خمسون عاما بعد الهزيمة والوضع من أزمة إلى أخرى محمد عبد الحكم دياب

خمسون عاما بعد الهزيمة والوضع من أزمة إلى أخرى محمد عبد الحكم دياب - مرحبا أصدقاء ليس سرا مرة أخرى, في هذه المادة تقرأ هذه المرة مع العنوان خمسون عاما بعد الهزيمة والوضع من أزمة إلى أخرى محمد عبد الحكم دياب, لقد أعددنا هذا المقال لك القراءة واسترجاع المعلومات فيه. نأمل أن محتويات الإعلانات المادة آخر الأخبار، نصائح صحية، والصحة، والرياضة, ونحن نكتب لكم يمكن أن نفهم. حسنا، قراءة سعيدة.

عنوان: خمسون عاما بعد الهزيمة والوضع من أزمة إلى أخرى محمد عبد الحكم دياب
حلقة الوصل : خمسون عاما بعد الهزيمة والوضع من أزمة إلى أخرى محمد عبد الحكم دياب

اقرأ أيضا


خمسون عاما بعد الهزيمة والوضع من أزمة إلى أخرى محمد عبد الحكم دياب


طلب مني زميل مخضرم بأن أدلي بدلوك بمناسبة مرور خمسين عاما على هزيمة 1967 واعتذرت، ولم يمض يومان على طلب الزميل حتى عاجلني بريدي الألكتروني برسالة بعث بها صديق عزيز يقيم في السويد؛ لخص فيها حوارا دار بينه وبين الأصدقاء المهتمين في المهجر، وطلب مني ومن كاتب آخر تناول المناسبة المؤلمة في ذكراها الخمسين؛ شعرت أن مرور نصف قرن على هزيمة أريد لها أن تعشش في عقولنا أبد الدهر قد يكون مطلوبا؛ خاصة أن كتاب المناسبات والحملات يجترون وينقلون ما تكتبه أجهزة الدعاية السوداء، وأصبحت كتابات نمطية؛ إما نادبة للحظ أو جالدة للذات، وهو جنس من الكتابة يقوم على التصنيف؛ إما أن تكون مع هذا وضد ذاك، وتراجعت عن اعتذاري لزميلي، وإذا ما كُسرت هذه القاعدة تبقى هذه المرة استثناء.
معركة 1967 تركت في الحلق غصة وأحدثت في النفس ندوبا غائرة لا تندمل بسهولة، وبالنسبة لي فقد اختلط فيها الخاص بالعام، وقد وقعت الهزيمة أو النكسة؛ وكنت من بين شباب يتطلع للعيش في وطن حر وأمة قوية مستقلة‫.‬ وما تختزنه الذاكرة هو ما بقي من حصيلة احتكاك بقوى ودوائر منها ما اقترب ومن تباعد، ومعها تجارب شخصية لشاب من زمن ما زال يوصف بـ«الزمن الجميل»، وكان متابعا للأحداث منذ أن كان تلميذا قبيل حصوله على الإعدادية في سنة 1956؛ سنة العدوان الثلاثي‫.‬ رأيت بعض ملامح المشهد تتشكل أمامي قبل حزيران/يونيو 1967، وبقدر ما كان مشهد الوحدة المصرية السورية جالبا للتفاؤل جاء الانفصال عام 1961 حاملا معه كل شرور الدنيا، وكان رد الفعل عليه حراك واسع في مصر أنتج حوارا وطنيا واسعا انتهى بصدور «ميثاق العمل الوطني»، ومع ذلك كان الانفصال اختبارا عمليا لهزيمة 1967‫.‬ وكانت كل المعلومات الموثوقة والموثقة تؤكد أن العدوان واقع لا محالة في صباح يوم الاثنين المشؤوم‫.‬ وكنت ساعتها مشدودا لتجربة منظمة الشباب المتميزة بمعاهدها لتأهيل وإعداد الشباب فكريا وسياسيا وميدانيا، وعرفت باسم المعاهد الاشتراكية للشباب، وهي المعاهد التي تحولت قبيل الحرب بأسابيع إلى معسكرات للتدريب العسكري وتأهيل الشباب على فنون الدفاع عن النفس ومقاومة العدوان‫..‬ وكان الإقبال على هذه المعسكرات كثيفا؛ وأثناء الحرب شاركنا في التدريب نهارا، وفي المساء نذهب إلى مواقعنا في وحدات الدفاع المدني‫..‬ وكنت مسؤولا عن حي «الطالبية» بالجيزة‫.‬ وكان مفهوم الوطن أوسع وأكبر من المعنى الانعزالي الذي استقر في أذهان جيل 1967 وما بعده‫.‬ علمنا بأخبار الهزيمة مساء الثامن وليل التاسع من حزيران/يونيو، حين تم الاستدعاء من معسكر الهرم إلى غرفة العمليات بالزمالك، وإبلاغنا بالوضع على الجبهة؛ سيطر الوجوم على الجميع وانهار بعضنا، وبعد تماسك كان علينا أن نتوجه إلى مواقع العمل لإبلاغ الناس حقيقة ما حدث، وكنت أحد ثلاثة وقع عليهم الاختيار للذهاب إلى مصنع كبير للمشروبات الغازية في الجيزة‫؛‬ هم أستاذ بمعهد الخدمة الاجتماعية بالقاهرة، وزميل موجه سياسي وأنا، على أن نصل في السابعة صباحا؛ موعد دخول نوبة العمل الصباحية وخروج الوردية الليلية وجمعهما معا‫.‬
وتجمع العمال والموظفون في القاعة الكبرى للمصنع ‫(‬المطعم‫)‬، وجلسنا معهم‫..‬ وكانت آثار الإرهاق والحزن واضحة على ملامحنا ومظهرنا، شعر الحاضرون بأن هناك شيئا غير طبيعي‫.‬ وقام أحدهم صارخا‫:‬ قولوا لنا‫:‬ هو احنا اتهزمنا‫..‬ وأجهش في البكاء‫.‬ واستطاع استاذ الخدمة الاجتماعية أن يقوم بمهمته بصعوبة بالغة ولم نستطع لا زميلي ولا أنا النطق، ولم نعرف كم استغرق ذلك من الوقت، وقيل أنها دقائق وقد طالت كأنها الدهر‫.‬ وحلت بنا هزيمة دون اشتباك في حرب فعلية، وهنا استرجع ردا منسوبا للبطل أحمد عبد العزيز بعد حرب فلسطين عام 1948‫..‬ كيف تهزمون وكنتم سبعة جيوش عربية‫..‬ رد‫:‬ هزمنا لأننا كنا سبعة جيوش عربية‫!!..‬ 
تحمل جمال عبد الناصر المسؤولية كلها‫..‬ وغير عبارة في خطاب التنحي من «اتحمل نصيبي من المسؤولية» إلى «فإنني على استعداد لتحمل المسؤولية كلها» وفور إنتهائه من خطابه خرجت الجماهير في كل الأنحاء وكأنها الطوفان ترفض الهزيمة وتطالب عبد الناصر بالتراجع عن قرار التنحي مرددة «حنحارب‫..‬ حنحارب‫..‬ حنحارب»‫.‬ ومثل خروج الناس في 9 و10 حزيران/يونيو نقطة تحول مكنت من وضع المهام العاجلة المتضمنة في خطاب التنحي كأساس لإزالة «آثار العدوان»‫.‬ وكانت «المهمة الأولى: أن نزيل آثار هذا العدوان علينا، وأن نقف مع الأمة العربية موقف الصلابة والصمود. وبرغم النكسة فإن الأمة العربية بكل طاقاتها وإمكانياتها قادرة على أن تصر على إزالة آثار العدوان. والمهمة الثانية: أن ندرك درس النكسة، وهناك فى هذا الصدد ثلاث حقائق حيوية: 1ـ إن القضاء على الاستعمار في العالم العربي يترك إسرائيل بقواها الذاتية، ومهما كانت الظروف ومهما طال المدى، فإن القوى الذاتية العربية أكبر وأقدر على الفعل‫.‬ 2- إن إعادة توجيه المصالح العربية في خدمة الحق العربي ضمان أولى، فإن الأسطول الأمريكي السادس كان يتحرك ببترول عربي، وهناك قواعد عربية وضعت قسراً – وبرغم إرادة الشعوب – في خدمة العدوان. 3- إن الأمر الآن يقتضى كلمة موحدة تسمع من الأمة العربية كلها، وذلك ضمان لا بديل له في هذه الظروف‫».‬ وبدأت على الفور حرب الاستنزاف بمعركة «راس العش» في أول تموز/يوليو 1967؛ بعد أقل من شهر من بداية الحرب‫.‬ 
وهناك تفاصيل كثيرة عن إعادة بناء مؤسسات الدولة؛ خاصة إعادة بناء جيش جديد بعقيدة قتالية مغايرة‫.‬ وكانت أقرب إلى الإعجاز؛ وحجبتها سحب الهزيمة السوداء، وما زال أباطرة المال ورموز الاستبداد والفساد والتبعية يتعاملون مع الهزيمة وكأنها قدر لا فكاك منه، وعلى الكل أن يرضخ‫.‬ ويبقى سؤال عن الأسباب الحقيقية لهذه الهزيمة المنكرة؟
من هذه الأسباب التزام العرب بعقيدة قتالية تعتمد الحرب الدفاعية ضد الدولة الصهيونية، وتمت ترجمة ذلك عمليا بنظم وهياكل دفاعية على خطوط التماس العربية مع الأرض المحتلة بأشكال مختلفة.‫.‬ ومع ذلك فقد واتت ظروف لتجاوز العقيدة الدفاعية؛ منها ظروف الانتصار السياسي في 1956 وإحباط النتائج العسكرية للعدوان، بجانب تعاظم القدرة العسكرية المصرية السورية. 
وزيادة تأثير المد الوطني والقومي وقيام ثورة 14 تموز 1958 العراقية، وانتصار الثورة الجزائرية عام 1962، وقيام منظمة التحرير الفلسطينية في 1964 واتساع رقعة العمل الفدائي الفلسطيني، وبدلا من تكوين «كتلة عربية» تملك قدرة الانتقال من الدفاع إلى الهجوم زاد اعتماد الساسة العرب على دور الدولتين العظميين (الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي)، فتجمدت قدرتهم على تطوير أساليبهم القتالية والعسكرية، وتركوا الزمام في يد العدو‫..‬
هذا بالإضافة لغياب العمل المشترك، وحتى أثناء الأعمال القتالية اعتاد كل طرف عربي العمل منفردا، ولم تتغير هذه العقيدة الدفاعية إلا بعد الهزيمة؛ «الصمود فالردع ثم التحرير»، وأتى ذلك بنتائج مغايرة قلبت موازين القوى لصالح العرب، وهو ما تحقق في حرب اكتوبر 1973، لكن ذلك لم يَطُل كثيرا، حين خذلت السياسة السلاح، واستُغِل النصر العسكري لإلحاق هزيمة سياسية مروعة لنا جميعا.. أوصلتنا إلى ما نحن فيه الآن‫..


-- 


وهكذا المادة خمسون عاما بعد الهزيمة والوضع من أزمة إلى أخرى محمد عبد الحكم دياب

هذا هو كل المقالات خمسون عاما بعد الهزيمة والوضع من أزمة إلى أخرى محمد عبد الحكم دياب هذه المرة، ونأمل أن توفر فوائد لكم جميعا. حسنا، أراك في وظيفة أخرى المقال.

كنت تقرأ الآن المقال خمسون عاما بعد الهزيمة والوضع من أزمة إلى أخرى محمد عبد الحكم دياب عنوان الرابط https://notscrets.blogspot.com/2017/06/blog-post_561.html

Subscribe to receive free email updates:

0 Response to "خمسون عاما بعد الهزيمة والوضع من أزمة إلى أخرى محمد عبد الحكم دياب"

إرسال تعليق