابتغاء مرضاته وأعطى الفقراء المهاجرين في سبيل الله فقد تزكى.
أما إيتاء المال كما بينه الله فهو إيتاء المال في الأوجه التي بينها الله لعباده سواء بالنفقة أم بالنذر أم بالصدقة أم بالوصية وليس في القرآن ما يشير إلى أن هناك مدلولاً خاصاً يخرج بها عن هذا المعنى العام في شيء وليس في القرآن ما يقصره أو يحدده على الربع من العشر يخرجه المسلم من ماله فتبرأ به ذمته على حسب فقههم السقيم..الذي يخالف القرآن والعقل والمنطق.. فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّى لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى" الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى". وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى إِلَّا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى وَلَسَوْفَ يَرْضَى.
نفس المعن أيضا: خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103)التوبة الصدقة جعلها الله سبحانه لتزكية النفس وهو ما يعنى تطهيرها من الذنوب ومن الفساد ومن الفحشاء والمنكر والرقي بها إلى درجات الإيمان والتقوى.. إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لُكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [البقرة: 271].
وهذا لا يعني أن كل من تصدق يكون قد تطهر وتزكى والدليل في قوله سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ.. 264البقرة
والمعنى في الآية واضح أبلغ من الكلام ولا يحتاج المزيد من الشرح..
أما تحديد النصاب بما يسمى بالزكاة بـ 2,55 % أو كما صيغ بنسب أخرى...ولا يجوز إخراجه الا بعد مرور حول فهو قمة الاستهزاء والضحك على ذقون الفقراء والمساكين والمحتاجين.. الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ(274)البقرة
وما يقولون ويشرعون إلا منكرا من القول وزور وكله افتراء على الله رسوله لان الله لم يحدد أي نسبة معينة تؤخذ من أموالهم لتزكية أنفسهم مما قل أو كثر من نصيب أموالهم ولا معنى للنصاب أو إخراج المال لحين بلوغ الحول أو ما يسمى بزكاة الفطر مما يروج له أهل السنة ومن اتبعهم من الضالين..
والآية الوحيد التي جاء فيها تحديد هي آية "الغنائم" أو "الفيئ"۞ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ.. (41)الأنفال والعمل بها غلبا ما يكون في حالة الحرب أو في بعض الحالات الخاصة..
وانفاق المال والصدقة ليس لها مقدار ولا وقت معلوم كما يدعي المفترون على الله والكاذبون وهذه الآيات وحدها تنسف ما يفترون : والَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ(274)سورة البقرة
وأخيرا أختم بهذه الآية كخلاصة لما سبق وذكره في هذا المنشور:
لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (92) ۞ آل عمران
ربنا أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه..وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه..
..تحياتي ودمتم جميعا على محبة القرآن ..
"
وهكذا المادة مفهوم الزكاة بين القرآن والتراث:بقلم محمد الصادق العايب
هذا هو كل المقالات مفهوم الزكاة بين القرآن والتراث:بقلم محمد الصادق العايب هذه المرة، ونأمل أن توفر فوائد لكم جميعا. حسنا، أراك في وظيفة أخرى المقال.
كنت تقرأ الآن المقال مفهوم الزكاة بين القرآن والتراث:بقلم محمد الصادق العايب عنوان الرابط https://notscrets.blogspot.com/2017/06/blog-post_7395.html
0 Response to "مفهوم الزكاة بين القرآن والتراث:بقلم محمد الصادق العايب"
إرسال تعليق