حرب الخليج الرابعة، محاولة لفهم ما يجري بقلم عقيل البكوش

حرب الخليج الرابعة، محاولة لفهم ما يجري بقلم عقيل البكوش - مرحبا أصدقاء ليس سرا مرة أخرى, في هذه المادة تقرأ هذه المرة مع العنوان حرب الخليج الرابعة، محاولة لفهم ما يجري بقلم عقيل البكوش, لقد أعددنا هذا المقال لك القراءة واسترجاع المعلومات فيه. نأمل أن محتويات الإعلانات المادة آخر الأخبار، نصائح صحية، والصحة، والرياضة, ونحن نكتب لكم يمكن أن نفهم. حسنا، قراءة سعيدة.

عنوان: حرب الخليج الرابعة، محاولة لفهم ما يجري بقلم عقيل البكوش
حلقة الوصل : حرب الخليج الرابعة، محاولة لفهم ما يجري بقلم عقيل البكوش

اقرأ أيضا


حرب الخليج الرابعة، محاولة لفهم ما يجري بقلم عقيل البكوش

الغموض
نتيجة بحث الصور عن عقيل البكوشبريد الحرية -يكتنف ما يجري هذه الأيام في منطقة الخليج العربي، بين مجموعة من الدول العربية ودولة قطر، الكثير من الغموض، وتبدو تحليلات كثير من المتابعين والمتخصصين في التحليل السياسي وفي العلاقات الدولية وصحفيون بارزون مفتقدة للترابط المنطقي، كأنما هناك حلقة مفقودة، أو معلومات منقوصة، تجعل التحاليل المقدمة مجرد تخمينات تفتقد للدقة والموضوعية والصلابة المنطقية.
التحليلات والآراء:
يُجمع أغلب المحللين أن السعودية نجحت في شراء ذمة الرئيس دونالد ترامب بدفعها له ما يناهز ال 460 مليار دولار، وهو مبلغ فلكي جعل الرئيس الامريكي يقلب على إمارة قطر التي تحتضن أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة.

يبدو هذا التحليل سطحيا، فهو من ناحية أولى، يغفل أن سياسات الولايات المتحدة الامريكية الخارجية لا يغيرها رئيس دولة ولا تخضع لأهواء الأفراد ولو كانوا أفرادا منتخبين لأعلى منصب في الحكومة، وإنما هي ثمرة استراتيجيات موضوعة يخطط لها استراتيجيون كبار يشتغلون في مؤسسات دستورية معروفة، ومن ناحية ثانية، لا يجيب هذا التحليل عن سؤال: لماذا دفعت المملكة لترامب ؟ ولماذا قررت حصار قطر وضربها ؟ لماذا الآن تحديدا ؟
هناك جواب قدمه ناصر قنديل في حوار مع قناة المنار، ومضمونه أن الخلاف بين السعودية وقطر ناتج عن التنافس بين الدولتين على ارضاء الكيان الصهيوني، ولما كانت المملكة العربية السعودية أكثر أهمية من الناحية الاقتصادية والرمزية الدينية والسياسية وذات التأثير القوي في الحكومات العربية والاسلامية، فإن الكيان الصهيوني ومن ورائه الولايات المتحدة الأمريكية مستعد للتضحية بحليفه الصغير قطر.
ما ذكره ناصر قنديل مهم ولكنه أيضا لا يجيب عن سؤال: لماذا الآن ؟
قدم عبد الباري عطوان في شريط فيديو نشره على الانترنات تحليلا لما يجري معددا حيثياته وتجلياته، ولكنه أيضا لم يزد على أن فسّر الخلاف وتداعياته الآنية، دون أن يجيب على السؤال: لماذا تأجج الخلاف بين السعودية وقطر ؟ ولماذا الآن ؟ واكتفى بالقول أنه لا يعلم إلى أين ستسير الأمور.
من جهته قدم سامي كليب على صفحته في شبكة التواصل الاجتماعي نصا تعرض لتجليات المشكل معتبرا أن إيران هي المقصودة وليست قطر ولكنه لم يفسّر كيف ذلك ؟
من ناحيتنا سنحاول الربط بين الأحداث والوقائع التي تجري بسرعة مدهشة وغموض عجيب، عسى أن نجد مدخلا لفهم ما يجري.

ما يجمع بين السعودية وقطر
يُخيّلُ للمراقب أن انتماء الدوحة والرياض إلى منظومة سياسية واقتصادية ومذهبية واحدة يجعل سياستهما منسجمة ومتناغمة، فالدولتان تنتميان إلى منظمة المؤتمر الاسلامي والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي، لا بل تخوض الدولتان نفس الحروب تقريبا في مناطق متفرقة من الوطن العربي، فهما الحليفتان لإسقاط معمر القذافي وهما الحليفتان في سوريا واليمن، تدفعان بسخاء لتغيير الخارطة السياسية في المنطقة، وقد نجحتا معا في ليبيا وفشلتا معا في سوريا واليمن، ولكنهما، وهذا مهم جدا في تقديرنا، اختلفتا في تقييم ما جرى في مصر، فقد جاءت الانتخابات التي أعقبت سقوط نظام حسني مبارك بالإخوان المسلمين، حلفاء قطر، إلى سدة الحكم، ففيم اختلفتا في التقييم ؟ أليس الاخوان المسلمون حلفاء السعودية أيضا ؟
عناصر قوة المملكة العربية السعودية:
منذ وفاة جمال عبد الناصر وتراجع دور مصر في الوطن العربي، اصبح نفوذ المملكة العربية السعودية، يزداد يوما بعد يوم، وزاد من قوته وعنفوانه تراجع العراق بداية من سنة 1991 الذي تزامن مع انهيار الاتحاد السوفياتي والتغير الجيواستراتيجي الذي أدى إلى أحادية قطبية أصبحت بمقتضاها الولايات المتحدة الأمريكية هي القوة العظمى الوحيدة في العالم والتي " تعربد" فيه كما تشاء، ثم سقط العراق في يد امريكا وايران بداية من سنة 2003، فأصبحت بالتالي السعودية هي القوة الكبرى في المنطقة العربية.
القطبية الدينية:
تتمتع المملكة بمجموعة من العناصر تجعل منها القوة الأكثر تأثيرا في المنطقة بعد تراجع دور مصر وتفكك العراق، تتمثل أساسا في قوتها الرمزية المتمثلة أساسا في وجود المناطق الاسلامية المقدسة على أراضيها، وهي تعتبر نفسها راعية الاسلام والمسلمين في العالم، ويُلقّب ملكها ب" خادم الحرمين الشريفين"، يحج إليها المسلمون من كل أنحاء العالم وتسهر على بناء الجوامع ونشر الدين على المذهب الوهابي في كل أرجاء الكرة الأرضية.
الاقتصاد:
العنصر الثاني الذي يكمل العنصر الأول، هو حيازتها على ثروة نفطية كبيرة، فهي تحتل المرتبة الثانية عالميا في إنتاج النفط والتاسعة في إنتاج الغاز، يضاف إليها مداخيل الحج والعمرة، لتُصبح من أغنى الدول في العالم.
عناصر قوة إمارة قطر:
أما قطر فهي دويلة صغيرة على أطراف الخليج العربي، تحتل المرتبة الخامسة عالميا في إنتاج الغاز وال 24 في إنتاج النفط، تتبع المذهب الوهابي وهو ما يجعلها منطقيا، وبحكم ضعف انتاجها مقارنة بالسعودية واتباعها المذهب الذي تأسست على أساسه مملكة آل سعود، في مرتبة التابع للجار الأكبر وليس المنافس له.
غير أن قطر خلقت عناصر قوتها التي تجعلها قادرة على مناطحة السعودية والعمل على افتكاك قيادة الخليج والوطن العربي وحتى العالم الاسلامي منها، تمثلت عناصر القوة تلك في ثلاثة عناصر على الأقل:
قناة الجزيرة:
 الأول تمثل في قناة الجزيرة الذراع الإعلامية القوية للدويلة الصغيرة، والتي تنتج البرامج السياسية والثقافية والدينية وتحتكر البث الرياضي لأهم مقابلات كرة القدم مثل كأس العالم وكأس افريقا، هذه القناة التي كان لها تأثير كبير في المشاهد العربي وأحرزت أعلى نسب مشاهدة في الوطن العربي، على الاطلاق، وهي القناة التي تمكنت من صناعة رأي عام على نطاق عربي واسع، تمكنت من استعماله في تأجيج التحركات الاحتجاجية التي تحولت إلى عمليات إسقاط لنظم عربية بضوء أخضر أمريكي أكيد.
القطبية الثقافية:
العنصر الثاني،هو استقطاب قطر لكثير من كبار المثقفين في الوطن العربي، عن طريق المركز العربي لدراسة السياسات الذي يشرف عليه عزمي بشارة والذي افتك الأضواء من مركز دراسات الوحدة العربية ذائع الصيت.
الإخوان المسلمون:
العنصر الثالث، الذي صنع قوة قطر هو استقطابها لقيادات تنظيم الإخوان المسلمين ذي الشعبية الواسعة، والذي كان لها يد في إيصاله للسلطة في عدة دول عربية سواء عن طريق الاعلام أو المال أو المخابرات، وكان ذلك يتم بمباركة خليجية ودولية، وأصبح النظام العربي الرسمي الذي كان مواليا للسعودية مع حكام ما قبل 2011، أصبح يوالي قطر بعد 2011، ولم ينفع الانفاق الذي بذلته دولة الامارات العربية المتحدة في إرجاع النظام العربي إلى قيادة السعودية.
قد تكون السعودية استشعرت الخطر إثر فوز الإخوان المسلمين الموالين لقطر في تونس وخاصة مصر إضافة إلى إخوان ليبيا والمغرب الأقصى، لقد سقط كل شمال افريقيا العربي بيد قطر وهو ما يعني أن مناطق نفوذ السعودية أصبحت تتساقط تباعا، وأن الإخوان صاروا يطوقون السعودية من عدة جهات، واستشعرت السعودية خطر المثلث المصري – التركي- القطري، فكان انقلاب عبد الفتاح السيسي على محمد مرسي،  وكانت محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا لإسقاط نظام الاخوان المسلمين هناك، وكان التعويل على الباجي قائد السبسي لإسقاط النهضة، كما حاولت السعودية تدبير انقلاب في قطر ولكنها لم تنجح.
مصر:
كسبت السعودية مصر من جديد، وكان التهديد الأكبر لنظام عبد الفتاح السيسي هو تنظيم الاخوان المسلمين الذين فرّ أغلب قادتهم إلى قطر، ومن هناك، من الدوحة، أصبحوا يدبرون العمليات العنيفة ضد النظام المصري، فكان لا بد لقطر أن تعود لجادّة السعودية، يُضاف إلى ذلك العمل الذي يقوم به عبد الفتاح السيسي ضد الاخوان وقطر، حيث أقنع المملكة بأنه حليفها الدائم  بمشاركته إياها في التحالف العربي ضد اليمن وبالتنازل عن جزيرتي تيران وصنافير لها.
كان ضروريا لأمن النظام في مصر أن يحمي حدوده الغربية حيث يعربد الاخوان المسلمون والسلفيون الجهاديون وتعمّ حالة من الفوضى والقتال الذي لا يتوقف في ليبيا والذي يشكل، بالإضافة إلى ما تقوم به قطر وحركة حماس أكبر تهديد لاستقراره، وكان دعم الاخوان في ليبيا يأتي من تركيا وقطر عبر طرق ومحطات متعددة عن طريق البحر أو عبر الحدود التونسية الليبية، فتمكن السيسي من قطع الممر البحري بمراقبة ومحاصرة المياه الاقليمية اللليبية، ثم أوعزت السعودية والامارات العربية المتحدة خلال القمة الأخيرة التي بارك فيها دونالد ترامب حصار قطر، إلى الباجي قائد السبسي بتتبع شبكات نقل السلاح إلى ليبيا، فنفذ الأمر حال عودته من الرياض، مدّعيا انها حملة على الفساد والفاسدين، واستشعرت حركة النهضة الخطر فأسرعت بالارتماء في أحضان السبسي من خلال الوثيقة المشتركة الموقعة في مجلس النواب بحضور راشد الغنوشي وحافظ قائد السبسي. كما أسرع يحي السنوار القائد الجديد في حركة حماس للقاء المسؤولين المصريين والالتزام بعدم التدخل في شؤون مصر.
إيران:
بين السعودية وإيران خلاف قديم نسبيا، فقد وقف النظام السعودي مع العراق في حرب الثماني سنوات ضد إيران، كما تجلى الخلاف في عدة أحداث هنا وهناك وخاصة خلال الحج في الحرم المكي حيث اتهمت السعودية ايران بالوقوف وراء حالة الفوضى التي حدثت ذات حج، واتهمت ايران السعودية بسوء معاملة رعاياها، كما كانت ايران الداعم الأول لحزب الله في لبنان وكانت السعودية الداعم الأول لمنافسه الحريري، حيث كادت الأمور أن تنزلق إلى حرب أهلية في لبنان بين الطرفين، كما وقفت السعودية ودول الخليج ومنها قطر، وتركيا إلى جانب ما سُمي بالثورة السورية وقامت بتسليحها ودعمها بالمقاتلين، بينما قامت إيران بمعاضدة النظام ودعمه، ووقفت المملكة إلى جانب نظام هادي في اليمن بينما وقفت إيران إلى صف الحوثيين الذين، ويا للغرابة، دعمتهم المملكة ضد عبد الناصر في الستينات،وفي العراق أيضا وبعد أن دعمت السعودية إسقاط صدام حسين ونظام البعث، انقلبت على موقفها الأول لما رأت أن ايران هي من تجني المكاسب من سقوط العراق فطفقت تدعم مقاومة حزب البعث والمجموعات الجهادية السلفية هناك.
وكان طبيعيا والمملكة تحتكر تمثيل المسلمين السنة وإيران تحتكر تمثيل المسلمين الشيعة، أن يستمر الصراع عقودا كاملة، وكان طبيعيا أيضا، في غياب العراق، أن يصبح الصراع وجها لوجه. وكان طبيعيا أيضا أن يلتجئ أمير قطر تميم بن حمد إلى إيران بعد أن يئس من امكانية فض نزاعه مع السعودية خاصة بعد أن قام بمبادرة لامتصاص الغضب السعودي تمثلت في تسليمه المعارض السعودي محمد عبد الله العتيبي إلى آل سعود، فقبض آل سعود على العتيبي ولم يغيروا موقفهم الحاد من قطر.
الولايات المتحدة والكيان الصهيوني:
من المرجح أن يكون ما قاله ناصر قنديل حول رغبة الصهاينة بالتطبيع مع السعودية وأولويته عندهم على التطبيع الحاصل منذ زمن مع قطر، واستعدادهم للتخلي عن قطر إذا ضمنوا كسب السعودية، صحيحا، ولكن هل يمكن لقطر أو السعودية أن يتصرفا دون إذن أمريكي ؟ أليس مجرد أمر من الولايات المتحدة لأمير قطر وملك السعودية يُنهي الأزمة برمتها ويجعلهما يتعانقان ويقبلان يعضهما البعض، فلماذا تخلّت الولايات المتحدة عن محميتها قطر؟
في اعتقادي، أن إزاحة تميم بن حمد من الحكم لصالح حاكم يسير في فلك المملكة، ربما يكون سعود بن ناصر آل ثاني، سيجعل الموقف الخليجي والعربي موحدا ضد إيران، فقد مضت قطر في مناطحتها للسعودية أشواطا، وليس من اليسير أن تتخلى على مفاتيح قوتها التي ذكرناها سابقا ( الجزيرة والإخوان المسلمين )، سيصبح العرب بعد أن ضعفت سوريا، وجها لوجه مع إيران، التي يجب أن تنتهي كدولة كبرى في المنطقة، مالكة للهندسة النووية وقادرة على صنع السلاح الاستراتيجي، والتي عطلت مع روسيا المخطط الصهيو أمريكي لتفتيت سوريا إلى كنتونات اثنية ومذهبية، كمقدمة لسحق آخر نفس مقاوم وقادر على إيلام الصهاينة وهو حزب الله، ذلك المخطط الذي كان متوقعا نجاحه في 2012، والذي أضحى تقهقر اليوم، ويسير الهوينا نحو الفشل.
هذا إضافة إلى تنشيط سوق السلاح والدواء والإعداد لعمليات إعادة الإعمار بعد الحرب، الذي ستجني منه الولايات المتحدة تريليونات الدولارات وسينشط الدورة الاقتصادية الأمريكية ويضخ فيها جرعات قوية من الأكسيجين.
تركيا:
لماذا انضمت تركيا إلى قطر في هذا الصراع؟ هل لأن الحزب الحاكم في تركيا حزب إخواني ؟
في تقديري، المسألة أبعد من ذلك بكثير، إن سقوط ايران سيجعل من قيام دولة كردية أمرا يسيرا، هذه الدولة التي ستدعم بكل قوة انفصال أكراد تركيا وانضمامهم إلى الدولة الإثنية الكبرى، وستشكل خنجرا في خاصرة الاتراك يمنع استقرارهم ويضعف نموهم ويهدد مستقبلهم وخاصة وأن المناطق الكردية تحتوي على مخزون هائل من النفط.
والله أعلم




       


وهكذا المادة حرب الخليج الرابعة، محاولة لفهم ما يجري بقلم عقيل البكوش

هذا هو كل المقالات حرب الخليج الرابعة، محاولة لفهم ما يجري بقلم عقيل البكوش هذه المرة، ونأمل أن توفر فوائد لكم جميعا. حسنا، أراك في وظيفة أخرى المقال.

كنت تقرأ الآن المقال حرب الخليج الرابعة، محاولة لفهم ما يجري بقلم عقيل البكوش عنوان الرابط https://notscrets.blogspot.com/2017/06/blog-post_465.html

Subscribe to receive free email updates:

0 Response to "حرب الخليج الرابعة، محاولة لفهم ما يجري بقلم عقيل البكوش"

إرسال تعليق