محاربة الفساد : الإشكالات والتخوفات بقلم سالم الحداد

محاربة الفساد : الإشكالات والتخوفات بقلم سالم الحداد - مرحبا أصدقاء ليس سرا مرة أخرى, في هذه المادة تقرأ هذه المرة مع العنوان محاربة الفساد : الإشكالات والتخوفات بقلم سالم الحداد, لقد أعددنا هذا المقال لك القراءة واسترجاع المعلومات فيه. نأمل أن محتويات الإعلانات المادة آخر الأخبار، نصائح صحية، والصحة، والرياضة, ونحن نكتب لكم يمكن أن نفهم. حسنا، قراءة سعيدة.

عنوان: محاربة الفساد : الإشكالات والتخوفات بقلم سالم الحداد
حلقة الوصل : محاربة الفساد : الإشكالات والتخوفات بقلم سالم الحداد

اقرأ أيضا


محاربة الفساد : الإشكالات والتخوفات بقلم سالم الحداد



la photo de profil de Salem Haddadرغم الضجة الإعلامية الهائلة التي حفت بالحرب على الفساد وتفاعل الشعب مع الحكومة لأول مرة بعد الثورة ، فإن الحصاد كان هزيلا حيث لم يقع إيقاف إلا عدد محدود في حين  أن الفساد استفحل وتوغل في كل المؤسسات وخاصة العمومية والإدارية وبالتحديد الأمن والجمارك ـ وهذا ما تؤكده المنظمات الدولية ــ مما جعل المتابعين يتساءلون  أين الحصاد ؟ وانطفأ الحماس أو كاد وعاد الشك يهيمن على المواطنين حول مصداقية الحملة وخلفيتها السياسية ، وهل هي معزولة عن الصراع الإقليمي والدولي ؟ 
1 ـــ الإشكالات
اكتشف الشاهد أن حزامه رخو، فالحزب الذي يحكم باسمه  لا يسنده بل إنه لا يثق به وقد صرح المسؤول الأول في الحزب السيد حافظ السبسي في أحد تسريباته قائلا:<< لقد أتينا به ليدعمنا ، فهاهو يدير لنا ظهره>>كما أن العنصر الفاعل والمموّل لهذا الحزب شفيق جراية تحداه في العديد من المنابر الإعلامية ووسمه بالعاجز<< فهو غير قادر على أن يدخل عنزة للسجن >> وقد استطاع جراية أن يحتوي الكثير من نواب النداء، وهكذا ادرك الشاهد أنه يقف في فراغ ، وهو معرض للاجتثاث في كل لحظة ، ويمكن لمسرحية زميله الصيد أن يعاد تمثيلها. لذا بادر بحرب استباقية لا تخلو من مغامرة ، وهي المراهنة على الشعب وعلى المعارضة . ولم يخيّب هؤلاء أمله في البداية رغم شكوكهم في قدرة الشاهد على تجاوز المنظومة التي أفرزته .وكانت الطبقة السياسية مقتنعة أن الشاهد سوف لن يسير بعيدا فستتعطل عربته عند منتصف الطريق او ربما في بدايتها ، فهو ابن الثورة المضادة وهي الحاضنة له ، فلن يبقى له وجود متى سحبت البساط من تحت أقدامه. كما أن الحزام السياسي الداعم للحكومة بمكوناته الثلاثة هو بين ضالع في الفساد أو ساكت عنه، فحزب النداء هو المتهم رقم واحد والنهضة بالرغم من عدم وجود حجة قاطعة على تورطها إلا أنها لا تريد أن تكون تحت بؤرة الشمس فهي تبحث عن ظل ظليل وركن مكين بعيدا عن الأضواء ، فأياديها ما زالت مرتعشة .أما حزب آفاق فمازال يتقاذف النيران الملتهبة مع المهدي بن غربية داخل الحكومة نفسها ، فقد اندلعت الحرب الكلامية منذ صفقة الإخوة لازار ونفخت فيها اتهامات عماد الطرابلسي فاستغلها ياسين إبراهيم ليرد السهم إلى نحر خصمه . كما أن منظمات المجتمع المدني ليست مستعدة لأن تراهن على شخصية سياسية لا تملك سلطة فعلية ميدانية ، فرصيدها الأول والأخير هو رئيس الجمهورية خلافا لما يقرّه الدستور. وأغرب ما في الأمر هو أن مشروع محاربة الفساد الذي يدعو له رئيس الحكومة يتناقض كليا مع مشروع رئيس الجمهورية الذي يدعو إلى العفو عن الفاسدين؟ وقد طرحت العديد من التساؤلات هل وقعت استشارة السيد الباجي أم أن الشاهد خدع نفسه وتحصّن بالدستور كما فعل سلفه؟ 
ولا يمكن ليوسف الشاهد أيضا أن يجد الدعم من الإدارة فهي المتهمة بممارسة كل أنواع  الفساد المادي والمعنوي ، الكبير والصغير، فهي أميل إلى عرقلته بعد أن صارت متكلسة ومتورطة وأخشى ما تخشاه الإدارة أن تفتح الملفات ويكشف عن المستور بالرغم من أن العديد منها أتلف مع الثورة وبعدها. وقد جاءت مواقف كل الأطياف مدعمة ومشجعة لمحاربة الفساد لكنها محفوفة بالتحفظات والاحترازات مما أفرغها من مصداقيتها.
من الواضح إذن أن الشاهد ــ رغم مشروعية إصلاحه ــ خاض حربا وهو لا يملك أي سند لا سياسي ولا اجتماعي ولا إداري خلاف للمشاريع الإصلاحية الكبرى التي تروم تحقيق أهداف اقتصادية واجتماعية شعبية تتحمس لها الجماهير وتناضل من أجلها. لذا فهي أقرب إلى الحرب الاستباقية ضد مركز الثقل في السلطة الذي كان يخطط لإبعاده عن رئاسة الحكومة. 
والسؤال هو :هل كانت الحرب على الفساد معزولة عن  الصراع الإقليمي وهو جزء من الحرب التي تخوضها الرجعية والإمبريالية ضد الثورة في الوطن العربي بداية من تونس؟
2 ــ التخوفات
 إن إحالة أي عنصر من الفريق المتهم بالفساد على القضاء العسكري وإبعاد القضاء المدني بتهمة ثانية هي الخيانة أمر يدعو للحيرة والقلق . ومع ثقة الشعب التونسي في الجيش الوطني وفي قضائه ، فإن هذا لا يمنع من طرح كل الاحتمالات مهما كانت ضعيفة، فتونس ليست معزولة عن الصراعات الٌإقليمية والدولية وما تفرزه من إغراءات وإكراهات وإملاءات على الأنظمة ، وهذا يفرض على الفعاليات الوطنية أن تطرح كل الإشكالات الصعبة التي قد تكون لها تداعيات غير سارة على استقلالية قطرنا ومسيرته الديمقراطية الغضة. وأهم التساؤلات التي يجب أن تُطرح هي : هل من علاقة مباشرة أو غير مباشرة لما يجري في تونس بالصراع في الخليج؟
 من المستبعد أن يكون الشاهد ضالعا في التحالف الأمريكي السعودي الإماراتي الذي يشن حربا على التحالف القطري الإخواني التركي إلا بوحي يوحى إليه، فمشاغله لا تتجاوز القطر التونسي، فهذه مهمة السيد الباجي ، لكن من المتوقع أن يستغل كل الظروف الداخلية والخارجية التي تقلّص من فاعلية خصومه وخاصة على المستوى الإقليمي فالصراعات التي تدور رحاها في ليبيا حركت العديد من الأطياف السياسية في تونس للتواصل مع أطراف الصراع هناك ، كلنا يذكر أن هناك ثلاثة وفود غير رسمية التحقت بليبيا: وفد بقيادة الشيخ راشد للمساعدة على المصالحة بعد استشارة رئيس الدولة وكان أقرب إلى ما يسمى بفجر ليبيا الإخواني، وقاد الوفد الثاني محسن مرزوق بعد استشارة رئيس الدولة أيضا وكانت وجهته الجيش الليبي بقيادة حفتر الذي يدعمه التحالف السعودي الإماراتي المصري، أما الثالث فهو ندائي بحت ولم يكن في حاجة إلى تأشيرة من الباجي بهدف إطلاق سبيل أطفال في السجون الليبية. وقد قام السيد شفيق جراية بتسهيل مهمة هذا الوفد ـــ حسب تصريحات أعضائه ــ لدى الأوساط الليبية التي كانت له صلة وثيقة بها ومنها عبد الحكيم بلحاج رئيس حزب الوطن الإخواني أو القريب من الإخوان وهنا مربط الفرس. ودون الدخول في التفاصيل التي لا يملكها إلا أصحابها وأجهزة المخابرات ، يبدو أن هذا التواصل ــ الذي لا يعرف أحد طبيعته بما في ذلك المحامون ــ هو منطلق تهمة الخيانة التي وجهت للسيد شفيق جراية وأحيل من أجلها على القضاء العسكري(حتى يأتي ما يخالف ذلك) .ومن الأكيد أن الطرف المناوئ لفجر ليبيا الإخواني سوف لا يكتفي بحصر هذه المسألة في إطار القطر التونسي بل سيسكب الزيت على النار ويزجّ بتونس في معركة ذات بعد إقليمي ودولي لا ناقة فيها ولا جمل،.فالثورة التونسية مستهدفة منذ اليوم الأول من القوى الاستعمارية والرجعية العربية لسبب بسيط أنها أعادت السيادة للشعب بعد أكثر من خمسين عاما من حياة الرعية. ويتمحور الصراع اليوم بين معسكرين: معسكر قطري تركي ومعسكر سعودي إمارتي بعمامة أمريكية ، وكل منهما يسند الإرهاب بالمال والسلاح والحشد بل لكل منهما أذرع مسلحة في سوريا تدمّر وتنجز المخطط الاستعماري في تقسيم المقسّم، وهما لا يفترقان إلا في نقطة واحدة وهي أن المعسكر القطري التركي لا يرفض ثورات الربيع العربي بل يدعمها شريطة أن تكون تحت مظلة إخوان المسلمين ، وهذا ما تُسوّق له قناة الجزيرة ، فهو معسكر ليبرالي تحرري يتماشى مع إرادة الشعوب في التغيير، أما المعسكر السعودي الإماراتي فهو يرفض الثورة ويرفض الإخوان ويعتبر هؤلاء أصل البلاء، فكل التنظيمات الإخوانية إرهابية حتى وإن لم ترفع السلاح، وهي دوما تحرض الأنظمة على استئصالهم كما حصل في مصر، وكاد أن يحصل في تونس. ومازال لهذين المعسكرين حضور في بلادنا فلكل منهما دحلانه ، وأخشى ما نخشاه أن ينزلق النظام بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ، عن طريق الإغراء أو التهديد إلى هذا المستنقع. وكل ما يرجوه الشعب أن تكون محاربة الفساد بعيدة كل البعد عن هذا الصراع العقيم المدمر، وحتى لا تداهمنا المفاجآت غير السارة ، فإنه يتوجب على الفعاليات الوطنية وبالتحديد على الاتحاد العام التونسي للشغل أن يعرف الحقيقة.ولماذا الاتحاد بالذات؟
 إن أغلب الأحزاب وخاصة الحاكمة والمنبثقة عنها والقريبة منها، صار همها خدمة الحزب قبل الوطن والذات قبل الحزب. والفاعلية المؤهلة أكثر من غيرها حتى لا أقول الوحيدة هي الاتحاد العام التونسي للشغل.فبالإضافة إلى ماضيه الناصع في خدمة المسحوقين والوطن والقضايا العادلة ، ليس به زعامة تنفرد بأخذ القرارات وتخضع للضغوطات والإملاءات أو تنساق مع الإغراءات الداخلية أو الخارجية ، الظاهرة والخفية ، فهو إلى حد بعيد قيادة جماعية ، وقد سبق له أن أنقذ سفينة نوح من السقوط في الهاوية. وهذا ما يجعله محل اطمئنان الأغلبية الساحقة من الشعب التونسي ، فعليه أن يعرف الحقيقة وأن يقول كلمته ويطمئن الشعب التونسي حتى يخرج من دائرة الشكوك والحيرة ، فيكفي الشعب ما يعانيه من إكراهات اجتماعية يومية.
سالم الحداد/ زرمدين/المنستيرـــ 7 جوان 2017


وهكذا المادة محاربة الفساد : الإشكالات والتخوفات بقلم سالم الحداد

هذا هو كل المقالات محاربة الفساد : الإشكالات والتخوفات بقلم سالم الحداد هذه المرة، ونأمل أن توفر فوائد لكم جميعا. حسنا، أراك في وظيفة أخرى المقال.

كنت تقرأ الآن المقال محاربة الفساد : الإشكالات والتخوفات بقلم سالم الحداد عنوان الرابط https://notscrets.blogspot.com/2017/06/blog-post_507.html

Subscribe to receive free email updates:

0 Response to "محاربة الفساد : الإشكالات والتخوفات بقلم سالم الحداد"

إرسال تعليق